|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
بين: (من كان شيخه كتابه)، و (من كان شيخه حاسوبه)
بَيْنَ: (مَن كان شيخه كتابَهُ)، و (مَن كان شيخُهُ حاسوبَهُ) أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي قالوا قديمًا: "مَن كان شيخُه كتابَه كان خطؤه أكثرَ مِن صوابِه"؛ فماذا نقول؛ إِذَنْ، نحن اليوم في شأنِ: مَن كان شيخه جهازه الحاسوبي؟ وقد انتشر اليوم العمل الحاسوبيّ -نسبةً إلى الحاسب الآليّ- وشاع في الناس الاعتماد في البحث، وتخريج الأحاديث، على البرامج الحاسوبية، بل قد أَصبح هذا ضرورةً مِن ضرورات العلم والعمل والأعمال العلمية في هذا العصر، وصار مَن يَشتغل في العلم بدون جهازِ حاسب آليّ، أو أكثر، وبدون تمرُّسٍ على استخدامه كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح! هذا مقالٌ كنتُ كتبتُه في عام 1429هـ، أيام كانت الثقافة الحاسوبية ليست بمستوى ثقافة اليوم. فماذا نقول اليوم في شأن مَن كان شيخه حاسوبه؟ أو مَن كان شيخه هاتفه الذكيّ، بعد أنْ أصبحت هواتفنا الذكية بمثابة جهازِ حاسوبٍ، يؤدّي كل وظائف الحاسوب في أثناء هذا الوقت الذي أُراجع فيه هذا المقال؛ لتحريره للنشر بعد نحو 15 عامًا مِن كتابة مسوّدته! هذا المقال محاولةٌ لتناوِل هذا الموضوع بالنظر والمقارنة بين الأمرين، مبنية على ما لدى الكاتب مِن تجربةٍ طويلة مع الكتاب ومع الحاسب الآلي. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لاختيار أصلح الصالح وخَيْر الْخَيْرين. وربما افترَضَ بعض الناس سلامةَ المقارنة؛ للتخيّر بين الكتاب والحاسب الآليّ وبرامجه العلمية في خدمة البحث والعلم، مِن حيث المبدأ؛ لاختيار أحدهما فقط، أو لاختيار أفضلهما (إمّا الكتاب وإمّا الجهاز)! ولا يُتردد -بناء على المعرفة بطبيعةٍ كلٍّ مِن الكتاب والحاسب الآلي- في أنْ يُقال: تلك نظرةٌ قاصرة، ولا شك، لا يُوافَق عليها. ومَردُّ ردِّ هذه النظرة إلى جملةِ أسبابٍ، منها: أوّلًا: أنه لا تَعارُضَ بين الكتاب وبين الجهاز؛ فما الذي يَمنع من الاشتغال عليهما معًا؟ ثانيًا: أنه لا تَكَافُأَ بين الكتاب والجهاز مِن عِدّةِ نواحٍ. ثالثًا: أنه قد أَثبتَ الواقع حاجةَ كلٍّ مِن الكتاب والجهاز للآخر. رابعًا: أنه قد أَثبتَ الواقع، أيضًا، أنه لا غنى للباحث عن كلٍّ مِن الكتاب والجهاز. خامسًا: أنه قد اتّضح لكلِّ مشتغل بالعلم بوساطة الكتاب وبوساطة الحاسوب أنّ كلًا منهما اعتراه ما اعتراه مِن الخلل والتحريف والتصحيف والتغيير والتبديل، وأنه يتعيّن على الناس اتّخاذ الوسائل اللازمة للسلامة مِن مغبّة هذا الخلل الطارئ على كلٍّ مِن الكتاب والجهاز وبرامجه المتعددة. كلماتٌ مُقارِنةٌ بين الكتاب والحاسب الآليّ: • الكتاب يَحفظ العلم، وجهاز الحاسب الآلي: يَحْفظ العلم، ويُطوِّر وسائلَ عرْضه، ووسائل البحث فيه، والبحث عنه! • الكتاب أسهلُ في جوانب مِن الاستخدام والبحث البسيط، وجهاز الحاسب الآليّ أسهل بكثير في جوانب أُخرى مِن الاستخدام والبحث! • الكتاب قد لا يتوافر فيه وسائلُ دقّة البحث عن المعلومة فيه، بينما الحاسب الآليّ هو الأقدر على البحث عن المعلومة في الكتاب، والبحث الأدق والأسرع! • الكتاب أَكثرُ خصوصية، أو محدوديّةً، أحيانًا، وجهاز الحاسب أَقْدرُ على الانتشار العالميّ! • الكتاب لا يَنشرُ الحاسب الآليّ، لكن الحاسب الآليّ، هو الأقدر على أنْ يَنشر الكتاب بصُوَرٍ متعددة! • الكتاب يَلْزم حالةً واحدةً هي وجودُه على الورق: مخطوطًا، أو مطبوعًا، بينما الحاسب الآلي يُمْكن أن يتنوع فيه حال الكتاب على صُوَرٍ متعددة، منها: • معروضًا على شاشة الحاسب. • مطبوعًا، عند الرغبة في طباعته. • صورة إلكترونية مبرمجة للعرض والبرمجة. • مسموعًا مقروءًا أو منطوقًا معًا. • مسموعًا ومنطوقًا فقط. • معروضًا على الإنترنت بحيث يمكن أن يَطّلع عليه ملايين الأشخاص في آنٍ واحدٍ، وفي أيِّ وقتٍ مِن ليلٍ أو نهارٍ، دون أن يتعارض اطّلاعُ شخصٍ ما مع اطّلاعِ غيره عليه، ودون إزعاجٍ في فوارق التوقيت بين البلدان، وهذا فيما لو نزل على الإنترنت، مثلًا! • معروضًا، كله أو بعضه، على أنواعٍ مِن برامج العرض الإلكترونيّ، مثل: "الفلاشات" و"الباور بوينت"، وغيرها. وكلُّ هذه الأحوال لا يُمْكن توافرها للكتاب الورقيّ! • الكتاب لا يُنقل إلا بحالِهِ كما هو (نُسخة وَرَقيّة، أو نُسخٌ مِن الكتاب)، أمّا الحاسوب فهو قادرٌ على نقْل الكتاب إلكترونيًا بأيِّ صورةٍ مِن الصوَر عبر الإنترنت إلى أيِّ مكانٍ في الدنيا في اللحظة نفسها، ومِن ذلك: نقْله منسوخًا أو مقروءًا، أو مبرمجًا إلكترونيًا، ومِن ثمّ يُمكن تحويله إلى كتابٍ ورقيٍّ هناك عند المستقبِلِ له! • الحاسوب يُمَكِّنك مِن وَضْع كتابٍ، أو سِواه، على الإنترنت وقْفًا لله تعالى؛ فتوصِلُهُ إلى مَن تعْرف ومَن لا تَعْرف، كما يُمْكِنك أن تأخذه مِن الإنترنت عن مَن تَعْرف وعن مَن لا تَعْرف! وكم مِن كتابٍ أو غيره أَخذه الإنسان حين وَجَده معروضًا عليه في هذه الشبكة، ولعله لا يَعْرف كاتبَهُ؛ فيدعو له بظهر الغيب؛ فما علينا إلا أن نكون مِن الشاكرين بالقلب واللسان والعمل! • الحاسب والإنترنت يُتيحان للإنسان تَلقّي الكتاب مسموعًا عن شيخٍ في بلدٍ غيرِ بلده، في حالِ كونه في بلده، دون حاجةٍ إلى السفر والرحلة في طلب العلم، فيما لو استُخدِم الإنترنت لهذا الغرض! • بل الحاسب والإنترنت يُتيحان للإنسان التَلقّي عن الشيخ صوتًا وصورةً؛ فيشاهِد كلٌّ منهما الآخر، مع أن كلًا منهما في مكانٍ غير مكان صاحبه، أو بلدٍ غير بلده! وهذه مزيّةٌ لا تتوافر للكتاب؛ ولكن، الحاسب والإنترنت يتفرّدان بها عن خصائص الكتاب في حالته العاديّة! • الحاسب والإنترنت يُتيحان للإنسان تصحيح الخطأِ في الكتاب بأساليب أَيسر مِن التصحيح على الورق؛ إذْ بالإمكان تعديل الكلمة مباشرةً، أو