الشريعة قامت على السماحة واليسر وجمعت بين جمال الظاهر والباطن - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215446 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61211 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-07-2021, 03:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي الشريعة قامت على السماحة واليسر وجمعت بين جمال الظاهر والباطن

خطبة الحرم المكي - الشريعة قامت على السماحة واليسر وجمعت بين جمال الظاهر والباطن







جاءت خطبة الحرم المكي بتاريخ 15 من ذي القعدة 1442هـ، الموافق 25/6/2021م، للشيخ فيصل غزاوي مبينة أن معرفة الرب -سبحانه وتعالى- من خلال خلقه للكون وإبداعه -سبحانه- له، فأتم الخلق معرفة بكماله وجلاله وجماله، ويكفي في جماله أنّ كل جمال ظاهر وباطن في الدنيا والآخرة من آثار صنعته، فما الظن بمن صدر عنه هذا الجمال وأشرقت الظلمات لنور وجهه؟!

ثم بين الشيخ غزاوي أن من أسماء الله الحسنى (الجميل)، فهو جميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، كما أنه يُعبد بالجمال الذي يحبه، بأن يتجمل الناس به ويتزينوا عبادةً لله ربهم، وعمارة للأرض أيام حياتهم، ومما يَحسُن بيانه أن قوله - صلى الله عليه وسلم - عن ربنا ذي الجلال والإكرام يحب الجمال ينتظم دين الله كله، فتتناول محبته -سبحانه- للجمال أن يُجمّل المرء قلبه وقوله وجوارحه وأعماله، فيحب من عبده أن يُجمّل لسانه بالذكر وأطيب الكلام وأحسن الحديث، ويُجمّل قلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل، وغيرها من العبادات التي تُزكي القلب، كما يُجمّله بإبعاده عن أمراضه من ضغينة وحسد وغش وخيانة وعُجب وغرور وغير ذلك؛ فهي تتنافى مع ما ينبغي أن يكون عليه القلب من جمال وبهاء.

جمال الجوارح بالطاعات والسيرة بالأخلاق

وأضاف الشيخ غزاوي، أن على المرء أن يُجمّل جوارحه بالطاعات والأعمال الصالحات، ويُجمّل سيرته وسلوكه بالأخلاق الفاضلة والآداب الكريمة، ويُجمّل بدنه وهيئته بإظهار نِعَم الله عليه في لباسه وتطهيره له من الأنجاس والأحداث والأوساخ، والحرص على نظافة جسده وطيب ريحه بالاغتسال والتطيب وإزالة الأدناس والأقذار والروائح الكريهة، وتعاهد سنن الفطرة من الختان وتقليم الأظفار، ونتف الإبط وحلق العانة، وقص الشارب مع الاقتصار في الزينة على ما أباح الله منها، وعدم التشبه بأعداء الله مما هو من خصائصهم في لباسهم وهيئاتهم.

الحذر من الإسراف والمخيلة

ثم أكد إمام الحرم المكي أنه يجب الحذر عند التزين والتجمل من الإسراف والمخيلة، وتجاوز التجمل المحمود المشروع إلى المذموم الممنوع؛ بحيث يرى القبيح حسنًا وتغيير خلق الله زينة وجمالا، فلا عَجَب عندئذ أن يصبح في نظره إظهار مفاتن الجسد والتبرج والسفور وترك العفة عند المرأة، والتخنث والميوعة عند الرجل من مظاهر الجمال والمحاسن، وهذا انتكاسٌ في الفطرة، وانحراف في السلوك، وفساد في الذوق، ونبذ لتعاليم الإسلام، فالتدين بالإسلام هو تمثل قيم الجمال، والتزين بأنوارها في السلوك والوجدان، ومتى أسلم المرء جَمُلَ حاله، وازدانت فِعاله، وحسنُت خِصاله.

