مضار التدخين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216151 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859714 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394053 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-04-2024, 02:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي مضار التدخين

مضار التدخين - احذر أيها الشاب من السم البطيئ



مضار التدخين
بقلم الدكتور : محمد راتب النابلسي
إن صحة الجسد منطلقٌ لصحة العقل وتفوقه، ومرتكزٌ لسلامة النفس وسموِّها، وقوة الأمة تتجلَّى في صحَّة أفرادها، وإنَّ دخْلَها يقاس بدخلهم، وإنَّ الأمة التي تنزل بساحتها الأمراض، أو تستوطنها الأوبئة، تتعرَّض لخسران كبير، وهذه القوى البشرية المريضة المعطلة، كان من الممكن أن تُسهم وهي صحيحة في زيادة الدخل القومي، وأن هذه الأموال الطائلة التي تنفق في معالجة هذه الأمراض، كان من الممكن أن تنفق في بناء الوطن، وتحصين الأمة.
إنَّ الذي يدخن يندفع بشكل تلقائي نحو كارثة محتومة، بســبب مجموعة من الأمراض القاتلة 0
إن شركاتِ التَبْغِ هي شركاتُ القتلِ، بل هي شركات تتَّجر بالموت.
تُنْتِجُ شركات التبغ بمعدَّلِ دخينتين يومياً لكلِّ إنسانٍ على وجهِ الأرضِ، أي أنها تُنتج في اليومِ الواحد اثني عشر ألفِ مليونِ دخينةٍ، إنّ هذه الكميةَ التي تنتجُها شركاتُ الدخانِ فيها موادُّ سامّةٌ، لو حقنت دفعةً واحدةً في أهل الأرضِ لاستطاعتْ أنْ تبيدَ الجنسَ البشريَّ بأكمله، بل إنّ أثرَها أشدُّ مِن أثرِ أكبرِ قنبلةٍ ذريةٍ 0
إنّ عددَ الذين يَلْقَوْنَ حَتْفَهم، أو يعيشون حياةً تعيسةً مِن جرَّاءِ التدخينِ يفوقُ عددَ الذين يلاقون حَتْفَهم نتيجةَ الطاعونِ، والكوليرا، والجدرِي، والسُّلِّ، والجذامِ، و التيفويد، و التيفوس مجتمعين، والوفيَاتُ الناجمةُ عن التدخينِ هي أكثرُ بكثيرٍ مِن جميعِ الوفياتِ للأمراضِ الوبائيةِ مجتمعةً، هذه فقرةٌ من تقريرٍ نشرَتْهُ منظمةُ الصحةِ العالميةُ.
و ثمّةَ إحصاء رسميّ يبين أن هناك ألف وفاةٍ كلَّ يومٍ بسببِ الدخانِ، وهذا العددُ يزيدُ سبعةَ أضعافٍ على عددِ الذين يموتون في حوادثِ السيرِ، علماً بأن أعلى نسبةٍ يموتُ فيها الناسُ هي في حوادثِ السيرِ، لذلك قالت منظمةُ الصحةِ العالميةُ : " إن التدخين يُعد سبباً حتمياً لأمراض مميتة، وثمّةَ إحصائيةٌ دقيقةٌ تقول : إنّ مجموعَ الذين يموتون بسببِ التدخين في دولةٍ واحدةٍ في الغربِ أربعمائة ألفِ إنسانٍ، بواقعِ ألفٍ كلَِّ يومٍ أو أكثر ، إنّ بين كلِّ ثلاثةِ مدخِّنين يلقَى أحدُهم حَتْفَه بسببِ التدخينِ .
إنّ مجموعَ الدَّخْلِ الذي تحقِّقُه الدولُ الكُبرى مِن جرَّاءِ الضرائبِ الباهظةِ على إنتاجِ التدخينِ هو أقلُّ بكثيرٍ مِن الأموالِ التي تنفقُ لمعالجةِ الأمراضِ الناتجةِ عن التدخينِ.
