أمة وسطا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3353 )           »          مكافحة الفحش.. أسباب وحلول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أي الفريقين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 7 )           »          نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1184 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-02-2023, 11:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي أمة وسطا

أمة وسطا


عبدالله العمادي

ميزة هذه الأمة هي الوسطية، التي تعني بكل وضوح واختصار، المنزلة التي تقع بين الغلو والإفراط. فالإسلام دين الاعتدال في كل تعاليمه وشرائعه وقوانينه. وتلك نعمة أنعمها الله أن جعلها أمة وسطا في كل أمور الدين – كما جاء في تفسير السعدي – ووسطاً في الأنبياء بين من غلا فيهم كالنصارى وبين من جفاهم كاليهود، بأن آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك. ووسطاً في الشريعة، لا تشديدات اليهود وآصارهم، ولا تهاون النصارى.
هذه الأمة ليست كاليهود الذين لا تصح لهم صلاة إلا في بيعهم وكنائسهم، ولا يطهرهم الماء من النجاسات، وفوق كل ذلك، حُرمت عليهم الطيبات عقوبة لهم، وليست كذلك مثل النصارى الذين لا ينجسون شيئاً، ولا يحرمون شيئا، بل أباحوا ما دب ودرج.
لكن طهارة هذه الأمة أكمل طهارة وأتمها. فلهذه الأمة من الدين أكمله، ومن الأخلاق أجلّها، ومن الأعمال أفضلها. وقد وهبهم الله من العلم والحلم والعدل والإحسان، ما لم يهبه لأمة سواهم، فلذلك كانوا أمة وسطا. هكذا دار المفسرون حول آية { وكذلك جعلناكم أمة وسطا } [ البقرة : 143 ] .
ولا تحمل علينا إصرا

أما آية { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا. ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا.. } [ البقرة : 286 ] فهي نموذج لما كان عليه غير هذه الأمة في الأزمنة الغابرة. حيث شددوا، فشدد الله عليهم وأمرهم بتكاليف شاقة لا يقدر بنو البشر عليها. فقد عبد بنو إسرائيل العجل من بعد أن أضلهم السامري. لكنهم تابوا من بعد ذلك، فهل كانت توبتهم واستغفارهم وعودتهم إلى جادة الصواب كافية؟ بالطبع لا، لم تكن كافية. حيث أمرهم الله عز وجل، وحتى يتطهروا من ذلك الذنب العظيم، أن يقتلوا أنفسهم، بأن يجتمعوا في ظلمة من الليل، يحمل كل أحد منهم سكيناً أو ما شابه، فيقتل من يجد أمامه، مستمراً هكذا حتى يطلع الفجر، بغض النظر من يكون المقتول. فقد يقتل الأب ابنه أو الابن أباه أو أحداً من أقاربه وهو لا يدري ولا يرى. لا شك أنه أمر شاق لا يمكن أن تطيقه النفوس البشرية.
غنائم المعارك مثال آخر لدى الأمم السابقة، التي لم يكن من المسموح لها الانتفاع بها، بل كان يتم جمعها في موقع ما، لتأتي نار من السماء فتحرقها. والأمثلة من تلك التكاليف الثقيلة كثيرة، ليس المجال ها هنا لحصرها والتوقف عندها كثيراً، لأن العبرة أو المقصد الرئيسي من حديثنا هو أن نرى منزلة هذه الأمة، وكيف أن الله سبحانه رفع عنها تلك الأثقال أو التكاليف المرهقة الثقيلة، واستجاب سبحانه للدعوات المخلصة كما في الآيات أعلاه، حتى صار التائب من الذنب في هذه الأمة المسلمة، كمن لا ذنب له. والغنائم ننتفع بها، وأحل الله لنا كل الطيبات دون استثناء.
الإسلام دين الأنبياء

