|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#91
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1244 الفرقان أهمية الاستقامة في حياة الشباب أمَر الله -سبحانه وتعالى- نبيَّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه من المؤمِنين بالاستِقامة على الدين، كما قال -تعالى-: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (هود: 112)، وقد قال عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «شيَّبتني هودٌ وأخواتها»، كما بيَّن -سبحانه وتعالى- عاقِبةَ أهلِ الاستقامة بقوله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت:30). كما قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأحقاف: 13-14)، والاستقامة في حياة الإنسان على درجات:
الأسباب المُعِينة على الاستقامة
حقيقة الاستقامة الاستِقامة هي لُزُوم طاعة الله -عز وجل-، وطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومن جوامِع كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم -: قولُه للصحابي سفيان بن عبدالله - رضي الله عنه - حين سألَه قائلًا: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرَك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «قُلْ: آمنتُ بالله، ثم استقِمْ» رواه مسلم. أي: استَقِم بعد الإيمان بالله، وهو لُزُوم طاعة الله؛ فلا يجدك حيث نَهاك، ولا يفقدك حيث أمرك. أيها الشباب: احذروا الكِبر! بعضُ الشباب يُعجَب بنفسه، فيتكبَّر على الناس إما بعائلته، أو بعلمه، أو بماله، أو بجماله، أو بقوَّته، أو بغير ذلك، هذا أمر خطير؛ لأنه ينشر الحقد والحسد والكراهية بين الناس، وليَعلَمِ الشابُّ أن المال والجمال والعلم وغير ذلك - هبةٌ مِن عند الله -تعالى-، فيجب عليه أن يشكر الله -تعالى- على فضله، ولا يستخدم نعمة الله في التكبُّر على غيره من الناس، ولقد حذَّرنا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - من التكبر على الناس فقال: «لا يدخلُ الجنةَ مَن كان في قلبه مثقال ذرة مِن كِبْرٍ»، قال رجلٌ: إن الرجل يحبُّ أن يكونَ ثوبُه حسنًا ونعله حسنةً، قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكِبْر بَطَرُ الحقِّ، وغَمْطُ الناس». احذروا ذنوب الخلوات! قال الشيخ صالح بن حميد: مِنْ أخطرِ مسالكِ المهالكِ ذنوبُ الخلوات، وقد كثرَتْ وسائلُها، يقول ابن القيم -رحمه الله-: «ذنوب الخلوات سبب الانتكاسات، وعبادة الخلوات سبب الثبات، وكلَّما طيَّب العبدُ خَلوَتَه بينَه وبينَ ربِّه طيَّب اللهُ خلوتَه في قبره»، فليأخُذِ الشباب حذرَهم من ذنوب الخلوات، ولا سيما مع وسائل التواصل، واعلموا أن عبادة السرِّ تَقِي نوازع الشهوات، والمراقَبة في الخلوات تُرسِّخ قدمَ الثبات، فمَنْ أكثَر العبادةَ في الخلوات ثبَّتَه اللهُ عند الشدائد والمدلَهِمَّات. فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: «{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن» الله أكبر ما أعظم هذا الفضل وأجزله! فإنَّ حروف القرآن عددها: 361180 حرفا، وقيل: 323015 حرفا، وقيل 340740 حرفا، كما ذكر ذلك ابن كثير، وإذا كان من قرأ حرفا من القرآن فله به عشرُ حسنات كما في حديث ابن مسعود فكم له من الأجر إذا قرأ القرآن كله؟! وقراءة قل هو الله أحد ثلاث مرات وهي سطر واحد تعدل ذلك كله، فلله ما أعظمه من أجر! هذا فضلها لا أنها يكتفي بتلاوتها ثلاث مرات عن تلاوة القرآن. احذروا هذه الألفاظ الثلاثة! قال ابن القيم -رحمه الله-: «وليحذر كل الحذر من طغيان «أنا»، «ولي»، «وعندي»؛ فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس، وفرعون، وقارون، فإبليس قال: {أنَا خَيْرٌ مِنْهُ}، وفرعون قال: {لِى مُلْكُ مِصْرَ}، وقارون قال: {إنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِى}، وأحسنُ ما وضعت فيه هذه الألفاظ: «أنا» في قول العبد: أنا العبد المذنب، المخطئ، المستغفر، المعترف ونحوه، «ولي»، في قوله: لي الذنب، ولي الجرم، ولي المسكنة، ولي الفقرُ والذل: «وعندي» في قوله: «اغفر لي جدي، وهزلي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي». أسباب الانحِراف عن الاستقامة
إِنَّ الشَّبَابَ وَالْفَرَاغَ وَالْجِدَهْ مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيَّ مَفْسَدَهْ
نور اليقين في سيرة خير المرسلين إنّ شخصية الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - تعد نبراسا لكل من أحبّ أن يهتدي إلى الطريق السوي {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}، قال سيدنا سعد بن أبي وقّاص: «كنا نعلّم أولادنا سيرة الرسول ومغازيه كما كنا نعلّمهم القرآن»؛ ولا يوجد كتاب مختصر وسهل يلم بهذا الموضوع ككتاب (نور اليقين) للشيخ محمد الخضري؛ فإنه من أكثر الكتب المتداولة في السيرة النبوية في العالم الإسلامي؛ لذا ننصح الشباب بقراءته واقتنائه.
__________________
|
#92
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1245 الفرقان الوقت ثمين وأعز من الذهب قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الوقت ثمين، أعز من الذهب، فينبغي أن يشغل بما ينفع، قراءة القرآن، بالتسبيح والتهليل والذكر، بحضور مجالس العلم، وحلقات العلم، عيادة المريض، ومن أحسن ما يستغله فيه قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله، والصلاة تطوعًا، فإذا تيسر له أن يعود مريضًا من إخوانه، أو يزور صديقًا له، يعينه على الخير، أو يذهب إلى حلقة علم إن وجدت، يحضرها، أو ما أشبه ذلك. ![]() الشباب وإدارة الوقت من التحديات الكبيرة التي تواجه الشباب المسلم في العصر الحالي كيفية إدارة أوقاتهم بطريقة فاعلة، وسط المشتتات والملهيات التي تستنزف حياتهم، تلك الملهيات التي لا تستهدف قيمهم ومبادئهم فقط، بل تستهدف أعمارهم وأوقاتهم وهي أغلى ما يملكون، وأغلى ما يقدمون لأمتهم إذا قضوها فيما ينفع، فما أدركت أمة من الأمم قيمة الوقت إلا قويت ونهضت. وما أهدرت أمة قيمة الوقت إلا وذلت وضعفت، وهكذا كانت أمة الإسلام ورجالها، فقد عظَّم الإسلام من قيمة الوقت وحث على استثماره بمختلف الوسائل والسبل، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك». وإن مما يحزُّ في النفس، ويؤلمُ القلب، ويحيرُ العقل: أنَّ استشعار قيمة الوقتِ، والحرصَ على حُسن استثمارهِ، أمرٌ مفقودٌ لدى كثير من الشباب، فهناك شباب كُثُر يُفرطونَ في أوقاتهم تفريطاً عجيباً، ويضيِّعون الساعات الطويلة بلا أدنى فائدةٍ، ووالله لو وفقَ هؤلاء أن يستثمروا أوقاتهم بالنهج الصحيح لتغيرَ طعمُ الحياةِ في حِسهم، ولصنعَوا فارقاً ضخماً لأنفسهم وأمتهم. الوقتُ هو الحياة اعلموا يا شباب أن الوقت هو رأسُ مالِ الانسانِ الحقيقي، وهو أغلى وأنفسُ ما وُهب له بعد الإيمان، فكلّ دقيقةٍ منه أغلى من كنوز الدنيا ونفائسها، وما ضاع منه فلا يمكنُ تعويضه أبدًا، والعمر الحقيقي للإنسان إنما يُحسبُ بمقدار الوقتِ الذي يستثمرهُ لعِمارة آخرتهِ، وما عداهُ فهو خسارةٌ لا تُحسب، وإذا كان الوقتُ هو الحياة، فإنَّ الوقتَ لا يتجدَّدُ ولا يتمدَّدُ ولا يتراجع، وإنما يمضي للأمام. نماذج مشرقة
كيف يستثمر الشباب أوقاتهم؟ من أراد أن يستثمرَ أوقاتهُ بكفاءةٍ عالية، وأنَّ يحقِّقَ لنفسه فارقاً هائلاً في الإنجاز، فعليه القيام بثلاثة أمورٍ مهمة، وأن يحذر ثلاثة أمور ضارة: ثلاثة يجب فعلها
ثلاثة يجب الحذر منهم
الفوزُ بالجِدِّ والحِرْمَان في الكَسَلِ فانصبْ تُصِبْ عن قريبٍ غايةَ الأملِ قد هيئوك لأمرٍ لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل وثالثها: الانشغالُ بالتوافه ورفقةُ البطالين، فبقدر الانشغالِ بالأمور التافهةِ يكونُ الانصرافُ عن الأمور المهمة والعظيمةِ، ومن باع الياقوت بالحصى فهو لا شك مغبونٌ خاسر، وعن المرء لا تسأل وسل عن قرينه، فالمرءُ على دين خليله. إضاعة الأوقات عقوبة إلهية! إضاعة الأوقات لون من ألوان العقوبة الإلهية للعبد، قال ابن القيم -رحمه الله - في ذكر عقوبات الذنوب: «قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه»، ولا شك أن إضاعة الوقت من أشد قطاع الطريق إلى الله والدار الآخرة، كما قال -رحمه الله-: إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها. احذر هذا مصطلح: «قتل الوقت»! قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: يتضايق بعض الناس من الوقت ويعمل على تضييعه حتى ولو في الحرام، ولهذا تجد عند بعض الغافلين التعبير بكلمة «قتل الوقت» كأنه عدو!، والوقت غنيمة وما ذهب منه لا يعود، والعاقل هو من يغتنم أوقاته ويحاذر من قتلها وتضييعها. ![]() أشياء ضائعة لا ينتفع بها الإنسان
__________________
|
#93
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1246 الفرقان أهمية الصدق في حياة المسلم اعلموا يا شباب أنَّ الصدق هو أساس الإيمان، وقد جاءت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تأمر بالصدق وتبين فضله وعظم مثوبته وتحذر من ضده، وتتوعد عليه بأشد الوعيد، كقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة: 119) . قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا»، ويكفي في بيان فضيلة الصدق أن الله -تعالى- جعل مرتبة الصدق في مرتبة تلي مرتبة النبوة، كما قال -تعالى-: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (النساء: 69)، ووعد الصادقين بالجنة والرضوان والفوز العظيم، كما في قوله -سبحانه-: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (المائدة: 119)، فالصدق ينفع صاحبه في الدنيا والآخرة أعظمَ النفع؛ إذ هو من أسباب الهداية إلى البر والنجاح في الدعوة، بل في كل عمل نافع، وهو من أسباب محبة الخلق، وكثرة الرزق، وتيسير الأمر، وكثرة الأجر، ورفعة الدرجة، والنجاة من النار، والفوز بأعلى درجات الجنة، قال -تعالى-: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} (محمد: 21). من علامات الصدق سلامة القلب إن من علامة الصدق سلامة القلب، وخلوه من الغش والحقد والحسد للمسلمين؛ فالشاب المؤمن الصادق في إيمانه لا يضمر في قلبه غلا للمؤمنين ولا شرا، بل إن حب الخير والنصح لإخوانه هو طبعه وعادته، وهذه الحال الإيمانية تظهر علاماتها على أعماله، فتجده يتجنب الظلم والعدوان والاستعلاء على الناس، وتجده يسعى لقضاء حاجات المسلمين، وإغاثة الملهوفين، ودفع الظلم عنهم، والحزن على مصابهم، والفرح لفرحهم. الصدق مع الله -تعالى- الصدق مع الله -تعالى- يكون بأمور، منها: ألا يخالف المسلم ظاهره باطنه، وأن يخلص لله وحده لا شريك له في كل شيء، بعيدًا عن الرياء والسمعة، وكل ما من شأنه أن يشوب صفاء عقيدته شائبة، من التعبد لغير الله، كأن يجعل بينه وبين الله وساطة، أو أن يشرك معه أحدًا في عبادته من بشر، أحياء كانوا أم أمواتًا. الصدق في القصد والقول والعمل الصدق الحقيقي غير قاصر على صدق القول فقط، بل يكون في القصد والقول والعمل:
الفرق بين الشهوات والشبهات «الشبهات» و «الشهوات» هما أصلا الشّرّ في الحياة، وهما من أمراض القلوب الخطيرة، التي تنافي الخشية من الله -تعالى-، والفرق بين الشهوة والشبهة: أن الشهوة هي تقديم الهوى على طاعة الله ومرضاته، كمن يفعل الأمور المحرمة، ومن يتلذذ بشرب المسكرات، وأما الشُّبْهَة فهي التباس الحق بالباطل واختلاطه، ومرض الشبهات والشهوات، كلاهما مذكور في القرآن الكريم، قال -تعالى-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} (الأحزاب:32)، فهذا مرض الشهوة. ![]() وصايا للشباب قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: أيها الشاب الموفق:
قالوا عن الصدق
من أصول الاعتقاد التي لا يسع المسلم جهلها من أصول الاعتقاد الواجب على المسلم أن يعتقدها: أن الله -تعالى- مستوٍ على عرشه، وعرشه فوق سماواته، وأنه بائن من خلقه -جلَّ وعلا- ليس حاّلاً فيهم، فهو العلي الأعلى، فوق جميع مخلوقاته -سبحانه وتعالى وتقدس-، وهذا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم من أهل القرون المفضلة، قال الله -تعالى-: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى}، وقال الله -تعالى-: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ}، وقال الله -تعالى-: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} في سبعة مواضع من القرآن، وكذلك دلت نصوص السنة على ذلك من حديث معاوية بن الحكم السلمي في قصة ضربه لجاريته وفيه: فقلت: يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال: ادعها، فدعوتها، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها، فإنها مؤمنة. وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء». حقيقة الصدق ينبغي للشاب أن يكون صادقًا مع ربه في العمل له، وصادقًا مع الخلق في وعوده وعهوده وعقوده، وفيًّا في كل ذلك، وعلى الشاب الصادق أن يحذر الكذب، فليس الكذب من صفات المؤمنين، وما أضره على الإيمان برب العالمين! ولذا عدَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - من صفات النفاق، ومن علامات المنافقين في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان».
__________________
|
#94
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1247 الفرقان الشباب وقيمة الاحترام وجهنا الله - تعالى - إلى شيء عظيم، يرسخ فضيلة الاحترام؛ حيث قال: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً}، أي كلموهم بالكلام الطيب، وألينوا لهم جانبًا، ولاطفوهم، وناصحوهم بما يصلح شأنهم، فكلما درج الناس في سلم الحضارة فالمفترض أن يكون بينهم احترام أكبر ولطف أعظم؛ ولهذا فإنَّ علينا جميعًا أن نكون دقيقين في تعبيراتنا وتصرفاتنا؛ حتى لا يؤذي بعضنا بعضًا من غير قصد. والقاعدة الذهبية في هذا هي أن نخاطب الناس بالأسلوب الذي نحب أن يخاطبونا به، ولو أننا عملنا بهذه القاعدة لتخلصنا من كثير من مشكلاتنا الاجتماعية، وما أجمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيدِهِ لا يُؤْمِنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لنفسِهِ من الخيرِ»، فالناس بفطرتهم في حاجة ماسة إلى من يقدرهم، ويثني عليهم، ويحفزهم ويهتم بهم. فعلينا إلقاء السلام على من نلقاه في طريقنا، والتبسم في وجهه، وسؤاله عن حاله، والاعتذار إليه عند الخطأ، والمسارعة إلى مساعدته في ساعة ضيق أو كرب، والثناء على أعماله الحسنة، كل ذلك من الأمور التي تعبر عن الاحترام والاهتمام. احذروا يا شباب من التكبر على الآخرين وإهمالهم والاستخفاف بهم! وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا قدره»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط». نحن جمعيًا في حاجة إلى أن ننمي في نفوسنا مشاعر (الحياء)؛ لأننا -حينئذ- سنحترم الناس ونقدرهم؛ وعلى رأسهم الأبوان والمعلمون وكبار السن، ومن لهم أيادٍ بيضاء في خدمة الناس والإحسان إليهم، وفي خدمة البلاد ورفعة شأنها. {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} قال الله -تعالى-: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت: 34-35)، أي: إذا أساء إليك مُسيء مِنَ الخَلق -خصوصًا مَن له حَقٌّ كبير عليك، كالأقارب، والأصحاب، ونحوهم- إساءةً بالقول أو بالفعل، فقابله بالإحسان إليه؛ فإن قَطعك فصِلْه، وإن ظلمك فاعف عنه، وإن تكلَّم فيك غائبًا أو حاضرًا فلا تُقابلْه، بل اعف عنه، وعامله بالقَول الليِّن، وإن هجرك وترك خطابك فطَيّبْ له الكلام، وابذُل له السَّلام، فإذا قابَلت الإساءة بالإحسان حَصَل فائِدةٌ عَظيمةٌ. المرء بأصغريه قال الشيخ عبدالرزاق عبد المحسن البدر: كثيرٌ من النَّاس يهتمُّ بصورته الخارجيَّة ومظهره المشاهَد ولا يهتمُّ بالمخْبَر، ولهذا يكون منه أنواع من الزَّلل والخطل ولا يبالي بذلك مما يخرِم مكانته ويضعف منزلته ويوقعه مواقع الذُّل والهوان، بينما إذا اعتنى المرء بهذين العضوين (اللِّسان والقلب) عنايةً تامَّة، وحافظ عليهما، واهتم بإصلاحهما وتقويمهما في ضوء هدي الشَّريعة وآدابها القويمة، صَلَحت حاله كلُّها، قال النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: «وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا» فجمَع - صلى الله عليه وسلم - في هذا الدُّعاء بين هذين العضوين الخطيرين العظيمين. ![]() مفهوم الاحترام والتوقير الاحترامُ هو الإكبارُ والمهابةُ ومراعاة الحُرمةِ وحُسنُ المعاملةِ، قال ابنُ تَيميَّةَ -رحمه الله-: التَّوقيرُ: اسمٌ جامعٌ لكُلِّ ما فيه سكينةٌ وطمأنينةٌ من الإجلالِ والإكرامِ، وأن يُعاملَ الإنسان من التَّشريفِ والتَّكريمِ والتَّعظيمِ بما يصونُه عن كُلِّ ما يخرِجُه عن حَدِّ الوَقارِ، وقد أمرَت السُّنَّة بحُسن المعاملة والبشاشة، والقولِ الحَسَن وبَذل السَّلام، ودعت إلى تهذيب اللّسان، والتَّحلي بالتَّسامح، ونبذ الفُحش والبذاءة. من صور الاحترام المحمودة من صور الاحترام المحمودة إكرام الصغير لمن هو أكبر منه سنًا، أو أكثر منه فضلا، فإن ابن عمر -رضي الله عنهما- لما عرف جواب سؤال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشجرة التي تشبه المسلم لم يُجب، يقول: «فأردت أن أقول هي النخلة، فنظرت فإذا أنا أصغر القوم، فسكتُّ» وفي الحديث: «البركة مع أكابركم»، والكبير في قومه لا يليق أن يقابل بغير الإكرام جاء في الحديث الحسن: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه». مجاهدة النفس لاكتساب محاسن الأخلاق الخلق الحسن نوع من أنواع الهداية، ومن أسباب حصولها للعبد مجاهدة نفسه، قال -عز وجل-: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} {العنكبوت:69}، فمن جاهد نفسه على التحلي بالفضائل، وجاهدها على التخلي من الرذائل حصل له خير كثير، واندفع عنه شر مستطير؛ فالأخلاق منها ما هو غريزي فطري، ومنها ما هو اكتسابي يأتي بالدربة والممارسة، والمجاهدة لا تعني أن يجاهد المرء نفسه مرة أو مرتين أو أكثر، بل تعني أن يجاهد نفسه باستمرار؛ ذلك أن المجاهدة عبادة، والله- تبارك وتعالى- يقول: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر: 99). من ثمرات الإيمان بتوحيد الربوبية
خطأ التهاون في صلة الأرحام من الأخطاء التي يقع فيها بعض الشباب، عدم الحرِصُ على صلة أقاربه، وهذه ظاهرة خطيرة؛ لأنها تؤدي إلى انتشار الجفاء بين الأقارب في العائلة الواحدة، ولعل أحدَهم يقابل بعض أقاربه في مكان ما فلا يعرِفهم، إلا بعد أن يذكروا أسماءهم، ولقد حثنا الإسلام على صلة الأرحام، والتعرف على أحوالهم، وزيارة مرْضاهم، وقضاء حوائجهم، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «الرَّحِم مُعلَّقة بالعرش، تقول: مَن وصلني وصله الله، ومَن قطعني قطعه الله»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سرَّه أن يُبسَط له في رزقِه، أو يُنسَأ له في أثره؛ فليَصِلْ رَحِمَه». توحيد الربوبية من أصول العقيدة من أصول العقيدة التي يجب على الشباب تعلمها أنواع التوحيد، وأول أنواع التوحيد هو: توحيد الربوبية، والربوبية صفة من صفات الله -سبحانه وتعالى-، وهي مأخوذة من اسم الرب، والرب في كلام العرب يطلق على معان منها: المالك، والسيد المطاع، والمُصْلِح، ومعنى توحيد الربوبية: أن يعتقد العبد أن الله خالق، ورازق، ومدبِّر، وأفعال الله -سبحانه وتعالى- كثيرة منها: الخلق، والرَّزْق، والسيادة، والإنعام، والتصوير، والعطاء والمنع، والنفع والضر، والإحياء والإماتة، والتدبير المحكَم، والقضاء والقدر، وغير ذلك من أفعاله التي لا شريك له فيها؛ ولهذا فإن الواجب على العبد أن يؤمن بذلك كله.
__________________
|
#95
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1248 الفرقان علامات الجدية في حياة الشباب إن الجد الذي يجب أن تتصف به نفوس الشباب له علامات من أهمها ما يلي: - الشاب الجاد: حريص على اغتنام وقته؛ فهو يدرك قيمة عمره، قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: «إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما»؛ لذلك كان السلف -رحمهم الله- عندهم حرص على اغتنام الأوقات في كل ما يمكن عمله.
الله -تعالى- أمرنا بالجِدّ الله -تعالى- أمرنا بالجد كما أمر من قبلنا، وقال: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} (البقرة: 63) أي: بجد واجتهاد، فلا بدّ من المبادرة، والعمل، والتحذير البالغ من التفريط، والإهمال، والكسل؛ لأن الندم هو العاقبة، قال الله -تعالى-: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} (المؤمنون: 99 - 100). المثابرة في فكر الصديق - رضي الله عنه - لما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر الصديق - رضى الله عنه - إلى الإسلام فأسلم، إذا بالصديق - رضي الله عنه - يستشعر المسؤولية، ويجدُّ في الدعوة الفردية، فيسلم على يديه صفوة من خيار الصحابة: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاص، وطلحة بن عبيد الله؛ رضي الله عنهم فكانوا نعم الأعمدة الشامخة لدعوة الله، ونصرة الإسلام؛ فأبو بكر الصديق - رضي الله عنه - كان قوي الهمة والإرادة، وكان يقول عن نفسه: «والله ما نمت فحلمت، ولا سهوت فغفلت، وإنني على الطريق ما زغت»، هذه الكلمات تعبر عن مدى تغلغل مفهوم الإخلاص والمثابرة في نفس أبي بكر]؛ فالعمر قصير والهدف سام، ولا وقت للهزل، فمن جد وجد. الجدّية صفة لازمة للشباب الجدية صفة أساسية وخلق لازم للشباب؛ حيث تطبع بصماتها على جُل مواقفهم وأحوالهم، ونلمس هذا المعنى من ذلك النداء الرباني في قوله -تعالى-: {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} (مريم: 12)، يقول الإمام ابن كثير: تعلم الكتاب بقوة، أي بجد وحرص واجتهاد، {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (مريم: 12) أي الفهم والعلم، والجد والعزم، والإقبال على الخير والانكباب عليه، والاجتهاد فيه، وهو صغير حدث. خطر الهزل على الشباب عدم الجدية يؤدي إلى الوقوع في المعصية والنفاق والعياذ بالله، فسبب المعصية الأولى هو النسيان وقلة العزم والجدية، وهذا يتقاسمه كل بني البشر، وهي المنافذ الأولى التي يخترقها الشيطان من الإنسان، {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} (طه: 115)؛ لذا كان الرسل ودعواتهم على مستوى من الجدية بقدر ما يمنع عنهم الخطأ ويحقق العصمة، وتفاوت بعضهم في العزم حتى تميّزوا بـ»أولوا العزم من الرسل»، ولو تأملنا آيات القرآن الكريم ونظرنا إلى أهم صفات المنافقين، وأول ملحظ تلحظه هو انعدام الجدية من حياة هؤلاء، قال -تعالى- {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (التوبة: 65)، وكذا عند معرض وصفه لعبادتهم: قال -تعالى- {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء: 142). احذر هذه العوائق! ![]() الجدية أمر لازم لإنجاز المهام إن الجدية أمر لازم لإنجاز المهام وتحقيق الأهداف، وقد استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من العجز والكسل فقال: أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر»، وإن النوم والترف والكسل أحد الأسباب التي أقعدت الأمة، وأخرتها عن ركب الأمم مع أن مكانها صدارة الأمم وريادتها، وهكذا كانت، والمطلوب أن نزكي هذه القيمة ونعلي منها لتزداد تعمقاً وتجذراً في نفوسنا. التسويف معول هدم للجدية ينبغي أن يكون الشاب حذرًا من الأمور التي تقضي على الجدية في حياته، ومن أهمها التسويف، فكلما جاء طارق الخير صرفه: لعل، وعسى، وكلما جاءك خاطرك خير جاء لك الشيطان ببواب: لعل، وعسى، بعدين، سوف، لعل، فرصة قادمة، وهكذا لا يزال يثبطك حتى تترك العمل، والإنسان إذا أراد أن يقاوم التسويف: يعلم أن الفرصة التي تأتي الآن ربما لا تأتي بعد ذلك. الترويح عن النفس لا ينافي الجدية الجدية لا تعني ألا يكون هناك أوقات للترويح عن النفس؛ لأن النفوس إذا كلت عميت؛ ولذلك قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعقيبًا على السماح للسيدة عائشة -رضي الله عنها- بالنظر إلى ألعاب الحبشة-: «ليعلم يهود أن في ديننا فسحة». وكان العلماء من السلف يذكرون الملح والطرائف في أثناء دروس العلم حتى لا يمل طالب العلم، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمزح ولا يقول إلا حقا، وكان إذا أعجبه شيء تبسم. تساهل الشباب في مصاحبة أصدقاء السوء يتساهل بعض الشباب في مصاحبة أصدقاء لا دين لهم ولا أخلاق، فيترتَّب على ذلك كثير مِن المفاسد؛ فالصديق السُّوء له أثرٌ سيِّئ على صاحبه، وإن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتَهم خيرُ وسيلةٍ للاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم؛ فللأصدقاء تأثيرٌ كبير على مَن في سنِّهم؛ فالصديق الصالح له أثر طيب على صاحبه؛ من أجل ذلك حثنا نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - على حسن اختيار الصديق.
__________________
|
#96
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1249 الفرقان الشباب والإحسان من الأخلاق العظيمة التي يجب على الشباب التمسك بها خلق الإحسان؛ فالإحسان خُلقٌ جميل؛ فالمحسن لا يؤذي أحدًا، وإن آذاه أحد عفا وصبر وصفح وغفر، وإذا عامل الناس عاملهم بالفضل والإحسان، فيعطيهم وإن منعوه، ويَصِلهم وإن قطعوه، ويمنّ عليهم وإن حرَموه، وإنما كان كذلك؛ لأنه كان بالله غنياً، وبه راضياً، ومنه قريباً، ولديه حبيبًا. فمَن أحسن مع الله أحسن مع الناس، ووجد في قلبه سهولة الإحسان إليهم، كما قال -تعالى-: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصلت: 34-35)، ومن أهم أنواع الإحسان التي يجب على الشباب التخلق بها، الإحسان في العبادة، ومعناها أن يأتي بها على الوجه المشروع دون زيادة ولا نقصان، فيتقن صلاته وزكاته وحجه وصيامه، وأن يحسن في كل قول أو عمل يتقرب به إلى ربه -سبحانه-. كتب الله الإحسان على كل شيء لقد كتب الله الإحسان على كل شيء، فما من قول أو عمل يقوم به المسلم إلا ويجب عليه أن يحسنه ويتقنه، سواء كان ذلك في العبادات والطاعات، أم في أمور الحياة؛ لقوله النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء»، فالإحسان واجب في كل شيء، في الأقوال والأفعال والأخلاق والمعاملات، والفساد منهي عنه في كل شيء، قال -سبحانه-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل: 90). حقيقة الإحسان الإحسان هو إتقان العمل، وبذل الجهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه، ويعد الإحسان مرتبة عالية من مراتب الدين الثلاثة، بعد الإسلام والإيمان، فقد ورد في السنة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في تعريف الإحسان-: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، وقال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} (سورة النحل٩٠). ما لا يسع الشباب جهله في العقيدة من أمور العقيدة التي يجب على الشباب تعلمها توحيد الله -عز وجل-، ومعرفة أصول التوحيد وأقسامه، ومن أنواع التوحيد التي يجب على الشباب فهمها والعمل بمقتضاها: توحيد الألوهية، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله-: «أما توحيد الألوهية: فهو توحيد الله بأفعالك أنت، تخصه بالعبادة دون كل ما سواه، من صلاة، وصوم، ودعاء، ونذر، وزكاة، وحج، وغير ذلك، وهو معنى لا إله إلا الله، أي لا معبود بحق إلا الله، وهو أن تخص ربك بأفعالك، بعباداتك، بقرباتك، لا تدعو مع الله إلهًا آخر، لا تعبد معه سواه من شجر، أو حجر، أو صنم، أو نبي، أو ولي، فلا تدعُ غير الله». من الواجبات العظيمة للشباب ![]() تجنب أذى المسلمين ![]() الإحسان إلى الخلق من أنواع الإحسان: الإحسان إلى العباد: بحسن الخُلُق، وصدق التعامل، وبذل النصيحة، وتفريج الكربة، وإعانة الضعيف، وإغاثة الملهوف، وإطعام الجائع، والتصدق على المحتاج، وإرشاد التائه، وتعليم الجاهل، والتيسير على المعسر، والإصلاح بين الناس، إلى غير ذلك من أخلاق الإسلام الرفيعة، وآدابه العظيمة؛ فإنّ مِن أجلّ نعم الله -تعالى- على العبد: أن يوَفقَ مع القيام بحق الله -تعالى- إلى القيام بحقوق عباد الله، من الإحسان إليهم، والسعي في مصالحهم، وبذل المعروف لهم، ومن أقرب الناس الواجب الإحسان إليهم والداك، وذلك: ببرهما وطاعتهما في المعروف، بإيصال الخير إليهما، وكف الأذى عنهما، بالدعاء والاستغفار لهما في حياتهما وبعد موتهما، أحسن إليهما في نظرة العين، ونبرة الصوت وابتسامة الوجه، واحفَظ فيهما وصية ربك -سبحانه-: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} (العنكبوت: 8). المعين على التخلق بخلق الإحسان من أهم الأمور التي تعين الشباب على التخلق بالإحسان استشعار العبد لمراقبة الله -عزوجل-، وأن يعلموا أن الله -عزوجل- معهم، رقيب عليهم، مطلع عليهم في كل زمان وفي كل مكان، قال -تعالى-: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا}. فمَن علم علمَ يقين أنّ الله -عزّوجلّ- ناظر إليه مطّلع على عمله، هل يجدر به بعد ذلك أن يضيع عمله، وأن يفرط فيما يجب عليه؟ أم هو في حاجة إلى من يراقبه من البشر؟ {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}. أمور تخالف العقيدة من المخالفات التي يقع فيها بعض الشباب، أن يطلب من المخلوق ما لا يقدر عليه إلا الخالق، سواء أكان هذا المخلوق حيا أم ميتًا، كأن يطلب شفاء مريض، أو كشف كربة، أو أن يغيثه، أو أن يعيذه، وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله، فهذا كله شرك أكبر، مخرج من الملة بإجماع المسلمين؛ لأنه دعا غير الله، واستغاث به، واستعاذ به، وهذا كله عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله بإجماع المسلمين، وصرفها لغيره شرك، ولأنه اعتقد في هذا المخلوق مالا يقدر عليه إلا الله -سبحانه وتعالى-.
__________________
|
#97
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1250 الفرقان من آثار التدين والالتزام إنَّ الملتزم هو ذلك الشاب المستقيم على الشرع والعامل به، والمُتَّبع لسُنّة نبيه - صلى الله عليه وسلم - قولا وعملاً، وهذه هي حقيقة الالتزام، ولا شك أنَّ سعادة الإنسان مرتبطة بهذا التدين والالتزام، لأن الله -سبحانه- لا يرضى لعباده إلا ما فيه خيرهم وصلاحهم، ولهذا التدين آثار على حياة الإنسان نذكر منها ما يلي: - أول تلك الآثار أن هذا التدين يُعرِّفُ الإنسان بحقيقة نفسه، ومكانته في هذا الوجود، فهو مخلوق لله، خلقه -سبحانه- في أحسن تقويم، وكرَّمه الله على سائر مخلوقاته، فإذا عرف الإنسان حقيقة نفسه سار في حياته على هدى ونور من ربه، قال -تعالى-: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (الملك:22) وهذا الاهتداء لا يحصل إلا لمن كان على دين قويم.- ومن أهم آثار التدين والالتزام أنه يُعرِّف الإنسان أن لهذا الكون خالقًا ومدبرًا، وأن ما من شيء في هذا الكون إلا بأمره -سبحانه-، كما قال -سبحانه-: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}(الأعراف:54). - ومن آثار التدين أن يعرف الإنسان الغاية من وجوده في هذه الحياة، وهي عبادة الله وحده، وأنه لم يُخلق عبثًا ليلعب ويلهو، ويأكل ويشرب، بل خُلق للعبادة قبل كل شيء، قال -سبحانه-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)، وقال -تعالى-: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} (المؤمنون:115)، فإذا عرف المؤمن الغاية التي لأجلها خُلق، والهدف الذي يحيا له، عاش حياة مطمئنة ومستقرة، مصداق ذلك قوله -تعالى-: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} (يونس: 62-64). معاملة الناس باللطف قال ابن القيم -رحمه الله-: «فليس للقلب أنفع من معاملة الناس باللطف، فإن معاملة الناس بذلك: إما أجنبي فتكسب مودته ومحبته، وإما صاحب وحبيب فتستديم صحبته ومحبته، وإما عدو ومبغض، فتطفئ بلطفك جمرته، وتستكفي شره، ويكون احتمالك لمضض لطفك به دون احتمالك لضرر ما ينالك من الغلظة عليه والعنف به».