التكرار - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 22 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2022, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي التكرار

التكرار


خالد يحيى محرق



لمجرد التفكير في التعليم قديمًا تتبادر إلى ذهنك صورةُ الكتاتيب، والمدارس النظامية في أولى مراحلها، وتلك السياسة التي يجيدها ويتقنها كلُّ المعلمين في كافة المراحل تقريبًا؛ ألا وهي: "التلقين والتَّكرار".



تمر بالمساجد عصرًا حين يبدأ موعد الحلقات عادة، فإذا بك تسمع التَّكرار والتلقين على أشُدِّه على المستوى الفردي والجماعي.



تتصفح أغلب المناهج الدراسية حينها، فإذا هي تلقينيَّة بامتياز.



إلى قبل عقدينِ - تقريبًا - نبتت في المجتمع نابتة جديدة؛ ألا وهي تلك الدورات والندوات المهتمة بالمهارات وتطوير الذات، والثقة بالنفس، وكيفية التعامل مع الآخر، وبعناوين شديدة الغَواية والإغراء؛ مثل: (الذكاء العاطفي، العلاج بخط الزمن، الأنماط)، ونحو ذلك.



والتي كانت - في عمومها - تعتمد على إطلاق قواك الخفيَّة، وتفجير طاقاتك المهولة، تحت مظلة من المظلات الجذَّابة، تعرف بالبرمجة اللغوية العصبية (nlp) اختصارًا.



فقد كانت تصبُّ اهتمامها على الذات، وتفجير الخوارق الكامنة فيها، وإيقاظ قُوى التأمل والإدراك.



والتي كانت بدورها تركز كثيرًا، بل تصرُّ على الاعتماد على الإبداع والخيال، والتفكير الحُر، الذي يسبح بانسيابية طلقةٍ من دون قيدٍ أو حاجزٍ برزخي.



كانت تقول باختصار: أنت كائنٌ مبدع، عليك ألا تكون ورقةَ كربون.



كانت تقول: أنت تملك خيالًا فذًّا، يتعطل كلما تعلمت بطريقة تلقينيَّة.



كانت مثل هذه الموضات الثقافية تلوح بإيقاظ العملاق الذي بداخلك، وإخراج المارد من قمقمه.



كانت تكرِّس مفهوم الثقة بالنفس، والتفكير خارج الصندوق، والذي لن تتحصل عليه وأنت مكبَّل بأغلال التَّكْرار والتلقين؛ حتى تأثرت مراكز التعليم لدينا بشيء من ذلك، وصرتَ تفتح كتب الدين وما جاورها من قواعد وإملاء، فإذا بك ترى القاعدةَ اللُّغويَّة أو المعلومة الفقهية التي كنت حفظتَ الكثير منها في المادة الواحدة، لا يحضر منها إلا واحدة أو اثنتان على خجل واستحياءٍ، بجانب تلك الصفحات التي تطالبك بالبحث، وأوراق العمل والمطويات، والإحالة إلى بعض المراجع والمواقع الإلكترونية، لكن ما يثير عَجَبَك أنك حين تتصفَّح بعض تلك الكتب المهتمة بتطوير الذات، تجد مع نهاية كل فصل - تقريبًا - بعض التمارين والتطبيقات - التي كان عدد منها لا بأس به - يعتمد على طريقة مصبوغة بالتَّكرار والتلقين، بل وأحيانًا بجملٍ باردة باهتة.



فمثلًا: في الشخصيات الخجولة المتردِّدة، جيء ببعض كلماتٍ للتَّرداد والتَّكرار؛ لتعالج نوعًا من الضعف والانطواء المخبوء في النفس، كأن تقول: "أنا أستطيع فعل ذلك، نعم أنا أستطيع، أنا أستطيع، أنا أستطيع"، أو في باب الثراء ونحوه: "أنا غني، أنا غني، أنا غني"؛ مما يجعلك تضحك أحيانًا!



بل والأعجب أنك في بعضها كي تحقِّق نتائج ملموسة، عليك بتَكْرارها بعدد معين قبل النوم، وحين الاستيقاظ، وما بين فتراتٍ ليست بالمتباعدةِ، وكأنك تعيشُ بعض الطقوس والصلوات الدينيَّة، وحينها تتساءل: ما الذي جاء بالتَّكرار والتلقين مذيلًا في فصول كتبكم، وقد وأدتموه سابقًا؟!



وقبل أن أكمل معك أيها القارئ النبيل، سأتوقف بك قليلًا عند ما يسمَّى بكتب تطوير الذات، والتي ملأت رفوف المكتبات، وخصوصًا تلك الموسومة بـ(أكثر الكتب مبيعًا)، فهذه الجملة الموضوعة على الغلاف، ما هي - غالبًا - إلا شَرَك مذهَّب مرصَّع بالزبرجد؛ ليتم به اصطيادك.



ففي النهاية هو شَرَكٌ لك أيها الطائر الحر لا أكثر.



أيضًا لا يفوتني أن أخبرك عن بعض ما يستفزني في بعض المكتبات، وما يجعلني أضيق ذرعًا أن أتناول رواية لكاتب معروف - أو شبه معروف - وقد وسم غلافه بـ(الطبعة الخامسة عشرة).

يا إلهي!

إنك أمام شَرَكٍ آخر، لكنه مليء بالاستفزاز.

فهناك بعض الكتب والروايات العالمية لم تَصِل للطبعة العاشرة حتى...!

أظن الطبعة الأولى من ذلك الكتاب الفذِّ نسخة واحدة، والثانية نسختين، والثالثة ثلاثَ نسخ، وهكذا دواليكَ حتى بلغ هذا الكتاب الرائع الطبعة الخامسة عشرة، والحمد لله على سلامة وصولِه!

وأظن أيضًا أن هذا من الوسائل الرخيصة لترويج بعض الكتب أو الروايات المطعمة بصور من التفاهات التي تضرُّ بخلايا الدماغ، المسؤولة عن الإبداع.



وفي العموم:

فما أود قوله أن العلمَ له رافدان: (الحفظ، والإبداع)؛ فلا خيال وحدَه يستقلُّ بدفَّة التعليم، ولا حفظَ أيضًا، هما فرَسَا رهانٍ.

فكما أن العلوم والمكتشفات ممتنَّة لمن كان يفكر خارج الصندوق بإبداع وخيال حر، فإن النفس البشريَّة - التي هي مناط هذا الإبداع - هي الأخرى تنفعل، متشكلة طباعها، مصاغة مفاهيمها، بكثرة سماع شيء وتَردادِه.



ألا ترى أن الشعوب - أحيانًا - تُصاغ بعض أيديولوجياتها من خلال ما يردَّد بكثرة في طاحونة الإعلام.

تأكَّد أن ما تكرره وتردِّده باستمرار يترك بصمة على اختياراتك العقلية، وتصرفاتك ووجدانياتك الذوقية، وهذه حقيقة لا مواربةَ فيها.



فإياك أن تصدِّق مَن يعيب أسلوبَ التلقين والتَّكْرار، ثم تراه يمارسُه عليك من خلال إعلامه وتغريداته.

ومما يزيد القول بهجة وسرورًا: أن دينَنا الحنيف فيه جزء من ممارسته الطيبة، تنتهج أسلوب التَّكْرار، وتحثُّ عليه صباحًا ومساء، وقبل النوم، وعند الاستيقاظ.

فأنت أخي المسلم تكرر جملًا متنوعة طولًا وقصرًا في يومك وليلتك.

لماذا؟

لأن الإنسان بالفعل يتأثَّر بما يردِّده ويُكرِّره باستمرار.

أعجبتني إحدى الحملات التوعوية في الكويت التي كانت تحت هذا الشعار: "كلامك عنوانك".

وبالفعل؛ فأنت في الحقيقة ما تكرِّر.



أنت ما تكرِّر.

عند هذه النقطة من الحديث دعني أسألك عزيزي القارئ عن أكثر شيء يردِّده المسلم في يومه وليلته، وبالتالي في حياته كلها:

أنت تقرأ الفاتحة في كل ركعة.

أنت تسبِّح وجوبًا مرة واحدة في كل ركعةٍ وسجدة.



لربما أنك تكرر: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) 100 مرة في اليوم.

فبما أن الإنسان يتأثَّر فكرُه وعقله واختياره بما يكرره، فما أكثر شيء تسمعه وتكرره في حياتك أيها المسلم؟



دونك إذًا:

يتكرَّر الأذان والإقامة في اليوم والليلة خمس مرات.



إذًا فأنت تسمع (الله أكبر) في يومك وليلتك 50 مرة.

أنت تكرر ندبًا (الله أكبر) ثلاثًا وثلاثين مرة في أدبار الصلوات، وأربعًا وثلاثين مرة قبل أن تنام.

أنت تصلي في يومك وليلتك سبعَ عشرة ركعة وجوبًا، وثنتي عشرة ركعة استحبابًا، وتوتر بما شئت، وتصلِّي الضحى أحيانًا.

وعليه؛ فإنك تقول: (الله أكبر) انتقالًا من حال لحال أثناء صلاتك تقولها إحدى عشرة مرة في كل ركعتين.

حين تركب مسافرًا تكبر.

حين تعلو مرتفعًا تكبر.



أتعلم أنك في يومك وليلتك تكرِّر (الله أكبر) أكثر من 500 مرة.



أتظن أن اختيار هذه الكلمة بالذات لتكرَّر بهذا العدد، اختيارٌ غير مقصود؟

من المبهج حقًّا: أن الناس يختارون لأنفسهم ما يكررون، ونحن اختار الله لنا ما نكرِّره!



تكرار كلمة (الله أكبر) اختيارٌ قصَده الله وأراده.

همُّك كبير؟ (الله أكبر).

خوفك تعدَّى الآفاق في ضخامته؟ (الله أكبر).

كَبِرت الدنيا عندك؟ (الله أكبر).

كبر قدر فلان في عينك؟ (الله أكبر).

ذنوبك كبيرة إلى حدٍّ لا يوصف؟ (الله أكبر).

حاججت الله في حكم شرعه أو قدَرٍ قدَّره عليك؟ (الله أكبر).

كبر حبك للمال والأولاد والزوجة؟ (الله أكبر).

(الله أكبر) من سقطاتك، من حزنك، من ألمِك.

جنح بك الشيطان في معرفة كُنْه الله وماهيته؟ (الله أكبر).

برحك المرض؟ قيَّدك السقم؟ (الله أكبر).

ضاقت الحيل؟ خاب الظن؟ (الله أكبر).

(الله أكبر) يفرُّ الشيطان نحو الآفاق حين يسمعها.

(الله أكبر) على صيحاتها انتشر الدين حين خاض المسلمون معاركهم.

(الله أكبر) تطفئ النار.

(الله أكبر) ينطقها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين يُفرحه أمر.

(الله أكبر) لا تتكرَّر على لسان عبد إلا ويظن به الهداية؛ قال سبحانه: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 185].



التأمل العميق في كلمة (الله أكبر) يسري بك نحو الأفق، ثم في الملكوت تحطُّ روحك سابحة وضَّاءة كالنور.



في سورة الإسراء أسرى بعبده ليلًا إلى المسجد الأقصى؛ تمهيدًا للعروج السماوي، ختم هذه السورة العظيمة بقوله: ﴿ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].

مئات المرات تكرر (الله أكبر) في يومك وليلتك.



ماذا يريد منك ربُّك؟

ماذا يريد؟

يريد أن يتضاءل في عينك كلُّ شيء إلا هو سبحانه.

يصغر في نفسك كلُّ شيء إلا هو سبحانه.

يريدك ألا ترى شيئًا كبيرًا أبدًا إلا هو وحده.

هو كبيرٌ في ذاته سبحانه، لكن بقاءه كبيرًا في عينك من أجلك أنت، ولمصلحتك أنت.

سعادتك تكمن في بقاء الله كبيرًا في نفسك.

وشقاؤك يحضر حين يصغر في نفسك، ويكبر غيره.

اختر كُبراءك..

وانظر ماذا ستكون.


حقًّا إن ما تُكرِّر يمثِّلك حتمًا.

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

لا إله إلا الله

الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا.

وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.24 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]