يتوفّى وما وفّى!! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-11-2021, 08:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي يتوفّى وما وفّى!!

يتوفّى وما وفّى!!


هيام الجاسم









يتوفّى من توفّى وما وفّى حقوق أناس قد ظلمهم ! قد نال من أذيتهم! كان مصدر إزعاج لهم ! يتحمله الناس أيام زهوة شبابهم ونضارة قوتهم في تحملهم ! يظن هذا المنزعج المتأذي أن قوة تحمله باقية معه، يحتضنها دوما وأبدا مع تقدم عمر الخمسين والستين في حياته، بلا شك تزداد جروح المنزعجين يوما بعد يوم ويزداد معها رصيد كرههم للمؤذين لهم، الظالم المؤذي فرح بقوة سطوته على الآخرين والآخرون يظنون أن بهم قوة وإلى عمر مديد ليتحملّونه، العجيب في الأمر أن أهل الاختصاص ينبئوننا عن تبدل أحوال المزعجين لنا، عندما يدخلون فيما بين مرحلتي الخمسين والستين يعني باللهجة الدارجة " تطيح سجاجينه!! "وما يعود ذاك الساطي المزهو بسطوته ولا الجبار الفرح بجبروته ولا حتى المسيطر المبتهج بسيطرته، تتناقص قوته في ظلمه ويتحول إلى ذاك الحمل الوديع المسالم الهيّن الطباع المطواع المسالم، حدثتني زوجات عن أزواج لهن بهذه الصيرورة، وحدثتني نساء عن آبائهن قد تغيرت أحوالهم إلى الموادعة والمسالمة، ولكن الغريب في الأمر أنه لم يحدثني بعد رجال عن ضعف نسائهم، يبدو أن المرأة تزداد شراسة وقوة مع تقدم عمرها؛ إذ هي تبدأ تنتبه لنفسها بعد أن ضاعت حيلتها سنوات طوالا سلبا وإيجابا!



الكل يُجمع مع أهل الاختصاص أن مع بدايات تقدم العمر وبروز بوادر كبر السن تدور شخصية المرء وتلتف درجته إلى ثلاثمائة وستين درجة، الطيب يزداد طيبة والضعيف يزداد ضعفا، ولكن القوي يصير إلى رقة، والجريء ما يعود إلا جبانا ! ليست المشكلة في كل ما سبق وإنما الهم الأكبر عند كثير من المتربصين لدوائر المزعجين، ينتظرون على أحر من الجمر تحت مظلة تساؤلات حرارتها عالية: يا ترى متى يتغير هؤلاء القاسون واللاذعون الظالمون؟ ننتظر عمرا مديدا، إن كان المزعج زوجا كم مرة فكرت زوجته بالانفصال عنه؟! وإن كانت زوجة كم مرة طلقها زوجها وراجعها لعلها ولعلها؟! وإن كان أبا أو أما، والابنة لم تحظ بنصيب زواج ينجيها من مظلمتهما، فستجدها دوما هاربة تقلب جناحيها بين صويحباتها ودراستها، بل قل إدمان وظيفتها.

المهم في هذا كله يا رجال ويا نساء، يا أفاضل ويا فضليات، أنه بعد طول انتظار تبدل أحوال الظالمين معنا، وعندما يتغيرون إلى الأحسن نفاجأ أيما مفاجأة من أنفسنا بأنها انقفلت وما عادت ترغب في المسامحة لهؤلاء المزعجين الصائرين إلى التوبة، مع أننا كنا ننتظر إنابتهم ليريحونا باقي أعمارهم معنا، ولكن نجد أنفسنا في منعطف رفض المسامحة ولسان قلوبنا يتمتم: "هو تاب وأناب لنفسه لينجيها من عقاب الله نعم هو أحسن وهي أحسنت بذلك، ولكن " الشق عود " وكبير لا يمكن لملمته بكلمات اعتذار هنا وهناك.. عندها نشهد محاولات يكدح بها التائبون كدحا ولهثا لتعويض المنكوبين منهم، ولكن النفس توقفت وما عاد يجبرها جابر من طرف هؤلاء الصائرين، فما ينبغي لهم أن ينتظروا من غيرهم المكلوم من أذاهم أن يتقبلهم بقبول حسن وبجرة قلم وبسحر ساحر ينقلب كل سخط المكلوم إلى رضا قلبي وإفساح فرص لحياة أفضل معه، فلو أن هذا المؤذي المزعج آذى من حوله قرنا من الزمان، ثم هو صرف جهده قرنا آخر ليفي ويعوض المنكوب منه، فما وفّى ولن يوفّي، ماذا عساه أن يداوي وأي جروح يطبطب عليها لتندمل؟! وبأي قواميس الاعتذار يبدأ؟! كيف له أن يعوّض؟! فالعمر قد انقضى وزهوة شباب المكلوم انطفأت مهما حاول ومهما بادر، قد نتظاهر بمسامحتنا للظالم نعم، قد نعطي أنفسنا فرصا لنبرئ ذممنا أمام خالقنا نعم، قد نحاول ونحاول ونلعب دور اللطفاء الطيبين، ولكن في حقيقة الأمر وفي سكنات أنفسنا ولحظات الخلوة مع ذواتنا تنفتح الجروح وتنسكب العبرات وتفرغ علبة " الكلينكس" من محتواها، ثم نردد أذكار النوم فينزل علينا ربنا النعاس أمنة يغشانا والجرح مفتوح والألم متفاقم ونبض القلب يزداد، نصبح نبتسم للتائبين لعلهم يصدقوننا أننا فتحنا فرصا لهم لحياة جديدة معهم ولكنهم لا يعلمون أن محاولاتهم في مهب الريح ذاهبة لفيض الألم الذي لا ينتهي.


عزيزي القارئ, مهما حاول هؤلاء الظالمون فلن يوفّوا ولن يقدروا على الوفاء وسيمضون تحت الثرى وما نالوا كرم الله في الثريّا!!







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.36 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]