تجنيد العقائد المنحرفة في الأدب العربي الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850152 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386293 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 65 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2021, 05:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي تجنيد العقائد المنحرفة في الأدب العربي الحديث

تجنيد العقائد المنحرفة في الأدب العربي الحديث
د. وليد قصاب









ذكرنا في مقالٍ سابق أنَّ ارتباط الآداب بالعقائد - سماوية أو بشرية - هو ارتباطٌ وثيق في القديمِ والحديث؛ فالأدبُ ضرْبٌ من الفكر، وكل فكر يقدِّمُ رسالةً ما، صادرة عن التصورِ العقديِّ الذي أفرزها.







ولقد تعرضت الأمةُ العربية والإسلامية منذ مطلع ما يحسبه بعضُهم "عصر نهضة" إلى غزوٍ عسكري مسلح، فتشتت شملها، وانفرط عقدُ وحدتها، ووقعت كثيرٌ من بلدانها وأقطارها في قبضةِ احتلالٍ عسكري غربي مدجَّج بأفتك الأسلحة وأقواها، ثم تلاه ما هو أخطر منه، وهو الاحتلال الفكري والغزو الثقافي، وما خرج العسكري الأجنبي من بلادِنا إلا بعد أن سلَّمَ الرايةَ لغزاة الفكرِ والثقافة.







ولأنَّ الأمَّةَ صارت في حالةِ ضعف وانكسار، بعد أن دالت دولتُها، وسقطت خلافتُها، وأحست بتفوق هذا الغازي الأجنبي الذي غلبها - راحت تقلِّدُه، وتأخذ بنظمِه وقوانينه وفكره، بحسب سنة تقليد المغلوب للغالب.







وإنَّ أدبنا العربي الذي كان منذ أن جاء الإسلام - إلا في استثناءات قليلة - يغترف من نبعِ العقيدة، ويتشكل في ضوء هديها، قد جدَّت فيه - من داخل الأمَّةِ وخارجها - تياراتٌ وفلسفات وأفكار كثيرة مخالفة للإسلام.







وكانت هذه الدعوات تلقى على الدَّوام دعمًا من الخارج، ويحظى المنادون بها بكلِّ حظوةٍ وتقدير، وينصَّبون رموزًا للثقافةِ والفكر.







انفتح بابُ أدبنا العربيِّ الحديث على مصراعيه - من غير حذر ولا رقيب - على تياراتٍ لا حصر لها قادمة من الغرب؛ كالعلمانية، والماركسية، والوجودية، والليبرالية، والعبثية، وغيرها.







كما أُحيِيَت فيه عقائدُ ونحل منحرفة كانت دائمًا في موطنِ الشبهة والاتهام عند علماءِ الأمة وفقهائها ومفكريها؛ كالباطنيةِ والصوفية والقدرية وغيرها.







وإنَّ الدَّارسَ ليلحظُ أنه لم تبقَ نِحلة أو دعوة أو فلسفة من الفلسفاتِ التي تخالفُ الإسلامَ إلا ارتادها أدبُنا العربيُّ الحديث، حتى لم يعد خافيًا على أحدٍ هيمنة هذه العقائدِ والأيديولوجيات المنحرفة على ساحتِه، واستئثارها بتصوراتِه ورؤاه.







تسمَّتْ مدارسُ ومذاهب بأسماءٍ وثنية، ولمعت وذاعت في عالم الأدب عندنا، وهل ثمة ما هو أشهر من مدرسة "أبولو" في الأدبِ العربي الحديث؟ ومن هو "أبولو" هذا؟ إنه - فيما تدعي الأساطير اليونانية - ربُّ الشعر والشمس والموسيقا[1]!







وتسمت طائفةٌ من شعراءِ الحداثة بالشعراء "التموزيين ومن هو تموز؟ إنه وثنٌ استخدم عند البابليين إلهًا للمحاصيلِ والإنبات كما تدعي أساطيرُ أولئك القوم[2].







