التنبيهات في التصحيفات والتحريفات - الصفحة 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 33 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 55 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 23 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          دروس رمضانية السيد مراد سلامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 340 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 730 )           »          منيو إفطار 18رمضان.. طريقة عمل كبسة اللحم وسلطة الدقوس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          5 ألوان لخزائن المطبخ عفا عليها الزمان.. بلاش منها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          5 طرق لتنظيف الأرضيات الرخامية بشكل صحيح.. عشان تلمع من تانى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 30-07-2022, 06:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (10/ 18)
الشيخ فكري الجزار




أمثلة من التصحيفات والتحريفات

* "قوله - تعالى -: ﴿ لاَ ذَلُولٌ ﴾ [البقرة: 71] إذا وقَع فَعُولٌ صِفةً لم يَدخُلْهُ الهاء للتأنيث، تقول: امرأة صَبور وكَشُور،...... وتكون الجُمْلة صِفة. ﴿ تُثِيرُ ﴾ [البقرة: 71] في موضِع نصب حالاً مِن الضمير في ﴿ ذَلُولٌ ﴾.

"إملاء ما مَن به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن" أو "إعراب القرآن" (ص43) للعكبري (538-616هـ) ط أولى (1399هـ - 1979م) - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.

قوله: "لم يدخلْه الهاء للتأنيث": كذا وقع.

وكأنَّ الهاء لم تَدْخُلْه بسبب التأنيث، وليس صوابًا.

إنما الصواب: "لم تدخله - بالتاء المثنَّاة فوق - هاءُ التأنيث"؛ أي يكون في المذكَّر والمؤنَّث سواءً.

قوله: "كَشُور":
كذا وقَع بتقديم الكاف - وهو الباسِم بحيث تظهر أسنانُه[1].

قلت: والظاهِر أنَّه تصحيف، ومعناه غيرُ مراد هنا.

إنما المراد: "شَكُور" من الشُّكر؛ لمناسبته لـ"صبور"، والله أعلم.

تنبيه: جاء في "أساس البلاغة" مادة: "ك ش ر" (1/310): "وَإِنَّ مِنَ الْإِخْوَانِ إِخْوَانَ كَشْرَةٍ...... " بفتْح الكاف.

والذي في "اللسان": "... إخوان كِشْرةٍ... والفِعْلة تجيءُفي مصدر فاعَلَ".

وضبَطه في "اللسان" (5/3881) و"القاموس المحيط" (2/126) بالكسر. قال: "والاسم: الكِشْرَة - بالكسر - كالعِشْرة"[2].

قوله: "حالاً":
كذا وقَع بالنصب، ولعلَّه على تقدير "تكون" محذوفة، فـ"حالاً" خبر منصوب، أو لعلَّه عطفًا على "الجملة".

والأولى عندي: "حالٌ" بالرفْع بمعنى: "فهي حالٌ"، والله أعلم.

* "... وتقول: لما رآني كَشَر وأستبشر... ".

"أساس البلاغة" (2/310)

قوله: "وأستبشر":

كذا وقَع بهمزة قطْع؛ أي: وأستبشِر أنا، ولا معنى له هنا.

والصواب:
"...... واستبْشَر.. "؛ أي: هو، بهمزة وصْل، لا بهمزة قطع.

* "(لا) نافية، (تعبدون) فِعْل مضارع مرفوع، والواو فاعل: (إلا) أداة حصر (الله) مفعولٌ به، والجُملة لا محلَّ لها؛ لأنَّها مفسرة والخبر بمعنى النهي؛ أي (وبالوالدين) الواو حرف عطف...".

"إعراب القرآن" درويش (1/137)[3].

قوله: "(الله) مفعولٌ به": غير مقبول، ولا لائق.

والأولى أن يقال: "لفظ الجلالة منصوبٌ على المفعوليَّة".

كلمة "أي" زائدة، لا معنى لها، فيجب حذفها.

* "وقد خال يخال خالاٌ".

"القاموس المحيط" (3/361).

قوله: "خالاٌ":
كذا وقَع بضمَّتين على الألِف، وهو تحريفٌ لا يُمكن نطقُه.

والصواب:
"خالاً" بفتحتين[4].

* "لا يقوم بالتمامِ في الوقف إلا نحويٌّ، عالِم بالقراءات، عالِم بالتفسير والقصص وتلخيص بعضِها مِن بعض... ".

"البرهان في علوم القرآن" (1/343) الزركشي (745-794هـ) - دار التراث - مصر - بدون تاريخ.

قوله: "وتلخيص":
كذا وقَع بتقديمِ اللام قبل الخاء المعجَمة، وهو تصحيفٌ، قد يخفَى على كثيرين، ولكن لا معنى له هنا؛ لأنَّ (التلخيص) هو اختصارُ موضوعٍ ما أو عِدَّة موضوعات متَّفقة في شيءٍ ما؛ بغرضِ إظهار أهمِّ ما فيها.

قلت: وليس مرادًا هنا.

والصواب: "تخليص" - بتقديم الخاء - وهو: فصلُ المختلفاتِ عن بعضها. وهو المرادُ هنا بدليل قوله: "بعضها مِن بعض" وهو ما يُفهَم مِن السياق، والله أعلم.

* "فقال: ((لَتُسَوُّنَّ عبادة عباد الله صفوفكم)).

"النووي على مسلم" (2/79) "تسوية الصفوف وإقامتها".

كذا وقَع، وفيه تقديمٌ وتأخير، وزِيادة.

والصواب: "فقال: ((عبادَ الله، لَتُسَوُّنَّ صفوفَكم))[5]. وكلمة "عبادة" مُقحَمة.

* "قوله: (أو ليُخالفنَّ الله بين وجوهكم.........

واختُلف في الوعيدِ المذكور فقيل: هو على حقيقتِه، والمراد تسوية الوجه بتحويل خَلقِه عن وضْعِه بجعْله موضعَ القَفَا أو نحو ذلك".

"الفتح" (2/242) [الأذان - باب تسوية الصفوف عندَ الإقامة وبعدها]

قوله: "تسوية الوجه":
كذا وقَع بسين مُهْمَلة وآخره تاء مربوطة، والظاهِر أنه تحريف.

والصواب: "تشويه" بشين مُعْجَمة وآخره هاءٌ مربوطة.

يدلُّ عليه قوله بعده: "بتحويلِ خَلقِه عن وضعه بجعْلِه موضعَ القفا"، وكذلك قوله بعده: "أو نحو ذلك"؛ أي: مِن الصُّوَر المخالفةِ للتكريم.

كما يدلُّ عليه قولُ النووي[6] - رحمه الله تعالى - في شرْح الحديث: "قيل: معناه يمسخها - أي الوجوه - ويُحوِّلها عن صورها".

فقول النووي - رحمه الله تعالى: "يَمْسَخُها" يدلُّ على التشويهِ لا على التسوية.

كما يدلُّ عليه قولُ الحافظ[7] - رحمه الله تعالى -: "فهو نظيرُ ما تقدَّم من الوعيد فيمَن رفَع رأسَه قبلَ الإمام أن يَجْعَل الله رأسَه رأسَ حِمار".

هذا أيضًا تشويهٌ لا تسوية.

وقد استدلَّ النوويُّ - رحمه الله تعالى - بهذا الوعيدِ الأخير على صِحَّة القول بالمَسْخ، فقال: "لقولِه - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم -: ((يَجْعَل الله صورتَه صورةَ حِمار))"[8].

ولو قيل: ليس ها هنا تحريف؛ لأنَّ التسوية المقصودة هي طمْس معالِم الوجه بحيث يَصير شيئًا واحدًا، وهذا تشويه.

قلت: هذا معنى صحيحٌ للتسوية، ولكنَّه غيرُ مرادٍ هنا بدليل ما قدَّمتُ.

* "وقال خلف بن هشام[9]: كنتُ أحضُر قراءتَه[10] والناس ينقطعون مصاحفَهم على قراءته".

"تهذيب التهذيب" (7/276) "ترجمة الكِسائي علي بن حمزة".

قوله: "ينقطعون":
كذا وقَع بعينٍ مُهْمَلة قبل الواو، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"يَنقطون" مِن النَّقْطِ لا مِن القطع.

ثم وجدتُه على الصواب في "تاريخ بغداد" (11/409).

* فقال الكسائيُّ: "أوَ مِثْلي يُخاطَب بهذا؟ وهل مع العالِم من العربية الأفضل بُصاقي هذا... ".

"تاريخ بغداد" (11/409)

قوله: "الأفضل":
كذا وقَع كلمة واحِدة، بصِيغة التفضيل، وهو تحريفٌ شديد، ولا معنى للعبارة على هذه الصورة.

والصواب:
"... إلا فَضْل.... ".

أي إنَّ ما مع العالِم مِن العربية لا يقارن بما مَع الكسائي؛ لأنَّه فَضْلُ بُصاقِه. هذا قوله.

* "قال: كان رجلٌ يجئينا يغتاب الكِسائي... ".

"تاريخ بغداد" (11/410).

قوله: "يجئينا":
كذا وقَع بتأخيرِ الياء المثنَّاة تحتُ، وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"يجيئنا" - بتقديمِ الياء المثنَّاة تحت - مِن المجيء[11].

* "ما وعَد الله محمدًا - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - مِن شيء إلا وقدْ علم[12] أنه[13] سيكون حتى مات[14]، ولكنة لم يزلِ البلاءُ بالرسل حتى ظنُّوا أنَّ مَن معهم مِن المؤمنين قد كذَّبوهم".

"تفسير الطبري" (16/307) - تحقيق الشيخ/ محمود محمد شاكر وخرَّج أحاديثه الشيخ/ أحمد شاكر - ط الثانية - دار المعارف - مصر (1969م).

قوله: "ولكنة":
كذا وقَع آخره تاء مربوطة.

اللُّكْنة - آخره تاء مربوطة - العُجْمة في اللِّسان والعِي. وهذا المعنَى غير مرادٍ هنا، ولا اتِّصال له بهذه العبارة مِن قريب أو بعيد.

قلت: وهذا تحريفٌ فاحشٌ شنيع.

والصواب:
"ولَكِنَّه" - آخره هاء - للاستدراك.

* "﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ[يوسف: 110]، قال قلت: أكُذِبُوا أم كذَّبوا؟ قالت عائشة: كذَّبوا... ".

"الفتح" (8/217) [التفسير - يوسف/110]

قوله: "كَذَّبوا":
كذا وقَع بفتح الذال المعجَمة مع التشديدِ وفتْح الكاف.

أي: إنَّ التكذيب وقَع مِن الرسل - حاشاهم - فهذا تحريفٌ شنيع.

والصواب:
"كُذِّبوا" بالخفْض مع التشديدِ وضَمِّ الكاف.

وهذا هو مقصودُ السائل لعائشة - رضي الله عنها - فإنَّه كان يسألها يقرأ بتخفيفِ الذال المعجمة أم بِتَثْقِيلها.

* "كأنَّهم قالوا: بعَثَكم الرحمن الذي وعدَكم البعثَ وأرسل إليكم الرسلَ فصَدَقوكم وليس الأمرُ كما تظنُّون، فإنه ليس يبعث النائم فيهمكم السؤال عن الباعث، وإنَّما هو البعثُ الأكبر ذو الأهوال".

"الكشاف" (3/284)[15]

قوله: "يبعث".

كذا وقَع أوله ياء مثنَّاة تحتُ، وهو تحريف.

والصواب:
"... ببعثِ النائم... " أوله باء موحَّدة تحتُ، لا ياء مثنَّاة تحت، بدليل.

قوله: "إنما هو البَعْث".

ولو قال قائل بصحَّة المثبت "يبعث".

قلت: لا يصحُّ بحالٍ؛ فإنَّه ينفي بعثَ النائم، وهذا خلافُ ما تراه العيون؛ فإنَّ النائم يُبعث بالاستيقاظ.

* "والثاني: أنَّ المرفوعَ منها معطوفٌ على الضميرِ في قوله (بالنفس)، والمجررات على هذا أحوالٌ مُبيِّنة للمعْنى؛ لأنَّ المرفوعَ على هذا فاعلٌ للجار".

"إملاء ما مَنَّ به الرحمن" (1/216)[16].

قوله: "والمجررات":
كذا وقَع، وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"المجرورات" - بواو بين الرَّائين المهملتين - جمْع (مجرور).

وقوله: "أحوال" جمْع "حال"[17].

* "... ثم نُعلِّق على ما بعض نراه جديرًا بالتعليق".

"إعراب القرآن" درويش (7/462)

قوله: "على ما بعض نراه":
كذا وقَع، ولا معنى له.

والصواب:
"ثم نُعلِّق على بعضِ ما نراه جديرًا بالتعليق".

بتأخير "ما " بعد "بعض".

* "الثالث: قوله في الثاني[18]: (إنَّه كان يقول في الصلاة) وإنْ كان ظاهرُه أنَّ الصلاة المكتوبة، لكن يُحتمل أن يكونَ المراد بقولِه (في الصلاة)؛ أي: في صِفة الصلاة عليه... ".

"الفتح" (11/168) [الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم].

قوله: "ظاهره أنَّ الصلاةَ المكتوبة، لكن يحتمل... ".

الكلام قبلَ الاستدراك يجب أن يكون تامًّا حتى يصحَّ الاستدراكُ عليه بـ"لكن"، وليس الأمرُ كذلك هنا بسببِ عبارة: "أنَّ الصلاة المكتوبة"؛ فإنها غير مفهومة المعنى.

فإما أن نقول بوقوع سقْط، وهو خبر "أن"، فيكون صواب العبارة: "... أن الصلاة المكتوبة هي المرادة".

أو أن تكون العبارة: "أنَّه أراد الصلاة المكتوبة".

أو أن تكون: "أنَّ الصلاة هي المكتوبة".

وإما أن نقول بوقوعِ تحريف.

فيكون الصواب:
"أنَّها الصلاة المكتوبة"، والله أعلم.

* "... ومَطْلِه المقتضي كان لحبسه تخصيصًا".

"نهاية السول شرح منهاجِ الوصول في علمِ الأصول" (2/80) - الإمام جمال الدين عبدالرحيم الأسنوي (ت772هـ) - مطبعة صبيح وأولاده - مصر - بدون تاريخ.

قوله: "كان لحبسه تخصيصًا" فيه تخصيص الحبْس، وليس مرادًا، فهو تحريف.

والصواب:
"ومَطْلِه المقتضي لحبسه كان[19] تخصيصًا".

[1] انظر: "اللسان" (5/3881).

[2] عبارة اللسان: "والاسم: الكِشْرة: كالعِشْرة"، وعبارة القاموس: "والاسم: الكِشْرة بالكَسْر".

[3] إعراب قوله - تعالى -: ﴿ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة: 83].

[4] انظر: "اللسان" (2/1304) (خيل).

[5] وكذا لفظ الحديث عندَ مسلم في الموضِع المذكور.

[6] الشيخ، الإمام، العلاَّمة، شيخ الإسلام، أستاذُ المتأخِّرين، والداعي إلى سبيلِ السالفين، الحافِظ، الزاهِد، صاحِب التصانيف، محيي الدين، أبو زكريا يحيى بن شرف بن مِرَى بن حسن بن حسين بن حِزام النووي (نِسبةً إلى نوا، وهي بُليدة قريبة مِن دمشق)، (631 - 676هـ).

انظر: "طبقات الشافعية" (8/395)، "تذكرة الحفاظ" (4/1470) و"معجم المؤلفين" (4/98).

[7] الحافظ الكبير الشَّهير، قاضي قُضاة الدِّيار المصريَّة، وعالمها، وشاعرها، الإمام المنفرِد بمعرفةِ الحديث وعِلله في الأزمِنة المتأخرة، شهاب الدِّين، أبو الفضل، أحمد بن علي بن محمَّد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر (وحجَر لقبٌ لبعض آبائه)، العسقلاني الأصْل، القاهري (مولدًا)، الشافعي (مذهبًا)، زادتْ تصانيفُه على مائة وخمسين مصنَّفًا.
انظر: "البدر الطالع" (1/87)، "النجوم الزهرة" (15/259) و"معجم المؤلفين" (1/211).

[8] انظر: "النووي على مسلم" (2/78) [الصلاة - باب تسوية الصفوف وإقامتها].
تنبيه: كذا قال النووي: "يجعل الله صورتَه صورةَ حِمار".

والرواية في مسلم: ((يُحوِّلَ الله صُورتَه صُورةَ حِمار)).

أو ((يَجْعَلَ الله وجهَه وجهَ حِمار)).

قلت: وهو كثيرٌ عندَ النووي - رحمه الله تعالى - أن يذكُرَ الرِّواية بالمعنى.

تنبيه ثانٍ: قوله: "يَجْعَل" و"يُحوِّلَ" بالنصب؛ لأن الرواية: "أن يجعلَ" و"أن يُحوِّلَ".

[9] الإمام، المقرِئ، أبو محمَّد، خلَف بن هشام بن ثَعْلَب بن خلف بن ثَعْلب (ت229هـ).
انظر: "مناهِل العرفان" (1/463)، "تحبير التيسير" (16-19) و"المبسوط" (19. 76-82).

[10] يعني الإمام الكسائي، إمام القِراءة والعربية. انظر: "السير" (9/131).

[11] وهذه أيضًا مترتِّبة على التي قبلها، وكلها كانتْ في البحث في ترجمة الكِسائي لإثباتها في كتابنا "سبيل الهُدَى في الوقف والابتدا" يسَّر الله طبعه قريبًا.

[12] أي: النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وهذا ليقينِه بالله تعالى.

[13] أي: هذا الموعود.

[14] قوله: "حتى مات" أي: ظلَّ هذا حال النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - حتى مات.

[15] في تفسير قوله - تعالى -: ﴿ مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا [يس:52].

[16] في إعراب قولِه - تعالى -: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ.... [المائدة: 45].

[17] وهو المذكور في كُتُب النُّحاة، كما في ألفية ابنِ مالك:
الْحَالُ وَصْفٌ، فَضْلَةٌ، مُنْتَصِبُ
مُفْهِمُ فِي حَالٍ كَفَرْدًا أَذْهَبُ


أو هو: وصف فضلة مسوق لبيانِ هيئة صاحبِه، أو تأكيدِه، أو تأكيد عاملِه، أو مضمون الجملة قبْلَه.

نحو: ﴿ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ [القصص: 21] فكلمة ﴿ خَائِفًا ﴾ حال.

انظر: "ابن عقيل" (2/242)، "متن الآجرومية" (16)، "متن شذور الذهب" (16) و"جامع الدروس العربية" (3/78).

وليس المقصودُ بالحال ما يكون عليه الإنسانُ مِن خير أو شر.

انظر: "اللسان" (2/1057).

[18] أي: في الحديث الثاني.

[19] أي: يُسمَّى هذا تخصيصًا لا نسخًا.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 30-07-2022, 06:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (11/ 18)
الشيخ فكري الجزار






أمثلة من التصحيفات والتحريفات

* "... فمحال أن يَذكُر الله عزَّ وجلَّ أو رسوله صلَّى الله عليه آله وسلَّم لفظه إلا لفائدة، وقد ذَكَر عليه السلام السائمةَ، فلو لم يكُنْ لها فائدةٌ لمَا ذكرَها.

...... ونحن مقرُّون أنَّ الله تعالى لم يذكُرْ لفظه إلا لفائدة... ".

"الإحكام في أصول الأحكام" (7/344-345) الإمام ابن حزم (384-456هـ) ط أولى (1405هـ - 1985م) دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.

قوله: "لفظه":
كذا تكرَّر آخرُه هاء، وهو تحريف عجيب.

والصواب:
"لفظة" آخره تاء مربوطة، وهي مَفْعول.

أي: إنَّ كل كلمةٍ في كلام الله أو رسوله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - لا يمكن أن تخلو من فائدة.

وهذا معنًى مستقيمٌ.

ثم إنه لا يُقال: "فلانٌ ذَكَر لَفْظَه"؛ فإنَّه لا معنى له.

وقد ذكَرَه على الصواب بعده بسطرٍ واحد.

* "ولو حظر الله علينا جلْدَ الزاني مائة...... فأما إذا أباحنا جلدَ الزاني مائة، أو أوْجبه علينا... ".

"المعتمد في أصول الفقه" (1/146) أبو الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري المعتزلي (436هـ) - قدم له وضبطه الشيخ/ خليل الميس. مدير أزهر لبنان.

ط أولى (1403هـ - 1983م) - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان

قوله: "أباحنا":
تحريف ظاهرٌ لا معنى له.

والصواب:
"أباحَ لنا".

* "الفصل السابع: فيما يتقدَّم مِن حقوق العباد على حقوقِ الربِّ رِفقًا بهم في دُنياهم.

وله أمثلة:.......
....

ومنها: الانهزامُ[1] يوم الزَّحْف، وهو جائزٌ إذا أرْبَى[2] عددُ الكَفَرة على عدد الإسلام[3] مع التقارب في الصِّفات[4]، وليس منها وجوبُ الفرار من الكُفَّار في حقِّ مَن علم أنه لو ثبَت لقُتِل من غير نكايةٍ في الكفَّار... ".

"قواعد الأحكام في مصالح الأنام" (1/127) العز بن عبدالسلام (ت660هـ)

طبعة جديدة مضبوطة منقحة (1410هـ - 1990م) - مؤسسة الريان - بيروت - لبنان.

قوله: "وليس منها":
لا معنى له، وليس مرادًا بدليلِ السِّياق والسباق.

والصواب:
"ومنها وجوب الفرار... ".

أمَّا كلمة "ليس" فمُقْحَمة؛ لأنَّه كان بصدد عدِّ بعض حقوق العباد التي تُقدَّم على حقوق الله رِفقًا بهم، وهذه منها؛ فإنَّه ليس في الثَّبات في هذه الحالة أيُّ مصلحةٍ شرعيَّة.

* "ووحَّد النعتَ لأنَّ (الرِّشْق) جمعٌ على لفظِ الواحد، وكلُّ ما كان كذلك كنتَ بالخيار في جمْعِ نعْته وأفراده".

"تهذيب إصلاح المنطق" (1/58) الخطيب التبريزي (421-508هـ)

الهيئة المصرية العامة للكتاب (1986م).

قوله: "وأفراده":
كذا وقَع بهمزة مفتوحة، فهو جمْع (فرد)، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"إفراده" بكسْر الهمزة، ضد الجمْع وهو المراد هنا، وبه يثبُت الخيار في جمْع النَّعْت وإفراده.

* "وفي الباب عن أبي هريرة[5] وعمرِو بن دينار[6] قَهْرَمانِ آل الزبير شيخٍ بصريٍّ...".

"سنن الترمذي" (5/493) [الدعوات - باب ما يقول إذا رأى مبتلى].
1- قول الترمذي: "وفي الباب عن.... ".

المعروف أنَّ الترمذي - رحمه الله تعالى - يقصد بهذه العبارة ذِكْر الصحابة الذي رَوَوا الحديثَ ولم يُخرِّج هو حديثهم:

وهنا قد ذَكَر أبا هريرة - رضي الله عنه - مع أنَّه أخرَج حديثَه بعدَه، فهذا خلافُ صنيعه المعروف في كتابه.

2- قوله: "وعمرِو بن دينار":
كذا وقَع بالخفض عَطفًا على "أبي هريرة".

وعمرو بن دينار ليس صحابيًّا، فلا يدخُل في قول الترمذي: "وفي الباب عن.... " كما سبَق.

3- ثم إذا نظَرْنا في العبارة نجد أنَّها لا تستقيم بالعطف، على ما ذكَرْناه، والصواب أنَّ الواو في قوله: "وعمرو بن دينار" استئنافية، يقصد بها الترمذيُّ - رحمه الله تعالى - بيانَ حالِ عمرٍو هذا، فاختلط المعنى على الناسِخ فعَطَفَها.

4- وعليه فلا يجوز خفض (عمرو)؛ إنما الصواب: "عمرو" بالرَّفْع، وكذلك (قَهْرَمان)؛ لأنَّها بدل، و(شيخ)؛ لأنَّها صفة لـ"عمرو".

* "ووقَع في المُحْكَم للمغربي الضرير[7] المتأخِّر...... وهذا غيرُ مقبول منه؛ فإنَّه لا يَقبل ما ينفرد به؛ لأنَّه كان يغلَط، ويُغالطونه كثيرًا، وكأنَّه أضربه مع كِبر حجم الكتاب ضرارته"[8].

"التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير" (1/260) الحافظ ابن حجر - عُنِي بتصحيحه عبدالله هاشم اليماني (1384هـ - 1964م) - دار المعرفة - بيروت - لبنان.

قوله: "ويغالطونه":
كذا وقَع بألف بعد الغين المعجَمَة، وهو تحريف.

والصواب: "يُغلِّطونه"؛ لأنَّه يقال: غَلِط في الأمر يَغْلَط غلَطًا، وأغْلَطَه غيرُه[9].

فهي مِن التغليط.

أما: "يُغالطونه"، فهي مِن (المغالطة).

قال في "اللِّسان":" وأراد - أي (الأغلوطات) في الحديثِ - المسائل التي يُغالَط بها العلماءُ ليزِلُّوا... ".

قوله: "أضربه":
كذا وقَع كلمةً واحدة، وهو تحريف.

والصواب: "أضرَّ به" - كلمتان - من "الضر".

* "ونستشفُّ كذلك من التشبيهاتِ بيئات الشعراء، ومالا قوة في تلك البيئات مِن الأشياء، فعلق بمحيلاتهم فأكْثَروا مِن التشبيه بها... ".

"غرائب التنبيهات على عجائب التشبيهات" (20) علي بن ظافر الأزدي المصري (ت623هـ) تحقيق: د. محمد زغلول سلام ود. مصطفى الصاوي الجويني - دار المعارف - مصر - بدون تاريخ.

قوله: "ومالا قوة":
كذا وقَع بفَصْل اللام ألف عمَّا بعدها وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"وما لاقَوْه" مِن قولك: لَقِي الأمر؛ أي: تعرَّض له، وقدْ لاقوه.

قوله: "بمحيلاتهم":
كذا وقَع بحاء مهملة، وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"بمخيلاتهم" - بخاء معجمة - جمع (مَخِيلَة)[10].

* "أخالتِ السماء وهي مَخِيلَةٌ. هذا يُقال على أربعةِ أوجه: خالَتْ وأخالَتْ وخَيَّلَتْ وتَخيَّلَتْ. وأصلها في المَخِيلَة يُخَيُّلُ إليك أنها ماطرة".

"تهذيب إصلاح المنطق" (2/258) أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي (421-502هـ) - الهيئة المصرية العامة للكتاب - مصر (1987م).

قوله: "يُخَيُّلُ":
كذا وقَع بضم الياء المشدَّدة.

وهو تحريفٌ يستثقل نُطْقه.

والصواب:
"يُخَيَّلُ" بالفتح.

* "وإنه لمَخيلٌ للخير. أي: خليق له. وقد أخْلَيتُ فيه خالاً من الخير".

"تهذيب إصلاح المنطق".

قوله: "أخليتُ":
كذا وقَع بتقديمِ اللام، وهو مِن الإخلاء.

فهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"أخْيَلتُ".

بتقديم الياء المثنَّاة تحت قبل اللام[11].

* "... ونعلم من تشبيهات للطُّغْرائي[12]، ولعليِّ بن ظافر[13] أنَّ القوم كانون يصنعون تأنقًا قطعًا من المسك في كئوس الشراب... ".

"غرائب التنبيهات" (22).

قوله: "يصنعون":
كذا وقع بصاد مهملة بعدها نون - من الصنع - وهو تحريف.

والصواب:
"يضعون" بالضاد المعجمة.

يؤيده قول ابن ظافر بعده:
أو قطعة المسك إذا ألقيت

في وسط كأس ملئت خمرًا

قوله: "ألقيت في وسط كأس" بمعنى وضعت.

أما "يصنعون" بالصاد المهملة بعدها نون، فلا معنى لها هنا.

* (5) الحسام: طع السيف القا، والكهام السيف غير القاطع".

"غرائب التنبيهات" (4).

قوله: "الحسام: طع السيف القا":
لا يفهم له معنى.

والصواب:
"الحسام: السيف القاطع.... ".

* "فقال الزَّمَخْشري[14] في قوله - تعالى -: ﴿ أَحْكَمُ الحَاكِمِينَ ﴾ [هود: 45]؛ أي: أعدلُ الحُكَّام وأعلمهم؛ إذ لا فَضْل الحاكم على غيرِه إلا بالعِلم والعدْل، ورُبَّ غريق في الجهْل والجَوْر[15] مِن مُقلِّدي زماننا في لقب أقْضَى القضاة ومعناها: أحْكَم الحاكمين، فاعتبرْ واستعبِر".

"الفتح" (10/606) [الأدب - باب أبغض الأسماء] نقلاً عن الزمخشري[16].

قوله: "الحاكم":
كذا وقَع بالتعريف، ولا يستقيمُ المعنى به، فهو تحريف.

والصواب: "لحاكم" بلام الخفْض، وكذلك يتَّضح المعْنَى ويستقيم.

قوله: "مِن مُقلِّدي زماننا في لقبِ أقْضَى القضاة"، عبارة مضطربة.

وصوابها مِن "الكشاف": "مِن مُتقلِّدي الحكومة في زَماننا[17] قد لُقِّب: أقضى القضاة".

وهذا مِن التحريف الذي يَصعُب الاهتداءُ إلى صوابه.

* "... وإنَّما فَعَلوا ذلك لأنَّها رُجُوعُ عمَّا أصابَ أوَّلَ الكلام... ".

"اللسان" (5/4070/3/7).

قوله: "رجوع":
كذا وقَع بضم آخِرِه وكأنَّ في العبارة سقطًا.

والصواب:
"رجوعٌ" بالتنوين.

* "... ولا يَنبغي أن توجدُ الزيادة... ".

"اللسان" (5/4070/3/33).

قوله: "توجدُ":
كذا وقَع بالرَّفْع، وهو تحريف.

والصواب:
"توجدَ" بالنَّصْب؛ لدخولِ "أن" الناصبة على الفِعل.

* "المغيرة بن سُعْبَة[18]..... "

"اللسان" (5/3340/1/8).

قوله: "سعبة":
كذا وقَع بالسِّين المهملة أوَّله، وهو تحريف.

والصواب:
"شُعْبة" بالشين المعجمة.

* "... وحقيقة الفتخة أن تكون في أصابع الرَّجْلَين".

"اللسان" (5/3340/1/21) [فتخ].

قوله: "الرَّجْلين":
كذا وقَع بفَتْح الراء المهملة الثقيلة، وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
".... الرِّجلين... " بكَسْر الراء المهمَلة الثقيلة لا بالفتْح، مثنَّى "الرِّجل".

* ﴿ وَلَا تُطِيعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا ﴾ [الكهف: 28].

"اللسان" (5/3277/1/25) [غفل].

قوله: "تطيع":
كذا وقَع بياء مثنَّاة تحتُ، وهو تحريف.

وصواب الآية:
﴿ وَلاَ تُطِع... ﴾ فعْل أمرٍ مجزومٌ بـ"لا" الناهية.

* "... إلا أن يكونً أراد.... ".

"اللسان" (5/3752/3/24) [قنط].

قوله: "يكونً":
كذا وقَع بفتحتَين على النون، وهو غيرُ ممكنٍ، فهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"... يكونَ... " بفتحةٍ واحِدة[19].

[1] يعني: التولي.

[2] أي: زاد.

[3] أي: عدد المسلمين، أو عدد مُقاتلة الإسلام، ففيه محذوفٌ.

[4] لعلَّه - رحمه الله تعالى - يقصد العتاد. ولعلَّه يقصد ما جاء عن عُمَر في وصيته لأبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما.

[5] صاحب رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - الإمام، الفقيه، المجتهد، الحافظ، سيِّد الحفَّاظ الأثبات، أبو هريرة، الدَّوْسي، مِن دوس بن عُدْثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصْر بن الأزد. قال أبو عمر: اختَلَفوا في اسمِ أبي هريرة، واسمِ أبيه اختلافًا كثيرًا، لا يُحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام.
مسنده (5374) خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثًا.
المتَّفق عليه في البخاري ومسلم منها (326) ثلاثمائة وستة وعشرون. وانفرد البخاري بثلاثة وتِسعين، ومسلم بثمانية وتسعين.
انظر: "السير" (2/578-632)، "الإصابة" (7/199)، "أسد الغابة" (6/318) و"الاستيعاب" (4/332).

[6] أبو يحيى، الأعور، قَهْرَمان (أي: وكيل) آل الزبير، عمرو بن دينار بن شعيب، البصري (موطنًا). مقل، له حديثانِ أو أكثر، ضعيف، قال ابن حبَّان: "كان ممَّن ينفرد بالموضوعات عن الأثْبات، لا يَحِلُّ كتابة حديثِه إلا على جهةِ التعجُّب".
انظر: "السير" (5/307)، "المجروحين" (2/71)، "الجرح والتعديل" (6/232).

[7] لم أهتدِ إلى ترجمته فيما لديَّ مِن مراجع.

[8] ضرارته: الضرارة ذَهاب البَصر، أو العَمى. انظر: "اللسان" (4/2573).

[9] "اللسان" (5/3281).

[10] المخيلة: القوة العقلية التي تخيل الأشياء وتصورها في نفس الإنسان.
انظر: "المعجم الوجيز" (217).

[11] انظر: "اللسان" (2/1305).

[12] العميد، فخْر الكتَّاب، مؤيِّد الدين، أبو إسماعيل، الحسين بن علي بن محمَّد بن عبدالصمد الأصبهاني (مولدًا)، الشاعر. ذو باع مديد في الصناعتين (الكتابة والشِّعر)، له لامية العجَم بديعة، المعروف بـ(الطُّغْرائي) (نسبة مَن يكتب الطُّغْراء، وهي الطُّرَّة التي تُكْتَب في أعْلى المناشيرِ فوقَ البَسْمَلة بالقلمِ الجَلِيِّ تتضمَّن اسمَ الملِك وألقابه، وهي كلمةٌ أعجمية محرَّفة مِن (الطرة) (ت514هـ).
انظر: "السير" (19/454)، "معجم الأدباء" (3/151).

[13] العلامة، البارع، جمال الدِّين، أبو الحسن، علي بن ظافر بن الحُسَين، الأزدي (نسبًا)، المصري (مولدًا وموطنًا)، المالكي (مذهبًا)، الأصولي، المتكلِّم، الأخباري (ت613هـ).
انظر: "السير" (22/60)، مقدِّمة التحقيق لكتابِه "غرائب التنبيهات على عجائبِ التشبيهات" (7)، و"معجم الأدباء" (4/135) وقد خالَف في سَنَة وفاته فقال (623هـ).

[14] العلاَّمة، كبير المعتزلة، أبو القاسِم، محمود بن عُمَر بن محمد الزَّمَخْشري [نِسبة إلى زَمَخْشَر - قرية مِن قرى خوارزم]، جار الله (لأنَّه جاور بمكَّةَ زمانًا)، صاحِب "الكشاف" في التفسير. كان إمامًا في التفسير، والنحو، واللُّغة، والأدب، واسعَ العلم، كبيرَ الفضل، متفنِّنًا في علوم شتَّى، معتزليَّ المذهب متجاهرًا بذلك. (467 - 538هـ). قال الذهبي - رحمه الله تعالى - في "الميزان": "صالِح، لكنَّه داعيةٌ إلى الاعتزال - أجارنا الله - فكُن حَذِرًا من كشَّافه".
انظر: "السير" (20/151)، "الأنساب" (3/163)، " طبقات المفسرين" (2/314)، "معجم الأدباء" (5/489)، "النجوم الزاهرة" (5/266)، "تذكرة الحفاظ" (4/1283وفيات)، "الميزان" (4/78)، "لسان الميزان" (6/4) و"هدية العارفين" (2/402).

[15] الجَوْر: بفتح الجيم، لا بالضمِّ كما اشْتَهر على ألْسِنة الناس.

[16] انظر: "الكشاف" (2/272).

[17] وقَع في "الكشاف": "زمانك" بضمير الخِطاب، وله وجهٌ بعيد، وهو تقدير أنَّه كان يخاطب رجلاً معاصرًا له، فقال له: "زمانك" على سبيلِ الاستنكار، ولم يقلْ له "زماننا" مخرجًا لنفسِه مِن هذا الزمان؛ لأنَّه مُنكِر لهذه الواقعة، والأَوْلى: "زماننا".

[18] الصحابي الجليل، المغيرة بن شُعْبة بن أبي عامر بن مسعود بن مُعَتِّبٍ، الثقفي (من ثقيف) - من كِبار الصحابة أُولي الشجاعة والمكيدة، وكان يُقال له: "مغيرة الرأي"، وكان داهيةً لا يشتجِر في صدره أمران إلاَّ وجد في أحدهما مَخْرجًا. شهِد بيعةَ الرضوان، واليمامة، وفتوح الشام، واليرموك، والقادسية، وهو أوَّل مَن وضع ديوان البصرة، (ت50هـ) بالطاعون.
انظر: "السير" (3/21)، "الطبقات الكبرى" (4/284) و"المعارف" (294).

[19] وقفتُ على هذه الكلمات الستِّ وسجلتُها في أوراقي في (1407هـ - 1987م)، فهي مِن أقدمِ ما سجلتُه من هذه التحريفات.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 30-07-2022, 06:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (12/ 18)
الشيخ فكري الجزار





أمثلة من التصحيفات والتحريفات


"قال الهيثميُّ[1]: وقال الحاكِم[2]: صحيح الإسناد. ورَدَّه الذهبي[3] بقوله: إبراهيم ضعيف".
"العِلل المتناهية" ابن الجوزي (1/109)

هذه العِبارة في "المستدرك" وهامشه، لا في "مجْمَع الزوائد".

فقوله[4]: "قال الهيثمي[5]"، غير صحيح.

أمَّا عبارة الهيثمي[6] في "المجْمع"، فهي: "رواه الطبراني[7]، وفيه مسلم بن إبراهيم[8] الهَجَري، وهو متروك"[9].

((فإنَّ أصْغَر البيوتِ مِن الخير الذي ليس فيه من كتابِ الله شيء، وإنَّ البيتَ الذي ليس فيه مِن كتاب الله شيءٌ كخراب البيتِ الذي لا عامِرَ له...)).
"معجم الطبراني الكبير" (9/138) وكذا هو في "مجْمَع الزوائد" (7/164)

قوله: "أصْغَر":
كذا وقَع فيهما بغين مُعجَمة - مبالغةً مِن "الصِّغَر" الذي هو ضد "الكِبَر" - وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"أصْفَر" بالفاء - مبالغة مِن "الصَّفَرِ" و"الصُّفُور"؛ أي: الخلا والفَراغ.

يُؤيِّد هذا قولُه في نفس الأثر: ((الذي ليس فيه مِن كتابِ الله شيء))، و((كخرابِ البيت))؛ أي: كالبيت الخَرِب،

وقوله بعدَه: ((الذي لا عامرَ له)).

كل هذا يدلُّ على الفراغ والخواء، لا على الصِّغَر.

بل إنَّ قوله: ((مِن الخير)) بعدَ قوله: ((فإنَّ أصغر البيوت)) يجعل العبارة لا معنى لها تمامًا، أو تكون مقارنة، ولا وجْهَ لها.

ثم وجدتُه على الصواب في "اللِّسان" (صفر)، قال: "الصِّفْر والصَّفْر والصُّفْر: الشيء الخالي
................... وَأَنَّ يَدِي مِمَّا بَخِلْتَ بِهِ صُِفْرُ[10]

....
وقد صَفِرَ الإناءُ من الطعام والشراب... يَصْفَر صَفَرًا وصُفُورًا؛ أي: خلا، فهو: صَفِرٌ.
...... ويُقال بيت صَفِرٌ مِن المتاع، ورَجل صِفْرُ اليَدَين.

وفي الحديث[11]: ((إنَّ أصْفَر البيوت مِن الخير البيتُ الصَّفِرُ مِن كتابِ الله)).
وأصْفَرَ الرَّجلُ فهو مُصْفِرٌ؛ أي: افتَقَرَ.

والصَّفْر، مصْدَر قولك: صَفِرَ الشيءُ - بكسْر الفاء - أي: خلا[12]".

"حَلف رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - لا يحملنا وما عندَه ما يحملُنا، ثم حمَلَنا، تَغَفَّلْنا[13] رسولَ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - يمينَه، والله لا تُفلِحُ أبدًا".
"الفتح" (11/539) [الأيمان والنذور - باب لا تحلفوا بآبائكم].

قوله: "تفلح":
كذا وقَع أوله تاء مثنَّاة فوق، وكأنَّ المتكلِّم يُخاطِب واحدًا بقوله: "لا تُفلح".

وليس الأمر كذلك؛ فإنَّ المتكلِّم جماعة[14] رجَعوا بالكلامِ إلى أنفسِهم يَعتِب بعضُهم على بعض. انظر إلى قولهم قبْلَه: "قلنا: ما صَنَعْنا؟".

فالصواب:
"نفلح" أوله نون.
أمَّا "تفلح" بالتاء المثنَّاة فوقُ، فهو تحريف.

".... إنما هي: "شُرْب الهيم" قال الفَرَّاءِ: وسائر القرَّاءِ يَرْفعون الشِّين.

وفي حديثِ أيَّام التشريق: "إنَّها أيَّام أكْل وشُرْب"[15]، يُرْوَى بالضِّمِّ والفَتْح، وهما بمعنًى، والفتْح أقلُّ اللُّغتَين".
"لسان العرب" (4/2221/3/22-24) [شرب].

قوله: "الفَرَّاءِ":
كذَا وقَع بالخفْض، وهو تحريفٌ بسبب انتقال نظَر الناسِخ إلى "القُرَّاء".

والصواب:
"...... الفَرَّاءُ[16]... " بالرَّفْع، فاعِل.

قوله: "بالضِّمِّ":
كذا وقَع بكسْر الضاد المُعْجَمة الثقيلة، وهو تحريف.

والصواب:
".... بالضَّمِّ... " بفتْح الضاد المُعْجَمة الثقيلة.

"والضَّريبة: المضروبُ بالسَّيف، وإنما دخلتْه الهاء، وإنْ كان بمعنَى مفعولٍ؛ لأنَّه صار في عِدادِ الأُسماء، كالنَّطيحة... ".
"اللسان" (4/2565/3/33).

قوله: "الأُسماء":
كذا وقَع بضمِّ الهمزة الأولى، وهو تحريف.

والصواب:
"... الأَسماء" بفَتْح الهمزة الأولى، لا بالضمِّ.

"فإنِ اعتقد في المحلوف فيه مِن التعظيم... ".
"الفتح" (11/540) [الأيمان والنذور - باب لا تحلفوا بآبائكم].

قوله: "فيه":
كذا وقَع بفاء بعدَها ياء مثنَّاة تحتُ وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"به".

((الطيرة من الشِّرْك ومأمنًا، ولكن الله يُذْهِبه بالتوكُّل)).
"المستدرك" [الإيمان] (1/65).

قوله: "ومأمنًا".
كذا وقَع بهمزٍ وتنوين، وهو مِن الأمان، وهذا تحريفٌ شديد.

والصواب:
"ومَا مِنَّا" كلمتان، ومعناه: وما مِن أحدٍ منَّا إلا ويَعرِض له شيءٌ مِن التطيُّر، "ولكن الله يُذهِبه بالتوكُّل"[17].

"أمَّا العقل، فالأصوليُّون يقولون بأنَّ هناك البَديهة، وهي ذلك التهيؤُ الذِّهني لرفضِ بعض الاعتبارات وقَبول غيرِها، واعتبار الأولى: المستحيلات، والثانية: الممكنات. وهذا يعني أنَّ الإنسان قد جُبِل على إدراك المستحيلات العقلية وأيضًا الممكنات، فهذا العلم لا يأتِي إلا مِن الخارج، وإنما يتبيَّنه المرءُ في نفْسِه وبعقله دون أن يكونَ له فضْل في اكتسابِه، فهو ضروريٌّ مثل المعرفة الحِسيَّة، ولكنَّه مِن العقل المفطور فنيا".
"كتاب المؤتمر العالمي الرابع للسيرة والسنة النبوية والمؤتمر العاشر لمجمع البحوث الإسلامية بمصر" "السنة النبوية"(2/621)

قوله: "فهذا العلمُ لا يأتي إلا مِن الخارج" لا يستقيمُ مع قوله قبْله: "جُبِل"، وقوله بعدَه: "دون أن يكون له فضلٌ في اكتسابه".

والصواب:
"لا يأتي مِن الخارج"، فكلمة "إلا" زائدةٌ يجب حذفها حتى يستقيمَ الكلام.

قوله: "فنيا":
كذا وقَع بتقديم النون، وهو تصحيف.

والصواب: "فِينَا" بتقديم المثناة التحتانية.

"والمعجزة خارقة بطبيعتها للعادة، ولها إرثها على نفوس البشر... ".
"كتاب المؤتمر العالمي الرابع... " (2/622).

قوله: "إرثها":
كذا وقَع بتقديم الراء المهملة - مِن "الميراث" - وهو غيرُ مراد هنا؛ فهو تصحيف.

والصواب:
"أثَرُها" بتقديم المثلثة قبل الراء المهملة.

"وقد تأثَّر العالَم الإسلامي والفكرُ الإسلامي بظلالٍ مِن هذه النظرية[18] وهذه الدعوة. وكان للبعثات التبشيريَّة[19] والإرساليات وسيطرة النفوذ الاستعماري على مناهج التربية والتعليم وأثره في إعلاءِ هذا الاتِّجاه[20] وتعميقه بعد عزْل الأسلوب التربوي الإسلامي الجامِع".
"كتاب المؤتمر العالمي الرابع.... " "التيارات الفكرية" (2/103)


قوله: "وأثره":
كذا وقَع معطوفًا على "البعثات" و"الإرساليات" و"سيطرة النفوذ الاستعماري"، ولا يصحُّ هذا العطف.

فالصواب:
"أثره" بغير الواو.

"1-...... ومرَّتِ القرون وللبيت حرمتُه التي حاول أبرهةُ[21] أن ينتهكَها عام الفيل (571)..

2- وجاء العُدوان الثاني في عهْد بني أُمية..... وجاءتْ مرحلةٌ ثانية من نفس العدوان عام (72هـ) في عهْد عبدالملك بن مَرْوان[22]، وفيها حاصَر الحجَّاجُ بنُ يوسف[23] الحرَمَ.

3- وجاء عدوانٌ ثالث.... وتولَّى أمْرَه القرامطةُ في عهد الدولة العباسية. والقرامطة هم الجَناحُ الشرقي للدعوة الفاطميَّة، وهم مِن الشيعة السبعيَّة.....

4-...... أما العدوان على المسجد الحرام فقدْ حَدَث مرَّتين مع القرن الخامس عشر الهِجري، وكان العدوان الرابع في الترتيب التاريخي..... مع مطلَع المحرم (1400هـ/ 1979م) عندما اعتصَم نفرٌ من الشباب الإسلامي[24] بأسلحتهم.....

5- ولم تكدْ تمضي سبعُ سنوات حتى زحفَتْ جموعٌ من الحُجَّاج الإيرانيِّين تحاصر البيتَ الحرام في الشهر الحرام في موسم الحج (1407هـ/1987م)...

حادثان في أقلَّ مِن عشر سنوات، ومِن قبلهما حادثانِ في أربعة عشر قرنًا، وحادِث في الجاهلية.

الأول مِن كتابي حاول غزوَ الحرَم، والاثنان القديمان أحدُهما من الشِّيعة والثاني مِن أجل السُّنة، والاثنان الحديثان كذلك، أحدُهما مِن أهل السُّنة والثاني مِن الشيعة".
"كتاب المؤتمر العالمي الرابع.... " (2/211-213) بحث "العمل الإسلامي والتيارات المذهبية" د. عبدالعزيز كامل.

قوله: "كتابي" ليستْ ياء المتكلِّم إنَّما هي ياء النسبة.

فالصواب:
"كتابيٍّ"؛ أي: مِن أهل الكتاب، وهو أبْرَهة.

قوله: "أجل":
كذا وقَع بالجيم، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"أهل" بالهاء، لا بالجيم[25].

"... جُعِل المُحقَّقُ الوقوع كالواقِع، والمُشرِفُ على الزوال كالزائد... ".
"طبقات الشافعية" (5/278).

قوله: "كالزائد":
كذا وقَع آخره دال مهملة، مِن الزيادة، وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"... كالزائِل" آخِرُه لام، مِن الزوال لا مِن الزيادة.

"وله[26] مُصنَّفات كثيرة...... وكان حافظًا للذهبي".
"طبقات المفسرين" (1/428) الداودي (ت945هـ) ط أولى (1403هـ - 1983م) دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان.

قوله: "للذهبي":
كذا وقَع، ولا معنى له هنا.

والصواب:
"للمذهَب" بميم بين اللام الثانية والذال المعجَمة، وقدْ نقلَه الذهبي - رحمه الله تعالى - على الصواب في "السير"[27].

"وقولهم: يا خيلَ الله ارْكبي، معناه: يا أصحابَ الله خيل الله ارْكبوا".
"تهذيب الأسماء واللغات" (1/2/101) (خيل)

الإمام النووي - دار ابن تيمية - القاهرة - مصر (410هـ - 1990م).

قوله: "يا أصحابَ الله خيل الله اركبوا":
كذا وقَع بتَكْرار لفظ الجلالة.

والظاهر أنَّ الأولى مُقْحَمة؛ فإنَّ عبارة "أصحاب الله" غيرُ معروفة شرعًا.

والصواب:
"يا أصحابَ خيلِ الله اركبوا".
"والموفَّقُ في شَيءٍ لا يتضرر منه خلافُه".
"تهذيب الأسماء" (2/2/193) (وفق).

قوله: "لا يتضرر":
كذا وقَع بضاد مُعجَمة بعدَها راء مهملة.
وهو تحريفٌ لا معنى له هنا.

والصواب:
"لا يُتصَوَّر" بصاد مهملَة بعدها واو.
أي: لا يُتصور وقوعُ غير ما وُفِّق له منه.

"قالوا: (أتَيْتُه أوَّلَ من أمس)، معناه: أتيتُه يومًا أول مِن أَمْسِ يل أَمْسِ فحَذَف (يلي أمس) لأنَّ في الكلام دليلاً عليه".

"ما ينصرف وما لا ينصرف" (94) الزجَّاج (230-311هـ) - المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - الكتاب الخامس والعشرون - القاهرة - مصر (1391هـ - 1971م).

قوله: "يل":
كذا وقَع آخِره لام.
وهو تحريفٌ لا معنى له.

والصواب:
"يلي" بدليلِ ما بعده.

[1] الإمامُ الأوحد، الزاهِد، الحافظ، أبو الحسن، علي بن أبي بكْر بن سُليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح، المصري (أصلاً وموطنًا)، الشافعي (مذهبًا)، المعروف بـ(الهيثمي)، صاحِب (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد)، رافَقَ الحافظ العراقي في السَّماع ولازَمه، ثم صاهَره، (ت807هـ).
انظر: "ذيول تذكرة الحفَّاظ" (239-372)، "معجم المؤلِّفين" (2/410)، "مقدمة مجمع الزوائد" "هدية العارفين" (1/727)، "كشف الظنون" (2/957-1400) و"الأعلام" (4/266).

[2] الإمام الحافظ، الناقد العلاَّمة، شيخ المحدِّثين، الحاكم، أبو عبدالله، محمَّد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحَكَم، ابن البَيِّع (نسبة لمن يتولَّى البياعة والتوسُّط في الخانات بين البائع والمشتري من التجَّار للأمتعة)، الضَّبِّيُّ (لم يذكرْه السَّمْعاني في هذه النسبة)، الطَّهْماني (وهذه أيضًا لم يذكرْه فيها السَّمْعاني)، النيسابوري (أصلاً)، الشافعي (مذهبًا)، صاحب التصانيف، منها: "المستدرك" و"علوم الحديث" وغير ذلك. (321-405هـ).
انظر: "السير" (17/162-177)، "تذكرة الحفاظ" (1039)، "تاريخ بغداد" (5/473)، "طبقات الحفاظ" (410)، "البداية والنهاية" (6/453)، "طبقات الشافعية" (4/155-171)، "النجوم الزاهرة" (4/238)، "الميزان" (3/608) و"تاريخ التراث العربي" (1/367).

[3] الإمام العلاَّمة، الحافظ المؤرِّخ، شيخ المحدِّثين، قُدوة الحفَّاظ والقُرَّاء، إمام الوجود حِفظًا، وذهَب العصر معنًى ولفظًا، ورجل الرِّجال في كلِّ سبيل، صاحب التَّصانيف السائرة في الأقطار، شمس الدين، أبو عبدالله، محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني (أصلاً)، الفارقي (نسبة إلى قرية مَيَافارقين التي استوطَنَها أحدُ أجداده على ما يبدو)، الذهبي (نِسبة إلى صنعة الذَّهَب التي امتهنها في أوَّل حياته، والتي امتهنَها أبوه من قبْله). (673-648هـ).
انظر: "مُقدِّمة تحقيق سير أعلام النبلاء" (7-90)، "الدارس في تاريخ المدارس" (78) و"البدر الطالع" (2/110).

[4] أي: الشيخ خليل الميس.

[5] سَبَقت ترجمته في (151).

[6] سبَقَت ترجمته في (151).

[7] الإمام الحافِظ، الثِّقة، الرحَّال الجوَّال، مُحدِّث الإسلام، علَم المعمَّرين، أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير، اللَّخْمي (نسبة إلى قبيلة لخم من اليمن نزلت الشام)، الشامي (مولدًا بمدينة عكا)، الطبراني (نسبة إلى مدينة طبرية بالأردن)، صاحب المعاجم الثلاثة.
انظر: "السير" (16/119-130)، "الأنساب" (4/42) و"معجم البلدان" (4/21).

[8] كذا "مسلم بن إبراهيم" وهو تحريفٌ، والصواب: "إبراهيم بن مسلم"، انظر: "التهذيب" وغيره.

[9] انظر: "مجمع الزوائد" (7/164).

[10] نسبه في "اللسان" لحاتم.
و" صُِفْرُ " بضم الصاد المهملة وكسرها، لغتان.

[11] هكذا أشار إلى الموطن صراحة.
قلت: وهو موقوف، من قول ابن مسعود - رضي الله عنه.

[12] انظر: "اللسان" (4/2459).

[13] أي: جعلناه يغفل عن يمينه أو ينساها.

[14] كانوا نفرًا من الأشعريين فيهم أبو موسى الأشعري - رضي الله تعالى عنه.

[15] صحيح النووي على مسلم (3/195) [الصوم - باب تحريم صوم أيام التشريق].

[16] العلاَّمة، صاحِب التصانيف، أمير المؤمنين في النحو، أبو زكريا، يحيى بن زِياد بن عبدالله بن منظور، الأَسَدي (من بني أَسَد)، مولاهم، الكوفي (موطنًا)، صاحِب الكسائي، كان ثِقة. (ت207هـ).
انظر: "السير" (10/118)، "تاريخ بغداد" (14/149)، "تذكرة الحفَّاظ" (1/372)، "البداية والنهاية" (5/793) وفيه تصحَّف "منظور" إلى "منصور"، "معجم الأدباء" (5/619) و"بغية الوعاة" (2/333).

[17] انظر: "سنن الترمذي" (4/1614) [السير - باب ما جاء في الطيرة]، "سنن أبي داود" (2/342) [الطب - باب في الطيرة]، "سنن ابن ماجه" (2/3538) [الطب - باب من كان يعجبه الفأل ويكره الطيرة]، "صحيح ابن ماجه" (2/2850)، "مسند أحمد" (1/389)، "الأدب المفرد" (2/356/909) وابن حبان (1427-موارد). وقد جاء في كل هذه المواضع على ما ذكرنا.
تنبيه: من عجيب أمر محقق "المستدرك" (مصطفى عبدالقادر عطا) أنَّه لم يتنبَّه لهذا التحريف، بل قال: "رواه يحيى القطان عن شعبة وزاد فيه: "ومأمنًا"، ثم ذكَر تخريج الحديث وتصحيح العلماء له، وكأنَّ هذه اللفظة: "ومأمنًا" هي الصواب عندَه!

[18] يعني العلمانية.

[19] أي: التنصيرية.
تنبيه: هذا هو الاسمُ الحقيقي الدال على حقيقة عملِ هذه الجماعات.
أما اسم "التبشيرية"، فهو مِن باب تلبيس الحقِّ بالباطل.
انظر "النبراس في المخالف للشريعة من كلام الناس" لنا - يصدر قريبًا إنْ شاء الله تعالى.

[20] العلماني.

[21] أبْرَهة الأشرم، الذي أراد هدمَ الكعبة، فسار إليها ومعه الفيل، فأهلَك الله جيشَه بالطير الأبابيل، ووقعتْ في جسدِه الأكَلَة، فحُمِل إلى اليمن فهَلَك بها.
انظر: "المعارف" (638).

[22]الخليفة الفقيه، أبو الوليد، عبدالملك بن مَرْوان بن الحَكَم بن أبي العاص بن أُمية، الأُموي (نِسبة إلى أُمية)، بُويع له بالخلافةِ سَنَة (65) خمسٍ وستِّين. وبويع ابنُ الزبير في نفس العام. سار عبدُالملك لقتال مُصعَب بن الزبير فقَتَله، وأرسل الحجَّاج إلى عبدالله بن الزُّبَير بمكة فقَتَله. (26 - 86هـ).
انظر: "السير" (4/246)، "المعارف" (355)، "طبقات الفقهاء" (46).

[23] المبير، الحجَّاج بن يوسف الثَّقَفي (من ثقيف)، أهلَكَه الله سَنَة (95) خمس وتسعين كهْلاً، وكان ظلومًا، جبَّارًا، ناصبيًّا، خبيثًا، سفَّاكًا للدماء، وكان ذا شجاعةٍ وإقدام، ومكْرٍ ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن.
انظر: "السير" (4/343)، "البداية والنهاية" (4/156-185) و"المعارف" (395).

[24] عبدالله بن عمر مِن مصر وجماعة ليبايعوا جهيمان من المملكة العربية السعودية على أنَّه المهدي المنتظَر.

[25] أطلتُ النقل، ولم أكتفِ بالموضع المقصود ليرَى القارئ إنْ كان يستطيع أن يهتديَ إلى الصواب أم لا. مع العلم بأنَّ لفت الانتباه إلى وجودِ خطأ في العبارة قد يَكْفي للاهتداءِ إلى الصواب.

[26] يعني: الماوردي - رحمه الله تعالى.

[27] انظر: "السير" (18/65).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 30-07-2022, 06:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (13/ 18)
الشيخ فكري الجزار




تمـهيد
إنَّ "للترقيم منزلة كبيرة في تيسير فَهْم النصوص وتعيين معانيها؛ فرُبَّ فصْلة يؤدِّي فقدُها أو زيادتها[1] إلى عكس المعنَى المراد[2]، ولكنَّها إذا وضعتْ في موضعِها الصحيح، صحَّ المعنى واستنار، وزال الإبهام"[3].

لذا قدمتُ[4] بيان أنَّ عدم علامات الترقيم سببٌ مِن أسباب تصحيف المعنى.

وكذلك الخطأ في مكان هذه العلامات.

وهناك قُلت ونَقلتُ عن أهل العلم أنَّ علامات الترقيم التي نعرِفها اليوم لم تكن معروفةً لدى علمائنا القُدامى - رحمهم الله تعالى - ولكن لا يعني هذا أنَّهم كانوا يكتبون الكلام متَّصلاً بعضه ببعض، أو لا يتميَّز كلامهم مما نقلوه من كلامِ غيرهم.

وكلامنا في هذا الباب في أربعةِ فصول:
الفصل الأول: طريقةُ عُلمائنا القُدامى - والمُحدِّثين منهم على وجهِ الخصوص - في بيان أوَّل الكلام مِن آخِرِه، وبيان كلامهم مِن كلام غيرِهم إذا نقَلوا عن هذا الغَيْر، وأين يتَّصل الكلام، وأين ينفصل.

الفصل الثاني: جُهد المُحْدَثين في تحديدِ وبيان مواضعِ استعمال علاماتِ الترقيم الحديثة.

وفيه ثلاث مسائل.

الفصل الثالث: التعليقُ على ما جاءَ في كتاب "الترقيم وعلاماته" و"قرار وزارة المعارف" وبيان الاختيار في هذا الشأن، وفيه سَبْع مسائل.

الفصل الرابع: أمثلة مِن الخطأ في علامات الترقيم.

الفصل الأول
طريقة علمائنا القُدامى في فصْل الكلام بعضِه عن بعض
قال الإمامُ ابن الصلاح - رحمه الله تعالى -:
"يَنبغي أن يَجعلَ بين كل حديثين دَارةً[5] تفصِل بينهما وتميِّزُ. وممَّن بَلَغَنا عنه ذلك من الأئمَّة: أبو الزناد وأحمد بن حنبل وإبراهيم بن إسحاق الحربي ومحمَّد بن جرير الطبري - رضي الله عنهم[6]"[7].

وقال الدكتور رمضان عبدالتواب:
"وقد أشارَ العلموي إلى هذه العلامة مِن علامات الترقيم بقوله: (ويَنبغي أن يفصل بين كل كلامين أو حَديثَيْن بدائِرة، أو قلم غليظٍ، ولا يَصِل الكتابةَ كلَّها على طريقة واحدة؛ لما فيه من عُسْر استخراج المقصود، ورجَّحوا الدائرة على غيرها، صورتها هكذا: "[8].

فانظر إلى قول العلموي - رحمه الله تعالى -: "ولا يَصِل الكتابة كلَّها على طريقة واحدة"، ترَ كيف كان هذا الأمرُ واضحًا في أذهانهم - رحمهم الله تعالى - ومعمولاً به.

وهذه الدائرةُ هي التي نَراها في المصاحف، وقدْ وضُع بداخلها فيما بعدُ أرقام الآيات؛ فإنَّ هذه الأرقام لم تكُن في مصحف عثمان - رضي الله تعالى عنه.

ثم إنَّ هذه الدائرة تُقابل النقطةَ التي تفصل بين كلامَين تامَّيْن.

وكذلك قدِ اصطلحوا - رحمهم الله تعالى - عندَ اقتباسهم من كلام غيرِهم أن يبينوا ذلك في أوَّل الكلام بقولهم: "قال فلان"، وفي نهاية الاقتباس كانوا - أيضًا - يُبيِّنون ذلك بقولهم: "هذا قول فلان" أو "انتهى ما ذَكَره فلان" أو "انتهى".

وكانوا يَختصِرون هذه الأخيرة هكذا: "اهـ".

يَرَى هذه العباراتِ، وهذا الاختصارَ، كلُّ مَن نظر في كُتبهم[9].

أمَّا علاماتهم لبيانِ ما يكون بين أجزاء الكلام مِن اتصال أو انفصال في اللفظ أو المعنى، فإنَّه لا يَخْفاك ما وضعَه علماء القراءات مِن علامات للوقْف والوصل مثل (صلي، قلي، م، لا) بحسب تعلُّق معنى ما قبلها بما بعدها.

وكذلك لا يَخْفاك تقسيمُهم الوقف إلى (تامٍّ، كافٍ، حسنٍ، قبيح)، كل هذا بحسب تعلق المعنى وانفصاله، وهذا التقسيمُ للوقْفِ كان الأساسَ في وضْع العلامات السابقة.

وانظرْ معي في كلام ابن السِّيد[10] البطليوسي كيف كانوا يَفْصِلون الكلام بعضه من بعض ليصلَ القارئ إلى المعنى المرادِ بسهولة ويُسر، قال:
"والفصل[11] إنَّما يكون بين تمامِ الكلام الذي يُبدأ به، واستئناف كلامٍ غيره".

وسَعة الفصول[12] وضِيقها على مقدار تناسُب الكلام. فإنْ كان القول المستأنَف مشاكلاً للقول الأول[13]، أو متعلقًا بمعنى منه، جُعِل الفصْل صغيرًا، وإنْ كان[14] مباينًا له بالكلية جُعِل الفصل أكبرَ من ذلك.

فأمَّا الفصل قبلَ تمامِ القول، فهو مِن أعيبِ العيوب على الكاتبِ والورَّاق جميعًا، وترك الفصول عندَ تمام الكلام عيبٌ أيضًا، إلا أنَّه دون الأول"[15].

ويعرض القلقشنديُّ - رحمه الله تعالى - هذه القضيةَ تحت عنوان: "مراعاة فواصل الكلام"، وهو عنوانٌ دالٌّ تمام الدَّلالة على المراد.

ثم ينقُل عن "مواد البيان"[16] كيفيةَ ذلك، فيقول: "وذلك بأن تُميَّز الفصولُ المشتملُ كلُّ فصل منها على نوعٍ من الكلام عمَّا تقدَّمه[17]؛ لتُعرفَ مبادئ الكلام ومقاطعه؛ فإنَّ الكلام ينقسم فصولاً طوالاً وقصارًا.......

والفصول القصار[18] كانقسامِ الرِّسالة إلى فصول[19]، والقصيدة إلى الأبيات، ومِثل هذا قد يُشكِل[20]، فينبغي أن يُميَّزَ تمييزًا يُؤمَن معه مِن الاختلاط، فإنَّ ترتيب الخط[21] يفيد ما يفيده ترتيب اللفظ؛ وذلك أنَّ اللفظ إذا كان مرتَّبًا تَخلَّص بعض المعاني مِن بعض، وإذا كان مخلَّطًا أشكلت معانيه، وتعذَّر على سامِعه إدراك محصوله.

وكذلك الخطُّ إذا كان متميِّزَ الفصول، وصل معنى كلِّ فصلٍ منه إلى النفس على صورته، وإذا كان متَّصلاً[22] دعَا إلى إعمال الفِكر في تخليصِ أغراضه.

وقدِ اختلفتْ طُرُق الكُتَّاب في فصول الكلام الذي لم يميَّزْ بذكر بابٍ أو فصل ونحوه. فالنُّسَّاخ يجعلون لذلك دائرةً تفصل بيْن الكلامين، وكُتَّاب الرسائل يجعلون للفواصلِ بياضًا يكون يبْن الكلامين من سَجْع أو فصل كلام، إلا أنَّ بياض فصل الكلامين يكون في قدْر رأس إبهام، وفصْل السجعتين يكون في قدْر رأسِ خِنصر"[23].

وبعدُ، فهذا غيضٌ من فيض، يدلُّك على صنيع القُدامى - رحمهم الله تعالى - في تمييز بعضِ الكلام من بعض.

ولعلَّك تسألني متعجبًا: أين هذه الدارات أو الدوائر؟ وأين هذا الفصلُ أو البياض؟ لماذا لا نَراه في كتُب هؤلاء القدامى؟!

والجواب باختصار: إنَّنا أصبحنا لا نعرِفُ من تراثنا إلا المطبوع، والأدْهى من ذلك أننا لا نعرف هذا المطبوع إلا في صورته التي بين أيدينا[24]، وقد دللتُك من قبل[25] على أنَّ أصحاب المطابع ودُور النشر - أو معظمهم - إنما هم تجَّار وناشرون فقط، لا يَعنيهم إلا الكسب المادي، وهذه العلامات - القديم منها والحديث أيضًا - تَزيد في حجمِ الكتاب فتزيد تَكلِفته، وهذا لا يُناسبهم؛ لأنَّهم يُريدون رِبحًا أكبر بتكلِفة أقل.

لما سَبَق كان ما كان مِن إسقاط هذه العلامات القديمة.

ثم حدَث نفس الشيء في شأنِ علامات الترقيم المحدَثة؛ لأنَّها تحتاج إلى خِبرة.

ومِن قبلُ حدَث الأمر نفسُه مع علامات الضبط؛ لأنها تحتاج إلى عِلم، ووقت، وجهد، ثم إنها تَزيد التكلفة، فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.

[1] أو وضْعها في غير مكانها الصحيح.

[2] وأحيانًا يؤدِّي ذلك إلى إفسادِ المعنى وإبطاله، فتصير العبارة لا معنى لها.

[3] انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (269)، بتصرُّف يسير.

[4] في الفصل الثالث من الباب الأول (54) و(62).

[5] أي: دائرة.

[6] هذا دعاء، فهو جائز، أما إذا قُصِد الإخبار بصيغة الماضي، فلا يجوز؛ لأنَّه يكون شهادةً بالرِّضا، وهذا لا يكون إلا في حقِّ الصحابة - رضي الله تعالى عنهم.
انظر: "النبراس" لنا، يصدر قريبًا - إن شاء الله تعالى.

[7] انظر: "مقدمة ابن الصلاح" (306).

[8] انظر: "مناهج تحقيق التراث" (43) وأحال على "المعيد" (138) و"الدر النضيد" (180).

[9] وذكره الدكتور رمضان عبدالتواب.
انظر: "مناهج تحقيق التراث" (43).

[10] بكسر السِّين المهملة، لا بفتحها.

[11] هي البياض الذي كانوا يتركونه بين أجزاء الكلام؛ ليميزوا بعضه عن بعض.

[12] هي البياض الذي كانوا يتركونه بين أجزاء الكلام؛ ليميزوا بعضه عن بعض.

[13] يعني: أول الكلام، أو: العبارة التي قبلُ.

[14] أي: الكلام المستأنف.

[15] انظر: "الاقتضاب" (1/139).

[16] سمَّاه في "كشف الظنون" (2/1888): "موارد البيان"، وهو تحريف.

[17] هذا في تقسيم الكتاب.

[18] تحرَّفت في المطبوعة إلى: "القِطار" بالطاء المهملة.

[19] يعني فقرات.

[20] إذا اتَّصل بعضه ببعض دون تمييز.

[21] أي تمييز العبارات أو أجزاء الكلام بعضها مِن بعض.

[22] أي: لا تتميَّز عباراته بعضها من بعض. أو في المصطلح الحديث: بدون علاماتِ ترقيم.

[23] انظر: "صبح الأعشى" (3/145).

[24] بمعنى أنَّنا لا نعرف شيئًا عن المخطوط الذي هو أصلُ الكتاب، والمخطوط هو الذي يُمكنك أن ترى فيه هذه العلامات، ولكن ضعُفتِ الهمم وقلَّ العلم مع عواملَ أُخَر أدَّتْ إلى ما نحن فيه.

[25] في أسباب التصحيف - السبب الخامس (66).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30-07-2022, 06:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (14/ 18)
الشيخ فكري الجزار




الفصل الثاني: جهد المُحدَثين في تحديد وبيان مواضع استعمال علامات الترقيم الحديثة في لغتنا




أولاً: تمهيد
لمَّا قدَّمتُ أنَّ علاماتِ الترقيم التي نعرفُها اليومَ لم تكن معروفةً لَدَى علمائنا القدامَى - رحمُهم الله تعالى - بقِي أنْ نعرِفَ أنها ليستْ من وضْع علمائِنا المحدَثين.

معنى هذا أنها ليستْ عربيةً[1].

وليس لعلمائنا المُحْدَثين فيها إِلاَّ تغييرُ أشكالِ بعضِها. كما فعلوا في "الفصلة" إذْ رفعوها لأعلى هكذا "، " بعد أن كانت نازلةً لأسفل، هكذا "و" على صورة الواو العربية.

وكذلك علامة الاستفهام جعَلوها تَفتحُ يمينًا، هكذا "؟" بعدَ أن كانت تَفتح يسارًا هكذا "?"[2].

أضِفْ إلى ذلك ما قاموا به من جُهدٍ في تحديد وبيان مواضع استعمالها في لُغتنا العربية.

وكان أحمد زكي باشا[3] أوَّلَ مَن نقل هذه العلاماتِ إلى العربية[4]،[5]، وكتَب في ذلك كتابًا أسماه: "الترقيم وعلاماته في اللُّغة العربية".

وقد طُبِع هذا الكتابُ في المطبعة الأميرية بمصر (1330هـ-1912م).

وقد تَكلَّم - رحمه الله تعالى - في هذا الكتاب عن (10) عشر علامات مِن علامات الترقيم، وبيَّن مواضعَ استعمالها، وضَرَبَ الأمثلةَ لبيانِ ذلك.

وقد زاد - رحمه الله تعالى - علامةً خاصَّةً للوقف في الكلام المُسَجَّعَ وهي: فصلة تحتها نقطتان، هكذا: ().

ولا أرى حاجةً تُمَيِّزُ الكلامَ المسَجَّعَ عن غيره في استعمالاتِ علامات الترقيم.

قال - رحمه الله تعالى -: "لتنبيه نظَر القارئ إليه[6]"[7].
قلت: وأرى أنَّ السَّجعَات كافيةٌ بنفسِها في تنبيه ولفت نظر القارئ إليها. فيجب أن يُعامَل السَّجْعُ كغيرِه من الكلام في نوع علاماتِ الترقيم.

ونظرًا لأهمية هذا الكتاب؛ لأنَّه:
1- أولُ ما كُتب في هذا الشأنِ.
2- ولأنَّه جُهدُ عالِمٍ كبيرٍ يجبُ أن يُذكَر ويُنشر، لا أن يُنسى ويُهمَل.
3- ولأنَّ قرار وزارة المعارف[8] لم يتَعَدَّ ما جاءَ في هذا الكتاب.

نظرًا لكلِّ ذلك؛ فإنِّي أنقل منه هنا الجزء الخاص بعلامات الترقيم كاملاً بحروفه[9]؛ نشرًا له وإذاعةً.

• • •
ثانيًا كتاب[10]
"الترقيم وعلاماته في اللغة العربية"
القسم الأول
الترقيم وعلاماته في اللغة العربية
تمهيــد:
دلَّتِ المشاهدةُ وعزَّزها الاختبارُ على أنَّ السامعَ والقارئَ يكونانِ على الدوامِ في أشدِّ الاحتياجِ إلى نَبَراتٍ خاصَّةٍ في الصوْتِ، أو رموزٍ مرقومةٍ في الكتابة، يحصُل بها تسهيلُ الفَهمِ والإدراكِ، عندَ سماعِ الكلامِ أو قراءةِ المكتوب.