عناية الإسلام بتجميل الباطن

وبين فضيلته أن الإسلام اعتنى بتجميل الباطن وتزيينه، حتى إذا أخذت الروح جمالها، سرى ذلك بالضرورة إلى ظاهر العبد فكساه، وزيّنه بمحاسن الإسلام الظاهرة في تشريعاته وأحكامه المحققة للسعادة والفلاح في الدارين، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «ألا وإنّ في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب».

صور جمال التدين في الإسلام

واستعرض الشيخ غزاوي صور الجمال لممارسة التدين في الإسلام فقال: إننا نلتمس محاسن التعبد لله، ونعجز عن تعدادها، فكل طاعة نتقرب بها إلى الله فهي حُسن وجمال يحبه الله -جل في علاه-، وأعظم ذلك جمالا في العبد وحسنا المحافظة على مباني الإسلام.

جمال الصلاة

فالصلاة جمال ونقاء وصفاء، فهي الصلة بين العبد وبين ربه ومناجاة لخالقه، وإذا أقبل عليها بقلب خاشع أحسّ بالسكينة والطمأنينة والراحة، وهي سلوته عند النوائب، والصلاة نور، نور يُزيل ظلام الزيغ والباطل؛ ونور إذ تكسو صاحبها جمالا وبهاءً، وتُهذب روحه وتُنير قلبه، وهي ماحية لخطايا العبد ومُذهبة لذنوبه، كما أنها تُربي في النفس دوام مراقبة الله -تعالى- وخشيته واستشعار محاسبته.

جمال الزكاة

والزكاة جمال، ففيها تطهير للنفس من الشح والبخل، وتعويد على الكرم والبذل الذي هو سبب لانشراح الصدر، وفيها تحقيق معنى التكافل الاجتماعي.

جمال الصيام

والصيام جمال، فهو مدرسة تُربّي الروح وتُقوّي الإرادة، وبه تصفو النفوس من أكدارها، والأبدان من أدرانها، وفيه شعور بحاجة الجائعين والمحرومين.

جمال الحج

والحج إلى بيت الله الحرام جمال، فهو يُنقّي العبد من الخطايا والذنوب، ويستهدف سمو الأخلاق وتهذيب النفوس من المثالب والعيوب، وترويضها على مقاومة شهواتها، واتصالها بالله خالقها، ويدعو إلى اجتماع المسلمين وترابطهم وتقوية أواصر الأخوة بينهم.

الإسلام دين كله حُسن

وأضاف، ما أجمل دين الإسلام! فقد أمر بكل حُسن، ودعا إلى كل خير وفضيلة، ونهى عن كل سوء، وحذر من كل شر ورذيلة، وأمر بسائر الآداب ومحاسن الأخلاق مثل الصدق والحلم والأناة، والتواضع والحياء، والوفاء بالوعد وحفظ السر، والرحمة والعدل والشجاعة والصبر، والألفة والقناعة والعفة، والإحسان والسماحة والأمانة، والشكر على المعروف، وكظم الغيظ، وبر الوالدين، وصلة الرحم، والإحسان إلى الجار، وحفظ مال اليتيم ورعايته، ورحمة الصغير واحترام الكبير، والرفق بالخدم والحيوانات، وإماطة الأذى عن الطريق، والكلمة الطيبة والعفو والصفح عند المقدرة، والنصيحة وإغاثة الملهوف وقضاء حوائج المسلمين وإدخال السرور عليهم، وإنظار المعسر، والإيثار والمواساة، والتبسم، وعيادة المريض، ونصرة المظلوم، والهدية، وإكرام الضيف، ومعاشرة الزوجة بالمعروف، وإفشاء السلام، وغيرها من الآداب والأخلاق التي تُضفي جمالًا وبهاءً على من تحلى بها.

