تحصيل العلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4438 - عددالزوار : 872367 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3971 - عددالزوار : 404421 )           »          تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 439 - عددالزوار : 12624 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12854 - عددالزوار : 227747 )           »          لتنعمي بالحياة مع ( حماتك) عامليها كوالدتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الدعوة في ساعة الأزمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          إلى ولدي الجامعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف عامل النبي صلى الله عليه وسلم خدمه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          نصائح ذهبية في الامتحانات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عجيب أمر هذا الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-04-2024, 12:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,934
الدولة : Egypt
افتراضي تحصيل العلم

تحصيل العلم



إن الاستفادة من العلم تكون بأن نحرص على اقتناء الكتب النافعة التي تحتوي هذا العلم الذي ورَّثوه والذي خلَّفوه، سواء كان هذا العلم عن الشخص، هو الذي دونه وهو الذي جمعه أم أن علمه دونه غيره وجمعه غيره ممن جاء بعدهم، فنستفيد من هذا العلم المهيأ سواء كان جمعه مؤلفه أم جمعه غيره ممن جاء بعده، نستفيد من ذلك بأن نقتني هذه الكتب النافعة وأن نحرص على الاستفادة منها وكيف نستفيد منها؟ إن من طرق الاستفادة من هذه الكتب أن نقرأ مقدماتها وأن نعرف مصطلحاتها؛ لأن قراءة المقدمات، مقدمات الكتب في الغالب يكون فيها توضيح للمصطلحات، وفيها بيان للطرائق والمناهج التي أرادها هؤلاء العلماء التي قصدها هؤلاء العلماء في تأليفهم؛ فإن من لا يقرأ هذه المقدمات ولا يعرف المصطلحات التي اشتملت عليها هذه المقدمات قد يبحث عن الشيء في غير مظنته، قد يظن أنه يجد بغيته في هذه الكتب، وهي لا توجد فيها لأنها لا تدخل تحت مصطلحات صاحبه التي بيَّنها وأوضحها في كتابه.
إذاً قراءة المقدمات ومعرفة المصطلحات إذا كانت هناك مصطلحات عُرفَت عن طريق الاستقراء، وعن طريق التتبع لعمل هذا المؤلف وصنيع هذا المؤلف فبمعرفة هذه المصطلحات يستفيد الإنسان من هذا الكتاب، وأما إذا لم يعرف المصطلحات فإنه لا يستفيد وقد يبذل شيئاً من الوقت في البحث في كتاب، وهذا الكتاب ليس مظنة لهذه الفائدة، وليس مظنة لهذا الشيء الذي يبحث عنه الإنسان لأنه لا يدخل تحت اصطلاح الكتاب ولا يدخل تحت ما عناه وما قصده المؤلف من هذا الكتاب. إذاً معرفة المقدمات من أهم الطرق التي يستفيد بها الإنسان من علم هؤلاء العلماء الذين دوَّنوا هذا الميراث الذي هو ميراث النبوة. ثم من أهم الاستفادة من هذه الكتب أن الإنسان عندما يقرؤها يحرص على تدوين الفوائد المهمة التي يمر بها، يدونها عنده في مذكرات خاصة فهذه الفوائد إذا لم يقيدها وإذا لم يدوِّنها فإنها تضيع، تضيع عليه ولا يعرف أين هي، فإذا كان الكتاب مكوناً من مجلدات كثيرة ثم يمر الإنسان بفائدة فإنه إذا لم يدونها فإنه لا يستطيع الوصول إلى هذه الفائدة، ولا يستطيع معرفة هذه الفائدة أين توجد إذا لم يدون المكان الذي وجدها فيه، هذا من أهم ما يكون في الاستفادة من الكتب، فمثل كتاب: (فتح الباري) مكون من ثلاثة عشر مجلداً، وفيه من الكنوز وفيه من الفوائد العظيمة، إذا مر الإنسان بهذه الفوائد ولم يدونها فإنه قد يحتاج إليها في وقت من الأوقات ثم تضيع في هذا البحر وفي هذا الخضم، ولا يتمكن من ذلك إلا بأن يقرأ أو يفتش في المظنات وقد يحصلها وقد لا يحصلها، وقد يمضي عليه ساعات كثيرة في تحصيلها فقد يحصلها ويكون ظفر بتعب وضيع على نفسه وقتاً طويلاً كان بإمكانه أن يستفيد لو دون هذه الفائدة عندما مر بها في أول مرة، إذاً هذا من أهم الطرق التي بها يحصِّل الإنسان الفوائد من هذه الكتب.