ولقد شَعَرَتِ الأُممُ التي سَبَقتْ في ميادين الحضارةِ بهذه الحاجةِ الماسَّة، فتواضَع علماؤها على علاماتٍ مخصوصةٍ لفصل الجُمَلِ وتقسيمِها؛ حتَّى يستعينَ القارئُ بها - عند النظرِ إليْها - على تنويعِ الصوتِ بما يُناسِبُ كلَّ مقامٍ مِن مقاماتِ الفصلِ والوصلِ أو الابتداءِ، إِلى ما هنالك من المواضع الأُخرى التي يَجبُ فيها تمييزُ القولِ بما يُناسِبُه من تعجُّبٍ أو استفهامٍ، أو نحوِ ذلك منَ الأساليب التي تقتضيها طبيعةُ المقالِ.

وأوَّلُ مَنِ اهتَدَى لذلك رجلٌ من علماءِ النحْوِ، من رُومِ القُسطنطينية، اسمه أرسطوفان، من أهلِ القرنِ الثاني قبلَ الميلاد. وكان شأنه في هذا السبيلِ شأنَ كلِّ مَن يتنبَّه لأمرٍ مِنَ الأمورِ في مبدئِه. ثم توفَّرت أُمم الإِفْرَنْج من بعدِه على تحسينِ هذا الاصطلاحِ وإِتقانِه إلى الغايةِ التي وصَلُوا إليها في عهدِنا الحاضر، ممَّا يكاد يكون نهايةَ الكمالِ في هذا الباب.

فلقدْ أصبَحَ الطفلُ، إذا قرأ في أحد الكتبِ الإِفْرَنجِْيَّةِ، لا يتلعثَمُ ولا يتردَّدُ في التلاوةِ؛ بل يكونُ مماثلاً للشيخِ العالِمِ، سواءً بسواء. وإِنَّما يُقاسُ الاختلافُ بين المبتدئ والمنتهي بدرجة المحصول مِن العلمِ الذي يُبنَى عليه مقدارُ الفَهْم. والفضلُ في ذلك راجعٌ إلى تلك العلامات التي تواضَعُوا عليها؛ لتسهيلِ القراءةِ على كل إنسانٍ توصَّل إلى بسيطِ المعرفةِ بأشكالِ الحروفِ وتركيبِها، بعضها مع بعضٍ، وإلى طريقةِ النطقِ بالكلماتِ التي تتألَّفُ منها.

أمَّا القارئُ باللِّسانِ العربيِّ، فلا يزالُ مُضْطَرًّا، رغمَ أنفِه، إلى التعثُّر والتسكُّع على الدوام، وإلى مراجعةِ نفسِه بنفسِه، إِنْ كان قد أُوتِيَ شيئًا مِنْ العِرفان. وعلى كلِّ حالٍ، نرى أنَّه مهما بلغت درجتُه منَ العلمِ، لا يتسنَّى له في أكثر الأحيان أن يتعرَّفَ مواقعَ فصلِ الجُملِ وتقسيمِ العبارات، أو الوقوف على المواضع التي يجبُ السكوتُ عندها، فهو يَصِلُ في الغالبِ رأسَ الجُمْلةِ اللاحقةِ بذيْلِ الجُمْلةِ السابقة، ونحو ذلك مما يشهَدُ به الحسُّ ويؤيِّده العِيان.

فكانتِ النتيجة عندنا إخلالَ القارئين - ولو كانوا في طليعةِ المتعلِّمين - بتلاوة عبارةٍ، قد تكون سهلةً في ذاتها[11]؛ بل كثيرًا ما تراهم عاجزين عن إِعطاء الكلامِ حقَّه منَ النَّبَرات التي يَقتضيها كلُّ مقامٍ؛ بل إنَّنا لو اختبرنا طفلاً عربيًّا لوجدناه يحسِنُ القراءةَ بلُغةٍ أجنبيَّةٍ، أكثَرَ مما يتوصَّل إليه، مع الكدِّ والجدِّ، فيما يحاوله من قراءةِ العبارات المكتوبةِ بلُغةِ أمِّه وأبيه.

ولقد طالما فكَّر الغيورون على اللُّغة العربيَّة، العاملون على تسهيل تناولها، في تلافي هذا الخَلَل الفاضِح، وتدارك هذا النقْص الواضِح، خصوصًا بعد امتزاج الأممِ بعضها ببعضٍ، وشيوعِ اللغات الأجنبيَّة في بلادِنا؛ فرأَوا أنَّ الوقت قد حان لإِدخالِ نظامٍ جديد في كتابتِنا الحاليَّةِ - مطبوعةً أو مخطوطةً - تسهيلاً لتناولِ العلومِ، وضنًّا بالوقت الثمين أن يَضيع هَدَرًا بين تردُّدِ النظرِ وبين اشتغال الذِّهنِ في تفهُّمِ عباراتٍ كان مِن أيسرِ الأُمورِ إدراكُ معانيها، لو كانت تقاسيمُها وأجزاؤها مفصولةً أو موصولةً بعلاماتٍ تُبيِّن أغراضَها وتوضِّح مراميَها.

فشَرَعوا يستعملون في مطبوعاتهم ومخطوطاتهم الرموزَ الخاصَّة بالإِفْرَنْجِ، ولكنْ على غيرِ أصولٍ مقرَّرةٍ أو قواعد ثابتة. فنشأ عن ذلك كثيرٌ منَ الخَلطِ والارتباكِ؛ لأنَّهم لم يتمشَّوا في هذا العملِ على وتيرةٍ واحدةٍ معروفةٍ عندَ جميع القارئين على السواء. ولذلك لم يأتِ مَسعاهم بالفائدةِ التامَّةِ التي توخَّوْها، وإِنْ كان لهم فضلٌ كبيرٌ في الشُّعورِ بوجوبِ هذا الإِصلاح، والعملِ على الوصول إليه بقوَّتهم الذاتية الفردية، لا تجمعهم رابطةٌ يرجعون إليها أو قاعدة يعتمد الناس عليها.

بقيتِ الحال على هذا المنوال في ديار مصر، وهي الملاذ الأخير لِلُغة العرَب، والموئل الكبير لعلومهم وآدابهم.

وأمَّا البلاد العربيَّة الأخرى، فالأمر فيها أشدُّ وأنْكَى.

حتى إذا أشرقتْ علينا أنوارُ هذا العصر العباسي المجيد[12]، أخذتِ اللُّغة في الانتعاش، خصوصًا عندما أقرَّتِ الحكومة الخديويَّة المصرية إحياءَ الآداب العربية.

وكان مِن كمال التوفيق أن أتاح الله للهيمنةِ على نظارة المعارف العمومية، والإشراف على إحياء الآداب العربية، سعادةَ النابغة المفضال أحمد حشمت باشا. فقد أَخَذ، منذ تقلَّدَ زمام هذه النظارة، في إعادةِ اللُّغة العربية إلى مكانتها الطبيعيَّة من الرُّجحان في جميعِ المدارس الأميريَّة، كما أخذ يَتحرَّى الأسبابَ الموصِّلةَ إلى إحياء الآداب العربية في أجملِ شَكْل، وعلى أحسنِ مِثال.

وكان مِن باكورةِ أعماله في هذا الإحياءِ أنْ عهِد إلى واضِع هذا، بمباشرةِ طبْع الجزء الأوَّل مِن كلٍّ من الموسوعتين الحافلتين الموسومتَين "نهاية الأرب في فنون الأدب" للنُّوَيريِّ، و"مسالك الأبصار، في ممالك الأمصار" لابن فضل الله العُمَريِّ.

ولقدْ أشار سعادةُ أحمد حشمت باشا بتدارك النقْص الحاصل في تلاوةِ الكتابة العربية؛ وطلب استنباطَ طريقةٍ لوضع العلامات التي تُساعِد على فَهْم الكلام، بفصْل أجزائه بعضها عن بعض، ليتمكَّن القارئُ مِن تنويع صوته: تبعًا لأغراض الكاتب، وتوضيحًا للمعاني التي قصَدَها، ومراعاةً للوجدان الذي أمْلَى عليه.

واشترط (حفظه الله) أن يكونَ ذلك الاصطلاح بطريقةٍ منطقية مضبوطة، منطبِقة على القواعدِ والأصول المقرَّرة للوقف والابتداء، في اللُّغة العربية.

فبدأتُ بمراجعة الكُتب العربية التي وضعَها النابغون من السَّلف الصالِح في الوقف والابتداء، مثل: "القول المفيد في عِلم التجويد" و"منار الهُدى في الوقف والابتدا" و"كتاب الوقف والابتداء" للإمام السجاوندي وشروح "المقدِّمة فيما يجب على القارئ أن يعلمه" و"الإتقان في علوم القرآن" و"البحث المعروف في معرفة الوقوف"[13] للداني و"كتاب الوقوف" للشاطبي[14] وغيرها من الأمَّهات الموضوعة في هذا الباب.

ثم رجعتُ إلى ما تواضَع عليه الإفرنجُ في هذا المعنى، من كتب النحو ومعاجم اللُّغة المستفيضة بين الناس. فكانتْ نتيجة البحث مما يَقَرُّ الخاطر، ويَسُرُّ الناظرَ؛ فقد وجدتُ، من حسن الحظ، أنَّ الاصطلاحين يمكن التوفيقُ بينهما في أهمِّ المواضع، وفي أكثرِ المقامات دَورانًا في الكلام.

ذلك بأنني تحقَّقتُ أنَّ الأسلوبين لا يختلف بعضهما عن بعض إلا في جُزئيات طفيفة، يُمكِنُ العربيَّة أن تستغني عنها.

وبيان ذلك أنَّ العرَب - حينما هبُّوا لأخذ قِسطهم من التقدُّم والارتقاء - ابتدؤوا بالكتابةِ على طريقةٍ سهلةٍ ساذَجة. فكان من كتابتهم قبل البعثة النبويَّة ما هو موصولُ الكلمات بعضها ببعض. فقد ورَد "أنهم وضَعوا كتابًا واحدًا وجعلوه سطرًا واحدًا موصول الحروف كلها غير متفرِّق[15]". ثم فصلوا الكلمات بعضَها عن بعض في عصْر النبوة، ولكن الحروف بقيت خاليةً من نُقط الإعجام التي تُميِّز الحروف المتشابهة بعضها عن بعض، كما كانتْ خِلْوًا أيضًا من علامات الشكل التي تُميِّز الحركاتِ والسكون. وذلك إنَّما كان لفصاحة القوم الغَرِيزيَّة وفَطانتهم الفِطريَّة.

فلمَّا اتَّسعتِ الدائرة، أحسَّ أهل الرأي منهم بوجوبِ العمل على إصلاح أوَّل. فوضَعوا علاماتِ الشكل نقطًا بمدادٍ أحمر فوقَ الحرف أو تحتَه أو على شِماله، ثم رأَوْا بعد ذلك كثرة التصحيف، فوضَعوا هذه النقط - مفردةً أو مثنَّاة أو مثلَّثة - فوق حروف وتحت حروف أخرى. ثم بدَا لهم بعدَ ذلك أنه لا يتيسر لكلِّ إنسان وجودُ مِدادين عندَ الكتابة، فضلاً عما هنالك مِن ضياع الوقت، وإمكان تطرُّق الخلط، فعَدَلوا عن الشكل بطريق النقط، فوضَعوا علاماتِ الشكل المستعملة الآن. فكان إصلاحًا ثالثًا.

ثم جاء الطور الرابع - طور الكمال - فوضَعوا علاماتٍ خطيةً مختزلة من بعض الحروف أو مِن بعض الكلمات، للدَّلالةِ على مواضعِ الوقف بأنواعه، وعلى مواقِع الفصل، وعلى مكان الانتهاء، أي حيث يحسُن السكوت التام. وأطلقوا على هذا الاصطلاح الراقي اسم: "الوقف والابتداء". فوضَع القومُ للوقف الاختياري حروفًا ونُقطًا وخطوطًا يمتاز بها السكون والإشمام والروم والتضعيف، كما وَضَعوا علاماتٍ لفظيَّةً وخَطيةًَ لكلٍّ من أنواعه الأربعة (الاستثباتيّ والإنكاريّ والتذكريّ والترنُّمي). وكذلك نصَّ أئمَّة المسلمين على تنويعِ الصوت في الكلام: تحذيرًا وتبشيرًا إلخ. ونصَّ سيبويه على أنَّ العربي، لحِرْصه على بيانِ الحركة في آخِر كل كلمة سألَه عنها، كان يُعقِبها بلفظة (يا فتى). وبهذه الوسيلة كان سيبويه يستدلُّ على أنَّ الكلمةَ مصروفةٌ ومجراةٌ أم لا. إذ لو وقَف الأعرابيُّ عليها بالسُّكون وهي غير منصوبة وكانتْ مجراةً، لم يكن في وُسْعِ إمام النحاة أن يعلَمَ إنْ كانت تلك الكلمةُ مجراةً أم لا.

غير أنَّ معاشِرَ الكاتبين بالعربية لم يُراعوا ذلك الاصطلاحَ النافِع، مراعاةً تامَّة، اللهمَّ إلا في كتابةِ المصحف الشريف، دون سِواه. وكأنَّهم ضنُّوا بالوقت، وتَطلَّبوا الإسراعَ والتعجيل في سائرِ أنواع الكتابة، فأهْمَلوا هذه العلامات. ولكن بعض العلماء ما زالوا محافظِينَ في كتبهم على وضْعِ الحركات الدالَّة على الشكل، وجاراهم نفرٌ مِن النسَّاخين الذين اتَّخَذوا الأمانةَ رائدًا لهم في أعمالِهم، وتوخَّوْا تسليمها للخَلَفِ كما وصلَتْ إليهم.

أمَّا السواد الأعظم مِن العلماء والنسَّاخين فقد أهْمَلوا هذا الشكلَ، بل تَرَاخوا في وضعِ النُّقط، نقط الإعجام ذاتها. فكان ذلك الإهمالُ المزدَوج مثارًا للإبهام والالْتِباس بين الناس، على ما هو مشهورٌ عندَ العارفين، مِن طَلبةِ العلم والبحَّاثين.

حتى لقد تَطرَّق الخللُ إلى كثيرٍ مِن نفس الألفاظ والمسميات، فأصبحتِ الكلمة الواحدة فيها قولانِ فأكثر، مِن جهة وضْع النقطِ على حروفها؛ وقولان فأكثر، مِن طريق التلفُّظ بحركاتها وسكناتها.

فلمَّا ظهرتِ الطباعة العربية، زادتِ الحال إشكالاً وتعقيدًا. وهكذا معظمُ الكتب بين أيدينا، نرَى الصحائفَ فيها مُسوَّدة مطموسة بالكِتابة مِن أوَّلها إلى آخرها، بلا فاصلٍ بينها يستريح عندَه النظر أو اللسان. وهو أمرٌ طالما أحسَّ الناس بمضارِّه المتعدِّدة، وحال دون التيسير في الفَهْم أو الوصول إلى المطالِب المقصودة.

وأشد ما يظهر هذا النقصُ في معاجمِ اللُّغة (قواميسها)، وفي كتب الأدب، وفي أسفار التاريخ، ونحوها. بحيث إنَّ الباحث يضيع عليه كثيرٌ من وقته، إلى أن يَظْفَر بضالَّته؛ بل قد يمرُّ بنظره على موضِعِ الحاجة، ولكنَّه قد لا يقِف عليه، أو لا يكاد يَهتدي إليه، إلا مَن كان له صبرٌ وممارسة، وهمُ القليل مِن القائمين بشؤون التعليم، والمتوفِّرين على البحْثِ والتنقيب.

أمعنتُ النظر في هذه الأسباب، الداعية إلى الخَلَل والاضطراب، ورأيتُ أنَّ أَحْسَن علاجٍ لها هو إحياءُ الكثير من القواعد التي قرَّرها علماءُ اللُّغة العربية، لبيانِ مواضع الوقف والابتداء؛ ورأيتُ مِن المفيد استعمالَ العلامات الإفرنجيَّة، وإضافة رموز أُخرى عليها، ممَّا تدعو إليه طبيعةُ التركيب في الكلام العربي.

وإنَّما جنحتُ إلى هذا التوفيقِ بين القواعد العربيَّة وبين العلامات الأجنبيَّة، لتوحيد العمل، وتقليلِ الكُلْفة، وتسهيل السبيل: خصوصًا أنَّ هذه العلامات قد شاعَ استعمالها في المدارس والمطبوعات والمخطوطات العربيَّة، في عصرنا هذا.

وفضلاً عن ذلك، وَجَدتُ بعضَ هذه العلامات قد استعمَلها النسَّاخون المصريون في كثيرٍ من الكتب العربيَّة، كما تشهد به الآثارُ المحفوظة بدار الكتب الخديويَّة، وكما تشهد به الآثارُ المنقولة بطريقِ التصوير الشمسي التي ستُتَّخذ أساسًا لإحياءِ الآداب العربية.

وفوق ذلك، قدِ استخدمها الأتراكُ في مطبوعاتهم، خُصوصًا جرائدَهم السيَّارة.

وأهمُّ الدواعي التي قضتْ بالتعويل على هذه العلامات، أنَّ التلاميذ المصريِّين في جميع المدارس الأميريَّة والأهليَّة والأجنبيَّة يَتعلَّمون هذه العلاماتِ، أثناءَ تلقِّيهم اللغاتِ الأجنبيةَ. فلو اخترتُ علاماتٍ أخرى، لكان ذلك العملُ موجبًا للتهويش (التشويش) على الطَّلَبة، ولا سيَّما حَدِيثي العهد منهم بالدِّراسة. وفي ذلك ما فيه، ممَّا يتحتَّم تَلافِيه.

فلهذه الأسبابِ كلِّها، رأيتُ وجوبَ الاعتمادِ على هذه العلامات، بعدَ تعديل وضْعِها، بحيث يمكن كتابتها بالقَلَم العربي: مراعاةً لحركةِ اليدِ في الكتابة، مِن اليمين إلى اليسار.

وقدِ اصطلحتُ على تسمية هذا العمل بالترقيم، لأنَّ هذه المادة تدلُّ على العلامات والإشارات والنقوش التي تُوضَع في الكتابةِ وفي تطريزِ المنسوجات. ومنها أخَذَ علماء الحساب لفظة "رقْم وأرقام" للدَّلالة على الرموز المخصُوصَةِ للأعداد. فنَقَلْناها نحنُ لهذا الاصطلاح الجديد، لمَا بينهما مِن الملابسةِ والمشابَهة.

وعندي أنَّه لا مُوجِبَ لاستعمالِ هذه العلامات في كتابةِ القرآن الكريم، لأنَّ علماء القراءات - رَحِمهم الله - قد تَكفَّلوا بالإشارةِ إلى ما فيه الغَناءُ والكفاية فيما يختصُّ به. وربَّما كان الأوفقَ عدمُ استعمالها أيضًا في كتابةِ الحديث الشريف، لأنَّ تعليمه حاصلٌ بطريق التلقين، وأمَّا رِوايته فلا بدَّ فيها مِن الدِّراية أيضًا.

ولي أملٌ شديد، في أن يكونَ مِن وراء هذا الصنيعِ الجديد، فائدةٌ للسانِ العربيِّ وأهله، بفَضْل الله وكرِمه. إنه عليمٌ بالنيَّات، وهو المستعانُ على تحقيقِ الغايات!

[1] وإن كان هذا يجهَلُه كثيرون، حتى بعض دارسي اللغة العربية.

[2] وقد حدَث تغييرُ هذه العلامة بعدَ صدور قرار وزارة المعارف بشأنِ علامات الترقيم سنة (1931م)، فقد ذُكرت فيه هكذا "?".

[3] عالِمٌ، أديبٌ، بَحَّاثة، أولُ نافخٍ في بُوق إِحياء التراث العربي - على المنهج الحديث - في مصر، أحمد زكي بن إبراهيم بن عبدالله، المصري (مولدًا وإقامة ووفاةً)، قيل بأنَّ أصلَه مغربي، تسمَّى شيخ العروبة (لصلته برِجالات العرب، وحبِّه للعربية) (1284-1353هـ).
انظر: "الأعلام" (1/126)، "معجم المؤلفين" (1/140)، "مقدمة الترقيم وعلاماته في اللغة العربية" (11/19) و"مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي" (81).

[4] ومن عَجَبٍ أنَّ الدكتور/ رمضان عبدالتواب - حفظه الله تعالى - لم يذكُرْ هذا الأمرَ، مع أنَّ الكتاب مطبوعٌ متداولٌ - وإن كان قليلاً أو نادرًا - وقد أُعيد طبعه في مصر (1408هـ - 1988م)، فلا أدري أَنَسِيَه، أم غاب عنه، أم أَغْفَله؟

[5] ولكن قال الدكتور/ عبدالمجيد دياب: "وللعلامة الشيخ طاهر الجزائري (1850-1920م) بحثٌ مهمٌّ في الخط العربي (النقط. الشكل. الحركات. علامات الفصل... إلخ) سمَّاه: "توجيه النظر في أصول الأثر"، ويقع البحث مخطوطًا في حوالي (20) عشرين صفحة"، ثم نقل ملخَّصًا له في حوالي صفحةٍ ونصف الصفحة.
قلت: ولم أستطعِ الوقوفَ على هذا المخطوط.
انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (268).

[6] يعني السجعَ.

[7] انظر: "الترقيم وعلاماته" (217).

[8] وسأذكره بنصِّه بعدَه مباشرةً - إنْ شاء الله تعالى - ثم نعقدُ مقارنةً بينهما. هذا، وقد صدر هذا القرار بعدَ الكتاب بحوالي عشرين سنة (26/7/1930م).

[9] إذ إنَّه - رحمه الله تعالى - قد جعل في آخر الكتاب بعضَ الصفحات في "اصطلاحات في كيفية رسم بعض الحروف ووضع الحركات واختزال بعضِ الكلمات والجمل الدُّعائية الشائعة الاستعمال"، فلمَّا لم يكن هذا من مقصود علامات الترقيم، لم أذكُرْه هنا.

[10] نقلتُه كما هو بنصِّه وهوامشه دون تغييرٍ أو تعليق، غير أنَّنا أعدْنا (صَفَّه) بحروف كتابِنا ومُسلسل صفحاتِنا.

[11] مثال ذلك:
أولاً: البيت المشهور الذي يحفَظه على وجهه الصحيح كلُّ مَن له أدنى حظٍّ من علوم البلاغة، وهو:
وَلاَ يُقِيمُ عَلَى ضَيْمٍ يُرَادُ بِهِ
إِلاَّ الأَذَلاَّنِ عَيْرُ الحَيِّ وَالوَتِدُ


فقد رواه صاحبُ الجوائب العلاَّمة أحمد فارس (وهو هو) على الوجه الآتي:
وَلا يُقِيمُ عَلَى ضَرِيرِ أَدَّبَهُ
إِلاَّ الأَذَلاَّنِ عَيْرُ الحَيِّ وَالوَتدُ


ثانيًا: عندما تكلَّم صاحب المغني على لفظة "أجل" بمعنى نَعَمْ، قال: "إنها تصديقٌ للخبر، ووعدٌ للطلب" ثم قال: "وقيَّد المَالَقِيُّ الخبر... إلخ"، فجاء الإمامُ مُلاَّ علي القاري في شرْحه للمغني وضبط العبارة الثانية هكذا: "وقيدًا لما لَقِيَ الخبرُ".
ثالثًا: للفرزدق بيت معروف، وهو:
وَكُلُّ رَفِيقَيْ كُلِّ رَحْلٍ وَإِنْ هُمَا
تَعَاطَى الْقَنَا قَوْمَاهُمَا أَخَوَانِ


فجاء الإمام ابنُ هشام ورَوى الشطرة الثانية في المُغني بهذه الكيفية وهي:
تعاطي القَنَا قَوْمًا هُمَا أَخَوَانِ

فلو لاحظْنا علاماتِ الترقيم في هذا البيت لمَا وقَع في هذا الخطأ الجسيم أقلُّ صبيان المكاتب فضلاً عن مثل الإمام الذي هو حُجَّة النحاة.
وها نحن نكتُبه على الطريقة المذكورة ليظهرَ الفرق:
وَكُلُّ رَفِيقَيْ كُلِّ رَحْلٍ، وإِنْ هُمَا
تَعَاطَى الْقَنَا قَوْمَاهُمَا، أَخَوَانِ


ومعناه: أنَّ كل رَجلين يترافقان في أيَّة دار كانت فهما أخوان، ولو أنَّ قوميهما يتعاطيان القنَا ويشتجران في الخِصام.
والشواهد في هذا الباب أكثرُ من أن تُحصَى. وفي الذي اقتصرْنا على ذِكره كفاية.

[12] يعني حُكم الخديوي عباس، لا الخلافة العباسية. (فكري).

[13] اعتمادًا على الخلاصة الفَرنسية التي كتبَها عليه العلامة ده ساسي، والأصل محفوظٌ بمكتبة باريس الأهلية.

[14] الأصل محفوظ أيضًا بمكتبة باريس الأهلية.

[15] راجع صفحة 6 من الجزء الثاني مِن صُبح الأعشى بدار الكتب الخديوية، المنقول بالفتوغرافية عن النُّسخة الأصلية المحفوظة بخزانة الكتب بجامعة أكسفورد من أعمال إنجلترا. واعتبر ما هو جارٍ إلى الآن عند الألمانيين، وهم من أرقَى الأمم في الحضارة، فإنَّهم يصلون حروفَ كلمتين فثلاثة فأكثر بعضها ببعض ويكونون كلمة واحدة منها جميعًا.
مثال ذلك لفظة Dioxidiomidoarsenobenzol التي اصطلح الناس على تسميتها بدواء 606 لعدم إمكان النطق بتلك الكلماتِ المجموعة مع بعضها.
ولا يزال لذلك أثرٌ قليل عند أبناء العرب إلى اليوم فمِن محاجاة الأطفال ومعاياتهم في المكاتب والمدارس الابتدائية تحدِّي بعضهم البعض بقراءة هاتين المجموعتين:
(سنستنسبنينتسبسبتشعرها) و(حججحجححجحجتين)
أما اللُّغة الفصحى ففيها بقيةٌ ضئيلة مِن هذا القبيل. غير أنَّ الأمر لا يتعدَّى الكلمتين أو الحرفين فقط، كما هو معلومٌ في باب الإدغام وغيره من عِلم الرَّسم والإملاء.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 30-07-2022, 06:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (15/ 18)
الشيخ فكري الجزار



الفصل الثاني: جهد المُحدَثين في تحديد وبيان مواضع استعمال علامات الترقيم الحديثة في لغتنا




2- الوصل بين أجزاء الكلام
قاعدة عامة
الوصل بيْن أجزاء الكلام يكون فيما عدَا المواضع المذكورة قبلُ؛ فلا يصحُّ الوقف على جزء جملة لا يكمل به المعنى. ولذلك يجوز الوصلُ في بعضِ الأحوال التي توضَع فيها الشَّوْلة، دون ما عداها مِن العلامات التي سبَق شرحُها.

3- علامات
النَّبَرات الصوتية وتمييز الأغراض الكلامية
تُوجد علامات تتردَّد بين الأقسام السابقة، ولكنَّها تمتاز بأحوال مخصوصة مِن الكلام.

وهذه العلامات هي:
(أ) علامة الاستفهام للدَّلالة على الجمل الاستفهامية. وعلامتها ؟ في آخر الجملة، سواء كانت مبدوءةً بحرف مِن حروف الاستفهام أم لا.

مثال ذلك:
﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ؟ ﴾ [الغاشية: 1]
﴿ أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ؟ ﴾ [يوسف: 90]
الجاهل عدوُّ نفسه. فكيف لا يكون عدوَّ غيره؟
(حكمة)

أنتَ أيضًا لا تدري مزايا الآداب العربية، ووجوب التعاون على إحيائها، لاستعادةِ مجدِنا أولاً ولمسابقة الأُمم الحاضرة في ميادين الحضارة؟

صديقي هو الذي يرْميني بهذه المسبَّة؟
سمعتُ أبا علي بن البناء ببغداد قال: ذَكَرني أبو بكر الخطيب في التاريخ بالصِّدق أو بالكذب؟ فقالوا: ما ذكَرَك في التاريخ أصلاً.
(معجم الأدباء لياقوت)


حُكي لابن بشر الآمدي أنَّ ابنَ علاَّن قاضي القضاة بالأهواز ذَكَر أنه رأى قَبَجة[1] وزنها عشرة أرطال. فقال: هذا مُحال. فقيل له: تردُّ قول ابن علاَّن؟ قال: فإن قال ابن علان: إن على شاطئ جيحون نخلاً يحمل غضارًا صينيًّا[2] مجزعًا بسواد، أقْبَل؟
(معجم الأدباء لياقوت)

ملاحظة:
يُشترط أن لا يكون الاستفهام معلَّقًا، أو معمولاً لعاملٍ نحوي.
مثال ذلك:
(1) لا أدري، أسافَر الأميرُ أم بقي في قصْره.
(2) استفهمتُ منه كيف تعلم المنطق، وما هي الغايةُ التي قصدها.
(ففي أمثال هاتين الحالتين لا تُوضَع علامة الاستفهام).

(ب) علامة الانفعال ! وتُوضَع في آخرِ كل جملة تدلُّ على تأثر قائلها وتهيج شعوره ووجدانه، مثل الأحوال التي يكون فيها التعجبُ والاستغراب والاستنكار (ولو كان استفهاميًّا) والإغراء والتحذير والتأسف والدعاء ونحو ذلك.
مثاله:
﴿ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ! ﴾ [ص: 5].

حَذَارِ حَذَارِ مِنْ بَطْشِي وَفَتْكِي!
(مقامات الحريري)

هَيْهَاتَ أَنْ يَأْتِي الزَّمَانُ بِمِثْلِهِ!
إِنَّ الزَّمَانَ بِمِثْلِهِ لَبَخِيلُ



ما أجملَ السماء!
إليك عنِّي!
عليكم بتقوى الله!
يا حسرتاه! والهفاه! يا أبتاه!

(وتوضع هذه العلامة أيضًا في آخر الجمل المبدوءة بنِعم وبئس وحبَّذا، ونحوها).

(ج) التضبيب: وعلامته [؟] « » أي ضبَّتان توضع بينهما الجمل والعبارات المنقولة بالحرْف.
مثال ذلك:
(1) قال محمَّد بن عمر المدائنيُّ في كتاب القلم والدواة: "يجب على الكاتب أن يَتعلَّم الهندية وغيرها من الخطوط العجميَّة، ويؤيد ذلك... أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - أمَر زيد بن ثابت أن يتعلَّم كتابة السريانية. فتعلَّمها... وكان يقرأ بها على النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلم - كُتبَهم"[3].
(صبح الأعشى).

(2) جاء في الجزء الأوَّل من صبح الأعشى في صناعة الإنشا ما نصه:
قال صاحب نهاية الأرب: "... دخَل في الكتابة مَن لا يعرفها ألبتَّة، وزادوا عن الإحصاء... وصار الآن حدُّ الكاتب عندَ هؤلاء الجهَّال أن يكتب على المجوَّد مُدَّة، ويتقن بزعمه: أسطرًا؛ فإذا رأى من نفسِه أنَّ خطَّه قد جاد أدْنى جودة، أصلح بَزَّتة وركِب بِرْذَونه أو بغلتَه، وسعى في الدخول إلى ديوان الإنشاء والانضمام إلى أهلِه".

(د) النقطتان:
تُوضَع هذه العلامات قبل الكلام المقول، أو المنقول، أو المقسَّم، أو المُجْمل بعدَ تفصيل، أو المفصَّل بعد إجمال؛ وفي بعض المواضع المهمَّة للحال والتمييز.
مثال ذلك:
(1)
قَالَتِ الضُّفْدَعُ قَوْلاً
فَسَّرَتْهُ الحُكَمَاءُ:

" فِي فَمِي مَاءٌ وَهَلْ يَنْ
طِقُ مَنْ فِي فِيهِ مَاءُ!



(2) رُوي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((إذا لَمْ تَسْتَحِ فاصنعْ ما شئت))[4].

(3) تنقسم الدنيا إلى خمسةِ أقسام: إفريقية، وآسية، وأوربة، وأمريكة، والأقيانوسية.

(4) العقل، والصحَّة، والعِلم، والمال، والبنون: تلك هي النِّعم التي لا يُحصَى شكرها.

(هـ) نقط الحذف والإضمار... وتُوضَع هذه النقط الثلاث للدَّلالة على أنَّ في موضعها كلامًا محذوفًا أو مُضمرًا، لأيِّ سبب من الأسباب. كما لو استشهد الكاتبُ بعبارة وأراد أن يحذف منها بعضَ ألفاظ لا حاجةَ له بها؛ أو كان الناقِل لكلام غيره لم يعثرْ على جزء منه في وسط الجملة: ففي هاتين الحالين وأشباههما تُوضَع محل الجزء الناقص هذه النقط للدَّلالة على موضع النقص. وذلك أفضلُ كثيرًا من ترْك البياض، لأنه لا يُؤمَن إغفاله عند النقْل مرة ثانية أو عند الطبع. وفي ذلك إخلالٌ بالأمانة.

مثال ذلك:
إنما العملُ على أهل النظر والتأمُّل الذين أعطوا كلَّ شيء حقَّه من القول ووفوه قسطَه من الحق... فلمثلِ هؤلاء تُصنَّف العلوم وتدوَّن الكتب.
(التنبيه والإشراف للمسعودي)

(و) الشَّرْطة وعلامتها - وهي لفصل كلام المتخاطبين في حالةِ المحاورة، إذا حصَل الاستغناء عن الإشارة إلى أسماء المتخاطبين، ولو بطريق الدَّلالة، بمثل: قال، أجاب، رد عليه، وهكذا.

وقد توضع أيضًا في أول الجملة المعترضة وآخرِها إذا كانت تتخلَّلها شولة فأكثر، أو جملة معترضة أخرى.

مثال ذلك:
(1) طلَب بعض الملوك كاتبًا لخدمته. قال للملك: أصحَبك على ثلاثِ خلال.
ما هي؟
لا تَهتِكْ لي سِترًا، ولا تَشتُم لي عِرضًا، ولا تقبل فيَّ قول قائل.
هذه لك عندي. فما لي عندك؟
لا أُفشي لك سِرًّا. ولا أؤخر عنك نصيحة، ولا أُوثر عليك أحدًا.
نِعم الصاحب المستصحب، أنت!
(صبح الأعشى)

(2) أذاهبٌ أنت إلى المدرسة؟
نعم.
قل لأُستاذ العربية إنَّني راغب في لقائه.
على العين والرأس.
وعرِّفه أنني مرتاحٌ للطريقة الجديدة في الترقيم.
لقدْ أفادتنا، يا سيِّدي، وسهَّلت علينا القِراءة العربية بعدَ أن كنَّا نتخبط فيها على الدوام.
ولذلك سأطلُب منه أن يعمِّم نشرَها بين الناس، لتتم بها الفائِدة.

(3) دخل معنُ بن زائدة على أبي جعفر، أمير المؤمنين. فقارب في خُطاه، فقال له أبو جعفر:
كَبِرَتْ سِنُّك، يا معن!
في طاعتك، يا أمير المؤمنين.
وإنك لَجَلْدٌ؟
على أعدائِك.
وإن فيك لبقية!
هي لك
(عن كتاب الأذكياء)

(4) مِن حدِّ هذا الدَّرَج إلى السور الغربي - وهو الذي فيه البابُ الجديد المعروف الآن بباب القيسارية، وفيه باب الميضأة وسائِر الأبواب الآتي ذِكرُها، إن شاء الله، عندَ أبواب الحرَم الخليلي بمدينة حبرون - خمسة وثمانون ذراعًا وثُلث ذراع.
(عن مسالك الأبصار)

(ح) القوسان[5] () يُوضَع بينهما كلُّ كلمة تفسيريَّة أو كل عبارة يُراد لفتُ النظر إليها. وكذلك الجملة المعترضة الطويلة التي يكون لها معنًى مستقل، خصوصًا إذا كثرُت فيها الشولات.
مثال ذلك:
(1) الجُحْفة (بضم الجيم وسكون الحاء المهملة) موضِع على ثلاث مراحل مِن مكة.
(عن مسالك الأبصار)

(2) إنَّ اللغة العربية (وهي مِن أوسع اللُّغات انتشارًا وأغزرهنَّ مادَّة) قدِ اتَّسع صدرُها لجميع العلوم والمعارف في أيَّامِ العناية بها وبعلمائها.

(3) للمجلس الذي بناه سليمان (عليه السلام) مِن داخل الخانقاه الصلاحية (أعني المجاورة لمقصورة الخطابة، وبها الآن شيخٌ من الصوفية، وبه تُعرَف في أيامنا هذه) سُلَّمان ينزلان إلى أقسام المجلس المذكور.
(عن مسالك الأبصار)

(4) بين جُور وشِيراز (وهي قصبة فارس) عشرون فرسخًا.
(عن مسالك الأبصار)

تذييل:
الوقف في الكلام المسجع:
لما كان السَّجعُ من خصائص اللغة العربية، رأينا من اللازم وضْعَ علامةٍ خاصَّة به لتنبيه نظر القارئ إليه، أثناء التلاوة. وهذه العلامَة هي شَوْلة مثنَّاة (.؛) أي شولة تحتها نقطتان. وتوضَع هذه العلامة بعد السَّجعات، ولكن في الحالة التي يكون الكلام فيها مُسجَّعًا كله، دون سائرِ الأحوال الأخرى، كما هو الشأنُ في مقامات الحريري مثلاً.

مِثال ذلك:
"أسْعَد الله بوزارة سيِّدي الدنيا والدين.؛ وأجْرى إليها الغُرَّ الميامين.؛ ووصل بها التأييد والتمكين. والحمد لله على أمل بلَّغه.؛ وجذل سوَّغَه.؛ وظن حقَّقه.؛ ورجاء صَدَّقه. وله المِنَّة في ظلامٍ كان (أعزَّه الله) صبَّحه.؛ ومستبهمٍ غدا شرحه.؛ وعَطَل نحرٍ أمسى حَلْيَه.؛ وضلال دهر صار هَدْيه."
(قلائد العقيان للفتْح بن خاقان)

وأما السَّجْع المرصَّع، فعلامتُه شولة معتادة تُوضَع بعدَ كلمة الترصيع.
مثال ذلك:
عالم الأوان، ومصنِّفه.؛ ومقرِّط البيان، ومشنِّقه؛ بتآليف، كأنَّها الخرائد.؛ وتصانيف، أبْهى من القلائد."
(قلائد العقيان أيضًا)

أمَّا الترصيع في كلِّ لفظة مِن ألفاظ الجملة المسجَّعة، فيلحق بالسَّجع المعتاد.
مثال ذلك:
"يَطْبَع الأسجاع بجواهرِ لفْظه.؛ ويقْرَع الأسماع بزواجرِ وعْظِه".
(مقامات الحريري)

مزايا الترقيم
لا تقتصرُ فوائد الترقيم على بيانِ مواضع الوقْف أو السُّكوت التي يَنبغي للقارئ مراعاتُها في أثناء التلاوة، ولكنَّه يَرْمي إلى غاية أبعدَ وإلى غرض أكبر. فهو خيرُ وسيلة لإظهار الصَّراحة وبيان الوضوح في الكلام المكتوب، لأنَّه يدلُّ الناظرَ إلى تلك العلامات الاصطلاحية على العلاقات التي تربط أجزاءَ الكلام بعضها ببعض بوجهٍ عام، وأجزاء كلِّ جملة بنوعٍ خاص.

نعمْ إنَّنا لو نظرْنا إلى هذه المسألة بطريق الحصْر، لأقرَرْنا بأنَّ كل أقسام الكلام المنتظم ترتبط بعضُها ببعض، وأنَّ فكرة الكاتب لا يتأتَّى الوصول إلى إدراكها بجميعِ تفاصيلها إلا عند بلوغ نهاية ذلك الكلام. غير أنَّ هنالك أمرًا لا يَنبغي إغفالُ الإشارة إليه، وذلك أنَّ الكاتب ليس من مصلحتِه أن يُتعِب ذهنَ القارئ ولا بصرَه، لئلاَّ يدركه الملال، فتضيع الفائدةُ المقصودة، كلها أو بعضها. لذلك كان مِن الواجب عليه أن يلفتَ نظر القارئ في كثيرٍ من المواضع بعلامات تحمِلُه على الوقوف قليلاً أو السكوت طويلاً. وذلك بأن يعرِض عليه فِكرتَه العامَّة، مفصَّلة ومقسَّمة، بحيث يتأتَّى له تفهُّم أجزائها واحدًا فواحدًا، بصرْف النظرِ عن العلاقة العامَّة التي تربط هذه الأجزاء كلها، بعضها ببعض.

وعلى هذا الحُكم تكون الجُملة، باعتبار الترقيم، عبارةً عن سلسلة من الكلمات يدلُّ مجموعها على جزءٍ من أجزاء تلك الفِكرة العامَّة التي سبقتِ الإشارة إليها، بحيث إنَّ هذه السلسلة تؤدِّي - ولو بصِفة وقتية - إلى فَهم معنًى مستقل بنفسه وكامل في حدِّ ذاته. فهذا الموضِع هو الذي يجب وضْعُ النقطة (.) عَقِبَه، للفصل بين كلِّ جملة وما يَليها مِن أخواتها، حتى يصحَّ القول بأنَّ الكاتب أراد الدَّلالة بهذه الوسيلة على أنَّه قد فرغ مِن عرْض فِكرته الجزئية، وأنه يطلب مِن القارئ أن يقِف قليلاً عندَ هذا الموضع ليعلق بذِهنه ما وقَع عليه بصرُه.

وكلَّما كثُرَت النُّقط في الكلام المكتوب، كان أكثرَ صراحةً وأشد وضوحًا؛ ولكنه يكون في الحقيقة مفكَّكًا. وكلما كانت نادرةً كان الإنشاء متماسكًا؛ ولكنَّه يكون موجبًا للتراخي وداعيًا لتبرُّم القارئ والتثقيل عليه في سُهولة فَهْم ما بين يديه. فالإفراط في كلٍّ من الحالين مذموم، وخير الأمور الوسَط على ما هو معلوم. والكاتب القدير والمنشِئ النِّحرير هما اللَّذان يكون في وُسعهما اتِّباع الطريقة المُثلَى للجمْع بين المزيتين، وهما: الوضوح، وتسلسل الأفكار وأخْذ بعضها برِقاب بعض على أسلوب معقول ومقبول.

حكمٌ عامٌّ
تلك هي القواعدُ الواجبُ مراعاتُها في كلِّ حال. ولكنَّ للكاتِب مندوحةً في الإكثار أو الإقلال من وضْع هذه العلامات، بحسب ما ترمي إليه نفسه من الأغراض ولفْت الأنظار والتوكيد في بعضِ المحالِّ ونحو ذلك ممَّا يُريد التأثير به على نفوس القرَّاء. فكما يختلف الناس في أساليب الإنشاء، وكما تختلف مواضعُ الدَّلالات كما هو مقرَّر في علم المعاني، فكذلك الشأن في وضْع هذه العلامات. ولكن الترقيم إذا كان يختلف باختلافِ أساليب الإنشاء، فليس في ذلك دليلٌ على جواز الخروج عن قواعده الأساسية التي شرحْناها.

وإنما يكون ذلك بمثابة تكثيرٍ لبيان الأحوال التي تُستعمل علامته فيها.

ومِلاك الأمر كله راجعٌ لذوق الكاتب، وللوجدان الذي يريد أن يؤثِّر به على نفس القارئ ليشاركَه في شعوره وفي عواطفه.

والممارسة هي خيرُ دليل، يَهدي إلى سواء السبيل.

• • •
ثالثًا:

قرار وزارة المعارف بشأن علامات الترقيم

وهاك قرار وزارة المعارف بشأن علامات الترقيم مُصدَّرًا بتقديم للدكتور/ رمضان عبدالتواب[6]، ومنتهيًا بتعليق له.

سبَق أن ذَكَرْنا، أنَّ علامات الترقيم التي نعرِفها اليوم لم تكُن معروفةً عندَ القدماء، باستثناء النُّقطة التي كانوا يرسُمونها على شكلِ دائرة صغيرة للفصل بين الكلاميْن.

وقد تأثَّر الكتَّاب والمؤلِّفون، مع بداية انتشار المطبوعات العربيَّة في العصر الحديث، بما في كتابات اللُّغات الأجنبية من علاماتٍ مختلفة للترقيم، غير أنَّهم لم يكونوا في استعمالهم لهذه العلامات في الكتابة العربيَّة، متَّبعين لقواعدَ دقيقة، كتلك التي تُتبع في كتابات اللُّغات الأجنبية.

ومِن أجلِ هذا صدَر قرار بتاريخ (26/7/1930م) مِن وزارة المعارف المصريَّة آنذاك، بتنظيمِ هذا الأمر، وطُبِع هذا القَرار في كرَّاسة بعنوان: "حروف التاج وعلامات الترقيم ومواضع استعمالها" في المطبعة الأميرية بالقاهرة سنة (1931م)[7].

وتقول هذه الكرَّاسة في الصفحة الثالثة منها: "وممَّا لا جدالَ فيه أنَّ طريقةَ الكتابة العربية في مجموعها مضطرِبة. وقد أراد كثيرٌ من كتَّابنا معالجة هذا النقْص بمحاكاة اللُّغات الأجنبية؛ فاستعاروا منها علاماتِ الترقيم، وأسْرفوا في استعمالها إسرافًا يُعمِّي على القارئ مقصده، أو قل: إنهم ينثرون علامات الترقيم في ثنايا الكتابة لتكون حلية وزخرفًا، بدلاً من أن تكون وسيلةً لإيضاح المعنَى، وتذليل مصاعب القراءة؛ إذن فما أحوج الكتابة العربية إلى نظام واحد يلم شملها، ويرفع ذكرها!".

ونظر[8] لنُدرة وجودِ هذه الكراسة في الوقت الحاضِر، ولجهل عددٍ غير قليل من الباحثين والمحقِّقين بالقواعد التي اتُّفق عليها آنذاك لاستعمالِ علامات الترقيم، بعدَ دراسة وتمحيص، ننقُل هنا نص القرار في هذا الشأن[9].

الترقيم
الترقيم وضْع علامات بين أجزاء الكلام المكتوب؛ لتمييز بعضه من بعض أو لتنويع الصوتِ به عندَ قراءته، وأشهر علاماته العلامات الآتية:

اسم العلامة
صورتها
1- الفصلة
2- الفصلة المنقوطة
3- النقطة أو الوقفة
4- النقطتان
5- علامة الاستفهام
6- علامة التأثر
7- القوسان
8- علامة التنصيص
9- الشرطة أو الوصلة
10- علامة الحذف
،
؛
.
:
؟[10]
!
()
" "
-
...

مواضع استعمال هذه العلامات
أولاً- الفصلة:
والغرَض مِن وضْعها أن يسكتَ القارئ عندها سكتةً خفيفة جدًّا، لتمييزِ بعض أجزاء الكلام عن بعض.

وتُوضَع في المواضع الآتية:
أ- بين الجمل التي يتركَّب مِن مجموعها كلام تامُّ الفائدة؛ مثل: إنَّ محمدًا تلميذٌ مهذَّب، لا يؤذي أحدًا، ولا يكذب في كلامِه، ولا يُقصِّر في دروسه.

ب- بيْن الكلمات المفرَدة المتصلة بكلماتٍ أخرى تجعلها شبيهةً بالجملة في طولها؛ مثل: ما خاب تاجرٌ صادق، ولا تلميذٌ عامل بنصائحِ والديه ومعلميه، ولا صانع مجيد لصناعته، غير مُخلِف لمواعيده.

ج- بيْن أنواع الشيء وأقسامه؛ مثل: إنَّ التبكير في النوم وفي الاستيقاظ منه، يكسب الإنسان ثلاثَ فوائد: صحة البدن، وصفاء العقل، وسَعَة الرزق.

د- بعدَ لفظة المنادَى؛ مثل: يا علي، أحضرِ الكتاب.

ثانيًا- الفصلة المنقوطة:
والغرَض منها أن يقِف القارئ عندَها وقفة متوسِّطة، أطول بقليل من سكْتة الفصل، وأكثر استعمالها في موضعين:
أ- بيْن الجمل الطويلة التي يتركَّب من مجموعها كلامٌ مفيد، وذلك لإمكان التنفس بين الجمل عندَ قراءتها، ومنع خلط بعضها ببعض بسببِ تباعدها، مثل: إنَّ الناس لا ينظرون إلى الزمن الذي عُمِل فيه العمل؛ وإنما ينظرون إلى مقدار جودته وإتقانه.

ب- بين جملتين تكون الثانية منهما سببًا في الأولى، مثل: طردتِ المدرسة خليلاً؛ لأنَّه غشَّ في الامتحان. أو تكون مسبَّبة عن الأولى، مثل: محمد مجدٌّ في كلِّ دروسه؛ فلا غرابةَ أن يكون أوَّلَ فصله.

ثالثًا- النقطة أو الوقفة:
وتوضَع في نهاية الجملة التامَّة المعنى، المستوفية كلَّ مكملاتها اللفظية، مثل: خير الكلام ما قلَّ ودلَّ، ولم يطلْ فيُملّ.

رابعًا- النقطتان:
وتستعملان لتوضيحِ ما بعدهما وتمييزه ممَّا قبله، وأكثر استعمالها في ثلاثةِ مواضع:
أ- بين القول والكلام المقول أي المتكلَّم به، أو ما يُشبههما في المعنى، مثل: قال حكيم: العِلم زَيْن، والجهل شَيْن. ومثل: مِن نصائح أبي لي كل يوم: لا تؤخِّرْ عمل يومِك إلى غدِك.

ب- بيْن الشيء وأقسامه أو أنواعه، مثل: أصابع اليد خمس: الإبهام، والسبَّابة، والوُسطى، والبنصر، والخنصر.

ج- قبل الأمثلة التي تُوضِّح قاعدة، وقبل الكلام الذي يوضِّح ما قبله، مثل: بعض الحيوان يأكل اللحْم: كالأسد، والنمر، والذئب. وبعضه يأكل النبات: كالفيل، والبقر، والغنم. ومثل: أجزاء الكلام العربي ثلاثة: اسم، وفعل، وحرف.

خامسًا- علامة الاستفهام:
وتُوضَع في نهاية الجملة المستفَهم بها عن شيء، مثل: أهذا خطُّك؟ متى حضرت؟ ما عندك مِن الأخبار؟ كيف ترسُم هذا الشكل؟ لِمَ تكرهُ الألعاب الرياضية؟ مَن هذا القادم؟ أي ساعتك؟ أي الفريقين بارِعٌ في اللعب؟

سادسًا- علامة التأثر:
وتُوضَع في آخر الجُملة التي يُعبَّر بها عن فرَح أو حزن أو تعجُّب أو استغاثة أو دعاء، نحو: يا بُشراي! نجحت في الامتحان! واأسفاه! ما أجملَ هذا البستانَ! النارَ النارَ! ويل للظالِم! مات فلان! رحمة الله عليه!

سابعًا- القوسان:
ويُوضعانِ في وسط الكلام مكتوبًا بينهما الألفاظ التي ليستْ مِن أركان هذا الكلام، كالجُمل المعترضة، وألفاظ الاحتراس والتفسير، مثل: القاهرة (حرَسها الله) أكبر مدينة في إفريقية. ومثل: حُلْوان (بضم فسكون) مدينة جنوبي القاهرة، طيِّبة الهواء، بها حمامات كبريتية.

ثامنًا- علامة التنصيص:
ويُوضَع بين قوسيها المزدوجتَين كل كلام يُنقَل بنصه وحرفه، مثل: حُكي عن الأحنف بن قيس أنَّه قال: «ما عاداني أحدٌ قط إلا أخذتُ في أمره بإحدى ثلاث خِصال: إن كان أعلى مني عرفتُ له قدْرَه، وإن كان دوني رفعتُ قدري عنه، وإنْ كان نظيري تفضلتُ عليه».

تاسعًا- الشرطة أو الوصلة:
وتُوضَع في الأماكن التالية:
أ- بين رُكنَي الجملة إذا طال الرُّكن الأول، لأجلِ تسهيل فَهْمها، مثل: إنَّ التاجر الصغير الذي يُراعي الصِّدق والأمانة مع جميع مَن يعامله من كل الطبقات - يصير بعدَ سنوات قليلة من أكبرِ التجَّار.

ب- بين العدد والمعدود إذا وقَع عنوانًا في أول السطر، مثل: التبكير في النوم واليقظة يكسب:
أولاً- صحة البدن.
ثانيًا- وفور المال.
ثالثًا- سلامة العقل.

عاشرًا- علامة الحذف:
وتُوضَع مكان المحذوف من الكلام للاقتصار على المهمِّ منه، أو لاستقباح ذِكْر بعضه، مثل: جبل المقطم أشهر جبال مصر... بنَى عليه صلاحُ الدين الأيوبي قلعتَه المشهورة.

ملحوظة: لا يُوضَع من هذه العلامات في أول السطر إلا القوسان وعلامة التنصيص.

ومع أنَّ "برجشتراسر" يرَى أنَّ استعمال علاماتِ الترقيم في الكتابة العربية لا فائدةَ له إلا في الأحوال النادِرة، فإنَّه استخدم هذه العلامات استخدامًا كاملاً في كلِّ ما نشره من النصوص العربية[11].

يقول برجشتراسر: "ويتبع مسألةَ الإملاء مسألةُ الترقيم، أي استعمال العلامات للفصل بين الجُمل وبعضها. وما يوجد في الكُتب الخطيَّة من ذلك قليل، للتفريق بين الفصول الطويلة والمتن والشَّرْح. فلا شكَّ أنَّنا عند طبع الكتاب، نحافظ على كلِّ هذا ونكمل الناقص في المواضع الموازية. وأمَّا غير هذا فيختلف فيه العلماء. وأكثرُهم حتى في الشرق يَذهب إلى إدخال النقط وغيرها في الكُتب القديمة. ولا أرى في ذلك فائدة إلا في الأحوال النادِرة، ذلك أنَّ الناس تعوَّدوا على قِراءة الكتب الشرقية بدون ترقيم، ولا يجدون مشقَّة إلا في بعض المواضِع الصَّعْبة. وفي زيادة الترقيم خطَرُ الخطأ؛ إذ رأيتُ في بعض الكتب العربية التي نُشرت أخيرًا، بعضَ الجمل قُطِّعت قسمين بنقطة دالَّة على نهاية الجملة؛ لأنَّ الناشر لم يَفْهَم تركيب الجملة، فظنَّها تامَّة قبل تمامها"[12].

ومن علامات الترقيم التي لم تُذكَر في قرار وزارة المعارف السابق:
الأقواس المزهَّرة أو التي تُسمَّى بالأقواس العزيزية، وهي التي تُستعمل عادةً لحصر نصوص القرآن الكريم على هذا النحو: ﴿ ﴾. وكذلك الأقواس المعكوفة أو المعكَّفة، وهي التي تحصر الزيادات اللازمة لإقامةِ النص وليستْ في مخطوطاته، على هذا النحو: [ ].

وإنَّ الخطأ في استخدام علاماتِ الترقيم، قد يُؤدِّي إلى خطأ في المعنى، كالنص الذي أشرنا إليه مِن قبل في "قواعِد الشِّعر" لثعلب، بتحقيق الشيخ محمد عبدالمنعم خفاجي: "وقال المعَذَّل مِن أبياتٍ:.... [أبلغُ] الشِّعر ما اعتدَلَ شطراه". والصواب فيه: "وقال: المعَدَّل مِن أبيات الشِّعر ما اعتدَلَ شطراه".

ومثاله ما وقَع في تحقيق "نور القبس المختصر من المقتبس" من قوله (7/15): "فألقى إلي صحيفةً فيها الكلام كله: اسم وفعل وحرف". والصواب: "فألقى إليَّ صحيفة فيها: الكلام كلُّه اسم وفِعْل وحرف". وفيه أيضًا (330/15): "فناداني ابن أبي خميصة القيِّم: عليهم إياك إياك"، والصواب: "فناداني ابن أبي خميصة القيِّم عليهم: إيَّاكَ إيَّاكَ".

[1] أي حَجَلة وهي طائر اسمه عند الفرنسيين Perdrix.

[2] أي يثمر آنية صينيَّة.

[3] رواه الترمذي: الجزء 7 تحفة ص: 497 وهو صحيح. (فكري)

[4] الحديث في صحيح البخاري (6120) كتاب الأدب، وانظر المقدمة. (فكري)

[5] أشرْنا في المقدمة إلى ثلاثِ علامات لم يذكرها المؤلِّف، وهي: الأقواس المزهَّرة، والأقواس المعكوفة أو المعكَّفة، والخطَّان العموديان. فلتراجع. (فكري)

[6] انظر: "مناهج تحقيق التراث" (204-212). فكري. تنبيه: وكل ما كان زيادةً مني كتبتُ بعده: "فكري".

[7] ومِن عجب أنَّ الدكتور/ عبدالمجيد دياب مع ذكره لكتاب "الترقيم وعلاماته" لم يتعرَّض لهذا القرار، مع العلم بأنه يكاد يكون نقَلَه كاملاً في كتابه إلا أنَّه قدَّم وأخَّر، وغيَّر الأمثلة انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (264-279). فكري.

[8] تحريف، والصَّواب: "ونظرًا". فكري.

[9] "حروف التاج" (ص11-16) وقد أفاد منها كذلك مؤلف كتاب: "الإملاء والترقيم" (ص97-105).

[10] كانت علامة الاستفهام بالقرار الوارد بالكراسة هي: (؟) وهو نقل حرْفي لعلامة الاستفهام في كتابات اللغات الأوربية. وما هنا هو الشائِع الآن في المطابع والكتابات العربية.

[11] مثل: "غاية النهاية في طبقات القراء"، لابن الجزري.

[12] "أصول نقد النصوص" (104).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 26-11-2022, 04:34 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (16/ 18)
الشيخ فكري الجزار




















الفصل الثالث: التعليق على ما جاء في كتاب "الترقيم وعلاماته" و"قرار وزارة المعارف"





وبيان الاختيار في هذا الشأن











أولاً: موازنة بين كتاب "الترقيم وعلاماته" و"قرار وزارة المعارف"





1- عدد العلامات (10) عشر علامات.











2- العلاقة بين العلامات: هي نفسُها، لم يختلفْ منها شيء في أحدهما عن الآخَر.











3- مواضع استعمال العلامات: هي نفسها في كلٍّ منهما، سوى الخلافِ في استخدام الفصلة، والفصلة المنقوطة، والشرطة.











4- عدد مواضِع استعمال الفصلة في كتاب "الترقيم وعلاماته": (7) سبعة مواضِع.











5- عدد مواضع استعمال الفصلة في "قرار وزارة المعارف" (4) أربعة مواضِع.











6- المواضع المشترَكة في استعمال الفصلة: (أولاً) في الكتاب هي (جـ) في القرار. (ثانيًا) في الكتاب هي (ب) في القرار. (سادسًا) في الكتاب هي (أ) في القرار[1].











7- الزيادة في الكتاب: (ثالثًا)، (رابعًا)، (خامسًا)، (سابعًا)[2].











8- ما تفرَّد به القرار: استعمال الفصلة بعدَ لفظة المنادَى[3].











ولذلك قلتُ بأنَّ القرار لم يتعدَّ ما جاء في كتاب: "علامات الترقيم"[4].











وهنا أستطيع القول بأنَّ القرار مأخوذٌ مِن الكتاب دون أن يُشير إليه ولكنَّهم غيروا العبارات والأمثلة.











9- عدد مواضِع استعمال الفصلة المنقوطة في "الترقيم وعلاماته": ثلاثة مواضِع.











10- عدد مواضِع استعمال الفصلة المنقوطة في "قرار وزارة المعارف": موضِعان.











11- المواضع المشتركة في استعمال الفصلة المنقوطة: موضع واحد، هو (ثالثًا) في الكتاب و(ب) في القرار[5].











12- ما تفرَّد به الكتاب: (أولاً) و(ثانيًا)[6].











13- ما تفرَّد به القرار: (أ)[7].











14- عددُ مواضِع استعمال الشَّرْطة في "الترقيم وعلاماته": موضِع واحد.











15- عدد مواضِع استعمال الشَّرْطة في "قرار وزارة المعارف": موضعان.











16- المواضِع المشتركة في استعمال الشرطة: لا توجد، بل هي مختلفة تمامًا.

















ثانيًا: بيان مواضِع استعمال الفصلة المشتركة





بين كتاب "الترقيم وعلاماته" و"قرار وزارة المعارف"





1- قال في الكتاب: "أولاً- بين المفردات المعطوفة، إذا قصرت عبارتها وأفادتْ تقسيمًا أو تنويعًا.











"مثال ذلك: الكلام ثلاثة أقسام: اسم، وفعل، وحرف"[8].











وجاء في القرار: "جـ- بين أنواع الشيء وأقسامه؛ مثل: إنَّ التبكير في النوم وفي الاستيقاظ منه يكسب الإنسان ثلاثة فوائد: صحَّة البدن، وصفاء العقل، وسعة الرزق"[9].











فإذا نظرتَ إلى ما تحت الخطِّ[10] في العبارتين لا تجد فرْقًا بينهما.











2- وقال في الكتاب: "ثانيًا- بين المفردات المعطوفة، إذا تعلَّق بها ما يطيل عبارتها"[11].





"مثال ذلك: لا يستحقُّ الاحترامَ كلُّ رجل لا يقرن القول بالعمل، وكلُّ صانع لا يتوخَّى الإتقان، وكل شريف يسلك سبيل التهم"[12].











وقال في القرار: ب- بيْن الكلمات المفردَة المتصلة بكلمات أخرى تجعلها شبيهةً بالجملة في طولها؛ مثل: ما خاب تاجرٌ صادق، ولا تلميذٌ عاملٌ بنصائح والديه ومعلميه، ولا صانع مجيد لصناعته، غير مخلف لمواعيده"[13].











فإذا نظرتَ إلى ما تحت الخطِّ في العبارتين فلا تجد بينهما اختلافًا في المعنى[14].











3- وقال في الكتاب: "سادسًا- بين جُملتين مرتبطتين في اللفظ والمعنى؛ كأنْ كانت الثانية صفة أو حالاً أو ظرفًا للأولى، وكان في الأولى بعضُ الطول"[15].











"مثل: كادت السيارة أمس تدوس طفلاً، يظهر أنه أصم"[16].











وقال في القرار: "أ- بين الجُمَل التي يتركَّب من مجموعها كلام تامُّ الفائدة؛ مثل: إنَّ محمدًا تلميذٌ مهذَّبٌ، لا يُؤذي أحدًا، ولا يكذب في كلامِه، ولا يقصِّر في دروسه"[17].











وهنا أيضًا إذا نظرتَ إلى ما تحت الخطِّ فلا تجد اختلافًا.

















ثالثًا- مواضع استعمال الفصلة التي تفرد بها كتاب "الترقيم وعلاماته" والتعليق عليها





1- قال: "بين الجُمل المعطوفة القصيرة، ولو كان كلٌّ منها لغرض مستقل"[18].











وضرب لذلك مثالاً فقال:





"المعروف قُروض، والأيام دُول، ومَن توانَى عن نفسه ضاع، ومَن قاهر الحق قهر"[19].











فهذه أربعُ جمل جمَع بينها العطف بالواو.











ولو نظرْنا في هذه الجمل لوجدْنا كلاًّ منها جملةً مستقلَّة تقوم بنفسها، فلمَّا عُطفت حَسُن استعمال الفصلة للفصْل بين كل منها وأخواتها.











قلت: وهذا موضع يحسُن أن يُضاف إلى مواضِع استعمال الفصلة.











2- قال: "بين جمل الشَّرْط والجزاء، أو بين القسَم وجوابه (فيما إذا طالت جملة الشرط أو جملة القسم)، أو نحو ذلك"[20].











وضرَب لذلك مثالاً فقال:





"إن قَدَرْتَ أن تَزيد ذا الحق على حقِّه وتَطُول على مَن لا حقَّ له، فافعل"[21].











قلت: قد وضَع - رحمه الله تعالى - هذه الفصلةَ لتنبيه القارئ أنَّ ما بعدها ليس مقطوعًا، بل هو موصولٌ بأول الكلام (أداة الشرط وفعلها)، لا بما قبْلَه مباشرة.











قلت: وأرى أنَّ ما عهدناه في لُغتنا من تَكْرار أول الجملة عندَ هذا الموضع أَوْلى من استعمال هذه الفصلة.











قال الدكتور: عبدالمجيد دياب:





"وقد فطن البلاغيُّون إلى مِثل هذا الموقف فذَكروا أنَّ من أقسام الإطناب التكريرَ لطول الفصل"[22].











فلو طبقْنا ذلك على المثال المذكور نقول:





"إنْ قدرتَ إن تَزيد ذا الحق على حقِّه وتَطُول على مَن لا حقَّ له إن قدرتَ على ذلك فافعلْ".











قلت: فيكون المعنى في غاية الوضوح.











ولا مانعَ حينئذٍ من وضع الفصلة في نفس الموضع؛ إذ قدِ اتَّضح المعنى بلا خفاء، فتكون الفصلة تَنبيهًا على بداية الخبْر أو الجواب أو الجُزء الثاني مِن هذه الجُملة الطويلة.











فإذا كان كذلك، يمكن أن نعتبر هذا الموضِع هو موضع: "بيْن المفردات المعطوفة، إذا تعلَّق بها ما يُطيل عبارتها"[23].











فإن قيل: يُعكِّر على هذا الاستعمال قوله: "المعطوفة"، فلا يدخُل فيه ما ذكرت.











قلت: يمكن أن نُضيف قيدَ: "أو التي بينها نوعُ ارتباط".











فيكون هذا الموضِع هو: "بين المفردات المعطوفة أو التي بينها نوعُ ارتباط، إذا تعلَّق بها ما يُطيل عبارتها".











وبذلك يزول الإشكالُ؛ إذ يدخل تحت هذا القيد ارتباط الخبَر بالمبتدأ، وارتباط الجزاء بالشَّرْط، وما أشبه ذلك.











فإن صحَّ لنا هذا صار الموضعان واحدًا.











3- قال: "قبل ألفاظِ البَدل، حينما يُرادُ بها لفتُ النظر إليها أو تنبيهُ الذهن عليها"[24].











وضرب لذلك مثالاً فقال:





"في هذا العام المبارَك، عام 1329 هجرية، بدأتْ نهضةٌ مباركة في ديار مصر بإحياء الآداب العربية. ومثل هذه اللُّغة، لُغة العِلم والحضارة، تكون حياتها مقدِّمة لنشأةٍ جديدة لأهلها"[25].











ففي هذا المِثال عبارتان، كلٌّ منهما بدلٌ أو تفسير لكلمة أو عبارةٍ قبلها.











فعِبارة: "عام 1329 هجرية" بدل مِن عبارة: "هذا العام المبارك"، وعبارة: "لُغة العلم والحضارة" بدلٌ من كلمة: "اللغة".











وهذا عين الجمل الاعتراضية؛ فإنَّها تكون بدلاً، أو تفسيرًا، أو دعاءً، أو تنبيهًا على شيءٍ ما.











فإذا كان كذلك فالصوابُ أن نجعلَها بين شرطتَيْن هكذا: "في هذا العام المبارَك - عام 1329 هجرية - بدأت... ".











فيكون هذا الاستعمالُ خاصًّا بهذه الجُمل، ومتميزًا عن استعمال الفصْلة، فيؤمَنُ اللبس والاختلاف.











تنبيه: إذا تكرَّرت الجمل الاعتراضية، وبالذات إذا تقاربتْ فأرَى أن تُوضَع بين قوسين لتمييز بعضها من بعض[26]؛ فإنها إذا تكرَّرت فإنَّك ترى في السطر الواحد أحيانًا أكثرَ من شرطتين، فيلتبس الأمر، وقد يصعُب تمييز الجملة الاعتراضية مِن الجملة الأصلية.











4- قال: "لحصر الجُمَل المعترضة"[27].











وضرب على ذلك أمثلة شعرية.











وفيه أمران:





الأول: أنَّنا اخترْنا أن تُحصر الجمل المعترضة بين شرطتين، فيلحق هذا الموضع بالذي قبله، فيصيران موضعًا واحدًا.











الثاني: أني لا أرى استعمالَ علامات الترقيم في الشِّعر؛ لأنها تُفسِد شكلَه. ولعلي أعود فأوضِّح هذا الأمر.











رابعًا: الاختيار في مواضِع استعمال الفصلة





ممَّا سبَق تحصل لنا خمسةُ مواضع لاستعمال الفصلة، اشترك "الترقيم وعلاماته" مع "قرار وزارة المعارف" في ثلاثةٍ منها، وتفرَّد الكتاب بواحد، وتفرَّد القرار بواحد.











وإليك جمعها:





1- بيْن المفردات المعطوفة، إذا قصُرتْ عبارتها وأفادتْ تنويعًا أو تقسيمًا[28].











2- بين المفردات المعطوفة[29]، أو التي بينها نوعُ ارتباط[30]، إذا تعلَّق بها ما يُطيل عبارتها[31].











3- بين الجُمل التي يتركَّب مِن مجموعها كلامٌ تامُّ الفائدة[32].











4- بين الجمل المعطوفة القصيرة، ولو كان كلٌّ منها لغرضٍ مستقل[33].











5- بعدَ لفظة المنادى[34].











تنبيه: قال الدكتور: رمضان عبدالتواب: "ومِن البدع المنقولة عن الغرْب في ذكر المصادر في الهوامش كذلك: الفصل بين كلِّ مصدر وآخَر بفاصلة؛ مثل صنيع محقق: "طبقات المفسرين" للداودي. وهذا مثال واحدٌ لهامش من هوامشه:





"له ترجمة في: البداية والنهاية (12/228)، بغية الملتمس (82)، تذكرة الحفاظ (4/1294)، الديباج المذهب (281)، شذرات الذهب (4/141)، الصلة (2/558)، طبقات المفسرين للأدفوي[35] ورقه (43ب)، طبقات المفسِّرين للسيوطي (43)، مرآة الجنان (3/279)، نفح الطيب (2/25)، وفيات الأعيان (3/423)"[36].











قال: "والمكان في هذا كلِّه وأمثاله للواو[37]، فهي مخلوقة[38] في العربيَّة لهذه الوظيفة... "[39].











وفيه أمـور:





الأوَّل: لو قارنَّا بين قوله في المثال: "له ترجمة في:...،...،...." وبين قولنا في مواضع استعمال الفصلة: "بين المفردات المعطوفة، إذا قصرت عبارتها، وأفادتْ تنويعًا أو تقسيمًا"، لو قارنَّا بين هاتين العبارتين لوجدناهما سواءً.











فيكون الصواب العطف بالواو، كما ذكَر الدكتور: رمضان عبدالتواب.











الثاني: إذا نظرنا في استعمالات الفصلة في اللُّغة الإنجليزيَّة لوجدْنا ما يلي:





1- "لفصل سلسلة مِن الكلمات أو العبارات؛ لتجنُّبِ التَّكْرار لحرْف العطف"[40].











وهنا يكون الربط أو العطف في السلسلة بالفصلة، ويثبُت حرف العطف - الواو - في الجزء الأخير من السلسلة.











2- A Comma should be consistently or omitted or included befor the final 'and' or 'or' in lists of three or more items[41].











وهذا يقول نفس المعنى - استعمال الفصْلة لفصل عبارات السلسلة - ولكنَّه يُضيف إمكانَ حذفها أو بقائها قبلَ الجزء الأخير مِن هذه السلسلة؛ لوجود حرف العطف.











فهنا رأيان: الأوَّل موافِق للقياس، والثاني مخالِف للقياس، ولكني أرى ترجيحَ الثاني لأمور:





1- أنَّه الأصلُ في استخدام الفصْلة.











2- لطول السلسلة في كثيرٍ من الأحايين، فتستثقل الواو في النُّطق لا في الكِتابة، والنطق مطلوبٌ في مراجعة تجارِب الكتاب، وفي مناقشة الرسالة أو البحث، فلا يهمل.











♦ ♦ ♦











خامسًا: بيان موضع استعمال الفصلة المنقوطة المشترك بين





"الترقيم وعلاماته" و"قرار وزارة المعارف"





قال في الكتاب: "قبل الجملة الموضِّحة والمؤكِّدة لِمَا قبلها"[42].











وضرب لذلك مثالاً فقال:





﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ؛ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الروم: 6 - 7][43].











وقال في القرار: "بيْن جُملتين تكون الثانية منهما سببًا في الأولى، أو تكون مسبَّبة عن الأولى"[44].











وضرب لذلك مثالاً فقال:





"طردتِ المدرسة خليلاً؛ لأنَّه غشَّ في الامتحان"[45].











ومثل:





"محمَّد مجدٌّ في كلِّ دروسه؛ فلا غرابةَ أن يكون أوَّلَ فصْله"[46].











قلت: فقوله: "الموضِّحة" لفظ عام يمكن أن يدخُل فيه السبب والمسبب وما أشبه ذلك.











فلذلك اعتبرتُ الموضعين واحدًا.











أما قوله: "والمؤكدة".





فليس هذا وصفًا مطردًا - وإن صحَّ في المثال المضروب - فلا يصحُّ اعتباره في الحد أو التعريف.











♦ ♦ ♦
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 26-11-2022, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات




سادسًا: مواضع استعمال الفصلة المنقوطة التي تفرد بها





كتاب "الترقيم وعلاماته"





1- "بين الجُمل المعطوف بعضها على بعض، إذا كان بينها مشاركةٌ في غرض واحد"[47].











وضرب لذلك مثالاً فقال:





"خيرُ الكلام ما قلَّ ودلَّ؛ ولم يَطُل فيُملّ"[48].











قوله: "إذا كان بينها مشاركةٌ في غرضٍ واحد".











ماذا يترتَّب عليه في تقسيم الكلام؟





لا شيء





إذًا فوجود هذا القيْد كعدمه؛ لأنَّه لا يَزيد الجُمل المعطوف بعضها على بعض شيئًا غير حالتها هذه.











فإذا كان كونها معطوفًا بعضها على بعض لم يتغيَّر منه شيءٌ، فهي من مواضِع الفصلة كما سبق[49].











ولا حاجةَ للفصلة المنقوطة.











قلت: وهذا يَمنع الاشتباهَ والاختلاف.











2- "قبل المفردات المعطوفة التي بينها مقارَنة أو مشابَهة أو تقسيم أو ترتيب أو تفصيل أو تعديد أو ما أشْبَه ذلك"[50].











وضرَب لذلك أمثلة منها:





"اغتنمْ خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هرمك؛ وصحَّتَك قبل سقمك؛ وفراغَك قبل شُغلك؛ وغناك قبل فقْرك؛ وحياتَك قبل موتك[51]"[52].











قوله: "التي بينها مقارنة... أو تقسيم... إلخ".











ما الفارق بينه وبين قوله في مواضِع استعمال الفصلة: "... وأفادتْ تقسيمًا أو تنويعًا"[53]؟











لا أرَى فارقًا بينهما.











إذا كان كذلك. فالموضِع للفصلة، لا للفصلة المنقوطة.











قلت: وهذا يَمنَع الاشتباه والاختلاف.











♦ ♦ ♦





سابعًا: موضع الفصلة المنقوطة الذي تفرد به قرار وزارة المعارف





"بين الجُمل الطويلة التي يتركَّب من مجموعها كلامٌ مفيد، وذلك لإمكان التنفُّس بين الجمل عند قراءتها، ومنْع خلط بعضها ببعض بسبب تباعُدها"[54].











وضرَب لذلك مثالاً فقال:





"إنَّ الناس لا ينظُرون إلى الزمن الذي عُمِل فيه العمل؛ وإنما ينظرون إلى مقدارِ جودته وإتقانه"[55].











قوله: "لإمكانِ التنفُّس بين الجمل".











إنَّ ربطَ مقدار التنفُّس بالفصلة والفصلة المنقوطة لا يُعرَف في لغة أهلها[56]، فهو مِن ابتكار علمائنا، ولا أدْري له وجهًا.











وقوله: "ومنع خلْط بعضها ببعض بسببِ تباعدها" يعني بسبب طولها.











فالفصلة غير المنقوطة تمنَع ذلك.











فإذا كان بعضُ هذا الكلام لا أصلَ له، ولا فائدة فيه.











وإذا كان بعضُه يتحقَّق باستعمال الفصلة غير المنقوطة. فيبقَى من هذا التعريف قوله:





"بين الجُمل الطويلة التي يتركَّب مِن مجموعها كلامٌ مفيد".











قلت: ولا فارق بينه وبين قوله في مواضِع استعمال الفصلة: "بين الجُمل التي يتركَّب من مجموعها كلامٌ تامُّ الفائدة" لا فارق إلا قوله: "الطويلة"، وهذا الفارق وحْدَه لا يكفي لأن ننتقل مِن استعمال الفصلة إلى استعمال الفصلة المنقوطة ممَّا يؤدِّي إلى الاشتباه والاختلاف بسببِ الاختلاف في تحديدِ طول الجُمل وقِصَرها مثلاً.











فإذا كان كذلك فيُمكننا إلغاءُ فارق "الطويلة" فيصبح الموضِع هو نفس موضع استعمال الفصلة المذكورة سابقًا[57]، ويمتنع الاشتباه والاختلاف.











♦ ♦ ♦





ثامنًا- الشرطة





ومواضِع استعمالها





1- لفصل الجُمل المعترضة (تُوضَع بين شرطتين)[58].











2- لفصل كلام المتخاطبين في حالة المحاورة، إذا حصَل الاستغناء عن الإشارة إلى أسماء المتخاطبين[59].











3- بين العدد - رقمًا أو لفظًا - والمعدود[60].











تنبيهٌ أول: يُلاحظ أنَّ الجملة المعترضة إذا حُذِفت لا يتأثَّر معنى الجملة الأساسيَّة غالبًا.











تنبيهٌ ثانٍ: أحيانًا يكون ما قبل الجُملة المعترضة محتاجًا إلى فصْلة، فلذلك يضع بعض المؤلِّفين هذه الفصلة بعدَ الشرطة الثانية، هكذا: " - ، "؛ على أساس أن لو حُذفتِ الجملة المعترضة تَبْقَى الفصلة.











وهذا أمرٌ لا يُحتاج إليه، أو لا معنى له إذا علمنا الاستخدام الصحيح لعلامات الترقيم، فإذا حذفت الجملة المعترضة وضعْنا الفصلة، أما في وجودها فلا.











تنبيهٌ ثالث: يُلاحظ ما ذكرناه مِن قبل أنه إذا تعدَّدتِ الجمل المعترضة في كلام متَّصل فإن كلاًّ منها تُوضَع بين قوسين لتحديدها، وبالذات إذا تقاربت.











♦ ♦ ♦





تاسعًا: علامات الترقيم التي لم يذكرها كتاب





"الترقيم وعلاماته" ولا "قرار وزارة المعارف"





1- الأقواس المزهَّرة[61]:





تُعرَف هذه الأقواس بالأقواس العزيزيَّة، واشتهرتْ بالأقواس القرآنية؛ لأنَّها تستعمل في تمييز الآيات القرآنية، وصورتها: ﴿ ﴾[62].











قلتُ: والكلام في هذا المقام في صورة هذه الأقواس لا في استعمالها؛ فإنَّ استعمالها يكاد أن يكونَ مِن المتَّفق عليه.











وصُورة هذه الأقواس في معظَم برامِج (الكمبيوتر) تحمِل صليبًا لا زهرةً كما يزعمون.











وهذه صورتها مكبَّرة ليتضح الأمر: ﴿ ﴾





ولذا أرَى عدم استعمال هذه الأقواس بالذات، واستبدالَ غيرها بها.











وقد استعملتُ مكانَها - في هذا الكتاب - الأقواس التي صورتها: {}[63].











2- الأقواس المعكوفة أو المعكَّفة





صورتها هكذا: [ ]





وتُستعمل في حصْر الزِّيادات على المخطوطات اللازمة لإقامةِ النص[64] وكاد المحقِّقون العرَب جميعًا أن يتَّفقوا على استعمالها بهذه الصورة في هذا الغرَض[65].











أمَّا ما يفعله قلَّة من المحقِّقين في حصْر الزيادات بين الأقواس المعتادَة ()، أو بين نجمتين أو زهرتين، فهذا مما يؤدِّي إلى التشويش والاشتباه، والأَوْلى بالمحقِّق أن يلتزم العُرْف الغالب[66].











وتفصيل هذا الأمر في كتابنا "التدقيق في فن التحقيق"، يسَّر الله طبعه.









[1] وسأبيِّن الاشتراك بينها.



[2] وسأتعرَّض لبيان ما فيها بعدَ قليل.



[3] وهو استعمال صحيح.



[4] انظر (186).



[5] انظر: "الترقيم وعلاماته" (209) و"قرار وزارة المعارف" (226).



[6] انظر: "الترقيم وعلاماته" (207، 208).



[7] انظر: "قرار وزارة المعارف" (226).



[8] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[9] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224).



[10] هذا كان في المطبوع، أمَّا هنا فقد جعلناه بخط سميك. فتكون العبارة: "فإذا نظرتَ إلى الكلام البارز بخطٍّ سميك"، وهكذا في كل موضع مما سيأتي (الألوكة).



[11] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[12] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[13] انظر: "قرار وزارة المعارف" (225).



[14] قلتُ "في المعنى"؛ لأني أرى عبارة: "الكلمات المفردة" غير مساوية لعبارة: "المفردات" التي جاءت في كتاب "علامات الترقيم".
بل أرى أن استخدام "الكلمات" هنا خطأٌ؛ فالمفردات المذكورة المراد بها "أشباه الجمل"، لا مفردات الكلمات.



[15] انظر: "الترقيم وعلاماته" (206).



[16] انظر: "الترقيم وعلاماته" (206).



[17] انظر: "قرار وزارة المعارف" (223).



[18] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[19] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205) ونسَبه إلى الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله تعالى عنه.



[20] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[21] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[22] انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (275). وانظر أيضًا: "معاني القرآن وإعرابه" (1/498)، "إملاء ما مَنَّ به الرحمن" (1/162)، و"دلائل الإعجاز" (باب الفصل والوصل) (195).
قلت: وسنعود إليه عندَ الكلام عن استعمال الشرطة (-).



[23] وهو المرقوم (ثانيًا) في "الترقيم وعلاماته"، و(ب) في "قرار وزارة المعارف".



[24] انظر: "الترقيم وعلاماته" (206).



[25] انظر: "الترقيم وعلاماته" (206).



[26] وقد التزمتُ هذا الأمرَ في كتابي، وهو أظهَرُ ما يكون في التراجم.



[27] انظر: "الترقيم وعلاماته" (207).



[28] عبارة "الترقيم وعلاماته"؛ لأنَّها أوضح.



[29] قيد أضفته. انظر: (236).



[30] قيد أضفته. انظر: (236).



[31] عبارة "الترقيم وعلاماته"؛ لأنَّها أوضح.



[32] عبارة "قرار وزارة المعارف"؛ لأنها أوضح.



[33] تفرد به "الترقيم وعلاماته".



[34] تفرد به "قرار وزارة المعارف".



[35] كذَا وقَع بالفاء بعدَها واو، نسبةً إلى "أدفو" مِن قرى صعيد مصر.
وجاء في موضعِه طبقات المفسِّرين (2/167): "للأدنه وَى" في ترجمة ابن العربي.
وقد تَكرَّر هكذا في مواضعَ كثيرة من "طبقات المفسرين". انظر مثلاً: (2/5. 79. 109. 298. 306. 338).
فالظاهر أن "الأدفوي" تحريف.
تنبيه: قال في "هدية العارفين" (1/322) "الأدرنة وي" بزيادة راء مهملة، والظاهر أنه تحريف أيضًا.



[36] انظر: "مناهج تحقيق التراث" (168).



[37] المكان هنا للفَصْلة المنقوطة؛ لأنَّ ما بعدها تفسير.



[38] كذا قال، ولا يصح، والصواب: "موضوعة"، أو لعله يقول بأنَّ اللغة توقيفيَّة، فيصح قوله، والمسألة معروفة.



[39] انظر: "مناهج تحقيق التراث" (168).



[40] انظر: "قواعد الكتابة" (13) و"Full Marks" (10).



[41] انظر: "Copy-editing" (156)



[42] انظر: "الترقيم وعلاماته" (209).



[43] ولا أرى استعمال علامات الترقيم في القرآن؛ للاختلافِ الواقِع فيها، ثم لما فيه مِن مساواة كلام الله تعالى بكلام البشَر. وكذا قال في "الترقيم وعلاماته" (200)، ولكنَّه لم يلتزمْ به.



[44] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[45] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[46] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[47] انظر: "الترقيم وعلاماته" (207).



[48] انظر: "الترقيم وعلاماته" (207).



[49] انظر: "الاختيار في مواضع استعمال الفصلة" (238).



[50] انظر: "الترقيم وعلاماته" (208).



[51] انظر: "الترقيم وعلاماته" (208).



[52] صحَّحه الحاكم وقال: "على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.
انظر: "المستدرك" (4/341) و"شرح السنة" (14/224).



[53] انظر: "الترقيم وعلاماته" (205).



[54] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[55] انظر: "قرار وزارة المعارف" (224) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (273).



[56] انظر: "قواعد الكتابة" (12 و14)،(156) "Copy-editing" و(10) "Full Marks".



[57] انظر: "الاختيار في مواضع استعمال الفصلة" (238).




[58] انظر: (236).



[59] انظر: "الترقيم وعلاماته" (214).



[60] انظر: "قرار وزارة المعارف" (226) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (274).



[61] سُمِّيت بذلك على أنَّها تحمل في وسطها زهرة، وليس هذا صوابًا، إنما هو صليب.



[62] انظر: "مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمُحْدثين" (211) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (278).



[63] كانت في المطبوعة هكذا: (())، فجعلناها هنا هكذا: {} (الألوكة).



[64] انظر: "مناهج تحقيق التراث" (211) و"تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (278).



[65] انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (278).



[66] انظر: "تحقيق التراث العربي - منهجه وتطوره" (278).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 26-11-2022, 04:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (17/ 18)
الشيخ فكري الجزار




أمثلة من الخطأ في علامات الترقيم


"قال لقمان لابنه: يا بُني كُن سريعًا، تفهم بطيئًا، تكلَّم ومن قبل أن تتكلَّم تفهم".
"الفقيه والمتفقِّه" تحقيق الشيخ عادل بن يوسف العزَّازي[1].


قلت: الفَصْلة الأولى لم نفهمْ بها المقصود بالسُّرعة، وفي أي شيءٍ هي!! أما الفصلة الثانية ففيها:
1- أنَّ المترتّب على هذه السُّرعة المأمور بها هو بطء الفَهْم.
قلت: وليس هذا مقصودَ لقمان قطعًا.


2- ثم ترتَّب على ذلك الأمرِ بالكلام.
قلت: وليس هو مقصودَ لقمان قطعًا.


والصواب:
"كُن سريعًا تفهم، بطيئًا تكلَّم،... ".


فلُقمان أوْصى ابنه بسرعة الفَهْم مع بطء التكلُّم - أي: عدم الإسراع بالكلام - حتى يتفهم ما يتكلَّم به.


"القول الثالث[2]: ما حَكاه الطبريُّ[3] عن فرقةٍ، منها مجاهد...
قال أبو عمرو مجاهد: وإن كان أحدُ الأئمَّة يتأوَّل القرآن فإنَّ له قولين مهجورين عندَ أهل العِلم، أحدهما هذا[4]، والثاني في تأويلِ قوله -تعالى-: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22]".
"القرطبي" (5/3927)

قوله: "قال أبو عمرو مجاهِد".
كذا وقَع، وهو تحريف.


والصواب: "قال أبو عمر[5]: ومجاهد[6] وإن كان أحد الأئمة...... ".


"2- باب ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18] قال ابن عبَّاس[7]: قرأناه بينَّاه، فاتبع: اعمل به.
4929- حدَّثنا....... عن ابن عبَّاس في قوله:........ ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 18] فإذا أنزلناه فاستمع[8].


قوله:....... ((فاتبع قرآنه، فإذا أنزلناه فاستمع))[9] هذا تأويلٌ آخَر لابن عبَّاس غير المنقول عنه في الترجمة.........


والحاصِل أنَّ لابن عباس في تأويل قوله -تعالى-: ﴿ أَنْزَلْنَاه ﴾ وفي قوله: ﴿ فَاسْتَمِعْ ﴾ قولين".
"الفتح" (8/550) [التفسير - سورة القيامة]

هذا ظاهرٌ في أنه سهوٌ من الحافظ - رحمه الله تعالى - أو مِن الناسخ، حيث جعَل التأويل "فاستمع" قرآنًا.


والصواب: "والحاصل... قوله -تعالى-: ﴿ قَرَأْنَاهُ ﴾ وفي قوله: ﴿ فَاتَّبِعْ ﴾ قولين".


لأنَّ عبارة "أنزلناه" وعبارة "فاستمع" ليستْ مِن آيات سورة القيامة، إنما هما تأويلٌ أو تفسير.


"وقد رجعتُ في هذا إلى أهمِّ، كتب الأنساب، وإلى اللِّسان والقاموس،.... ".
"الروض الأنف" مقدمة المحقق عبدالرحمن الوكيل (1/16). ط أولى - ابن تيمية (1410هـ - 1991م)

قوله: "وقد رجعتُ في هذا إلى أهم، كتب الأنساب،.... ".


كذا وُضِعت فصلة بعدَ قوله: "أهم"، فصار ما قبلها لا معنى له، وكذلك ما بعدها.


والمعروف أنَّ الفصلة تكون بين جُمل بينها ارتباطٌ في المعنى واللفظ[10].


فهذه الفصلة زائدة.
والصواب:
".... إلى أهم كتب الأنساب،.... ". فتكون لدينا جملةٌ تامَّة يصلح الوقوف عليها.


"... وأنا أسال الله الذي مواهبُه لا تَنحَصِر أنواعها ولا تُحصَى وإن كثر السائلون والآخذون (ملالها وانقطاعها) أن يقرن عَمَلي في ذلك بالقَبول... ".
"معراج المنهاج" (1/33) - شمس الدين محمد بن يوسف الجزري (ت711هـ) - تحقيق د. شعبان محمد إسماعيل وقال: "هكذا بالأصل" يعني بالمخطوطتين. ط أولى (1413هـ -1993م)

قلت: وهذه العبارة بيْن الأقواس صحيحة، ولكنَّها لا يُفهم معناها لوقوع تحريف في كلمة: "ولا تُحصَى".


والصواب: "ولا يُخشَى" فتكون العبارة: "الذي مواهبه لا تنحصر أنواعها، ولا يُخشَى - وإن كثُرَ السائلون والآخذون - ملالها وانقطاعها...".


فتكون العبارة التي علَّق عليها الشيخ متعلِّقة بقول الإمام "ولا يُخشَى"، فيكون الملال مناسبًا لكثرةِ السائلين، والانقطاع مناسبًا لكثرةِ الآخذين. وسبحان الله.


"والمستشرق فتًى أعجمي ناشئ، في لسان أمَّته وتعليم بلاده،..."
"المنهج في كتابات الغربيِّين عن التاريخ الإسلامي" (72) د. عبدالعظيم محمود الديب. كتاب الأمة (27) - ط أولى (نوفمبر 1990م)

قد سبَق أن الفصلة تكون بين جُمل بينها ارتباط ما، يصلح الوقوفُ على إحداها[11].


ولا نرى هذا صحيحًا في هذه العبارة؛ لأنَّ الوقوف على قوله: "ناشئ" يُفيد أنه شاب صغير، وليس هذا مقصودًا أو مفيدًا، ثم إنَّ الجملة بعده لا معنى لها.


والصواب: "والمستشرق فتًى أعجمي، ناشئ في...".
أو تكون كلها جملةً واحدة.


"فهو هنا أمام حدَث، قديم وقع في مكة، منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان،... ".
"المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الإسلامي" (101)

نفس الكلام الذي قبله عن مكان الفصلة.


فقوله: "فهو هنا أمامَ حدَث" لا يُفيد شيئًا، أو تكون "حدث" بمعنى صبي صغير، ولا معنى لها هنا.


وقوله: "قديم وقَع في مكة" لا يفيد شيئًا.


والصواب: "فهو هنا أمامَ حدَثٍ قديم، وقع في مكة... ".


"كيف تفسِّر استدلالَه بالبخاري[12] على ما ادعاه مِن "أن محمدًا صلَّى الله عليه وآله وسلَّم" دافَع عن الشِّغار "مع أنَّ الذي في باب الشِّغار بالبخاري حديث واحد، عن ابن عمر[13] - رضي الله عنهما".
"المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الإسلامي" (124).

علامة التنصيص [" "] تكون لنقل كلام الغير بنصه[14]، وليس الأمر هنا كذلك.


ثم إنَّ في هذه العبارة أيضًا نفسَ الكلام عن مكان الفصْلة وفائدتها.


والصواب:
"... ما ادَّعاه مِن أن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم دافَع عن الشغار، مع أنَّ الذي... "[15].


هكذا بغير علامة التنصيص؛ لأنه لم ينقل كلامًا بنصه.


"قال المتكلِّمون: القول بوجودِ إلهين يُفضي إلى المحال فوجَب أن يكون القولُ بوجود إلهين محالاً، إنما قلنا إنَّه يفضي إلى المحال.


لأنَّا لو فرضْنا وجود إلهين فلا بدَّ وأن يكون كلُّ واحد منهما قادرًا على كل المقدورات... ".
"مفاتيح الغيب" (11/95) - سورة الأنبياء - الرازي - دار الغد الغربي - ط أولى (1412هـ - 1992م)

قوله: "إنما قلنا... المحال. ".


فيه أنَّ علامة النقطة ". " تُوضَع بعد تمام الكلام وانتهائه[16] وهنا لم يتم الكلام، فالصواب حذف هذه النقطة.


ثم إنَّ جعل الكلام في فِقرات يكون لتحديدِ بداياتٍ جديدة في الكلام، وإنْ كانتْ هذه البدايات تفسيرًا ونتيجة - مثلاً - لما قبلها[17].


فالصواب:
"قال المتكلِّمون: القول بوجود إلهين يفضي إلى المحال، فوجب أن يكون القول بوجود إلهين محالاً.


إنما قلنا إنَّه يُفضي إلى المحال لأنَّا لو فرضنا... ".


"وحكَى الكسائي: ما أوقفَك ها هنا؟ أيُّ: شيءٍ صيَّرَك إلى الوقوف؟".
"تهذيب إصلاح المنطق" (2/4) أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي (421-502هـ)

كذا وقَع بنقطتين بين كلمة "أي" وكلمة "شيء" وهو خطأ يُفْسِد المعنى.


والصواب: "أيُّ شيءٍ" بغير النقطتين، أو تكون سقطت "أي" التفسيرية، فيكون الصواب:
"أي: أيُّ شيءٍ... ".


ولعلَّ هذا الثاني هو أقرب.


ثم وجدتُه هكذا على الصواب في "لسان العرب" (6/4898) و"مختار الصحاح" (وقف).


"قوله -تعالى-: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ ﴾ [الروم: 6] هو مصدر مُؤكَّد: أي وعَدَ الله وعْدًا، ودلَّ ما تقدَّم على الفعل المحذوف لأنَّه وَعَد".
"إملاء ما مَنَّ به الرحمن" (2/184)[18]

قوله: "مصدر مؤكد: أي وعد الله".


كذا جاءتْ النقطتان بعد قوله: "مؤكد".


قلت: وهي هكذا في غير مكانها[19].


والصواب: "مصدر مؤكد، أي: وعد.." فتكون النقطتان المركَّبتان بعد أي التفسيرية.


وقوله: "لأنه وعد".
الضمير عائدٌ على قوله: "ما تقدم".


فتكون العبارة: "لأنَّه وعْدٌ" بسكون العين المهملة وضمِّ الدال المهملة مع التنوين؛ لأن "ما تقدم" هو قوله تعالى: ﴿ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴾ [الروم: 3] وهو وعْدٌ.


"وفي معنى هذا الشِّرك المنهي عنه قول مَن لا يتوقَّى الشرك: أنا بالله وبك،....، وما لي إلا الله وأنت،......، وهذا مِن الله ومنك، والله لي في السماء وأنت لي في الأرض، ووالله، وحياتك، وأمثال هذا مِن الألفاظ التي يجعل فيها قائلها المخلوق ندًّا للخالق... ".
"زاد المعاد" (2/353).

قوله: "ووالله، وحياتك".
1- الأوَّل منه قسَمٌ بالله، وهو مشروع.


2- الثاني قسم بمخلوق، وهو غيرُ مشروع.


3- ليس في العبارة نِديَّة؛ لأنَّ ظاهرها أنهما قسمان.


4- وعليه فالخطأ في علامة الترقيم (الفصلة) بينهما فلو حذفْناها لصارت العبارة:
"واللهِ وحياتِك" فتظهر فيها النِّدية، ويستقيمُ المعنى؛ لأنَّ القَسَمَيْنِ صارَا واحدًا فيه تشريكٌ، وهذا هو المقصود بالنهي[20].

[1] وقد راجعتُه في هذا الأمر فدَهِشَ له، ووعد بإصلاحه.
تنبيهٌ: ولكن هذا الخطأ لم يكن من صنعه هو، بل من صنيع ناسخ الكتاب، ولم ينتبه هو له.

[2] في تفسير قوله تعالى: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79].

[3] الإمام، العلم، المجتهد، عالِم العصر، أحد أئمَّة الدنيا علمًا ودينًا، أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالِب الطَّبَريُّ (من أهل آمُل طَبَرِستان)، صاحِب التصانيف البديعة، طوَّف الأقاليم في طلب العلم. (224 تقريبًا - حوالي 310هـ).
انظر: "السير" (14/267-282)، "تاريخ بغداد" (2/162)، "طبقات الشافعية الكبرى" (3/120-128)، "النجوم الزاهرة" (3/230)، "الأنساب" (4/46)، "معجم الأدباء" (5/242-275) وكتاب "الطبري".
تنبيهٌ أول: ذكر صاحِب كتاب "الطبري" أنَّ ابن النديم وابن خَلِّكان قالا في نسبه: "ابن خالد" بدلاً مِن "غالب".
تنبيهٌ ثانٍ: قال السمعاني في نسبة "الطبري": إنَّها نسبة إلى "طبرية الأردن" لا إلى (طبرستان).

[4] وهو قوله: "المقام المحمود هو أن يُجلِس الله تعالى محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم على كرسيه". قال القرطبي: "وفيه بُعد".

[5] الإمام العلاَّمة، حافِظ المغرب، شيخ الإسلام، أبو عمر، يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر بن عاصِم النَّمري (نسبة إلى النَّمر بن قاسط... بن ربيعة بن نزار)، الأندلسي، القُرطبي (نسبة إلى مدينة قرطبة أكبر مدن الأندلس)، المالكي (مذهبًا)، صاحب التصانيف الفائقة. (386-463هـ).
انظر: "السير" (18/153-163)، "جذوة المقتبس" (367) و"جمهرة أنساب العرب" (302).

[6] الإمام، شيخُ القرَّاء والمفسِّرين، أبو الحجاج، مجاهِد بن جبر، المكي، مولى السائب بن أبي السائِب المخزومي.
تنبيهٌ أول: قد وقَع الاختلاف في اسم أبيه، فقيل: "جبير" بالتصغير. ذكره النووي وياقوت.
تنبيهٌ ثانٍ: "وكذلك في ولائه، فقيل:
1- مولى السائِب بن أبي السائب المخزومي. ذكَرَه الذهبيُّ والسيوطي والحافِظ وابن كثير.
2- مولى عبدالله بن السائِب القارئ. ذكرَه ياقوت.
3- مولى قيس بن الحارث المخزومي. ذكرَه ابن سعد وابن خيَّاط وابن قُتَيبة.
وذكر الأقوال الثلاثة: الذهبيُّ في "السير"، ابن أبي حاتم، الداودي والنووي.
تنبيهٌ ثالث: وكذلك وقع اختلاف كبير في سَنَة وفاته بين (100هـ) إلى (107هـ).
انظر: "السير" (4/449)، "الإصابة" (6/165)، "الطبقات الكبرى" (5/466)، "طبقات خليفة" (280)، "الجرح والتعديل" (8/319)، "طبقات المفسرين" (2/305)، "حلية الأولياء" (3/279-310)، "المعارف" (444)، "البداية والنهاية" (5/293-301)، "طبقات الفقهاء" (58)، "تهذيب الأسماء" (1/2/83)، "تهذيب التهذيب" (10/38)، "معجم الأدباء" (5/53)، "تذكرة الحفاظ" (1/92) و"طبقات الحفاظ" (42).

[7] الصحابي الجليل ابنُ عمِّ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- حبْر الأمَّة، وفقيه العصر، وإمام التفسير، أبو العباس، عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب بن هاشم. صحِب النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - نحوًا من ثلاثين شهرًا، وحدَّث عنه. لم يشهدِ المشاهد لصِغر سِنِّه. مسنده (1660) ألف وست مائة وستون حديثًا. له من ذلك في "الصحيحين" خمسة وسبعون، وتفرَّد البخاري له بمائةٍ وعشرين حديثًا (120)، وتفرَّد مسلم بتسعة أحاديث. (ت68 أو 67هـ).
انظر: "السير" (3/331-359)، "الإصابة" (4/90) و"المعارف" (121).

[8] هذا تأويل ابن عباس للآية.

[9] كذا وقَع التأويل متصلاً بالآية، وكأنَّه قرآن، والغالِب أنه من الطابع؛ لأنَّه لم تكن عندهم - رحمهم الله تعالى - علامات الترقيم. وقد يكون من الناسِخ، ولكن الإشكال فيما بعده.

[10] انظر: "علامات الترقيم" (205) و(223) من "قرار وزارة المعارف".

[11] ص (238).

[12] شيخ الإسلام، وإمام الحفَّاظ، الحُجَّة العَلَم، صاحب "الصحيح"، وإمام هذا الشأن، المعروف في الشَّرْق والغرب، والمعوَّل على صحيحه في أقطار البلدان، أبو عبدالله، محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَه الجُعفي (ولاءً، ولاءَ إسلامٍ، نِسبة إلى يمان الجُعفي الذي أسلم على يديه جَدُّ البخاري "المغيرة" وكان مجوسيًّا). روى عن ألف شيخ (194-256هـ).
تنبيه أول: اختُلف في "بَرْدِزْبَه" فقيل:
1- بِذْدُزْبَه بالذال المعجمة بعدها دال مهملة. ذكره الذهبي أيضًا.
2- يَزْذِبَّه بياء مثناة من تحتها مفتوحة. نقلوه عن ابن خلِّكان.
3- يَرْدِزْبَه. جاء هكذا في "النجوم الزاهرة" أوله ياء مثناة تحت، والظاهر أنه تحريف.
تنبيه ثانٍ: كلمة: "بردزبه" كلمة بخاريَّة معناها بالعربية: "الزَّرَّاع".
انظر: "تذكرة الحفَّاظ" (2/555)، "السير" (12/391-475)، "تهذيب الأسماء" (1/1/67)، "البداية والنهاية" (6/33)، "تاريخ بغداد" (2/4-37)، "النجوم الزاهرة" (3/32)، "طبقات الحفاظ" (252) و"الأنساب" (1/293) (2/68).

[13] الصحابي الجليل، الرَّجل الصالِح، الإمام القُدوة، أبو عبدالرحمن، عبدالله بن عمر بن الخطَّاب، القرشي، العدوي (نسبة إلى عدي بن كعب - أحد أجداده) المكي (مولدًا)، المدني (موطنًا) أسلم صغيرًا مع إسلام أبيه. شهد الخندق وما بعدها. كان من أشدِّ الصحابة تحريًا لهدْي النبي صلى الله عليه وآله وسلم. روى علمًا كثيرًا. له في "مسند بَقِي" (2630) ألفان وستمائة وثلاثون حديثًا بالمكرر، واتَّفق الشيخان له على (168) مائة وثمانية وستِّين حديثًا. وانفرد له البخاريُّ بأحد وثمانين حديثًا، ومسلم بأحد وثلاثين (ت74هـ).
انظر: "السير" (3/203-239)، "تاريخ بغداد" (1/171) و"أنساب الأشراف" (350).

[14] انظر: "الترقيم" (212) و"قرار وزار المعارف" (226).

[15] لاحِظ أن هذا التنصيص من وضعِنا لتحديد الموطن.

[16] انظر: "الترقيم" (209) و"قرار وزارة المعارف" (224).

[17] انظر: "الترقيم" (203).

[18] في إعراب قوله تعالى: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ ﴾ [الروم: 6].

[19] انظر: "الترقيم" (213) و"الملحق" (224).

[20] لم ينتبه لهذا الخطأ المحقِّقان آل الأرناؤوط.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 26-11-2022, 04:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,550
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التنبيهات في التصحيفات والتحريفات

التنبيهات في التصحيفات والتحريفات (19)
الشيخ فكري الجزار




((كراس 19))

الصحف والتصحيفات
"... على الشكوى مما وصل إليه البلد في شتى نواحي[1]... وتمضي الأيام..."[2].
"...وعدم السماح بعقليات الإقصاء وإلى ما ذلك[3] من ملامح سلبية.... ... ولكن لا بد في النهاية إلى تغيير ما هو واضح على كونِه عيبًا أو خطأً[4]، ولا بد من إصلاحه بتواضع وجدية....... ومن المهم حس[5] القارئ الكريم للعودةِ إلى تفاصيل هذا المقال[6] المهم"[7].
ثم قال: " سيناريو إيكاروس "tcarus"[8].

تنبيه[9]:
بعضُ المسائل تراها سهلة، ليس من وراء سَطْرِها حاجةٌ، أو فائدةٌ؛ فهي ظاهرةٌ لا تحتاج إلى تعليقٍ.
أنت تظنُّ ذلك وتنسَى أنَّ مجرَّدَ التنبيهِ إلى موطنِ الخطأِ كاشفٌ عنه، وقد لا تهتدي إلى هذا الخطأ - مع ظهوره - بغيرِ تنبيهٍ.
مراجعات:
كتاب "كيف تكتب بحثًا؟" للدكتور: أحمد شلبي، به صفحات عن علامات الترقيم؛ فليُراجَع.

من "تصحيفات أهل العلم"
قال الدكتور/ محمد عبدالله دِراز[10]:
"لذلك كان عجْزُ سورة...".
قولُه: "عجْزُ" بتسكين الجيم تحريفٌ.
والصواب: "عَجُزُ" بضمِّ الجيم - كما جاء في "المعجم الوسيط"[11]:
"العَجُزُ": مؤخَّر الشيء [يذكَّر ويؤنَّث]. و(العَجُزُ): الشطر الأخير من بيت الشعر".
وقال في "مختار الصحاح":
"(العَجُزُ) - بضمِّ الجيم - مُؤَخَّرُ الشيء، يُذكَّر ويُؤنَّثُ، وهو للرجلِ والمرأةِ جميعًا، وجمعه (أعجاز)، و(العجيزة) للمرأةِ خاصَّة"[12]، [13].

المقدمة[14]
"ولكنَّ جمع التصحيفات في كتابٍ ما، يجب أنْ يكون بالرجوعِ إلى المخطوطة - أو المخطوطات - لحصرِ ما فيها من تلك التصحيفات.
وبهذا نكونُ - فعلًا - قد خَدَمْنا الكتابَ، ونصَحْنا للكاتبِ وللقارئ على السواء.
أمَّا إذا اعتمد عملُنا على تتبع تلك التصحيفات في طبعةٍ ما - أو عدة طبعات - فلا يُعَدُّ ذلك خدمةً حقيقيةً للكتابِ - وإنْ كان ذَبًّا عنِ الكاتبِ، ونصحًا للقارئ[15] -؛ وذلك لأسبابٍ:
أولها - أنَّ التصحيفات الواقعة في طبعةٍ ما - أو طبعات مختلفة - قد لا تكون واقعة في أصل الكتاب - المخطوط - فلا نكون قد خدمنا الكتابَ، بل قد نكون قد نَسَبْنا إليه ما ليس فيه.
ثانيها - أنَّ تكرارَ الطبع إنْ لم يكن تصويرًا[16] فإنه يزيدُ الأخطاءَ؛ ولذلك لا يمكن حصرُها، بل نكون قد أضعنا جهدًا في تتبع مثلِ هذه الأخطاء.

تحريفات المعاجم
جاء في "مختار الصَّحاح"[17] (غ م ي):
"و(أُغْمِيَ) عليه الخَبَرَ؛ أي: استعجم، مثل (غُمَّ)".
قوله: "الخَبَرَ" بالنصب، تحريفٌ.
والصواب: "الخَبَرُ" بالرَّفع.

وفيه أيضًا:
"(البُغضُ) ضدَّ الحب...".
قوله: "ضدَّ" بالفتح تحريفٌ.
والصواب: "ضدُّ" بالرفع.

وفيه أيضًا:
"و(النَّعِيُّ) أيضًا بالتشديد (الناعي)، وهو الذي يأَتي بخَيرَ الموت".
قوله: "يأَتي" بفتح الهمزة تحريفٌ.
والصواب: "يأْتي" بالسكون.
وقوله: "بخيرَ" بياء مثناة تحت قبل الراء، وفتح الراء، تحريفٌ.
والصواب: "بخبَرِ" بالباء الموحدة قبل الراء، وكسر الراء؛ إنما الفتحة للباء.

أخطاء علامات الترقيم
جاء في مجلة "تراثيات"[18] (ع2 / 138)[19]:
"ولم يكن الطناحي على علمٍ بهذه المجالات المتعددة[20] فحسب، وإنما ترك بصماتِه الواضحة على كلٍّ منها، فلم يترك مجالًا إلَّا وله فيه كتابٌ محقق، ويكفي أن نَعرِضَ لكتابٍ واحدٍ من الكتب التي حققها، وهو "كتاب الشعر أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب" لأبي علي الفارسي كنموذج؛ لتوضيح منهج الرجل في التحقيق"[21].

تصحيفات المعاجم
"ورجل (خَابِذٌ) ذو خبزٍ، كلابنٍ وتامرٍ"[22].
قوله: "خابِذٌ"، كذا وقع بذال معجمة، وهو تحريفٌ، والصواب: "خابِزٌ" بالزاي[23].

وفيه أيضًا (خ ل ف):
"والخَلْفُ أيضًا الرَّدِئ".
قوله: "الرَّدِئً"، تحريفٌ بسبب انتقال نظرٍ تقريبًا.
والصواب: "الرَّديءُ"، وهذا التنوين إنما يخص همزةَ "سوءٍ" في السطرِ قبله[24].

"(الرَّذْل) الدُّفونُ الخَسيس"[25].
قولُه: "الدُّفون"، تحريفٌ.
والصواب: "الدُّون" منَ (التَّدَنِّي)، لا منَ (الدَّفنِ)[26].

تصحيفات كتب علوم القرآن
علامات الترقيم وأخطاء المحققين:
جاء في "معاني القرآن"[27] للفراء (1 / 63):
"وقولُه: ﴿ وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ... ﴾ [البقرة: 102].
(كما تقول في ملك سليمان)[28] تصلح (في) و(على) في مثل هذا الموضع، تقول: أتيتُه في عهدِ سليمان، وعلى عهده، سواءٌ".
ثم قال المحققان في "الهامش" تعليقًا على عبارة: "كما تقول...": "سقط ما بين القوسين من أ".

* جاء في "معاني القرآن" (1 / 49 / 7)[29]:
"﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ ﴾ [الأحزاب: 31]، "ومَنْ تَقْنُتْ" بالياء والتاء،[30] على المعنى".
والصواب: ".... بالياء، والتاء على المعنى".
قلت: ولعل وضع "الفصلة" في هذا المكان يفيد أنَّ الياء حملًا على معنى "مَن"، والتاء حملًا على المعنى.

تصحيفات المعاجم
التصحيفات
جاء في "مختار الصِّحاح"[31] (ي ت م)[32]:
"... وقد (يَتِم) الصبيُّ يَيْتَمُ (يُتْمْا) بضمِّ الياء وفتحها مع سكون التاء" فيهما".
قلت: كذا وقع (يُتْمْا) بتسكين الميم، وهو تحريفٌ، لا يُنطق.
والصواب: "يُتْمًا" - بالفتح والتنوين - مصدرٌ.

وفيه أيضًا (س خ ن):
"... وأنشد ابنُ الأعرابي:
مُشَعْشَعَةً كَأَنَّ الحُصَّ فِيهَا ♦♦♦ إِذَا مَا الماءُ خَالَطَهَا سَخينَا
قال[33]: وقولُ مَن قال (جُدْنا بأموالنا)، ليس بشيء".
قلت: قولُه: "وقول مَن قال... ليس بشيء"، تحريفٌ، فيه تقديمٌ وتأخيرٌ وسقطٌ، وصوابُه: "أي: جُدْنَا بأموالنا. وقولُ مَن قال: (سخينًا) من (السخونة) - نُصِبَ على الحال - ليس بشيء"[34].

تصحيفات التفاسير
أخطاء علامات الترقيم
جاء في "تفسير السعدي"[35] (352)[36]:
"... ولأنه خيانةٌ في حقِّ سيدي الذي أكرم مثواي. فلا يليق بي[37]، أن أقابله في أهله، بأقبح مقابلة... ... ... والجامع لذلك كله. [38] أنَّ الله صرف عنه السوء والفحشاء...".

تحريفات
جاء في "معاني القرآن"[39] (1/ 402)[40]:
"إخوان المشركين {يُمدونهم}[41]" بضم الياء المثناة تحت.
قلت: هو تحريفٌ.
والصواب: ﴿ يَمُدُّونَهُمْ ﴾ [الأعراف: 202] بالفتح.

"والعربُ تقول: قد قَصُرَ عنِ الشيء، وأقصَرَ عنه".
قوله: "قَصُرَ" تحريفٌ.
والصواب: "قَصَرَ" بفتح الصاد المهملة - لا بالضمِّ - والمضارع "يَقْصُر"، بضمٍّ مع فتح أولِه.
أما قوله: "أقصَرَ عنه"، فمضارعُه: "يقصُرُ"، بفتح أولِه وضمِّ الصاد المهملة[42]، [43].

تصحيفات المعاجم
وجاء أيضًا في "مختار الصحاح" (ت ر هـ):
"(التُّرَّهَاتُ) الطرقُ الصِّغارُ غيرُ الجادِّة. تتشعبُ عنها[44]، الواحدة (تُرَّهَة) - فارسيٌّ معرَّبٌ - ثم استُعير للباطلِ"[45].

قوله: "الجادِّة"، كذا وقع بخفضِ الدال، وهو تحريفٌ.
والصواب: "الجادَّة"، بالفتح[46].

تصحيفات التفاسير
التصحيفات
جاء في "تفسير الكريم الرحمن"[47] (352)[48]:
"وكذلك ما مَنَّ اللهُ عليه[49]،[50] من برهان الإيمان الذي في قلبه".

وفي نفس الموضع أيضًا:
"وأسْدَى عليهم[51] مِنَ النِّعم".

وفيه أيضًا:
"فلم تقل (من فعل بأهلك سوءًا)، تبرئة لها[52]، وتبرئةً له أيضًا منَ الفعل".

وجاء في "تفسير السعدي" - أيضًا -[53]:
"فإنه يجوز له أن يَدْعُوَ على مَن ظَلَمه، ويشتكي منه".
قولُه: "ويَشْتكي منه" تحريفٌ.
والصوابَ: "ويَشْتَكِيَه" أو "يَشْكُوَه"[54].

استدراك
جاء في (ص105) نقلًا عن "العليل":
"ولما كان زمنُ التألم (فصبره طويلٌ)، فأنفاسُه ساعات، وساعاته أيام، وأيامه شهور وأعوام، (بَلَى)[55] سبحانه الممتَحَنين فيه بأن (ذلك) الابتلاء أجلًا ثم ينقطع، وضرب لأهله أجلًا للقائه، يُسلِّيهم به، (ويشكر) نفوسهم، ويهون عليهم أثقالَه...".
قولُه: "بَلَى" لعل الصواب: "سَلَّى".
وقولُه: "ويشكر" لعل الصواب: "ويُسَكِّنُ"[56].
وقولُه: "ذلك" لعل الصواب: "لذلك".

فهرست
"التنبيهات في التصحيفات والتحريفات" (1)
3- الصحف والتصحيفات.
5- تنبيهٌ يُضاف إلى مقدمة الكتاب.
7- من تصحيفات أهل العلم.
9- مسألة تُضاف إلى مقدمة "التنبيهات".
11- من تحريفات "مختار الصحاح" (دار الحديث - القاهرة).
13- من أخطاء علامات الترقيم.
15- من تحريفات "مختار الصحاح".
17- من أخطاء علامات الترقيم - ومن أخطاء المحققين لـ "معاني القرآن - الفراء".
21- من تحريفات "مختار الصحاح".
23- من أخطاء علامات الترقيم - "تفسير السعدي".
25- من تحريفات "معاني القرآن - الفراء".
27- من تحريفات "مختار الصحاح".
29- من تحريفات "تفسير السعدي" وأخطاء الترقيم.
31- استدراكٌ على مسألة من "التنبيهات".

[1] تصحيف، والصواب: "نواحيه".

[2] الأهرام الأربعاء 2 / 5 / 1424هـ، 2 / 7 / 2003م "ظاهرة الشكوى" د. نعمات أحمد فؤاد (ص13) مقالات.

[3] تحريف، والصواب: "وما إلى ذلك".

[4] تحريفٌ، والصواب: "..... واضحٌ كونُه عيبًا"، بغير "على".

[5] تحريف، والصواب: "حث" بالثاء المثلثة.

[6] يعني مقال "حصار المواهب وحرق البدائل" للدكتور/ مصطفى الفقي - الأهرام 1 / 5 / 1424هـ، 1 / 7 / 2003م.

[7] الأهرام 6/ 5/ 1424هـ، 6/ 7/ 2003م.

[8] تحريف، والصواب: "ecarus".

[9] يضاف إلى مقدمة الكتاب.

[10] في تقدمته لتلاوة الشيخ/ محمود خليل الحصري من إذاعةِ القرآن الكريم، الساعة 8.00 صباح الأربعاء 28/ 11/ 2004م، 21/ 1/ 2004، وكانت التلاوة من سورة النجم.

[11] (2/ 606) مجمع اللغة العربية - القاهرة - الطبعة الثالثة.

[12] تُقدَّمُ على كلامِ "المعجم الوسيط".

[13] الساعة 9:10.

[14] يُنسَّق المكتوبُ هنا مع ما جاء في "التنبيهات" (ص18) عند قول: "ولقد بلغت هذه التصحيفات...".

[15] الذي اقتنى هذه الطبعة في مكتبته، أمَّا غيرُه ممن اقتنى طبعةً أخرى - لم تشترك معها في تصحيفاتِها - فلن يستفيد شيئًا، وبذلك يكون عملُنا قاصرًا.

[16] وذلك بتصوير الطبعة السابقة كما هي.

[17] طبعة دار الحديث - القاهرة - بدون تاريخ ولا أي معلومات.

[18] مجلة محكمة يصدرها مركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق القومية - القاهرة.

[19] العدد الثاني.

[20] من العلوم.

[21] مقال: "محمود الطناحي.. وتحقيق التراث العربي" عشري محمد علي الغول.

[22] انظر: "مختار الصحاح".

[23] الساعة 8:15 صباح السبت 3/ 11/ 1424هـ، 27/ 12/ 2003م، بسجن "وادي النطرون".

[24] الساعة 9 صباح الثلاثاء 13/ 11/ 1424هـ، 6/ 1/ 2004م.

[25] انظر: "مختار الصحاح".

[26] الساعة 2:00 بعد ظهر الأربعاء 14/ 11/ 1424هـ، 7/ 1/ 2004م.

[27] دار الكتب القومية - تحقيق: أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار - ط 3 (1422هـ/ 2001م).

[28] قلتُ: وليتهما لم يثبتاها؛ فإنَّ العبارة بغيرها في غايةِ الوضوح. ثم ليتهما إذ أثبتاها أعطياها حقَّها منَ النظر، ولكنهما أثبتاها كما هي - دون ترقيمٍ أو نظرٍ فيما بعدها - فانْبَهَمتِ العبارةُ.
قلت: والصواب - إذا أردنا إثباتَها:
"كما تقول: (في ملك سليمان)، تصلح (على) في مثل هذا الموضع؛ تقول: (أتيتُه في......".

[29] دار الكتب والوثائق القومية - ط 3 (1422هـ - 2001م).

[30] كذا وضعها المحققان، فانبَهمتِ العبارةُ، واحتاجا إلى بيانِها في الهامش.

[31] دار الحديث - القاهرة - بدون تاريخ، ولا رقم إيداع.

[32] (ص395).

[33] صاحب "المختار" أو صاحبُ "الصِّحاح".

[34] انظر: "مختار الصِّحاح" (س خ ن) (ص 167).

[35] نسبة إلى مؤلفه رحمه الله تعالى، واسم الكتاب: "تيسير الكريم الرحمن من تفسير كلام المنان".

[36] طبعة مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان - ط أولى (1420هـ - 1999م).

[37] هذه الفصلات في غير موضِعها، وصواب الترقيم: "فلا يليق بي أنْ أقابله في أَهلِه بأقبح مقابلة..." انظر: "التنبيهات" (الباب الثالث - فصل الاختيار في مواضع الفصلة).

[38] هذه (النقطة) قطعت الكلامَ؛ لأنها في غير موضعها، والصواب أنْ توضع قبلَ قوله: "والجامع"، هكذا: "...واجتباب الزواجر. والجامع لذلك كلِّه أنَّ اللهَ صَرَفَ عنه...".

[39] دار الكتب والوثائق القومية - ط 3 (1422هـ/ 2001م).

[40] سورة الأعراف.

[41] الأعراف/ 202.

[42] انظر: "مختار الصِّحاح".

[43] الساعة 7:30 ليلًا من يوم الثلاثاء 8 شوال 1424، 2/ 12/ 2003م.

[44] أي: عن الجادَّةِ.

[45] انظر: (ص54).

[46] انظر: "المختار" (ج د د) (ص64).

[47] المعروف بـ "تفسير السعدي".

[48] سورة يوسف/ 22 - 29.

[49] تحريفٌ، والصواب: "ما مَنَّ اللهُ به عليه..." أو: "ما مَنَّ اللهُ عليه به...".

[50] هذه (الفصلة) خطأ؛ لأنها قطعتِ السياقَ.

[51] تحريفٌ، والصواب: "إليهم"؛ بدليل الحديثِ: "مَن أُسْدِيَ إليه معروفًا...".

[52] تحريفٌ، والصواب: "لنفسِها"؛ لأنها هي المتحدثةُ.

[53] النساء/ 148 - (ص 175).

[54] انظر "مختار الصِّحاح" (ش ك أ).

[55] مواطن التعليق.

[56] دلَّني على احتمال هذين التصويبين أحدُ الإخوةِ بسجن وادي النطرون.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 311.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 305.32 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (1.95%)]