شذرات من مناقب العفيفة الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213688 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-05-2022, 09:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي شذرات من مناقب العفيفة الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

شذرات من مناقب العفيفة الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (1)
محمد عبدالرحمن صادق



إن الشرع يُحتِّم على كل مسلم أن يَخفِض جناحه، ويُطأطيء رأسه، ويتكلم همسًا وأدبًا إذا أراد الحديث مع أمه التي ولدته، فما بالنا إذا أراد الحديث عن واحدة من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين! فالأدب في هذا المقام فرض، والتواضع عبادة، ومَدْحُهنَّ بما مَدَحَهُنَّ الله تعالى به واجب.

حقيقة لا أدري هل عندما يُفكر من هو مثلي أن يكتب عن بعض مناقب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، هل يعد ذلك تطاولًا منِّي، أم رضًا من الله تعالى عنِّي؟!

إنني أوقن تمام اليقين أن مناقب السيدة عائشة رضي الله عنها لا يستطيع أن يثبر غورها إنسان مهما أوتي من علم، ولكني آثرت أن أدلو بدلوي في هذا الموضوع؛ طمعًا في الأجر والثواب، الله تعالى أسأل أن يكون ذلك رضًا منه سبحانه عني، وأسأله سبحانه توفيقًا وسدادًا وتأييدًا وقبولًا لـ (عُبيد) يعرف حدود نفسه ويُقر بتقصيره، ويسأل الله تعالى المغفرة والستر والعفو والعافية.

كَانَ مَسْرُوقٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَ: "حَدَّثَتْنِي الصِّدِّيقَةُ بِنْتُ الصِّدِّيقِ، حَبِيبَةُ حَبِيبِ اللَّهِ، الْمُبَرَّأَةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ" (البداية والنهاية لابن كثير).

1- من هي السيدة عائشة رضي الله عنها:
هي أم المؤمنين عائشة بنت صدِّيق هذه الأمَّة أبي بكر، أُمُّها أم رُومان بنت عامر بن عُوَيمِر الكنانيَّة، رضي الله عن أم المؤمنين عائشة وعن أبويها.

أما بالنسبة لإخوة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فهم: عبدالرحمن، وعبدالله، وأسماء، ومحمد، وأم كُلثوم. وجميعهم من خيرة المسلمين الذين حسُن إسلامهم وهاجروا وجاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولدت عائشة رضي الله عنها في الإسلام ولم تُدرك الجاهلية.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "لَمْ أعْقِلْ أبَوَيَّ إلَّا وهُما يَدِينَانِ الدِّينَ..."؛ (صحيح البخاري).

كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تكنَّى بـ "أم عبدالله"، ويلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وسلم في مُرة بن كعب.

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "يا رَسولَ اللهِ، كُلُّ نِسائِكَ لها كُنيةٌ، غَيري، فقال لها رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((اكتَني أنتِ أُمَّ عَبدِاللهِ))، فكان يُقالُ لها: أُمُّ عَبدِاللهِ، حتى ماتَتْ، ولم تَلِدْ قَطُّ" (تخريج المسند بإسناد صحيح).

كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بيضاء جميلة، وهذا هو سبب تسمية السيدة عائشة بالـ "حُميْراء"، فالحُميْراء هي البيضاء.

قال ابن حجر في الفتح: "والعرب تطلق على الأبيض الأحمر كراهة اسم البياض لكونه يُشبه البرص؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة يا حميراء"؛ ا هـ.

كان جسمها رضي الله عنها قليل وبعد الزواج بفترة زاد جسمها:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "كانَت أمِّي تعالِجُني للسُّمنةِ، تريدُ أن تُدْخِلَني على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فما استقامَ لَها ذلِكَ، حتَّى أَكَلتُ القِثَّاءَ بالرُّطَبِ، فسَمِنْتُ، كأحسَنِ سِمنةٍ"؛ (صحيح ابن ماجه).

2- زواج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مُسمَّاةً لجبير بن مطعم بن عُدي، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن سلَّها أبوها من أهله لإصراره على الكفر.

"فأتى أبو بَكرٍ المطعمَ، فقالَ: ما تقولُ في أمرِ هذِهِ الجاريةِ؟ قالَ: فأقبلَ على امرأتِهِ فقالَ لَها: ما تقولينَ؟ فأقبلت على أبي بَكرٍ فقالت: لعلَّنا إن أنْكحنا هذا الفتى إليْكَ تُصبئْهُ وتدخلْهُ في دينِكَ، فأقبلَ عليْهِ أبو بَكرٍ فقالَ: ما تقولُ أنتَ؟ فقالَ: إنَّها لتقولُ ما تسمعُ، فقامَ أبو بَكرٍ وليسَ في نفسِهِ منَ الموعدِ شيء"؛ (تاريخ الإسلام للإمام الذهبي بإسناد حسن).

عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: "تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى المَدِينَةِ بثَلاثِ سِنِينَ، فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ أوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، ونَكَحَ عائِشَةَ وهي بنْتُ سِتِّ سِنِينَ، ثُمَّ بَنَى بها وهي بنْتُ تِسْعِ سِنِينَ"؛ (صحيح البخاري).

وأمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها هي ثالث زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وإحدى أمهات المؤمنين، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة بِكْرًا غيرها، وكانت أحبَّ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه حيث أُرِيها صلى الله عليه وسلم في المنام مرتين قبل أن يتزوجها.

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهَا: ((أُرِيتُكِ في المَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أرَى أنَّكِ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، ويقولُ: هذِه امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هي أنْتِ، فأقُولُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللَّهِ يُمْضِهِ))؛ (صحيح البخاري).

سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ: قطعة مِن حَرِيرٍ.

3- حب النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وثناؤه عليها:
أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال: ((كَمَلَ مِنَ الرِّجالِ كَثِيرٌ، ولَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّساءِ إلَّا مَرْيَمُ بنْتُ عِمْرانَ، وآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وفَضْلُ عائِشَةَ علَى النِّساءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سائِرِ الطَّعامِ))؛ (صحيح البخاري).

كانتْ أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أحبَّ أزواج رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إليه.

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه "أنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قالَ: ((عَائِشَةُ))، قُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قالَ: ((أَبُوهَا))، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ((عُمَرُ)) فَعَدَّ رِجَالًا"؛ (صحيح مسلم).

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "إنْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَتَعَذَّرُ في مَرَضِهِ: ((أيْنَ أنَا اليَومَ؟ أيْنَ أنَا غَدًا؟)) اسْتِبْطَاءً لِيَومِ عَائِشَةَ، فَلَمَّا كانَ يَومِي، قَبَضَهُ اللَّهُ بيْنَ سَحْرِي ونَحْرِي، ودُفِنَ في بَيْتِي"؛ (صحيح البخاري).

4- عدل النبي صلى الله عليه وسلم بين زوجاته:
بالرغم من حب النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها، إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يتهاون في أمر الله ولم يَحِد عن الحق في القسمة بينها وبين باقي زوجاته رضي الله عنهن أجمعين.

عن عروة بن الزبير رضي الله عنه: "قالَت عائشَةُ: يا ابنَ أُختي، كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يفضِّلُ بعضَنا على بعضٍ في القَسْم، من مُكثِهِ عِندنا، وَكانَ قلَّ يومٌ إلَّا وَهوَ يطوفُ علينا جميعًا، فيدنو مِن كلِّ امرأةٍ من غيرِ مَسيسٍ، حتَّى يبلغَ إلى الَّتي هوَ يومُها فيبيتَ عندَها..."؛ (صحيح أبي داود).

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يقسِمُ بين نسائهِ فيعدلُ ويقولُ: ((اللَّهمَّ هذا قَسمي فيما أملِكُ، فلا تلُمْني فيما تملِكُ ولا أملِكُ))؛ (رواه ابن الملقن في البدر المنير بإسناد صحيح).

ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((فلا تلُمْني فيما تملِكُ ولا أملِكُ))؛ أي: الحب والمودة القلبية.

5- فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يا عائِشَ، هذا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكِ السَّلامَ))، فَقُلتُ: وعليه السَّلامُ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُهُ، تَرَى ما لا أرَى تُرِيدُ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم"؛ (صحيح البخاري).

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر، قيل: ما هن يا أم المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بكرًا قط غيري، ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله عز وجل براءتي من السماء، وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة، وقال: تزوجها، فإنها امرأتك، فكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد، ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي، ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري، وقبض الله نفسه وهو بين سَحْري ونَحْري، ومات في الليلة التي كان يدور علي فيها، ودفن في بيتي"؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد).

بين سَحْري ونَحْري: قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري): "وَالسَّحْر: هُوَ الصَّدْر، وَهُوَ فِي الْأَصْل الرِّئَة. وَالنَّحْر: الْمُرَاد بِهِ مَوْضِع النَّحْر (أسفل الرقبة)"؛ ا هـ.

قال الإمام أبو الوفا ابن عقيل الحنبلي رحمه الله: "انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب".

وقد توفي عنها النبي صلى الله عليه وسلم وهي في الثامنة عشرة من عمرها.

6- علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وفقهها:
إن علم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بحرٌ لا يُثبر قعرُه ولا تُرى شطآنه، وعُبابٌ لا تُكدِّره الدِّلاءُ، وسحاب تتقاصر عنه الأنواء، ومرجع صافٍ رقراق يُرجَع إليه في مسائل العلم الشائكة، فينهمر منه العلم الذي يُرشد الضالَّ، ويسكن به الحيارى.

ولمَ لا؟! وهي رضي الله عنها من أكثر رواة الأحاديث النبوية، وقد عدَّ الذهبي أحاديث عائشة 2210 أحاديث.

قال الحاكم في المستدرك: "إنَّ رُبْعَ أَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ نُقِلَت عَن السَّيِّدَة عَائِشَة".

وقال الزُّهري رضي الله عنه: "لو جُمِع علم نساء هذه الأمة، فيهن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، كان علم عائشة أكثر من علمهنّ"؛ (رواه الطبراني).

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "ما أشكَل علينا- أصحابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم- حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا"؛ (صحيح الترمذي).

وعن عُروةَ بن الزبير رضي الله عنه قال: "ما رأيْتُ امرأةً أعلمَ بطبٍّ ولا بفقهٍ ولا بشِعرٍ مِن عائشةَ"؛ (مجمع الزوائد بإسناد حسن).

وعن أبي سلمة بن عبدالرحمن رضي الله عنه قال: "ما رأيتُ أحدًا أعلمَ بسُنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أفقهَ في رأي إن احتيج إلى رأيه، ولا أعلم بآية فيما نزلتْ، ولا فريضة- مِن عائشة".

من أسباب المكانة العلمية لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
شدة ذكائها، وقوة ذاكرتها.
زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم في سن مبكرة وملازمتها له صلى الله عليه وسلم إلى أن توفاه الله تعالى.
كثرة ما نزل من الوحي في حُجرتها.
رغبتها في التعلم، فكانت رضي الله عنها لا تسمع أمرًا تستشكله، إلا وتستفسر عنه.

7- فضل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في القرآن الكريم:
أنزل الله تعالى الآيات (11: 26 من سورة النور) في شأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ليُبَرِّئها من فوق سبع سماوات مما ادَّعاه الأفاكون المنافقون، وليحكم بطهرها وعفتها وتقواها ورضاه عنها وليبشرها بالجنة.

قال تعالى: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [النور: 26].

قال ابنُ كثير رحمه الله: "فغار اللهُ لها وأنْزَلَ براءتَها في عشْر آياتٍ تُتلى على الزمان، فسَمَا ذِكْرُها، وعلا شأنُها؛ لتسمعَ عفافَها وهي في صِباها، فشَهِدَ الله لها بأنَّها مِنَ الطَّيِّبات، ووعدَها بمغفرةٍ ورِزق كريم".

كما قال في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾: "أي عند الله في جنات النعيم. وفيه وعد بأن تكون زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة"؛ ا هـ.

وقدْ أجْمَع علماءُ الإسلام على أنَّ مَن سبَّ أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها ورَماها بما برَّأها الله منه أنه كافِرٌ.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: "قال بعض أهل التحقيق: إن يوسف عليه السلام لما رُمِي بالفاحشة برأه الله على لسان صبي في المهد، وإن مريم لَـمَّا رميت بالفاحشة برأها الله على لسان ابنها عيسى صلوات الله عليه، وإن عائشة لما رميت بالفاحشة برأها الله تعالى بالقرآن؛ فما رضي لها ببراءة صبي ولا نبي حتى برأها الله بكلامه من القذف والبهتان"؛ (الجامع لأحكام القرآن).

قال ابن العربي رحمه الله: "إن أهل الإفك رموا عائشة المُطهرة بالفاحشة، فبرَّأها الله، فكل من رماها بما برأها الله منه فهو مُكذِّب لله، ومن كذب الله فهو كافر"؛ ا هـ.

وقال الزمخشري: "ولو فليت القرآن كله، وفتشت عما أوعد به من العصاة، لم تر الله تعالى قد غلظ في شيء تغليظه في إفك عائشة"؛ ا هـ.

وللحديث بقية في الجزء الثاني إن شاء الله تعالى.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-05-2022, 09:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شذرات من مناقب العفيفة الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها

شذرات من مناقب العفيفة الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (2)
محمد عبدالرحمن صادق

تحدثنا في الجزء الأول من هذا الموضوع عن:
تعريف بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كما تحدثنا عن زواجها ومدى حب النبي لها، كما عرجنا على مدى عدل النبي صلى الله عليه وسلم بين زوجاته، وبعد ذلك تناولنا شيئًا يسيرًا من فضلها وعلمها، وأخيرًا تحدثنا عن فضلها في القرآن الكريم، رضي الله عنها وأرضاها، ولعن الله من آذاها.

8- دعاءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قالت: "لَمَّا رأَيْتُ مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم طِيبَ نفسٍ، قُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ لي، فقال: ((اللَّهمَّ اغفِرْ لِعائشةَ ما تقدَّم مِن ذنبِها وما تأخَّر، ما أسرَّتْ وما أعلَنَتْ)) فضحِكَتْ عائشةُ حتَّى سقَط رأسُها في حِجْرِها مِن الضَّحِكِ، قال لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أيسُرُّكِ دعائي؟))، فقالت: وما لي لا يسُرُّني دعاؤُكَ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((واللهِ إنَّها لَدعائي لِأُمَّتي في كلِّ صلاةٍ))"؛ (صحيح ابن حبان).

9- حياء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
إن المرأة المؤمنة بفطرتها النقية تستحي من أي رجل حتى لو كان زوجها، فما ظنك بمن لا تستحي من الأحياء فحسب؛ بل تستحي من الأموات؟!

عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أن أم المؤمنين عائِشةَ قالت: "كنتُ أدخُلُ بَيتي الذي دُفِنَ فيه رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأَبي، فأضَعُ ثَوْبي، وأقولُ: إنَّما هو زَوْجي وأبي، فلمَّا دُفِنَ عُمَرُ معهم، فواللهِ ما دخَلتُهُ إلَّا وأنا مَشدودةٌ علَيَّ ثيابي؛ حَياءً مِن عُمَرَ!"؛ (تخريج المسند، صحيح على شرط الشيخين).

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يُبعثُ النَّاسُ يومَ القيامةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا))، فقالت عائشةُ: فَكيفَ بالعوْراتِ؟ قالَ: ((﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 37]))؛ (صحيح النسائي).

10- عبادة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنَّ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها كانت تَصومُ الدَّهرَ، في السَّفَر، والحضَرِ"؛ (نخب الأفكار بإسناد صحيح).

*المعنى: أنها رضي الله عنها كانت تصوم غيرَ الأيام المنهي عنها؛ كالعيدين، وأيام التشريق، والحَيْض.

وروى ابن أبي الدنيا بإسناده، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنهم، قال: "كنت غدوت يومًا فإذا عائشة قائمة تسبح- يعني: تصلي- وتبكي، وتقرأ: ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 27] وتدعو وتبكي، وترددها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي، تصلي وتبكي"؛ (فتح الباري).

11- زهد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "ما شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِن خُبْزِ شَعِيرٍ يَومَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، حتَّى قُبِضَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم"؛ (صحيح مسلم).

عن عطاء أنَّ مُعاويةَ بعَثَ إلى عائشةَ بقِلادةٍ بمِئةِ ألفٍ، فقسَمَتْها بيْنَ أُمَّهاتِ المؤمنينَ.

عن أُمِّ ذَرَّةَ، قالتْ: بعَثَ ابنُ الزُّبَيرِ إلى عائشةَ بمالٍ في غِرارَتَينِ، يَكونُ مِئةَ ألْفٍ، فدعَتْ بطَبقٍ، فجعَلَتْ تَقسِمُ في النَّاسِ. فلمَّا أمسَتْ، قالت: هاتي يا جاريةُ فُطوري. فقالتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يا أُمَّ المؤمنينَ، أمَا استطَعتِ أنْ تَشتري لنا لَحمًا بدِرهَمٍ؟ قالتْ: لا تُعنِّفيني، لو أذكَرْتِني لفَعَلتُ"؛ (تخريج سير أعلام النبلاء، رجاله ثقات).

12- مهارة أم المؤمنين عائشة في الطب:
عن الشعبي قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، هذا القرآن تلقيته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك الحلال والحرام، وهذا الشعر والنسب والأخبار سمعتها من أبيك وغيره، فما بال الطب؟ قالت: كانت الوفود تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يزال الرجل يشكو علة، فيسأله عن دوائها، فيخبره بذلك؛ فحفظت ما كان يصفه لهم وفهمته"؛ (سير أعلام النبلاء).

13- جهاد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لَمَّا كانَ يَوْمُ أُحُدٍ، انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قالَ: وَلقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وإنَّهُما لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِما تَنْقُزَانِ القِرَبَ، وَقالَ غَيْرُهُ: تَنْقُلَانِ القِرَبَ علَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ في أَفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهَا في أَفْوَاهِ القَوْمِ"؛ (صحيح البخاري).

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "خرَجْتُ يومَ الخَندقِ أقفو أثَرَ النَّاسِ... إلى أن قالت: فقُمْتُ فاقتحَمْتُ حديقةً فإذا فيها نفَرٌ مِن المُسلِمينَ فيهم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه، فقال عُمَرُ: وَيْحَكِ ما جاء بكِ؟! لَعَمْرِي واللهِ إنَّكِ لَجريئةٌ!"؛ (تخريج صحيح ابن حبان بإسناد حسن).

14- بعض المواقف من حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
1- عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت عند رجل فسبها الطاهرة الذكية فقيل له: أليست بأمك؟ قال: ما هي لي بأم، فبلغها ذلك فقالت: صدق، أنا أم المؤمنين، فأما الكافرون فلست لهم بأم؛ (الشريعة للآجري).

2- لم يكن لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في بداية الأمر خادم، ثمَّ اشترت جارية اسمها بَرِيرة وأعتقتها، واشترطت أن يكون ولاؤها لها، ولما ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اشتريها وأعتِقيها؛ فإنَّ الولاءَ لمن أعتق))؛ (صحيح النسائي).

3- كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تغار على النبي صلى الله عليه وسلم، ولما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا: ((ما لَكِ يا عَائِشَةُ؟ أَغِرْتِ؟)) فَقُلتُ: وَما لي لا يَغَارُ مِثْلِي علَى مِثْلِكَ؟...))؛ (صحيح مسلم).

4- بلغ من حب النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وخوفه عليها أنه كان يأمرها أن تسترقي من العين؛ عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنِي أَنْ أَسْتَرْقِيَ مِنَ العَيْنِ"؛ (صحيح مسلم).

5- الواجب على المسلم الإمساك عن المفاضلة بين مناقب الصحابة؛ فكلهم على خير، ويكفيهم شرف صدقهم في صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الإمساك عن الخوض فيما شجر بين الصحابة؛ فهم بين مجتهد مُصيب له أجران، وآخر غير مصيب له أجر.

كانت علاقة عَائِشَة رضي الله عنها بعليٍّ رضي الله عنه قبل وفاة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم علاقة حميمة، ثمَّ بعد وفاة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم حدثت فتنة الجمل، واختلف كل من عَائِشَة وعلي رضي الله عنهما في الاجتهاد، وحصل ما حصل، ولكن بالرغم من ذلك، لم تكن العلاقة بينهما علاقة عداء وجفاء، بل إن عَائِشَة رضي الله عنها لما أرادت الخروج من البصرة- بعد انتهاء فتنة الجمل- بعث إليها عليٌّ رضي الله عنه بكل ما ينبغي من مركب وزاد ومتاع وغير ذلك، وأذن لمن نجا ممن جاء في الجيش معها أن يرجع إلا أن يحب المقام، واختار لها أربعين امرأة من نساء أهل البصرة المعروفات، وسيَّر معها أخاها محمد بن أبي بكر، فلما كان اليوم الذي ارتحلت فيه جاء عليٌّ فوقف على الباب وحضر الناس وخرجت من الدار في الهودج فودعت الناس ودعت لهم، وقالت: «يَا بَنِيَّ لا يَعْتِبْ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ، إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَلِيٍّ فِي الْقِدَمِ إِلا مَا يَكُونُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَأَحْمَائِهَا، وَإِنَّهُ عَلَى مَعْتَبَتِي لَمِنَ الأخْيَارِ»، فقال علي رضي الله عنه: «صَدَقَتْ وَاللَّهِ مَا كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا إِلا ذَاكَ، وَإِنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ»، ثم سار عليٌّ معها مودعًا ومشيعًا أميالًا؛ (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (منهاج السنة): "فإنَّ عائشة لم تقاتِل، ولم تخرج لقتال، وإنما خرجتْ لقصد الإصلاح بين المسلمين، وظنَّتْ أنَّ في خروجها مصلحةً للمسلمين، ثم تبيَّن لها فيما بعد أنَّ ترك الخروج كان أولى، فكانتْ إذا ذكرتْ خروجَها تبكي حتى تبل خمارها، وهكذا عامة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة، والزبير، وعلي، رضي الله عنهم أجمعين، ولم يكن "يوم الجمل" لهؤلاء قصد في الاقتتال، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم"؛ ا هـ.

6- إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عرَفت لله تعالى فضله عليها حين برَّأها من فوق سبع سماوات، وذلك بقرآن يُتلى ويُتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة.

عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيدالله بن عبدالله أن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها، "حِينَ قالَ لَهَا أهْلُ الإفْكِ ما قالوا، وكُلٌّ حدَّثَني طَائِفَةً مِنَ الحَديثِ، قالَتْ: فَاضْطَجَعْتُ علَى فِرَاشِي وأَنَا حِينَئِذٍ أعْلَمُ أنِّي بَرِيئَةٌ، وأنَّ اللَّهَ يُبَرِّئُنِي، ولَكِنِّي واللَّهِ ما كُنْتُ أظُنُّ أنَّ اللَّهَ يُنْزِلُ في شَأْنِي وحْيًا يُتْلَى، ولَشَأْنِي في نَفْسِي كانَ أحْقَرَ مِن أنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بأَمْرٍ يُتْلَى، وأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ﴾ [النور: 11] العَشْرَ الآيَاتِ كُلَّهَا"؛ (صحيح البخاري).

15- مرض أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ووفاتها:
مرضتْ أُمُّ المؤمنين عائشة في آخِرِ حياتها مرضًا ألْزمها الفراشَ، وأحاطها الصحابةُ بعنايتهم واهتمامهم بصحَّتِها، فكان يدخل عليها بعضُ الصحابة الذين هم مِن قرابتها، مثل عبدالله بن عباس، فيُثني عليها؛ لتخفيفِ وطأة المرض عنها، ولم تكن تحبُّ أن تسمع مَن يُثني عليها، قالت رضي الله عنها: "أثنَى عليَّ عبدالله بن عباس، ولم أكن أُحبُّ أن أسمع أحدًا اليوم يُثني علي، لوددتُ أنِّي كنت نسيًا منسيًّا"؛ (الطبقات لابن سعد).

أما عن وفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
توفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين، وقيل: سنة ثمان وخمسين ولها ثلاث وستون سنة وأشهر؛ (مسند الإمام أحمد).
تُوفيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ليلة الثلاثاء، لسبع عشرة ليلة مضت من رمضان.
صلى أبو هريرة رضي الله عنه على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعد الوِتْر، ودُفنت بالبقيع.

أخيرًا أقول:
إنَّ أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها شمسٌ لا يمكن حجب نورها، فهي رضي الله عنها موجودة في كل بيت، وعلى كل لسان، وفي كل عصر ومصر، هي ملء السمع والبصر، وأحمق من تسول له نفسُه أنه يستطيع أن يحجب شيئًا من أنوارها، ولقد أثبتت الأيام والأحداث أنه كلما زاد إرجاف المرجفين في حق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، زاد الناس لها حبًّا، واستزادوا من فضائلها ومناقبها، وعلا مقامها، ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8].

رحمَ اللهُ تعالى الصِّدِّيقَةَ بِنْت الصِّدِّيقِ، حَبِيبَةَ حَبِيبِ اللَّهِ، الْمُبَرَّأَةَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ، أمَّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها رحمةً واسعةً، وجزاها عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 78.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 76.13 كيلو بايت... تم توفير 2.36 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]