|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الطلاق
الطلاق أسامة طبش في ليلة ماطِرة، والجوُّ كئيبٌ جدًّا، انزَوى في إحدى نَواصي الحيِّ، وبدأ يفكِّر في حاله وحيدًا في هذه الحياة، لقد كان يَعيش مع أسرته الصَّغيرة في بيتٍ واحد، فَشاء اللهُ أن يتفرَّق شملُ هذه الأسرة، فعادتِ الزوجةُ إلى بيت أهلها، ولم تكن تتوقَّعُ أن يحدُث مثل هذا لهما. سوءُ تفاهُم بسيط ذاك الذي حلَّ بينهما في إحدى اللَّيالي، الشِّجار على عدم تحضير الزوجة للعَشاء! في الحقيقة، قد تراكمَتْ مثل هذه السَّفاسِف يومًا بعد يوم، إلى أن جاءت اللَّحظةُ الحاسِمة القاصِمة، وتلفَّظ بكلمة الطَّلاق، ثمَّ ندِم عليها ندَمًا شديدًا، فضاع شمْلُ الأسرة. زوجتُه لم تؤلِمْها الكلمة بقَدْر ألَم سُهولة تلفُّظه بها، فزالت تلك الرَّغبةُ والشَّوق إلى زوجها، غابَتِ الحميميَّةُ والحَنين، وسقط الاحترامُ والتقدير، وهذا أهمُّ ما يطبع أيَّ حياةٍ زوجيَّة. أمَّا هو، فيراها مخطئة؛ لأنَّها لم تصبِرْ عليه، ولم تحاوِل تفهُّم ضَغْط العمل وتسارُع الحياة بالنِّسبة إليه، لم تحاوِل استقبالَه بوجهٍ بَشوش حين عَوْدَته من العمل، ولم تُرَبِّتْ على كتفه عندما حزن، لم يَتناسَ هذا وأخذه في الحسبان، فزاده حنقًا وغيظًا عليها. زوجان لم يمرَّ على زواجهما غير شهرين! وكان الطَّلاق هو الحلَّ الأخير لمُعْضلتِهما، فانتهى الطَّريقُ منذ بدايته، لم يكونا مهيَّأينِ لهذه الحياة الجديدة، ولم يكونا مهيَّأين أيضًا لشروط استمرارها، فتقاسما المسؤوليَّةَ في الفشَل، وكان من المفروض أن يُعتبر الحبل الذي يربطهما ميثاقًا غليظًا لا ينفصِم؛ لأنَّه رَبَط رُوحيهما، لكنْ كان الأمرُ غير ذلك، فكانت التعاسةُ مصيرَهما، وكان عليهما أن يتحلَّيا بالبصيرة والنُّضج أكثرَ، حتى تَسير قافلةُ زواجهما بخيرٍ وسلام، ولا يتشتَّت شمْلُ الأسرة، التي هي نَواةُ المجتمع.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |