أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4429 - عددالزوار : 866098 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3961 - عددالزوار : 399643 )           »          لماذا المهندسون أذكياء الناس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          إنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى المَدِينَةَ طَابَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          بينما نبي الله يوسف في أصفاد السجن وحده.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كوامن العظمة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          معركة مؤتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تذكروا وقوفكم أمام الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          كِيلُوا طَعامَكُمْ يُبارَكْ لَكُمْ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-09-2021, 09:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,423
الدولة : Egypt
افتراضي أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم

أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين



والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم


قال الله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيته، والإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته))؛ متفق عليه.

وعن أبي يعلى معقل بن يسارٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ يسترعيه الله رعيةً، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرَّم الله عليه الجنة))؛ متفق عليه.

وفي رواية: ((فلم يحُطْها بنُصحِه، لم يجد رائحة الجنة))، وفي رواية لمسلم: ((ما من أمير يلي أمورَ المسلمين، ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم يدخل معهم الجنةَ)).


قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذا الباب الذي عقَدَه المؤلف النووي رحمه الله في كتابه "رياض الصالحين" هو باب عظيم مهم، يخاطِب به ولاة الأمور ويخاطِب به الرعية، ولكلٍّ منهم على الآخر حقٌّ يجب مراعاته.

أما ولاة الأمور، فيجب عليهم الرفق بالرعية، والإحسان إليهم، واتباع مصالحهم، وتولية من هو أهل للولاية، ودفعُ الشر عنهم، وغير ذلك من مصالحهم؛ لأنهم مسؤولون عنهم أمام الله عز وجل.

وأما الرعية، فالواجب عليهم السمع والطاعة في غير المعصية، والنصح للولاة، وعدم التشويش عليهم، وعدم إثارة الناس عليهم، وطيُّ مساوئهم، وبيان محاسنهم؛ لأن المساوئ يمكن أن ينصح فيها الولاة سرًّا بدون أن تنشر على الناس؛ لأن نشر مساوئ ولاة الأمور أمام الناس لا يستفاد منه، بل لا يزيد الأمر إلا شدة؛ فتحمل صدور الناس البغضاء والكراهية لولاة الأمور.

وإذا كره الناس ولاة الأمور وأبغضوهم تمرَّدوا عليهم، ورأوا أمرهم بالخير أمرًا بالشر، ولم يسكتوا عن مساوئهم، وحصل بذلك إيغار الصدور والشر والفساد.

والأمَّة إذا تفرَّقت وتمزَّقت حصلت الفتنة بينها ووقعت، مثل ما حصل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه، حين بدأ الناس يتكلمون فيه، فأوغروا الصدور عليه، وحشدوا الناس ضده، وحصل ما حصل من الفتن والشرور إلى يومنا هذا.

فولاةُ الأمور لهم حقٌّ، وعليهم حق.

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى بآيات من كتاب الله، فقال: وقول الله تعالى: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215]؛ يعني لا تتعالَ عليهم، ولا ترتفع في الجو؛ بل اخفض الجناح، حتى وإن كنت تستطيع أن تطير في الجو، فاخفض جناحَك لمن اتبَعك من المؤمنين.

وأما من خالفك وعصاك، فأقم عليه العقوبة اللائقة به؛ لأن الله تعالى لم يقل: اخفض جناحك لكل أحد، بل قال: ﴿ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، وأما المتمردون والعصاة، فقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 33، 34].

وقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

إن الله يأمر بهذه الأمور الثلاثة:
﴿ بِالْعَدْلِ ﴾: وهو واجب، فيجب على الإنسان أن يُقِيمَ العدلَ في نفسه، وفي أهله، وفيمن استرعاه الله عليهم.

فالعدل في نفسه بألا يثقل عليها في غير ما أمَر الله، وأن يراعيَها حتى في أمر الخير، فلا يثقل على نفسه أو يحمِّلها فوق ما تطيقه؛ ولهذا لما قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أصوم ولا أفطر، وأصلِّي ولا أنام، دعاه النبي عليه الصلاة والسلام ونهاه عن ذلك، وقال: ((إن لنفسِك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا؛ فأَعطِ كلَّ ذي حق حقَّه)).

وكذلك يأمر بالعدل كذلك في أهل الإنسان، فمن كان له زوجتانِ وجَبَ عليه العدل بينهما، ((ومن كان له امرأتان فمالَ إلى إحداهما؛ جاء يوم القيامة وشقُّه مائل)).

وعليك العدل بين الأولاد؛ فإذا أعطيتَ أحدهم ريالًا، فأَعطِ الآخر مِثلَه، وإذا أعطيتَ الولد ريالين، فأعطِ البنت ريالًا، وإذا أعطيتَ الابن ريالًا، فأعطِ البنت نصف ريالٍ.

حتى إن السلف رحمهم الله كانوا يعدلون بين الأولاد في القُبَل؛ يعني إذا حَبَّ الولد الصغير وأخوه عنده، حَبَّ الولد الثاني؛ لئلا يجحف معهم في التقبيل.

وكذلك أيضًا في الكلام، يجب أن تعدل بينهم، فلا تتكلم مع أحدهم بكلام خشن، ومع الآخر بكلام لين.

وكذلك يجب العدل فيمن ولاك الله عليهم، فلا تُحابِ قريبك لأنه قريبك، ولا الغنيَّ لأنه غني، ولا الفقيرَ لأنه فقير، ولا الصديق لأنه صديق، لا تحابِ أحدًا؛ فالناس سواء.

حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا: يجب العدل بين الخصمين إذا دخلا على القاضي؛ في لفظه ولحظه، وكلامه ومجلسه، ودخولهما عليه. لا تنظر لهذا نظرة غضب، ولهذا نظرة رضا، لا تلن الكلام لهذا والثاني بعكسه، لا تقل لأحدهما: كيف أنت؟ كيف أهلك؟ كيف أولادك؟ والثاني لا تقول له مثله، بل اعدل بينهما حتى في هذا.

وكذلك في المجلس، لا تجعل أحدهما يجلس على اليمين قريبًا منك، والثاني تجعله بعيدًا عنك؛ بل اجعلها أمامك على حد سواء.

حتى المؤمن والكافر إذا تخاصما عند القاضي، يجب أن يعدل بينهما في الكلام والنظر والجلوس، فلا يقل للمسلم: تعالَ بجانبي، والكافر يبعده؛ بل يجعلهما يجلسان جميعًا أمامه، فالعدل واجب في كل الأمور.

أما الإحسان، فهو فضل زائد على العدل، ومع ذلك أمَرَ الله به، لكنَّ أمْرَه بالعدل واجب، وأمره بالإحسان سنة وتطوع.

﴿ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ﴾ يعني إعطاء ذي القربي - أي القريب - حقَّه؛ فإن القريب له حقٌّ؛ حق الصلة، فمن وصَل رَحِمَه وصَله الله، ومن قطَع رحمه قطَعه الله.

﴿ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ ينهى عن الفحشاء: الفحشاء هي كل ما يُستفحش من الذنوب؛ كعقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، والزنا، ونكاح المحارم، وغير ذلك مما يستفحش شرعًا وعرفًا. والمنكَر: هو ما يُنكَر، وهو دون الفحشاء كعامة المعاصي. والبغي: تجاوز الحد، وهو الاعتداء على الخلق بأخذ أموالهم، والاعتداء على دمائهم وأعراضهم، كل هذا يدخل في البغي.

وبيَّن الله عز وجل أنه أمر ونهى ليعظنا ويصلح أحوالنا؛ ولهذا قال: ﴿ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾.

وسبق لنا الكلام على حديث ((كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيته))، وأما حديث معقل بن يسار الذي ذكره المؤلف، فإن فيه التحذير من غش الرعية، وأنه ما من عبد يسترعيه الله على رعيته، ثم يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلا حرَّم الله عليه الجنة، وأنه إذا لم يحُطْهم بنصيحته فإنه لا يدخل معهم الجنة.

وهذا يدل على أنه يجب على ولاة الأمور أن ينصحوا لمن ولاهم الله عليهم، وأن يبذلوا لهم النصيحة، وأهمها النصيحة في دين الله، بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير.

ومنها أيضًا: من النصيحة لهم أن يسلك بهم الطرق التي فيها صلاحهم في معادهم ومعاشهم، فيمنع عنهم كلَّ ما يضرهم في دينهم ودنياهم، يمنع عنهم الأفكار السيئة، والأخلاق السافلة، وما يؤدي إلى ذلك من المجلات والصحف وغيرها؛ ولهذا يجب على وليِّ الأمر في البيت - وهو الرجل في بيته - أن يمنع من وجود هذه الأشياء في بيته؛ الصحف السيئة الفاسدة، الأفكار المنحرفة، الأخلاق السافلة.


وكذلك على وليِّ الأمر العام يجب عليه أن يمنع هذه الأشياء؛ وذلك لأن هذه الأشياء إذا شاعت بين الناس، صار المجتمع مجتمعًا بهيميًّا؛ لا يهمه إلا إشباعُ البطن وشهوة الفرج، وتحلُّ الفوضى، ويزول الأمن، ويكون الشر والفساد، فإذا منع وليُّ الأمر ما يفسد الخلُق، سواء كان ولي الأمر صغيرًا أو كبيرًا، حصل بهذا الخير الكثير.

لو أن كل واحد منا في بيته منع أهله من اقتناء هذه الصحف والمجلات الخليعة الفاسدة، ومن مشاهدة التمثيليات الفاسدة، والمسلسلات الخبيثة، لصلح الناس؛ لأن الناس هم أفراد الشعب؛ أنت في بيتك، والثاني في بيته، والثالث في بيته، وهكذا إذا صلَحوا صلَح كل شيء.

نسأل الله تعالى أن يصلح ولاة أمورنا، وأن يرزقهم البطانة الصالحة.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 626- 632).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.13 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]