|
ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حقوق زوجات النبي المصطفى د. أمير بن محمد المدري الحمد لله القائل: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء:81]وأشهد أن لا إله إلا الله لا شريك له القائل: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء:18]. وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلوات ربي عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين وسلم تسليما. وبعد: إن من حقوق سيدنا ونبينا محمد - صلى الله وعليه وسلم - تعظيم أزواجه أمهات المؤمنين واحترامهن وإكرامهن وتوقيرهن والدعاء لهن كيف وقد أثنى عليهن الله سبحانه وتعالى أثنى عليهن في كتابه فقال: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ ﴾ [الأحزاب:32]، وقال عزوجل: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب:33]، و زوجات النبي - صلى الله وعليه وسلم - داخلات في هذه الآية كذوي قرابته وقال سبحانه في بيان فضلهن وعظيم قدرهن وعظيم حقهن: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾ [الأحزاب:6]، أمهاتهم في الحرمة وفي وجوب الاحترام والإكرام والتوقير والإعظام فإن من توقير النبي - صلى الله وعليه وسلم - وتعظيمه واحترامه احترام عرضه وتوقير أهله وتعظيم أزواجه - صلى الله وعليه وسلم - فمن عظّمهن ووقرهن فبحبه للنبي المصطفى - صلى الله وعليه وسلم - وتوقيره له وتعظيمه له يفعل ذلك وقد أجمع العلماء بأن النبي - صلى الله وعليه وسلم - تزوج ودخل بإحدى عشر امرأة عشر منهن: من العرب وواحدة من بني إسرائيل من ذرية النبي هارون عليه السلام، وقد ماتت اثنتان منهن في حياته - صلى الله وعليه وسلم - وهما خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة، وتوفي - صلى الله وعليه وسلم - عن تسع منهن: وهن سودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفصة بنت عمر الفاروق، وهند بنت أبي أمية أم سلمة، وزينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، ورملة بنت أبي سفيان التي هي أم حبيبة، وصفية بنت حيي التي هي من ذرية هارون عليه السلام، وميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها وأرضاهن فهؤلاء النساء الكريمات هن حلائل سيدنا ونبينا محمد - صلى الله وعليه وسلم - وأزواجه وهن أفضل النساء وأطيب النساء وأزكى النساء وأطهر النساء، كيف لا يكن كذلك وهن زوجات أطيب الخلق وأطهر الخلق وأفضل الخلق سيدنا محمد - صلى الله وعليه وسلم -،والله تعالى يقول في كتابه: ﴿ َالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾ [النور:26]،اثنتان منهن اختارهم الله تبارك وتعالى لنبيه - صلى الله وعليه وسلم - الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكر جاء جبريل إلى النبي - صلى الله وعليه وسلم - أتاه بصورتها في خرقة من حرير قبل أن يتزوجها والأخرى زينب بنت جحش التي قال الله سبحانه وتعالى فيها: ﴿ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ﴾ [الأحزاب:37] زوّجها الله تعالى لنبيه فكانت تفخر بذلك رضي الله عنها فتقول: "أنت زوجّكن أهاليكن وأنا زوّجني الله تعالى من فوق سبع سماوات". هؤلاء هن أزواج النبي - صلى الله وعليه وسلم - وأزواجه أمهات المؤمنين أطيب النساء وأطهر النساء وأزكى الزوجات جعلهن الله أمهات المؤمنين لعظيم قدرهن وعظيم حقهن. كيف لا يكن كذلك وهن زوجات أطيب الخلق، وأطهر الخلق وأفضل الخلق سيدنا محمد - صلى الله