أنّ الإنسانَ جُبِلَ على رؤيةِ الأخطارِ المباشرةِ، والاستهانةِ بالأخطارِ المستقبلةِ، فلو ظهرت إصابات بأنفلونزا الطيور في بلدٍ ما ـ كما ترون وتسمعون ـ لخفَّ المسئولون عن الصحةِ لمواجهةِ هذا المرضِ واستنفروا، ولكن لماذا لا يواجهون أخطارَ التدخينِ بهذا القلقِ الشديدِ، والتدابير الحازمة ؟.
ومن أنجح الإعلانات التي عبرت عن حقيقة التدخين ؛ رصاصة كُتب تحتها: موت سريع، ودخينة كتب تحتها: موت بطيء، وقد نشر هذا الإعلان أحد أعضاء الجمعية المؤسِّسين.
قال العلماءُ : " تحوي أوراقُ التَّبْغِ أشباهَ قلويّاتِ سامّةٍ، في طليعتِها النيكوتين، وثماني قطرات من النيٍكوتين تُحقن تحتَ جلدِ حصان تقتله في أربع دقائقَ ".
هناك سمٌّ آخرُ في الدخانِ يحتوي على مِئتَي ضعفٍ ممّا تسمحُ به مُنظَّماتُ الصحّةِ، والهيئاتِ الصحيةِ في الصناعةِ الغذائية.
و هناك سمٌّ يُضعفُ عملَ كرياتِ الدم الحمراِء، هذا السمُّ يتَّحِدُ مع كرياتِ الدمِ الحمراءِ، فيعيقُ وظيفتها في تبادلَ الأكسجين مع غازِ الفحمِ، وهذا الذي يُتعِبُ المدخِّنَ.
وفي الدخانِ غازانِ سامَّان، وهما غازانِ مُسَرْطِنانِ، وفيهما أيضاً فحومٌ مسرطنةٌ.
أُجْرِيَتْ دراسةُ في بريطانيا على ثلاثٍ وثمانينَ رجلاً مدخّناً، أكدت أنّ ثلاثةَ أشخاصٍ مِن كلِّ عشرة سيلاقُون حتْفَهم بسببِ أمراضٍ ناتجةٍ عن التدخينِ، أمّا الباقون فَسَيُعانون من أمراضٍ مزمنةٍ لها علاقة بالتدخين.
وسنستعرضُ لبعض آثار التدخين، في بعض أجهزةَ الجسمِ وعلاقتَها بالدخانِ :
الدماغ : إنّ سمومَ التدخينِ المنحلةَ في الدمِ إذا وصلتْ إلى الدماغِ يتلقَّفُها الدماغُ بسهولةٍ فائقةٍ، وبنَهَمٍ كبيرٍ، هذا الدماغُ حينما يأتيه هذا السمُّ المنحل في الدم، يشعرُ الإنسانُ بشيءٍ من الخدرِ، وشيءٍ من الفتورِ، تارة ؛ وشعوراً بالنشاطِ والتنبه تارةً أخرى، فالدخانُ مُهدِّئٌ، ومُنشِّطٌ في آنٍ واحدٍ، وهذا هو سرُّ الإدمانِ عليه والتعلق به، هذا السمُّ في الدماغِ يضعِفُ تغذيةَ الأعصابِ، فتصابُ بالالتهابِ، وقد أجريت دراسةٌ علميةٌ على ستةَ آلافِ وثمانمائة حالة، كان منِ نتائجِها أنّ هناك علاقةً واضحةً جداً بين الدخانِ وضعفِ الذكاءِ .
جهاز التنفس : هو أشدُّ الأجهزةِ تأثراً بالتدخينِ، لأنّه كعنقودِ العنبِ، كلُّ حبةٍ هي حويصلٌ رئويٌّ، والحويصلُ فراغٌ، تتمُّ في هذا الفراغِ مبادلةُ غازِ الفحمِ بالأكسجينِ، هذه المبادلةُ حيويةٌ، وأساسيةٌ جداً، وسموم الدخان تخرِّبُ الأنسجةَ المبطَّنةَ للأسناخِ الرئويةِ، ويُضْعِفُ الوظائفَ التنفّسيّةَ، وتؤدّي إلى التهابِ الأنفِ، والبلعومِ المُزْمِنَين، وإلى التهابِ الحنجرةِ، والقصباتِ الرئويّةِ، ونسبةُ سرطانِ الرئة عند المدخّنين هي ثمانيةُ أمثالِ غيرِ المدخّنين 0
القلب والأوعية : إنّ معظمَ الإصاباتِ القلبيةِ والوعائيةِ القاتلةِ تعود إلى التدخين، وقد أكَّد أطباء جراحة القلب أنّ أكثرَ المداخلاتِ الجراحيةِ، التي يُجْرونَها على القلبِ بسببِ آفاتٍ تعودُ في الدرجةِ الأولى إلى التدخينِ، إنّ ثمانينَ بالمئة من مرضَى القلبِ من المدخِّنين، إنّ سموم الدخان تسبب تضيقاًَ دائمّاًَ في الشرايينِ، وقد يتحول التضيق إلى انسداد، فتكونُ الذبحةُ الصدريةُ، أو تكونُ الجلطةُ، أو يسبِّبُ انسداداً في شرايينِ المخِّ، فتكونُ السَكتةُ الدماغيةُ، أو يسبّبُ انسداداً في شرايينِ الساقَيْن، فتكونُ الموات ( الغرغرين )، ولابدَّ من قطعِ الساقِ حينئذٍ. إنَّ احتمالَ إصابةِ المدخنين بأمراضِ القلبِ والشرايينِ، يزيدُ خمسةَ عشرَ ضعفاً على غيرِ المدخنين 0
التدخين والحمل : أكثرُ حالاتِ الإجهاضِ و الإملاص ـ ولادة الجنين ميتاً ـ والولادة قبلَ الأوانِ، ونقصِ الوزنِ، والتشوُّهاتِ الخلقيةِ، والوفاةِ في المهدِ، وربوِ الأطفالِ، والصَّممِ ؛ كله يُعْزَى إلى الأمِّ المدخِّنةِ، أمّا الشيءُ الذي لا يُصدَّق ؛ فهو أنّ هذا السمَِّ القاتلَ يشربُه الطفلُ المولودُ حديثاً مع حليبِ أمِّه، لذلك تعدُّ الإقياءاتُ المتكررةُ، والتشنجاتُ، وتُسُرّعُ قلبِ الوليدِ مِن آثارِ سمومِ الدخانِ، التي تدخلُ جسمَ الرضيعِ عن طريقِ حليبِ أمّه المدخّنةِ.
كما أنّ كثافةَ سمومِ الدخانِ في ثديِ المرأةِ تؤدِّي إلى تخرُّشِ الثديِ، وهذا التخرُّشُ يؤدِّي إلى سرطانِ الثديِ عندَ المرأةِ المدخِّنةِ، وعلى صعيدِ النساءِ الحواملِ فإنّ التدخينَ يضرُّ بالنساءِ الحواملِ كثيراً، حتى لو كُنَّ غيرَ مدخِّناتٍ، فإنّ الزوجَ حينما يدخِّنُ أمامَ زوجتِه الحاملِ يجبُ أنْ يعلمَ خطورةَ فعله، تقولُ الدراسةُ العلمية : إن مادةَ النيكوتين تتسلَّلُ إلى الجنينِ فتصيبه بعاهاتٍ أو بعيوبٍ في النطقِ أو الذكاءِ.
