معايير النقد الأدبي عند الغرب.. - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216097 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7830 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859626 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393966 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2021, 02:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي معايير النقد الأدبي عند الغرب..

معايير النقد الأدبي عند الغرب..




د. صالحة رحوتي


















كتابات تسليمة نسرين نموذجاً






دُحِرت فكرةُ الفن للفن... وانهارت مقولةُ الأدب للمتعة لا غير...




تقوض منها الصرحُ عندهم منذ زمان... ما بقيت -في الحقيقة- موجودة ولا راسخة إلا في ثنايا عقولنا، نحن الذين لُقنناها وحفظناها حرفًا حرفًا، حتى ما عادت فينا ذرة من كِيان يمكن أن تفرّط فيها أو أن تنبذها...




انفجرت وانتثرت شظاياها، وعسى أن نُلهَم الرشد فندقق حولها الرؤية، وتتبدى لنا آنذاك تلك الأوصالُ منها متداعيةً في مزبلة أوهام للفكر ما صنعت في الأصل إلا للتأثير فينا لتسهيل تدجيننا...



- إنه ساركوزي رئيس فرنسا بلد الأنوار...


- وإنه الرئيس المنتخب من طرف أبناء ذاك البلد المتنور المتقدم المتحضر المُتغنِّي بالديموقراطية وحقوق الإنسان فوق كل أسواره وعلى كل شبر من أراضيه...


- وإنه أيضًا ذلك الممثل لفكر الثورة الفرنسية، فكر التحرير والتنوير...


- ثم إنه ذلك المفاخر بالفكر الحداثي؛ عاهدنا أنفسنا كمثقفين أن لا نَمْتَح إلا منه ومن معين نظرائه...



إنه هو بالضبط من نسف "مصباح" هاته المقولة، ثم أضحينا السابحين في بحر الظلمات، التائهين في غيابات الشك، ولا ندري أكان ما آمنا به حقًّا؟ أم هي الغشاوة كانت حاضرة وجعلتنا العميَ الصم السذج لا نرى ولا نسمع ولا نكاد نفقه شيئا؟




اصطنع ذاك المتنور جائزة للنسوانية "سيمون دي بوفوار"، "جائزة أدبية رفيعة المستوى" كما قال عنها... وستمنحها فرنسا كل عام مشاركة في تقدير الإنجازات النسوية في العالم، ثم ارتأى أن تسليمة نسرين البنغالية "المسلمة" هي من تستحقها...




رؤية خاصة للأدب!!



وزاوية نظر مختلفة يُصطفى منها ذاك النسق من الكلمات الذي يستحق التكريم!!!



ومعايير تقدير للأدبية في النصوص حتمًا مغايرة للتي دأبنا نحن على الاعتراف بها!




إنه المضمون -لا القالب السردي ولا الجمالية ولا الشعرية ولا حتى النول الذي نسجت عليه الكلمات- ذاك الذي كان السبب في الحظوة التي فازت بها "إبداعات" تلك الكاتبة المغمورة...




وهي الجرأة على الدين ذاك الذي دفع بها قُدُمًا إلى الأضواء التي سلطت عليها منذ مدة، ثم كان أن غارت في خضم النسيان حتى استخرجها ساركوزي، وقرر أنها هي من تستحق التتويج دون غيرها؛ لأنها رفعت بيارق في معارك الدفاع عن النساء...




ثم حتى وإن كانت قد فعلت وحققت للمرأة انعتاقاتٍ ما... فما شأنُ الأدب بهذا؟ والأدب كما عُلِّمنا من طرف الغرب ما هو إلا للمتعة يحققها للقارئ المتلقي، ولا شأن له بالمواعظ والأخلاق، وحتى بالتوجيهات أو بالاستنتاجات الفكرية المبثوثة فيه مهما كانت صحيحة مؤثرة وفاعلة...




أأصبحَ القدحُ في الإسلام -ذاك القيد للنساء المكبل للنساء كما صور في "إبداعات" تلك "المبدعة"- هو سبب التميز ووسم الرفعة، واعتلى به ما كتبته عاليًا في سماوات الأدب حتى استحق أن يكون الممهور بالجائزة، ومن لدن بلد الأنوار؟؟؟




لابد أن انتقاد الدين والتمرد على تعاليمه كمنحى فكري من مسلمة هو ما دفع الغرب إلى تمييز ما كتبت وتكريمه، إذ ما تُوهَب الجوائزُ منهم إلا لمن يحوز الرضا من بعد أن يستوعب المطلوب ويُنفذ الأوامر...




فأين احتسابُ الأسلوب واللغة والشعرية وحسن تنسيق الكلمات وكل ما يدخل في هذا النطاق من خصائص الكتابة الأدبية، والكل يشهد أن تلك الطبيبة الكاتبة كانت فقط الناشدة للرضا من ذلك الغرب طلبًا للقرب وللشهرة، ولم يكن لكتابتها العادية التقريرية ما يمكن أن يرفعها حتى إلى مصاف الكتابة الأدبية، بله الارتفاع إلى استحقاق التميّز فيها...