استثارة معاني الجمال

ثم بين الشيخ غزاوي أن مقابل ها الجمال ارتكاب المعاصي والآثام، فهي تقبح المرء وتشينه وتفقده حسنه وجماله، وإذا وقع المسلم في مُحَرّم ولو كان من الكبائر فلا يُتخلى عنه، بل يُعان بدعاء الله له بالتوبة، ونصحه، واستثارة معاني الجمال والحُسن في قلبه بما هو عليه من الإيمان ومحبة دينه، فلعله يتذكر ويُفيق من غفلته، ويعود إلى رشده.

الإحسان في كل حال

ومن جمال هذا الدين وسمو تعاليمه الإحسان في كل حال كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» الحديث. وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من رحم ولو ذبحة عصفور رحمه الله يوم القيامة». فالرفق والرحمة وإحسان الذبحة من المحاسن والجمال الأخلاقي.

الجمال الحسي والمعنوي

ما أعظم فضائل هذا الدين! فهو يدعو إلى الجمال الحسي والجمال المعنوي، ويهتم بنظافة المظهر وطهارة المخبر، والجمال مطلوب في كل شيء، في أخذك وعطائك، وبذلك وسخائك، وصبرك وهجرك. قال -تعالى-: {فاصبر صبرا جميلا} فهو صبر بلا شكوى، فيتحلى المرء بأجمل معاني الصبر، وكذلك الهجر، قال -تعالى-: {واهجرهم هجرا جميلا} فهو هجر بلا أذى يتحقق من ورائه النفع والإصلاح.

سراحًا جميلا

وفي الطلاق قال -تعالى-: {وسرحوهن سراحا جميلا} فهو تخلية بالمعروف، وسراحٌ فيه جمال وإحسان، لا يشوبه مخاصمة ولا مشاتمة ولا جرح للمشاعر، وهذا المعنى ينتظم أيّ فَض لشراكة أو إنهاء لتعامل، فينبغي أن يكون فيه من الجمال وطيب النفس ولا يؤدي إلى الخصومة والقطيعة والجفاء.

الصفح الجميل

وكذا في العفو والصفح قال -تعالى-: {فاصفح الصفح الجميل} فهو صفح بلا عتاب، صفح فيه من الحُسن والجمال ولين الكلام ما يكون أدعى للمحبة والوئام.

للإيمان مذاق وحلاوة

كذلك فإنّ الإيمان له مذاق، وله حلاوة، وله جمال، وله نضارة في الوجه وانشراح في الصدر، وأثرٌ في سلوك العبد. حتى إنه ليستشعر معاني الحُسن والبهاء في روحه وعقله وفكره وخلقه، وفي حركاته وسكناته، وحتى علاقاته فهي مبنية على الجمال، كما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من سرّه أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله».

دين موافق للفطرة

إن دين الله الذي شرعه لعباده جميل موافق للفطرة، ومبنيٌ على القيم النبيلة، والمبادئ الجليلة، وتشريعاته قائمة على السماحة واليسر، وقد جمعت بين جمال الظاهر وجمال الباطن، ولا ينفر من تشريعاته ويعاديها إلا من كان ظالمًا حاسدا، أو جاهلًا غافلا، غابت عنه حقيقة التدين ومناقبه، وخفيت عليه محاسنه، ولم يعرف قيمته وقدره ومكانته، وحلاوته وطلاوته، نتيجة فهم خطأ، وتصور مغلوط، قد يكون بسبب وقوع بعض المسلمين -هداهم الله- في أخطاء ومخالفات ليست من الدين في شيء، فلا يؤاخَذُ الإسلام بجريرة من اختل عندهم التوازن في تدينهم فهمًا وتطبيقا، ولا يُحمّل ذنب من جاوز الحد إفراطا أو تفريطا. ولا ينبغي أن تُعمينا عن محاسن الدين وكماله غلطات الغالي بتجاوز وغلو، أو الجافي بتقصير وإضاعة؛ فإن ذلكم لا يمثل الإسلام، ولا يشوّه حسن بهائه، ولا يطمس حقيقة جماله.
منقول

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.39 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]