الإضافة، أو الحذف، دون حاجةٍ إلى إعادة نَسْخ الكتاب كلِّه، أو الصفحة، مِن جديد، ودون ظهور إلحاقاتٍ جانبية، وإنما يأخذ التصحيح موضعه مباشرةً، كما يتيحان إعداد الكتاب للطبعة الثانية، فما بعدها، باليُسْر نفسه، ثم يَبقى العمل محفوظًا على الحاسوب أو اسطوانةَ ليزر، أو فلاش ذاكرة، أو على السحابة الرقمية، ونحو ذلك. • ربما ضاقت المساحة المكانية لحفظ الكتب، لكنها تستحق أن تشاركنا في مساحة كبيرة مِن بيوتنا وقلوبنا، وهذا بخلاف الحاسب، الذي لا يحتاج مساحة مكانية سِوى مكان له ولتوابعه، وأمّا مساحة حفظ البيانات فيه فهي غير مرئية، مهما كان حجمها. بعض المآخذ على طبيعةِ الكتاب: مِن المآخذ التي قد تطرأ على الكتاب ما يأتي: • ربما كان الحصول على نسخة الكتاب صعبًا، أو متعذِّرًا في بعض الأوقات؛ لأسباب كثيرةٍ، لا تخفى. • ربما كان انتشار الكتاب محدودًا، إما مطْلقًا، أو في بعض البلدان، بالنسبة لبعض الكتب. • ربما كان الكتاب غير مطبوع، ثم قد يكون مخطوطًا بحالة سيئة، أو مطبوعًا بحالةٍ سيئةٍ، تُعيق الاستفادة منه على الوجه المفترَض. • غلاء سعر الكتاب، أحيانًا، الأمر الذي يَحول دون اقتنائه. بعض المآخذ على طبيعةِ الحاسب الآليّ: مِن المآخذ التي قد تطرأ على الحاسوب؛ فتحُوْل دون الاستفادة منه لصالح البحث والكتاب كما ينبغي، ما يأتي: • ربما كان الحاسب ليس بالكفاءة اللازمة، بسبب مواصفاته. وربما كان الحاسب غير متوافرٍ فيه بعض البرمجيات اللازمة لبعض العمل العلمي عليه، التي تحتاج إلى إضافة أو تنزيلٍ عليه. • ربما طرأَ خلل في الحاسب يُفتَقد به الملف أو الكتاب، الذي عليه العمل. وقد سَهُلتْ اليوم أسباب تلافي ما قد يَطرأ على الحاسب مِن خلل، عن ذي قبل. بيْنَ القلم ولوحة المفاتيح!: القلم ولوحة المفاتيح في الحاسب لهما شأنٌ، وبينهما فوارق في الخصائص، ولهما منافع وفوائد عظيمة، لا تخفى على مَن أَنعم الله عليه بهما، فاستثمرهما! ومِن اللطيف أن يُقارَن بينهما، وأن يُعْرَف الفرق بينهما، على الرغم مِن أنهما في الأصل لِمهمّةٍ واحدةٍ! • القلم آلةٌ واحدةٌ، قد تأخذ عدةَ أشكالٍ، لكنه مِن حيث المهمة الوظيفية هو شيء واحدٌ، مهما تعددت أشكاله وخصائصهُ. • ولوحة المفاتيح ليست شيئًا عاديًّا كالقلم؛ لأنها ليست شيئًا واحدًا، وإنما هي لوحةٌ إلكترونية بالرموز وبالحروف الهجائية -بحسب اللغة المختارة-. • لوحة المفاتيح وسيلةٌ لأداء مهمة الكتابة، والتنقل في مختلف مواضع الملف الرقميّ مَوْضع العمل بسهولة. • لوحة المفاتيح وسيلةٌ لتنسيق النصّ مَوْضع العمل، والتفنّن في تنسيقه تنسيقًا حاسوبيًّا، وعن طريق ذلك قد يأخذ الملف أشكالًا متعددة مِن حيث: الحجم ونوع الخطوط، وما إلى ذلك... الإعجاز الإلهيّ في عملِ كلٍّ مِن القلم ولوحة المفاتيح!: لكلٍّ مِن القلم ولوحة المفاتيح في الحاسب -"كي بورد" -أهميّةٌ وإعجازٌ إلهيّ؛ حيث جعلهما الله سببًا لتلقّي العلم، وسِواه، ونقْله، وقراءةِ أخبار الآخرين، ومِن الإعجاز في هذا الأمر اللطيف فيما يُكْتَب به (وهو القلم، وما يقوم مقامه، مثل لوحة مفاتيح الحاسب الآليّ): أنه بوساطة هذا يَقرأ المتأخر خبر المتقدِّم، ويقرأ علْمَهُ وفِكْره وتاريخه؛ حتى لكأنه يَعيش بين يديه، أو كأنه يُشاهِده، مع أنه يعيش في رَمْسِهِ، وانتهتْ أيامُ أُنْسِهِ، ولم يَبقَ إلا خَبَرُ أَمْسِهِ، أو فوائد علمه ودرْسِه! ومِن الإعجاز في الإسلام أنْ عبَّر الله تعالى في كتابه العزيز بالقلم عن كلٍّ مِن الأمرين -وما سيَلحق أو يُلْحَق بهما ربما في مستقبَل الأيام- باعتبار مهمّته الأساسية في الكتابة والتدوين، فقال تعالى: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1]، وذلك في سورةٍ سُمّيتْ بسورة القلم! فأقسم بالقلم، وإنه لقسمٌ عظيمٌ، وإنه لربْطٌ بين هذا الدين وبين العلم ووسيلته الأساسية في التحصيل (القلم)، ويأخذُ حكمَهُ ما يُلحَق به، مما يؤدّي مهمته، أو قد يتفوّق عليه في بعض الجوانب، كالحاسب، ولوحة مفاتيحه! فسبحان الله العظيم! وأخيرًا: لا أُفرِّط في كلٍّ مِن قلمي و"كي بوردي"، إنْ صح التعبير!: لعل مما تُسْفِر عنه هذه المقارنة بين الكتاب والحاسوب، أو بين التلقِّي بوساطة الكتاب والتلقي بوساطة الحاسوب: التأكيد على ما يأتي: • إنه لا بديل عن الكتاب، كما أنه لا بديل عن الحاسوب؛ فلابدّ مِن الاستمساك بكلٍّ منهما! • إنّ لكلٍّ مِن الكتاب والحاسب مجالًا هو أولى به مِن الآخر، لكن، ليس أحدهما بديلًا عن الآخَر! • إنّ كلًا مِن الكتاب والحاسوب يتطرق إليه الخلل والخطأ والتصحيف والزيادة والنقص؛ فيتعيّن على الآخِذ للعلم، أو الآخِذ عنهما أن يتثبّت، وأنْ يتلافى أسباب ذلك الخلل بمختلف أنواعه وأشكاله وإشكاله! فالوسيلة الجيدة ليست جودتها مسوّغًا لقبول الخطأ، كما أنّ وقوع الخطأ في استخدام الوسيلة الجيدة ليس مسوّغًا للحطِّ مِن قَدْرها! • توثيق الكتاب في تاريخ الإسلام له شأنه، وله تاريخه الطويل الجميل، ولا سيما عند الأئمة المحدِّثين؛ فلم يُكْتفَ بنقله عبر السطور، وإنما انضم إلى ذلك: النقل الشفوي، والتلقي الحيّ عن مؤلف الكتاب فمَن بعده، والتلقي بالرواية والسند، والتلقّي بالمقابلة والمقارنة للفرعِ المنقولِ على الأصل المنقول منه! وهذا أمْرٌ لم يَصل إليه الكتاب عند أُمّةٍ مِن الأمم! ولم يَصل إليه العلم عند أُمةٍ مِن الأمم غير الأمة الإسلامية، ولم يَصل إليه التوثق والتوثيق عند أُمةٍ غير أُمّة الإسلام! وهذا لا تَكاد تَصل إليه قضية التوثيق عَبْر الحاسب، أو عبْر الشبكة العنكبوتية في كثيرٍ مِن الحالات اليوم، أو على الأقل في الأساليب الشائعة على الإنترنت اليوم! • ومِن حقنا نحن المسلمين، ومِن حقِّ الكتاب، أنْ أُشير إلى أنّ للكتب عندنا أنسابًا؛ نرويها بحسَبها، وهي أسانيد روايتها عن مؤلفيها! أعطونا أُمّةً بَلغتْ فيها مكانة الكتاب والعناية به وبالعلم هذا المبْلغ! لن تَجدوا غير أُمّة الإسلام! • إنّ الأصل في النقل: التثبت والتوثق والتوثيق. والكتاب هو الأصل في التلقي والنقل، لكن، قد يَرْتقي النقل الإلكتروني إلى مستوى الدقة والتوثيق المطلوبين؛ فيتميّز النقل الإلكترونيّ عَبْر الحاسب بمميزاته وخصائصه على الكتاب في هذه الحال! • يُمْكن أن نقول بأنّ الحاسب هو الأصل الذي لا غنى عنه في مرحلة البحث، والكتاب هو الأصل الذي ينبغي الاعتماد عليه والنقل منه، وهذا عدا بعض الحالات التي يَرْقى فيها العمل الحاسوبيّ إلى مستوى الدقة المطلوبة في نقْل العلم وتوثيقه. لقد أصبحَ الحاسب والهاتف الذكيّ: وسيلةَ اتصالٍ، ووسيلة تواصلٍ مع الدنيا كلها، ووسيلةَ تحصيلٍ للعلم عن بُعدٍ أو وجْهًا لوجْهٍ في مختلف العلوم والتخصصات! بل صار هاتفك يَحمل لك في أحشائه ملايين الكتاب وآلاف المكتبات! ويَحمل لك القرآن الكريم بمختلف خَدماته، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلومه بمختلف تخصصاته وخَدماته! حتى أُسمّي هاتفي أحيانًا: أُستاذي! وحُقّ له أو لي ذلك، كيف وفيه عندي نحو عشرة مِن المصاحف الرقمية مختلفة الخدمات للتعامل مع القرآن الكريم وتفسيره وعلومه في بحرٍ مِن العلم والنور لا ساحِلَ له! وقُلْ مثلَ هذا أو أكثر بالنسبة لخدمته للحديث الشريف! اللهم قد أَقمتَ علينا وعلى عبادك الحجّة، فارزقنا شكر نِعمك هذه، وأوزعْنا أن نشكرك عليها شكرًا عمليًا ترضاه لنا! وبالرغم مِن هذا كله، فكم في المسلمين مِن نائم عن هذه النِّعم والغنائم؛ فهو لم يَعلم أو لم يَشعر بهذه الغنائم، واكتفى مِن هاتفه بأنْ يكون وسيلة اتصالٍ هاتفيّ، بغضّ النظر عن مضمون هذا الاتصال، أو الاكتفاء مِن استثماره لهاتفه هذا -الذي هو مَنْجم أو مناجِم للعلوم- اكتفى منه بالنكات والضحكات والقهقهات! فما أشدّ غفلته وغباءه وخسارته بهذا التفويت على نفسه لهذه الغنائم والحجج الإلهية! ومثْل الكلام عن الحاسب والهاتف قُلْه عن النت -الشبكة العنكبوتية- التي تَربطه بالعلم والعلماء والكتب والمكتبات على مستوى العالَم كله، لكن الغافل أو الجاهل أو المتجاهل، لا يَلتفتون لهذا كله، أو لا يَشعرون به! فأنّى يَنصرفون أو يُصْرفون! إنا لله وإنا إليه راجعون! وختامًا: نقول -بعد هذه الجولة في الموضوع-: فلماذا هذا الإبرامُ لعقْد التعادي والتعارض بين كلٍّ مِن الكتاب، والحاسب الآليّ، والهاتف الذكيّ، والعِلم! إنه في ضوء ما وردَ في هذا الموضوع، يتبين أنّ كلًّا مِن: الكتاب، والحاسب، والهاتف، والشبكة العنكبوتية مِن أعظمِ نِعم الله على الناس، بل على العالَمين، وأنها مِن أعظمِ حجج الله عليهم، أيضًا، ولا تَعارُض بينها؛ فهل نستيقظ ما دمنا في الخيار وفي ساعة المهلة! اللهم آمين. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خاتم المرسلين، وآله وصحبه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |