حكمة العام الجديد.. المجتمع لا يستقيم وأفراده متفرقون
تحملنا سفينة الحياة عبر بحر الزمن، وتمر بنا الأيام يومٌ جديد بعد يوم منصرم، عامٌ جديد بعد عام منقضي، وإذ لا مناص من السـفر ولا بديل عنه، فأخذ احتياطات السلامة وضرورات الأمان من أهم المراشد، والوصول إلى بر الأمان وشاطئ الخير منوط بمن تمسـك بها، وعمل بمقتضاها، فيتحقق ما يصبو إليه من أهداف ومقاصد، ومن أهم تلك الاحتياطات على المستوى العام أن يشعر المرء بمسؤولياته تجاه الآخرين، فلا يكون أنانيا في أفعاله، أو ينظر إلى مصلحته الذاتية فحسب.
وهذا ما يرشد إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حين قال: ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا؛ فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)).
فهذا الحديث يدلنا على أن المجتمع لا يستقيم وأفراده متفرقون، ولا يقوم بنيانه وقلوب أبنائه على غير وفاق، ولو استقامت نياتهم، وحسنت مقاصدهم؛ فلا تغني النية الحسنة عن ثقب في أسفل السفينة، ولا تنفع المقاصد الجميلة في رد الهلاك إن وقعت أسبابه، فالواجب هو القيام بالمسؤوليات تجاه الآخرين، والسعي في الصالح العام، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ المسلم ; 06-12-2021 الساعة 12:38 PM.
|