الرد على دعوى القول بوجود ألفاظ معربة في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216065 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859579 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393934 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2024, 03:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي الرد على دعوى القول بوجود ألفاظ معربة في القرآن

الرد على دعوى القول بوجود ألفاظ معربة في القرآن
نايف بن رشيد السعدون

انفردت اللغة العربية عن غيرها من سائر اللغات بمزايا عظيمة ونادرة؛ ومن أبرز تلك المزايا دقة التعبير، وتهتم كتب فقه اللغة بتفصيل الدلالة الدقيقة للألفاظ المتقاربة؛ قال الثعالبي: "لا يُقال: نَفَقٌ إلا إذا كان له منفذ، وإلا فهو سَرَبٌ، ولا يُقال: عِهْنٌ إلا إذا كان مصبوغًا، وإلا فهو صوف، ولا يُقال: لحم قديد إلا إذا كان معالجًا بتوابل، وإلا فهو طَبيخ، ولا يُقال: خِدْر إلا إذا كان مشتملًا على جارية مخَدَّرة، وإلا فهو سِتْر"[1]، ومن المزايا التي انمازت بها عن غيرها من سائر اللغات الإيجازُ، والمترادفات، والأضداد، والمعاني الكثيرة للفظ الواحد، والسجع، وتغير الأصوات بالحروف.

ولهذا عُرِفَ أصحاب هذه اللغة - وهم العرب - بالفصاحة والبلاغة، ووُسِمَت لغتهم اللغة العربية بلغة البيان والفصاحة، وكان عرب الجزيرة العربية أبعدَ ما يكونون عن الأمم الأخرى بفصاحة النطق، ووضوح المعنى، والبعد عن اللحن في القول؛ قال ابن فارس في تعليقه على الآيات الأولى من سورة الرحمن: "قدَّم جلَّ ثناؤه ذِكْرَ البيان على جميع ما توحَّد بخلقه وتفرد بإنشائه، من شمس وقمر ونجم وشجر، وغير ذلك من الخلائق المحكَمة، والنشايا المتقَنة، فلما خص جل ثناؤه اللسانَ العربي بالبيان، عُلِمَ أن سائر اللغات قاصرة عنه، وواقعة دونه"[2].

واختار الله سبحانه وتعالى اللغةَ العربية لتكون لغة كتابه الكريم الذي وقع فيه التحدي للعرب بأن يأتوا بشيء من مثله، فلم يستطيعوا، وعجزوا عن ذلك، وللإعجاز مسلكان: فالأول: تحدي الله للعرب أرباب البيان، والثاني: الدلالة على إعجاز القرآن من جهة العادة [3] في ثلاث خواصَّ؛ حيث يقول: "الخاصية الأولى الفصاحة في ألفاظه... والخاصية الثانية البلاغة في المعاني... والخاصية الثالثة جودة النظم وحسن السياق"[4]، إن اختيار اللغة العربية لغة للقرآن الكريم حمل الناطق العربي مسؤولية نشره، وتعليم أحكامه، وقبل ذلك تعلُّمه وإتقان علومه، وذلك ما قام به الفاضلون من العرب والمسلمين، حكَّامًا وعلماء على اختلاف أجناسهم.

ونزل القرآن الكريم بلسان قوم النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت قريشٌ أفصحَ العرب، وأشدهم تمسكًا بالعربية نطقًا وخطابًا، وأبعدهم عن أمم العجم؛ ومن هنا لا نكون مبالغين إذا قلنا يندر وجود اللفظ غير العربي في اللغة العربية في زمن قريش.

ومن الآراء المثيرة للجدل ادَّعاء البعض وجود ألفاظ أعجمية في القرآن بآراء متعددة، وتأويلات متنوعة، فآمَنوا بتلك الفكرة، وعَدُّوا بعض الألفاظ من قبيل الآتي: (الطور، الرقيم، السجل، الإستبرق، السندس، السَّرِيُّ، المشكاة، القسورة، الأباريق) ألفاظًا معروفة لدى اللغات الأخرى؛ كالفارسية والحبشية والسريانية، التي وردت في القرآن.

ومن اللافت أن البعض من المؤيدين المحدثين بالغوا في تأييد فكرة وجود اللفظ الأعجمي في القرآن الكريم؛ فيأخذون برأيهم هذا لهوًى في نفوسهم؛ هو التكريس لظاهرة الاقتراض بين العربية واللغات الأخرى، والاستدلال بانفتاح العربية على تلك اللغات؛ أملًا في تأصيل قضية النمو اللغوي دون تكليف أنفسهم عناء التمحيص والتدقيق البحثي، في حين يغضون الطرف عن النصوص القرآنية التي تواردت لإثبات عربية القرآن لغةً ولفظًا، ونَفْيِ أدنى وجود أثر لألفاظ العُجمة فيه عنه؛ ومن هذه الآيات ما يأتي:
1- قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2]، الذي قال فيه ابن كثير: "وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات، وأبْيَنُها وأوسعها، وأكثرها تأديةً للمعاني التي تقوم بالنفوس؛ فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات"[5].

2- قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ [النحل: 103].

3- قول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ [طه: 113].

4- قول الله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]؛ قال ابن كثير: "أي: هذا القرآن الذي أنزلناه إليك أنزلناه بلسانك العربي الفصيح الكامل الشامل"[6].

5- قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 27، 28].

6- قول الله تعالى: ﴿ حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 1 - 3]؛ قال ابن كثير: "أي: في كونه لفظًا عربيًا بَيِّنًا واضحًا"[7].

7- قول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ﴾ [الشورى: 7].

8- قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3].

9- قول الله تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأحقاف: 12].

وكانت تلك الآيات وغيرها مرتكزًا ومستندًا لثُلَّة من العلماء قديمًا وحديثًا في تصدِّيهم لإبطال هذه الدعوى ونقضها؛ ولأن المسألة خطيرة وشائكة فقد تعددت مجالات من تصدَّوا لها؛ فمنهم من كان ينتمي إلى حقل علم الشريعة، ومنهم من كان من علماء التفسير، والبعض الآخر هم اللغويون وعلماء العربية؛ أما علماء الشريعة فيَرَون أن شبهة احتواء القرآن على ألفاظ غير عربية من الشبهات التي يُقصَد منها النَّيل من الإسلام بمصدره الرباني، وذلك ما يتناقض مع النصوص القرآنية الصريحة الدالة على نزول القرآن بلسان العرب.

فالإمام الشافعي (ت: 205هـ) يرى وجوب الاعتقاد بأن لغة القرآن عربية نقية، وينكر وجود أي ألفاظ فيه من اللغات أخرى، ويرى البعض الآخر من علماء الأمة أن زَعْمَ وجود كلمات أجنبية في القرآن الكريم هي حصيلة دسٍّ وتشويه تستهدف الطعن في الثوابت الأساسية المتصلة بالعقيدة، والقرآن الكريم،وذكر السيوطي أن أغلب العلماء ينفون وقوع الألفاظ المعربة في القرآن؛ ومنهم الإمام الشافعي، وابن جرير، وأبو عبيدة، والقاضي أبو بكر، وابن فارس[8].

وينفي الإمام المفسر الطبري وجود ألفاظ من غير الأعلام المفردة فيقول: "غير جائز أن يتوهم على ذي فطرة صحيحة مُقِرٍّ بكتاب الله ممن قرأ القرآن، وعرَف حدود الله، أن يعتقد أن بعض القرآن فارسي لا عربي... بعدما أخبر الله تعالى ذكره عنه أنه جعله قرآنًا عربيًّا"[9]، ويضيف بعد تحقيقاته قائلًا: "فبَيِّنٌ إذًا خطأ من زعم أن القائل من السلف: في القرآن من كل لسان، إنما عنى بقِيله ذلك أن فيه من البيان ما ليس بعربيٍّ، ولا جائز نسبته إلى لسان العرب"[10].

وختامًا، فإن الأمر يستلزم من أصحاب الدعاوى التمعُّن في الآيات القرآنية الواردة في إثبات عربية القرآن، والغوص في دلالاتها، والعودة إلى البحث الدقيق وتمحيص الآراء، واستخلاص الآثار الواردة من السنة؛ ليجدوا أنها تُثْبِت نقض دعواهم تلك بوجود اللفظ الأعجمي في القرآن.

[1] الثعالبي، كتاب فقه اللغة وسر العربية، تحقيق: ياسين الأيوبي، ط2، المكتبة العصرية، بيروت، 2000م، ص59.

[2] ابن فارس، الصاحبي في فقه اللغة ومسائلها وسنن العرب في كلامها، تحقيق: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997، ص19.

[3] يحيى حمزة العلوي، الطراز المتضمن لأسرار وعلوم حقائق الإعجاز، تحقيق: مجموعة من العلماء، دار الكتب العلمية د. ت، ج 3، ص 367 – 386.

[4] نفسه، ج 3، ص 404-405.

[5] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: أحمد بدر الدين بن عبدالعزيز، ج4، ص276.

[6] نفسه، ج5، ص490.

[7] نفسه، ج5، ص429.

[8] جلال الدين السيوطي، المهذب، تحقيق التهامي الهاشمي، د.ت، ص57.

[9] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تفسير الطبري، تحقيق: عبدالله بن عبدالمحسن التركي، دار هجر، ج1، ص18-19.

[10] نفسه، ج1، ص19.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.96 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]