22-11-2021, 02:02 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة :
|
|
في الحرف شفاء
في الحرف شفاء
تماضر عبدالله علي الحمد
-١-
إننا حينما نَكتب، فإننا لا ننتظر ما يدعونا إلى الكتابة، نحن لا نَكتب من أجل المناسبة، ولا من أجل أن نتناسب مع الشيء، ولا من أجل أن تتناسب الأشياء معنا.
نحن لا نكتب من أجل الجماعة، ولا من أجل الطَّائفة، ولا من أجل الفرد التَّائه في حدودهم.
-٢-
نحن لا نكتب من أجل الصورة المرئيَّة في أبصارنا كما نراها، ولا من أجل الصوت المسموع في أسماعنا كما نعيه، ولا من أجل النَّكهة المذاقة في ألسنتنا كما نطعمها.
نحن لا نكتب من أجل الإحساس الذي نَستشعره في أيدينا حينما نتلمَّس، ولا من أجل الرائحة التي نستنشِقها في أنوفنا عندما نتنفَّس.
-٣-
نحن لا نكتب من أجل الشيء الظاهر على ظاهره، ولا من أجل الشَّيء المكشوف بما يكشفه، ولا من أجل الشيء المعلن كما يُعلن عنه.
نحن لا نكتب عن البائن بما بان لنا منه، ولا عن الواضِح بما وضح لنا عنه، ولا عن الجليِّ بما تجلَّى لنا به.
-٤-
إنَّما نحن نكتب من الأضواء المذابة فينا، من الأجرام السماوية السابحة في فضاء أرواحنا، من الأشعة الوقَّادة في نفوسنا، من البريق النابض في قلوبنا، من السناء القادِح في عقولنا، من السطوع الذي نتنفَّسه في رئتنا، فتصيِّره نورًا وهَّاجًا يجري في دمائنا، ليخلص العتمة المدسوسة فينا من العتمة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|