السعادة الحقيقية السعادة الحقيقية لا تعني التفوق المادي ونحوه، وإنما السعادة الحقيقة يحياها من التزم دين الإسلام حق الالتزام، يشهد لهذا واقع الناس اليوم، فإن كثيرًا ممن لا يدين بهذا الدين يشعر بالفراغ الروحي، وبفقدان الأمن والاستقرار النفسي، وقد ذكر -سبحانه- في كتابه الكريم أن حصول الأمن إنما يحصل لعباده الذين أمنوا به واتبعوا سبيله، فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (الأنعام:82)، فمع الإيمان الحق يكون الأمن والاطمئنان، ومع الإعراض يكون الضنك والشقاء، قال -تعالى-: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (طه:124).صفات الشاب الملتزم إن الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل شاب ملتزم ومستقيم كثيرةٌ جدًا من أهمها الهدي الظاهر، كإعفاء اللحية، وتقصير الثياب والمحافظة على الصلاة في المساجد، واجتناب الملهيات وغيرها، ومجالسة أهل الخير والاستقامة، وملازمة مجالس العلماء، لكن هل هذه الأمور تكفي وحدها؟إنَّ هذه صفات ظاهرة، يجب على الملتزم أن يتحلى بها، ولكن هناك صفات أخرى يجب ألا تفارق كل شاب ملتزم، حتى يكمل التزامه، ويصدق تدينه، ويكون من المستقيمين حقًا، من أهمها ما يلي: - حسن الخلق ومعاملة الناس بالحسنى، قال -تعالى-: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159)، وعن أبي ذر رضى الله عنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن». - ومن تلك الصفات التأدب مع الغير، ولاسيما الأبوين، وذلك ببرهما وطاعتهما في غير معصية، وهذا أمر واجب، وأن يكون واصلاً لأرحامه، ومؤديًا لحقوقهم التي عليه تجاههم، وكذلك تأدبه مع جيرانه وعدم إيذائهم ومعرفة حقهم، وصدق الحديث معهم ومع غيرهم. - ومن صفات الشاب الملتزم: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله ! ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها فقال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر». التفريط في الآخرة ![]() التدين بدين الإسلام إذا كان التدين عمومًا حاجة إنسانية، وفطرة فطر الله الناس عليها، فإن التدين بدين الإسلام هو الذي لا يقبل الله من عباده غيره، ولا يرضى الله لعباده سواه، قال -تعالى-: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}(آل عمران:19) وقال أيضًا: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ( آل عمران: 85).زمن الرفق ![]() الأمور التي يُستجلب بها التوفيق مما ينبغي أن يعتنى به الشباب معرفة الأمور التي يُستجلب بها التوفيق ومن أهم هذه الأمور:
__________________
|
#98
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1251 الفرقان من ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته الإيمان بأسماء الله وصفاته تعني إثبات ما أثبته الله لنفسه، وما أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم -، من الأسماء والصفات على الوجه الذي يليق بكمال الله وجلاله، مع الإيمان بمعانيها التي دلت عليها. ومن منهج أهل السنة والجماعة مع أسماء الله وصفاته: الإيمان بها ومعرفتها، والحرص على حفظها، ودعاء الله بها، والعمل بمقتضاها، قال الله -تعالى-: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(الأعراف:180)، ومن تأمل أسماء الله -تعالى- وصفاته، وتعلق قلبه به -سبحانه-، امتلأ قلبه بمحبته؛ فمحبة الله -تعالى- ثمرة عظيمة من ثمرات معرفة أسماء الله وصفاته، لأن العبد إذا عرف عِظم أسماء الله -تعالى- وجمال صفاته، تعلق بربه، فيتلذذ بكلام الله (القرآن الكريم)، ويأنس بدعائه، ويكثر من ذكره، ويرجوه ويخافه، ويحب ما يحبه، ويبغض ما يبغضه؛ لأن محبة الله -عز وجل- التي ملأت قلبه وملكته دافعة له لذلك، ومن تأمل في أسماء الله وصفاته، ورأى نعم الله عليه، كان حب الله -تعالى- أعظم شيء لديه، قال الله -تعالى-: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}(النحل:18).الإيمان الذي جاء به رسولنا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - يقوم على ثلاثة أركان، هي: 1- اعتقاد القلب. 2- وقول اللسان. 3- وعمل الجوارح. كيف نتذوق حلاوة الإيمان؟ ![]() ثمرة الهداية للحق في وسط ظلمة الإلحاد التي تبثها الشبكات والفضائيات، يحتاج الشاب أن يسلك سبيل المؤمنين، وأن يؤمن بالله حق الإيمان؛ فأهل الإيمان هم أحق الناس بهداية الله - عزوجل -، وهذه الثمرة ثمرة الهداية من أعظم الثمار التي يجنيها المؤمن في هذه الحياة، قال -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ} (يونس: 9). وقال -تعالى-: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} (التغابن: 11).حقيقة الإيمان بالله -تعالى- اعلموا يا شباب، أنَّ الإيمان هو حياة القلوب، وسبيل النجاة في الدنيا والآخرة، وكلما تدرج العبد في مراتب الإيمان ذاق طعمه، ووجد حلاوته، واطمأنت نفسه به، قال - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يكونَ اللهُ ورسولُهُ أحبَّ إليه مِمَّا سِواهُما، وأنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ، وأنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ؛ كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ».أربعة أمور تنافي تحقيق الإيمان بأسماء الله وصفاته هناك أربعة محاذير من وقع في واحد منها لم يحقق الإيمان بأسماء الله -تعالى- وصفاته كما يجب، وهذه المحاذير هي: التحريف، والتعطيل، والتمثيل، والتكييف.
أطيب ما في الدنيا والآخرة ![]() حقيقة الصدق ينبغي للشاب أن يكون صادقًا مع ربه في العمل له، وصادقًا مع الخلق في وعوده وعهوده وعقوده، وفيًّا في كل ذلك، وعلى الشاب الصادق أن يحذر الكذب، فليس الكذب من صفات المؤمنين، وما أضره على الإيمان برب العالمين! ولذا عدَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - من صفات النفاق، ومن علامات المنافقين في قوله - صلى الله عليه وسلم -: «آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ، وإذا وعَدَ أخلَفَ، وإذا ائْتُمِنَ خان».أول سفير في الإسلام صحابي من السابقين للإسلام، حاز السبق في نصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والتضحية في سبيل ذلك بمتاع الدنيا وجاهها، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة مبعوثا لتعليم الأنصار، ونال الشهادة في أوائل سنين الهجرة يوم أحد، وبات رمزا للبذل والتضحية، وللشباب المسلم في الذود عن رسالة الإسلام، إنه مصعب بن عمير -رضي الله عنه -، الذي عُرِفَ بأنه فتى مكة المدلل، فقد كان يفيض شبابا وجمالا، ونشأ منعما في بيت أبوين ثريين، كانا يغدقان عليه كل أسباب الدعة والراحة، بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة مع الأنصار، الذين جاؤوا ليبايعوه بيعة العقبة الأولى، فكان يفقه أهل المدينة في الدين ويقرئهم القرآن، كما كان يؤمهم في الصلاة، تحمل مصعب - رضي الله عنه - في سبيل إيمانه- شدة العيش بعد النعمة، وإدبار ملذات الحياة بعد إقبالها، وتزخر السير بالمواقف التي أظهرت تضحيته وزهده في الحياة الدنيا وصبره على مشاقها في سبيل ما آمن به، وبعد سنوات من التضحية والبذل والإعراض عن الدنيا، نال مصعب -رضي الله عنه - الشهادة في بواكير العهد الإسلامي، وذلك في غزوة أحد في السابع من شوال من السنة الثالثة للهجرة.
__________________
|
#99
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1252 الفرقان أثر التسامح على الفرد والمجتمع اعلموا يا شباب، أنَّ التسامح ليس مُجرَّد أداة لتحسين علاقة الفرد بالآخرين، وإنّما وسيلة للوصول إلى السلام الداخلي والسعادة الحقيقية؛ إذ يضمن لصاحبه طهارة الروح، ونقاء القلب، ورقة النفس، ويعزز مشاعر العطف والمودة والرحمة والأمل لديه، ويُهذِّبه ويجعله قادرًا على الإحساس بمشاعر الآخرين والتعاطف معها وتقديرها وأخذها في الاعتبار. وقد أمر الله -تعالى- نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالتسامح والعفو والإحسان، فقال -سبحانه-: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(فصِّلت: 34-35)، قال ابن كثير: «وقوله: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ} أي: فرق عظيم بين هذه وهذه، {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} أي: من أساء إليك فادفعه عنك بالإحسان إليه، وقوله: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} وهو الصديق، أي: إذا أحسنتَ إلى من أساء إليك قادته تلك الحسنة إلى مصافاتك ومحبتك، والحنو عليك، حتى يصير كأنه ولي حميم لك أي: قريب إليك من الشفقة عليك والإحسان إليك، ثم قال: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا} أي: وما يقبل هذه الوصية ويعمل بها إلا من صبر على ذلك، فإنه يشق على النفوس، {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} أي: ذو نصيب وافر من السعادة في الدنيا والأخرى». التسامح مع الجاهل والمسيء عن أنس - رضي الله عنه - قال: «كنت أمشى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه (جذبه) بردائه جبذة شديدة، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك ثم أمر له بعطاء»، قال النووي: «فيه احتمال الجاهلين والإعراض عن مقابلتهم، ودفع السيئة بالحسنة، وإعطاء من يتألف قلبه، وفيه كمال خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحلمه وصفحه»، وفي الحديث بيان حلمه - صلى الله عليه وسلم -، وصبره على الأذى في النفس والمال. الإيمان قول وعمل ويزيد وينقص قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: الحق أن الإيمان يزيد وينقص كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في مواضع كثيرة، فإذا اجتهد في طاعة الله زاد إيمانه، وإذا أتى بعض المعاصي أو ترك بعض الواجبات نقص إيمانه، والحب في الله والبغض في الله من الإيمان: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه وجَدَ حلاوَةَ الإيمانِ: أنْ يكونَ اللهُ ورسولُهُ أحبَّ إليه مِمَّا سِواهُما، وأنْ يُحِبَّ المرْءَ لا يُحبُّهُ إلَّا للهِ، وأنْ يَكْرَهَ أنْ يَعودَ في الكُفرِ بعدَ إذْ أنقذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَما يَكرَهُ أنْ يُلْقى في النارِ»، هذا اعتقاد أهل السُنَّة والجماعة، وهكذا الأقوال والأعمال كلها من الإيمان، أقوال العبد وأعماله الشرعية، فالإيمان: قول وعمل، قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، يزيد وينقص. الشباب والعقيدة الصحيحة صلاح الشباب وسلامة أفكارهم مرهونٌ بسلامة عقيدتهم؛ فالعقيدة الصحيحة هي الركن القويم، وهي دعوة الأنبياء والرسل لأقوامهم، وهي توحيد الله -سبحانه-، ودونها تفسد الأعمال، فقد مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة المكرمة بعد بعثته ثلاث عشرة سنة، يدعو الناس لتصحيح العقيدة وإلى التوحيد، ولم تـنزل عليه الفرائض ولا التشريعات إلا في المدينة، قال -تعاالى-: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (الزمر: 65، 66). أبرُّ الأصحاب قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: إنَّ أبرَّ الأصحاب وخير الرفقاء عمل المرء الصالح، ولن يدخل معه في قبره إلا هذا الصاحب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَثَلُ ابْنِ آدَمَ وَمَالِهِ وَعَمَلِهِ مَثَلُ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَخِلَّاءَ، قَالَ لَهُ أَحَدُهُمْ: أَنَا مَعَكَ مَا دُمْتَ حَيًّا، فَإِذَا مُتَّ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَا أَنَا مِنْكَ، فَذَلِكَ مَالُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ، فَإِذَا بَلَغْتَ إِلَى قَبْرِكَ فَلَسْتَ مِنِّي وَلَسْتُ لَكَ، فَذَلِكَ وَلَدُهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: أَنَا مَعَكَ حَيًّا وَمَيِّتًا فَذَلِكَ عَمَلُهُ». أخطاء يتساهل فيها الشباب من الأخطاء التي يقع فيها الشباب استصغار صغائر الذنوب التي يعملونها واحتقارها، وقد قال أنس -]-: «إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر، ترونها تافهة، كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات»، وكما وقع لابن مسعود - رضي الله عنه - في معنى قوله: «إنَّ المؤمن يرى ذنوبه كجبل يوشك أن يقع عليه، وإنَّ المنافق يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به: هكذا فطار»، وهذا معنى أن الناس اليوم يحتقرون الذنوب، وقد يقترن بالذنب الصغير، -ويكون صغيراً فعلاً- من التهاون به واحتقاره وتكراره والإصرار عليه ما يجعله كبيرة من الكبائر، وهذا معنى قول علمائنا: «لا صغيرة مع الإصرار، فإنها مع الإصرار تصبح كبيرة، ولا كبيرة مع الاستغفار؛ إذ إن التوبة تمحو الذنوب». الشيطان قاعد لابن آدم بأطرقه يا شباب احذروا الشيطان! فما من طريق يسلكه ابن آدم إلا والشيطان قاعد فيه، سواء كان الطريق طريق خير أم طريق شر، فإن كان طريق خير قعد فيه ليصده عن المضي فيه، وإن كان طريق شر قعد فيه ليستحثه على المضي فيه، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ» فلنكن على حذر يا شباب من كيد الشيطان ومكره. التحذير النبوي من الاختلاف والخصام حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الاختلاف والخصام فقال: «تُفتح أبواب الجنة يومَ الاثنين ويوم الخميس، فيُغْفَر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلاً كانت بينَه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظِروا هذين حتى يصطلحا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حتى يصطلحا»، قال النووي: «(أنظروا هذين) أي: أَخِّرُوهما حتى يرجعا إلى الصلْح والموَدَّة»، وعن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يَحِلُّ لرجُلٍ أن يَهجُر أخاه فوق ثلاثِ ليالٍ، يلتقيان: فيُعرِض هذا، ويُعْرِض هذا، وخيرهما الذي يبدأُ بالسَّلام»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من هجر أخاه سَنَةً فهو كسفكِ دمِه». التسامح من صفات الأنبياء من الأخلاق التي يجب على الشباب التمسك بها، خلق التسامح، فالتسامح من صفات الأنبياء الكرام؛ إذ حثّنا خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - على التسامح والعفو عند المقدرة والتعامل مع الناس بمكارم الأخلاق، بقوله: «أن تعفو عمّن ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك». معاذ بن جبل - رضي الله عنه - معاذ بن جبل - رضي الله عنه - هو الصحابي الجليل أبو عبدالرحمن الأنصاري الخزرجي المدني، شهد العقبة شابا وشهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، جمع القرآن في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أحد الأربعة الذين أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأخذ القرآن عنهم وهم ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وهو من كبار علماء الصحابة فقد قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «.. وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ..»، ومناقب معاذ كثيرة لا يتسع المقام لذكرهها، توفي - رضي الله عنه - في طاعون عمواس سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة وهو ابن ثمان وثلاثين وقيل أربع وثلاثين.