وعليه وسلم - والله تعالى يقول في كتابه: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26]. خديجة رضي الله عنها: أُولى الطيبات من أمهاتنا الكريمات، العاقِلَة الحاذِقة، ذاتُ الدين والنسب، خديجة بنت خُويلدٍ رضي الله عنها، نشأت على الخلق والأدب، واتَّصفت بالعفّة والشرف، كانت تُدعَى بين نساءِ مكّة بالطاهرة. تزوَّجَها المصطفى صلى الله عليه وسلم. صلى الله وعليه وسلم -فكانت نِعمَ الزوجةُ له، آوَته بنفسِها ومالها ورجَاحةِ عقلها.. نزل عليه الوحيُ فرجَع إليها يرجُف فؤادُه من الخوف، فتلقَّته بقَلبٍ ثابت وقالت له: كلاَّ والله، لا يخزيك الله أبدًا. [صحيح البخاري: كتاب التفسير (4954) عن عائشة رضي الله عنها. وهو أيضا عند مسلم في الإيمان (160]. تقول كلا بل وألف كلا ![]() يا من تعين عاجزا وكلا ![]() والله لا يخزيك رب الناس ![]() يا واصل الأرحام والمواسي ![]() قال ابن الأثير رحمه الله: "خديجة أوّلُ خلقِ الله إسلامًا بإجماعِ المسلمين، لم يتقدَّمها رجلٌ ولا امرَأَة" [أسد الغابة (1/1337]. وعظُمَت الشّدائِد عليه - صلى الله وعليه وسلم -، فكانت له قلبًا حانيًا ورأيًا ثاقبًا، كما في المسند أنه - صلى الله وعليه وسلم -قال: "آمنت بي إذ كَفَر بي النّاس، وصدّقتني إذ كذَّبني الناس، وواسَتني بمالها إذ حرَمني الناس، ورزَقني الله ولدَها إذ حرمني أولادَ النساء" [مسند أحمد (6/117) عن عائشة رضي الله عنها، وأخرجه أيضا الطبراني في الكبير (23/13)، وحسن إسناده الهيثمي في المجمع (9/224)]. زوجةٌ بارّةٌ، وأمّ حنون، جميع أولادِه - صلى الله وعليه وسلم -منها سوَى إبراهيم. في الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ - صلى الله وعليه وسلم -فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّه، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ، مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا عزوجل وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَب، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ"[صحيح البخاري: كتاب المناقب (3821)، صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة (2432) عن أبي هريرة رضي الله عنه]. قال ابن القيّم رحمه الله: "وهي فضيلةٌ لا تُعرَف لامرأةٍ سِواها". [زاد المعاد (1/102)]. وقال السّهيليّ رحمه الله: "إنما بشَّرها ببيتٍ في الجنة، لأنها لم ترفَع صوتَها على النبيّ صلى الله عليه وسلم، ولم تُتعِبه يومًا من الدهر، فلم تصخَب عليه يومًا، ولا آذته أبدًا" [انظر: البداية والنهاية (3/127)]. كانت عظيمةً في فؤادِ النبيّ - صلى الله وعليه وسلم -، فلم يتزوَّج امرأةً قبلَها ولم يتزوَّج امرأةً معها إلى أن قضَت نحبَها في عام الحزن، العام العاشر من البعثة، فحزِنَ لفَقدِها حزنًا شديدًا، وكان - صلى الله وعليه وسلم -إذَا ذكرَها أعلَى شأنَها، وأثنى عليها واستغفر لها، [أخرجه الطبراني في الكبير (23/13)، قال الهيثمي في المجمع (9/224): "أسانيده حسنة"].وربَّما يذبح الشاةَ، فيُقطِّعُها أعضاءً، ثمّ يبعثها إلى صديقاتِها.. وسمع يومًا صوتَ أختِها هالة، فتذكر استئذان خديجة وقال: "اللهم هالة". كمُلَت في دينها وعقلِها وخلُقها، يقول - عليه الصلاة والسلام -: "كمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النّساء إلا ثلاث: مريم بنت عمران، وآسيةُ امرأة فرعون، وخديجة بنتُ خويلد" [أخرجه ابن مردويه من طريق شعب عن معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعا كما في تفسير ابن كثير (1/363).]