مذكرات استشهادي

[أمة الحق]

أخواني واخواتي ..لقد ترددت كثيرا في كتابة هذة القصة ....خشيت الا أعطيها حقها ... أو أن تتجاهلوها أو ان يقرا السطور الاولي ثم تملون وترحلون ... لا اخواني واخواتي انها ليست ككل قصة .. بل انها واقع .... فرض علينا لذا اردت أن أهديكم منظار لتشاهدوا الحقيقة علي ارض الواقع ... لم اكتب قصة حياة الشاب كلها بل ..أكتفيت باليوم السابق لأستشهاده ويوم العملية.... وعندما أنقل لكم قصة هذان اليومان ساخبركم هدفي الحقيقي من كتابة هذة القصة في نهاية الصفحات... لن اطيل عليكم في الكلام فلنبدأ علي بركة الله :

بدت الشمس بأشعتها الدافئة هادئة مسالمة بعد ظهيرة كانت مشتعلة بالحر , الشوارع مزدحمة كعادتها في مثل هذا الوقت , موظفون عائدون الي منازلهم , باعة متجولين ينادون علي بضائعهم , سيارات تسير مسرعة في كلا الاتجاهين واصوات الزمامير تدب المكان .
بدأ المصلون بالخروج من المسجد بعد انتهائهم من صلاة العصر ,من بينهم خرج شاب طويل القامة وسيم الهيئة رتيب الثياب. يعرف بين الجميع بأخلاقه الطيبة وتفوقه الملحوظ في دراسته.
أنه محمد , ذلك الشاب الذي نشأ من أسرة متوسطة الحال , أبوه يعمل موظف في احدي الدوائر, وأمة ربة بيت عادية , له اربعة اخوات بنات واخ واحد , ثلاثة منهم متزوجات.
توجه محمد نحو بيته في هدوء , وعندما اقترب منه رفع رأسه ونظر علي أحدى النوافذ لبيت قديم يرقد في ذات الشارع الذي يقع فيه بيته فأذا بفتاة محجبة باسمة الثغر تطل عليه ...ابتسم لها وأشار علي هاتفه الخلوي . أومأت له برأسها بالإيجاب.
فاندفع يركد نحو سلالم بيته مسرعا ثم فتح الباب وركد نحو غرفته , وكلمات أمه التي فزعت من دخوله تحاول الوصول إلي اذنه ..
- ولك اعقل يا اما يا محمد شو هالجيل هذا والله لما تخلص جامعة لأخطبها ليك واريحك بس أعقل ولك بنت عمك وين هتروح هيها بتستناك اهدى.......
وكانت هذة اخر كلمة أستطاعت ان تصل اليه بعدما أن اوصد باب غرفته مندفعا نحو مكتبه وراح يطلب رقمها بالهاتف ...
-الو...كيفك فداء اشتقت لك.... كيفك بنت عمي ....لا اليوم مش فاضي أجي عندكم خليها بكرة أن شاء الله لأني صرت واعد اصحابي أخرج اليوم معهم..... يلا سلام هلا ...لا اله الا الله ....
تناول محمد طعام الغداء مع عائلته كالمعتاد , ثم جلس يستذكر دروسه .
عندما سمع محمد أذان العشاء ارتدى حذائه وقبل رأس أمه ثم غادر الي المسجد المجاور لبيتهم , عندما انتهي محمد من الصلاة التفت حوله فوجد أصدقائه ناصر وعلي يشيرون اليه ..ثم غادروا المسجد معا .
محمد : كيفكم شباب شو الاخبار
علي : نشكر الله كيفك محمد
ناصر : شو شباب وين هنروح الليلة
علي : أنا بقول نروح علي المنتزة نجلس هناك تشربوا انتم قهوة وانا خلولي الأرجيلة
ناصر : والله ما يقتلك ويدمر صحتك غير هالأرجيلة
محمد : لا تغلب حاللك علي ما يسمع غير اللي في راسه
علي : اي خلصنا ما كانت هالكلمة انتم مسكتوا فيها يلا نروح
أوقف ناصر احدى السيارات وركبوا جميعا , ثم أنطلقت السيارة تشق طريقها وسط الشوارع التي تكاد تكون مظلمة .

اظنني اكتفيت اليوم انتظروا مني الصفحة الثانية والتي تفوق هذة الصفحة تشويقا
في الصفحة القادمة قصف اليهود لسيارة في المنتزة .... وماذا فعل محمد واصحابه... في المشفى ... الخ انتظروني

الحلقة الثانية

الحلقة الثالثة وما قبل الأخيرة

***********************************************