الإسلام هو الدين الثابت القائم من لدن آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. إنه الدين الذي بعث الله الأنبياء والرسل جميعاً لتبليغه للناس أجمعين { إن الدين عند الله الإسلام } [آل عمران : 19] والإسلام يعني الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة. وهذا تعريف مختصر واضح لمعنى الدين، كما أجمع المفسرون. وقد جمع الله فيه الشرائع السماوية السابقة، وختم به الرسالات، وبالتالي صار هو الدين الوسط، ومعتنقوه هم أمة الوسط. ومن جميل كرم الله أن جعل هذه الأمة هي المكلفة بحمل ودعوة الناس إلى الدين الوسط ، لتنال منزلة الوسطية والخيرية بين العالمين.
أما الدين الذي يتعرض للتلاعب والتحريف، من حذف لآيات وأحكام، أو إضافة هنا وتعديل هناك حسب أهواء القائمين عليه، فإنه ما إن يتعرض لكل تلك الأعمال حتى يخرج عن هذا التعريف، وبالتالي لا يمكن أن يسمى ديناً.
لهذا كله، كما يقول ابن كثير في تفسيره:” من لقي الله بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته، فليس بمتقبل، كما قال تعالى: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( آل عمران : 85).
شهداء على الناس

الأمة المسلمة ولأن الله ميزها بالوسطية والخيرية في العاجلة، فإنها ترتقي في المنزلة في الآخرة، لتكون أمة شاهدة فتأتي وتشهد على الأمم السابقة حين تعترض على أنبيائها من أنهم لم يبلغوا الرسالة، ولم يؤدوا الأمانة المفترضة عليهم. ستأتي أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – لتشهد على الأمم التي تعترض على أنبيائها يوم القيامة، وتشهد أمام الله لصالح كل نبي يواجه اعتراضاً من أمته، وبأنه قد بلغ الأمانة، ونصح قومه، وجاهد في سبيل ذلك حق الجهاد.
في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم يُدعى نوحٌ فيُقال: هل بلغت؟ فيقول: نعم. فيُدعى قومه فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، وما أتانا من أحد ! فيقال: من شهودك؟ فيقول: محمدٌ وأمته. قال: فيؤتى بكم تشهدون أنه قد بلّغ. فذلك قول الله تعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } [ البقرة : 143 ] .
إنها منزلة عظيمة اختص الله بها أمة محمد من بين كل الأمم السابقة. ووجودك ضمن هذه الأمة، هو شرف لا يمكن بلوغه من قبل آخرين، إلا أن يستسلموا لله جميعاً مثلك، وترك ما كانوا عليه قبل الإسلام من شرائع وعقائد وأفكار مختلفة.
أهكذا نجازي نبينا ؟

يكفيك فخراً فوق هذا كله، وعزة وشرفاً أيها المسلم، أن نبيك هو خاتم الأنبياء والمرسلين. يكفيك طمأنينة وسلاماً أنه مهما بلغت ذنوبك وسيئاتك، فإنه – صلى الله عليه وسلم – المخلوق الوحيد الذي يبقى ساجداً لله ما شاء له أن يسجد يوم القيامة، يدعو ويبتهل ويتوسل إليه سبحانه مالك يوم الدين، ومردداً: أمتي أمتي، في الوقت الذي ترى كل نبي ورسول يردد: نفسي نفسي.
تجده – صلى الله عليه وسلم – يسأل الله القدير يومئذ أن يُخرج من النار كل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، حتى تفرغ من كل مسلم، ثم يتم بعد ذلك غلقها على من فيها، خالدون مخلدون. فهل جزاء مثل هذا النبي الكريم الحريص على أمته، الرحيم بهم، الإعراض عن سنته وهديه، بل والتطاول عليه من شرذمة قليلة منحرفة، وأخرى تكذب عليه ليلاً ونهارا؟

لا شك أنه – صلى الله عليه وسلم – لا يستحق كل هذا أبداً.
من هنا وكخلاصة لهذا الحديث، أقول: افتخر بأنك مسلم وفرد من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – خير الأمم. الأمة الوسط، الأمة التي تكون شهيدة على الأمم، ويكون الرسول الكريم شاهداً عليهم جميعا، صلى الله عليه وسلم. فاللهم صل وسلم عليه في الأولين والآخرين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين. آمين آمين.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.09 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]