الخطاب الإعلامي الصهيوني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انفعالات المراهق- عندما ننظر للمراهق على أنه إنسان.. عندها فقط نعرف ما يريد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 867 )           »          أسس النهوض لأهل السنة والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2057 )           »          العــربيـــة صــــوت القــــرآن وصــــورته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          الغزو العسكري والغزو الفكري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 80 )           »          العدائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          ظلمة المعصية .. وشقاء الدارين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          أثر النية في العمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          علاقة التلميذ بالشيخ أبي القاسم الفوراني والجويني نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أضرار القات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 119 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2024, 07:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,809
الدولة : Egypt
افتراضي الخطاب الإعلامي الصهيوني




الخطاب الإعلامي الصهيوني 1- الخطاب الإعلامي الصهيوني من مصادره الدينية



يحث حاخامات اليهود أتباعهم علناً على ارتكاب مجازر وأعمال قتل على غرار ما فعله (بروخ غولد شتاين) منفذ عملية المسجد الإبراهيمي


أولاً: التبديل والتحريف صنعة يهود:

أوقع اليهود بتاريخ الأمة المسلمة الكثير من التشويه والتزييف، وبدأ منذ عهد الرسالة مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واستمر هذا التزييف إلى أن اغتُصبت أرض المسلمين في فلسطين؛ فأكملوا رسالتهم في تزييف التاريخ لطمس جريمتهم؛ لكي يبدوا أمام العالم وكأنهم لم يأخذوا إلا حقا لهم، ولم يغتصبوا أملاك غيرهم!
وليس ذلك بمستغرب؛ فالكذب من أبرز صفاتهم التي لا تنفكُّ عنهم ما داموا يهوداً، فقد كذبوا على الله، قال سبحانه وتعالى: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران:75)، وعملوا على خداع أهل الإيمان، قال سبحانه وتعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (البقرة:9)، وعملوا على طمس الحقائق وتحريفها؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: إن اليهود جاؤوا إلى رسول الله فذكروا له أن رجلاً منهم وامرأة زنيا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟»، فقالوا: نفضحهم ويجلدون، قال عبد الله بن سلام: كذبتم! إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها، فوضع أحدهم يده على آية الرجم؛ فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك! فرفع يده؛ فإذا فيها آية الرجم، قالوا: صدق يا محمد، فيها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرُجما.
ثانياً: مسلك اليهود في تزييف الحقائق التاريخية:
سلك اليهود مسلكين في التزييف والتحريف وقلب الحقائق، الأول هو: قلب الحقائق بمزاعم أشاعوها لمقاصد محددة وأهداف موضوعة.
وعمدوا كذلك إلى مسلك ثانٍ وهو في غاية الخطورة، ولا يقل أثراً عن التزييف والتحريف؛ ألا وهو: السكوت عن الحقائق التاريخية، أو إغفالها وكأنها غير موجودة، وتجاوزها بقصد الطمس والتغافل، فأحداث تاريخية ووقائع ثابتة لا تذكر، على أمل -لديهم أن يؤدي ذلك إلى نسيانها.
والتزييف الأكبر الذي اقترفه اليهود هو: عبثهم بالتوراة التي حرفتها أيديهم، فالتوراة لم تسجل إلا بعد موت موسى؛ بحوالي ثمانمائة سنة أو يزيد، فظلت تتناقل شفاها طيلة هذه المدة، وتتعرض خلالها لا للتنقيح والتهذيب، ولكن للحذف والإضافة حسب هوى كهان اليهود ومقاصدهم.
وطفحت بذلك التوراة المزعومة بقصص وتاريخ زاخر بالتخريف والأساطير والأباطيل؛ لأن التوراة قبل التحريف تكاد تكون قد اختفت من كتب اليهود.
وقد استخدم قادة اليهود سلاح الكذب والتزوير في تحويل التوراة المحرفة، والتلمود إلى كتاب في الجغرافيا والتاريخ والسياسة؛ لخداع الرأي العام العالمي، وتسخيره لتحقيق أطماعهم ومخططاتهم، فما تركوا بقعة في فلسطين من جبل ولا نهر ولا حجر ولا سهل ولا وادٍ؛ إلا زعموا أن الرب ذكره في كتبهم، فزعموا له اسماً غير اسمه، وأطلقوا مصطلحاً لم يكن يعرف به، ويدعون أنها مقدسة بين ليلة وضحاها! وذلك ليوهموا العالم أن تلك الأماكن وتلك المسميات لها دلالات دينية في التوراة المحرفة.
وأكسبوا تلك المزاعم صبغة القداسة؛ لأنها استمدت -حسب زعمهم- من كتبهم المقدسة، واجتمع بذلك التزييف مع الغي والجهل
ثالثاً: الخطاب الحاخامي وأثره في الإعلام الصهيوني:
العقلية الصهيونية تقوم على عقيدة شعب الله المختار – افتراءً على الله – تلك العقيدة التي تعزز الحقد على الآخرين، وعَدِّ كل من سواهم عبيدًا لليهود؛ بناءً على نصوص توراتية منسوبة إلى الرب، والرب منها براء!
ويتلقى اليهود من التلمود والتوراة – التي حرفتها أيديهم - الروح العدوانية التي تدعوهم لارتكاب المجازر البشعة بحق الفلسطينيين وتدعو حاخاماتهم إلى إصدار مثل هذه الفتاوى الإرهابية. وقد نشرت إحصاءات واستطلاعات عدة قامت بها (مؤسسات يهودية) كشفت بيانات وأرقاماً توضح العداء وطبيعة الشارع اليهودي ومواقفه من المسلمين وتأثير فتاوى الحاخامات، وذلك قبل الحرب الأخيرة على غزة:
80٪ لمغادرة العرب من (أرض إسرائيل).
66% مع الحركات اليهودية المتطرفة.
65% سوّغوا استخدام العنف ضد المسلمين.
وبعد الحرب على غزة جاءت نتيجة الاستطلاعات حسب صحيفة يديعوت أحرونوت في 29/1/2009 التي تهدف إلى فحص الشعور الوطني لليهود في فلسطين المحتلة عقب الحرب على غزة:
88% يفخرون -بقوة- بوطنيتهم بعد الحرب على غزة، في مقابل 81% في العام الماضي.
72% يرون في (إسرائيل) أفضل الأوطان في مقابل 61% في العام الماضي.
88% لديهم استعداد لرفع علم (إسرائيل) والوقوف دقيقة صمت في ذكرى البطولة والكارثة، في مقابل 81% في العام الماضي.
81% يفضلون تربية أبنائهم في الدولة العبرية.
95% يرغبون في التضحية بأنفسهم في سبيل الدولة العبرية بعد الهجوم على غزة، وكانت النسبة 84% في العام الماضي.
71% قالوا: إن العملية على غزة سوف تقوِّي أواصر المجتمع اليهودي.
2% فقط قالوا: إن للعملية العسكرية على غزة آثارا سلبية.
أرقام تكشف الواقع وتأثير الحاخامات والدفع للحروب، والتي تمثل العلاج الدائم لاستمرار هذا الكيان الغاصب؛ حيث أضحت آراء الحاخامات وحركاتهم ومشاركتهم السياسية لها أبلغ التأثير على سياسة الاحتلال وخطاب الإعلام الصهيوني!
فالثقافة التوراتية العنصرية وعقيدة شعب الله المختار متنامية في العقلية الصهيونية، وتدرس في المدارس الدينية الصهيونية من خلال الحاخامات الصهاينة والأحبار اليهود، ثم تأتي تطبيقاتها من خلال الجنود الصهاينة والمؤسسة العسكرية الصهيونية.
وقد أسهمت تصريحات حاخامات اليهود وفتاويهم وأقوالهم في ترسيخ الاحتلال والاستيلاء على أراضي فلسطين؛ حيث يرى حاخامات اليهود الأرثوذكس - في فلسطين المحتلة - وجوب تحرير أرض (إسرائيل) من الغاصبين!
ويعدون الجيش الذي يقوم بذلك مقدساً، كما قال الحاخام (تسفي يهودا كوك) - الزعيم الروحي لجماعة (غوش أمونيم) -: «إن الجيش الإسرائيلي كله مقدس؛ لأنه يمثل حكم شعب الله على أرضه».
وجعل قادة اليهود من الحاخامات، الحرب أساساً من الأسس لاستمرار هذا الكيان المغتصب؛ فقد أعلن الحاخام العسكري للكيان اليهودي - (موشيه جورن)- أن: «الحروب الثلاث التي جرت بين (إسرائيل) والعرب خلال السنوات 1948م، 1956 م، 1967م هي في منزلة الحرب المقدسة، فأولها لتحرير أرض إسرائيل، والثانية لاستمرار دولة إسرائيل، أما الثالثة فقد كانت لتحقيق نبوءات إسرائيل» .
وأفتى الحاخام الأكبر بعد احتلال فلسطين في 1967 م: بتكفير كل من يتخلى عن شبر واحد أو ذرة واحدة من (أرضنا الموعودة)! -على حد زعمه-. وصرح وزير الشؤون الدينية في الكيان اليهودي (زراخ فارها فتيغ) بقوله: «ها قد عدنا إلى أرضنا، ومن الآن إلى الأبد».
وأعلن حاخام إسرائيل الأكبر، (إسحق نسيم) غداة الخامس من يونيو 1967 م بأن: «أرض إسرائيل هي ميراثٌ مُقدسٌ لدى كل يهودي».
وأكد (إسرائيل شاحاك) في كتابه (تاريخ اليهود) أنه جاء في كتيب نشرته قيادة المنطقة الوسطى في الجيش اليهودي عام 1973، للكاهن الرئيسي لهذه القيادة، وهي المنطقة التي تشمل الضفة الغربية: «عندما تصادف قواتنا مدنيين خلال الحرب أو أثناء مطاردة أو في غارة من الغارات، وما دام هناك عدم يقين حول ما إذا كان هؤلاء المدنيون غير قادرين على إيذاء قواتنا، فيمكن قتلهم بحسب (الهالاخاه)- وهي النظام القانوني لليهودية الحاخامية - المستمدة من التلمود البابلي والمصنفة حسب الشرائع التلمودية تصنيفاً يسهل قراءتها والرجوع إليها - لا بل ينبغي قتلهم؛ إذ ينبغي عدم الثقة بالعربي في أي ظرف من الظروف، حتى وإن أعطى انطباعاً بأنه متمدن؛ ففي الحرب يسمح لقواتنا وهي تهاجم العدو بل إنها مأمورة (بالهالاخاه) بقتل حتى المدنيين الطيبين، أي المدنيين الذين يبدون طيبين في الظاهر».
وحقيقة القانون اليهودي (الجنائي) لا يعاقب اليهود المتسببين في قتل مدنيين فلسطينيين معاقبة حقيقية، بل تكون شكلية فقط، وهذا مبني على تعاليم تلمودية التي نصها في الموسوعة التلمودية: «أن اليهودي الذي يقتل - أحد الأغيار - يكون قد ارتكب معصية غير قابلة لعقوبة صادرة عن محكمة».
ويؤكد هذه الحقيقية الصحافي والكاتب اليهودي (إسرائيل شاحاك)؛ حيث يقول: «والواقع هو أنه في كل الحالات التي أقدم فيها يهود على قتل عرب غير محاربين، في سياق عسكري أو شبه عسكري - بما فيها حالات القتل الجماعي، كما في كفر قاسم عام 1956 م فإن القتلة - إن لم يكن قد أطلق سراحهم جميعاً - تلقوا أحكاماً خفيفة إلى أقصى الحدود أو نالوا إعفاءات خففت عقوباتهم إلى حد باتت معه في حكم اللاشيء».
ويحث حاخامات اليهود أتباعهم علناً على ارتكاب مجازر وأعمال قتل على غرار ما فعله (بروخ غولد شتاين) منفذ عملية المسجد الإبراهيمي، وصرح بذلك الحاخام (اليتسور سيغال) في مقالة له نشرت في نشرة تصدر باسم (معهد الفكرة اليهودية) الذي يدرس فيه، ووزعت على نطاق واسع بين المتدينين اليهود؛ حيث قال: «إن الانتحار محرم حسب تعاليم الدين اليهودي ولكن في أوقات الحرب ليس هناك أحياناً شيء اسمه انتحار»، ويسمح بتنفيذ عمل يؤدي للموت كما فعل البطل المقدس! دكتور باروخ (غولد شتاين) في الخليل! (9)».
ونقلت صحيفة السبيل الأردنية في عددها 156 بتاريخ 19/11/1996 م خطاب الحاخام (دوف ليؤر) حاخام مغتصبة كريات أربع في الخليل ابن المجرم (غولد شتاين) منفذ مجزرة المسجد الإبراهيمي، في حفل ديني أقيم (ليعقوب غولد شتاين) بمناسبة بلوغه سن 13 عاماً وهو سن الرشد حسب التقاليد اليهودية: «سر على خطى أبيك، لقد كان بطلاً عادلاً»!



اعداد: عيسى القدومي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-08-2024, 08:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,809
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الخطاب الإعلامي الصهيوني

الخطاب الإعلامي الصهيوني

3- الخطاب الإعلامي الصهيوني من مصادره الدينية



سابعاً: الدافع الديني وتغذيته للخطاب الإعلامي الصهيوني:
إن ما يُغذي دوافع المغتصبين اليهود بكل أطيافهم هي الوصايا الدينية، والإعلام اليهودي أضحى أكثر قرباً من مصطلحات وعبارات ومنطلقات ذلك الخطاب الموجه للداخل والخارج.
وهم يعدون عملهم الإعلامي بمثابة رسالة، فاليهودي الذي يرغب في التسريع في الخلاص و«عودة» المسيح يجب أن يفعل كل ما في وسعه لحل هذه المشكلة. وهذا المفهوم ليس مقصوراً على أطراف المجتمع المتدين، بل هو منتشر بين صفوف الحركة الدينية – الصهيونية الوسطية؛ ويتبعها أيضاً العديد ممن في مؤسسات الدولة.
فالخطاب الديني اليهودي عمل على خلق تاريخ جديد لليهود واليهودية في أرض فلسطين؛ واختراع شعب وتلفيق تاريخ عبر الآثار المزعومة، والمناهج المحرفة، والتاريخ المصطنع، وهذا نتاج عمل الباحثين اليهود في إقناع طلبتهم أن اليهود عاشوا على هذه الأرض لسنين عديدة، ثم عادوا إلى وطنهم بعدما أبعدوا عنه جبراً! والزعم بأن جُلّ الممارسات التي يمارسها اليهود في فلسطين مسوّغة؛ لأنهم عندما عادوا إلى فلسطين -بزعمهم أنها لهم!- وجدوا فيها سكاناً غير يهود قد تمكنوا من بيوتهم وأراضيهم؛ فعملوا على إخراجهم!
ثامناً: اليهودية الأرثوذكسية من الزي الحاخامي إلى المنابر الإعلامية:
تيار اليهود الأرثوذكس هو الأكبر بين التيارات اليهودية في العالم والأوسع انتشاراً، ويضم في صفوفه الجماعات المتدينة الوطنية اليهودية والجماعات الأكثر تزمتاً وتشدداً بما له علاقة بأصول الشريعة اليهودية، وفي مقدمة هؤلاء (الحريديم) - أي المتشددون دينياً واجتماعياً وسلوكياً - وينادون بالتمسك الشديد بكافة أصول الديانة اليهودية وشرائعها – التي حرفتها أيديهم- كما هو وارد في التوراة منذ بداية اليهودية وحتى أيامنا المعاصرة، وفي مقدمة ذلك الشرائع والتعليمات والأنظمة التي يجب على اليهودي - ولاسيما المتدين - السير بموجبها؛ ويعتقدون بكل ما جاء في التوراة والتلمود.
والأرثوذكسية ذاتها مكونة من تيارات عدة، ولكن المشترك فيما بينها هو موافقتها وتوافقها على أن الشريعة اليهودية هي مركز حياة الشعب اليهودي جماعة وأفراد؛ ومنهم متشددون مثل (نتوري كارتا) الذين لا يعترفون ولا يوافقون على وجود دولة تجمع اليهود وفق أسس غير دينية أو وفق أسس سياسية لا تتناسب مع الرؤية الدينية السياسية للتيارات الدينية الأرثوذكسية المتشددة والمتزمتة، وهناك فئات عدة في اليهودية الأرثوذكسية تؤمن بأن هذا التيار الذي تنتمي إليه يسير وفق كافة الأسس الموضوعة منذ تأسيس أو ظهور اليهودية بوصفها ديانة ونهج حياة! فالأرثوذكسية تتهرب من الاعتراف بواقع حصول تغييرات على مسارها التاريخي!
وأصبح الكثيرون في حيرة من هؤلاء، فكيف أنهم جميعاً ينتسبون إلى اليهودية الأرثوذكسية، ولكن منهم من يكفّر الكيان الصهيوني لأنه نشأ خلاف إرادة الله تعالى؟ فهم يعتقدون أن قيام مثل هذا الكيان مخالف للعقيدة اليهودية التي ترى أن اليهود منفيون في الأرض بأمر من الله بسبب مخالفتهم لتعاليم اليهودية! وأنه يجب ألا تكون لهم دولة! لأن قيام الكيان الصهيوني يعارض أوامر التوراة! حسب معتقدهم! وآخرون في فلسطين المحتلة باركوا هذا الاحتلال وشاركوا في الحكومة وأصدروا العديد من البيانات والفتاوى التي تجيز وتبارك قتل الرضع والأجنة في بطون الأمهات!
وقد تحولت اليهودية الأرثوذكسية في فلسطين المحتلة إلى حركات وأحزاب:
- أولها: الحركات والأحزاب الأرثوذكسية الصهيونية.
- وثانيها: حركات وأحزاب أرثوذكسية حريدية (غير الصهيونية).
- وثالثها حركات وأحزاب أرثوذكسية حريدية حسيدية.
لذا أضحى الكثير من قياداتهم الدينية الأرثوذكسية يقبلون التعاون مع الكيان الغاصب والمؤسسة الصهيونية في داخل فلسطين، وأصبحت فتاواهم تجيز بل تدفع للقتل والدمار على الأرض التي باركها الله للعالمين، فقد جندوا أنفسهم ليخدموا هذا الكيان واستمرار وجوده على أرض المسلمين، وغدا أتباع التيار الديني الأرثوذكسي الأكثر اندفاعاً لإقامة المغتصبات في الضفة الغربية، وقد شاركت حركة (شاس) الأرثوذكسية في حكومة (أولمرت)، وتنقل وسائل الإعلام العبرية أن الحاخام (إيلي إتياس) وزير الاتصالات، أصغر الوزراء سناً في حكومة أولمرت لا يتورع عن دفع مكتب أولمرت بقدمه وينذره بأن يوافق على كل مخططات البناء في المغتصبات الأرثوذكسية، وإلا فإن حركة (شاس) ستغادر الحكومة! وبذلك انتقل الكثير من حاخامات (الأرثوذكس) من تكفير (الدولة العبرية) إلى الذوبان فيها، وأصبح رافداً من روافد اليمين المتطرف في الكيان الغاصب.
ولا شك أن لليهودية الأرثوذكسية تمثيلاً كبيراً في البرلمان اليهودي، وهذا يعني أن لها دوراً مهماً في رسم السياسات اليهودية، وفضلاً عن ذلك فإنها تشكل لسان الميزان في أي حكومة احتلال، فلها دور كبير في إنجاح الحكومات وإسقاطها، وبالتالي يكون لها القدرة على فرض رؤيتها وسياستها على الكيان العبري؛ فقد بدلوا الزي الحاخامي إلى البزة العسكرية، ومن التكفير إلى الذوبان.
تاسعاً: الشبهات والأكاذيب اليهودية ومصادرها الدينية:
أشاع حاخامات اليهود والساسة الغاصبون الكثير من الشبهات والأكاذيب والتي دعموها بآراء ومعتقدات توراتية وتلموذية، أضحت منطوق الإعلاميين اليهود، وللأسف انطلت على الكثيرين من بني جلدتنا، وأجمع أبرز تلك الأكاذيب بالآتي:
- شبهة: «أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى مكان الهيكل الذي بناه الملك سليمان»!
- شبهة: «حائط البراق -يزعمون أن اسمه: حائط المبكي- هو الجزء المتبقى من الهيكل المزعوم»!
- شبهة: «أن تحويل القبلة أنهى مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين».
- شبهة: «أن لليهود حقا دينيا في القدس وفلسطين»!
وكذلك شبهات الحق التاريخي لليهود في القدس والمسجد الأقصى:
- كشبهة: «أن لليهود حقا تاريخيا في المسجد الأقصى والقدس»!
- وشبهة: «أن لليهود تراثا عريقا في القدس وفلسطين»!
- وشبهة: «أن اليهود حولوا القدس وفلسطين من صحراء إلى جنان»!
- وشبهة: «أن فلسطين والقدس كانت أرضاً بلا شعب»!
- وشبهة: «أن فلسطين والقدس باعها العرب واشتراها اليهود»!
عاشراً: ما العمل:
لا شك أن الخطاب الإعلامي الصهيوني أضحت عباراته ومصطلحاته مطابقة لمنطوق ساسة اليهود وقادتهم في تبريراتهم لممارساتهم على أرض فلسطين.
لا شك أن الباحثين اليهود يزداد عددهم، وتتعاظم شبهاتهم، وترعاهم المؤسسات الأكاديمية والعلمية والرسمية؛ من أجل بث سمومهم للعالم أجمع، في بحبوحة غياب النتاج العلمي والشرعي للمؤسسات العلمية العربية والإسلامية المعنية بالدراسات، حول فلسطين وبيت المقدس؛ التي يفترض أن يكون نتاجها العلمي والشرعي مرجعاً وسنداً للأمة، وحمايتها وتحصينها من بحر الشبهات؛ التي يشيعها اليهود وأعوانهم.
- لا مناص من كشف زيف ادعاءات حاخامات اليهود وإعلامييهم ورد شبهاتهم، ونشاطاتهم وندواتهم الموجهة التي أعطوا بها الحق لمن لا حق له، وسلبوا الحق من أهله، وسطروا من أباطيلهم صفحات مزورة في تاريخ مختلق.
- على الباحثين العرب والمسلمين ومراكز الدراسات الإسلامية العمل بكل جهد في البحث والتمحيص لجهود اليهود في تلبس أعمالهم بالخطاب الديني الذين يعملون من خلاله على إلغاء الحقائق، والتشكيك في الثوابت؛ لكتابة تاريخ جديد لفلسطين وبيت المقدس، يحقق لليهود مطامعهم في إثبات حقوقهم التاريخية والدينية والقانونية لوجودهم على تلك الأرض، ولإقامة كنسهم في مكان المسجد الأقصى وما حوله، وتهويد القدس وجعلها يهودية التاريخ والحاضر.
- تتعاظم مسؤولية المراكز البحثية العربية والإسلامية لمتابعة الخطاب الإعلامي الصهيوني وتمحيصه، وذلك حماية للأمة وصيانة لها من أعدائها، وفي مقدمتهم الصهاينة الغاصبون لأرض المسلمين.
- البحث في طريقة تفكير حاخامات اليهود وساستهم وطرائق عملهم وأدواتهم لتحقيق غاياتهم في تلبيس ممارساتهم الغطاء الديني المسوغ لعامة اليهود.
- ينبغي أن تكون لدينا مراكز دراسات وأبحاث لدراسة تاريخنا الماضي وتحقيقه، وتوثيق تاريخنا المعاصر؛ ليكون لدينا تاريخ مقرون بالأدلة، يغرس في نفوس أبناء الأمة عبر الوسائل الإعلامية المتاحة، كي تستطيع الأجيال أن تحفظ هويتها وتاريخها من مخطط التشويه والتحريف.
- أن يرد عليهم بردود وافية كافية، تدحض أكاذيبهم وتكشف عوارهم وتلجم أفواههم، وتكون دعماً للكتاب والصحفيين في الرد على أكاذيب اليهود وإعلامهم، وعوناً لهم لمعرفة حقيقة هؤلاء، وكشفهم للناس ومن تأثر بهم.


اعداد: عيسى القدومي




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.91 كيلو بايت... تم توفير 2.08 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]