مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" - الصفحة 5 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         المسائل الفقهية المتعلقة بالمسبحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دم الاستحاضة سببه ركضة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حكم التسميع والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فضل الصلاة في الصف الأول والصفوف المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          جوانب خفية في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الوجيز في فقه الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 181 - عددالزوار : 60938 )           »          أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 30 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى الإنشاء

ملتقى الإنشاء ملتقى يختص بتلخيص الكتب الاسلامية للحث على القراءة بصورة محببة سهلة ومختصرة بالإضافة الى عرض سير واحداث تاريخية عربية وعالمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 02-05-2023, 11:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (43)


مثنى محمد هبيان



{قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ}[البقرة:32].
السؤال الأول:

أحياناً تختم الآيات بـ {عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء:26] وفى آيات أخرى {حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:83] فما الفرق بينهما؟
الجواب:
إذا كان السياق في العلم وما يقتضي العلم يقدّم العلم، وإلا يقدّم الحكمة، وإذا كان الأمر في التشريع أو في الجزاء يقدّم الحكمة.
و حتى تتضح المسألة نقدم هذه الشواهد القرآنية:
في تقديم العلم :
آ ـ قوله تعالى: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ} [البقرة:32] السياق في العلم، فقدّم العلم.
ب ـ قوله تعالى: {يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء:26] هذا تبيين، معناه هذا علم.
ج ـ قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [يوسف:6] فيها علم، فقدّم {عَليم}.
د ـ قال في المنافقين: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[الأنفال:71] هذه أمور قلبية .
هـ ـ قوله تعالى: {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة:110] من الذي يطلع على القلوب؟ الله، فقدّم العليم.
شواهد قرآنية في تقديم الحكمة :
الجزاء حكمة وحُكم , و من الذي يجازي ويعاقب؟ هو الحاكم،و تقدير الجزاء حكمة .
آـ قوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:128] هذا جزاء، هذا حاكم يحكم ويقدر الجزاء والحكم, فقدّم الحكمة، وليس بالضرورة أنْ يكون العالم حاكماً، وليس كل عالم حاكماً.
ب ـ قوله تعالى:{وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} [الأنعام:139] هذا تشريع والتشريع حاكم فمن الذي يشرع ويجازي؟ الله تعالى هو الذي يجازي وهو الذي يشرع .
ج ـ قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ(83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ(84)} [الزُّخرُف: 83 - 84].
ولذلك عندما يكون السياق في العلم يقدّم العلم، وعندما لا يكون السياق في العلم يقدّم الحكمة.
***

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 08-05-2023, 02:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (44)



مثنى محمد هبيان







{قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة:33]
السؤال الأول:

ما أحرف النداء التي استعملت في القرآن الكريم ؟
الجواب:
1ـ المنادى هو المطلوب إقباله بحرف نداء ظاهر أو مقدر.
2ـ وحروف النداء في اللغة هي [يا ـ أيا ـ هيا ـ آ ـ أي ـ الهمزة]، ولم يرد في القرآن الكريم سوى الحرف (يا).
3ـ الحرفان [ أيا ، هيا ] ليسا إلا [ يا ] مسبوقة بالهمزة أو الهاء.
السؤال الثاني:
ما دلالة لفظة : {كُنتُم} [البقرة:33] في آية البقرة 33؟
الجواب:
الآية موضع السؤال: {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة:33] جاءت بعد الآية: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30] ولِمَ لمْ يقل في غير القرآن: (يعلم ما تبدون وما تكتمون)؟
1ـ هذا الذي جرى في الملأ الأعلى يليق بذلك الموضع ولا ندري على وجه التحديد ما المراد بتلك العبارات التي قيلت وما المراد بهذه الأسماء التي سُئِلَ عنها؛ لأنّ الإشارة كانت بصيغة العقلاء فما الذي عُرِض أمام الملائكة؟ وما الذي سئل عنه الملائكة؟ ما عندنا خبر صحيح عنه، وهو وقع فعلاً، وكان اختباراً للملائكة، وفي الوقت نفسه كان اختباراً لآدم .
2ـ لمّا طلب الله من الملائكة: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:31] أعلنوا عجزهم وقالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ} [البقرة:32] أي: ما عندنا علم إلا الذي علمتنا إياه .
3ـ عند ذلك قال تعالى: {قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ} [البقرة:33]، هذا الإنباء الذي بُنيَ على التعليم {وَعَلَّمَ آَدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة:31]، والتعليم هنا قد يراد به التلقين؛ حيث إنّ آدم عليه السلام لُقِّن؛ أي: حُفِّظ، وهو لديه في دماغه خلايا متخصصة للغة فاستقبلت هذا الذي حُفِّظَ إياه واستطاع أنْ يسترجعها عندما احتاج إليها، فبدأ آدم يتكلم ويخبر بهذه بالأسماء، إذن آدم نجح في الاختبار الذي لم ينجح فيه الملائكة؛ لأنّ الملائكة غير مهيئين للخلافة في الأرض، وأهم ركيزة من ركائز الخلافة في الأرض اللغة.
4ـ الملائكة عندما قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة:30] هذا القول كان فيه شيء من الإحساس أنهم هم أفضل من هذا المخلوق، هذا في داخلهم ولم يصرحوا به .
والملائكة في داخلهم كأنما أحسوا أنهم أميز من هذا المخلوق ولما أُمروا بالسجود سجدوا طاعة لله.
لكن لأنه سيكون من ذرية هذا المخلوق من يفسد؛ربما يكون قد دخل في نفس بعضهم أنهم أميز منه وأفضل، وهذا الذي أشير إليه في: {وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}[البقرة:33] أي: في نفوسكم شيء مكتوم في صدوركم لم تصرحوا به، وما كانوا يعتقدون أنهم كتموه عن رب العزة.
5ـ وعندما ننظر في الآية نجد حذفاً مقدراً؛ لأنه لمّا قال الله عز وجل: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ} [البقرة:33] دلَّ على شمول علم الله سبحانه وتعالى لكل الجزئيات ولكل دقائق الأمور، وكما يقول العلماء عن علم الله سبحانه: (يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن وما لو كان سيكون، كيف كان يكون) هذه كلمة قديمة لعلمائنا لبيان عظيم علم الله سبحانه وتعالى وشموله وسعته، فعلم الله سبحانه وتعالى شامل.
لذا قال علماؤنا بوجود الحذف المقدر في قول الله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}[البقرة:33]، فالذي يعلم الغيب يعلم الشهادة من باب أولى ؛ أي أن هنالك حذفاً، وتقدير المحذوف: (أعلم غيب السموات والأرض وأعلم شهادتهما، وأعلم ما تبدون الآن وفي المستقبل، ويقابله :وما تكتمون الآن وفي المستقبل).
6ـ هي إذن ثلاث صور:
آ ـ أعلم غيب السموات والأرض، والحذف (وأعلم شهادتهما).
ب ـ والثانية: أعلم ما تبدون الآن وفي المستقبل، وما تكتمون الآن وما تكتمون في المستقبل.
ج ـ والثالثة : وما كنتم تكتمون وما كنتم تبدون في الماضي.
7ـ إذن {كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة:33] أخذت الحيز الثالث من الكتمان في الماضي؛ ولذلك جاءت: {كُنتُمْ} لأنّ تبدون في الحاضر وما كنتم تكتمون في الماضي.
8ـ فإذن مجيء {كُنتُمْ} أشارت وأشعرت بهذا الحذف الموجود في المكانين؛ حتى تستكمل صورة معرفة علم الله سبحانه وتعالى.
والله سبحانه وتعالى يعلم غيب السموات والأرض ويعلم شهادتهما، ويعلم ما تبدي الملائكة الآن وفي المستقبل وما تكتم الآن وفي المستقبل.
من أين علمنا (تكتم)؟ من {وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة:33] وما كنتم تكتمون في الماضي وما كنتم تبدون .
من أين علمنا (ما كنتم تبدون)؟ من وما تبدون الآن، كل واحدة صار فيها هذا الحذف.
فإذن مجيء {كُنتُم} هو الذي أرشد إلى هذا الفهم العام الشامل الذي فهمه علماؤنا و فهمه العربي أيضاً.
9ـ هذا التفصيل مراد؛ لأنهم أبدوا شيئاً وكتموا شيئاً، والكلام عن غيب السموات والأرض كلام عام، لكنّ الملائكة بخصوصيتهم أبدوا شيئاً {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة:30] هذا أبدوه وبعضهم - كما قال علماؤنا - كتم شيئاً في نفسه ما صرّح به: وهو أنّ هذا المخلوق الذي سيفسد نحن أكرم منه؛ لأننا نحن لا نفسد والآيات لم تفصح، لكن ما معنى: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة:30] في مقابل: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة:30] ؟
الملائكة لا ينكرون ولا يعترضون؛ لأنه معلوم من صفتهم عدم الاعتراض فهو شيء حاك في نفوسهم وأظهره بعضهم في العبارة فلا بدّ من الجمع بين الآيات والفهم في ضوء نسق الآيات، ونحن لا نتألّى على الله أوعلى العبارة القرآنية، لكنّ هذا الذي يُفهم.

الملائكة قالوا كلاماً، وهذا الكلام لا يمكن أنْ يدخل في إطار الاعتراض على موقف أو حكم الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وليست لديهم القدرة على المحاجة والمناقشة وهذه قدرة الإنسان خلقه الله تعالى على هذا، أمّا هم فلا يناقشون ولا يحاجون ، وإذا ما نظرنا في العبارة فهمنا ما ذكره علماؤنا. والله أعلم .
***


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 08-05-2023, 02:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"


مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (45)


مثنى محمد هبيان




{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ} [البقرة:34]

السؤال الأول:
هل كان إبليس مأموراً بالسجود لآدم؟
الجواب:
نعم أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم أمراً عامّاً {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ} [البقرة:34] وأمر إبليس بالسجود أمراً خاصاً: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12] .
من جهة أخرى فإنّ كلمة {الكَفِرِين} بدون ألف وسطية قد وردت (84) مرة في القرآن الكريم علماً أنّ كلمة ( الكافرين ) قد وردت بالألف الصريحة في رسالة النبي عليه السلام إلى ابني ( الجلندي ) مما يدل على أنّ الكتابة المعتادة خلال فترة نزول القرآن الكريم وكتابته لم تكن هي الكتابة الفريدة التي اختص الله بها للقرآن الكريم .والله أعلم.
السؤال الثاني:
لماذا جاء ذكر إبليس مع الملائكة عندما أمرهم الله تعالى بالسجود لآدم، مع العلم أنّ إبليس ليس من جنس الملائكة؟
الجواب:
الله تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم في آية سورة البقرة {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ} [البقرة:34]، وأمر إبليس على وجه الخصوص في آية سورة الأعراف:{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف:12] ، فليس بالضرورة أنْ الله تعالى أمر إبليس بالسجود مع الملائكة، لكنه تعالى أمر الملائكة بالسجود كما في آية سورة البقرة، وأمر إبليس وحده بالسجود لآدم أمراًخاصاً به في آية أخرى.
السؤال الثالث:
لماذا استخدمت كلمة (إبليس)مع آدم ولم تستخدم كلمة (الشيطان)؟
الجواب:
قال تعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ} [البقرة:34] وفي سورة الأعراف: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ} [الأعراف:11] إبليس هو أبو الشياطين، كما إنّ آدم أبو البشر، وبداية الصراع كان بين أبي البشر وأبي الشياطين والشيطان يُطلق على كل من كان كافراً من الجن، أي: على الفرد الكافر من الجنّ.
السؤال الرابع:
ما الفرق بين إبليس والشيطان في القرآن الكريم ؟
الجواب:
ورد ذكر إبليس في القرآن في 11 آية، بينما ورد ذكر الشيطان في 68 آية، وقد يظن كثير من الناس أنهما بمعنى واحد وأنهما لمخلوق واحد، وليس الأمر كذلك .
إبليس:
علَمٌ على مخلوق خلقه الله تعالى من النار وقيل: كان اسمه عزازيل وجعله الله في عداد الملائكة وقام بعمله ما شاء الله أنْ يقوم، ثم نازع ربه الكبرياء والعظمة فاستكبر عن طاعته وعصى ربه فطرده الله من رحمته ومن وظيفته، وأُهبط إلى الأرض يتهدد ويتوعد بإغواء بني آدم، وسيظل كذلك إلى أن تقوم الساعة.
ولغوياً الكلمة مشتقة من : أبلس الرجل إذا انقطع ولم تكن له حجة وأُبلس، أي: سكت وأُبلس من رحمة الله، أي: يئس منها وندم وقالوا: ناقة مِبلاسٌ، أي: لا ترغو من الخوف والإبلاس: هو السكوت من شدة الخوف والغم.
انظر قصة إبليس في القرآن في آيات سورة ص [75 ـ 83]، وكذلك في طه [116] وفي الكهف [50] .
أمّا استخدام القرآن للمعاني اللغوية لكلمة (إبليس) فانظر الآيات : الروم [ 12 ] الأنعام [44] وغيرها.
الشيطان :
هذه الكلمة هي صفة قد يتصف بها إبليس، وقد يتصف بها غيره من الجن والإنس، ويظهر ذلك في تصرفاتهم وأفكارهم ومكائدهم وأخلاقهم.
وقيل: إنّ كلمة (شيطان) مشتقة من (شَطَنَ) بمعنى بَعُد عن الحق، أي: إنّ عمل الشيطان هو إبعاد الناس عن الحق والخير أو من الفعل (شاط) بمعنى احترق من الغضب وتشيطن الرجل: إذا صار كالشيطان في فعله .
لذلك فكلمة (إبليس) هي الاسم العلم لهذا المخلوق، وإنّ كلمة (الشيطان) هي صفة له ولغيره.
وقد وصف الله تعالى بها إبليس حتى التصقت به فصار الناس يظنون أنها خاصة به، ولكنّ آيات القرآن بينت أنّ إبليس غير الشيطان، كما في آيات سورة البقرة: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ(34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36) }. [البقرة]. .
ولاحظ جملة: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ} [البقرة:36] ليتبين كيده وتزيينه ووسوسته.
وانظر إلى الآية في سورة طه: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} [طه:120] فإبليس هو الوسواس وهو الشيطان، ولكنه ليس وحده في هذه الدنيا فكما أنّ إبليس وذريته من كفرة الجن وهم شياطين الجن ومردته فإنّ هنالك أيضاً شياطين من الإنس لا يقلون عنهم خبثاً وكفراً وفساداً.
قال تعالى :{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام:112].
وقال: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}[البقرة:14].
اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين ونعوذ بك ربنا أنْ يحضرون . اللهم آمين.
***



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 08-05-2023, 03:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (46)


مثنى محمد هبيان



{وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:35]

السؤال الأول:
ما العبرة من هذه الشجرة المنهي عنها في الآية ؟
الجواب:
العبرة الأساسية من هذه الشجرة: إياك أنْ تقترب من الشيء المنهي عنه من الله سبحانه، وهي مثل الشهوة في حياتنا و(من حام حول الحمى يوشك أنْ يقع فيه) حتى لو كنت من الصالحين . والله أعلم.
السؤال الثاني:
نهى الله سبحانه آدم وزوجه عن الاقتراب من الشجرة، فأكلا منها ووقعا في النهي، فلِمَ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبَا} [البقرة:35] ولم يقل: و(لا تأكلا)؟
الجواب:
نهى الله تعالى آدم عن القرب من الشجرة؛ حتى لا تضعف نفسه عند مشاهدة ثمارها فتتوق نفسه للأكل من ثمرها، ولو نهي عن الأكل لاقترب منها وعندها سيقاوم نفسه التي تريد تناول ثمارها، وأما إذا ابتعد عنها فلن تتوق نفسه إلى ثمار لم يرها.
السؤال الثالث:
خاطب تعالى آدم وحده، ومرة خاطب آدم وحواء، فهل كان الخطاب مرة واحدة بصيغ متعددة ؟ وكيف نفهم الصيغ المتعددة في الخطاب؟
الجواب:
من الذي قال :إنّ الخطاب مرة واحدة؟ ربنا قال في القرآن: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ} [البقرة:35] {فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه:117] هذا الخطاب غير ذاك الخطاب. {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا} [طه:123] {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا} [البقرة:38].
ولمّا قال: {وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا} [الأعراف:19] هذا غير: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف:22] وهذا في وقت آخر.
السؤال الرابع:
ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة: {وَزَوْجُكَ} [الأعراف:19] بدل زوجتك في قوله تعالى: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ} [الأعراف:19] ؟
الجواب:
لغوياً الأصل هو كلمة (زوج)، وفي اللغة الضعيفة تستعمل زوجة، ففي اللغة يقال: المرأة زوج الرجل، والرجل زوج المرأة. أمّا استخدام كلمة (زوجة) فهي لغة ضعيفة رديئة؛ فالأولى والأصح أنْ تستخدم كلمة (زوج)، ولذا استخدمها القرآن الكريم في الآية.
السؤال الخامس:
ما الفرق بين الزوج والبعل ؟
الجواب:
البعل هو الذكر من الزوجين، ويقال: (زوج) للأنثى والذكر، وفي الأصل (البعل) في اللغة من الاستعلاء و يعني: السيد القائم المالك الرئيس ، وهي عامة.
وبعلُ المرأة: سيّدها، وسُمِّيَ كلُّ مستعل على غيره بعلاً: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخَالِقِينَ} [الصافات:125]؛ لأنهم يعتبرونه سيدهم المستعلي عليهم، والأرض المستعلية التي هي أعلى من غيرها تسمى بعلاً، والبعولة هي العلو والاستعلاء، ومنها أُخِذ (البعل) زوج المرأة؛ لأنه سيدها ويصرف عليها والقائم عليها.
الزوج هو للمواكبة؛ ولذلك تطلق على الرجل والمرأة هي زوجه وهو زوجها: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ} [البقرة:35] .
كما أنّ الزوج يأتي من المماثلة سواء كانت النساء وغير النساء: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ} [الصافات:22] أي: أمثالهم ونظراءهم {وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [ص:58] أي: ما يماثله، و(البعل) لا يقال للمرأة، وإنما يقال لها (زوج) : {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} [النور:31] حيث يُنظر به الشخص ولا ينظر به المماثلة .
ولذلك هم يقولون: أنه لا يقال في القرآن (زوجه) إلا إذا كانت مماثلة له، قال: {اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ} [التحريم:11] لم يقل زوج فرعون؛ لأنها ليست مماثلة له، امرأة لوط وامرأة نوح؛ لأنها مخالفة له، هو مسلم وهي كافرة، فلم يقل (زوج)، وإنما ذكر الجنس {اِمْرَأَةَ} ولو قال: (زوج) يكون فيها مماثلة .
ولمّا كانت المسألة مع سيدنا إبراهيم عليه السلام تتعلق بالإنجاب قال: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ} [هود:71] لأنه هنا يراد به الجنس وليس المماثلة .
إذن (الزوج) للمماثلة، والمرأة للجنس الرجل كرجل والمرأة كامرأة، وقوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6] فيهن مماثلة؛ لأنهن على طريقه وهنّ جميعاً مؤمنات؛ وأزواجه في الدنيا أزواجه في الآخرة.
السؤال السادس:
أشار القرآن إلى الشجرة التي أكل منها آدم: هذه الشجرة وتلكما الشجرة، فأين كانت الشجرة التي أشار إليها الخالق؟
الجواب:
1ـ كلمة (الشجرة) وردت في القرآن في ثلاث آيات في شجرة الجنة التي أكل منها آدم، وقد وردت الشجرة في تحذيرهما منها {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:35] فهي قريبة منهما حتى يتعرفاها، حتى لا يقول آدم وحواء إنه اختلطت عليهما بغيرها، فاستعمل{هَذِهِ}.
2ـ لمّا جاء إبليس لغوايتهما قرّبهما منها إلى أنْ أوصلهما إليها: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ}[الأعراف:20] فإذن هما قريبان، واستعمل هنا أيضاً {هَذِهِ}.
3ـ لكن لمّا ذاقا الشجرة وبدت لهم سوءاتهما وأحسّا بما ارتكباه، والإنسان عندما يرتكب جرماً يهرب منه فابتعدا عنها، فقال تعالى: {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف:22] فاستعمل {تِلْكُمَا} لبعدهما أولاً؛ ثم للتهويل من شأنها.
السؤال السابع:
ما سبب تقديم وتأخير كلمة{رَغَداً} في آيتي سورة البقرة: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة:35] {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ} [البقرة:58] ؟
الجواب:
1ـ العيش الرغد أو الأكل الرغد هو الهنيء الذي لا جهد معه. الآية الأولى الكلام مع آدم عليه السلام بالترخيص بسكن الجنة أولاً: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ} [البقرة:35] ثم بالأكل من الجنة {وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا} [البقرة:35] ثم بمطلق المكان: {حَيْثُ شِئْتُمَا} [البقرة:35] .
2ـ في الآية (35) قدَّم {رَغَدًا} على مشيئة الأكل، بينما أخّر{رَغَدًا}على مشيئة الأكل في الآية (58)؛ والسبب أنّ الآية الأولى في الجنة وكلها رغد؛ لذلك قدّمها، أمّا الآية الثانية فهي في الدنيا، والرغد فيها قليل فلذلك أخّرها .
ولو وضعهما موضعاً واحداً لكان المعنى أنهما متساويان في الرغد، وهذا بعيد؛ فليس من المعقول أنْ تتساوى الجنة والدنيا في الرغد .
السؤال الثامن:
ما التوجيه الإعرابي لكلمة: {رَغَدًا} [البقرة:35] ؟
الجواب:
عندنا توجيهان من حيث الإعراب:
آ ـ بعض النحويين ابتكر مصطلح (نائب مفعول المطلق)؛ لأنّ أصل العبارة: وكلا منها أكلاً رغداً، أكلاً : مفعول مطلق، ورغداً: صفة للمفعول المطلق، فلما حُذِف المفعول المطلق وبقيت صفته قال : هذه نائب عن المفعول المطلق.
ب ـ ومنهم من قال: لا، هي صفة لموصوف محذوف، والموصوف مفعول مطلق. تستطيع أن تقول: هي صفة لمفعول مطلق محذوف، كأنك تبين أن غايتها وهدفها أنها تصف شيئاً أو تقول : إنها نائب لمفعول مطلق.
السؤال التاسع:
ما أسماء الجنة التي وردت في القرآن؟ وما معانيها؟
الجواب:
1ـ الجنة : هو الاسم العام لتلك الدار وما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وأصل اشتقاق هذه اللفظة من الستر والتغطية ومنه الجنين لاستتاره في البطن والجان لاستتاره عن العيون والمجن لستره ووقايته الوجه والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه .
2ـ دار السلام : قال تعالى : {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنعام:127] فإنها دار السلامة من كل بلية ومكروه وهي دار الله واسمه سبحانه (السلام ) وتحيتهم فيها سلام .
3ـ دار الخلد : وسميت بذلك لأنّ أهلها لا يظعنون عنها أبداً قال تعالى : {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر:48].
4ـ دار المقامة : أي أقاموا فيها أبداً لا يموتون ولا يتحولون منها أبداُ . قال تعالى : {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ} [فاطر:35] .
5ـ جنة المأوى : قال تعالى : {عِنْدَهَا جَنَّةُ المَأْوَى} {النَّجم:15} [النجم:15] والمأوى : من أوى يأوي إذا انضم إلى المكان وصار إليه واستقر .
6ـ جنات عدن :{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} [النحل:31] وكلمة :عدن تعني الإقامة وهذا الاسم لجملة الجنان وهي كلها محل إقامة .والله أعلم ( من كتاب لابن الجوزية بتصرف ).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 08-05-2023, 03:05 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (47)


