فضل العشر الأواخر من رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4525 - عددالزوار : 1160364 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4065 - عددالزوار : 677562 )           »          موسوعة الفقه الإسلامي 5 كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »          كيف تحول الأحلام إلى أهداف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          الامتحان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 85 )           »          المستقبل الأخلاقي للجيل القادم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 98 )           »          استنجاء مَن به سلس البول لكل صلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          الأمور التي يفعلها الإنسان إذا ولد له مولود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          حكم ما يخرج من بول بعد الاستنجاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          كتاب (فوق أطلال الماركسية والإلحاد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 105 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2024, 03:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 137,987
الدولة : Egypt
افتراضي فضل العشر الأواخر من رمضان

فضل العشر الأواخر من رمضان

هايف بدّاي الحربي

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1]، أحمده حمدًا يليق بجلاله، وأُثْنِي عليه ثناءً يليق بعظمته وكبريائه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفِيُّه وخليله، وخِيَرَتُه من خَلْقِهِ، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة، فجعلها على بيضاءَ نقِيَّة، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالِكٌ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الله وصَّاكم كما وصَّى الذين من قبلكم؛ فقال الله جل الله: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].

عباد الله، هذا شهركم، قد أزِفَ على الرحيل وقرُب فِراقه، وبقِيَ منه أعظم أيامه، فشمِّروا، وجِدُّوا واجتهدوا، واعلموا أن لكل مجتهد نصيبًا، وأن اليوم عمل بلا حساب، وغدًا حساب بلا عمل.

عباد الله، إنكم مُقبِلون على عَشْرٍ عظيمة، كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يزيد فيها اجتهاده، ويبذل فيها وُسْعَه، ولا ينام إلا قليلًا؛ ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشدَّ مِئْزَرَه))؛ [رواه البخاري ومسلم].

وقولها: (وشد مئزره)، كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد، وقيل: هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع، وقولهم (أحيا الليل)؛ أي: استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها.

عباد الله، وهذه العشر التي تنتظرونها، ميَّزها الله بليلة القدر؛ التي قال الله تعالى فيها: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5]؛ قال السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه السورة: "وسُمِّيَت ليلة القدر بهذا الاسم، لِعِظَمِ قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدِّر فيها ما يكون في العام من الأجل والأرزاق، والمقادير القدرية، ثم فخَّم شأنها، وعظَّم مقدارها؛ فقال: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 2، 3]؛ أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها خير من العمل في ألف شهر - خالية منها - وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول؛ حيث مَنَّ تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقُوى، بِلَيْلَةٍ يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عُمْرِ رجلٍ مُعمَّرٍ عمرًا طويلًا، نيِّفًا وثمانين سنة، ﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا ﴾ [القدر: 4]؛ أي: يكثر نزولهم فيها، ﴿ سَلَامٌ هِيَ ﴾ [القدر: 5]؛ أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، ﴿ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5]؛ أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر، وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه، خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف، ويُكثر من التعبُّدِ في العشر الأواخر من رمضان، رجاءَ ليلة القدر، والله أعلم"؛ [انتهى كلامه رحمه الله].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه))؛ [رواه البخاري ومسلم].

عباد الله، وليلة القدر هي في العشر الأواخر من رمضان، وفي الأوتار آكَدُ؛ ففي الحديث الذي يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان اعتكف معي، فليعتكف العشر الأواخر، وقد أُرِيت هذه الليلة ثم أُنسيتها، وقد رأيتُني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وِتْرٍ))؛ [رواه البخاري ومسلم].

قال ابن باز رحمه الله تعالى: "وقد دلَّت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائمًا، فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين، وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين، وقد تكون في ليلة خمس وعشرين، وقد تكون في ليلة سبع وعشرين؛ وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع، فمن قام ليالي العشر كلها إيمانًا واحتسابًا، أدرك هذه الليلة بلا شكٍّ، وفاز بما وعد الله أهلها".

اللهم تجاوَزْ عن تقصيرنا، وارحَمْ ضعفنا، وأعنَّا على شهرنا، ووفِّقنا لِما تحب وترضى، يا أرحم الراحمين، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على النبي المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله ومن اقتفى؛ أما بعد:
عباد الله، ينبغي للمؤمن أن يجتهد ويكثر من الأعمال الصالحة في العشر الأواخر من رمضان، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، والانطراح بين يديه، والتوسل إليه؛ فإنه قد قال في كتابه مرغِّبًا عباده: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].

هذا، وصلوا - رحمكم الله - على خير البرية، وأزكى البشرية؛ محمد بن عبدالله، صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم أيها المؤمنون؛ فقال جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلِّم وزِدْ وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، صاحبِ الوجه الأنور، والجبين الأزْهَرِ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر صحابة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل الشرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك، وسنة نبيك وعبادك المؤمنين، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم وفِّق وليَّ أمرِنا لِما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال، يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا ذا الجلال والإكرام، اللهم ألْبِسْه الصحة والعافية، واجعلهما عونًا له على طاعتك يا حي يا قيوم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.83 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]