من أقدار الله في التاريخ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13672 - عددالزوار : 738785 )           »          فضائل وآداب يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آداب يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الإنسان المذهول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          إطلاق القرية على غير المدينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          اختزال الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من قال ١٠ مرات بعد صلاة الصبح والمغرب:لا إله إلا الله، وحده.... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أعمال يسيرة وأجور عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الهدي النبوي في التعامل مع حر الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4896 - عددالزوار : 1916798 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-05-2025, 12:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,816
الدولة : Egypt
افتراضي من أقدار الله في التاريخ

من أقدار الله في التاريخ

عبدالله بن سعود آل معدي

من أشهر الأحداث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما يعرف بقصة يهود بني قريظة، وهي قبيلة يهودية كانت تسكن المدينة، وكانت كافرة وبقيت على كفرها حتى بعد مهاجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فكتب النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينهم عهدًا إلا أنهم خانوه ونقضوا العهد في أثناء غزوة الخندق؛ حيث حالفوا قريشًا ضده صلى الله عليه وسلم، فأُتِي المسلمون من أمامهم (قريش وحلفاؤهم) ومن خلفهم (يهود المدينة ومنهم بنو قريظة)، وعظم الخطب، واشتدَّ الخوف، ونجم النفاق، وبقي المسلمون محاصرين قرابة شهر، ثم إن الله تعالى أرسل الريح والملائكة فانهزم المشركون وحلفاؤهم، وتورَّط اليهود!


ثم توجَّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة فحاصرهم بضع عشرة ليلة حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ؛ لأنهم كانوا حلفاءه فحكم فيهم بحكم الله: أن تقتل مقاتلتهم وتسبي ذراريهم ونساؤهم، ثم أمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم فخُندقت لهم الخنادق، ثم أمر بضرب أعناقهم في تلك الخنادق أرسالًا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل كل من أنبت منهم، ومن لم ينبت أن يتركوه.


روى أبو داوود (4404) أن عطية القرظي قال: "كنت من سبي قريظة، فكانوا ينظرون: فمن أنبت الشعر قتل، ومن ‌لم ‌ينبت لم يقتل، فكنت فيمن ‌لم ‌ينبت"، وفي رواية: "فكشفوا عانتي فوجدوها لم تنبت، فجعلوني في السبي".


فمن عجائب التقدير الإلهي أن عطية القرظي لم ينبت آنذاك، وكان صغيرًا حين شهد قتل قبيلته، ومن فضل الله عليه أنه أسلم بعد ذلك وصار صحابيًّا -رضي الله عنه- يروي ويُروى عنه، كما جاء في أُسْد الغابة (3/ 543).


وجاء في تهذيب الأسماء واللغات للنووي: قال العلماء: لا نعرف له غير هذا الحديث، ولا نعرف نسبه، روى عنه مجاهد، وعبدالملك بن عمير، وكثير بن السائب، وحديثه هذا رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي بأسانيد صحيحة. قال الترمذي: هو حديث حسن صحيح...[1].


فكانت تلك الأحداث بدءًا من خيانة اليهود ثم قتله صلى الله عليه وسلم لقريظة قومه خيرًا له، وفضلًا من الله عليه!


ومثله أيضًا: كعب بن سليم القرظي ثُمَّ الأوسي، كَانَ من سبي قريظة الذين استحيوا إذ وجدوا لم ينبتوا، ولا تعرف لَهُ رواية...[2]، وهو والد الإمام في التفسير محمد بن كعب القرظي، التابعي، جاء في ترجمته: أبو حمزة، القرظي، المتوفى سنة 108هـ، سمع ابن عباس، وزيد بن أرقم، قال أبو نعيم: مات سنة ثمان ومائة، سمع منه الحكم بن عتيبة، وابن عجلان، ويقال: محمد بن كعب بن سليم، وكان أبوه ممن ‌لم ‌ينبت يوم قريظة فترك...[3].


فانظر كيف كانت الأقدار الربانية؟! وكيف كان التدبير الإلهي؟!


قال الذهبي: الإمام، العلَّامة، الصادق، أبو حمزة - وقيل: أبو عبدالله - القرظي، المدني، وكان أبوه كعب من سبي بني قريظة، سكن الكوفة، ثم المدينة.


قالت أم محمد بن كعب القرظي له: يا بني، لولا أني أعرفك طيبًا صغيرًا وكبيرًا، لقلت: إنك أذنبت ذنبًا موبقًا؛ لما أراك تصنع بنفسك. قال: يا أماه، وما يؤمنني أن يكون الله قد اطَّلع علي، وأنا في بعض ذنوبي، فمقتني، وقال: اذهب، لا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن ترد بي على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي...


وكان لمحمد بن كعب جلساء من أعلم الناس بالتفسير، وكانوا مجتمعين في مسجد الربَذَة، فأصابتهم زلزلة، فسقط عليهم المسجد، فماتوا جميعًا تحته...[4].


وشبيه بذلك جدًّا ما حدث لأحد أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي في مواجهة التتار، وهو الملك المظفر قطز!


سيف الدين ‌قطز هو واحد من أعظم الشخصيات في تاريخ المسلمين، واسمه الأصلي محمود بن ممدود، وهو من بيت مسلم ملكي أصلي، وهو رحمه الله ابن أخت جلال الدين بن محمد بن خوارزم الذي هزم التتار مرتين، ثم هزم وفر إلى الهند، ثم عاد إلى أرض فارس وقتل الكثير من المسلمين إلى أن قُتِل.


فالتتار لما أمسكوا بعضًا من أهل جلال الدين بن خوارزم بعد فراره إلى الهند، كان ‌قطز أحد هؤلاء الذين أمسكهم التتار، فقتلوا بعضهم وأبقوا بعضهم؛ ليباعوا في سوق الرقيق، وكان ممن بقي محمود بن ممدود أو ‌قطز.


ثم إنهم أطلقوا هم الذين أطلقوا على ‌قطز اسم ‌قطز، وهذه الكلمة بالتترية تعني: الكلب الشرس، فقد كان واضحًا على ‌قطز علامات القوة والبأس من صغره؛ فلذلك أطلق عليه التتار هذه الكلمة، ثم باعوه بعد ذلك في أسواق الرقيق في دمشق، واشتراه أحد الأيوبيين وجاء به إلى مصر، ثم انتقل من سيد إلى غيره حتى وصل في النهاية إلى الملك المعز عز الدين أيبك؛ ليصبح أكبر قوَّاده، ثم يكون ملكًا على مصر، وبعد فترة قصيرة من حكمه يواجه التتار (الذين أمسكوه وباعوه) ويرتطم معهم في معركة عين جالوت الشهيرة ويقتلهم قتل الخراف![5].


وهكذا.. فكم في المحن من منح!


ويا لأقدار الله، ما أعجبها!


ويا لتدبيراته، ما أروعها!


وإنه لباب للتفكر لو وجد عقلًا! ومجال للعبرة لو وجد قلبًا!

[1] تهذيب الأسماء واللغات (1/ 533).

[2] أسد الغابة في معرفة الصحابة (4/ 179).

[3] التاريخ الكبير (1/ 216).

[4] سير أعلام النبلاء (5/ 65).

[5] دروس صوتية بعنوان: التتار من البداية إلى عين جالوت، الشريط الثامن.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.34 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]