. سبَقَت نساءَ هذه الأمة في الخيريّة والشرف والسناء، يقول - عليه الصلاة والسلام -: "خيرُ نِسائِها ـ أي: في زمانها ـ مريمُ بنت عمران، وخير نسائِها ـ أي: مِن هذه الأمّة ـ خديجة" متفق عليه[صحيح البخاري: كتاب المناقب (3815)، صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة (2430) عن علي رضي الله عنه.]. صَلحت في نفسِها وأصلَحَت بيتَها، فجَنَت ثمرةَ جُهدها، فأصبَحَت هي وابنتُها خيرَ نساء العالمين في الجنّة، يقول - عليه الصلاة والسلام -: "أفضَلُ نِساء أهلِ الجنّة خديجةُ وفاطمة ومريمُ وآسية" [مسند أحمد (1/293، 316، 322) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأخرجه أيضا عبد بن حميد (597)، والنسائي في الكبرى (5/93، 94)، وأبو يعلى (2722)، والطبراني في الكبير (11/336، 22/407، 23/7)، وصححه ابن حبان (7010)، والحاكم (3836، 4160، 4754، 4852)، وحسنه النووي في تهذيب الأسماء (2/341)، وقال الهيثمي في المجمع (9/223): \"رجالهم رجال الصحيح\"، وهو في صحيح الجامع (1135).]. سَودةُ بنتُ زَمْعَة رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات الثالثة: سَليمَةُ القلب، سَودةُ بنتُ زَمْعَة رضي الله عنها، أوّلُ من تزوّجَ بها النبيّ - صلى الله وعليه وسلم -بعد خديجَة، وكانت جليلةً نبيلَة، نقيةَ السّريرةِ، وَهَبت يومَها لعائشةَ رضي الله عنها، تبتَغِي رِضَا الله برِعايةً قلب النبي - صلى الله وعليه وسلم. عائشة رضي الله عنها: وأما أمنا الكريمة الثانية، فهي عائشة بنتُ أبي بكرٍ الصديقِ ب، ولدت في بَيتِ الصّدقِ والتّقوَى، أمُّها صحابية، وأختُها أسماء ذاتُ النطاقين صحابيّة، وأخوهَا صحابيّ، ووالِدُها صِدّيقُ هذه الأمة، وعلاَّمةُ قريشِ ونَسَّابَتُها.. منحَها الله ذكاءً متدفِّقًا وحفظًا ثاقِبًا، قال ابن كثيرٍ رحمه الله: "لم يكن في الأمَمِ مثلُ عائشَةَ في حفظها وعلمِها وفصاحتِها وعَقلها" [البداية والنهاية (3/129)].، وقال الذهبي رحمه الله: "أفقَهُ نساءِ الأمّة على الإطلاق، ولا أعلَمُ في أمّة محمد، بل ولا في النّساء مطلَقًا امرأةً أعلَمَ منها" [سير أعلام النبلاء (2/140)]. وفي الصحيحين أن النبي - صلى الله وعليه وسلم -قال: "فضل عائشةَ على النساء كفضلِ الثريد على سائر الطعام" [صحيح البخاري: كتاب المناقب (3769، 3770)، صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة (2431، 2446) عن أبي موسى الأشعري وعن أنس بن مالك رضي الله عنه]. أحبَّها النبي - صلى الله وعليه وسلم -، وما كان ليحبّ إلا طيّبًا، يقول عمرو بن العاص: أيّ النّاس أحبّ إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة، قلت: فمن الرجال؟ قال: أبوها.[ صحيح البخاري: كتاب المناقب (3662). وهو أيضا عند مسلم في كتاب فضائل الصحابة (2384)]. و عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: لمَّا رأيتُ مِن النبي - صلى الله وعليه وسلم - طِيبَ النَّفْس قلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ لي، فقال: «اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تقدَّم مِن ذنبِها وما تأخَّر، وما أسَرَّتْ وما أعْلَنتْ»، فضحِكتْ عائشةُ حتى سقَط رأسها في حجْرِ رسولِ الله - صلى الله وعليه وسلم - من الضحِك، فقال: «أيَسرُّكِ دُعائي؟ »، فقالت: وما لي لا يَسرُّني دعاؤك؟! فقال: «واللهِ إنَّها لدَعْوَتي»[ أخرجه البزَّار في مسنده، وحَسَّنه الألباني]. لم يتزوَّج بِكرًا غيرَها، ولا نزَل الوحيُ في لحافِ امرأةٍ سواها، عَفيفةٌ في نفسها، عابِدةٌ لربِّها، وقد اُبتليت في عرضها بما قاله أهل الإفك، والله يبتلِي من يحِبّ من عباده، قالت: فبَكَيتُ حتى لا أَكتحِلَ بنوم، ولا يَرقأَ لي دَمع، حتى ظنَّ أبواي أنّ البكاءَ فالِقٌ كبِدِي.. واشتدَّ البلاء بها، فغارَ الله لها، وأنزَل براءتها في عشرِ آيات تُتلَى في كتاب ربها، فسمَا ذكرُها وعلا شأنُها؛ وشَهِدَ الله لها بأنها من الطيّبات، ووعَدَها بمغفرةٍ ورزقٍ كريم. ولم تزل ساهِرةً على نبيِّنا - صلى الله وعليه وسلم -، تمرِّضُه وتقوم بخدمتِه، حتى توفِّيَ في بيتها، ورأسه بين صدرها ونحرِها. حفصةُ بنت عمَرَ بن الخطاب رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات الرابعة: الصّوّامة القوّامَةُ حفصةُ بنت عمَرَ بن الخطاب رضي الله عنها، نشَأت في بيتِ نُصرةِ الدين، سَبعةٌ مِن أهلها شهدوا بدرًا، تقول عنها عائشة رضي الله عنها: هِي التي كانت تُسامِيني (يعني تنافسني) من أزواجِ النبيّ - صلى الله وعليه وسلم -[الثابت في الصحيحين وغيرهما أن عائشة رضي الله عنها قالت ذلك في زينب بنت جحش رضي الله عنها كما في قصة الإفك، وقد أخرجها البخاري في الشهادات (2661)، ومسلم في التوبة (2770)]. زينبُ بنت خُزيمة الهلاليّة رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات الخامسة: المُنفقةُ المسارعة في الخيرات، زينبُ بنت خُزيمة الهلاليّة رضي الله عنها، مكثَت عند النبيّ - صلى الله وعليه وسلم -شهرَين ثم توفِّيَت. رملةُ بنت أبي سفيانَ رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات السادسة: المهاجرة المحتسِبَة، أمّ حبيبة، رملةُ بنت أبي سفيانَ رضي الله عنها: وليس في أزواجِهِ مَن هي أقربُ نسبًا إليه منها، عقَدَ عليها وهي في الحبَشَة فارّةٌ بدينها، وأصدَقَها عنه صاحِبُ الحبَشَة وجهَّزها إليه. هندُ بنت أبي أميّة رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات السابعة: الصّابِرة الحيِيَّة أمّ سلمة رضي الله عنها هندُ بنت أبي أميّة، مِنَ المهاجرات الأوَل، ولمّا أرادتِ الهجرةَ إلى المدينة مع زوجِها أبي سلمة فرَّقَ قومُها بينها وبين زوجِها وطِفلِها، قالت: فكُنتُ أخرج كلَّ غداة وأجلس بالأبطَح، فما أزال أبكي حتى أُمسِي، سنةً كاملة أو قريبًا منها، حتى أشفَقوا عليَّ فأعادوا إليَّ طفلي.. وفي صحيح مسلم قالت أم سلمة: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله وعليه وسلم -يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله وعليه وسلم -؟ ثُمَّ عَزَمَ اللَّهُ لِي فَقُلْتُهَا، فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ، رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله وعليه وسلم -[صحيح مسلم: كتاب الجنائز (918)]. زَينبُ بنتُ جَحشٍ رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات الثامنة: أمّ المساكين زَينبُ بنتُ جَحشٍ رضي الله عنها، الشريفة النسيبة، بنتُ عمّةِ رسول الله، زوَّجَها الله نبيَّه بنصِّ كتابِه، بلا وليٍّ ولا شاهد، قال عزوجل: ﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴾ [الأحزاب: 37]،كانت سخِيَّةَ العطاءِ للفقراءِ، كثيرةَ البرّ والصدقة، ومع شريف مكانتِها وعلوِّ شأنها كانت تعمَل بيدها، تدبَغ وتَخرِز، وتتصدَّق من كسبِها، قالت عائشة رضي الله عنها: "ما رأيتُ امرأة