كثرة النظر إلى الساعة

[ابوالوليد المسلم]

كثرة النظر إلى الساعة
أ. سلامة شباط

السؤال:

♦ الملخص:

شابٌّ يُعاني مِن رهابٍ ووساوسَ بسبب كثرة النظر إلى الساعة، وعندما ذَهَب إلى الطبيب النفسيِّ أعطاه دواءً نفسيًّا، فأخذه ثم أوقفه لوجود أعراضٍ جانبية له.

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ جامعي، كنتُ أعاني مِن الخَجَل منذ صغري، ثم تحوَّل الخجلُ إلى رُهابٍ في عمر 13 عامًا.
لا أتذكَّر حياتي وأنا صغير إلا تحت الضغطِ والخجَل والرُّهاب؛ سواء في المدرسة، أو الجامعة، أو الحياة الاجتماعية، أو المناسبات، وما أعرفُه أنَّ الطفلَ الخجول والحَسَّاس مثلي لا بد مِن معاملته معاملةً خاصةً لتَتَطَوَّر شخصيتُه، لكن كلُّ هذا لم يحدُثْ لي، بل حدثتْ أمورٌ في الطفولة عمَّقتْ مشكلة الخجل والرُّهاب لديَّ؛ فقد تعرَّضْتُ للتحرُّش الجنسيِّ الكامل، والضَّرْبِ المُبْرح في بعض الأحيان مِن قِبَل أبي، والإهمالِ العاطفيِّ وعدم التَّشجيع وفِقدان الحنانِ مِن قِبَل أمي!

والآن وبعدَ كلِّ هذا أُعاني مِن فِقدان الثقة بالنفس، وشعوري أني أقل مِن كلِّ مَن حولي، مع عدم القدرة على التعبير عن مشاعري.

قارنتُ نفسي بِمَن حولي؛ فوجدتُني أقلَّ منهم، فانْعَزَلْتُ عن الجميع، والآن أقضي أغلب وقتي أمام الإنترنت.
أُعاني مِن الوسواس القهري، ويَتَمَثَّل الوسواسُ الذي أُعاني منه في النظر في الساعة مرات ومرات، حتى إنني أشعُر بالصداع مِن كثرة النظَر في الساعة!

ذهبتُ للطبيب النفسي، فأعطاني دواء (سيروكسات)، فأخذتُه مدةً ثم أوقفتُه فعادتْ الوساوسُ إليَّ مرةً أخرى، ولا أريد أن أتناوله لأنَّ له أعراضًا جانبيةً.

أرشدوني ماذا أفعل؟ وهل تنصحون بالذهاب إلى الطبيبِ النفسيِّ مرةً أخرى وتناوُل الدواء نفسه أو لا؟

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمدُ لله الذي تتمُّ بنورِه الصالحات، شكرًا على ثقتك في شبكة الألوكة.
أخي الكريم، يجب عليك أولًا مراجعة الطبيب لمتابَعة حالتك، وتغيير الدواء الذي سبَّب لك بعضَ الأعراض الجانبية.
ولعلاج الرُّهاب الاجتماعي هناك بعضُ الخطوات التي عليك اتباعها:
• علاج معرفي سلوكي؛ وذلك مِن خلال تغيير أفكارك السلبية بمُقارنة نفسك بالآخرين.
أمَّا عدم قدرتك على التعبير عن مشاعرك، وأحداث الطفولة، وغير ذلك، فكلُّ هذه الأفكار تعتبر أفكارًا سلبية، فعليك أولًا عدم التفكير في أحداث الطفولة؛ لأنها مرحلةٌ قد مَرَّتْ، وفَكِّر في أنك شخص ناجح وحاصل على مؤهل جامعيٍّ، وهذا يعني: أن هذه الأحداث لا تقف عائقًا في حياتك.
• ابحثْ في داخلك عن بعض المميزات والأشياء التي تُجيد فِعْلَها؛ لأن ذلك يُعزِّز مِن ثقتك بنفسك.
• مارِسْ رياضةً جماعيةً؛ مثل: كرة القدم؛ فاللعبُ في فريقٍ يَجْعَلُك أكثرَ اختلاطًا بالبَشَر، ويُزيل عنك الرُّهابَ الاجتماعيَّ.
• ابحثْ عن أصدقاء أو أحد الأقارب الذين تثق بهم، ومارِسْ معهم بعضَ الهِوايات.
• حافظْ على الصلاة في جماعةٍ في المسجد، واحضُر الحلقات التي تُقام في المساجد؛ فهذه الحلقاتُ تَبعَثُ على الطمأنينة في القلب، وتُقوِّي ثقتك بنفسك.
• اشتركْ في بعض الرحلات الجماعية والجمعيات الخيرية التي تُساعد الناس؛ فهذا سيُعطيك شعورًا بالسعادة.

أمَّا علاج الوسواس:
فوسواسُ النظَر إلى الوقت يَرْجِع إلى القلَق وعدم الثقة بالنفس، والإحساس بمرور الزمن؛ لذا فيجب عليك أخي الكريم محاولة السيطرة على نفسك، وشَغْل نفسك بأعمالٍ تُلهيك عن النظر في الساعة، وابحثْ عن عملٍ حتى وإن كان عملًا بسيطًا، ومارسْ هوايةً مثل القراءة، وداوِمْ على ممارسة الرياضة المُفَضَّلة لديك.

والله هو الشافي والمعين