مشكلة الفراغ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3359 )           »          مكافحة الفحش.. أسباب وحلول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أي الفريقين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-09-2022, 10:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي مشكلة الفراغ

مشكلة الفراغ


أ. د. محمد رفعت زنجير






هنالك مشكلة عامة لدى شباب اليوم وهي ما يسمى بالفراغ، فيحاولون قتل الوقت بالتسكع في الأماكن العامة، أو بالجري وراء أخبار الفن والرياضة، وربما انصرف بعضهم إلى اللهو والمجون، أو وقع ضحية الإدمان بسبب رفاق السوء الذين يستغلون الصداقة لترويج الإدمان، وقتل الإنسان!!



ولكن هل يشعر بالفراغ من كان له هدف كبير في الحياة؟ بالطبع كلا، وذلك لأن صاحب المبدأ أو الهدف يسعى للعمل لهذا المبدأ، فيستهلكه السعي لتحقيق غايته عن الإحساس بمشكلة الفراغ، فنحن أمة تحتاج إلى إعادة البناء ليكون لها موطأ قدم في عالم الغد، وتكون أمة مشاركة في صنع الحضارة فلا تعيش على هامش الحياة، فمن أحب أن يعمل للصالح العام لن يجد فراغاً سواء كان أديباً أو باحثاً أو عاملاً أو فلاحاً أو جندياً، فنحن بحاجة إلى الأدب الهادف، والبحث العلمي، وزيادة الإنتاج، ووفرة الغذاء، وحفظ الأمن، فكل شريف من أبناء هذه الأمة هو مكافح من موقعه الذي هو فيه.



وإنما يشعر بمشكلة الفراغ غالباً من لا هدف له في هذه الحياة، فهو يظن أن أداءه للعمل اليومي المنوط به هو غاية ما ينبغي عليه فعله، والوقت المتبقي له أن ينفقه كيفما يشاء، ومن هنا ينبع الإحساس بمشكلة الفراغ.



إن مشكلة الفراغ قائمة لدى قطاع كبير من الناس، ولا بد من حل لها، وإلا تحولت إلى مفسدة كبرى، والحل السليم لهذه المشكلة أن نضع لأنفسنا أهدافاً كبرى في الحياة، نسعى لتحقيقها، وهذه الأهداف يجب أن تتجاوز المطالب الأساسية للبدن من غذاء ومسكن ونحو ذلك، وإنما نسعى على ما هو أكبر من ذلك، وهو مجد الأمة التي ننتمي إليها، وهنا سنجد مهمة صعبة تشغلنا من المهد حتى اللحد، وندرك أن الفراغ لصاحب الهدف المقدس لم يكن إلا خرافة أو حلماً لم يعد له أي تأثير في حياته.



أما الذين يرون حل مشكلة الفراغ بالتواجد في أماكن الترفيه، فنؤكد لهم بأن الترفيه ضروري ولا شك للإنسان، وهو يجدد العزم والحركة في نفس الإنسان، ولكن ينبغي أن تكون هذه الأماكن منضبطة مع القواعد والآداب العامة، وأن لا يحتل الترفيه وقت الفراغ كله، وإلا ضاعت الأوقات في ما لا طائل فيه، هل يكتفي الطالب بما تعلمه في المدرسة؟ وهل يكتفي كل إنسان بما بذله في عمله؟ أم يحاول أن يكتسب المزيد في وقت الفراغ؟



ينبغي أن يكون هنالك وقت إضافي لتدريب المهارات الإنسانية وتطويرها، فالرياضة مطلوبة للجميع، ولكن رياضة البدن يجب أن تتكامل مع رياضة الفكر والروح، لا بد من صداقة مع الملعب والمكتبة في آن واحد، وإلا فماذا تفيد العضلات النافرة مع العقول الضامرة؟ وهل تنفع قوة الجسد مع سذاجة العقل والتفكير؟



والفنون يمكن أن تسد مسداً في هذا الباب، فنظم الشعر مثلاً يمكن أن يصقل مواهب الكثيرين ويملآ أوقاتهم، وقد كان الشافعي على علو قدره يشتغل به، وهو القائل: [1]

فلولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيدِ



وكذلك الخط والرسم، ونحو ذلك من الفنون الجميلة، والمشاركة بالجمعيات العلمية، أو الخيرية، أو أصدقاء المرضى، أو الكشافة، أوالجوالة، أو الأندية الرياضية، والثقافية، يمكن أن تساعد المرء على التخلص من الفراغ والمساهمة في إعمار الحياة الاجتماعية.