ثم تخصيص أوقات، وقت الإنسان، لمطالعة بعض الكتب النافعة، وشغل وقته فيها، هذا مما يحصل به العلم، ومما يستفيد به الإنسان من علم العلماء السابقين الذين خلفوا لنا هذا التراث، والذين دونوا لنا هذا التراث العظيم الذي ليس علينا إلا أن نقتطف ثماره وأن نجني هذه الثمار التي تعب غيرنا في جمعها، ونحن ليس علينا إلا أن نقرأ هذا الذي جمعوه وهذا الذي خلفوه.
ثم إن طالب العلم يستفيد من مختلف الكتب، لا يكون همه أن يشتغل بكتب الحديث ويغفل عن كتب الفقه أو عن الشروح التي تشتمل على مسائل الفقه، بل يكون الإنسان معنياً بهذا ومعنياً بهذا، معنياً بمعرفة الدليل وبمعرفة الأسانيد وبمعرفة الرجال وبمعرفة الكيفية التي بها يُتَوَصَّل إلى معرفة الحكم على الأحاديث وتبيين الصحيح من الضعيف، ثم في نفس الوقت يحرص على ما يُستَنبط من هذه الأحاديث وعلى الدرر الثمينة والكنوز المخبأة في هذه الأحاديث التي لا يظفر بها إلا عن طريق التأمل في معانيها وفي سياقها، وكذلك أيضا في الوقوف على الكتب التي كتبها العلماء في بيان فقه هذه الأحاديث وما يُستخرج منها وما يُستفاد منها فإن هذا من أهم ما يكون لطالب العلم، أن يكون معنياً بمسائل الفقه ومعنياً بمسائل الحديث لا يكون منحصراً في بعض التخصصات فيما يتعلق بمعرفة الرجال ومعرفة الأسانيد ولكنه لا يعرف مسائل الأحكام الفقهية!! وإذا عرض عليه مسائل فقهية يكون لا خبرة له بها، وقد تكون مسائل يسيرة ومسائل واضحة لا ينبغي أن تخفى على مثل هذا الطالب ولكن بسبب انشغاله عنها ببعض الجوانب قضي عليه ذلك، ولكن يحرص على أن يكون جامعاً بين هذا وهذا، يحرص على الرواية ويحرص على الدراية، يحرص على معرفة الأحاديث وعلى الفقه في هذه الأحاديث، وكذلك أيضاً على الاطلاع على كتب الفقه التي دونها الفقهاء في كتب المذاهب الأربعة وكذلك الكتب التي جمعت فقه الصحابة وفقه التابعين وفقه أتباع التابعين، يرجع إليها ويستفيد منها لأن هذا هو الطريق الذي يحصل به العلم ويحصل به العلم النافع ويتمكن الإنسان فيه من الوصول إلى بغيته وإلى ما ينشده ويريده.
وأهم شيء في هذا تنظيم الأوقات لطالب العلم فإنه إذا نظّم أوقاته وحصل ولو شيئا قليلا في كل يوم فإنه على ممر الأيام وعلى توالي الأيام تكون حصيلته كبيرة وتكون حصيلته ضخمة؛ لأن الشيء إذا جاء في كل يوم ولو قل فإنه على ممر الأيام وعلى طول أيام السنة يحصل الإنسان الشيء الكثير، فلو أن الإنسان فقه في كل يوم مسألة وتمكن من معرفة حكم مسألة ودرسها وعرف النهاية فيها يكون بعد مضي سنة حصل على ثلاثمائة وأربع وخمسين مسألة أو أقل أو أكثر، وإنما الإهمال والتفريط وضياع الأوقات في غير طائل هذا هو الذي يفوت العلم وهذا الذي يضيع معه العلم.