التدخينُ السلبي:
إنّ التدخينَ السلبيَّ هو التعرُّضُ لسجائرِ الآخرين في الأماكنِ المغلقةِ والمزدحمةِ، بل إنّ أخطرَ ما في الدخانِ أنّ أضرارَه لا تنحصرُ في المدخِّنِ نفسِه، بل تنتقلُ إلى مَن حَوْله، مِن زوجةٍ، وأولادٍ، وزملاءَ في العملِ، وهذا الذي يجالس مدخناً هو المدخِّنٌ السلبيٌّ 0
وقد أوضحتْ دراسةٌ علميةٌ أجرَتْها مجموعةٌ من العلماءِ أنّ الدخانَ يؤدِّي إلى زيادةِ نسبةِ الكوليسترولِ في دمِ غيرِ المدخِّن، وهذا يؤدِّي إلى الإصابةِ بأمراضِ القلبِ، وسرطانِ الجلدِ، والبلعومِ، وغيرِها من الأمراضِ التي يسببها التدخين 0
إنّ الأطفالَ الرُّضَعَ الذين يعيشون في غرفٍ ممتلئةٍ بدخانِ السجائرِ هم أكثرُ تعرّضاً للالتهاباتِ الرئويةِ، والنزلاتِ الشعبيَّةِ، مُقارَنةً بأمثالِهم الذين يعيشون في غرفٍ نظيفةٍ، فالآباءُ الذين يُدخِّنون يُساهمون في إيذاءِ أولادِهم الصغارِ، وهذه حقيقةٌ طبيةٌ ثابتةٌ.
الدخان والخمر :
إنّ معاملَ الدخانِ تضعُ التبغَ في أوعيةٍ محكمةٍ، ثم يصبُّون عليه من عصيرِ العنبِ، أو عصيرِ التفاحِ، أو أي شيءٍ من العصائرِ السكريةِ، ثم يضعون عليه الخمائرَ، ثم يُحكِمون الإغلاق لثلاثَ سنواتٍ، حتى يُعتقَ، وحتى يتشبعَ التبغُ بالخمرِ، والكحولِ، وهكذا يحوِّلُ نباتَ التبغِ إلى أليافٍ هشّةٍ نضجتْ في الكحولِ، فيدخنُ الناسُ نقيعَ الخمرِ، وهم لا يعلمون، وهذا ما يجعلُ الدخينةَ تستمرُّ مشتعلةً حتى آخرِها ؛ لأن هناك كحولاً متَّحداً بأوراقِ التبغِ، وهذا ما تشيرُ إليهِ جملة : " تعالَ إلى حيث النكهةُ " في معرضِ الدعايةِ للدخانِ.
هذه الحقيقةُ موجودةٌ في كتابٍ ألَّفه أستاذ جامعي في القاهرة بعد زيارةٍ لمعاملِ التَّبغِ في أمريكا، وعُرض في مكتبة الأسد قبل أعوام 0
أوهـام و وقـائع :
إنّ مِنَ الناسِ مَن يتوهَّمُ أنّ هناك دخاناً مُصَفًى، ودخاناً غيرَ مُصَفًى، هذا محضُ وهمٍ، فالدخانُ المصفَّى صُفِّيَ عن طريقِ الفلتر، والحقيقةُ العلميةُ الصارخةُ أنّ الفلتر يمنعُ دخولَ القطرانِ إلى الرئتينِ، ليس غير، أمّا السمومُ التي في الدخانِ فتنتقلُ كلُّها عبرَ الفلتر 0
إنّ الدخانَ المستوردَ أو المهرَّبَ مِن الدول المصنَّعة إلى دول الشرق الأوسط دخانٌ رديءٌ جداً، حيث إنّ نسبَ السمومِ فيه عاليةٌ جداً، إلى درجةِ عشرةِ أضعافٍ، العلبة نفسُها، والعلامةُ التجاريةُ نفسُها، والسعرُ نفسُه 0
الدخان والثروة النباتية :
وأمّا عن الخسائرِ الناتجةِ عن الحرائقِ بسببِ أعقابِ السجائرِ فهي تفوقُ كلَّ أرباحِ الشركاتِ، والضرائبِ التي تُحصَّلُ مِن هذه الصناعةِ.
المدخن خائف دائماً :
حقيقة خطيرة جداً، وهي أنّ الخالق العظيم تكريماً لهذا الإنسانِ، وتحقيقاً لسلامتِه، وصَوْناً له مِن العطبِ، جهَّزه بآلياتٍ بالغةِ التعقيدِ لِحفظِه مِنَ الأخطارِ.
فلو أنّ أَحَدَنا شاهدَ شيئاً مخيفاً، ماذا يحدث ؟ تنطبعُ صورةُ هذا الشيء المخيف على شبكيةِ العينِ، إحساساً ، وشبكيةُ العينِ تنقلُها إلى الدماغِ عبْرَ العصبِ البصريِّ، ليدركَ معنى هذه الصورةِ، بحسبِ المفهومات المكتسبة، والدماغُ مَلِكُ الجهازِ العصبيِّ، يخاطبُ ملكةَ الجهازِ الهرموني ( الغدةَ النخاميةَ ) عن طريقِ ضابطِ اتِّصالٍ، هو الجسمُ تحتَ السريرِ البصريِّ، هذه الغدةُ النخاميةُ تتلقى التماساً مِنَ الدماغِ بالتصرُّفِ مِن أجلِ السلامةِ، هي ملكةٌ، وعندها غدد هرمونيةٌ فعّالةٌ، ترسلُ هذه الغدةُ النخاميةُ أمراً إلى الكظرِ ليواجه الخطر، فيرسلِ خمسة أوامر هرمونية، الأولُ : يسرِّعُ القلبَ، والثاني : يزيدُ وجيبَ الرئتين، والثالثُ : يضيِّقُ الأوعيةَ المحيطيةَ مِن أجلِ أن يذهبَ الدمُ إلى العضلاتِ، لا إلى الجلدِ، والرابعُ : يزيدُ سكرَ الدمِ، والخامسُ : يزيدُ هرمونَ التجلُّطِ، كلُّ هذا بفعلِ هرمونِ الأدرنالين الذي يفرزُه الكظرُ
إنّ الخائفَ يزدادُ نبضُ قلبِه فيتعب، ويزدادُ وجيبُ رئتيه فيلهثُ، وتضيقُ لمعةُ أوعيتِه المحيطيةِ، فيصفرُّ لونُه، ولو فحصَتَ دمَه لوجدتَ نسبةَ السكرِ عاليةً، وكذلك نسبةُ هرمونِ التجلُّطِ الذي يفرزه الكبدُ، سمُّ النيكوتين يفعلُ فعْلَ الأدرينالين نفسه، فعند المدخِّن تسرعٌ في نبضِ قلبِه دائماً، وازديادٌ في وجيبِ رئتَيْهِ، وضيقٌ في الأوعيةِ المحيطيَّةِ، لذلك يبدو أصفرَ اللونِ، وفي دمِه زيادةٌ في هرمونِ التجلُّطِ، وهذا قد يُسبِّب له الجلطة، وارتفاعٌ في نسبةِ السكرِ في الدمِ، وهذه الأعراض خطرة، وقاتلة أحياناً أخرى 0
يقول أحد المدخنين :
أما أنا فاسمع بداية قصَّـــتي منذ التحقت بشلَّة الأقـران
لم يعلم الأبوان أين تسكـُّـعي بحثاً عن الأعقاب والعيدان
لم تمض إلا أشهر حتى غـدت سيجارة الشيطان طَوْع بناني
في العيد كانت فرصتي ذهبية الجيب مملوء أبي أعطاني
تابعت أفلام البطولة مغرمــا ومشاهد التدخين كل ثواني
أيقنت أنَّ التبغ شــرط لازم كي أنتمي لفصيلة الشجعان
سيجارة الأستاذ في مـدرستي كانت كوحي الجن والشيطان
أذعنت للتدخيــن دون تردُّد وبدأت بعد السر بالإعلان
فأبي يدخن والمعلم قــدوتي وكلاهما بسلوكه أغواني
وطبيبنا في الحي كان مـدخنا فجعلته ترسا لمن ينهاني
جاوزت مرحلة الشباب وبعدها مالت بصدري كفة الميزان
