إني صائم، إني صائم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 32 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859172 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393496 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215769 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-03-2024, 01:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي إني صائم، إني صائم

إني صائم، إني صائم

رمضان صالح العجرمي

1- الصيام مدرسة الأخلاق.
2- الصيام والتربية على الحِلْمِ.
3- كيف السبيل لعلاج الغضب؟

الهدف من الخطبة:
التذكير بفضائل حُسْنِ الخُلُق، والحث على اغتنام شهر رمضان؛ ليكون بداية ونقطة انطلاق لتقويم الأخلاق.

مقدمة ومدخل للموضوع:
أيها المسلمون عباد الله، يأتي شهر رمضان، فتتغير أخلاق الصائمين إلى الأحسن، وتتبدل السلوكيات، وتتحسن التصرفات، لماذا؟ لأنه صائم.

صائم: يعني: مُمْسِكٌ عن اللغو والفحش من القول، ومُمْسِكٌ عن الْمُحرَّمات والشهوات التي تؤثر بالسلب في أخلاقه وتصرفاته.

فالصيام من أفضل الأعمال؛ شَرَعَهُ الله تعالى ليهذِّب النفوس ويزكِّيها، ويعوِّدها على الخير؛ فيحصل بذلك للصائم تقويم لأخلاقه، وتهذيب لسلوكه.

‏والصيام مدرسة وجامعة لتقويم الأخلاق وتحسينها؛ ولذلك فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم أصولًا وقواعدَ لأخلاق.

‏والصيام مدرسة وجامعة لتقويم الأخلاق وتحسينها؛ ولذلك فقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم أصولًا وقواعدَ لأخلاق الصائم، وخارطةَ طريقٍ لِما ينبغي أن يكون عليه حال صيامه من التحلي بالأخلاق الحميدة، والتخلي عن الأخلاق الذميمة؛ ((وإذا كان يومُ صومِ أحدِكم، فلا يرفُث ولا يصخَب، ولا يجهَل، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فَلْيَقُلْ: إني امْرٌؤ صائم))، وفي رواية: ((وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم؛ مرتين))؛ قال الصنعاني رحمه الله: "فلا تشتم مبتدئًا ولا مجاوبًا".

هذه هي أخلاق الصائمين التي ينبغي أن يكونوا عليها:
أولها: أن الصائم هادئ النفس لا يخرج منه إلا ما يُرضي ربَّه سبحانه وتعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش ولا البذيء)).

ثانيها: أنه لا يرفُث؛ أي: يقول الكلام الفاحش، ويُطلَق أيضًا على الجماع ومُقدِّماته.

ثالثها: أنه لا يصخَب.

رابعها: أنه لا يجهل؛ أي: لا يفعل شيئًا من أفعال أهل الجهل؛ كالصياح والسفه، ونحو ذلك.

خامسها: أنه إذا أُوذيَ أو اعْتُدِي عليه فإنه لا يرد بالمثل، بل يقول: إني صائم.
بوَّب البخاري رحمه الله في صحيحه: باب: هل يقول إني صائم إذا شُتِم؟

قال العلماء: "لا يضر الصائم أن يعلم الناس بصومه من غير إظهار منه".

‏وقال بعضهم: "إذا كان في رمضان يقول بلسانه، وإذا كان في غيره يقول في نفسه".

وقال ابن حجر رحمه الله: "سرُّ تكرار اللفظ مرتين أنه يقولها مرة بقلبه، ومرة بلسانه؛ فإذا قالها بقلبه كفَّ لسانه عن خصمه، وإذا قالها بلسانه كفَّ نفسه أذى خصمه".

1- إني صائم: أعلى درجات حسن الخلق، وجماع الخير كله، فكم تدفع من الشرور والآفات؟

2- إني صائم: أعلى درجات الإحسان؛ لأنه كَظْمٌ للغيظ، الذي أثنى عليه المولى جل في علاه: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، وروى أحمد وابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من جُرْعَة أعظم أجرًا عند الله، من جرعة غيظ كظمها عبدٌ ابتغاءَ وجه الله)).

3- إني صائم: إغلاق لباب المشاحنة والعداوة، والبغضاء والقطيعة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا)).

4- إني صائم: عدم مقابلة الإساءة بالإساءة، وإنما مقابلتها بأخلاق الصائمين؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].

5- إني صائم: عفوٌ وغفران، وصفح وإحسان، وإعراض عن الجاهلين؛ قال الله تعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التغابن: 14]، وقال تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43].

6- إني صائم: حفظٌ للصوم من مفسداته؛ كرفع الصوت، والصخب والشتم والسب؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث، ولا يصخَب))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من لم يَدَعْ قولَ الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يَدَعَ طعامه وشرابه)).

7- إني صائم: تربية على حُسْنِ الخُلُق، فيحظى الصائم بتثقيل ميزانه يوم القيامة؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء يُوضَع في الميزان أثقل من حُسن الْخُلُق، وإنَّ صاحِبَ حُسن الخُلق لَيبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة))؛ [رواه الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع].

وترتفع درجاته فيكون أقرب الناس مجلسًا من النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؛ كما في الحديث الصحيح: ((إن من أحبِّكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا))؛ [رواه الترمذي].

ولذلك فقد وصَّى النبي صلى الله عليه وسلم بمعاملة الناس بهذه الأخلاق الحسنة؛ كما في الحديث الصحيح: ((وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسنٍ)).

8- إني صائم: إغلاق لباب الجِدال والْمِراء، فيضمن له النبي صلى الله عليه وسلم بيتًا في الجنة؛ كما في الحديث الصحيح: ((أنا زعيمٌ ببيت في رَبَضِ الجنة لمن تَرَكَ الْمِراء، وإن كان محقًّا)).

9- إني صائم: أعلى درجات القوة بنصِّ كلام النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الشديد بالصُّرَعَةِ، إنما الشديد الذي يملِك نَفْسَه عند الغضب))؛ قال ابن القيم رحمه الله: "أي: إن مالِكَ نفسه عند الغضب أولى أن يسمى شديدًا من الذي يصرَع الرجال".

10- إني صائم: جمعت كل ذلك في خُلُقٍ عظيم؛ ألَا وهو "الحِلْمُ"، الذي هو بحقٍّ سيِّدُ الأخلاق.
ومعناه: حَبْسُ النفس والتحكم فيها عند الغضب.

‏هو خُلُقُ الأصفياء، ودأب النبلاء، وأدب الفضلاء؛ ولذا كان هو خُلُقَ جميع الأنبياء والمرسلين ممن اصطفاهم الله تعالى لحمل رسالاته، وتبليغ دينه للناس؛ فهذا إبراهيم عليه السلام يقول الله تعالى عنه: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 114]، وهذا شعيب عليه السلام قال عنه قومه: ﴿ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود: 87]، وهذا إسماعيل عليه السلام تأتي البشارة به من الله تعالى لأبيه: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101].

‏وهو خُلُقٌ يحبه الله تعالى ويرضاه؛ ففي صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشجِّ عبدالقيس: ((إن فيك لَخَصْلَتَين يحبهما الله: الحِلْمُ والأَناةُ)).

وقد أثنى الله تعالى على عباد الرحمن الذين اتصفوا بهذا الخلق العظيم: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].

‏وفيه نجاة من غضب الله تعالى وعقابه يوم القيامة؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما ((أن رجلًا قال: يا رسول الله، ما يباعدني من غضب الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تغضب)).

نسأل الله العظيم أن يرزقنا الأخلاق الحسنة.

الخطبة الثانية
كيف السبيل للأخلاق الحسنة، وكظم الغيظ والحِلْم وعلاج الغضب؟
1- أن تتذكَّر كثرة حِلْمِ الله تعالى على العباد؛ فإن الله تعالى من أسمائه الحليم، فهو يرى معصية العاصي ومخالفته لأمرِهِ فيُمْهِلُه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 235].