__________________
|
#100
|
||||
|
||||
![]() تحت العشرين -1253 الفرقان قيمة الوقت وتحقيق الذات غرس الإسلام قيمة كبرى عند المؤمنين، تجلت من خلال تقسيم اليوم والليلة تقسيمًا صارمًا، بين متطلبات الحياة وبين ما يوجبه المؤمنون على أنفسهم من التزامات بالطاعات، وتفرد الإسلام بمسألة الصلوات الخمس، وتوزيعها على أوقات اليوم والليلة. للوقت في ديننا الإسلامي قيمة كبرى محورية لا تسامح مع إهدارها؛ من أجل ذلك حث الإسلام الشباب على اغتنام الفرص واستغلال أوقاتهم فيما ينفعهم دينًا ودنيا، لبناء شخصيتهم روحيا وعقليا وجسميا ونفسيا وخلقيا، ولا يُحترم الوقت إلا في سياق العمل الذي هو مدار الوجود الإسلامي كله {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}، ولا يمكن لشاب مسلم متمسك بدينه ويكره العمل، كما لا يستقيم أبدًا أن ينفصل الالتزام العبادي عن الالتزام الدنيوي، فالفصل الذي أحدثته بعض الثقافات الغربية بين المادة والروح، أدى إلى اغتراب كبير للإنسان، وتسبب في تكلفة باهظة، وتفكك أسري، وفقدان المعنى من الوجود، ويتجلى معنى القيم للعمل في أوضح أشكاله من خلال متن الحديث الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هَرَمِك، وصِحَّتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك». القرآن الكريم هو رأس كل خير القرآن الكريم هو رأس كل خير، وهو ينبوع السعادة؛ فينبغي للشباب أن يُعنوا بكتاب الله، وأن يكون لهم نصيب من تلاوته، وتدبر معانيه، وحفظه، حتى يستنبط منه ما أراد الله من العباد من أحكام وشرائع، من أوامر ونواهٍ، وأخبار وقصص، حتى يكون على بينة فيما مضى وفيما يأتي، وعلى بينة في أحكام الله وشرائعه. الشباب وطلب العلم النافع الشاب المسلم مدعو بالأمر القرآني والهدي النبوي لحب العلم وبذل الغالي والنفيس لتحصيله، فقد جعل الإسلام أجر من يسعى لطلب العلم كأجر المجاهد في سبيل الله: «من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له به طريقًا إلى الجنة». قيمة الحب والوفاء للأهل والوطن حثَّ الإسلام أتباعه من الشباب وغيرهم على حب الأوطان والوفاء لها، فالوطن، في ظله يأتلف الناس، وعلى أرضه يعيشون، وفي حِماه تتجمع أسباب الحياة، وموقف النبي - صلى الله عليه وسلم - معبر عن ذلك أوضح تعبير؛ حيث قال مخاطبًا مكة ليلة الهجرة: «واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ! ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خَرجتُ»، من هنا لا يمكن للشباب المحبين لدينهم أن يكرهوا أوطانهم، فلا يجتمع حب الدين وبغض الوطن في قلب سليم أبدًا. حاجة الشباب لدراسة السيرة النبوية تتميز السيرة النبوية بشموليتها واستيعابها لتفاصيل الحياة، وحاجة المسلمين اليوم والشباب خصوصا لدراسة تعاليم السيرة النبوية وقواعدها وأخلاقها حاجة ماسّة كبيرة؛ نظرًا لما تتعرَّض له الأمَّة من محاولاتٍ لطمس هويتها وحضارتها وقيمها؛ ولذلك كان لابد من الاهتمام بدراسة السيرة النبوية والاعتناء بها باعتبارها تطبيقًا منهجيا لتعاليم القرآن الكريم؛ ولأنَّها تمثل النموذج النبوي الفريد للتغيير والإصلاح المنشودَين، فالسيرة النبوية تجسيدٌ وترجمةٌ عمليةٌ وواقعيةٌ مأثورة لحياة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وتطبيقٌ واقعيٌ لكل ما جاء في القرآن الكريم، فقد وصف الله -تعالى- نبيه الكريم بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، وسُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقالت: «فإن خُلُق نبي الله - صلى الله عليه وسلم- كان القرآن»، وسيرته - صلى الله عليه وسلم- تشمل كل تفاصيل حياته بما في ذلك صفاته الخَلقية والخُلُقية، وغزواته وسراياه، ومعجزاته، وكل ما عاشه ووقع في أثناء وجوده - صلى الله عليه وسلم - في هذه الحياة، فهي شاملة لكل جوانب الحياة الإنسانية. مظاهر غياب الهوية الإسلامية لدى الشباب أفرز غياب الهوية عن حياة كثير من الشّباب جملة من المظاهر السلبيّة، التي باتت تهدد كيان الأُمّة ووجودها ومنها على سبيل المثال:
أثر الصديق الصالح إن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتَهم هي خيرُ وسيلةٍ للاقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم؛ فللأصدقاء تأثيرٌ كبير على أقرانهم؛ فالصديق الصالح له أثر طيب على صاحبه؛ من أجل ذلك حثنا نبيُّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - على حسن اختيار الصديق ؛فقال - صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليله؛ فلينظُرْ أحدكم مَن يُخالِل». بناء الهويّة الغائبة لدى الشباب هذه إضاءات للشباب تنير طريقهم وتعيدهم إلى هويتهم الحقيقية الغائبة:
الكلمة الطيبة عمل صالح اعلموا يا شباب أن الكلمة الطيبة من الأعمال الصالحة، ولها آثار حميدة على الفرد والمجتمع، وأول آثار الكلمة الطيبة تكون على المتكلم نفسه؛ إذ يحصل بها الأجر والرضوان من الله -تعالى-، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم»، وهي سبب لقبول الأعمال قال -تعالى-: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر: ١٠)، وهي من أعمال البر والصدقة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والكَلمةُ الطَّيبة صدقة».
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |