حق الطفل وتربية الأبناء بين الواجب الضروري والحاجيات والتحسينيات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2024, 02:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي حق الطفل وتربية الأبناء بين الواجب الضروري والحاجيات والتحسينيات

حق الطفل وتربية الأبناء بين الواجب الضروري والحاجيات والتحسينيات
أحمد رضوان محمد وزيري



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فعلى الآباء السعي في تربية أولادهم، فهذا واجب عليهم، لكن ثمرة هذا السعي بيد الله، فلا يُسأل عنها الآباء، كما أعفى الأنبياء من تحمُّل الثمرة؛ فقال تعالى: ﴿ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ﴾ [الغاشية: 22]، ﴿ مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾ [المائدة: 99].

وبالنظر إلى القرآن والسُّنَّة وواقع الناس، نجد خمسة أحوال لتربية الآباء للأبناء من حيث السعي والنتيجة:
أولًا: آباء قدَّموا واجب النصح للأولاد، وحفِظوا لهم حقوقهم، وكانت الثمرة طيبة، وهذا كثير بفضل الله: ﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ﴾ [آل عمران: 34]، مثل: يحيى بن زكريا، ويوسف بن يعقوب عليهم السلام، وأبو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنهما وعن سائر أهل البيت البكري، وغير ذلك الكثير على مدار أيام الناس؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21]، وهؤلاء هم الذين لم تطوَ صحائفهم بموتهم، بل يُرفعون درجات بدعاء أولادهم، كما بشَّرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: ((إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٍ يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له))؛ [رواه مسلم].

نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم بمنِّه وكرمه.

ثانيًا: آباء قدَّموا الحقوق، وقاموا بالنصح لأولادهم، لكن الأبناء خالفوا الآباء، ولم ينتفعوا بالنصيحة، واختاروا طريق الغي والضلال، فلا حرج على الآباء؛ إذ ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ [المدثر: 38]، ومثال ذلك: ابن نوح وزوجه، وزوج لوط عليه السلام؛ قال تعالى: ﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42]، لكنهم اختاروا طريق الهلاك، فلا تزِرُ وازرة وِزْرَ أخرى، ومن هنا وجب على الأولاد أن يقدروا جهد آبائهم الذي يبذلونه طمعًا في صلاحهم ونجاتهم، ألَا فَلْيَحْفَظِ الأولاد هذا المعروف، فكم يبذل الآباء من وقتهم وأعصابهم وراحتهم، ليصبح أولادهم في أحسن حال دنيا وأخرى!

ثالثًا: آباء غافلون عن تربية أولادهم، فلم يقدِّموا واجب النصح ولا حفِظوا حقوق الأبناء؛ فكانت الثمرة المرة والحصاد السيئ، ولا شكَّ أنهم مسؤولون عن ضياع الأمانة؛ فعن الحسن أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاه، أحفِظ أم ضيَّع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته))؛ [صحيح ابن حبان، حديث حسن].

رابعًا: آباء ضيعوا، ولكن شاء الله أن يسلك الأولاد طريق الخير؛ كإبراهيم الخليل؛ حيث كان أبوه يصنع الأصنام ويدعو الناس لعبادتها، لكنه أنكر ذلك بكل رفق ولين في نداءات تفيض رحمة وشفقة: ﴿ يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا ﴾ [مريم: 44]، ثم في نهاية المطاف ختم دعوته له بالسلام: ﴿ قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾ [مريم: 47]، ومثال آخر: سيدنا عكرمة الصحابي الجليل، ابن أبي جهل فرعون هذه الأمة، والأمثلة تدل على أن البيئة ليست عذرًا للانحراف عن طريق الهداية، وليست عائقًا في البحث عن الحق والخير؛ فها هو بيت فرعون يخرج منه الإيمان الذي ضُرِبَ به المثل في القرآن: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [التحريم: 11]، ومثاله: عبدالله الصحابي الجليل، ابن عبدالله بن أُبَيِّ بن سلول المنافق.

خامسًا: آباء لم يهتموا بتربية أبنائهم، كما لم يمنعوهم من اتباع الحق عند عرضه عليهم؛ كما جاء في مشهد الغلام اليهودي؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فمرِض فأتاه يعُوده، فقعد عند رأسه فقال له: أسْلِمْ، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطِعْ أبا القاسم، فأسْلَمَ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار))؛ [رواه البخاري]، وفي رواية للبيهقي: ((الحمد لله الذي أنقذه بي من النار))، وفي هذا درس عظيم لو لم تكن قادرًا على تربية أولادك تربية صحيحة في كل مجالات التربية وأطوارها، فليس أقل من أن تدُلَّهم وتسلمهم لمن يربيهم، ولعل في الوصية التي بعث بها الخليفة هارون الرشيد إلى الكسائيِّ مؤدِّب ابنه، ما يلقي الضوء على طبيعة المنهج الذي يسعى الخلفاء إلى تربية أولادهم عليه: "أقْرِئه القرآن، وعرِّفه الآثار، وروِّه الأشعار، وعلِّمه السنن، وبصِّره بمواقع الكلام وبَدئه، وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، وخُذْه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القوَّاد إذا حضروا مجلسه، ولا تمرَّنَّ بك ساعة إلا وأنت مغتنم منها فائدة تفيده إياها من غير أن تخرق به فتُميت ذهنه، ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألَفه، وقوِّمه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أبى فعليك بالشدة والغلظة".

أما عن الضروريات التي يجب على الآباء حفظها، فهي تلك الكليات التي اتفقت الشرائع على مراعاتها؛ فعلى الآباء حفظ دين أولادهم: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13]، وعلى الآباء حفظ عِرْضِ أولادهم، خاصة في هذا الزمان الذي انتشر فيه الشذوذ، وفُتحت أبواب الفتن، نسأل الله أن يحفظنا وذرياتنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن؛ فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا شباب قريش، لا تَزْنُوا، ألَا مَن حفِظ فَرْجَه فله الجنة))؛ [رواه الحاكم وصححه]، (احفظ فَرْجَك إلا من زوجتك).

وعلى الآباء حفظ عقول أبنائهم من الْمُسْكِرات والمخدِّرات، وتجنيبهم رفقاءَ السوء ومجالس الحرام، وأن يكونوا قدوة لهم في ذلك:
مشى الطاووس يومًا باختيال
فقلَّد شكل مِشيته بنوهُ
فقال: علام تختالون؟ قالوا
بدأت به ونحن مقلدوهُ
فخالف مشيك المعوَّجَ واعدِلْ
فإنك إن عدلت مُعدلوهُ
وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوَّده أبوهُ


وعلى الآباء حفظ أموال أولادهم؛ كما في وصية النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنك أن تَذَرَ ورثتك أغنياء خيرٌ من أن تَذَرَهم عالة يتكففون الناس))، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: ((قلت: يا رسول الله، أنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدق بثلثَي مالي؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بشطره؟ قال: لا، قلت: أفأتصدق بثلثه؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تَذَرَهم عالةً يتكففون الناس))؛ [متفق عليه].

فمن الضرورات الدنيوية: المأكل والمشرب، والملبس والمسكن، وتقديم هذه الضرورات ينال به الآباء أعظم الأجور؛ فعن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((‌أفضلُ ‌دينار يُنفقه الرجل دينارٌ ينفقه على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله، قال أبو قلابة: وبدأ بالعيال، ثم قال أبو قلابة: وأي رجل أعظم أجرًا من رجل ينفق على عيال صغار يُعِفُّهم، أو ينفعهم الله به ويُغنيهم))؛ [رواه مسلم].

وهنا نهمس في أذن من طلَّقوا أولادهم مع تطليق زوجاتهم، ما ذنب الأولاد؟ لماذا منعتهم النفقة والحب، والتربية والرعاية؟ احذر من تضييع الأولاد، فليس الطلاق مبرِّرًا لذلك؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يضيِّع من يقوت))، وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًا أن يحبس عمن يملِك قَوته)).

هذا عن الضروريات الدنيوية، فماذا عن الضرورات الأخروية؟

تعليمهم التوحيدَ.

تعليمهم العبادة.

تعليمهم الآداب والأخلاق.

تعليمهم الحلال وتحذيرهم من الحرام.

﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ [الفرقان: 74].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.88 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]