التمييز في القرآن الكريم والسنة المطهرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216107 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7830 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 54 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859643 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393981 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 86 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-02-2024, 08:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي التمييز في القرآن الكريم والسنة المطهرة

التمييز في القرآن الكريم والسنة المطهرة (1من 2)



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين, أما بعد: فمن فضل الله تعالى وكرمه وإحسانه علينا أن جعل ديننا الحنيف سهلاً ميسراً وليس هذا فحسب, بل اشتملت آياتُهُ البينات على أساليب بلاغية تناسب كل الأفهام، وضرب الله تعالى الأمثال لزيادة الإيضاح والبيان، ومن ذلك أسلوب التمييز, الذي يأتي للتفريق بين القُبْحِ والحُسْنِ، والباطل والحق، والشر والخير, وتقول العرب: مِزْتُ الشيءَ أَمِيزُه مَيْزاً: عزلته وفَرَزْتُه، ويأتي في سياق هذا المعنى قول الشاعر: فالضَّدُّ يُظْهِرُ حُسْنَه الضَّدُّ... وبِضِدها تتبّينُ الأشيــاءُ
وأفضل من ذلك قول الله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (الأنفال: 37)، وقال تقدست أسماؤه: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 179).
فهذا المقال الذي جاء بعنوان: «التمييز في القرآن الكريم والسنة المطهرة» اشتمل على آيات بيّنات من القرآن الكريم، وأحاديث من السنة النبوية المطهرة لها دلالات ساطعات يسهل على الإنسان فهمها واستخلاص العظات واختيار ما ينفع في الحياة وبعد الممات، وترك السيئات وكسب الحسنات؛ فإن الإنسان يقع منه الخير والشر، قال ابن القيم رحمه الله: فإن في كل منا نفسَينْ، نفسا أمّارة، ونفسا مطمئنة، والخير كله مع النفس المطمئنة، والباطل كله مع النفس الأمّارة. اهـ.
وهذا التمييز يحثُ النفسَ المطمئنة على اختيار الخير وتغليبها على النفس الأمّارة. وقيل: لو أن الإنسان خُـيّرَ بين خزف باق وبين ذهب فانٍ لاختار الباقي على الفاني ، فكيف إذا كان الذهب هو السعادة في الدنيا والآخرة هو الباقي، والخزف وهو الدنيا ومتاعها وزخرفها هو الفاني، والمقارنة بين الشيء وضده تزيد الحق ضياء وبهاء وجلاء، والباطل قبحاً وسوءاً ونفوراً، وبذلك يُقبلُ المسلمُ على الخيرِ ويبتعدُ ويَنفِرُ ويحذر من الشر ويبغَضُهُ.
وشتان بين الأمرين والبون بينهما شاسع، والفرق بينهما كبير وكبير؛ قال تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون} (السجدة:18-20)، فوالله ثم تالله لا يستوي الخير والشر والظلمات والنور ولا الظل ولا الحرور؛ قال ربنا وخالقنا تبارك وتعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} (الجاثية:21)، وقال الله تقدست أسماؤه وتنزهت صفاته: {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار}(ص:28).
فمن تجردَ من الهوى والشيطان يجد أن طريق الحق والخير واضح وسهل وميسر أمامه بلا عناء ولا ريبة، ثم إن الله تعالى يعلمُ المُفسدَ من المصلح، ومن رحمته أن يسرَ لهم اختيار ما ينفعهم وأمرهم بترك ما يضرهم ويسوؤهم؛ حتى لا يضلوا ويزلوا ويروا أعمالهم حسنة وهي في الواقع سيئة وعاقبتها خسراناً مبيناً, قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (الكهف: 103-104)، أي أشد الناس خسراناً وبوارا الذين ليس لحياتهم ثمرة ولا فائدة الذين لم تكن أعمالهم في الحياة الدنيا على هدى واستقامة وتخالف ما أمر الله به, وما أرشدت إليه السنة المطهرة، ولا نكاد نرى مقارنة إلا وهي تتضمن في ثناياها بيان وتوضيح أي من المقارنتين خير والدليل الواضح البيّن والبرهان الساطع للهدى والرشاد؛ فمن وُفق للصواب فاز بالثواب ونُجّي من العذاب، أما من عاند وخالف واتبع هواه والشيطان خاب وخسر.
وفي هذا السياق: النفي والإثبات كما في شهادة «أن لا اله إلا الله»، فهي تنفي عبادة الآلهة وهي شرك، واثبات العبادة للإله الحق وهو الله تبارك وتعالى «التوحيد» وهو أنقى شيء في حياة المرء وأطهره وأشرفه وبذلك يُنقى مما يخدشه أو يُدنسه.
ولقد زاد الأمرَ ضياء هذه الآية الكريمة كما في قول الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَلا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} (يس: 60 - 61)، هنا نهي وإثبات: النهي عن عبادة الشيطان الذي هو عدو للإنسان، وليس المراد هو السجود للشيطان فقط، لكن عبادته لها صور شتي، كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي[ قال: «تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة: إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض».
أما الإثبات فهو العبادة لله وحده فذلك هو الطريق المستقيم والحق المبين.
وهذه الآية الكريمة تُميز الخير وتحض وتأمر به وترغب فيه، وتنهى عن الشر وتُنفر وتحذر من عواقبه؛ لأن عبادة الشيطان واتباع خطواته فيها الضلال والهلاك، ولكن عبادة الله وحده هي الصراط المستقيم. ولقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ قال: أفضل دعاء قول الإنسان: اهدنا الصراط المستقيم.ا.هـ. فإن الدعاء الخالص هو عبادة الله وحده.
وأيضا فقد أرشد الله تعالى عباده وميز لهم سُبل الهدى كما في قوله تقدست أسماؤه: {قُلِ الْحَمْدُ للَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمْ مَنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (النمل: 59 -64).
وهذا البيان الذي يُعدد فيه الله تعالى شيئاً من نعمه على عباده ألا يستحق صاحب هذا الإنعام أن يكون هو المعبود وحده وحقه علينا الشكر على نعمه التي لا تُعدُ ولا تُحصى؟! وترك تأليه من لا يملك لنفسه ولا غيره ضراً ولا نفعا.
ولقد أحسن ابن القيم حين قال: فإن من لطائف التعبد بالنعم أن يستكثر العبدُ قليلها عليه، ويستصغر كثير شكره عليها. اهـ. فما بالك إن كانت النعم كثيرة لا تُعد ولا تحصى؟! {وقليل من عباده الشكور}.
فإن اختار العبد الأفضل والأنفع لاختار عبادة الله الواحد القهار صاحب الإنعام والفضل الذي لا يقدر عليه سواه تبارك وتعالى، فكان التمييز زيادة في إزالة الشبهات والتلبيس وتقعيد قواعد التوحيد لأحقية الله تعالى وحده بالعبودية والألوهية وبذلك يفوز الإنسان في الدارين، والله تعالى أنزل نوراً ساطعاً وبرهاناً بيّناً لزيادة الإرشاد والتوفيق والسداد لجميع الناس، فقد أخبرهم تبارك وتعالى ببرهان عظيم، وضياء واضح وهو الدليل القاطع للعذر والحجة المزيلة للشُبه؛ قال جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} (النساء: 174).
وبعد هذا التبيان وغيره من الآيات الظاهرة في الكون وفي أنفسنا وما هو مشاهد من الدروس حري بالمرء أن يأخذ العِبر ويعتبر، وإلا فما فائدة العقل الذي تميز به الإنسان عن الحيوانات والجمادات؟! والعجب أن ترى البعض يؤثرون كساد تجارتهم على رواجها ونمائها، وعلى المرء أن يستفيد مما يعلم، وليس فقط تعلم ما ينفع.
وعلى المرء أن يحرص على ما ينفعه بالتجرد من الهوى وبذل الوسع في تلمُّس طريق الضياء والخير والرشاد، فإن غُم عليه فليسأل أهل العلم؛ عملاً بقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (النحل: 43). وقال تعالى أيضا: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (الأنبياء: 7).
وعلى أهل العلم والعلماء، وذوي الحكمة والحكماء، والأشراف من الناس الذين اشتهرت أمانتهم وذاعت بين الناس عدالتهم (ولوكانوا قِلّةً) عليهم دور كبير في النصيحة والدلالة على الخير خاصة بعد ما رأوا غيرهم ممن يؤثرون الغث على الثمين ويرغبون في الذي هو أدني على الذي هو خير مع أن الله تعالى بيّن لنا في كتابه العزيز بياناً ناصعاً؛ قال تعالى: {قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} (المائدة: 100).
قال ابن كثير – رحمه الله -: إن القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام الضار كما جاء في الحديث: «ما قل وكفى خير مما كثُر وألهى» ا.هـ.
وهذا الإرشاد من الله تعالى تسهيلاً وتوضيحاً وتمييزاً لعباده ليسهل عليهم اختيار الطيب واجتناب الخبيث في الأمور كلها، وإن ما ارتضاه الله تعالى لعباده لهو الخير والفلاح لهم في الدنيا والآخرة؛ فإن الله تعالى عليم بما يُفسد الحياة الدنيا والآخرة مما يُصلحهما؛ فإن الحياة بها من الأخلاط والأهواء العجيبة ما يجعل الأفكار تتلاطم جوانبها وتتشابك أطرافها، وتتلبد غيومها، وكثرة فتنها، حتى يصبح الحليم فيها حيرانا، لكن الله الكريم المنان لم يتركنا سدى، ومن فضله وإحسانه أن بيّن لنا الطرق المستقيم حتى نختار طرق الرشاد وننأى عن طريق الغواية والفساد؛ قال تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} (الإنسان: 3).
فعلى أصحاب العقول الراجحة وأولي الألباب والفِطر السليمة ان يختاروا لأنفسهم مع أي الفريقين؛ قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}، ولا شك أن سليم العقل وثاقب البصر وأهل البصيرة النافذة الذين ينظرون في عاقبة الأمور سيختارون النفيس ويجتنبوا الخسيس ، ويُقبلون على الدرجات العلا، ويعملون للنجاة من الدركات السفلى، ويفضلون الخير على الشر، والنعيم المقيم على العذاب الأليم، والحلال على الحرام، والراجح على المرجوح، ويكُثِرُوا من شكر الله تعالى على النعم باللسان والأركان وأداء حقوقها؛ فإن في شكرها وزكاتها نماء لها وكثرة بركاتها؛ قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (إبراهيم: 7).


اعداد: عمر شحات




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20-02-2024, 09:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التمييز في القرآن الكريم والسنة المطهرة




التمييز في القرآن الكريم والسنة المطهرة (2من 2)



استكمالاً لما جاء في المقال السابق في العدد الماضي من الآيات البينات والدلالات الباهرات على حث المسلمين والمسلمات على كسب الحسنات ودفع السيئات: فعلى الرغم من البيان والتبيان والوعد والوعيد نجد أن هناك من يختار الذي يضُر ويترك ويدع ما ينفع، ويندفع بلا تريث ويقع في الشهوات والشبهات حتى يصل إلى التهلكة، وإذا أراد أن يفيق يجد أن الشمس قد غربت، وسفينة العمر قد غرقت في الأوهام والأوحال، ودهمه الظلام، وأحاطت به الهوام.
ومن آيات التمييز الآيات المحكمات في قول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يبيِّن اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (آل عمران: 103).
جاء في التفسير: أي تعلقوا بأسباب الله جميعا، وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به, وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم من الألفة والاجتماع على كلمة الحق والتسليم لأمر الله؛ فإنه السبب الذي يوصل إلى البغية والحاجة, وزوال الخوف والنجاة من الجزع والذعر، وقيل: حبل الله: الجماعة، وإن الصراط تحضُره الشياطين, ينادُون: يا عبد الله هلم هذا الطريق! ليصدوا عن سبيل الله، لكن النداء الرباني لعباده - وهو عز وجل يرضى لهم الايمان ويكره لهم الكفر - عليكم بالاعتصام بحبل الله, وحبل الله هو كتاب الله, وجاء في الحديث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله[: «كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض». وقال آخرون: بل ذلك هو إخلاص التوحيد لله.
أما نهي الله تعالى عن التفرق: {ولا تفرقوا} فيعني جل وعلا: ولا تتفرقوا عن دين الله وعهده الذي عهد إليكم في كتابه من الائتلاف والاجتماع على طاعته وطاعة رسوله[ والانتهاء إلى أمره، وأن الله عز وجل قد كره لكم الفرقة, وحذركموها, ونهاكم عنها, ورضي لكم السمع والطاعة والألفة والجماعة, فارضوا لأنفسكم ما رضي الله لكم، وجاء في حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله[: «إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة , وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة». قال : فقيل: يا رسول الله, وما هذه الواحدة؟ قال: فقبض يده وقال: «الجماعة»، وكما قيل في ذلك: «يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنهما حبل الله الذي أمر به, وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة هو خير مما تستحبون في الفرقة»، فعلينا أن نختار حبل الله ونتمسك به ونترك الفرقة والتشتت.
ومن المثال يتضح المقال، قال الله تبارك وتعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا عَبْدًا مَمْلُوكًا لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (النحل: 76).
قال ابن كثير: عن ابن عباس: فالعبد المملوك الذي لا يقدر على شيء مثله كالكافر، فهل يستوي مع المرزوق الرزق الحسن الذي ينفق منه سرا وجهرا والمؤمن، ولما كان الفرق بينهما ظاهرا واضحا بيّنا قال الله تعالى: {الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون}.
كذلك فقد ذم الله تعالى بني اسرائيل على ضحالة فكرهم وتفاهة عقولهم، قال الله تعالى: {... قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير} (البقرة: 61)، ذلك لما أرادوا ترك ما أنعم الله به عليهم وطلبوا ما دون وأقل من هذا الإِنعام؛ لهذا يجب على الإنسان أن يتفكر دائماً فيما حوله من الآيات الواضحات البيّنات وأخذ العِبر النافعات في جميع أحواله وأعماله ويمعن النظر في حاله ومآله وعاجله وآجله.
ومن تمييز الخير عن الشر في أمور الدنيا وما يترتب عليها من خير وشر في الآخرة قول الله تعالى وهو يحذر المسلمين وعدم الاستهانة باختيار الزوج أو الزوجة؛ قال جل وعلا: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} (البقرة: 221). قال ابن كثير: أي إن الرجل المؤمن ولو كان عبدا حبشيا خير من المشرك وإن كان رئيسا سريا {أولئك يدعون إلى النار} أي معاشرتهم ومخالطتهم تبعث على حب الدنيا واقتنائها وإيثارها على الدار الآخرة، وعاقبة ذلك وخيمة في الوقت الذي يكون فيه المؤمن داعيا لحب الآخرة والرغبة فيها والزهد في الدنيا وعاقبة ذلك حميدة .
كذلك تمييز البخل والإسراف ويُفهم من ذلك التوسط بينهما بالاعتدال؛ قال تبارك وتعالى أيضا: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} (النحل: 29)، قال ابن كثير: فإن الله تعالى أمر بالاقتصاد في العيش ذاماً للبخل ناهياً عن السرف، ولا يكن الإنسان بخيلاً منوعاً لا يُعطي أحداً شيئاً، ولا يُسرف في الإنفاق فيُـعطي فوق طاقته ويُخرج أكثر من دخله فيقعد ملوماً محسوراً، وهذا تمييز رائع للخير عن طرفي الشر المذموم في الأمور المعيشية والاجتماعية؛ فإن البخيل مذموم من الله مكروه من الناس، وكما قيل فإن البخل يطمس كل فضيلة، وكذلك المسرف المبذر فإنه لا شك سيندم، لكن الكرم والجود (وهو الوسط بين البخل والتبذير) فإنه يطمس كل عيب.
ومن لطائف التمييز الذي ورد بالسنة المطهرة ما ورد في صحبح مسلم عَنْ أبِي مُوسَى - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ[ قَالَ: «مَثَلُ الجَليسِ الصَّالِحِ والجليس السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً»، ذلك أن الجليس والصديق والقرين الصالح إذا لم تستفد من دعوته ونصحه ودلالته للخير فإنك ستستفيد من أخلاقه ومعاملاته وسلوكه وهذا مثل العطار إن لم تشتر منه أهدى إليك أو أصابك من ريحه وعطوره الطيبة، وفي المقابل فإن الصديق والصاحب والجليس والرفيق السوء لابد أن تكون دلالته وجلسته وكلامه في الشر والعصيان والذم واقتراف السيئات، وذلك يتشابه مع الحداد صاحب الكير إن لم يصبك من ناره وشررها ما يحرق ثيابك أصابك من دخانه وملوثات الهواء فأيهما ستختار أخي الكريم؟
وقال تعالى أيضا: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ} (المؤمنون:102-103) أي من رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة فازوا فنجوا من النار وأدخلوا الجنة، وقال ابن عباس: أولئك الذين فازوا بما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا، وفي المقابل فمن ثقلت سيئاته على حسناته خابوا وهلكوا وخسروا وكانوا من أهل النار، فكيف يرضى الإنسان لنفسه أن يُحرم من الجنة ويكون من أهل النار بسبب أعماله (حسناته وسيئاته) فأي الفريقين تريد لنفسك أيها المسلم؟ والفرق شاسع والبون بينهما عظيم لا يعلم حقيقته إلا الله تعالى.
وهكذا في أحوال كثير من الناس تجدهم يعلمون أن صلة الأرحام تطيل العمر وتزيد في الرزق، وقطيعة الأرحام على العكس من ذلك، ومع هذا ترى من يختار قصر العمر وقلة في الرزق بسبب اختياره هو ورغبته هو، كذلك مثل المنفق والبخيل، وطاعة رسول الله[ ومعصيته؛ فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه لم يدخلها، أيضا الربا والبيع الحلال، وهكذا يندرج على سائر الأعمال في مسيرة الحياة.
كما أخرج الامام البخاري أن رسول الله[ قال: «الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ»، أي إنك لا تدري أي الحسنات التي يرحمك الله بها ولا تدري أي السيئات يكون الهلاك بسببها والوقوع في النار؛ ذلك أن المرء قد يفعل اليسير من الحسنات (حسب ظنه) فيكتب له الفلاح والنجاح والفوز بالرضوان بسببها، وكذلك قد يفعل اليسير من السيئات (وفق معاييره هو) فيكون ذلك سببا في هلاكه وخسرانه؛ فإن إبليس أُخرج من الجنة بسبب سجدة واحدة لم يسجدها، وآدم عليه السلام أُهبط من جنة الخلد بسبب لقمة أكلها؛ فلا يستصغر الانسان السيئة وإن هانت عليه، ولا يُقلل من أجر الحسنة وإن صغرت في عينه. وقال سفيان بن عيينة: إبليس ترك السجود كبراً فطرده الله من رحمته، لكن آدم عليه السلام أكل لقمة بشهوة ثم تاب فتاب الله عليه، ونبي الله موسى وكليمه عليه الصلاة والسلام لما قتل نفساً من بني إسرائيل تاب ورجع إلى الله فتاب الله تعالى عليه؛ قال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص 15 - 16).
لذلك كان هذا التمييز بين الأمرين من دواعي إقبال المسلم على الحسنات واجتناب السيئات، ولا يرتكب السيئة كبرا وعلواً، ولا يستهين بها ولا يستصغرها، قال الله تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ} (النور: 15)، وفي الصحيحين: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يدري ما تبلغ يهوي بها في النار أبعد مما بين السماء والأرض».
ولكن على المسلم إن وقع في السيئة أن يبادر بالتوبة والاستغفار والإنابة والرجوع إلى الله تعالى غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب؛ قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ} (الزمر: 53-55)،
ونختم بهذه الآية الكريمة وهي قول الله جل وعلا: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام: 122)، ذلك الذي كان غارقا في ظلمات الكفر والجهل والمعاصي كالميت، هل يستوي هو ومن أحياه الله بنور العلم والإيمان والطاعة فصار يمشي بين الناس في النور متبصرا في أموره مجتهداً في نفع نفسه وغيره، عارفا للشر مبغضا له ومحذرا منه؟! فهذا تمييز من الله تعالى وتنبيه منه جل وعلا بأن كل من الفريقين لايستويان كما لا يستوي الحي والميت والليل والنهار ، والضياء والظلمة .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.



اعداد: عمر شحات




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 72.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 70.39 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.00%)]