بل إنَّ شاعرًا مشهورًا من رموزِ الحداثة يستبدلُ باسمه العربي "علي أحمد سعيد" اسمًا وثنيًّا، فيدعو نفسه "أدونيس" وهو - فيما تزعم أساطير الفينيقيين - إله الخصب عندهم[3].







كما احتشد الشعرُ العربي الحديث - والحداثي منه على وجه الخصوص - بعشراتِ الرموز الوثنية والنصرانية، واستعمل مفرداتها وألفاظها، وقد استغرب محمود شاكر - رحمه الله - أنَّ كثيرًا من روادِ الشعر العربي الحديث - من المسلمين - قد أوغلوا في استخدامِ ألفاظ من مثل: (الخطيئة، والفداء، والصلب، والخلاص وغيرها)[4].







وكان أدباءُ النصارى - على مختلف اتجاهاتهم - يعكسون عقيدتَهم فيما يكتبون، وكانت النصرانية هي العنصر الأبرز في أدبِهم.







وقد تجلى ذلك أبرز ما تجلى في أدبِ المهجر؛ فأدباؤه - وجلُّهم من النصارى - تسيطر على شعرِهم وعلى نثرهم الروحُ الدينية لعقيدتهم، وهم يستلهمونها فيما يكتبون.







كان جبران وزملاؤه من كتَّابِ الرابطة - كما يقول الدكتور عبدالكريم الأشتر -: "هم الرسل الأمناء الحقيقيين الذين يبشرون بالمبادئ المسيحية الحقة.."[5].







وتضيق المساحةُ في مثل هذا المقام عن أنَ يورد المرء ما لا حصر من تجنيدِ العقائد والأيديولوجيات المختلفة في الأدبِ العربي الحديث، الذي أصبح عند قومٍ من بني جلدتنا ساحةً مباحة لكلِّ فكر، إلا الفكر الإسلامي!







وحسبنا أن نوردَ في هذا المقام ما لاحظته لجنةُ الشعر في المجلس الأعلى لرعايةِ الفنون والآداب بمصر، من القيمِ العقدية المنحرفة التي غزت الشِّعرَ العربيَّ الحديث، وذلك في مذكرةٍ رفعتها إلى وزير الثقافة يومذاك، وقد جاء فيها: "إنَّ مراجعةً سريعة لكثيرٍ مما يسمَّى بالشعرِ الجديد لتكفي للدلالةِ على أنَّ أصحابَه واقعون تحت تأثيراتٍ، إذا حلَّلناها وجدناها منافيةً لروح الثقافة الإسلامية العربية، التي هي الروحُ المميزة لشخصيتنا الفنية على مدى العصور، مما يجعلُ كتاباتهم مرفوضة حتى لو أخرجناها من دنيا الشعرِ لندخلها في عالم النثر الفني؛ وذلك لأنها تشيعُ في كياننا العضوي عنصرًا غريبًا يهدمُه ولا يعمل على بنائه ونمائه.







ومن ذلك ميلهم الشديد نحو الاستعانةِ في التعبير بعناصر يستمدونها من دياناتٍ أخرى غير العقيدة الإسلامية، بل مما تأباه هذه العقيدة؛ كفكرةِ الخطيئة، وفكرة الصلب، وفكرة الخلاص، وذلك فضلاً عما يستبيحونه لأنفسِهم بالنسبةِ لكلمة (الإله)، كأنما هي ما تزالُ عندهم كلمةً بمعناها الوثني، ولم تتخذ في الإسلامِ معنى خاصًّا يجبُ احترامه، مهما كان السياق الذي تردُ فيه.."[6].







وعلى تعدُّدِ الأيديولوجيات والعقائد التي انعكست في الأدبِ العربي الحديث كانت "العلمانية" أو قل: " اللادينية" هي السمة الكبرى التي جمعت بينهما، وهي الفكر الذي صدرت عنه الثقافةُ الغربية عامَّة، ورسَّخته الاتجاهاتُ الحداثية وما بعد الحداثية بشكلٍ خاص.







وهذا يعني أنَّ الأدب العربي - وهو يتبنى هذه العقائد والفلسفات على يديْ طائفة من أبنائه - ينسلخ عن الإسلامِ شيئًا فشيئًا؛ ينسلخ عن العقيدةِ التي صدر عنها منذ مبعث الدعوة المحمدية، وكانت - على ما شابها أحيانًا على أيدي طوائف معينة - هي المحضنَ الأوَّل له.







وإنه لتجدر ملاحظة أنَّ هذا الفكر العلماني المنحرف المدعوم من الغربِ لم يكن يمسُّ إلا العقيدة الإسلامية وحدها، ولم يكن يتجرأ إلا عليها، بل على إسلامِ السنَّة والجماعة خاصَّة.







يقول الدكتور إحسان عباس - وهو يرصدُ حركةَ الشعر العربي المعاصر -:



"أصبح التمييز - في الدائرة الشعرية - مرحليًّا، وصحب ذلك كله إيمانٌ بأنَّ كلَّ قيمة ثابتة - أيًّا كان منبتها، ومهما تكن مدَّة ثباتها - فهي تشيرُ إلى الرُّكود، أو التخلُّف، أو الجمود، سواء أكانت تلك القيم تتصلُ بالدِّين، أو بنمطِ حياة، أو طريقة تفكير، وكان هذا الوجه من النظرِ يصيب أكثرَ ما يصيبُ مؤسسةً قائمة على ثوابتَ ضرورية مثل الدِّين، وخاصة الدين الإسلامي في صورتِه السنية؛ من حيث إنه صورة كبيرة من صور التراث.."[7].







وإنَّ المرء - بعد كلِّ هذا - ليأخذه عجبٌ لا يشبهه عجب؛ أن يرى طائفةً من أدباءِ المسلمين ونقادهم يسكتُ على تجنيدِ طوائف كثيرة من الشعراءِ والكتاب للنحلِ المختلفة التي تتجافى مع الإسلام في أدبهم، ولا يرفع عقيرتَه بالاحتجاجِ والتنكير، ثم إذا ما سمع طائفة من المسلمين تدعو إلى استلهامِ دينها في أدبها، والصدور عن منابعه - ارتفعت هذه العقيرة، وبلغ النكيرُ أقصاه، ولم تبق نهمة من مثل التطرف، والتخلف، والرجعة، والعصبية، وغيرها الكثير، إلا أُلصقت بهؤلاء القوم.








التوثيق:



1- انظر كتاب" جماعة أبولو، وأثرها في الشعر الحديث" لعبدالعزيز الدسوقي: ص344.



2- انظر كتاب" ميثولوجيا وأساطير الشعوب القديمة" لحسن نعمة: ص198.



3- المرجع السابق: ص136.



4- أباطيل وأسمار، لمحمود شاكر: ص205- 215.



5- انظر كتاب "النثر المهجري" لعبد الكريم الأشتر: ص65.



6- انظر كتاب (الأدب الإسلامي ضرورة) لأحمد محمد علي: 50، نقلاً عن (قضايا ومواقف) لعبد القادر القط: 12.



7- انظر كتاب" اتجاهات الشعر العربي المعاصر" لإحسان عباس: ص113.







[1] انظر كتاب: "جماعة أبولو، وأثرها في الشعرِ الحديث"؛ لعبدالعزيز الدسوقي، ص (344).



[2] انظر كتاب: "ميثولوجيا وأساطير الشعوب القديمة"؛ لحسن نعمة، ص (198).



[3] - المرجع السابق، ص (136).



[4] - أباطيل وأسمار؛ لمحمود شاكر، ص (205 - 215).




[5] - انظر كتاب: "النثر المهجري"؛ لعبدالكريم الأشتر، ص (65).



[6] - انظر كتاب: "الأدب الإسلامي ضرورة"؛ لأحمد محمد علي، (50)، نقلاً عن "قضايا ومواقف"؛ لعبدالقادر القط، (12).



[7] - انظر كتاب: "اتجاهات الشعر العربي المعاصر"؛ لإحسان عباس، ص (113).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.00 كيلو بايت... تم توفير 1.92 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]