رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله - الصفحة 32 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 343 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 732 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #311  
قديم 28-04-2022, 11:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

انتهاء رمضان بين الحزن والفرح


موقع الشبكة الاسلامية
كل عام وأنتم بخير، وأسعد الله أيامكم، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، تقبل الله منا ومنكم الصدقات وقراءة القرآن، تقبل الله منا ومنكم الطاعات والعبادات وسائر الأعمال.
ها هو شهر رمضان قد مضى
مضى بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة.
مضى بعد أن كان بين أيدينا، وملء أسماعنا ونور أبصارنا، وبهجة قلوبنا.
بعد أن كان حديث منابرنا، وزينة منائرنا، وسمر مجالسنا، وحياة مساجدنا.

مضى بعد أن انفض سوق تجارته، وانتهى مضمار سباقه.
مضى حاملا معه صحائف أعمالنا، شاهدا فيها لنا أو علينا.
مضى بعد أن قسم الناس إلى ظالم لنفسه ومقتصد وسابق بالخيرات بإذن الله.
فليت شعري من أي الأقسام نحن؟.

لقد فاز في رمضان من جد واجتهد؛ ففاز بالرحمة والغفران، والعتق من النيران.
وخسر من خسر بسبب الغغفة والبطلان والذنوب والعصيان.
فليت شعري من الفائز فنهنيه، ومن الآخر فنعزيه؟

مضى رمضان فبكت قلوب المؤمنين حزنا على فراقه قبل أن تدمع عيونهم..
وحق للقلوب أن تحزن وللعيون أن تبكي وتدمع على فراق شهر الرحمة والتوبة والرضوان الغفران.

حق للقلوب أن تحزن وللعيون أن تدمع على شهر اكتحلت فيه بدموع المحبة والخوف والرجاء. وعزت جباهنا بالسجود والذل لرب الأرض والسماء.
حق للقلوب أن تحزن وللعيون أن تدمع على شهر الجد والاجتهاد.. بعد أن جعل القرآن حياتنا، والصلاة والوقوف بين يدي الله متعتنا، وذكر الله غذاءنا.
لكنني أقول أيها الإخوة
لئن كان من حقنا أن نحزن على فوات كل هذا الخير بفوات رمضان.. إلا أنه أيضا من حقنا أن نفرح:
نفرح بنعمة الإسلام التي لولاها ما عرفنا الله، ولا عرفنا رسول الله، ولا عرفنا رمضان، ولا عرفنا القرآن.


نفرح بنعمة الإسلام الدين الذي اختاره الله لنا واختارنا الله له بعد أن اختاره الله لنفسه فلا يقبل من أحد دينا سواه.. {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ}[آل عمران:19]، {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]

نفرح بنعمة الله علينا، وبإحسانه إلينا وإتمام نعمته وإكمال فضله.. فأكرمنا ببلوغ رمضان، وأتم علينا نعمته بإكماله، وتفضل علينا بتوفيقه، فوفقنا فيه فصمنا الشهر كاملا، وقمنا الشهر كاملا، ودعوناه ورجوناه وأملنا خيره وبره وثوابه ونعماه.
ولماذا لا نفرح والله تعالى يقول: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}؟
ولماذا لا نفرح النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» ـ «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»..
وقد صمنا بحمد الله، وقمنا بفضل الله، والتمسنا ليلة القدر قدر الطاقة والمستعان الله.
فاللهم اجعلنا ممن صام رمضان إيمانا واحتسابا، وقام رمضان إيمانا واحتسابا، وممن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا.

إن انقضاء رمضان ليس معناه انتهاء العبادة..
فإذا كان رمضان قد انتهى وزال فإن رب رمضان لا يزول ولا يحول، وإن كان رمضان مضى وفات فإن رب رمضان هو الحي الذي لا يموت.. وبئس العبد عبد لا يعرف ربه إلا في رمضان.

ليس معنى انتهاء رمضان نهاية الصوم، فإذا كان صوم الفريضة قد تم فهناك صيام النوافل (الاثنين والخميس، والست من شوال، وعاشوراء، وعشر ذي الحجة)
وإذا كان قيام رمضان قد انتهى، فإن قيام الليل لم ينته.. والأمر ما زال كما قال عليه لاصلاة والسلام [أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل].
وأما القرآن فليس هو بكتاب رمضان فقط، وإنما هو دستور الله لأمة الإسلام على مدار الأوقات والأيام والأزمان.
فيا أيها الأفاضل الكرام:
واصلوا طاعاتكم، وتابعوا قرباتكم، فإن من علامات قبول الطاعة الطاعة بعدها، فلا يكن آخر العهد بالقرآن ختمة رمضان، ولا بالقيام آخر ليلة من لياله، ولا بالجود والكرم آخر يوم فيه.. ولكن شمروا واستقيما على ما كنتم فيه في رمضان فـ {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}.

إن انقضاء رمضان ليس معناه أن يعود الإنسان إلى سابق عهده قبله ويرجع إلى سالف ذنبه، ويطلق سمعه وبصره ولسانه، ويظهر سيء خلقه؛ فإن النكوص والارتداد على الأعقاب بعد زمن الطاعة من علامات الرد وعدم القبول.
يقول ابن رجب رحمه الله: "من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إليها بعد الشهر ويعود، فصومه مردود وباب القبول عليه مسدود".

وقد حذرنا القرآن عن هذا المسلك غير الرشيد وهذا المسلك غير السديد فقال سبحانه: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا}. وقال سبحانه: {ولا تبطلوا أعمالكم}.
وهو تحذير للذين كانوا يحافظون على الصلوات في المساجد في رمضان فلما انتهى تركوها.
وإلى الذين كانوا يقرؤون القرآن في رمضان فلما مضى هجروه وأعادوا المصاحف إلى رفوفها.
وإلى الذين تركوا المحرمات ـ من شرب دخان وحشيش ومخدرات ومسكرات ـ فلما انتهى رمضان عادوا إليها وقارفوها.
وإلى الذين هجروا مشاهدة المحرمات وسماع الأغنيات طيلة رمضان فلما مضى عادوا إليها ووقعوا فيها.
إن الإسلام يعلمنا أن مواسم الطاعة لا تنتهي، كلما انقضى موسم أتى موسم، فإذا مضى موسم الصيام بدأ بعده مباشرة موسم الحج، وفي صحيح مسلم عن أبي أيوب الأنصاري عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فذلك صوم الدهر».
فكونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين، ولا تقطعوا طاعاتكم وعباداتكم؛ فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وسائر الأعمال.. وجعلنا وإياكم من المقبولين الفائزين.










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #312  
قديم 29-04-2022, 06:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله



سلامة الأبدان في كمال الصيام (1)









كتبه/ علاء بكر


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالصيام عبادة قديمة فَرَضَها الله تعالى على الأمم السابقة، أدَّاها مَن سبقنا مِن الرسل والنبيين، ومَن سار على نهجهم مِن اتباعهم المؤمنين الصالحين، قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، ومع أن الصيام عبادة محضة لله تعالى أمر بها ورتَّب عليها الثواب الجزيل، وجعل للصائمين بابًا في الجنة لا يدخل منه إلا أهل الصيام، يُنادَى عليهم منه، فإذا دخلوا أغلق دونهم فلا يدخل منه غيرهم؛ إلا أنه مما لا شك فيه أيضًا: أن للصيام فوائد بدنية ونفسية كثيرة وعظيمة ينالها أهل الصيام إذا أحسنوا صومهم، والتزموا بما ينبغي عليهم فيه، بل يعتبر الأطباءُ الصيامَ مدرسة لتقوية وتنشيط البدن، ومستشفى لعلاج العديد من الأمراض.

ومع التسليم بأن حديث: "صوموا تصحوا" لا يصح؛ فإن معناه صحيح، داخل في عموم قوله تعالى: "وأن تصوموا خير لكم"، وليس غريبًا أو جديدًا على الأسماع أن هناك في عالمنا الكثير من الكائنات الحية من غير البشر، تمارس صورًا من الصيام في حياتها وبصفة دورية، ولا تستغنَى عنه، بل جبلت وفطرت على ذلك؛ فهو غريزة فيها تجد فيه صلاحها ومنفعتها.

ففي فصل الشتاء تنخفض الحرارة ويقل الغذاء، فتمارس أنواعٌ من الكائنات الحية صومًا اختياريًّا، فتسكن بعض الحيوانات في جحورها بضعة أسابيع أو بضعة شهور تمتنع أو تقلل فيها من الحركة وتناول الطعام، ومن أشهرها: "الدب القطبي" الذي ينام ساكنًا قرابة خمسة أشهر مِن كل عام، ومنها: أسماك تدفن نفسها في قاع الماء الذي تعيش فيه لمدة زمنية، ومنها: برمائيات تدفن نفسها في الطين أو الرمل في فترة الشتاء، ومن أشهرها: الضفادع في بياتها الشتوي، وتصوم أنواع عديدة من الأسماك والطيور المهاجرة خلال فترة هجرتها إلى أماكن التزاوج و الدفء، وهناك حشرات تمر بمرحلة من التحوصل أو التشرنق بدون طعام أو حراك.

والعجيب: أن هذه الكائنات على اختلافها تعود -أو تخرج- بعد مدة صيامها تلك، وقد أصبحت أكثر حيوية ونشاطًا؛ فالدببة تخرج من بياتها الشتوي أقل وزنًا وأكثر نشاطًا، وأسرع حركة، والضفادع تخرج من بياتها لتملأ الدنيا انتشارًا ونقيقًا، والطيور المهاجرة ترجع أكثر نشاطًا وصداحًا، والحشرات تخرج من بياتها على صورة فراشات رشيقة تطير في الهواء.

وهذه الأمور المعلومة والمشاهدة في حياتنا بانتظام تعد في حقيقتها أمور فطرية تهتدي إليها وتمارسها هذه الكائنات على اختلافها بالغريزة، وتلعب دورًا مهمًّا في الحفاظ على الحياة واستمرار النوع، أي: أن هذه الصور من الصوم المنتظم عند هذه الكائنات ضرورية لحياتها، ومن هنا يأتي السؤال -والذي بالطبع يحتاج إلى الإجابة عنه-: هل للإنسان نصيب أو حاجة لهذه الصور من الصيام؟

لقد توالت الأبحاث والدراسات العلمية التي أجريت شرقًا وغربًا حول الصيام، وأكَّدت تلك الأبحاث والدراسات بما لا يدع مجالًا للشك: أن هناك فوائد ومنافع للصيام تعود على الإنسان بدنيًّا ونفسيًّا، وبالتالي حاجة الإنسان في كلِّ زمان ومكان للصوم، بل ربما كانت حاجة الإنسان في زماننا للصوم المنتظم أكثر من الأزمنة التي مضت لكثرة المأكولات الدسمة، وكثرة الملوثات.

ومن المعلوم: أن الجسم يقوم بإحراق المواد الغذائية المهضومة؛ للحصول على الطاقة اللازمة للحركة والعمل، وينتج عن هذا الاحتراق ذرات حرة من الأكسجين لها تأثير سيئ على جدران الخلايا وعلى الدهون في الجسم؛ إذ تسبب الكثير من الأمراض، وتبدي مظاهر الشيخوخة خاصة التجاعيد.

ويزيد الأمر سوءًا: أننا صرنا نأكل يوميًّا كميات كبيرة من أطعمة أغلبها دسمة مليئة بالدهون والمقليات، والحوادق والتوابل، ونتعرض إلى كميات ليست بالقليلة من الملوثات في الخضروات والفواكه بتأثير المبيدات والأسمدة، إلى جانب تلوث الهواء عبر أدخنة المصانع والشركات، وعوادم المركبات المتنوعة، والسيارات ووسائل النقل المختلفة، بل وتلوث مياه الشرب نتيجة إلى تزايد تلوث مصادرها.

ويقوم الجهاز الهضمي للإنسان يوميًّا، ولساعات طويلة بعمليات الهضم والامتصاص والإفراز، بدءًا من طحن الطعام في الفم، ونقله وتحريكه حتى إخراج فضلاته، وعمليات الهضم والتمثيل الغذائي لكل هذه المواد تستهلك جزءًا كبيرًا من طاقة الكبد الذي يلعب دورًا كبيرًا في مقاومة الأمراض من خلال تطهير الجسم من السموم الضارة من خلال معادلة سميتها وتسهيل عمليات إخراجها من الجسم حفاظًا عليه من أضرارها المدمرة.

كما أن هناك أنواعًا من المأكولات تحدث مشاكل عديدة في الجسم كالتي تسبب الحساسية: كالأسماك والبيض، والمانجو والفراولة، والموز والشكولاتة، وهناك وجبات كثيرة فيها دهون تضر الجلد حيث تتسبب في ظهور حب الشباب والدمامل والبثور والتهابات الجلد، وتزيد فرص حدوث ذلك بزيادة كميات المأكول منها، وتقل وتنقص احتمالات الإصابة بذلك بالتقليل منها.

ومما يزيد الأمر سوءًا: أن السموم التي تدخل الجسم مع تناول الأطعمة واستنشاق الهواء الملوث تظل داخل الجسم عادة ذائبة، وملتصقة بالدهون، وتتصف بكونها في تزايد وتراكم مستمر، تزيد بزيادة الدهون في الجسم وتنقص بنقصها.

ويزيد الأمر سوءًا: حال مرض الجسم فيصبح كثرة الطعام -خاصة غير المناسب لطبيعة المرض- عبئًا على الجسم حيث يستهلك من الجسم طاقة يحتاجها المريض في مقاومة المرض، ويستهلك الهضم والتمثيل الغذائي جزءًا من طاقة الجسم، ويقلل من دور الكبد الكبير في مقاومة أمراض الجسم؛ إذ إنه ينقي الدم ويطهره من السموم الضارة -كما ذكرنا-.

وتتسبب الأطعمة كثيرة الأملاح والكوليسترول في زيادة ضغط الدم في الشرايين، كما أن للإكثار من تناول المنبهات: كالشاي والقهوة تأثيره أيضًا على الشرايين، ويحدث اضطرابات في ضربات القلب، ولا ننسى أن الإكثار من الطعام عامة يسبب البدانة والسمنة بكل ما تجلبه من أمراض ومضاعفات سيئة على البدن، كما أن الإكثار من السكريات والنشويات يضر البدن عادة، ويضر مرضى السكر خاصة، ويزيد كذلك من العبء والحمل الملقى على البدن عامة وعلى البنكرياس خاصة.

فإذا صام الإنسان صيامًا منتظمًا لعدة أسابيع متتالية؛ فهو بذلك يسدي لجسمه خدمة جليلة، لها مردودها النافع على البدن كله، من جهة تقليل مرات وكميات الطعام التي يتناولها يوميًّا، ومن جهة إعطاء أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة الراحة لساعاتٍ طويلةٍ يوميًّا؛ لاستعادة حيويتها ونشاطها الطبيعي من جديد، وهذا ظاهر وواضح.

وقد أجريت دراسات وأبحاث عديدة في الغرب على صيام المرء صيامًا كليًّا بالامتناع عن الطعام والشراب بالكلية، أو صيامًا جزئيًّا بالامتناع عن الطعام كلية، والاقتصار على شرب الماء فقط، لمدة 12 ساعة متصلة يوميًّا، ولمدة 4 أسابيع متتالية، فتوصل العلماء على فوائد ومنافع لهذا الصوم لا يسع المرء تجاهلها، وتؤكد على أهمية أن يصوم الإنسان بانتظام على فتراتٍ من العام؛ حفاظًا على صحته العامة وسلامته، وتجديدًا لحيوية أجهزة الجسم، واستعادة كمال نشاطها وقدراتها من حين لآخر.

فالإنسان إذا صام لساعات طويلة أثناء اليوم يبدأ الجسم في استهلاك وحرق المواد الغذائية المخزنة فيه، مثل: الجليكوجين والدهون؛ للحصول على الطاقة اللازمة للحركة والعمل، ثم يتجه إلى بعد ذلك إلى حرق واستهلاك أنسجته الداخلية، وعادة يبدأ الجسم باستهلاك الخلايا التالفة أو المريضة أو الهرمة، فإذا عاد لحالته الطبيعية من تناول الطعام عوَّض الجسم هذه الخلايا التالفة أو الضعيفة التي أحرقت واستهلكت بخلايا جديدة قوية نشيطة، فالصيام هنا أشبه بجراح يستأصل من الجسم خلال فترات الصيام الطويلة الخلايا الميتة والضعيفة، ويستبدلها عند العودة لتناول الطعام بخلايا صحيحة قوية، وفي هذا فائدة أيما فائدة للجسم.

وأثناء فترة الصيام لساعات طويلة يستريح الجسم خلالها من عمليات الهضم والتمثيل الغذائي، ويتوقف فيها بالتالي إنتاج ذرات الأكسجين الحرة ذات التأثير المدمر على خلايا الجسم؛ مما يساعد على الوقاية من الأمراض، ويؤخر من الدخول في مظاهر الشيخوخة، ويفقد الجسم بعضًا من وزنه الزائد، مع استعادة نشاط الجسم وحيويته من جديد.

ففي بعض التجارب وُجِد أن: تقليل الطعام لبعض الفئران بنسبة الثلث يزيد في أعمارها بنسبة تصل إلى 40 %، وتتأخر لديها علامات ومظاهر الشيخوخة وتتحسن حالتها الصحية البيولوجية بصورة أفضل، فتستطيع أن تعمل بعد ذلك بمعدلات عمل أعلى، ولفترة عمل أطول مقارنة في ذلك كله بالفئران الأخرى التي ظلت طوال فترة التجارب تأكل طعامها المعتاد كاملًا.

وأثبتت تجارب أخرى: أن الجهاز الهضمي يستريح طوال ساعات الصيام الطويلة من طحن الطعام وتحريكه ونقله ومن الإفراز والهضم والامتصاص، وهذه الراحة تعد بالفعل ضرورية للجهاز الهضمي -ولفترة طويلة نسبيًّا- تتاح للجهاز الهضمي فيها صيانة وترميم نفسه، وتتاح أيضًا: الفرصة لأجزائه المريضة أن تتداوي وتقاوم مرضها؛ هذا إلى جانب استفادة الجسم من الطاقة المتوفرة التي كان يبذلها الجهاز الهضمي طوال ساعات الأكل، إلى جانب تفرغ الكبد لتطهير الجسم من السموم في الدم حيث تزيد نسبة تطهير الكبد لسموم الجسم خلال ساعات الصيام بنحو (25 – 30) %، حيث إنه مع الصيام يتوفر جزء كبير من الدم الذي كان يذهب إلى الجهاز الهضمي عقب تناول الطعام.