والتردد على المجالس العامة للعلم والأدب، وحضور المحاضرات العامة والأمسيات الثقافية له دور كبير في تثقيف الإنسان، وزيادة وعيه وتخليصه من الفراغ.



والاشتراك بالمجلات العلمية والأدبية ومتابعتها يسهم في القضاء على مشكلة الفراغ، وحبذا لو وجدت مكتبة منزلية فيها كتاب من كل فن أو تخصص، وأن تحتوي على الكتب المسموعة بواسطة الأشرطة المسجلة، فقد يحب الإنسان مرات أن يسمع لا أن يقرأ.



واتخاذ الصديق الصالح له دوره أيضا في هذا المجال.



ولنحذر كل الحذر من إضاعة أوقات الفراغ في اللهو والمجون ومتابعة بعض الفضائيات المنحلة، فإن هذا قتل للوقت، وهدم للخلق، وضياع للعمر بلا طائل، وقد يقود إلى الفساد والإفساد، والجريمة والعقاب والعياذ بالله تعالى.



أخيراً نقول:

إن كثيراً ممن يعانون مشكلة الفراغ هم بحاجة إلى من يدلهم على الطريق الصحيح لحل هذه المشكلة، وهنا يبرز دور الفئات المتعلمة التي ينبغي لها أن تقود المجتمع نحو التقدم والرقي، فتساعد هذه الفئات أفراد المجتمع بالبحث عن جذور المشكلة والحل المناسب لها وفق خصوصية وإمكانات وظروف كل بقعة في هذا العالم، ويجب تشجيع البحث والدراسات الميدانية من أجل الإفادة من الطاقات المهدورة في العطل والمواسم، وحشد طاقات الأمة في الاتجاه الصحيح.



ينبغي أن ندرك الصعوبات التي تحيط بنا كأمة، وأن نواجهها بشجاعة، وأما الاسترخاء والكسل وهدر المال والوقت فلن يقودنا نحو العلا، ينبغي أن نبدد الإحساس بالفراغ من داخل النفس أولاً، ويحل مكانه شعور بأننا أمة تحتاج إلى مزيد من العمل لتنهض وتصحو، ولسنا أمة لديها الوقت لتلهو وتلعب، ولله در أبي الطيب حين قال: [2]

لا تحسبِ المجدَ تمراً أنتَ آكلُهُ لن تبلغَ المجدَ حتى تلعقَ الصَّبرا



إن الذي يشعر بالفراغ في وقتنا هذا غالباً ما يكون إنساناً سلبياً بسيطاً يعيش بلا قضية أو هدف، وربما تجرد من كل حس حضاري وديني وقومي ووطني، فنحن أمة نقف على بوابة الموت والانقراض، والموت الحضاري هو أسوأ من الانقراض، ومن استشعر أزمة ما نحن فيه بادر إلى العمل، ومن لم يستشعر فهو مخدر أو نائم يحتاج إلى وخز ليصحو، ويحضرني هنا قول الحطيئة يهجو الزبرقان بن بدر وهو من مرِّ الهجاء: [3]

دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتِها واقعدْ فإنكَ أنتَ الطاعمُ الكاسي



وهذا هو حالنا اليوم، يتولى أمرنا الأمم الأخرى، ويتحكم بمصيرنا أعداؤنا، ولا يوجد لنا موطأ قدم في عالم النهضة الصناعية، ونعيش لنأكل ونشرب وليس العكس.



فلتتحرك القوافل نحو المجد بدلاً من التسكع في الأسواق والمقاهي إذا كنا نعتقد بأن لنا دوراً في هذه الحياة مازال ينتظرنا لكي نقوم به.





[1] ديوان الشافعي وحكمه، جمع محمود بيجو، ص (29)، الطبعة الأولى، دار المعرفة، دمشق.





[2] علم المعاني، د. عبد العزيز عتيق، ص (94)، دار النهضة العربية.




[3] الشعر والشعراء، لابن قتيبة، ص (207)، دار إحياء العلوم، بيروت، الطبعة الرايعة، 1412هـ/ 1991م.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.71 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]