اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول عند ابن جني - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-08-2021, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول عند ابن جني

اعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول عند ابن جني
أ. د. عبدالله أحمد جاد الكريم حسن



تعرف الإشارة اللغوية بأنها الكل المحصل من ضم دال ومدلول، " ويرتبط الدال بالصورة السمعية، والمدلول بالتصور أو المعنى المجرد. وتمثل ظاهرة التلفظ وظاهرة الإصغاء الجانب الفيزيولوجي- النفسي. وقد شبه سوسور العلاقة بين الدال والمدلول بوجهي الورقة الواحدة؛ فكما أن من المحال تصور ورقة بوجه واحد، فمن المحال تصور دال بدون مدلول؛ والعكس صحيح. وإذا انعدم التلازم بين الدال والمدلول كان لدينا تعاقب صوتي، لا يصح أن نعده إشارة لسانية، فتعاقب (ك ت ب) أو (ك ب ت) يعطي إشارة لسانية؛ أما تعاقب (ت ب ك) فلا يعطي إشارة لسانية. والعلاقة بين الصيغة اللفظية وما تحيل إليه هذه الصيغة هي علاقة اعتباطية (Arbitraire) موضوعة بالاتفاق أو التواطؤ (Convention) فليست الإشارة اللسانية من قبيل الرمز بمعناه المحدد؛ لأننا لا نستطيع التصرف بالرموز كما نشاء؛ فنحن نرمز إلى العدالة مثلاً بالسيف أو الميزان، أو بهما معًا؛ ولكن لا نرمز إليها بكتاب أو مصباح. أما الإشارة اللسانية فإنها لا تتقيد بمثل هذه الرموز، فالإشارة اللسانية إلى (الطويل) تساوي الإشارة إلى (القصير).‏

وصيغ مصطلح الاعتباطية في الفرنسية من (Arbitre) التي تعني الحاكم المستبد أو السيد المطلق. وفي العربية من فعل (اعتبط)، ومعناه القتل ظلماً، أو ذبح الذبيحة سمينة فتية لا علة فيها[1]. وعلى هذا يلتقي المصطلحان عند فكرة الظلم والتعسف. ومن الجدير بالذكر أن اللغويين العرب القدامى استعملوا هذا المصطلح بمعنى اللاسببية[2]. أو دون علاقة طبيعية. وبدهي أنه تستثنى من هذه العلاقة الاعتباطية الألفاظ التي لها "ارتباط طبيعي بالأشياء كالخرير والزقزقة، والألفاظ ذات الدلالات النفسية، مثل (أف) و(آه)، وهي محدودة في كل لغة.‏ وعرفنا أن من أشهر أفكار دوسوسير اللغوية اعتقاده باعتباطية العلاقة بين الدال والمدلول، وقد تجلت هذه الفكرة لدى ابن جني، ومن أهم مظاهر ذلك بإيجاز ما يأتي [3]:
أولاً: الاعتباط أحد الأسس في اختيار الأصول الثلاثية في اللغة العربية:
من خلال دراسة الخصائص لابن جني يتأكد لدينا أن الاعتباط هو أهم أسس اختيار الأصول الثلاثية في اللغة العربية، ومن ذلك قوله: "اعلم أن واضع اللغة لما أراد صوغها وترتيب أحوالها هجم بفكره على جميعها، ورأى بعين تصوره وجوه جملها وتفاصيلها، وعلم أنه لا بد من رفض ما شنع تألفه منها، نحو (هع) و(قج). فنفاه عن نفسه، ولم يمرره بشيء من لفظه، وعلم أن ما طال وأمل بكثرة حروفه لا يمكن فيه من التصرف ما أمكن في أعدل الأصول وأخفها وهو الثلاثي... فلما كان الأمر كذلك اقتضت الصورة رفض البعض واستعمال البعض، وكانت الأصول ومواد الكلم معرضة لهم، وعارضة أنفسها على تخيرهم، جرت لذلك عندهم مجرى مال ملقى بين يدي صاحبه، وقد أجمع إنفاق بعضه دون بعضه، فميز رديئه وزائفه، فنفاه البتة، كما نفوا عنهم تركيب ما قبح تأليفه. ثم ضرب بيده إلى ما أطف له من عرض جيده، فتناوله للحاجة إليه، وترك البعض لأنه لم يرد استعمال جميع ما بين يديه منه لما قدمنا ذكره، وهو يرى أنه لو أخذ ما ترك مكان ما أخذ لأغنى عن صاحبه، ولأدى في الحاجة إليه تأديته؛ ألا ترى أنهم لو استعملوا (لجع) مكان (نجع) لقام مقامه وأغنى مغناه" [4].‏

ثانيًا: الاعتباط أهم أسباب عدل بعض الكلمات دون بعضها الآخر:
تعرض ابن جني لدراسة ظاهرة العدل في اللغة العربية، ويؤكد أن عدل بعض الكلمات دون بعض يقوم على الاعتباط، ومن ذلك قوله:" فقد نجد في اللغة أشياء كثيرة غير محصاة، ولا محصلة، ولا نعرف لها سببًا، ولا نجد إلى الإحاطة بعللها مذهبًا؛ فمن ذلك إهمال ما أهمل، وليس في القياس ما يدعو إلى إهماله، ومنه أنهم عدلوا (فعلا) عن (فاعل) في أحرف محفوظة، وهي: ثعل وزحل وعمر... وما يقل تعداده، ولم يعدلوا في نحو: مالك وحاتم وخالد، وغير ذلك، ولسنا نعرف سبباً أوجب هذا العدل في هذه الأسماء التي أريناكها دون غيرها"[5]، وسنتحدث فيما بعد عن العدل.

ثالثًا: الاعتباط أهم أسباب ظاهرة الاستغناء:
الاستغناء من الظواهر التي درسها ان جني في الخصائص، وما يعنينا منها هنا الكيفية التي تم بها الاستغناء؛ فلماذا استغني عن ماضي (ذر) و(دع) ولم يستغن عن الماضي (وثب)إذا جرت هذه الظاهرة على الأفعال المبدوءة بالواو، ومثل هذا التساؤل في الاستغناء بجمع القلة عن جمع الكثرة أو العكس"[6]، وسنتحدث فيما بعد عن الاستغناء.‏



رابعًا: الاعتباط أساس التصادفات الواقعة في اللغة أو "تلاقي اللغة":
من يقرأ الخصائص لابن جني يجده قد درس ظاهرة التصادفات الواقعة في اللغة أو ما سماه بـ (تلاقي اللغة)، ويرى ابن جني أن هذه الظاهرة قائمة على الاعتباط، ويستشهد له باسمي العلم (سلمان) و(سلمى) حيث يقول:" ألا ترى أن (فعلان) الذي يقاوده (فعلى) إنما بابه الصفة؛ كغضبان وغضبى، وعطشان وعطشى؛ وليس سلمان وسلمى بصفتين ولا نكرتين، وإنما (سلمان) من سلمى كـ (قحطان) من ليلى. غير أنهما كانا من لفظ واحد فتلاقيا في عرض اللغة من غير قصد لجمعهما، ولا إيثار لتقاودهما"[7].‏


ومما سبق يتأكد لنا أن ابن جني ذهب إلى أن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية، كما ذهب إلى ذلك دوسوسير فيما بعد.


[1] ينظر: ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بيروت، مادة (عبط) (7/347).

[2] ينظر مثلاً: ابن هشام، مغني اللبيب، الطبعة الثانية، بيروت، مطبعة دار الفكر، (ص36).

[3] ينظر: محمد وليد حافظ، قراءة في فكر ابن جني من خلال (الخصائص) على ضوء علم اللغة الحديث، مجلة التراث العربي، دمشق العدد 25 و 26 (مرجع سابق).


[4]الخصائص (1/ 64-65).

[5] المرجع السابق (1/ 52).

[6] ينظر: الخصائص (1 /98).

[7] المرجع السابق (1 /322).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.32 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]