الوفاء .. لأهل الوفاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-03-2023, 11:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي الوفاء .. لأهل الوفاء

الوفاء .. لأهل الوفاء


سالم محمد


من أبرز سمات الحياة الدنيا التقلُّب، فدوامها على حال من المحال، وما منا من أحد إلا وقد قرصته الدنيا أو أفجعته، بِموت قريب، أو جار، أو صديق حميم، أو زميل دراسة أو عمل، أو معلم، وأعظم ذلك فقد أحد الوالدين أو الأبناء.
والوالدان في الإسلام لهما منزلة عظيمة، وما أكثر النصوص من الكتاب والسنة حول الوالدين وبرهما والتحذير الشديد من عقوقهما، وما فتئ الخطباء وغير الخطباء يذكِّرون الناس بين الفينة والأخرى بهذا الحق، لكن كثيرا منا يتحسَّر، ويقول في نفسه لو أنَّ لي كَرَّة فأقبِّل رِجْل أمي، أو أخدم أبي، ويزيد هذا التحسُّر إذا كان الابن صغيرا يوم وفاة أحد والديه، أو أنه فرط في حقهما فيما مضى ثم ندم وتاب بعد رحيلهما، ولا يدري هذا المتحسِّر، أن البِرَّ لم ينقطع بموت أحد الوالدين، كما أن حاجتهما لك بعد الموت أشدّ منها قبل الوفاة.
إذن فلا تحزن يا من قفدت عزيزا، أو رحل عنك حميما، ولو كان أبًا أو أمًّا، فلا زالت الفرصة سانحة، والحاجة ماسة، فما الذي يمكن أن نُكرِم به موتانا وننفع به من رحلوا عنا.
هل تعلم ماذا نعني بـ(ملازمة طريق المواساة، ومحافظة عهود الخلطاء) هذا هو خُلق الوفاء، وهو من الأخلاق العالية، والشيم الرفيعة، وهذا الخُلُق العظيم لا يقتصر على الأحياء، بل للأموات فيه نصيب، وهُم إليه أحوج، فما أحوج أخيك المسلم لشيء ينفعه بعد موته بعد أن انقطع عمله، وأنت لم ينقطع عملك، وباستطاعتك الوفاء له بالكثير والكثير.
من فضل الله علينا أن فتح لنا قنوات نصل به أحبابًا حِيل بيننا وبينهم، وحيل بينهم وبين ما يشتهون، فمن هذه القنوات:
الاستغفار: من منا لم يذنب، لكن الحيَّ أمامه فرصة ليتوب ويسْتعْتِب، فأكثِر من الاستغفار لك ولوالديك ولمن فقدت من إخوانك، فـ «(إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَك)» [1].
الصدقة: فهذا أحد الصحابة فارق أمَّه، ويريد أن يبرها بعد وفاتها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «(فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ)» ، وآخر سأل: «(أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ)» [2]، أجاب النبي صلى الله عليه وسلم: (نَعَمْ)، ما أبرد هذه الكلمة على الابن الذي تتوق نفسه لنفع والديه وقد فَارَقَا الدنيا، وحيل بينما وبين الصدقة، والصدقة من جليل قدرها، أن الميت يتمنى العودة إلى الدنيا ليتصدق قال تعالى {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)} ، فحقِّق هذه الأمنية لوالديك، ولمن غادر الدنيا من إخوانك، فـ(الصَّدَقَة عَنْ الْمَيِّت تَنْفَع الْمَيِّت وَيُصَلِّهِ ثَوَابهَا , وَهُوَ كَذَلِكَ بِإِجْمَاعِ الْعُلَمَاء) كما قال الإمام النووي.[3]
الحج والعمرة: (ومما يصل إلى الميت كذلك الحجّ والعمرة عنه بعد أن يكون الحيّ قد حجّ واعتمر عن نفسه)[4] فهذه صحابية تقول عن أمها(إِنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا)[5] فأجابها الرحمة المهداة بقوله «(حُجِّي عَنْهَا)» ولا يخفى منزلة الحج والعمرة «(فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ)» [6]
الدعاء: وهذا أعظمها وأيسرها فـ(أفضل شيء للأحياء والأموات الدعاء، ودليل ذلك ... «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»)[7]
وفي العموم (فالصدقات عن الموتى، والحج عنهم، والعمرة عنهم، كل هذا ينفعهم، ويصل إليهم، وهكذا الاستغفار لهم، والدعاء، وقضاء ديونهم، وقضاء ما عليهم من الصيام الذي ماتوا، وعليهم صيام نذر، أو صيام كفارة، أو صوم رمضان، تساهلوا ولم يصوموه بعدما عافاهم الله من المرض إن كانوا مرضى هذا يصام عنهم وينفعهم)[8] كما قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى.
سمعنا أن هناك من يبحث عن المديونين المعسرين فيسدِّد عنهم، و «(مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ)» [9] هذا في الأنظار أو التخفيف فكيف بمن قضى دَيْن أخيه كاملا، لكن هناك أموات عليهم ديون، من يقضيها عنهم، فياحبذا لو بحثنا عن ديون موتانا وأعتقناهم منها ومن تبعتها فـ «(لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ )» [10] فالله الله في التفتيش عن ديون أحبابنا وسدادها، وأما الذين لهم حق لمسلم قضى نحبه، فما أعظم أن تعفو عنه، فإن «( نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ )» [11]
فيامن فقدت صديقًا حميمًا، أو جارًا، أو أخًا أو أختًا، أو أبا أو أمًا، أبْشر فإن باب الصلة والوفاء مفتوح، وحبْل المودَّة ممدود، فلا تبخل عليهم ولو بدعوة؛ فإنها عليك يسيرة، ولكنها عندهم أمنية مستحيلة، وهدية عزيزة.
{(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)}


[1] رواه ابن ماجه ( 3660 ) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (1617)

[2] رواه البخاري (2756) ، ومسلم (1004)

[3] شرح صحيح مسلم للنووي (7/90)

[4] موقع الإسلام سؤال وجواب سؤال رقم (763)

[5] رواه مسلم ( 1149 )

[6] الترمذي (810)، والنسائي (2631 )؛

[7] موقع الشيخ ابن عثيمين https://binothaimeen.net/content/9537

[8] انظر موقع الشيخ ابن باز


[9] وروى مسلم (1653)

[10] حسنه الألباني في صحيح النسائي (4367)

[11] رواه الترمذي (1078)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.88 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]