2- أن تتذكَّر شرور وآفات الغضب وعدم كظم الغيظ؛ فرُبَّ كلمة تخرج في لحظة غضب وانفعال تُراق بها دماء، وتُطلَّق بها نساء، أو يُظلَم بها أبرياء، أو يُطعَن بها في أعراض أبرياء؛ وتأمل هذا الحديث في صحيح مسلم عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: ((إني لَقاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل يقود آخر بنِسْعَةٍ، فقال: يا رسول الله، هذا قَتَلَ أخي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقتلته؟ فقال: إنه لو لم يعترف أقمت عليه البينة، قال: نعم، قتلته، قال: كيف قتلته؟ قال: كنت أنا وهو نختبط من شجرة، فسبَّني، فأغضبني، فضربته بالفأس على قَرْنِهِ، فقتلته)).

قال علي بن أبي طالب رضي عنه: "عَثْرَة الرَّجُلِ برِجْلِه أهون من عَثْرته بلسانه".

لأنه كما قيل في المثل: "عثرة الرِّجْلِ عَظْمٌ يُجبَر، وعَثْرَةُ اللسان لا تُبقي ولا تَذَر".

وقال الأحنف بن قيس رحمه الله: "رُبَّ غيظ قد تجرعته مخافة ما هو أشد منه".

‏ولقد جرت عادة الناس على كراهية مخالطة سريع الغضب، وعدم معاملته أو العمل معه؛ فهو منبوذ وتجد أن الجميع يبتعد عنه.

3- أن تتذكر الثواب والأجور العظيمة من الله تعالى للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس؛ كما قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كَظَمَ غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَه، دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيِّره من أي الحور شاء)).

وتذكر أنك قد تُذكَر بعد موتك بأخلاقك وسيرتك؛ فكم من أناس قد ماتوا من سنوات عديدة وما زالت سيرتهم عَطِرة، كلما تحدث الناس عن الصبر وقوة التحمل وكظم الغيظ، وغيرها من الأخلاق الحسنة!

4- الالتزام بالهَدْي النبوي عند الغضب؛ ومنه:
الاستعاذة.
‏لزوم الصمت.
الالتصاق بالأرض.
وإذا نُصِحْتَ فاقْبَلِ النصيحة.

5- اتخاذ القدوات الحسنة، ومطالعة سيرتهم، وتأمَّل حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان يحلُم عن المشركين والجاهلين؟
حيث خاطبه ربه سبحانه وتعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].

والشواهد على حِلْمِهِ صلى الله عليه وسلم لا تُحصى؛ فمنها:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدٌ نجرانيٌّ، غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبَذَه بردائه جبذةً شديدةً، حتى نظرتُ إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جَبْذَتِهِ، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ضحِك، ثم أمر له بعطاء)).

ويتربَّى في هذه المدرسة النبوية صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلف هذه الأمة؛ فهذا ابن عباس رضي الله عنهما سبَّهُ رجل، فلما فرغ الرجل قال ابن عباس لصاحبه عكرمة: يا عكرمة، هل للرجل حاجة فنقضيها؟ فنكس الرجل رأسه واستحيا، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]؛ قال: "هو الرجل يشتمه أخوه فيقول: إن كنت كاذبًا فغفر الله لك، وإن كنت صادقًا فغفر الله لي"، وهذا أبو الدرداء رضي الله عنه يقول لرجل أسمعه كلامًا: "يا هذا، لا تغرِقن في سبِّنا، ودَعْ للصلح موضعًا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله عز وجل فيه"، ودخل عمر بن عبدالعزيز المسجدَ ليلةً في الظلمة، فمرَّ برجل نائم فعثر به، فرفع رأسه وقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا، فهمَّ به الحرس فقال عمر: "مَهْ، إنما سألني: أمجنون؟ فقلت: لا"، وقال رجل لوهب بن منبه: إن فلانًا شتمك، فقال: "ما وجد الشيطان بريدًا غيرك".

نسأل الله العظيم أن يرزقنا الحِلْمَ، وأن يُحسِّن أخلاقنا، وأن يهديَنا لأحسنها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.56 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]