كما وجد أيضًا: أن كثيرًا من حالات الأرق والقلق واضطرابات النوم التي تصاحب البعض؛ بسبب الإفراط في الطعام أو تناول أطعمة غير مناسبة، والتي قد تصل إلى حدِّ الحرمان من النوم الهادئ ليلًا بسبب حموضة في المعدة أو انتفاخ ومغص في الأمعاء ناتج عن عسر الهضم.

وبالطبع يساعد تلاشي ذلك كله بالصيام على أن ينام الإنسان في هدوء، كما تقل معاناة القلب؛ خاصة عند مرضى القلب حيث يقل العبء على القلب بقلة تعاطي السوائل والشاي والقهوة والماء، والتي تزيد من حجم الدم وتؤدي إلى زيادة العبء على القلب واضطراب ضرباته.

ولهذه المنافع والفوائد تبلورت فكرة استخدام الصوم كعلاج طبي خاصة للأشخاص الذين يعانون من السمنة والبدانة، وأمراض الجهاز الهضمي المختلفة، وأمراض الجهاز العصبي والسمنة، وأدَّى تراجع هذه الأمراض، بل والشفاء منها بالصيام إلى انتشار المصحات في الغرب التي تعد الصيام المنتظم وسيلة من وسائل علاج الحالات المذكورة، وغيرها.



ومع كل ما ذكرناه فيما سبق -وذكره كثيرون حول فوائد ومنافع الصيام للأبدان؛ السليمة منها والسقيمة، كل بحسبه- فإننا ننبه على: أن كمالَ هذه الاستفادة مرهون بكمال هذا الصيام، وكمال ما جاء في الإسلام من أحكام وآداب تناول الطعام عامة، وأحكام وآداب الصيام خاصة؛ لذا فعلى كل صائم أن يعلم أن صلاحه الدنيوي والديني هو في التزامه في صيامه بما جاء في الكتاب والسنة في هذا الشأن، مع الاقتداء في ذلك بما ورد من هديه صلى الله عليه وسلم في كل ما يتعلق بهذا الموضوع جملة وتفصيلًا؛ فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم: (زاد المعاد) في (فصل: في هديه صلى الله عليه و سلم في الصيام) وكأنه معنا الآن وبيننا: (وللصوم تأثير عجيب في حفظ الجوارح الظاهرة والقوى الباطنة، وحمايتها عن التخليط الجالب لها المواد الفاسدة، التي إذا استولت عليها أفسدتها، واستفراغ المواد الرديئة المانعة له من صحتها، فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات).

ويضيف: (والمقصود أن مصالح الصوم لما كانت مشهودة بالعقول السليمة والفِطَر المستقيمة شرعه الله لعباده؛ رحمة لهم، وإحسانًا إليهم، وحمية وجُنَّة. وكان هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أكمل الهدي، وأعظم تحصيل للمقصود وأسهله على النفوس).


وعن هديه صلى الله عليه وسلم في الانتظام في الصيام طوال العام إضافة إلى صيام شهر رمضان يقول ابن القيم رحمه الله: (كان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم، وما استكمل صيام شهر غير رمضان، وما كان يصوم في شهر أكثر مما يصوم في شعبان، ولم يكن يخرج عنه شهر حتى يصوم منه).

وللحديث بقية إن شاء الله.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #313  
قديم 29-04-2022, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

قصة تمرة!






كتبه/ سامح بسيوني


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيأتي لنا رمضان كلَّ عام ليضبط لنا مفهومًا في غاية الأهمية؛ نحتاج أن نحيا عليه، ونغرسه في أبنائنا؛ لأن هذا المفهوم عليه مَدَار نُصْرَة دين الإسلام؛ هذا المفهوم قد نفهمه مع تلك التمرات التي نسارع في الإفطار بها مع أذان المغرب اتباعًا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد أفطر على تمرات.

فهذه التمرة التي نتلهف إليها مع أذان المغرب لنكسر الصيام هي في الحقيقة تمثِّل قصة أمة؛ أمة الإسلام المتميزة في عقيدتها، وفي شرائعها، وفي سلوك أفرادها؛ المتميزة في أخلاقها، المتميزة في اتباعها لأوامر نبيها، كما في الحديث الصحيح الذي يوجهنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الدِّين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون".

انظر إلى حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تميُّز الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم؛ إذ يأمرنا بمخالفة سلوك اليهود والنصارى لأنهم يؤخرون الفطر؛ فأمرنا نحن بتعجيل الإفطار.

وهذه إشارة وتوجيه واضح من النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان لمفهوم مهم في حياة المسلم، وهو: أن دين الإسلام هو الدِّين الحق، الدين المتميز كما قال الله عز وجل: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ"؛ فدين الإسلام هو دين التوحيد، وسورة الإخلاص التي نحفظها جميعًا ونكررها كثيرًا: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" تمثِّل في الدِّين الإسلامي ركيزة أساسية، وهذه السورة تعدل ثلث القرآن.

وكذلك سورة الكافرون التي يحفظها الصغير والكبير منا، ونكررها كثيرًا، تمثِّل ركيزة مهمة في سلوك المسلم، تعدل ربع القرآن، فدين الإسلام دين متميز في عقيدته، متميز في اتباعه لأوامر نبيه صلى الله عليه وسلم، واتباع أوامر النبي هو السبيل لنصرة هذه الأمة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "لا يزال الدين ظاهرًا".

ونية الاتباع في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ستكون سببًا في نصرة الدين وعزة المسلمين، والعكس بالعكس؛ لذلك يجب أن ننتبه للمحاولات المستمرة من أعداء الأمة؛ لتذويب عقيدة المسلمين، وهدم مفهوم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أبناء المسلمين، وأجيال المسلمين القادمة، وهم يعملون في أطروحات متتابعة، ومشاريع عالمية يدعمونها بمئات الملايين من الدولارات، مثل: مشروع الدين الإبراهيمي الذي يروِّجون له الآن، ويحاولون فيه أن يجمعوا الأديان كلها في دين واحد تحت مسمَّى الدين الإبراهيمي، والغرض الأساسي هو: تذويب عقيدة المسلمين، وسبحان الله نجد في كتاب الله ما يهدم هذا المشروع؛ فإن الله تعالى يقول: "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ"، ويقول: "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

فدين الإسلام دين متميز عن غيره من الأديان، ونحن لا بد أن ننتبه في محاولات تذويب هذه العقيدة المتميزة؛ التي هي سبب قوة وظهور المسلمين على غيرهم.

ومشروع التطبيع الثقافي الذي يُدعَم ويُفرض، هو محاولة لفرض التسليم على أجيال المسلمين، حتى يسلموا بعد ذلك بلادهم لليهود، وهم آمنون! وهذا يستدعي الانتباه، وإدراك مغزى ما يحدث أمامنا.


والمقصود: أن مفهوم تميُّز المسلمين أمر حتمي الضبط؛ عندنا في أنفسنا، وعند أبنائنا، وعند أجيالنا القادمة.

وقصة التمرة التي نتناولها عند الإفطار توضِّح لنا بجلاء ذلك المفهوم العظيم الذي نحتاج أن نغرسه في نفوسنا، ونفوس أبنائنا مِن بعدنا، ونفوس أجيال المسلمين المتتابعة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #314  
قديم 29-04-2022, 06:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان وصناعة التغيير (1)






كتبه/ عصمت السنهوري


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فرمضان محطة لصناعة التغيير؛ فقد جعل الله عز وجل رمضان مصنعًا للتغيير، فأحداث التغيير العظام التي مرت بها الأمة والتي كانت فيها حال الأمة بعدها ليس كحالها قبلها كانت في رمضان؛ فبدر الفرقان كانت نقطة تحول في حال أمة الإسلام في الجزيرة العرب.

والأمة بعد بدر ليست كالأمة قبلها، والصحابة بعد بدر ليسوا كالصحابة قبلها؛ بل صحابة بدر لهم شأن خاص، وكذلك مكة قبل الفتح ليست هي مكة بعد الفتح؛ مكة قبل الفتح كانت فيها الأصنام حول البيت تعبد، فلما جاء الفتح أزيلت عبادة الأصنام، والفتح كان في رمضان.

فرمضان محطة عظيمة لصناعة التغيير في الأمة عبر تاريخها، وإذا كان رمضان كذلك فحري بالإنسان أن يبنى من جديد، وأن يولد من جديد، وأن يكتشف نفسه من جديد في رمضان؛ فيصنع في نفسه تغييرًا، ويصنع لها مستقبلًا، وهذا التغيير صناعة جعل الله عز وجل مقوماتها موجودة في رمضان، فهذا موسم عظيم لصناعة التغيير.

التغيير يحتاج إلى محفزات، وهذه المحفزات تشحذ الهمم نحو المعالي وترتقي بالنفس نحو التغيير الى الأفضل، وهذه المحفزات مقومات تدفع الإنسان من داخله نحو التغيير دفعًا، وتُعلي همته وترقى بها إلى التغيير، وإلى أن يكون إنسانًا جديدًا؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلي عليه وسلم: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ".

فأبواب الجنة تفتح على الحقيقة لا على المجاز، وداعي الله ينادي: يا باغي الخير أقبل، وأبواب النار تغلق حقيقة؛ فكيف بإنسان يظل مصرًّا على أن يقذف بنفسه في النار، ويلهث خلف المعاصي والذنوب، وما زال في غفلة يترك لنفسه العنان تلعب به هنا وهناك بعيدًا عن القرب، بعيدًا عن الطاعة وعن رضا الرب عز وجل؟!

وإذا ضاعت من العبد فرصة لا يستطيع أن يجعل نفسه في سجل المعتوقين، وضاعت عليه ليلة وأخرى وثالثة؛ فلو ضاعت منه فرصة من العتق فما زال أمامه فرص أخرى فرمضان على مدار ثلاثين ليلة فيه عتق من النار.

دعوة عظيمة لأن يصنع الإنسان تغييرًا من نفسه؛ لأن يتغير تغيرًا إيجابيًّا حقيقيًّا.

ومن الفرص: ثلاثية المغفرة الله عز وجل، فقد منح الله العباد في رمضان ثلاثية عظيمة للمغفرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: "مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

ومنها: أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر، ليلة القدر كفيلة وحدها لأن تكون مصنعًا عظيمًا للتغيير، ولصناعة إنسان التقوى.

ليلة القدر من حرم خيرها فقد حرم.

محروم مَن لم يتغير في ليلة القدر.

محروم من لم يصنع لنفسه مستقبلًا حقيقيًّا في ليلة القدر.

ومنها: أن الأجور تتضاعف في رمضان.

كيف لعبدٍ يرى الأجور تتضاعف والحسنات تتضاعف، وهو ما زال في غيه، وهو ما زال في إخلاده إلى الأرض وإلى الشهوات.

العمرة فيه كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم عمرة يعدل ثوابها الحج مع النبي صلى الله عليه وسلم.


ومنها: أن في الجنة بابًا يسمى باب الريان لا يدخله إلا الصائمون، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، قِيلَ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَإذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَيَشْرَبُونَ مِنْهُ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا"، فهلا تاقت نفسك إلى ميلاد جديد؟!

وللحديث بقية إن شاء الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #315  
قديم 29-04-2022, 11:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله




أجمل ما في صدقة الفطر!!


زهير سالم





لن أتحدث عن الخلاف: في مادة الصدقة، هل تكون عينية أو نقدية؛ فذلك خلاف أخذ حقه من الحوار منذ قرون.

سأتحدث عن معنى آخر في صدقة الفطر، قلما انتبه إليه، المتحدثون..

ونحن نعلم أن الزكاة إنما تجب على من ملك نصاباً، وحال عليه الحول عنده..

ولكن الصدقة بشكل عام، وبالندب العمومي لها، وصدقة الفطر بالإيجاب الشرعي لها، لا نصاب لها.

يعني الكل مطالب بصدقة الفطر، وكل يخرج مما تصل إليه يده.

ومن الصور البديعة التي رسمها الفقهاء المبدعون، وأنا أعشق الفقهاء المبدعين، قالوا تمثيلاً: لو وجد فقيران، كل واحد منهما لا يملك إلا قوت يومه في العيد، يخرجانها..

يدفع الأول للثاني ما عنده، ويرد عليه الثاني بدفع ما عنده، ويحتسبانها عند الله صدقة فطر..

صدقة الفطر يخرجها الغني والفقير، يتصدق الفقير على من كان أفقر منه، أو على مثله. فلا تلووا ولا تعرضوا..

يا أيها الناس صونوا أعراضكم

صلوا أرحامكم

أطعموا جائعكم

علموا أطفالكم

اللهم أعط منفقا خلفاً.. وألهم ممسكا حتى يعلم" وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه"

يقول: كيف يخلفه عليَّ وأنا صاحب دخل محدود لا يزيد ولا ينقص: ويقول العارفون: يقيك زلة في نفسك أو فيمن تحبك، كانت ستكلفك ما لا تتصور!!

تعتنق المعاني في الإسلام فيحضر(داووا مرضاكم بالصدقة) والصدقة تدفع البلاء..


ومقدار صدقة الفطر الواجبة مقدر لمن يظل يقيس، وأنت حين تصلي تحب أن تغترف من العفو والمغفرة اغترافاً كن كذلك عندما تتصدق، اجعل بعض الزيادة تتسرب من بين أصابعك..

ادفع وانت تدعو يا غفار الذنوب.

يا رب






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #316  
قديم 30-04-2022, 12:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

كيف نكسب ليلة القدر؟



أيها المسلم الكريم:
الليلة هي ليلة التاسع والعشرين من رمضان المبارك، وقد تكون هي ليلة القدر، وهي من أعظم الليالي، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، وهي الليلة التي مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ.

ومن الحرمان أن ترى بعض المسلمين يقضون هذه الفرصة النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين نوم أو سمرٍ، أو غيبة، أو متابعة الأفلام والمسلسلات!

فيا ترى كيف نكسب ليلة القدر؟ كيف نُكْتَبُ من الفائزين بليلة القدر؟
ينبغي للمسلم الحريص على طاعة الله أن يهتم بهذه الليلة ويحرص على قيامها إيمانًا بها، وطمعًا في أجرها العظيم، وذلك:
أولًا: تطهير الظاهر والباطن: قال ابن رجب (رحمه الله): "يُستحبُّ في الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر التنظفُ، والتطيب، والتزين بالغُسل، والطيب، واللباس الحسن، ولا يَكْمل التزيُّن الظاهر إلا بتزيين الباطن؛ بالتوبة والإنابة الى الله تعالى".[1]

ثانيًا: الدعاء والصدقة: عند غروب الشمس ادعُ الله تعالى أن يعينك على قيام ليلة القدر، واحرص على أن تفطِّر صائمًا، وجهز صدقتك لهذه الليلة، ولا يفتر لسانك من دعائك بـ «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»، وخاصة في الثلث الأخير من الليل.

ثالثًا: صلِّ صلواتك بخشوع: وحافظ على صلاة العشاء والفجر بجماعة، ولا تفوتك صلاةُ التراويح، وصلاة القيام، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ...». [2]


رابعًا: التفرغ للعبادة من غروب الشمس الى الفجر: وذلك بإغلاق الفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي التي سرقت أغلب أوقاتنا، وقطع علاقاتك مع الناس، لأن الليلة ليست ليلة المسلسلات ولا ليلة التصفح في مواقع التواصل، ولا ليلة القال والقيل، بل هي ليلة القرآن، والدعاء، والصلاة، والاستغفار، فالعَمَلُ الصالح فيها خيرٌ مِنَ العَمَلِ في ألفِ شَهرٍ، فمحروم والله من فرّط في ليلة القدر ليلة العزِّ، ليلة الكنز، ليلة الفوز.

خامسًا: الاجتهاد ليلًا ونهارًا: فليلة القدر كنهارها فلا تغفل عن ذلك، فقد ذهب العلماء إلى اعتبار ليلة القدر كنهارها في لزوم الاجتهاد في العمل الصالح، قال الإمام الشافعي (رحمه الله): "أَسْتَحِبُّ أَنْ يَكُونَ اجْتِهَادُهُ فِي يَوْمِهَا، كَاجْتِهَادِهِ فِي لَيْلَتِهَا". [3]

فيا رب بلغنا ليلة القدر، ولا تحرِمنا نورها، وبركتها، وأجرها، وعتقها، واجعل لنا فيها دعوة لا ترد، وافتَح لنا فيها بابًا إلى الجنة لا يسد، واكتبنا فيها من عتقائك من النار، ووالدينا، وكل من نحب والمسلمين أجمعين يا رب العالمين.

ونسألك لنا وللمسلمين الحفظ، والسلامة، والعافية من كل داء، وحسن الختام، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 189).
[2] صحيح البخاري، كتاب فضل ليلة القدر - باب فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: (3/ 59)، برقم (2014)، وصحيح مسلم، كِتَابُ صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا- بَابُ التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ، وَهُوَ التَّرَاوِيحُ1/ 523)، برقم (760).
[3] المجموع شرح المهذب للنووي: (6/ 451).

_________________________________________________
الكاتب: د. محمد جمعة الحلبوسي









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #317  
قديم 01-05-2022, 12:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان وصناعة التغيير (2)


كتبه/ عصمت السنهوري



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

التغيير يحتاج إلى إزالة العوائق والمثبطات:

وقد جعل الله عز وجل شهر رمضان محطة لحجب المعوقات التي تعوق الإنسان نحو التغيير، وإزالة العقبات التي تمنعه من السير إلى الله عز وجل.

ومن هذه العقبات: الشيطان"؛ فهو عدو الإنسان الأكبر الذي بيَّن عز وجل أن عداوته للإنسان واضحة، وحذَّر الإنسان من اتباع خطواته، فقال: "وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ"، وقال: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ".

وجاء رمضان كفرصة لحجب هذا العائق وإزالته من أمام الإنسان لكي يغير من نفسه ويقبل على ربه، ففي الحديث: "وتصفد فيه الشياطين، وتسلسل فيه مردة الجن"؛ فالشياطين مصفدة، ومردة الجانّ مسلسلة؛ فهذا العدو الأكبر قد يسر الله عز وجل حجبه عنك في رمضان.

ومنها: النفس التي بين جنبي الإنسان توسوس له وتمنيه، وتسعى في صدِّه عن الطريق إلى الله عز وجل، ويأتي رمضان ليمنع هذه النفس ويكبح جماحها، فيصوم الإنسان ويمتنع عن الطعام والشراب.

وإذا أراد أن يأكل أو يشرب لا يمنعه شيء إلا مراقبته لله عز وجل، فتحجب النفس وتبعد عن وساوسها وخواطرها التي تأخذ بالإنسان إلى المعاصي والذنوب.

ومنها أيضًا: الروتين الذي يعيش فيه الإنسان عائق من العوائق التي تمنعه من السير إلى الله عز وجل، وتمنعه من صناعة التغيير في نفسه، فيأتي رمضان يغير هذا الروتين، والإنسان يعيش في نفس الأعمال بنفس الطريقة، فيأتي رمضان وكأنه دورة في إدارة الوقت، وإدارة الذات؛ إذ تتغير الأعمال الروتينية في حياته، وكذلك العادات يأتي رمضان ليعدلها، ويغير الروتين الذي اعتاده الإنسان؛ فتتغير حياة الإنسان.

والتغيير يحتاج إلى النظر في محل التغيير وهو القلب، ففي الحديث: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، فالقلب هو محل التغيير حقيقة، وهذا القلب إن جمعت فيه خيرًا وعملًا صالحًا صح وصلح، وإن جمعت فيه شرًّا وعملًا فاسدًا خبث وفسد؛ فلينظر الإنسان: ماذا يصب في قلبه؟ وماذا يجمع فيه؟ ويأتي رمضان ليكون سبيلًا للنظر إلى هذا، وإلى المصبات التي تصب فيه، فالذي يصب في القلب العين والأذن، واللسان، واليد، والقدم، وكأن رمضان دورة إلى أن يعدل الإنسان من المصبات التي تصب في قلبه، فيحفظ هذه الجوارح، وبالتالي يحفظ قلبه.

والتغيير يحتاج أيضًا إلى شروط، وهذه الشروط إن وجدت تكون نقطة تحول وبداية انطلاقة نحو صناعة التغيير في الإنسان، فمنها:

?- الرغبة والإرادة الصادقة في التغيير: قال الله عز وجل: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، فإذا أراد الإنسان بنفسه أن يتغير يعينه الله عز وجل، ويلهمه التوفيق والسداد إلى التغيير، فصدق الإرادة وصدق الرغبة في التغيير، سبيل إلى النجاح وإلى التوفيق والسداد في صناعة التغيير.

?- معرفة طرق التغيير الصحيحة: فلا بد للإنسان أن يعرف الطرق التي تكون سبيلًا إلى التغيير، فربما أراد التغيير دون أن يعرف كيف يتغير، فلا قيمة في رغبته وإرادته إن لم يتعلم كيف يتغير، وأولى طرق التغيير أن يحدد موقعه الذي هو فيه، وأن يضع لنفسه خطة للتغيير، ويحدد ماذا يريد؟ وإلى أي موقع آخر يريد أن ينتقل؟ ومع هذه الخطة محاسبة للنفس ومتابعة لها، فينتج من ذلك التغيير المنشود.

?- التطبيق السليم لطرق التغيير: فلربما يكون الإنسان لديه رغبة وإرادة صادقة، ومعرفة بطرق التغيير، ولكنه لا يطبِّق ولا يأخذ بالإجراءات، ولا يسعى إلى تطبيق هذه الطرق، فماذا تنفع الرغبة؟ وبماذا يفيد معرفة الطرق إذا لم يكن هناك تطبيق يحقق التغيير الحقيقي؟!

فالتغيير يحتاج إلى الإعانة من الله سبحانه وتعالى، وأعظم أسباب الإعانة: الدعاء والانكسار، والتذلل والخضوع، وإعلان الفقر والمسكنة والحاجة إلى الله عز وجل، وقد جعل الله عز وجل رمضان فرصة عظيمة لإمداد المعونة والعون منه سبحانه وتعالى إلى عباده، ويتأكد الدعاء في وقت الصيام، وبين الأذان والإقامة، وفي وقت السحر -وقت النزول الإلهي-، وفي ليلة القدر.

وهناك عوامل كثيرة يستجلب بها الإنسان المعونة من الله عز وجل؛ فهذا موسى صلى الله عليه وسلم لما خرج من مصر هاربًا فارًّا بنفسه، توجَّه إلى مدين ولم يجد مأوى ولا طعامًا، ولم يجد عملًا، ولكنه خضع وأعلن الفقر لربه، وقال: "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ"؛ أعلن المسكنة والفقر إلى الله سبحانه وتعالى، واستجلب منه المعونة والتوفيق، فأعطاه الله عز وجل السكن، وأعطاه العمل، والطعام والشراب، والزوجة.

فكذلك أمامنا جميعًا فرصة في رمضان فرصة لصناعة تغييره باستجلاب المعونة والتوفيق من الله سبحانه وتعالى؛ فإن الله عز وجل قد ذكر وسط آيات الصيام قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، والدعاء هو سلاح المؤمن الذي لا تخطئ سهامه.

فاللهم أصلح شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، إنك ولي ذلك والقادر عليه.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #318  
قديم 01-05-2022, 12:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

سلامة الأبدان في كمال الصيام (2)



كتبه/ علاء بكر



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فللانتظام في الصيام طوال العام فوائده ومنافعه، وهو أمر محمود مطلوب من العبد، مرغوب فيه، على أن يكون على أكمل صوم وأتمه، كما وردت أحكامه وآدابه في القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وهذا باب واسع نذكر بعضًا مما يتيسر منه:

عدم الإسراف في الأكل والشراب:

وهذا تصديقًا وامتثالًا لقول الله تعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، وتنفيذًا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم: "بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلًا؛ فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه".

ولا يَخْفَى ما في الإفراط في الطعام والشراب للصائم وغير الصائم مِن مَضَارٍّ، فكثرة الطعام والشراب يثقل عمل الجهاز الهضمي، وأثناء عملية هضم الطعام وامتصاصه يتوجَّه جزءٌ كبيرٌ من الدم في الجسم (نحو 25 % من الدم) إلى الجهاز الهضمي، ويقل الدم المتوجه للأطراف والمخ نسبيًّا؛ لذا يشعر الإنسان بعد الإكثار من الطعام والشراب بالوخم وثقل الحركة، وضعف الرغبة في العمل، والميل إلى الكسل، مع قلة التركيز.

وقد نبَّه النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه"؛ ولذا قيل قديمًا: "إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة"، ومع المبالغة في الشبع وامتلاء البطن تكون الدعة والخمول، والرغبة في الازدياد من الشهوات والمتع الحسية، وتنامي الرغبة في الاستجابة لوساوس الشيطان لابن آدم، وفي الحديث المرفوع: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"، وتقليل الطعام والشراب يضيق مجاريه وحركته؛ ولذا فمع الانتظام في الصيام لأسابيع، وتقليل مرات وكمية الطعام والشراب فيها تتحسن الحالة البدنية والذهنية، وتختفي متاعب الجهاز الهضمي؛ خاصة المعدة والقولون والكبد.

فإذا واظب العبد على الصيام بهذه الكيفية لأيامٍ عديدةٍ طوال شهور العام: كما في صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع، أو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الست من شوال، ويوم عاشوراء، ويوم عرفة لغير الحاج، ونحو ذلك، مع صيام شهر رمضان بأكمله؛ قلل ذلك كله من انطلاق ذرات الأكسجين الحرة في الجسم بأضرارها الجسيمة على جدران الخلايا والدهون والبروتينات، والتي تعجل بظهور مظاهر وأعراض وأمراض الشيخوخة على الإنسان.

ويزيد من أهمية ذلك: أننا في عصر نتناول من الطعام والشراب، أكثر بكثيرٍ مما نستهلك في الحركة والعمل في ظلِّ عصر التكنولوجيا، والتقدُّم العلمي والتقني؛ مما يورثنا السمنة والبدانة التي أصبحت أحد أكبر مشاكل العصر إلى جانب أمراض البول السكري، والقلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم؛ هذا في وقت تزايدت فيه السموم الضارة التي تدخل أجسامنا نتيجة تلوث البيئة؛ فالهواء ملوث بعوادم المصانع ووسائل النقل، والمياه ملوثة بتلوث الأنهار، والنباتات ملوثة من الإفراط والتمادي في استخدام المبيدات والأسمدة والكيماويات في الزراعة، حتى زادت بيننا نِسَب الإصابة بالسرطانات، والفشل الكلوي والكبدي بما لم يُعرَف من قَبْل، وصارت فرص النجاة الميسرة والسهلة، وغير المكلفة تتمثَّل في الصيام المنتظِم، وتقليل الطعام وتحسين البيئة، ومنع التلوث بأنواعه، وممارسة الرياضة البدنية.

الإفطار على الرطب والماء:

كان من هديه صلى الله عليه وسلم الإفطار بعد صيام يومه على رطبات أو تمر، أو يحسو حسوات من الماء، وهذا فيه من الفوائد الكثير، فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن فعلى تمرات، فإن لم تكن تمرًا حسا حسوات من ماء"، وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أفطر أحدكم؛ فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور"، وفي الحديث كمال شفقته صلى الله على أمته ونصحه لهم؛ إذ (عند نهاية مرحلة الصيام -في نهاية يوم الصوم- يهبط مستوى تركيز الجلوكوز والأنسولين من دم الوريد البابي الكبدي، وهذا يقلل بدوره نفاذ الجلوكوز وأخذه بواسطة خلايا الكبد والأنسجة الطرفية: كخلايا العضلات، وخلايا الأعصاب، ويكون قد تحلل كل المخزون من الجليكوجين الكبدي أو كاد، وتعتمد الأنسجة حينئذٍ في الحصول على الطاقة من أكسدة الأحماض الدهنية، وأكسدة الجلوكوز المصنَّع في الكبد من الأحماض الأمينية والجليسيرول) (راجع: مشتاق لرمضان، إيهاب الشريف، وانظر: الرطب والنخلة، د. عبد الله عبد الرازق السعيد).

وهذا يتسبب في تكوين الأجسام الكيتونية الضارة التي تؤثِّر على حموضية الدم؛ لذا فإمداد الجسم سريعًا بالجلوكوز في هذا الوقت له فوائد مهمة، وفي الرطب والتمر نسبة عالية من السكريات تؤدي هذا الدور ببراعة؛ إذ تتراوح السكريات فيها ما بين 75 و87 % يشكل سكر الجلوكوز 55 % منها، والفركتوز 45 %، ويتحول هذا الفركتوز إلى جلوكوز بسرعة فائقة، ويتم امتصاصه مباشرة من الجهاز الهضمي ليلبي حاجة الجسم من الطاقة؛ خاصة الأنسجة التي تعتمد عليه أساسًا كخلايا المخ والأعصاب، وخلايا الدم الحمراء؛ علاوة على احتواء الرطب والتمر على نسبة من البروتينات والدهون، وبعض الفيتامينات والمعادن المهمة، وعليه يرتفع تركيز الجلوكوز بسرعة في دم الوريد البابي الكبدي فور امتصاصه، ويدخل إلى الكبد أولًا ثم خلايا المخ والدم، والجهاز العصبي والعضلي، وجميع الأنسجة الأخرى التي هيأها الله تعالى لتكون السكريات غذائها الأمثل والأيسر للحصول منها على الطاقة، وعليه يتوقف (تأكسد الأحماض الدهنية فيقطع الطريق على تكون الأجسام الكيتونية الضارة، وتزول أعراض الأعياء والضعف العام والاضطراب البسيط في الجهاز العصبي إن وجدت لتأكسد كميات كبيرة من الدهون، كما يوقف تناول الجلوكوز عملية تصنيع الجلوكوز في الكبد، فيتوقف هدم الأحماض الأمينية، وبالتالي حفظ بروتين الجسم) (المصدر السابق).

(وعلى العكس من ذلك لو بدأ الإنسان فطره بتناول المواد البروتينية أو الدهنية؛ فهي لا تُمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم والتحلل، ولا تؤدي الغرض في إسعاف حاجة الجسم السريعة للطاقة؛ فضلًا عن أن ارتفاع الأحماض الأمينية في الجسم نتيجة للغذاء الخالي من السكريات -أو حتى الذي يحتوي على كميات قليلة منه- يؤدي إلى هبوط سكر الدم؛ ولهذا يمكن أن ندرك الحكمة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإفطار على التمر، واستحبابه كذلك في السحور) (المصدر السابق)، ففي حديث أبي هريرة المرفوع: "نعم سحور المؤمن التمر".

وينبغي أيضًا: تجنب تناول الماء بغزارة في بداية الفطر الصيام، فيكفي أن يحسو العبد حسواتٍ من الماء، كما كان هديه صلى الله عليه وسلم، وهذا يذهب الظمأ ويطفئ حرارة الصوم، ويعد وينبِّه المعدة لاستقبال الطعام بعد طول توقف، ففي الحديث: "حسا حسوات من ماء"؛ يقال: حسا الرجل الحساء، أي: تناوله جرعة بعد جرعة، والحسوة: ملء الفم مما يحسى. والحسوة: الشيء القليل.

ومن أحكام الإسلام وآدابه التي فيها سلامة الأبدان وقوتها، وكمال استفادتها من الصوم دون الإضرار بالبدن:

تعجيل الإفطار ومنع الوصال:

فمِن السنة: تعجيل الصائم تناول إفطاره، وترك وصال الصيام عقب نهاية وقته بدخول الليل، ومعلوم أنه بعد ساعات الصيام الطويلة خاصة في فصل الصيف أو مع شدة الحر، أو عقب يوم من العمل الكثير المرهق يحتاج المرء إلى سرعة رفع معدل الجلوكوز المنخفض في الدم من جهة، وسرعة إيقاف آلية إنتاج الجسم للأجسام الكيتونية الضارة الناتجة من الحصول على الطاقة اللازمة للجسم من حرق الأحماض الدهنية والأمينية من جهة أخرى؛ لذا فمن الأهمية بمكان تعجيل الفطر، وأن يتناول الصائم بعض الأغذية الغنية بالسكريات البسيطة مع جرعات من الماء قبل أن يصلي صلاة المغرب.

ونظرًا لحاجة جسم الصائم للطعام فقد أثبتت التجارب العلمية أن درجة امتصاص جسم الصائم للطعام تكون عالية جدًّا في ذلك الوقت؛ لذا فهو يستفيد استفادة كاملة من كلِّ ما يتناوله عقب دخول وقت الإفطار، ولذا فهو لا يحتاج إلى كثيرٍ طعامٍ وقتها بقدر كون هذا الطعام غنيًّا بالسكريات؛ ولهذا ينصح الصائم بالاكتفاء بكميات قليلة من الطعام في إفطاره لكونها ستكون كافية مع سرعة وقوة الهضم والامتصاص لتحقيق التوازن المطلوب للجسم بسرعة، وتلاشي نتائج وآثار الصيام لساعات طويلة، بينما تسبب كثرة تناول الطعام في الإفطار حالة من الامتلاء والتخمة والخمول.

تناول طعام السحور متأخرًا:

من الأمور التي تخفف عن الجسم معاناة الصيام نهارًا تناول وجبة السحور ليلًا قبل أذان الفجر، وتأخير هذه الوجبة إلى قرب الأذان الصادق، ولا يخفى ما في ذلك من منافع؛ خاصة مع أخبر به النبي صلى الله من بركة السحور.

ويظهر أثر ذلك جليًّا في الفارق بين مَن صام ويصوم من غير سحور، وبين من صام ويصوم مع السحور، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها"، وقال: "إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين"، وقال: "تسحروا ولو بجرعة من ماء"، وقال: "نعم سحور المؤمن التمر".

المداومة على استعمال السواك:

السواك عود من الأراك ونحوه تدلَّك به الأسنان ليذهب الصفرة ونحوها، ويستعمل في كل وقت، وهو أوكد في وقت الوضوء والصلاة، ففي الحديث: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"، وأيضًا: "السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب".

وهو مِن سنن الفطرة، ويجوز في الصيام وغير الصيام، في أول اليوم أو آخره؛ لعموم الأدلة، قال ابن القيم: (وفي السواك عدة منافع: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويصح المعدة، ويصفي الصوت، ويعين على هضم الطعام، ويسهل مجاري الكلام، وينشط للقراءة والذكر والصلاة، ويطرد النوم، ويرضي الرب، ويعجب الملائكة، ويكثر الحسنات) (زاد المعاد).

ويضيف ابن القيم: (ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت لعموم الأحاديث، ولحاجة الصائم إليه؛ لأنه مرضاة للرب، ومرضاته مطلوبة في الصوم أشد من طلبها في الفطر؛ ولأنه مطهرة للفم، والطهور للصائم من أفضل أعماله، وأجمع الناس على أن للصائم أن يتمضمض وجوبًا واستحبابًا، والمضمضة أبلغ من السواك. والسواك لا يزيل الخلوف -أي: رائحة خلوف فم الصائم- فإن سببه -أي: الخلوف- قائم، وهو: خلو المعدة من الطعام، وإنما يزول أثره، وهو المنعقد على الأسنان واللثة أيضًا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم أمته ما يستحب لهم في الصيام وما يكره لهم، ولم يجعل السواك من القسم المكروه، وهو يعلم أنهم يفعلونه، وقد حضهم عليه بأبلغ ألفاظ العموم والشمول، وهم يشاهدونه يستاك وهو صائم مرارًا كثيرة تفوت الإحصاء، ويعلم أنهم يقتدون به، ولم يقل لهم يومًا من الدهر لا تستاكوا بعد الزوال، وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع) (المصدر السابق). قال الشوكاني: (والحق أنه يستحب السواك للصائم أول النهار وآخره، وهو مذهب جمهور العلماء) (نيل الأوطار).

ويعد استخدام السواك مفيدًا لنظافة الفم والأسنان، إلى جانب الفوائد والمنافع الأخرى على الفم والأسنان؛ فالصيام: يعطي الفرصة لراحة الأنسجة المخاطية للفم من تلقي الإفرازات الهاضمة التي تطلقها الغدة اللعابية الفمية، كما يُوجِد الصيام الفرصة لبعض الخمائر الموجودة ضمن المفرزات اللعابية داخل الفم للقضاء على الجراثيم التي إذا تركت تحدِث بعض أمراض اللثة، وقد تسبب تخلخل الأسنان، كما تعطى الفرصة خلال الصيام لأنسجة الفم الرخوة التي تكون قد جرحت بتأثير الأطعمة الخشنة لترمم نفسها جيدًا بعيدًا عن الحوامض التي ينتجها الطعام في الفم.

كما تعطى الفرصة لفوهات أقنية الغدد اللعابية داخل الفم، وهي بالملايين لتأخذ بعض الراحة من عملها الدؤوب المستمر، مع ارتياح الأنسجة اللينة في باطن الفم واللسان من التعرُّض وامتصاص قطران السجائر وترسبه على اللثة، وقاع الفم وما بين الأسنان، وبالتالي تقليل فرص الإصابة بالسرطان في الفم والحنجرة والرئتين (مشتاق لرمضان).

ولا يخفى أن شهر رمضان فرصة ذهبية لكلِّ المدخنين للإقلاع عن التدخين نهائيًّا، والتخلص من رائحة الدخان الكريهة المزعجة، وذلك بالصبر على ترك التدخين ليلًا -وهو أهون- كما تركه طوال ساعات النهار الطويلة -وهو أصعب- وكان فيها معظم أعماله ونشاطه.

تجنب الغضب والانفعال والصخب والمخاصمة:

فمِن آداب الصيام: ترك اللغو والصخب والرفث والجهل، واجتناب الغضب من باب أولى، والغضب منهي عنه في رمضان وغيره، وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم"، وفي الحديث: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: "لا تغضب"، فردد مرارًا، فقال: "لا تغضب"، وفي الصحيحين من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه مغضبًا قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه و سلم؟! قال: إني لستُ بمجنون. وفي الحديث: "ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب".

و ذلك أنه (إذا اعترى الصائم غضب، وانفعل وتوتر؛ ازداد إفراز الأدرنالين زيادة كبيرة، وقد يصل إلى 20 أو 30 ضعفًا عن معدله العادي أثناء الغضب الشديد أو العراك، فإن حَدَث هذا في أول الصوم أثناء فترة الهضم والامتصاص يؤدي إلى اضطراب هضم الغذاء وامتصاصه -زيادة على الاضطراب العام في جميع أجهزة الجسم-؛ ذلك لأن الأدرنالين يعمل على ارتخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، ويقلل من تقلصات المرارة، ويعمل على تضييق الأوعية الدموية الطرفية، وتوسيع الأوعية التاجية، كما يرفع الضغط الدموي الشرياني، ويزيد كمية الدم الواردة إلى القلب وعدد دقاته.

وإذا حدث الغضب والشجار في منتصف النهار أو آخره أثناء فترة ما بعد الامتصاص تحلل ما بقي من مخزون الجليكوجين في الكبد، وتحلل بروتين الجسم إلى أحماض أمينية، وتأكسد المزيد من الأحماض الدهنية؛ كل ذلك ليرتفع مستوى الجلوكوز في الدم فيحترق ليمد الجسم بالطاقة اللازمة في حال الشجار والعراك، وكذا تستهلك الطاقة بغير ترشيد، كما أن بعض الجلوكوز قد يفقد مع البول إن زاد عن المعدل الطبيعي، وبالتالي يفقد الجسم كمية من الطاقة الحيوية المهمة في غير فائدة تعود عليه، ويضطر إلى استهلاك الطاقة من الأحماض الدهنية التي يؤكسد المزيد منها.

وقد تؤدي إلى تولد الأجسام الكيتونية الضارة في الدم، كما أن الازدياد الشديد للأدرينالين في الدم يعمل على خروج كميات كبيرة من الماء من الجسم بواسطة الإدرار البولي، كما يرتفع معدل الاستقلاب الأساسي عند الغضب والتوتر نتيجة لارتفاع الأدرينالين والشد العضلي، وارتفاع الأدرينالين قد يؤدي لنوبات قلبية أو موت الفجاءة عند بعض الأشخاص المهيئين لذلك؛ نتيجة لارتفاع ضغط الدم وارتفاع حاجة عضلة القلب للأكسجين من جراء ازدياد سرعته، وقد يتسبب الغضب أيضًا في النوبات الدماغية لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، كما أن ارتفاع الأدرنالين نتيجة للضغط النفسي في حالات الغضب والتوتر يزيد من تكون الكوليسترول من الدهن البروتيني منخفض الكثافة، والذي قد يزداد أثناء الصوم، وثبتت علاقته بمرض تصلب الشرايين؛ ولهذا وغيره -مما عُرِف ومما لم يُعرَف- وصَّى النبي صلى الله عليه وسلم الصائم بالسكينة وعدم الصخب والانفعال، أو الدخول في عراك مع الآخرين) (مشتاق لرمضان).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #319  
قديم 20-03-2023, 04:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

رمضان دورة تدريبية رائدة في حسن تدبير العلاقات (1)
د. محمد ويلالي




انتشَر هذه الأيامَ ما يسمى بـ"الدورات التدريبية" التي يتوخَّى أصحابها التقوية والمهارة في مختلف المجالات والميادين: الاجتماعية والصحية، والتنشيطية والتقنية، والتدبيرية والتربوية، وفي ميدان سُبل السعادة، وقصص النجاح، وتحفيز العقل نحو الذكاء والعطاء، مما يُنفَق عليه أحيانًا آلاف من الدراهم للفرد الواحد الذي قد يَستسهل السفرَ إلى بلد آخرَ، من أجل أحد هذه التدريبات التي يُستدعى لها كبارُ الخبراء والمختصين.

ولعل بعضنا نسِي أن رمضان هو أحد أعظم المدرِّبين الذين شهِدتهم البشرية جمعاء، فلا يقتصر تدريبه على ميدان واحد، بل يشمل ميادينَ عديدة؛ منها: التعبديُّ، والتربوي، والاجتماعي، والصحي، والاقتصاديُّ، وغيرها، ولا يُحوجك إلى أن تُعِد العُدة للسفر إليه، بل هو يأتيك، فيَحُل ضيفًا عليك، ولا يطالبك بمقابل، بل يعرض عليك خدمتَه في دورة مجانية، ولا يفرض عليك نفسه باعتبار تخصُّص معيَّن، أو ميدان معين، أو بقصدِ جنس معين، أو بلد معين، بل يُفسِح خِدماته للمسلمين جميعًا - ذكورَهم وإناثهم، غنيَّهم وفقيرهم - وفي كل المجالات التي تُصلح دينَك ودنياك، قاصدًا أن تَغمُرك السعادةُ الحقيقية، وتَملأَ حياتَك النجاحاتُ التي تعتبر بمثابة شهادات عليها توقيعُ سيد المرسَلين صلى الله عليه وسلم عن ربِّ العالمين.

ونريد أن يكون عنوان دورة رمضان التدريبية لنا في هذه السَّنة إن شاء الله: "رمضان: دورة تدريبية رائدة في حسن تدبير العلاقات".

ولأن لكل دورة هدفًا، فإننا نريد أن يكون هدفنا المتوقَّع هذه السنة إن شاء الله: "غفران الذنوب مع نهاية شهر رمضان"، وهو هدف واضح، قابلٌ للقياس، وقابل للتنفيذ.

أما أهمية هذا المدرب الربانيِّ، فتتجلى في استبشار النبي صلى الله عليه وسلم بقدومه، وتهنئة صحابته بإدراكه؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَتاكُم رمضانُ، شهرٌ مُبارك، فَرَضَ الله عَزَّ وَجَلَّ عليكم صيامَه))؛ صحيح سنن النسائي.

ذلك أن رمضان شِحنة إيمانية قوية، تُمِدُّك بالجُرعات الكافية للاستمرار على طريق السعادة والنجاح إلى رمضانَ المقبل؛ كما بين الصلاة إلى الصلاة، وصلاة الجمعة إلى الجمعة الأخرى، والعمرة إلى العمرة.

وهذا الشعور هو الذي حمَل السلف على حب رمضان، فأكَنُّوا له ما يَستحقه من التوقير والتقدير، فأعَدُّوا له عُدته، واحترَزوا من كل عمل يَخدِش صفاءه، ويَحول دون أهدافه.

قال مُعَلَّى بن الفضل: "كانوا يدْعون الله ستة أشهر أن يُبلِّغهم رمضان، ثم يدْعونه ستة أشهر أن يَتقبَّله منهم".
وكان يحيى بن أبي كثير يقول: "اللهم سلِّمنا إلى رمضان، وسلِّم لنا رمضان، وتسلَّمه منا متقبَّلًا".
وقال ابن رجب: "بلوغُ شهر رمضان وصيامُه: نعمة عظيمة على مَن أقدَره الله عليه".

وأما هدف الدورة - وهو السعي إلى غفران الذنوب مع نهاية الشهر إن شاء الله - فإن الله تعالى مهَّد له أسبابه، ويسَّر طريقه، وهيَّأ العوامل التي تساعد على تحقيقه؛ بحيث إنه لا مناص للمؤمن من أن ينجح في هذه الدورة، ولا عذر له في الرسوب، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بَعُدَ مَن أدرَك رمضانَ فلم يُغفر له))؛ صحيح الترغيب.
وهي عواملُ يمكن تسميتها بالخارجية، كما طولِب المسلمُ بالاجتهاد في عوامل أخرى يمكن تسميتها بالداخلية.

أما العوامل الخارجية المساعِدة على تحقيق هدف مغفرة الذنوب التي تسمى في موضوع الدورات التدريبية بـ"معينات الاشتغال"، فتُحددها دورة رمضان في أربعة عوامل:
1- فتح أبواب الجنة:
قال صلى الله عليه وسلم في رمضان: ((تُفتح فيه أبوابُ السماء))، وفي لفظ: ((تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجنة))؛ صحيح سنن النسائي.

2- إغلاق أبواب جهنم:
قال صلى الله عليه وسلم: ((تُغْلَقُ فيه أبوابُ الجحيم))، وفي لفظ: ((تُغَلَّقُ فيه أبوابُ النار))؛ صحيح سنن النسائي.

3- تصفيد الشياطين دفعًا لوسوستها وتشويشها على الصائمين:
قال صلى الله عليه وسلم: ((تُغَل فيه مَرَدَةُ الشياطين))، وفي لفظ: ((ويُصَفَّدُ فيه كُلُّ شيطان مَريد))، وفي لفظ آخر: ((وتُسَلْسَلُ فيه الشياطينُ))؛ صحيح سنن النسائي.

وفي صحيح سنن ابن ماجه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كانت أولُ ليلة من رمضان، صُفِّدَت الشياطينُ ومَرَدَةُ الجِنِّ))؛ قال الحَليمي: "يَحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يَخلُصون من إفساد المؤمنين إلى ما يَخلُصون إليه في غيره؛ لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات، وبقراءة القرآن والذِّكر".

4- تخصيص غلاف غفرانيٍّ في كل ليلة من رمضان لعدد من المسلمين الفائزين:
قال صلى الله عليه وسلم: ((ولله عُتقاءُ من النار، وذلك في كُلِّ ليلةٍ))؛ صحيح سنن ابن ماجه.

وأما العوامل الداخلية في طريق تحقيق هدف المغفرة، فتُحددها دورة رمضان في أربعة عوامل أيضًا:
1- الصيام الحقيقيُّ لرمضان:
قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحْتِسابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذنبه))؛ متفق عليه، وهو سبيلٌ للتدريب على الصيام خارج رمضان.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن صام يومًا في سبيل الله، جعَل الله بينه وبين النار خَندقًا كما بين السماء والأرض))؛ صحيح سنن الترمذي.

بل إن صيام يوم واحد ابتغاء وجه الله، كفيلٌ بأن يكون سببًا لدخول الجنة:
يقول صلى الله عليه وسلم: ((من قال: لا إله إلا الله؛ ابتغاء وجه الله - خُتِم له بها - دخل الجنة، ومن صام يومًا ابتغاء وجه الله - خُتِم له به - دخل الجنة، ومن تصدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله - خُتم له بها - دخل الجنة))؛ صحيح الترغيب.

ويكفيك أن يأتي الصيام شفيعًا لك يوم القيامة، يدافع عنك يوم لا ينفعك أهلُك، ولا مالُك، ولا جاهُك، فيقول صيامك: ((أيْ رَبِّ، منَعتُه الطعام والشهوات بالنهار، فشفِّعْني فيه، فيَشفع))؛ صحيح الترغيب.

2- القيام الحقيقي لرمضان أن تؤدي صلاة التراويح بما تستحقه من الإخلاص والخشوع:
قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه.

3- وضمن قيام رمضان، وجَب التركيز على ليلة القدر التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ((للهِ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرِم خيرَها فقد حُرِم))؛ صحيح سنن النسائي.
فقُصِدت بحُسنِ القيام؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه.

4- استغلال رمضان في أنواع الطاعات، ومختلف أعمال البر؛ تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن القيم رحمه الله: "وكان مِن هدْيه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات.. فكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يُكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يَخُصُّ رمضان من العبادة بما لا يَخص غيره به من الشهور".
لا تَقُلْ: أين طريقي؟
شِرْعَةُ الله الهدايهْ

لا تَقُلْ: أين نعيمي؟
جَنَّةُ الله كفايهْ


أما العلاقات التي يريد رمضان أن يُدربنا على حسن تدبيرها، فثلاثة أنواع: العلاقة مع الله تعالى، والعلاقة مع النفس، والعلاقة مع الغير، ونقتصر اليوم إن شاء الله تعالى على النوع الأول، وهو حسن تدبير العلاقة مع الله تعالى.

إن رمضان يُدربنا على توثيق الصلة بالله، ويُذكرنا برباط التوحيد بالعبادة، وذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ﴾ [الأعراف: 172]، وهذا الجانب القلبيُّ الإيمانيُّ من المعادلة، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وهذا الجانب العمليُّ التعبُّدي، وهما جانبان متكاملان لا يَفترقان، غير أن أحدنا قد يصيبه من التقصير والتهاون ما يحتاج إلى ترميمٍ وإعادة نظرٍ، فيكون رمضان فرصة لإصلاح ما فسَد، وتدارُك ما نقص.

فالمسلم في رمضان لا يُحرِّك لسانه إلا بذكر الله، ولا يَنطِق إلا بما يرضي الله، ولا يترك الطعام والشراب إلا قصدًا لتقوى الله؛ فتتوثَّق الصلة بين العبد وربه، فيرتقي إلى درجة التخصيص التي بشَّر بها الله سبحانه في الحديث القدسي: ((يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أَجزي به، والحسنة بعشر أمثالها))؛ متفق عليه.

ولذلك وجب أن يكون رمضان عبادة خالصة، يخلو فيها المؤمن بربِّه، فلا يجعله شهرَ ولائمَ وتسوُّقٍ، ولقاءات وأسفار، وشواطئ وبرامجَ تلفزية، ونكات ولعب؛ فذلك يَخدِش حقيقةَ الصيام، وما يَستوجبه من إرساء علاقة المحبة بين الصائم وربه؛ كان يحيى بن معاذ رحمه الله يقول: "ليس بصادقٍ مَن ادَّعى حبَّه ولم يَحفظ حَدَّه"، وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلَق حانوته، وتفرَّغ لقراءة القرآن.


فهلَّا جعلنا رمضان شهرَ تصالُح مع الخالق الدَّيَّان، وسبيلًا لِمَلْءِ القلوب بالإيمان، وطريقًا لهجر الذنوب والعصيان!
فاللهم إنا نسألك أن تُهِلَّ علينا هلال رمضان باليُمْن والإيمان، والسلامة والإسلام، وأن تَجعله مناسبة لسعادة الدنيا والفوز بالجنة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #320  
قديم 23-03-2023, 04:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج

كشَف نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم عن نيَّته لعقد إفطار جماعي للمسلمين خلال شهر رمضان المقبل، على أرضية ملعب (ستامفورد بريدج) الخاص بفريق كرة القدم للنادي الإنجليزي.



وأعلن نادي تشيلسي عن موعد الإفطار الجماعي عبر موقعه الرسمي، والمقرر له يوم الأحد الموافق 26 مارس، ووجه النادي الدعوة لجميع المسلمين لما وصفه بالإفطار المفتوح.

وأشار النادي إلى أنه ستتم دعوة عددٍ من المساجد المحلية، وأعضاء الجاليات الإسلامية في تشيلسي، بالإضافة إلى المشجعين وموظفي النادي من المسلمين.

وسيتعاون نادي تشيلسي في تنظيم الإفطار الجماعي مع مؤسسة الخيمة الرمضانية، وسيكون بذلك تشيلسي هو أول نادي من أندية الدوري الإنجليزي، يستضيف إفطارًا مفتوحًا على أرضية ملعبه.

وبدوره قال "سيمون تايلور" رئيس مؤسسة تشيلسي الخيرية عبر الموقع الرسمي للنادي: "يسعدني الإعلان عن الإفطار المفتوح بالتعاون مع مشروع الخيمة الرمضانية، ونحن فخورون للغاية بأن نكون أولَ فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز يقوم بذلك."

وقال "عمر صالحة" المؤسس والرئيس التنفيذي لمشروع الخيمة الرمضانية: "يُشرفنا أن نُقيم يوم الإفطار المفتوح بالتعاون مع نادي تشيلسي، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسنا".

ومؤخرً أعلنت مؤسسةُ الإغاثة الإسلامية بالمملكة المتحدة عن شراكة جديدة مع بنك الطعام الخاص بنادي بيرنلي الإنجليزي لكرة القدم، من أجل توزيع 500 طرد غذائي للمحتاجين، في إطار حملة المساعدات الشتوية التي تقوم بها المؤسسة.

كما عقَدت مؤسسةُ الإغاثة الإسلامية في المملكة المتحدة شراكةً مع المؤسسة الخيرية الرسمية لنادي ليفربول لكرة القدم (LFC Foundation) ومسجد ليفربول، من أجل توزيع 500 صندوق غذائي على الأشخاص غير القادرين من جميع أنحاء مدينة ليفربول خلال الطقس البارد؛ المصدر: شبكة الألوكة.
يُرجَى الإشارة إلى المصدر عند نقل الخبر؛ شبكة الألوكة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 171.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 165.71 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]