عصفور بلا ريش - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213799 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2022, 12:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي عصفور بلا ريش

عصفور بلا ريش
السيد شعبان جادو








لَملمتْ أشياءها المبعثرة، لقد رمى بكل ما لها، لكنه لم يكتفِ بهذا، بل لطَمها على وجهها، شعرها صار مثل العصف ذَرَتْه الريحُ في يوم عاصف، أنفاسُها هدأتْ قليلًا، في كل موضع من جسدها الرقيقِ وخزةٌ، أشدُّ ما آلَمها كلماته الجاحدة، وجدتْه حيوانًا مفترسًا، لقد أذهب في تلك الساعة ما بينهما من حبٍّ!







وهكذا مرَّ شريط حياتها، انثالتْ خواطرُها أمامَ عينيها صورةً انقبضت لها، على أية حال حدَّثت نفسها وهي ترجو ألا تكتمل مأساتُها: أية داهية ضربتْ أركان البيت؟! جاء بها لم يكن يَنقصه شيء، أفنيتُ عمري لأجله، أضعتُ زهرة شبابي، استولى على أموالي، وهأنا اليوم كسيرةُ الجناح، إلى أين أذهب وحيدةً في هذه المدينة التي أكلت أبناءها؟







خدعني يوم أن زيَّن لي شيطانُه أن الحب يقيم المُعوج، تحرَّرت من قبضة أبٍ متسلط، هكذا كنت أراه، وتلك كانت حماقتي، وضعني في دائرة من المنع، حتى نافذة البيت كان لا يَسمح للعصفور أن يقف عليها، لشَدَّ ما أفقَدني الثقة في كل مَن حولي!







تعرفت عليه ذات مرة حينما كنت أسير مع أمي مثل حملٍ وديع، ينظر في بلاهة ناحية قطعة مِن الحلوى، أسرَني بنظرة عينه المخاتلة، يومها سرَتْ رِعدة في جسدي، دَفقة من مشاعر لا نهاية لأُفقها، استعذبت العالم مِن حولي، تراقصت الأماني على وَقْعِ نظراته إليّ، ذهلت ساعتها عنها، فتركتُ يديها، أول مرة أشعُر بأن ثمةَ عالَمًا عليّ أن أَطرُق بابه، صِرتُ بعدها أُسائل أُمي: متى نذهب إلى قضاء الأشياء؟







مثل صياد ماهر رمى شباكه، وظل يتابع صيده، كل مرة كان يقف عند ركنٍ ما بطريقي، أخذت أتفحَّص وجهه جيدًا، سلَب عقلي، ذهلت عن عالمي، ظللتُ كلَّ ليلة أرسُم له ألفَ صورة وصورة، كنت وحيدةَ أبي؛ لذا كان الصيد وفيرًا، النعمة التي راشت على جسدي البَضِّ تركتني في مَيعةِ صبا لا تنقضي مآربُه! الآن عدتُ وللحزن انكسارٌ لا يعرِفه إلا مَن ذاق مرارته.







أفاقت على صوته يطالبها بترك البيت، لم تَعُد تَصلُح لشيءٍ، الجديدة بها مُلاوة الشباب ونضارة الأنوثة التي تَضِجُّ من جسد يَمور غوايةً، ويَتثنَّى دلالًا.



تعلم أنه يبحث عن شيءٍ ما تَخفَّى وراء العجز، دارتْ بها الأرض، لقد آثرتْه حتى لم يَعُد لها غيره، ثم فجأة يَزوي ما كان بينهما.







هل ترجوه أن يُبقيَها؛ لتُصْلِح بيد العطار ما أفسده الزمن؟! هيْهات ينفع رجاءٌ! كم كان يُدندن بتلك الشعارات الجوفاء! يا له مِن ثعبان ذي سُم نافث، خدَعني بِحِيَلِه ومَكرِه، قناع زائف توارَى خلف لِحية تتدلَّى بالنزق، ألبسني نقابًا، حتى أكون دُميته التي يتعشَّقها وحدَه، ثم لَما خطَّ المشيب سُبله انتهبَني، وعلى مَدرجة التعالي ألقى بي، أعلم أن فريسته مالتْ به غوايةً، ولعلها ستتجرَّع مرارة عجزه، إنه يغالب الشيب بتلك الحِنَّاء، ويتجرَّع الوهم كلَّ ليلة، عساها تُفلح في مغالبة الوهن، ضرَبه الخرف بِمِيسَمٍ لن تُجدي معه عقاقيرُ، ولن تُصْلِح عِوَجَه، سأعود إلى ذلك المحضن الذي غادرته ذات يوم وحيدةً إلا من تلك الجراح، سأنكفِئ عليها متلمِّسًا دواءً قد لا يَبرأ ألَمُه، ومواتًا لن تُرجى له رُوحٌ.








أما هو فقد تلبَّسه غولٌ من نشوة عارمة استبدَّت به في حُمَّى رغبة مجنونة، انكفأتْ على نفسٍ تكسَّرت آمالُها، استدارتْ مُولية والدموع تنهال من عينين ذَبُلَتَا بعدما أرَّقَهما سُهادٌ لا ينتهي، الوحدة والقهر يدا الدهر الذي يوشك أن يتركها حُطام أنثى!


__________________
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 03-05-2023 الساعة 09:39 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.20 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]