هل كان اعتقاد مشركي الجاهلية في الربوبية صحيحا؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28409 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60011 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 803 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خطورة الإشاعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-01-2022, 07:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,614
الدولة : Egypt
افتراضي هل كان اعتقاد مشركي الجاهلية في الربوبية صحيحا؟

هل كان اعتقاد مشركي الجاهلية في الربوبية صحيحا؟
محمد أنور محمد مرسال



المشركون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هل كان اعتقادهم في الربوبية صحيحًا؟

أُغْلُوطَةٌ مشهورةٌ:
هذه الأغلوطة يذكرها بعض طلبة العلم في الدروس العَقَدِية، وربما ذكرها بعض المشايخ عندما يتكلمون عن توحيد الربوبية عند المشركين، وهي: ( كان اعتقاد المشركين في الربوبية صحيحًا):
ويستدلون على ذلك بآيات من كتاب الله، ومنها:
قال الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف: 87].

قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].

قال الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [لقمان: 25].


والاستدلال بهذه الآيات على أنَّ "توحيد الربوبية كان عند المشركين صحيحًا مطلقًا ولا خلل فيه"، خطأٌ وليس بسديدٍ.


والصواب: المشركون يقِرُّون بتوحيد الربوبية في الجملة، ولم يكن سليمًا، بل كان فيه خللٌ وشِرْكِياتٌ، ومنها:
أ ــ نسبة المطر للكواكب والأنواء:
فقد كانوا ينسبون إنزال الغيث – الأمطار - إلى الأنواء.

برهان ذلك:
أ ــ قال الله تعالى: ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾ [الواقعة: 82].
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ: ﴿ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴾، ثُم قَالَ: (( مَا مُطِرَ الناسُ لَيْلَةً قَط إِلا أَصْبَحَ بَعْضُ الناسِ مُشْرِكِينَ يَقُولُونَ: مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا وَكَذَا))، قَالَ: وَقَالَ « وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ»[1].


ب ــ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيّ رضي الله عنه قَالَ:صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم_ صَلَاةَ الصُّبْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ عَلَى إِثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنْ اللَّيْلَةِ،فَلَمَّا انْصَرَفَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: ((هَلْ تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟))،قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ،قَالَ: ((أَصْبَحَ مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنٌ بِي وَكَافِر،ٌفَأَمَّا مَنْ قَالَ:مُطِرْنا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ: فَذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِي، وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ:بنَوْء كَذَا وَكَذَا: فَذَلِكَ كَافِرٌ بِي، وَمُؤْمِنٌ بِالْكَوْكَبِ))[2].


قال الإمام ابن عبدالبر: ((وأمَّا العربُ، فكانت تُضيفُ المطرَ إلى النَّوءِ، وهذا عندهم معرُوفٌ مَشْهُورٌ في أخبارِهِم وأشْعارِهِم، فلمَّا جاءَ الإسلامُ نَهاهُم رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك، وأدَّبهُم وعرَّفهُم ما يقولُونَ عندَ نُزُولِ الماءِ، وذلك أن يقولُوا: "مُطِرْنا بفَضلِ اللَّه ورحمتِهِ"، ونحوَ هذا من الإيمانِ والتَّسليم لما نطقَ به القُرآنُ )) [3].

ب ـــ كانوا يأتون الكُهَّان:
برهان ذلك:
أ ــ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُمُورًا كُنَّا نَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ: كُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ، قَالَ: ((فَلَا تَأْتُوا الْكُهَّانَ))[4].
وفي رواية: قال: إنِّي حَديثُ عَهْدٍ بجَاهِلِيَّةٍ، وقدْ جَاءَ اللَّهُ بالإِسْلَامِ، وإنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الكُهَّانَ، قالَ: ((فلا تَأْتِهِمْ)[5].


ب ــ عَنْ عَائِشَةَ _ رضي الله عنها _ قَالَتْ:قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْكُهَّانَ كَانُوا يُحَدِّثُونَنَا بِالشَّيْءِ فَنَجِدُهُ حَقًّا، قَالَ: ((تِلْكَ الْكَلِمَةُ الْحَقُّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقْذِفُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، وَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ))[6].



وفي رواية: قَالَتْ عَائِشَةُ _ رضي الله عنها _: سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ اللهِ عَنِ الْكُهَّانِ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ الله: ((لَيْسُوا بِشَيْءٍ))،قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا الشَّيْءَ يَكُونُ حَقًّا، قَالَ رَسُولُ اللهِ:(( تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ)) [7].


فدلت هذه الأحاديث أنهم في الجاهلية كانوا يأتون الكُهَّان، وهذا شِرك في الربوبية [8].

ج ــ كانوا يتطيرون:
(الطِّيَرَة ) - بكسر الطاء، وفتح الياء، وقد تُسَكَّن -: وهي التشاؤم بالشيء[9].
فالطيرة هي: التشاؤم بمرئي، أو مسموعٍ، أو معلومٍ[10].


برهان ذلك:
حديث معاوية بن الحكم السلمي السابق ذِكره:
عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ، قَالَ:قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُمُورًا كُنَّا نَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، كُنَّا نَأْتِي الْكُهَّانَ، قَالَ: ((فَلَا تَأْتُوا الْكُهَّانَ))، قَالَ: قُلْتُ: كُنَّا نَتَطَيَّرُ، قَالَ: ((ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ، فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ))[11].


فثبت أنهم كانوا يتطيرون في الجاهلية، وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم: شِركًا، وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((الطِّيَرَةُ مِنَ الشِّرْكِ))[12]، وفي رواية: (( الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ))[13].



والتطير يتعلق بعلم الغيب وهو يتعلق بالربوبية.
د ــ ينسبون بعض الحوادث للدهر:
برهان ذلك:
قال الله تعالى: ﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾ [الجاثية: 24].


قال الإمام الطبري:
((وقوله: ﴿ وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ،يقول تعالى ذِكره مخبرًا عن هؤلاء المشركين أنهم قالوا: وما يهلكنا فيفنينا إلا مرُّ الليالي والأيام وطول العمر، إنكارًا منهم أنْ يكون لهم ربٌّ يُفنيهم ويُهلكهم))[14].
كانوا يزعمون أن مرور الأيام والليالي هو المؤثِّر في هلاك الأنفس، وينكرون ملك الموت، وقبْضَه الأرواح بإذن الله، وكانوا يضيفون كل حادثةٍ تحدُثُ إلى الدهر والزمان[15].

هـ ــ إنكار البعث:
قال الله تعالى: ﴿ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [التغابن: 7].

وأصل إنكار البعث: شك في قدرة الله تعالى، وهذا طعن في الربوبية.

خلاصة الكلام:
قول من يقول: ((كان اعتقاد المشركين في الربوبية صحيحًا))، والاستدلال ببعض الآيات على أنَّ ((توحيد الربوبية كان عند المشركين صحيحًا مطلقًا ولا خلل فيه)) خطأٌ وليس بسديدٍ.


والصواب: المشركون يقِرون بتوحيد الربوبية في الجملة، ولم يكن سليمًا، بل كان فيه خللٌ وشِرْكِياتٌ، مما سبق وذكرناه.
وبالله التوفيق...

[1] إسناده صحيح: رواه الطبري في تفسيره، (10 / 652) رقم: (33650) طـ (دار الحديث) القاهرة.

[2] رواه البخاري (1038)، ومسلم (71)، وأبو داود (3906)، والنسائي (1525).

[3] التمهيد، ابن عبد البر (6 / 409: 410) طـ (دار الكتب العلمية) بيروت ـ لبنان.

[4] رواه مسلم (537).

[5] رواه مسلم (537) وأبو داود (390).

[6] رواه البخاري (3210)، مسلم (2228).

[7] انظر: صحيح مسلم (2228).

[8] وهذا عند التصديق واعتقاد أنهم يعلمون الغيب، وللمسألة تفاصيلُ من جهة أي منها يكون شركًا أو لا، وأي منها يكون شركًا أكبر أو أصغر، ومتى يثبت الحكم على المعين؛ إذ التكفير المطلق لا يلزم منه تكفير المعين، والغرض المقصود: أن للمسألة تفاصيلَ ليس هذا محل ذِكرها.

[9] النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير (صـ 564) مادة: (طير) طـ (بيت الأفكار الدولية).

[10] التشاؤم بالمرئي: كالتشاؤم بالقطة السوداء، والبُومة، وما شابه ذلك.
التشاؤم بالمسموع: كالتشاؤم من صوت الغراب، وصوت البُومة، وما شابه ذلك.
التشاؤم بمعلوم: كالتشاؤم من رقم (13)، والزعم بأن يوم الجمعة فيه ساعة نَحْسٍ - كما يقول جهلة العوام في زماننا _.

[11] رواه مسلم (537).

[12] صحيح: رواه أحمد (3687)، الترمذي (1614).

[13] صحيح: رواه أبو داود (3910)، وابن ماجه (3538).

[14] تفسير الطبري (10 / 127) طـ (دار الحديث) القاهرة.

[15] تفسير النسفي (3 / 304) ح، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، القسطلاني (13 / 186) حديث رقم: (6181) طـ (دار الكتب العلمية) بيروت ـ لبنان.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.86 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]