مثنى محمد هبيان


{فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة:36]
السؤال الأول:
في قوله تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} [البقرة:36] {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة:37] ذكر (فأزلهما) (فأخرجهما) بالمثنى، ثم ذكر آدم عند التلقّي بالمفرد دون حواء؛ فما دلالة هذا الاختلاف؟
الجواب:
هو نبيٌّ، والنبي هو الذي أُنزل عليه وليس زوجه فهو النبي الذي يتلقى وليس زوجه، والتبليغ أصلاً كان لآدم: (يا آدم اسكن أنت وزوجك)، (وعلّم آدم الأسماء)، (اسجدوا لآدم)، الكلام كان مع آدم والسياق هكذا، فقال: {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة:37]، وهذا ليس تحقيراً لحواء.
وكذلك في آيات سورة طه: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه:115] فلم يذكر حواء، و {فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه:117] لم يذكر حواء، و {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه:121] لم يذكر حواء، السياق هكذا.
فتلقى آدم؛ لأنّ آدم هو المنوط به التواصل مع الله سبحانه وتعالى بالوحي.
السؤال الثاني:
{فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} [البقرة:37] قرأها ابن عباس {فَتَلَقَّى آدَمَ} [البقرة:37] فما وجه الاختلاف؟
الجواب:
هذه القراءة بالنصب:{فَتَلَقَّى آدَمَ من رَّبِّه كَلِمَاتٌ} [البقرة:37] الكلمات فاعل. هذه القراءة التي هي بالنصب فيها تكريم لآدم؛ إذ تلقته الكلمات كما يُتلقى الساقط إلى الأرض لئلا يهلك، تلقته الكلمات ليتوب. لم يقل: (فتلقت آدم من ربه كلمات)؛ لأن {كَلِماتٍ} مؤنث مجازي، والمؤنث المجازي يجوز فيه التذكير والتأنيث.
ثم الأمر الآخر: هناك فاصل بين الفعل والفاعل؛ لأنّ وجود الفاصل يحسّن التذكير ، حتى لو لم يكن الفاعل مؤنثاً مجازياً ،أوحتى لو كان مؤنثاً حقيقياً كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ}[الممتحنة:12] ما قال: إذا جاءتك، فكيف إذا كان المؤنث مجازياً ؟!!!! فقوله تعالى: {فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}[البقرة:37] تلقته الكلمات؛ لأنّ آدم سقط، ولأنّ المعصية سقوط فتلقته الكلمات لئلا يهلِك، ومسألة تقديم وتأخير المفعول به على الفاعل مسألة جائزة طالما أمن اللبس.
السؤال الثالث:
ما الفرق بين استخدام الجمع والمثنى في الآيات: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } [البقرة:36] و {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [طه:123] ؟
الجواب:
الذي يوضح قراءة الآيات، في البقرة كان الخطاب لآدم وزوجه: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ(35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(36) } [البقرة: 35 - 36].
أما في طه فالخطاب لآدم: {لَا تَظْمَؤُا} [طه:119]، {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ} ، {فَتَشْقَى} [طه:117]، {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى} [طه:121].
فكان الكلام في طه: {اهْبِطَا} [طه:123] لآدم وإبليس وحواء تابعة لآدم ، و {اهْبِطُواْ} [البقرة:36] في البقرة أي آدم وحواء وإبليس.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 08-05-2023, 03:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (48)



مثنى محمد هبيان



{قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:38]
السؤال الأول:
أين جواب الشرط في هذه الآية؟
الجواب:
فإما يأتينكم : هي (إنْ وما) جمعتا معاً إنّْ شرطية وما الزائدة بين أداة الشرط وفعل الشرط وجملة {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} [البقرة:38] هي جواب إنّ والفاء رابطة لجواب إنّ وجملة: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [البقرة:38] فهي جواب لـ {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} [البقرة:38] . أي :
من : اسم شرط في محل رفع مبتدأ.
تبع : فعل ماض في محل جزم فعل الشرط , والفاعل ضمير مستتر تقديره هو .
هداي : مفعول به , والضمير مضاف إليه .
فلا : الفاء رابطة , و(لا) حرف نفي .
خوف : مبتدأ مرفوع .
عليهم : جار ومجرور , وشبه الجملة في محل رفع خبر , والجملة في محل جزم جواب الشرط، والشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ "من".
السؤال الثاني:
قال في البقرة: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} [البقرة:38] وقال في طه: {فَمَنْ اتَبِعَ هُدَايَ} [طه:123] فما الفرق؟
الجواب:
يحتمل - والله أعلم - أنّ فعل (تبع) لا يلزم منه مخالفة الفعل قبله , بينما الفعل (اتبع) على وزن (افتعل) يشعر بتجديد الفعل .
وقصة آدم عليه السلام لبيان فعله فجيء بـ {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ} [البقرة:38]، وأمّا في طه فقد جاء بعد قوله تعالى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه:115] و {وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه:121] فناسب (اتبع) [طه:123] أي: جدد قصد الاتباع .
السؤال الثالث:
ما معنى قوله تعالى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:38] في القرآن الكريم ؟ و كم مرة ورد في القرآن ؟
الجواب:
ورد قوله تعالى : {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} في القرآن الكريم في إثني عشر موضعاً في الآيات: [ البقرة 38 ـ 62 ـ 112 ـ 262 ـ 274 ـ277 ـ آل عمران 170 ـ المائدة 69 ـ الأنعام 48 ـ الأعراف 35 ـ يونس 62 ـ الأحقاف 13 ] .
ومعنى: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} أي لا خوف عليهم أمامهم , فليس شيء أعظم في صدر الذي يموت مما بعد الموت , فأمّنهم الله تعالى منه , ولن يحزنوا على ما خلّفوه بعد وفاتهم في الدنيا . والله أعلم . جعلني الله وإياكم منهم .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 18-03-2024, 10:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير من روائع البيان في سور القرآن (49)

مثنى محمد هبيان




{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:39]
السؤال الأول:
ما دلالة كلمة الآيات : {بآياتِنا} فى هذه الآية ؟
الجواب:
الآيات جمع آية، وهي الشيء الذي يدل على أمر من شأنه أنْ يخفى، ولذلك قيل لأعلام الطريق آيات؛ لأنها وضعت لإرشاد الناس إلى الطرق الخفية في الرمال، وسميت جُمَل القرآن آيات؛ لأنها ترشد الضالّ في متاهة الحياة إلى طريق الخير والفلاح.
السؤال الثاني:
ما دلالة هذه الآية ؟
الجواب:
لمّا وعد الله في الآية السابقة متبع الهدى بالأمن من العذاب والحزن: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:38] كان مقتضى التقسيم أن يقول مثلاً : ومن لم يتبع هداي ولكنه عدل عنه ليبرز القسم الثاني مسجلاً عليه الكفر وهم أصحاب العذاب الدائم فقال : {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:39] وجاء بالصيغة الاسمية الدّالة على الثبوت والاستمرار لبيان أنّ صحبتهم للنار ليست لمجرد الاقتران بل للديمومة والخلود .
السؤال الثالث:
ما دلالة رسم كلمة {أَصْحَبُ} بدون ألف وسطية في كل القرآن الكريم ؟
شواهد قرآنية: { لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ }
الجواب:
وردت كلمة {أَصْحَابُ} في القرآن الكريم في (78) موضعاً كلها بدون ألف وسطية لتوحي بالتصاق المثل بهم .ويوحي ورود كلمة: {أَصْحَابُ النَّارِ} {أَصْحَابُ الجَنَّةِ} {أَصْحَابِ السَّعِيرِ} {أَصْحَابُ المَشْأَمَةِ} بدون ألف وسطية بالخلود والالتصاق والقرب والتشابه سواء في الجنة أو في النار . والله أعلم .
( انظر المصحف لرؤية حذف الألف في كلمة ( أصحاب ) حيث أنه مكتوب بالخط القرآني العثماني ).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 18-03-2024, 11:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (50)
مثنى محمد هبيان



﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ٤٠﴾ [البقرة: 40]
السؤال الأول:
أغلب السور يضرب المثل بقصة موسى؛ فما دلالة هذا؟ وما اللمسة البيانية في تكرار قصة موسى؟
الجواب:
ليست قصة موسى عليه السلام هي القصة الوحيدة التي تتكرر في القرآن، لكن قصة موسى فيها تفاصيل كثيرة وأطيل فيها وذُكرت أكثر من القصص الأخرى؛ لأنّ تلك الأقوام بادت وهلكت ولم يبق منها أحد، أمّا بنو إسرائيل فباقون في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومستمرون إلى الآن وكان لهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم حوادث ومواقف وعداء وهم إلى الآن مستمرون على مواقفهم إلى ما قبل يوم القيامة، فإذن التكرار له دلالته؛ لأنهم سيبقون معكم إلى ما شاء الله وهم يحاربونكم ويفعلون ويمكرون، فذكر أفعالهم مع موسى وكيف آذوه و لقد أوذي موسى عليه السلام كثيراً فصبر وفي الحديث «رحم الله أخي موسى، لقد أوذي أكثر من هذا فصبر».
وذكر القرآن كثيراً من أحوالهم وأفعالهم، فلا نعجب أنْ يفعلوا مثل هذه الأشياء أو أكثر معنا حتى نتعظ ونعرف كيف كانوا يفعلون .
والقوم لا يزالون وليس كبقية الأقوام الذين انقرضوا مثل قوم عاد وصالح ولوط؛ لأنّ اليهود بقوا وبقي كتابهم المحرف معهم وبقي لهم مواقف، وسيبقى لهم مواقف:﴿وَقُلۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِۦ لِبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱسۡكُنُواْ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ جِئۡنَا بِكُمۡ لَفِيفٗا١٠٤﴾ [الإسراء: 104] ؛ ولذلك كان ذكرهم واستمرارهم باستمرار بقائهم ووجودهم.
السؤال الثاني:
هذه أول قصة تأتي بعد قصة خلق آدم عليه السلام؛ فما دلالة ذلك ؟
الجواب:
بعد أنْ قصّ الله علينا قصة خلق آدم، وموقف آدم منه وتجربته مع الشيطان في إحدى الجنات ثم نزوله إلى الأرض مسلحاً بمنهج الله ومحمياً بالتوبة بدأت مهمة آدم على الأرض.
بعد تلك القصة أراد الله سبحانه أنْ يعرض علينا موكب الرسالات وكيف استقبل بنو آدم منهج الله بالكفر والعصيان، فاختار جلّ جلاله قصة بني إسرائيل؛ لأنها أكثر القصص التي تتضمن معجزات، وأنبياء بني إسرائيل من أكثر الأنبياء الذين أُرسلوا لأمة واحدة وليس معنى هذا أنهم مفضّلون، ولكن لأنهم كانوا أكثر الأمم عصياناً وآثاماً فكانوا أكثرها أنبياءً.
كانوا كلما خرجوا من معجزة انحرفوا، فتأتيهم معجزة أخرى فينحرفون، وهكذا حَكَمَ الله عليهم لظلمهم أنْ يتفرقوا في الأرض ثم يتجمعوا مرة أخرى في مكان واحد ليذوقوا العذاب والنكال على معاصيهم وكفرهم.
ولذلك أخذت قصة بني إسرائيل ذلك الحجم الضخم في كتاب الله وفي تثبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أضف إلى ذلك أن موسى عليه السلام كان من أولي العزم من الرسل.
السؤال الثالث:
ما معنى: ﴿إِسۡرَٰٓءِيلَ﴾ في الآية ؟
الجواب:
إسرائيل مأخوذة من كلمتين (إسر) و (إيل)، والأولى في العبرية معناها: عبد مختار مصطفى، والثانية معناها: الله، فيكون معنى الكلمة (صفوة الله)، والاصطفاء هنا ليعقوب وليس لذريته، وقد ابتُلي يعقوب ابتلاء كثيراً استحق به أنْ يكون صفياً لله .
وإسرائيل هو يعقوب ابن إسحاق، وإسحاق بن إبراهيم وإبراهيم أنجب إسحاق وإسماعيل، ورسولنا صلى الله عليه وسلم من ذرية إسماعيل.
والله سبحانه عندما يخاطب بني إسرائيل يقول: ﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتِيَ ٱلَّتِيٓ أَنۡعَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ﴾ ولكنّ الله سبحانه حين يخاطب المسلمين لا يقول لهم: اذكروا نعمة الله، وإنما يقول: ﴿ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ﴾ ؛ لأنّ بني إسرائيل ماديون ودنيويون فكأنّ الله يقول لهم: ما دمتم ماديين ودنيويين فاذكروا نعمة الله المادية عليكم.
ولكننا - نحن المسلمين - أمة غير مادية والماديون يحبون النعمة، وغير الماديين يحبون المنعم ويعيشون في معيّته.
السؤال الرابع:
قوله تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِيٓ أُوفِ بِعَهۡدِكُمۡ وَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ٤٠﴾ [البقرة: 40] اختار تعالى لفظ العهد لليهود ولم يقلأوفوا وعدكم) فهل لهذا من بُعدٍ آخر؟
الجواب:
هذا من لطائف القرآن خاطبهم الله تعالى باسم التوراة المعروف عندهم، أليست التوراة تسمى عندهم العهد؟ !!!
لذلك الكلمة مزدوجة الدلالة لأمرين: لأنها تأمرهم بالتزام أوامر الله وتأمرهم بالتزام وصايا الله تعالى المبثوثة في طيّات العهد القديم والتي فيها الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم .






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 18-03-2024, 11:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (51)
مثنى محمد هبيان



﴿وَءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلۡتُ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَكُمۡ وَلَا تَكُونُوٓاْ أَوَّلَ كَافِرِۢ بِهِۦۖ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ٤١﴾ [البقرة: 41]
السؤال الأول:
ما دلالة الباء في قوله تعالى: {بِ‍َٔايَٰتِي} ؟
الجواب:
عندما تشتري أمراً ما من السوق تقول: اشتريت هذا بمئة درهم، فانظر إلى الباء في (بمئة) دخلت على ثمن السعر، وتكون الباء مع الذاهب، وهنا {بِ‍َٔايَٰتِي}[البقرة:41] أي: الآيات ذهبت .
وفي الآية {وَلَا تَشۡتَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِي} [البقرة: 41] دخلت الباء على آياتي، لتعلمنا أنّ اليهود جعلوا آيات الله تعالى كدراهم واشتروا بها عرضاً من أعراض الدنيا لا قيمة له؛ لذلك جاء وصفه بـ ﴿قَلِيلٗا ﴾ [البقرة: 41]لأنهم بذلوا أنفس شيء واشتروا به حظاً قليلاً.
السؤال الثاني:
لماذا جاءت ثمناً قليلاً، مع أنها وردت في القرآن (ثمناً) وحدها ؟
الجواب:
الثمن هو العوض، والبخس دون قدر الشيء، أي: لا يناسب قدره.
الثمن القليل جاء حيثما ورد في الكلام عن حق الله سبحانه وتعالى ومعنى ذلك أنّ العدوان على حق الله سبحانه وتعالى مهما بلغ فهو ثمن قليل.
وعندما يكون الكلام عن الآيات ﴿وَلَا تَشۡتَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ﴾ [البقرة: 41]
فأي ثمن يناسب آيات الله عز وجل؟ لا شيء، ومهما كان الثمن فهو قليل. ولا يفهم من قوله تعالى (ثمنا قليلا) أنه يمكن أنْ يشتروا بآياته ثمناً كثيراً كلا وإنما هو بيان بأنّ هذا الثمن الذي أخذتموه لا يقابل آيات الله، وهو قليل في حق الله سبحانه وتعالى، وكل ثمن يؤخذ مقابل ذلك فهو قليل مهما عظُم .
وفي قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ١٧٤﴾ [البقرة: 174] أي أنّ هذا الذي اشتريتموه هو قليل وإنْ كان في نظركم كبيراً وعندما يبيع الإنسان دينه بدنياه، يقول القرآن له: هذا الذي بعت به هو قليل ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ١٧٤﴾ [البقرة: 174]؛ لأنهم أكلوا ثمن شرائهم مقابل آيات الله سبحانه وتعالى، فسماه قليلاً مهما كان نوعه.
في القرآن الكريم وفي تسع آيات منه وصف الثمن بأنه قليل تحقيراً لشأنه وتهويناً من قدره، وفي هذه الآيات التسع يتحدث القرآن الكريم عن الشراء بثمن قليل، وهو: إمّا أنْ ينهاهم عن ذلك أو يثبته لهم بأنهم فعلوا ذلك وما قبضوه قليل.
أمّا في قضية الوصية والشهادة فى سورة المائدة فتركه مجملاً {ثَمَناً} ليشمل كل الأشياء المادية والمعنوية وحتى لا يكون هناك نوع من التحايل.
ألا يمكن أنْ يتعاور الوصف بالبخس والقليل بعضهما مع بعض؟ يمكن إذا أُريد بالبخس ما هو ليس من قدر الشيء الذي بيع، و هذا لا يستقيم مع آيات الله؛ لأنه ليس هناك شيء بقدر الآيات لذلك لا يستقيم إلا القلّة.
السؤال الثالث:
ما الفرق بين القيمة والثمن ؟
الجواب:
1ـ القيمة هي المساوية لمقدار المثمّن من غير نقصان ولا زيادة .
2ـ الثمن قد يكون كذلك أو زائداً والمُلْكُ لا يدل على الثمن، فكل ما له ثمن مملوك وليس كل مملوك له ثمن، قال تعالى: ﴿وَلَا تَشۡتَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗا﴾ [البقرة: 41].
وقال في سورة يوسف: ﴿وَشَرَوۡهُ بِثَمَنِۢ بَخۡسٖ﴾ [يوسف: 20] فأدخل الباء في الثمن قال الفراء : هذا لأنّ العروض كلها أنت مخير في إدخال الباء فيها، إنْ شئت قلت : اشتريت بالثوب كساء وإنْ شئت قلت : اشتريت بالكساء ثوباً أيهما جعلته ثمناً لصاحبه جاز فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثمن؛ لأنّ الدراهم أبداً ثمن.
السؤال الرابع:
إلى من يرجع الضمير {بِهِ} في الآية ؟
الجواب:
الضمير (به) راجع إلى ﴿لِّمَا مَعَكُمۡ﴾ [البقرة: 41]؛ لأنهم كانوا يعلمون من كتابهم صفة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أول يهود خوطبوا بالإسلام وأول كافر به من أهل الكتاب .






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 19-03-2024, 10:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن"

مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (52)
مثنى محمد هبيان



﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ٤٣﴾ [البقرة: 43]
السؤال الأول:
لماذا يأتي الخطاب في الحديث عن الصلاة والزكاة في القرآن للمؤمنين، أمّا في الحج فيكون الخطاب للناس ؟


الجواب:
الصلاة والزكاة كان مأمورا بهما من تقدّم من أهل الديانات، كما جاء في قوله تعالى عن إسماعيل عليه السلام : ﴿وَٱذۡكُرۡ فِي ٱلۡكِتَٰبِ إِسۡمَٰعِيلَۚ إِنَّهُۥ كَانَ صَادِقَ ٱلۡوَعۡدِ وَكَانَ رَسُولٗا نَّبِيّٗا٥٤ وَكَانَ يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِوَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِيّٗا٥٥ ﴾[مريم:54-55] وكذلك في قوله تعالى عن عيسى عليه السلام ﴿وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيۡنَ مَا كُنتُ وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا٣١﴾ [مريم: 31] وفي الحديث عن بني إسرائيل ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ٤٣﴾ [البقرة: 43].
أمّا الحج فهو عبادة خاصة للمسلمين، وعندما يكون الخطاب دعوة للناس إلى الحج فكأنها هي دعوة لدخول الناس في الإسلام أمّا إذا كانت دعوة الناس للصلاة والزكاة فهم أصلاً يفعلونها في عباداتهم. والله أعلم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 162.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 156.79 كيلو بايت... تم توفير 6.07 كيلو بايت...بمعدل (3.73%)]