فلقد فَعَّل ساركوزي -ومن ورائه فرنسا والغرب كله- مقومات الهوية من أجل الحكم بذاك التميز الكامن في نصوص تسليمة نسرين، وما حَكَّم قط تلكم المعايير النقدية الأدبية التي صُدِّرت إلينا، أو حتى استوردناها طواعية وتشربناها من أجل اصطفاء الراقي والمتألق من أنماط نسيج الكلمات...




إذ تلك المعايير الوافدة -المتجذر حبها في نفوس النقاد منا- لا يمكن أن تسمح لهم أبدًا باستحسان نص لاحتفائه بفكرة ما، مع كون النص عاديا لا جمالية لغوية ولا سردية فيه...




ثم هي لا يمكن أن تتيح لهم إمكانية استهجان نص رائق اللغة متناسق الأسلوب، وفيه مديح للانحرافات الأخلاقية أو الاجتماعية أو حتى سب واحتقار للدين...




إذ هم الأكثر ملكية من الملك، والأكثر إنسانية وأممية من سائر الأمم...




وبالخصوص الأعظم إخلاصًا والأعمق وفاء لتلك المعايير من النقد، حتى ولو كانت الهوية هي من ستذبح وتقدم قربانًا على مذبح هيكل الآداب...




إذ هي التي تحمل النص ما لا يجب اعتماده أبدًا –بدعوى الوسم بالرجعية وبالجهل- من أجل الحكم على الإبداعات الأدبية كما يقولون ويرددون في كل آن وحين...




فأين كل هذا من تصرف ساركوزي؟



ذلك الذي ما استراحت يداه من حمل مكاسب الصفقات الاقتصادية -المهداة له من طرف بني يعرب المسلمين حين الزيارة الأخيرة إلى مضاربهم- حتى قرر أن يتوِّج من أهانت دينَهم، وكذا توسلت بتحقير مبادئه إلى لفت نظره بهدف كسب فتات اهتمام من ذلك الغرب!!



قرر ساركوزي وضع النياشين على صدرها، حتى طلب أن يتم ذلك في عاصمة الأنوار…لكن تلك النياشين لا يمكن أن تعوضها عن الوطن الذي افتقدته، ولا الغربُ عوضها عنه، إذ هي الشريدة الطريدة في بلاد الهند.




فما هنئت منه حتى الآن ولا بالأمن الذي كان يجب أن يوفره لها كأمثالها من المرتزقة، ممن باعوا هوياتهم وقايضوها بالإقامة في سجون على أرض وُضعوا فيها، ثم ببضع شذرات من شهرة! و ما نفعتهم إلا في جلب أنظار المتطرفين لكي يتعقبوهم -وهم الهلعون الخائفون- في كل الديار...




ثم وقد حسم الغرب الأمر، وقرر احتساب الفكر المضمَّن في النصوص حين النقد ضدًّا على الحداثيين من عندنا، فهل من فكر نظيف كامن في تَرِكَةِ تلك التي صُنعت الجائزة من أجلها وأعطيت لتلك "الأديبة المناضلة"؟؟؟




فمنذ مدة يسيرة وبتاريخ 3 يناير 2008 نشرت جريدة نوفيل أبسرفاتور الفرنسية على صفحة غلافها صورة لتلك النسوانية المناضلة أيضًا من أجل حقوق المرأة... وكانت فيها "تناضل" من أجل إبلاغ رسالة عريها التام لمن قام بتصويرها، أي ذلك الغريم المفترض... الرجل... ذاك الذي ما فتئت تجعجع مدة حياتها حول التخلص من ربق قيود الارتباط به، لكنها في الحقيقة ما انفكت تلك الأسيرة المشدودة إليه مع عدم الاعتراف حتى بتلك الوشائج الرابطة... إذ كانت مجرد العشيقة الخليلة لذلك الوجودي سارتر، والمطلعة والمتفرجة أيضًا على هذا القدر من علاقاته النسائية المتناسلة المتعددة حتى مع طالباتها في الجامعة، تلك التي كانت تدرس مبادئ فلسفتها النسوانية التحريرية فيها...




إذًا هي جائزة غير مشرفة بالنسبة إلى رمزها المرتبط بها، ثم هي غيرُ مضيفةٍ شيئًا إلى أمجاد المسلمين... لكنها في الحقيقة على كل حال يمكن أن تنفع ذوي الألباب من الأدباء والنقاد في إعادة التفكير حول ما استجلب من مبادئ النقد الأدبي من هنالك من الغرب، ذاك الجواد "الكريم" المتبرع بتكريم الأدباء المرتزقة منا...




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.80 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]