حب من طرف واحد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849962 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386164 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2021, 01:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي حب من طرف واحد

حب من طرف واحد
د. حنان لاشين أم البنين




قد تُقبِل بكلِّ جوارحك على حبِّ طرف آخر، خاطبٌ تستعدِّين للزواج منه، وفجأة ينصرف عنك ويُبغِضك، أو ينسحب بهدوءٍ مما يجرحك، أو زوجة تبذلُ كل جهدك لترضيَها، وتراها فجأة تطلب الطلاق، ومهما اجتهدت، فالأمر محسوم بالنسبة لها، حب من طرف واحد، ونفور من طرف آخر لسبب أو بلا سبب، وقد يتدخَّل البعض للإصلاح بينكما، رحمةً بك، ونصحًا للطرف الآخر، لعله يتراجع عن قرار الانفصال.

دعونا نقتبس وَمْضة من العصر النبويِّ، إضاءة نستنير بها، خرَّج البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن زوج "بَرِيرة" كان عبدًا يقال له "مُغِيث"، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعُه تسيل على لحيتِه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعباس: ((يا عباس، ألا تعجبُ من حب مُغيثٍ بَرِيرةَ، ومِن بُغْض بَرِيرةَ مغيثًا!))، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو راجَعْتِه))، قالت: يا رسول الله، تأمرني؟ قال: ((إنما أنا أشفع))، قالت: لا حاجة لي فيه.

في هذا الحديث بيانُ عظيمِ حُسن خُلقه صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمَّتِه من وجهين:
شفاعته لدى "بريرة" رحمةً بمُغيث.
وعدم إلزامه "بريرة" أن تعيش مع مَن لا تحبه، مع شدة حبِّه لها، حتى كان يمشي وراءها يبكي في الطريق!

سبحان الله، ولو أراد النبي صلى الله عليه وسلم إلزامَها لأمَرَها، وكانت ستمتثل، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلِّمنا أن أمور الحب بين الزوجينِ والتوافق بينهما لا مدخلَ فيها لآخرَ، مهما بلغت مكانته، لا أبوها ولا أمه، ولا الأصدقاء ولا الأشقاء، فلا يجوز لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يخلط بين الشفاعة والإلزام في مثل هذا، ولا سيما إن كان أحد الطرفين يريد أن يصونَ الودَّ القديم عن إبداء أسبابٍ للفراق تسيء للطرف الآخر؛ سترًا له وحفظًا لصورته أمام الجميع، فلا ينبغي الإجبار والإكراه، فإن غضِب الشافع، فليس ذلك من حقه، ولا يجوز اللوم في هذا أصلًا.

ليس من حقِّ أي شخص أن يُحرِّك طرفًا وكأنه قطعة شطرنج، أو تمثال يضعه هنا أو هناك، ومِن الآفات الخلط بين مقام الشفاعة أو النصيحة، ومقام الأمر والإلزام، وترتيب مقتضى هذا على ذاك!

قال الحافظ ابن حجر في فوائد هذا الحديث: "فيه جواز مخالفة المُشير فيما يُشير به في غير الواجب، واستحباب شفاعة الحاكم في الرِّفق بالخصم؛ حيث لا ضرر ولا إلزام ولا لوم على مَن خالف، وأن الحب والبُغْض بين الزوجين لا لوم فيه على واحد منهما؛ لأنه بغير اختيار - ولو وصل إلى حد النفور فلن تتحقق السكينة، وسيُحطَّم طرف على حساب الآخر - وإن المرأة إذا أبغضت الزوج لم يكن لوليِّها إكراهُها على عشرته، وإذا أحبَّته لم يكن لوليها التفريقُ بينهما".

في الحقيقة إنه مَن ليس لديه بوصلة واضحة، وهدف واضح، وثوابت لا تغيب عن نظره يسقطها على عَلاقته بشريك حياته وهو يختاره قبل الزواج أو حتى بعد الزواج منه - يتحوَّل بسهولة إلى لُعبة أو تابعٍ للآخرين يُحرِّكون عقله وقلبه كما يريدون!

هذا حقُّك إن أبغضت خاطبك (أو مخطوبتك)، ورأيت لسببٍ معتبر أن حياتَك معه ستتعسك، وأنك ما عُدْت تتحمل منه المزيد، فإن رأيت بعد سماع النصح ووزنِ الأمور أنك تختنق، وربما تتعسه وتتعس نفسك ببقائك معه - وهناك ظلمٌ بيِّنٌ عليك لو أكملت معه الطريق، أو لِعَيبٍ عظيم فيه، أو معصية يرتكبها، أو خلل في شخصيته - فإن الصواب هو الانفصال عنه، رغم حبه لك؛ فالقرار لك وحدك، ولن يجبرك أحد مهما بلغت مكانته.

وأما أنت أيها المكلوم، فليس سهلًا أن تحب شخصًا وتجده يفرُّ منك، ألمٌ شديد، ووجع لا يوصف، انكسار، حزن، طعنة في الفؤاد، ولكنَّك نسيت أيها الطيب أنك دعوتَ بنفسك أن يتم هذا الأمر من قبل، أتذكُرُ دعاء الاستخارة؟ ألم تقُلْها بنفسك وأنت ساجدٌ، وأنت متوضئ، وقبل أن تُسلِّم لتُنهِي صلاتك، وأنت منكسر بخشوع بين يدي الله، تسأله أن يدلَّك ويلهمك رُشدك وأنت تختار، ألم تقلها وأنت حائر: "اللهم إن كان زواجي من فلان (أو فلانة) شرًّا لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجل أمري وآجله، فاصرفه (أو اصرفها) عني، واصرفني عنه (أو عنها)، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضِّني به"؟!

واستجاب الرحمن الرحيم، وصرف القلب عنك، ورأيتَ بنفسك أنه يزهد فيك، ورغم إقبالك عليه يُدْبِر، ورغم حبك له يَنفر، ورغم اقترابك يبتعد، سمِعك ربُّك وهو سبحانه أعلمُ بحالك وبالغيب خيرِه وشرِّه، فصرف ما تتمناه عنك، وأبعَدَه لخيرٍ لا تعلمه، ستواجه حتمًا: ألم الفراق، وجع الذكريات، وحنينًا إلى تلك السعادة التي طافت في نفسك وتركت بصمات، ولكن لا تحزن سيتحوَّل الأمر بالتدريج لجرحٍ ذبل واختفى ألمه، ثم ترك ندبة خفيفة، ستشعر أحيانًا بألم خفيف لو تحسَّستها في البدايات، فامسح على أوجاعك، واستعِنْ بالله؛ فشفاء الأرواح بيدَيْه وحده، واسأله ألا يعلق قلبك بما لا يرضاه لك، وكن في معيَّته لتسكنَ نفسك، ثم بعد فترة ستُشفى نفسُك وستنسى الوجع، ويسترِدُّ فؤادك عافيته، وترفرف روحُك، فتتعجب من نفسك التي صارت أنقى وأصفى!

بعض الأوجاع أحيانًا تُحدِث في النفس انكسارًا يرقى بها في السماء، وجع ينقيها من الكِبر، يجعلك تُفيق على حقيقة الدنيا، ويهيئك أحيانًا لأنك ستلتقي بروح جديدة ستكون هي البلسم الشافي، والرواء لجدبٍ حلَّ بقلبك، ومن الجميل أن الحب يزهر من جديد على أرضٍ أخرى، عندما تطير وتحلِّق بقلبك في سماءِ أرض أخرى، وروح تحبك كما تحبها حبًّا من طرفين، فالحب أخذٌ وعطاء.

♦♦♦♦♦

منارة حب

الحب هو رغبةٌ متبادلة، وامتزاج لروحين، وسعادة تشبعهما معًا، فالحب لا يقوم على ساق واحدة، ولا يعيش برِئَة واحدة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.16 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]