أدب الحوار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-05-2021, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي أدب الحوار

أدب الحوار


عبدالسلام حسن






الحوار، والجدال، والمناظرة؛ كلها ألفاظ متقاربةٌ لمعنى واحد، وإذا كان أكثرُ ما جاء من لفظ الجدال في القرآن يطلق على الجدال المذموم؛ فإن لفظ الجدال في القرآن جاء أيضًا في مواضع محمودة.

واختلاف الناس فيما بينهم، أمر طبيعي، أراده الله، وله في ذلك حكمة؛ قـال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 118-110].

ولمعالجة ما يحدث بين الناس من اختلاف، هناك طرق عدة؛ منها:


الحوار:
فهو من أفضل تلك الطرق، وهو سلاح فتاك، من حيث إقناع الآخرين، والحوار الهادئ المقنع يفعل -في أكثر الأحيان- ما لا تفعله قوةُ المدافع والطائرات، وإذا كان كذلك، وأراد المسلمون أن يحموا أوطانهم، ويحفظوا وحدة أمتهم، فعليهم بالحوار؛ لأنه لا غنى لهم عنه، فهو وسيلة أساسية للتواصل مع الآخرين، وإقناع أصحاب الانحراف الفكري والعقدي، وليس القمع، فللوصول إلى الحق لا بد من اتباع الحوار.

والحوار يكون مع المسلم ومع غير المسلم؛ مع غير المسلم لدعوته إلى دين الله، وإقناعه بأنه حق لا شك فيه، وحين نحاور غير المسلمين، علينا أن نبحث عن المشترك الإنساني، وعن المشترك الحضاري.

فبيننا وبينهم أصول وقواسم مشتركة:
منها: أننا وإياهم نؤمن بوحدة الأصل الإنساني؛ كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ((إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد)) [1].

ومنها: أننا وإياهم متساوون في الكرامة الإنسانية، بغض النظر عن معتقداتهم وما يدينون به {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ} [الإسراء: 70].

ولا تنافي بين الأخوة الإيمانية والأخوة الإنسانية، ففي القرآن الكريم يقول تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [هود: 50]، {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [هود: 61].

أمّا الحوار مع المسلم الذي انحرف عن السنّة: فلدعوته إلى السنّة، فإذا أحسن المسلمون حوارَهم مع غيرهم، سهل عليهم إقناعُ الآخرين بما يدعونهم إليه.

إن الحوار دعوةٌ إلى الله، والحوارُ السلمي الهادف سنّةٌ قرآنية، وسنة نبوية، ينبغي أن نتمسك بها، ولا نتخلَّى عنها، لنصون به أخوتنا، ونعالج به كثيرًا من اختلافاتنا، إن لم نقل كلها.

وإننا نأمل أن يكون هناك مؤتمر بشري عالمي آمن، تُرعى فيه الخصومات، وتُحترم فيه الحضارات، ووجهات النظر، وبقدر التزامنا بأدب الحوار، يكون ناجحًا، وما فائدةُ حوار لا يراعى فيه أدبه؟ ما فائدة حوار يفرض فيه القوي رأيَه وقوته على الآخرين؟

إن هذا مما يُؤجِّجُ نارَ العنف والعداوة بين المتحاورين، لذلك لا بد أن نلتزم بالحوار، الحوار الذي يكون بالتي هي أحسن، فهناك حسن، وهناك أحسن، والقرآن الكريم يأمرنا أن نجادل وأن نحاور بالتي هي أحسن {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125].

وفي القرآن الكريم كثير من الحوارات، جرت بين رسل الله عليهم الصلاة والسلام وبين أقوامهم، فهذا نبي الله نوح عليه السلام، قال له قومه: {يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [هود: 32].

والجدال في القرآن نوع من الحوار، وكل منهما يجيء بألفاظ متقاربة لمعنى واحد.

والمهم في الحوار أن يعلم الذي تحاوره أن لديك برهانًا ساطعًا، وحجة قوية، وإذا لم يقتنع بأن ما عندك حق وما عنده باطل، فهذا لا يعني أنك أخفقت في هذا الحوار، وحتى لو لم يتراجع أهل الباطل عن باطلهم -بعد محاورتهم- فلا بد أن يفتر حماسهم له، أو ربما شكوا فيه،أو تراجعوا عنه ولو بعد حين، هذا إذا راعى أهلُ الحق معهم أدبَ الحوار وقواعده وأصوله؛ بأن يكون الحوارُ حول نقطة محددة يتم التركيز عليها، وأن يكون الحوارُ بعد الاتفاق على الأصول، ثم الفروع؛ لأن الحوار في الفروع قبل الاقتناع بالأصول ضياع للوقت.

وينبغي للمحاور -إذا أراد أن يكون حوارُه ناجحًا: أن يتحلى بصفات المحاور الناجح؛ كأن يكون متواضعًا هادئًا سلسًا، حسن الإلقاء، بعيدًا عن رفع صوته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم -كما نقلت عائشةُ رضي الله عنها- يُحدِّثُ حديثًا لو شاء العادُّ أن يُحصِيَه لأحصاه، لم يكن يسرِدُ الحديثَ كسردِكم [2].

وعلى المحاور كذلك: أن يُرتِّب أفكاره التي سيطرحها على محاوره، وأن يكون ذا علم وفهم، حتى لا يخذل الحقَّ بضعف علمه، وحتى لا يقتنع هو بالباطل الذي مع خصمه، لجهله وضعف علمه، لذلك لا يكفي أن يكون الحق مع المحاور! بل لا بد أن يكون عنده العلمُ والفهم. وأن يكون هم المحاور طلب الحق وإيصاله للآخرين، وليس الانتصار للنفس، يقول الإمام الشافعي -رحمه الله-: "ما ناظرتُ أحدًا قط، إلا أحببتُ أن يوفَّق ويسدّد ويعان ويكون عليه رعايةٌ من الله وحفظ، وما ناظرت أحدًا، إلا ولم أبالِ بيّن اللهُ الحق على لساني أو لسانه" [3].

ولنستمع إلى هذا الحوار الطريف الذي جرى بحضرة الإمام أحمد؛ وذلك أن الشافعي وإسحاق تناظرا في جلود الميتة إذا دُبِغَت، أتطهر أم لا تطهر؟

فقال الشافعي: دباغ جلود الميتة طهورها، فإذا دبغ جلد الميتة طهر.

قال إسحاق: ما الدليل؟

قال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم وجد شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هلا انتفعتم بجلدها؟)). قالوا: إنها ميتة، فقال: ((إنما حرم أكلها)) [4].

قال إسحاق: دليلي على أن جلود الميتة لا تطهر: حديث عبد الله بن عكيم، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إليهم قبل أن يموت بشهر: ((لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب)) [5]، يعني لا بجلد ولا بعظم، وهذا يمكن أن يكون ناسخًا؛ لأنه قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بشهر.

قال الشافعي: هذا كتاب الرسول عليه الصلاة والسلام، وذاك سماع، والسماع مقدّم.

فقال إسحاق: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر والنجاشي وغيرهم، وكان ذلك حجة عليهم عند الله تعالى.

فسكت الشافعي، وذهب الإمام أحمد بعد تلك المناظرة إلى حديث عبد الله بن عُكَيْم وقال به [6].

وهذا يدل على تجردهم وسعيهم للوصول إلى الحق.

ومن قواعد الحوار: أن يعطي المحاورُ لمحاورِهِ فُرصةً للحديث، وأن يُصغِي إليه، وأن يُحسِن الاستماع إليه، وأن ينتظره حتى يتمّ حديثه، وأن يتذكَّر أن الله جعل له لسانًا واحدًا، وجعل له أُذُنَيْن؛ حتى يسمع أكثر مما يتكلم.

وعلى المحاوِر: أن لا يحمّل كلام محاوره من الضخامة والتهويل ما لا يحتمل ذلك، وأن لا يعتدي في وصف محاوره، كأن يقول مثلا: أنت سخيف، أو أنت جاهل، أو غير ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطعَّان، ولا اللعَّان، ولا الفاحش، ولا البذيء)) [7].

وينبغي للمحاور: أن يكون مُنصِفًا باحثًا عن الحقيقة أنَّى وُجِدَت، فالحكمةُ ضالةُ المؤمن أنَّى وَجَدَها التقطها، والرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل، كما قال عمر بن الخطاب.

اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.




ـــــــــــــــــــــــ

[1] أخرجه أحمد (24204).

[2] أخرجه البخاري (3568)، ومسلم (2493) من حديث عائشة.

[3] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (9/118)، وانظر: المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي (1/172).


[4] أخرجه البخاري (1492)، ومسلم (363) من ابن عباس.

[5] أخرجه أبو داود (4124)، والترمذي (1729)، والنسائي (4249)، وابن ماجه (3613)، من حديث عبد الله بن عكيم، قال الترمذي: هذا حديث حسن، اهـ.

[6] انظر القصة بتمامها في طبقات الشافعية الكبرى (2/92،91).

[7] أخرجه ابن أبي شيبة (30338)، وأحمد (3839)، والبخاري في الأدب المفرد (312)، والترمذي (1977)، وابن أبي عاصم في السنة (1014).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.40 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]