{إن الشرك لظلم عظيم} - ملتقى الشفاء الإسلامي
 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215341 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          زوجي مصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 182 - عددالزوار : 61198 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 123 - عددالزوار : 29180 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-09-2022, 08:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي {إن الشرك لظلم عظيم}

{إن الشرك لظلم عظيم}
رمضان صالح العجرمي

1-خطورة الشرك.
2- أقسام الشرك.
3- من صور الشرك: تعليق التمائم والخيوط ونحوها.

(الهدف من الخطبة):
التحذير من الشرك وبيان بعضٍ من مظاهره؛ وهو تعليق التمائم والخيوط لجلب المنافع أو لدفع المضار، مع بيان صور وأنواع من هذه التعاليق.

مقدمة ومدخل للموضوع
فإن أعظم ما أمر الله تعالى به هو التوحيد، وأعظم ما نهى عنه هو الشرك بالله تعالى:
كما قال الله تعالى: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [الأنعام: 151].
وقال الله تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].
أي: في حال كونكم تعبدون الله تعالى وحده لا تشركوا به شيئًا.

ولذلك؛ فإن الشرك أخطر وأعظم ذنب عُصِيَ به الله جل في علاه، وترجع خطورته للأمور التالية:
إنه من أكبر الكبائر، والموبقات المهلكات.

ففي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وجلس وكان متكئًا: ألَا وقول الزور، قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت)).

ومما يبين عظيم خطر الشرك أن الأنبياء صفوة الخلق خافوا على أنفسهم منه:
فهذا إمام الحنفاء الموحدين خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام الذي كسَّر الأصنام بيده، وتبرأ من قومه، فجعله الله تعالى أسوة للموحدين، يخاف على نفسه من الوقوع في عبادة غير الله تعالى.
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ﴾ [إبراهيم: 35، 36].
قال إبراهيم التيمي رحمه الله تعالى: "ومن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟".
قال العلماء: فإذا كان ينهى عن الشرك من لا يمكن أن يباشره، فكيف بمن عداه؟!

ويوصي الخليل عليه السلام أبناءه ومن يأتي من ذريتهم بالحذر من الشرك:
‏﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132].

ويتبرأ من أقرب قريب له من أجل التوحيد:
﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4].

وهذا سيد الموحدين صلى الله عليه وسلم يخاف منه على نفسه وعلى أمته:
روى الإمام أحمد من حديث محمود بن لبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن أخوفَ ما أخاف عليكم الشركُ الأصغر، قالوا: يا رسول الله، وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء)).

هذا في الشرك الأصغر، فما ظنكم بمن وقع في الشرك الأكبر والعياذ بالله؟!

وعن أبي سعيد مرفوعًا عند أحمد وغيره: ((ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى، قال: الشرك الخفي، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه)).

ومما يبين عظيم خطر الشرك أن الله تعالى وصفه بأوصاف تدل على ذلك.

فوصفه الله تعالى بأنه ظلم عظيم.
﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ((لما نزلت: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ [الأنعام: 82]، شقَّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك؛ إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

ووصفه الله تعالى بأنه إثم عظيم.
﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الذنب الأعظم.
في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندًّا، وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك)).

ووصفه الله تعالى بأنه ضلال بعيد.
﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].

ووصف الله تعالى حال صاحبه بأبشع حال.
﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 31].

ومما يبين عظيم خطر الشرك أنه الذنب الوحيد الذي لا يغفره الله أبدًا لمن مات عليه.

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].

فإن الذنوب تنقسم إلى قسمين:
الشرك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ﴾ [النساء: 48].
ما دون الشرك: ﴿ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ ﴾ [النساء: 48].

فكل ذنب يلقى به العبد ربه لم يتب منه، فهو تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذَّبه، إلا الشرك، فإنه لا يُغفَر إلا بالتوبة.

ومما يبين عظيم خطر الشرك أنه إذا خالط الأعمال أفسدها وأحبطها.

فلو أن العبد صلى وصام؛ بل لو قضى حياته كلها ساجدًا لله تعالى، ثم صرف سجدة واحدة لغيره، لَحَبِطَتْ جميع أعماله.

فقد قال الله تعالى مخاطبًا صفوة الخلق من الأنبياء والمرسلين:
﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88].
بل وتوجه الخطاب إلى أفضل البشر وإلى سيد المرسلين، وسيد الموحدين صلى الله عليه وسلم؛ تحذيرًا وتنفيرًا من الشرك.
﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65].
مهما كان العمل، ولو كان يسيرًا، واسمع لهذا الخبر، والذي يرويه سلمان الفارسي، والذي صححه الألباني موقوفًا على سلمان رضي الله عنه كما في سلسلة الأحاديث الضعيفة: ((دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل النار رجل في ذباب، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: مرَّ رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يُقرِّب له شيئًا، فقالوا لأحدهما: قرِّب، قال: ليس عندي شيء، فقالوا له: قرِّب ولو ذبابًا، فقرَّب ذبابًا، فخلوا سبيله، قال: فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب ولو ذبابًا، قال: ما كنت لأقرب لأحدٍ شيئًا دون الله عز وجل، قال: فضربوا عنقه، قال: فدخل الجنة)).

ومما يبين عظيم خطر الشرك أن من مات عليه، فهو محروم من دخول الجنة تحريمًا مؤبدًا.

فإن الناس في عدم دخول الجنة على قسمين:
1- إما تحريم على التأميد – أي: تحريم مؤقت إلى أمد - وهذا في حق أصحاب الكبائر ممن يدخلهم الله تعالى النار تطهيرًا لهم، ثم مآلهم إلى الجنة.
2- وأما القسم الثاني، فهم ممن يُحرَمون من دخول الجنة تحريمًا مؤبدًا، وهذا في حق من مات على الشرك، والعياذ بالله.

﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].

وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لقيَ الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة، ومن لقيَهُ يشرك به شيئًا دخل النار)).

وأما الطامَّة الكبرى، والمصيبة العظمى أن من مات على الشرك فهو خالد مخلَّد في النار؛ كما قال الواحد القهار:
﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].
وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو يدعو لله ندًّا، دخل النار)).
وفي الحديث الصحيح: ((من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار)).

نسأل الله العظيم أن يرزقنا التوحيد الخالص.

الخطبة الثانية:
أقسام الشرك، ووقفة مع حكم تعليق التمائم والخيوط، وصورها، وأنواعها.

والشرك ينقسم إلى قسمين:
شرك أكبر.
وشرك أصغر.

فأما الشرك الأكبر: فهو الذي يُخرج صاحبه من دائرة الإسلام، ويُوجِب له الخلود في النار، ويحرم عليه الجنة، إذا لم يتُبْ، ومات عليه.

وأما الشرك الأصغر: فهو الذي لا يُخرج صاحبه من الملة، ولكنه ينقص من توحيده، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهو أعظم عند الله من كبائر الذنوب والفواحش والآثام.

والشرك له صور عديدة فمنها:
دعاء غير الله تعالى.
والذبح والنذر لغير الله تعالى.
ومنها الحلف بغير الله تعالى تعظيمًا لهذا المحلوف.
ومنها تعليق التمائم والخيوط لرفع البلاء، أو دفع الضر، أو جلب النفع.
ومنها الطِّيَرَةُ والتشاؤم.
ومنها الاستسقاء بالنجوم والكواكب.
ومنها الذهاب إلى السَّحَرَةِ والعرَّافين والمنجمين وسؤالهم وتصديقهم.
ومنها الشرك الخفي الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته؛ وهو الرياء.
ومنها بعض الألفاظ التي تُنافي، أو تقدح في التوحيد؛ مثل قول: ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان، وتوكلت على الله وعليك.

وسنقف - بإذن الله تعالى - مع نوع من هذه الأنواع وهو:
تعليق التمائم والودع، وربط الخيط والحلقة؛ لأجل رفع الضر بعد نزوله أو الوقاية منه قبل وقوعه، أو لجلب النفع.
فعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرُّقى والتمائم والتِّوَلَةَ شِركٌ)).
وعن عقبة بن عامر مرفوعًا: ((من تعلَّق تميمةً فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له)).
وفي رواية: ((من تعلق تميمة، فقد أشرك)).

وبوَّب الإمام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد:
باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه.
والتمائم جمع تميمة؛ وهي: ما يعلَّق على الأولاد أو على الكبار عن العين أو عن الجن.
سُمِّيت تميمة؛ لاعتقادهم أنهم يتم أمرهم ويحفظون بها.

ومن صور هذه التمائم والتعاليق:
رسم صورة العين، أو صور الكف، خمسة وخميسة، كما يُرى في بعض السيارات.
أو تعليق مجسم لحذاء.
أو تعليق مجسم لرأس حيوان، كغزال وغيره.
ومنها لبس الخيط، والحلق، ولبس الحظاظات، والخرز أو الودع.
أو أوراق مكتوب فيها كتابات مجهولة، أو بعض الطلاسم كالأحجبة وغيرها.
وهذه كلها صور من الشرك بالله تعالى.

يقول الله تعالى مبينًا أنها لا تنفع ولا تضر:
﴿ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38].

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر بنفسه محاربة مثل هذه الصور من صور الشرك.
عن عمران بن حصين: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا في يده حلقة من صفر -أي من نحاس - فقال صلى الله عليه وسلم: ما هذه؟ قال: من الواهنة - أي: من مرض يصيب اليد - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: انزعها؛ فإنها لا تزيدك إلا وهنًا)).

ثم قال كلمة عظيمة مخيفة: ((إنك لو مِتَّ وهي عليك ما أفلحت أبدًا)).

وفي الحديث الصحيح عن أبي بشير الأنصاري: ((أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل رسولًا؛ أنْ لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر - أو قلادة - إلا قُطعت)).
ورأى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه رجلًا في يده خيط، فقام إليه وقطعه، وتلا قول الله تعالى: ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ ﴾ [يوسف: 106].

وهذه الأفعال قد تكون شركًا أكبر، وقد تكون شركًا أصغر:
فتكون شركًا أكبر إذا اعتقد أنها هي الضارة النافعة بنفسها، ولا علاقة لله تعالى بها.
وتكون شركًا أصغر إذا اعتقد أنها مجرد سبب لجلب النفع أو دفع الضر.

فينبغي على المسلم أن يحذر على نفسه من هذه التعاليق، حتى ولو كان من القرآن، فلا يجوز كذلك تعليقه على الصحيح.
لأن الأحاديث عامة في تحريم تعليق التمائم.
وسدًّا للذريعة، فإنه يفضي إلى تعليق ما ليس كذلك.
وكذلك فإن ما يتم تعليقه قد يكون عرضة للامتهان بحمله معه في حال قضاء الحاجة، والاستنجاء، ونحو ذلك.
قال إبراهيم النخعي رحمه الله: "كانوا - يعني بذلك أصحاب عبدالله بن مسعود رضي الله عنه - يكرهون التمائم كلها من القرآن، وغير القرآن".

والمراد بالكراهة هنا كراهة التحريم.
فالواجب على المسلم أن يتعلق قلبه بالله تعالى في جلب المنافع، أو دفع المضار.
نسأل الله العظيم أن يحفظ لنا توحيدنا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.54 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]