
08-02-2025, 02:11 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,392
الدولة :
|
|
قريش تكتفي بما تحقق لها في أحد
قريش تكتفي بما تحقق لها في أُحد
د. محمد منير الجنباز
جمعت قريش جيشها وأوقفت القتال مكتفية بما حققته من نصر، مع خشيتها من أن يأتي مدد من المدينة فيقلب الموازين، على أن تعيد الكرة ثانية فيما بعد فتُجهِز على المسلمين، واكتفت الآن في رد اعتبارها وكسر الخوف الذي كان قد سيطر عليهم بعد غزوة بدر، فوقف أبو سفيان أسفل الجبل والمسلمون في أعلاه، قال: أفي القوم محمد؟ كررها ثلاثًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تجيبوه))، أفي القوم ابن أبي قحافة؟ كررها ثلاثًا، أفي القوم ابن الخطاب؟ كررها ثلاثًا، ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قتلوا، فقال عمر: كذبت أي عدو الله، قد أبقى الله لك ما يخزيك، فقال: اعلُ هبلُ، اعلُ هبلُ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا له: الله أعلى وأجلُّ))، فقال أبو سفيان: إن لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قولوا له: الله مولانا، ولا مولى لكم))، فقال أبو سفيان: أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمدًا؟ قال عمر: اللهم لا، وإنه ليسمع كلامك، فقال: أنت أصدق من ابن قمئة، ثم قال: هذا بيوم بدر، والحرب سجال، أما إنكم ستجدون في قتلاكم مثلًا، والله ما رضيت ولا سخطت، ولا نهيت ولا أمرت، علمًا بأن الحليس بن زبان رأى أبا سفيان وهو يضرب شدق حمزة بزج الرمح ويقول له: ذُقْ عُقَقُ، فقال الحليس: يا بني كنانة، هذا سيد قريش يصنع بابن عمه كما ترون، فقال أبو سفيان: اكتمها عني فإنها زلة.
ثم انسحب أبو سفيان، وهو يقول: إن موعدكم العام المقبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: ((تابع القوم، فإن جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يقصدون مكة، وإن ركبوا الخيل فسيقصدون المدينة، والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأناجزنهم))، فسار عليٌّ في إثرهم فوجدهم قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|