خيرًا في الدّين من زينب؛ أتقَى لله، وأصدَقَ حديثًا، وأوصَلَ للرّحم، وأعظمَ صدقة" [صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة (2442)]. جويريّةُ بنتُ الحارث رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات التاسعة: العابدة الذاكرة، جويريّةُ بنتُ الحارث رضي الله عنها، أبوها سيِّدٌ مطاع في قومه، وكانت في سبي بني المصطلق، فأعتقها - صلى الله وعليه وسلم - وجعل عتقها صَداقها، ومَنَّ على قومها. تقول عائشة رضي الله عنها: "ما رأيتُ امرأةً كانت أعظمَ بركةً على قومِها منها"[أخرجه أحمد (6/277)، وأبو داود في العتق (3931)، والحاكم (6781)، وصححه ابن الجارود (705)، وابن حبان (4054، 4055)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3327).]. كانت كثيرةُ التعبُّد لربِّها، قانتةٌ لمولاها، تجلِس في مصلاَّهَا تذكرُ الله إلى نصفِ النّهار، كما في صحيح مسلم قالت: أتى عليَّ رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -غُدوةً وأنا أسبِّح، ثم انطلَقَ لحاجته، ثمّ رجع قريبًا من نصف النهار، فقال: "أما زِلتِ قاعدة؟" يعني: تذكرِينَ الله، قالت: نعم [صحيح مسلم: كتاب الذكر (2726) بمعناه]. صفيّةُ بنتُ حيَيٍّ رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات العاشرة: الوجيهةُ صفيّةُ بنتُ حيَيٍّ رضي الله عنها، مِن ذرّيّة هارونَ عليه السلام، كانت شريفةً عاقلة، ذاتَ مكانةٍ ودين وحِلم ووقار، وصح عند الترمذي أن النبي - صلى الله وعليه وسلم -قال لها: "إنك لابنةُ نبيّ (أي: هارون)، وإنَّ عمَّك لنبيّ (أي: موسى)، وإنّك لتحتَ نبيّ (أي: هو - صلى الله وعليه وسلم" [سنن الترمذي: كتاب المناقب (3894) عن أنس رضي الله عنه، وأخرجه أيضا معمر في جامعه (11/430 ـ المصنف ـ)، وعبد بن حميد (1248)، وأحمد (3/135)، والنسائي في الكبرى (5/291)، وأبو يعلى (3437)، وأبو نعيم (2/55)، وقال الترمذي: \"هذا حديث سن صحيح غريب من هذا الوجه\"، وصححه ابن حبان (7211)، وهو في صحيح سنن الترمذي (3055)]. ميمونةُ بنت الحارث الهلاليّةُ رضي الله عنها: ومن أمهاتنا الكريمات الحادية عشرة: واصِلة الرّحِم، ميمونةُ بنت الحارث الهلاليّةُ رضي الله عنها، من عظماءِ النساء، منحَها الله صفاءَ القلب، ونقاء السريرة، وملازمةَ العبادةِ، تقول عائشة رضي الله عنها: "أما إنَّها كانت من أتقانَا لله وأوصلِنا للرحم" [أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/138)، والحارث بن أبي أسامة (455 ـ بغية الباحث ـ)، وأبو نعيم (4/97)، وصححه الحاكم (6799)، وصحح ابن حجر في الإصابة (8/128) سند ابن سعد]. هؤلاء الإحدى عشرة، هم أمهاتنا، زوجاتُ نبيِّنا - صلى الله وعليه وسلم -، عِشن معه في بَيتٍ متواضِع، في حُجُراتٍ بنِيت من اللّبِن وسَعَف النخل، ولكنها ملئت بالإيمان والتقَوى، وكان لهنّ - صلى الله وعليه وسلم -زوجًا رحيمًا، برًّا حليمًا، جميلَ العِشرة، كريم السيرة.. صبَرن معه - صلى الله وعليه وسلم -على الفقرِ والجوع، وكان يأتي عليهنّ الشهر والشهران وما يوقد في بيوتهنّ نار، وتأتي أيّامٌ وليس في بيوتهنّ سِوى تمرةٍ واحدة، بل ربما لم يجدن سِوى الماء بلا طَعام، قناعةٌ في العيش، وصَبرٌ على موعودِ الله، وقد أخبر الله تعالى أن أجورَهنّ عنده مُضاعفةٌ ﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾ [الأحزاب: 31]. خمسٌ منهنّ تزوَّجهنّ عليه الصلاة والسلام وأعمارهنّ مِن الأربعين إلى الستّين عامًا، فحقَّق بذلك رعايةَ الأراملِ وكفالة صبيانهنّ الأيتام. تزوَّجَ خديجةَ رضي الله عنها وعمرها أربعون عامًا ولها ثلاثةُ أولادٍ من غيره، وهو لم يتزوَّج بعد، وتزوَّجَ زينبَ بنت خزيمة وهي أرملةٌ ناهزَت الستّين من عُمرِها، وتزوّج أم سلَمَة وهي أرمَلَة ولها ستّة أولاد، وتزوَّجَ سودَةَ وهي أرملةٌ وعمرها خمسَةٌ وخمسون عامًا. أمّهات المؤمنين، مَناقب مشرِقة، ومحاسن مضيئة، حقيقٌ بنساءِ المسلمين اليوم أن يجعلنَهّا نِبراسًا للحياة، ويرتَشِفن من مَعِينِها أطيب الخلق وأزكاه، بطاعة الله ورسوله، والمسارعة في الخيرات، والبعدِ عن الشبهات والشهوات، وملازمةِ السّترِ والعفاف، والحذَرِ من التبرّج والاختلاط، أو الخضوع بالقول مع الرجال، كما قال الله: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفً ﴾ [الأحزاب: 32]. وإن من أبشعِ البدع وأخبثها، ما يفعله الشيعة الروافض، من سب أمهات المؤمنين، ورميِهن بالسوء والفحشاء. ومن المعلوم أن الشيعة الروافض يطعنون في معظم الصحابة رضوان الله عنهم، ويصبون جام غضبهم، وحقدهم الدفين، وغلِّهم الخبيث، على الصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر ب، وابنتيهما أمهاتِ المؤمنين عائشةَ وحفصةَ رضي الله عنهما، بل إنهم جعلوا من أهم عقائدهم تكفيرَهم، والتقربَ إلى الله بسبهم والطعنِ في أعراضهم. فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندهم قبحهم الله، كافرةٌ منافقة، فاجرةٌ داعرة، كانت تدير شبكة دعارة في المدينة، وهي البقرة المأمور بذبحها في القرآن.. وجاء في كتابهم الصراط المستقيم (2/465): أنها أم الشرور، وأنها قرن الشيطان الذي تخرج منه الفتن.. وفي بحار الأنوار (28/149): أنها كانت ممن يكذب على رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -، وأن بغضها لعلي كاف في الدّلالة على كفرها ونفاقها. أما حفصة بنت عمر بن الخطاب فقد جاء في كتابهم الصراط المستقيم (2/472): "فصلٌ في أختها حفصة. قال الصّادق: كفرت".. ويفسرون قوله تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾ [التحريم: 10] بعائشة وحفصة ويصرحون بنفاقهما وكفرهما. ولا شك أن هذا العمل كفر وردة عن الإسلام، فإنَّ الوقوع في واحدةٍ من أزواج النبي - صلى الله وعليه وسلم -فيه من التنقصِ لقدره، والوقوعِ في عرضه الشريف، ما يوجب كفرَ فاعله وردتَه عن الإسلام، وأما سبُّ أم المؤمنين عائشة خاصة، فإن فيه إضافة لما ذكر، تكذيبًا لأكثرَ من ثلاثَ عشرةَ آيةٍ من القرآن، أنزلها الله في سورة النور، لبيان طهارتها وبراءتها مما رماها به المنافقون. قال ابن تيمية رحمه الله (بعد أن حكى الإجماع على كفر من قذف عائشة رضي الله عنها) قال: والأصح أن من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها. [ابن تيمية: الصارم المسلول: 567]. سبحان الله، أي دين وعقل لهؤلاء؟ هل هذا هو حق النبي - صلى الله وعليه وسلم -؟، وهل يرضى بذلك؟.. أي رجل يرضى بأن يُسب أهله أو تقذف زوجته بالسوء؟ وكيف يختار الله لنبيه امرأة غير شريفة؟ بل كيف يرضى مسلم أن تُسَبَّ أمُه عائشةُ أو غيرُها من أمهات المؤمنين رضي الله عنهم، وتُقذفَ بأبشع التهم ولئن قال ربنا عن تلكم الفرية في زمن النبوة: ﴿ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾[النور:11] فنحن نقول كلما علا صوت ورثة المنافقين بإحياء حادثة الإفك ﴿ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ فهذا الحدث كشف التقية المكذوبة وأبان عن زيف دين مبني على السب والشتم والتعرض لخير القرون وأمهات المؤمنين لعل ذلك يكون سببا في عودة بعض الرافضة لمذهب السنة ولعل أهل السنة يكونون أكثر حبًا واقتداءً بصحابة رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - ونُصرةً لهم ودفاعًا عنهم وإحياءً لقصصهم وسيرهم مع أولادنا و طلابنا وفي مساجدنا، ولعلنا نحيي عند نسائنا وبناتنا خصوصا السير العطرة لأمهات المؤمنين ينهلن من معينها ويجنين من رياضها علمًا وحكمة وتربية على مشكاة النبوة وعلى الحياء والستر والعفة. ولنقل كما قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -: فإن أبي ووالده وعرضي ![]() لعرض محمد منكم وقاء ![]() ![]() ![]() من حقوق أمهات المؤمنين: معرفة فضلهن ومحبتهن: قال أبو بكر الباقلاني: ويجب أن يعلم أن خير الأمة أصحاب رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -وأفضل الصحابة العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة رضي الله عن الجميع ونقر بفضل أهل البيت بيت رسول الله وأنهن أمهات المؤمنين، ونبدع ونفسق ونضلل من طعن فيهن أو في واحدة منهن لنصوص الكتاب والسنة في فضلهم ومدحهم والثناء عليهم فمن ذكر خلاف ذلك كان فاسقًا للكتاب والسنة نعوذ بالله من ذلك "[ الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ص 68).]. الإقتداء بهن ودراسة سيرتهن: ومن حسن الأدب مع أمهات المؤمنين الاقتداء بهن في كل شيء، فمثلا لقد ضربت أمهات المؤمنين أروع الأمثلة في طاعة الزوجة لزوجها مهما كلفتها الطاعة من مشاق. فهذه خديجة رضي الله عنها) تتقدم على زوجات النبي - صلى الله وعليه وسلم -في نصرة الزوج وتصديق النبي من أول لحظة بعث فيها إلى الناس بشيرًا ونذيرًا، وتقف بجانبه في أصعب اللحظات كما:" كلا أبشر. فوالله! لا يخزيك الله أبدا. والله! إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق "[ متفق عليه: أخرجه البخاري (4953) كتاب: التفسير، باب: اقرأ باسم ربك الذي خلق، ومسلم (252) كتاب: الإيمان، باب: بدء الوحي.]. وفي العلم الشرعي والتفقه في الدين: فهذا جبريل عليه السلام ينزل من السماء فيقول للرسول صلى الله عليه وسلم وقد طلق النبي - صلى الله وعليه وسلم - حفصة: "أرجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة" [رواه الطبراني (18/365) (934). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (9/248): رجاله رجال الصحيح..]. وفي مجال التصدق على الفقراء والإحسان إليهن، لا نستطيع أن ننكر على إحداهن رضي الله عنهم أنها لم تتصدق على الفقراء وتحسن إليهن، إلا أننا نجد زينب بنت جحش رضي الله عنها تتفوق على غيرها في هذا المجال، وقد شهد لها الرسول بذلك فقال:"أسرعكن لحاقًا بي أطولكم يدا" [ أخرجه البخاري (1420)، ومسلم (2452)]. ومن الأدب معهن الذب عنهن والوقوف في وجه من يسيء إليهن: منذ عهد الصحابة إلى عصرنا هذا، لا يزال الصالحون يضعون أمهات المؤمنين في مكانة عالية ولا يسمحون لأي شائن مبغض أن يطعن فيهن، بل يرون ذلك من أفضل القربات والجهاد في سبيل الله في الذب عنهن وتوقيرهن واحترامهن وحسن الأدب معهن. من الأدب معهن التسمي بأسمائهن: ينبغي على المسلمين تسمية البنات بأسماء أمهات المؤمنين، وأن نذكر بناتنا ونجعلهن دائما باتصال دائم وحب مستمر مع أمهات المؤمنين، وأن يتخلقن بأخلاقهن. أسأل الله بمنه وكرمه أن يقوي إيماننا وأن يرفع درجاتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |