|
|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قلة وجود المحاضن التربوية
قلة وجود المحاضن التربوية د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي لقد أودع الله تعالى في نفوس الناشئة والشباب طاقاتٍ كبيرةً جدًّا، من صفاء العقول، ولين القلوب، وقوة الأبدان، فبهم تُبنى المجتمعات، وبهم تنشأ الحضارات وتتقدم الأمم، ولقد كانت مسيرة الحضارة الإسلامية أول نشأتها معتمدة بعد الله تعالى وتوفيقه على الشباب، يقول الشيخ محمد الحسن الددو: "أنه آمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة في البداية شبابها، وكفر كثير من شيوخها" [1]. إن الشباب إذا لم تهيئ لهم محاضن تربوية إسلامية توجههم وترشدهم نحو الخير والفضيلة والأعمال الصالحة المفيدة، فإنهم يتوجهون إلى الشر وتدمير أنفسهم ومجتمعاتهم وأممهم على أيدي الفساق والأشرار المتربصين بهم. إن اليد التي لا تعمل يعبث بها الشيطان، شياطين الإنس والجن على حد سواء وربما شياطين الإنس أشد خطراً وفتكاً وإيذاءً من شياطين الجن، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴾ [الأنعام: 112][2]. وقد قال أبو العتاهية عن الشباب: إِن الشبابَ والفراغَ والجِدَةْ ♦♦♦ مفسدةٌ للمرءِ أِيُّ مفسدةْ إن الشباب يحتاجون إلى محاضن تربوية تفجر طاقاتهم، وتلمّ شتات أفكارهم ومشاعرهم، وتجيب على تساؤلاتهم الحائرة، فكم من الشباب انحرفوا وحادوا عن طريق الصواب إلى متاهات الغواية والضلال بسبب عدم وجود محاضن توجههم وتجيب على أسئلتهم الحائرة. فحينئذ لا بد من وجود هذه المحاضن، ولا نقصد أن تكون مخصصة فقط للمحاضرات والدروس العلمية ولا الكلمات الوعظية، بل نقصد محاضن تهتم بغرس القيم والمبادئ والمهارات التربوية الإسلامية من خلال القدوة، وحُسن التوجيه والتكليف بأعمال ومهارات متنوعة، كالمشاركة في الأعمال التطوعية لمختلف المجالات العملية داخل المجتمع، وهي كثيرة جداً، والمجتمع بحاجة إلى كل الطاقات فكل واحد يملك قدرات يستطيع إفادة مجتمعه من خلالها. إن الشباب في وقت الصيف، ووقت الإجازات لديهم أوقات فراغ واسعة جداً، ويحتار أين يذهب؟!، وماذا يعمل؟! فيتجه ذات اليمين، وذات الشمال تائهاً حيرانَ، فيا أيها التربويون والمصلحون انتبهوا للشباب وحافظوا عليهم ليكونوا سواعد بناء ورقي لمجتمعهم وأمتهم. [1] من محاضرة للشيخ محمد الحسن الددو على موقع "طريق الإسلام". [2] سورة الأنعام، الآية رقم: 112.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |