وجوه (قصة قصيرة) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849928 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386134 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-09-2022, 10:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي وجوه (قصة قصيرة)

وجوه (قصة قصيرة)
عبير عبدالله



مشيت في طريقي، أي طريق؟!

لا أدري، أنا حائر!

كلما مررت بجماعة وتخطَّيتُهم، وجدتُهم يمشون عكس سَيري!

اعتذرت لهذا، وابتسمت لذاك، تحججت بحُجج أعلم أنها واهية، وعبست في وجه ذاك المتفحص المتسائل.

لماذا أنا لا أقدر على الدخول؟!

الدخول؟! لعل الله يغفر لي!



دخول أول:

لماذا لم أجد نفسي معهن، لم أجد السبيل معهن؟! تشاغلت بعملي ودراستي، ولكن ما أشدَّ ما ينقصني!

دخلت هذه الدنيا لا أعرف إن كانت لعينةً أم هي صورة من الجنة، لم أستطع الصبر للوصول إليها.



دنيا مفتوحة:

أنا اليوم أحمد أو حنَّا سيَّانِ، وغدًا الشيخ محسن، أو حتى خديجة أو لليان! دنيا واسعة لا يحدُّها حدٌّ، ولا يحيط بها إنسان.

استمتعت وأمتعت، تفننتُ وحذَقت، حتى إنني تعديت واحترفت!

أقول ما أريد، وأصمُّ أذني عمَّا لا أريد، أسمع ما يلذُّ لي ويشجيني، حتى وقعت في دائرتي، بل في شباكي.



رؤية أولى:

هي على قدر لا بأس به من الجمال، وإن لم يكن عاليًا، جذَّابة ذكية، "قفشاتها" تذكي النفس، وتزجي نارًا تأبى أن تنطفئ، تشعلها ببراءة وبراعة!

صممت وثابرت.

حيَّرتني، خيَّرتني، قلت: بل هي، وليذهب مَن سواها إلى الجحيم.

مراهقة صغيرة وأنا قد استويتُ رجلًا، لكن لا بأس.

لم أُخفِ عنها.



فرق السن صغيرتي، بل أميرتي.

لا أرى إلا فارسًا قد أتى على حصانه يريد أن يتخلى عني ويتركني.

ما عاش مَن تركَك، أنا لم أُولَد إلا الآن.

ولا أنا.



وكان ما كان:

كانت لي جنة، وكنتُ أنهارها، أنام وأصحو على أنفاسها، وجهها على مخدَّتي، وصوتي في آذانها، وإذا ما انتهينا من عملي ومن درسها، اختلسنا لحظات هي عين الهنا، تفسحنا وارتوينا حتى انتهينا.

وواصلنا حياتنا، سنة وراء سنة، لم تخلُ من ضيق ساعة أو مشاحنة، لكنها لي وأنا لم أتغير؛ فأنا كما أنا.



لكن شيطاني هداني واستخدمني، فاستخدمت سلاحي، تعرفت على هنا وشذا ورئيفة وسما، حتى أم ميدو وأستاذة ليلى، ودكتورة سلمى أم إليا وبيشوي، أبو النجا.

هذه ناقشتها وسحنا في رياضة عقلية ومذاهب فقهية أضافت إليَّ، وإذا ما انتقلتُ إلى غيرها تباهيتُ وقلتُ: أنا مَن أنا؟!

هذه جاذبيتها أنطقت الحجر وما أنا بحجر! وهذه دلالها وجمالها، وتلك فجرها وغنجها أشعلني، وجادت عليَّ ببعض قطراتها، وهذه وتلك وهذه.



لكنها هي مَن استرحتُ على ضفافها، شعرت أنها قطعة مني أنا، مهما سحت ودرت، وصُلت وجُلت، فلا أعود إلا لأرتمي في أحضانها!

نسيت ذات مرة تغريدة إحدى معجباتي - (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع) - خانني حسن التخفي وحُسن التخلص، ولم ينفعني أي (حظر)، أو حتى ( قرصنة).



قرصنة:

بهذه الشبكة العنكبوتية التي التفَّت خيوطها الرقيقة حول عنقي، فأفقدتني أعزَّ ما أملِك - حبيبتي - وانكشفتُ رغم أن لي ألف وجهٍ، وألف شخصية، ورصيد دخولي في أي حجرة للدردشة مفتوح.

رغم ذكائي وحنكتي، وحرصي ألا يتصل أي وجه بوجه آخر، أو شخصية تخصني، أو تخصها، أو أي شيء يجمع بيني وبينها.

فأنا أول من فتح الأبواب، وهي أول من تسربت إلى مسامي، وذاقت قطرة العسل وقطعة السكر.



تصميم:

صممت أنْ لا رجعة، صممتُ ألا أعيش دونَها، مسحتُ كل الأسماء والشخصيات، أحرقتُها، ألقيتُها في بئر ليس لها قرار، سلمتُها المحمول الخاص بي مع جهاز اللاب توب، وكل ما لديَّ من أجهزة شؤم أفسدت علاقتنا، اعتذرت لها وقبَّلت رأسها ويديها، وهَممتُ بتقبيل قدميها، أقسمتُ ألا أعود، وإن عدت لا تَعُدْ، هذه الصغيرة التي كانت لي فريسة أصبحت أنا فريسة لها!

حبيبتي، ما بيننا لا يصلحه الدهر كله، وليس هناك مَن يستطيع أن يَحول بيننا!



سأخطبك من أُمك وأبيك، سنتزوَّج إن شاء الله قريبًا في الميعاد الذي تُحدِّدينه أنت وأهلك، لن أترك ساعة لأنامها، سأعمل ليلًا ونهارًا؛ كي تكوني لي حلالًا يا حبيبتي، كفى ما كان، ولنصلح ما فسد، فلن تكوني لغيري أبدًا، أنت تعلمين! كيف؟! وهل تصلحين لغيري؟

دمعة كبيرة تحجَّرت ساعة، ثم انحدرت، تبعها شلال لم تستطع إيقافه، ولم أقوَ على تدفُّقه،

احتضنتُها لتُطفئ لهيبَ دمعها، وأستعيد آخر ذرة في تحمُّلي بعد أن أطاحت بها.

صدَّتني بقوة وصلابة لم أَعهدها، بل لم أتوقَّعها!



ولو، لن أكون لك، ثم بتلاشٍ، ولا لغيرك كما تعرف.

في هذا موتك الذي هو موتي، كيف ستكملين حياتك إن كانت هذه حياة؟!

ليس شأنك.

وضعت في يدي وردة ودبدوبًا وعطرًا جمع يومًا بيننا.

وفرَّتْ هاربةً، هرب دمي وزاغ عقلي، لا حياة لي بدونها، حرقت كل ما كان بيننا من وسائل اتصال، أغرقت جميع مراكب حبِّنا، سافرت لإحدى قريباتها، لم أستطع العثور عليها، كلَّمت جميع صديقاتها، فلم أصل إليها، ذهبت إلى أمها وأطلعتها على ما كان بيننا، لم أُخفِ شيئًا، حتى ترجعها عمَّا في عقلها.



ثارت وماجت، ثم استكانت، فكَّرتُ وحاولت معها، فلم ينفع عقابًا، ولا حتى تعذيبًا، ولا نكرانًا ولا... ولا..

رجعت إليها مرارًا ولم يتعدَّ جوابها: (عقلها في رأسها تعرف خلاصها)، صممت ألا تكون لك ولا لغيرك، فلن تغش ولن تخدع؛ كي تعيش حياة عادية مستقرة أو شبه مستقرة.

وستُضحي بأن يكون لها ولد؟!

بكت أُمها وانتحبت حتى صارت ورقة شجر جافة تتقاذفها الرياح وهي على رأيها!



دخول ثانٍ:

صليت في المسجد، تضرَّعت إلى الله، واستغفرته واسترحمته أن يغفر زلَّاتنا، ويجمع بيننا في خير، هي صغيرة غريرة، حتمًا ستندم حين لا ينفع الندم، وندمي أنا أشد!

هل أكون قد خدعتها أم خدعت نفسي؟ لم أعُدْ أُفارق المسجد إلا لعملي أو إلى أُمها، فأنا ما زلت أُحبها، وأعلم أنها تحبني، أخاف عليها مما حلَّ بنا، ولكنه أصابها هي، وأفسد عليها حياتها، لكنها فتاة ليست كأي فتاة، قرَّة عيني، لم أكف عن تتبُّعها، ولا عن حبِّها، وقد تبتُ إلى الله.



لكني وجدتها بألف وجه وألف شخصية، وهداها شيطانها إلى استخدام سلاحها، وتعرَّفت إلى مؤنس، ومحمود، وسامي، ورامي عبدالرؤوف، ولمعي أبو خلود، ودكتور فهمي، وأستاذ رضا، وعم عبدالمقصود.


صورها التي لا تُفصح، بل تَفضَح!

كلماتها التي تشق الحجر الصوَّان ترهق وترهف.

هذا تماشيه وذاك تقابله.

تُلقي بشباكها فتَمتلئ، ثم تُلقي بثقلها، لا تَهتم ولا تبالي.

أأكون أنا السبب؟! أنا السبب! ارحمنا يا رب!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 28-09-2022 الساعة 10:20 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.50 كيلو بايت... تم توفير 1.96 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]