ثم إن العلم لا يمكن ضبطه ولا يمكن الاحتفاظ به إلا بمذاكرته وشغل الأوقات به فإن هذا هو الذي يبقي عليه، أما إذا أهمل وإذا غفل عنه وإذا اشتغل عنه بغيره فإنه يضيع ويتلاشى ويضمحل وإنما الإبقاء عليه يكون بمذاكرته وعمارة الأوقات في مدارسته وكونه حديث المجالس، فعندما يلتقي طلاب العلم يكون حديثهم في مسألة من مسائل العلم فإن هذا يستفيد من هذا وهذا يستفيد من هذا وهذا يدل هذا على ما خفي على هذا، وقد روى البخاري في صحيحه وهو أول حديث بكتاب الرقاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسْ، الصِّحَةُ وَالْفَرَاغْ»، فهذا الفراغ هذا الوقت إذا ما قتله الإنسان وشغله الإنسان لتحصيل العلم ومذاكرته فإنه يكون وبالاً عليه إذا ما شغله في غير طائل، إذا ما شغله طالب العلم في هذا المجال فإنه لا يحصل العلم وإذا كان عنده شيء من العلم فإنه لا بد أن ينتهي ويتلاشى لأن تحصيل العلم إنما يكون بالاشتغال فيه وبشغل الأوقات فيه، والوقت ثمين فإذا لم يحفظ فيما يعود على الإنسان بالخير فإنه يضيع على صاحبه ولا يستفيد منه صاحبه بل قد يتضرر منه فيما إذا شغله بما يعود عليه بالمضرة.
إذا فطالب العلم يحرص على شغل وقته بتحصيل العلم وتدوينه وعلى مذاكرته بين طلاب العلم عندما تحصل اللقاءات فيما بينهم في أي مناسبات، لا يكون ذلك خاصاً بمجالس العلم ومجالس الدروس وإنما إذا التقوا في الطرقات أو التقوا في المناسبات أو في أي مكان يكون شغلهم الشاغل هو البحث عن العلم والمذاكرة في العلم وهذا هو الذي ينميه؛ ولهذا يقول بعض العلماء يوصي ابنه بالمحافظة على العلم وتحصيله والإبقاء عليه وبيان ميزته وفضله على غيره وأنه يزيد وينمو بمذاكرته والاشتغال به وأنه ينقص بإهماله وعدم مذاكرته، يقول في وصيته لابنه:
وكنز لا تخاف عليه لصاً
خفيف الحمل يوجد حيث كنت
هذا هو العلم، فالمال يُسرق ويذهب ولكن العلم الذي يحفظه الإنسان هذا مع الإنسان ولا يخشى عليه ولا يذهب إلا بذهاب الإنسان، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلَّم: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه، ولكن يقبض العلم بموت العلماء»، يقول هذا الشاعر:
وكنز لا تخاف عليه لصاً
خفيف الحمل يوجد حيث كنت
يزيد بكثرة الإنفاق منه
وينقص إن به كفّا شددتا
أي إن الإنسان حينما يذاكر به ويتحدث به، فإنه يثبت ويستقر ولكن إذا لم يذاكر به ولم يكن حريصاً على المجالس مع طلاب العلم فإن الذي عند الإنسان على مر الأيام يُنسى ويتلاشى ويضمحل، هذا هو الواقع، وهذه هي الحقيقة.
وإذا نظرنا إلى علمنا في هذا الزمان وعدم تمكننا من التحصيل فإن من أسباب ذلك عدم شغل الأوقات بالتحصيل وعدم المذاكرة في هذا العلم الذي نحصله، وإذا أردنا لأنفسنا أن نحصل العلم فإن هذه الطريق الواضحة في تحصيله والإبقاء عليه.
وأسأل الله عزّ وجلَّ أن يوفقنا جميعاً لما فيه رضاه وأن يوفقنا لتحصيل العلم النافع والعمل به وأن يجعلنا هداة مهتدين، إنه سبحانه وتعالى جواد كريم، وصلى الله وسلَّم وبارك على خير خلقه وأفضل أنبيائه ورسله نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين.


اعداد: فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.11 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]