أصبحت ألهث إن مشيت بسرعة والقلب يخفق والسعال أتاني
أنفقت أموالـــي أهنتُ إرادتي كي لا يصاب التبغ بالخذلان
هذا اللدود جعلته لي صــاحباً أردفته خلفي فباع حصاني
لم أتعظ مما جرى للســـابقين وصمدتُ لكن فزت بالخسران
هذي حكاية من يذوب نــدامة فاحذر صديقي أن تكون الثاني
ماكلاريم شخصيةٌ جذابةٌ جداً، تستخدمُها شركاتُ الدخانِ في الدعايةِ للدخانِ، غالباً ما يُلبِسون هذه الشخصيةَ ثيابَ رعاةِ البقرِ، ويتكلم الكلامَ الذي يُشجِّعُ الناسَ على التدخينِ، هذا الإنسانُ فَقَدَ حياتَه في ريعانِ شبابِه، إذْ أصيبَ بسرطانٍ في رئتِه بسببِ التدخينِ، وكانت آخرُ كلماتِه : لا تُصدِّقوني، الدخانُ قتلني، وأنا الدليلُ على ذلك، وكنتُ أكذبُ عليكم.
وبقدر ما توصَف نتائج التدخين بأنها خطيرة، بقدر ما يمكن تلافيها إذا امتنع المدخن عن التدخين، وكلما طال أمد تعاطي الدخان، كلما كان الإقلاع عنه أصعب 0
وهناك عدة وصايا تعين المدخن على الإقلاع عن التدخين :
1- صدق الإرادة وقوتها في الإقلاع عن التدخين 0
2- تعميق الوعي الصحي بأبعاد الأخطار الناتجة عن التدخين 0
3- أقلع عن التدخين في وقت مبكِّر من عمرك 0
4- لا تفقد الأمل إن حاولت مرة أو أكثر ولم تفلح.
5- لا تخف من زيادة الوزن.
6- لا تقلع بالتدريج، بل أقلع نهائياً.
7- استفد من خبرات من أقلعوا عن التدخين.
ومِن خصائصِ الإنسان الذي عرف سرَّ وجوده وغاية وجوده، أنه يعرفُ قدرَ نفسِه، ويعرفُ قيمةَ الحياةِ، ويعرفُ قيمةَ الصحةِ، هذه الصحةُ وسيلتُه إلى تحقيق ذاته، لذلك يجب أن يسعى الإنسان العاقل سَعْياً حثيثاً إلى الحفاظِ على صحّتِه، لأنها رأسُ مالِه، ووعاء عمله، واللهُ سبحانه وتعالى يقولُ : ] وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [.
وأخيراً يقول الله جل جلاله : ] الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [.وقد ثبتَ بالدليلِ العلميِّ الصحيحِ، والدراسةِ الموضوعيَّةِ، أنّ الدخانَ مِن الخبائث فهو إذن مشمولٌ بقوله تعالى : {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ}.
نسأل الله سبحانه أن يحفظ أبناءنا وشبابنا من مداخل الشيطان، ومكايد الأعداء ، وأصدقاء السوء، وأن يسلمهم من هذه الآفة الخطيرة، وأن يجعلهم أقوياء الإيمان، أصحاء الأجسام، أصحاب إرادة قوية ، وهمة عالية، يحققون لأمتهم ما يرتجى منهم في خدمتهم ورفعة شأنها.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.62 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]