أمة الله & شروق

[فاديا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا سنقرأ روائع كاتبتين رائعتين

فتابعوا معنا ...

[أمة_الله]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم، عليه نتوكل وبه نستعين
ولا يصفو الكلام إلا بالصلاة والسلام على سيد المرسلين
عليه أزكى الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين

يدا بيد نفرد شراع مركبنا نجوب بحر الكلمات
بقلمنا نجذف، وبحروفنا نبحر، نسبر أغوار هذه الحياة
وبأناملنا نداعب أمواجها الهادئة وحتى تلك العاتية
علنا -بتوفيق من الله- نرسو إلى شاطئ الأمان نفترش رماله الذهبية

فها هي ذي أول نسمة من نسمات البحر تهمس :
" يا ابن آدم، إن أول رشفة هواء تتنفسها في هذه الحياة
تعلن بداية العد العكسي للرحيل ...وأنت بخطاك تخطو في درب الحياة

فهل تدري إلى أين المسير ؟!! "

؛

[شروق الاجزجي]

"ممم ..سؤال خطير" يرد ابن آدم ..ولكن طريق الحياة طويل ..
ففيه الهوى وحب الورى ومال وعشق وسهر طويل
ففيه افتراش الحرير الوثير، وفيه المعازف وفيه الغناء
حيا المسير..
وقبل أن تشرع بذكر الفناء ..وذكر الموت وحب البقاء
وقبل المواعظ في العرض والحساب
أعرف ان الخطب جلل..لكن عذراً ودرءاً للملل
أقول :
لا تسئ فهمي ..فاني لبيب ..
وعارف بحق الله والعباد ..ولكن ببالي فكر عجيب
سمه إن شئت :توازن المسلم العصري الأريب!!
سأعصي الإله ثم أتوب ..
وأعتزل الدنيا والمعاصي والذنوب
ولن أطيل المدة فعمري قصير ..سأبدأ الزهد بتيك السنين
أتكلم تقريبا عما فوق الأربعين
سأذكر ربي ،أصوم وأصلي.. سأفعل الكثير
سأعطي الفقير وأحسن المعاملة ..ولن أنسى غض البصر وحرمة المصافحة
سأستغفر من الذنوب
وأمحو معاصي سنوات الشباب بكلمة
أتوب..
هون عليك الوعظ..فالأمر ليس مستعصي
ألم أقل لك إني حاذق عصري؟!

[أمة_الله]

صدح لسانك بالحق المر ، فذاك حال حاذق العصر
عارف بحق الله، لبيب بما أوصاه نبيه من نهي وأمر
لكن تراه في دروب الهوى يمشي، ووراء شهوة النفس يجري
ولربما ذاك كان سبب تأخر النصر!!!

مسلم العصر ...غدا يتوب حتى يبلغ الأربعين من العمر
سـيصوم،سـيتصدق ولربه سـيسجد ويصلي منذ طلائع الفجر
فهل قرأت لمثل حالك من حديث أو كلام جاء في الأثر
أو هل رأيت شجرا فارع الطول عميق الجذر نبت من دون بذر
فإني لأرى ذاك من بلادة العقل ، وسذاجة البشر!!!

فاسمع يا صاح : فذاك حبل من الشيطان يشدك إلى القعر
حتى تصحبه غدا عند سقر ... وما أدراك ما سقر !!!
فلا تخنس للشيطان ولا ترزح تحت تأثير هوى الكبر
العمر منك يتناثر ... كما تتناثر في فصل الخريف أوراق الشجر
فماذا لو سمعنا نداء الله واقتفينا سيرة خير البشر؟!

؛

[شروق الاجزجي]

ومعذرة أخيا... فلي عندك طلب بالغ الصغر
أيا عالما بعمر البشر ..
هلا نبأت العبد الفقير بموعد زيارة عزرائيل ؟!
لأعد الزاد وأحسن المسير ..
ويا مالكا لقلب البشر ..
هلا قلبت قلبي العصي لآخر تقي ؟!
فإني الليلة أتم بالتمام من عمري خمسين ..
ما بك ..هل قواك خرت ..أم تراك غرك عقل البشر؟
أيا بن آدم ...
"بلى قد قرأتُ لمثل حالك حديث و كلام جاء في الأثر"
عمن سَوَفَ العمل.. وغره الأمل ..وحل على القبر ضيفا وجل ..
فلا زاد له ولا حب قريب ...ولا كلمة شفيعة عند الرقيب ..
واحسرتاه.!!.
فقد هلك الفتى ..هلك بن آدم ..هلك المسلم العصري الأريب ..!!

؛

[أمة_الله]

وا حسرتاه!!!
نعم رددها بأعلى صوتك -الآن- لعلك من هوى نفسك تستتفيق
وتعلم أنه لن ينفعك بعد الموت أب، أم، زوجة، ابن ولا صديق
إلا إن لاقيت المولى عز وجل بقلب تقي ولسان صادق
وكنت بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف خير مطبق
أيها الحاذق... هيا فلتستفق !!!

وهوِّن عليك !!!
ما دامت خطاك فوق الثرى .. وفي درب الحياة أنت سالك
وما دام بصرك يتأمل حواليك ... وروحك تسري بين أضلعك
فـحتما -أيها المسلم العصري- بإذن الله لن تكون هالك
فما ذاك إلا خيط من خيوط القنوط واليأس ..الشيطان لك حائك
أو لا ترى أنه بزوغ نور الفجر لا يكون إلا بعد ليل حالك
فهون عليك، واستعذ من شيطانك !!!

فتأهب، ولا تسأل عن تحديد موعد
فحتما ذاك في علم الواحد الأحد
مد يدك،هيا ... وكفاك كبرا وتمرد
نخرس اللعين ، ونبحث لنا عن منفذ قبل أن يحين الموعد!!!
أو ليس لنا منفذ؟!!!

؛

[شروق الاجزجي]

آآهٌ أخيّ ..
وقـْعُ كلامك على القلب ..نار !
نار تهيج فيّ المرار ..
مرار الأسى ..
مرار الجراح ..
فبالأمس كان كلامك رياح
ولم يكن له في قلبي أثر ..
ولكن حذاري ..كل الحذر !!
فقد كنت أهجو طريق الفلاح ..
وأزدري كل شيوخ الصلاح ..
وأنشد نشيد الخلود المجيد..
نسيت الوعيد..
نسيت الحساب ..
خرجت بصحبة أحب صديق
رفيق الحياة ..وأي رفيق ..
قل عنه ظلي..
قل عنه نفسي ..
فقولك له كقولك لي ..
ربينا سويا ..
كبرنا هنا ..
عرفنا طريق الهوى ..
والهنا..
لدينا شعار ..
صديقي وأنا..
ألا نضيع الشباب القصير
الا في عشق وسهر طويل ..
والا نسمع لمثلكمُ صوت ..
فقاموس حياة الهوى ..
ما فيه
"موت"!
وجاء الظلام..
وفي ساعة الظلمة يحلو الكلام...
خرجنا سويا ..علنا نقتفي ..
أثرا لمن بالحسن تتسم..
حقنا دمنا بما تسميه "سم" ..!!
ركبنا انطلقنا الى اللامنتهى ..
وفي الأذن صوت الطرب والغنا...
واللسان يصيح ..
يغني ويصدح .."ليلِي أنا ..ويلي أنا"
وويلي مما حدث حينها ..
ففي لمح بصري ..رأيت الدماء..
رأيت بقايا بل أشلاء ..
ويلي ..من هؤلاء ؟؟!..
صرخت:صديقي !!!!!
بحتث عنه ..
صديقي أجبني ..
سمعت أنين ..
عله صديقي ..
هداني الأنين-وبعد العناء- ..
لوجه يعلوه لطخ الدماء..
وصوت صديقي..
أصديقي ..قم ..هيا أفق ..
ووسط الدخان وجمع الزحام ..
صراخ ..عويل ...بكاء وبيل..
وشق الزحام ..صوت الآذان ..وشاب طويل ..!!
وصوت الآذان ..يحرق فؤادي العليل ..
اثبت أُخيّ ..ووحد الإله ..
ولقن صديقك شهادة النجاة ..
لقنه: لا اله الا الله ..
فرد صديقي:.ليلي أنا ..ويلي أنا ..
أصديق عمري ..قلها للنجاة ..وحد الاله ..!!
فقال صديقي :ليلي أنا ..ويلي أنا
واحرقتاه ..واحسرتاه ..
أصديق عمري .. وحد الااااااااااااااااله ..
ليلي أنا ..ويلـ.... .
وأغمض الشاب جفن صديقي ..
وقال في وجل
اثبت اخيّ ..واسأل له الثبات ..
وادع له بالرحمة ..فصديقتك قد ..مات !!
على الرأس وقع الكلام حجر ..
والقلب لا يعي ما حصل ..
وفي العين شريط من الذكريات ..
كنا صغارا ..كنا شبابا ..كان الامل ..كان السهر ..
ذهب صديقي ..ذهب رفيقي ..مات الرجل !!
صدقت أخيّ.. وكلي ندم
فياليتني عرفتك من زمن
وياليت قولي كأن لم يكن ..
فقولك ينبض في داخلي ..
"فماذا لو سمعنا نداء الله واقتفينا سيرة خير البشر؟!"

فجزاك ربي خير الثواب ..

ورزقني ربي حسن العمل ...

[أمة_الله]

سلّم يا ربي سلّم !!!
حديثك ذو شجون لقراءته العين تدمع والقلب يتألم
لا غرو أن صديقك عن نطق الشهادة لسانه تلجم
وفي آخر صفحة في كتاب حياته بـترديد الأغاني بصم
كيف لا وهو لفريق الشيطان وسوء الخلان انضم
وبنداء الباري ونور المختار كان غير مهتم
فحتما كان بسوء العمل سيختم
فسلم اللهم سلم!!!

أما أنت أخي فاحمد الله المنعم
فتلك إشارة لك ... لعلك تفهم!!!
ألم تقل أنك لبيب عصرك!!! فاللبيب يا أخي بالإشارة يفهم
فاصح من غفلتك أخي، وتأمل فهذا نموذج طيب لنعم المسلم
مالك بن دينار
كان محبا لأكل الحقوق والربا وبالمعاصي يبطش ويظلم
وبين كؤوس الخمر تلفاه، والناس منه لم تكن تسلم
إلى أن وهبه الباري هدية من أجمل النعم
طفلة صغيرة كلما كانت تكبر..يكبر حبه لها وحبه للمعاصي يتلاشى يوما بعد يوم
إلى أن توفاها الباري، فأصابه لفقدها الكدر والسأم
فبات لحياة اللهو يناشد والشيطان له بحب الأيام الخوالي يزين ويتمتم
إلى أن حل ذاك اليوم ... ويا له من يوم !!!

بارقة نور من المعطي المانح الأكرم
غيرت مجرى حياته من عاص إلى آخر مسلم
رؤيا من الرحمن بالحق صدحت فاستفاق من المنام وبآيات الرحمن لسانه يتلعثم

(( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))

فلك أن تتأمل قصته وتتمعن، فإنك ستنهل الكثير من الحكم
فسبحان من القلوب بين يديه يصرفها كيف يشاء ... سبحانه المنعم
فكن لبيبا ... ولإشارة ربك افهم!!!

أأخي،حالي كحالك ... فما دمنا فوق الثرى فإننا أبدا لن نسلم
إبليس حتما متربص بنا في كل مرصد حتى نزلّ كما زل أبونا آدم
أو لم تسمع قول خير معلم -صلى الله عليه وسلم-
قد يعصى الإنسان ربه طول حياته فيسبق الكتاب وبخير يختم
وآخر بعمل أهل الجنة يعمل فيسبق الكتاب وبسوء حياته يختم
فسبحانه وحده من بالغيب أعلم...
فسلم اللهم سلم ... وبالأعمال الصالحة وخير العمل ربنا لنا اختم

أما الآن، هيا أخي نلبي النداء ، فالمؤذن بالآذان قد أتمم :

حي على الفلاح..
حي على الفلاح..
الله أكبر..
الله أكبر..
لا إله إلا الله..

وإذا بالإمام في أول ركعة يتلو بآية من آيات كتاب الله المحكم :

(( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ))

أفلم لم يئن الوقت أن يخشع هذا القلب لباريه ويستسلم ؟!!

؛

[شروق الاجزجي]

السلام عليكم ورحمة الله ..
السلاااااااام عليكم ورحمة الله ..


أيا عمُ ..صدقاً قصة من خيال ..
وفعلاً عجيب حال البشر
وحقاً صد الأجل محال
وأجل بن آدم فيه العبر

فهما هما منذ سنين ..
يصليان في أول صف هنا
وكتفي بكتفهما متلاصقين ..
وما عندي من خبر عنهما ..


أي بني ..الان وقد عرفت قصتهما
..فكن لهما خير صاحب
والزمهما علماً و رِقة ..فهذا واعظ ..وذاك تائب..
فهذا أراد به ربه خيراً إذ هداه ..
وذاك أراد به ربه خيراً إذ هدى به ..

واعلم بني أن الحياة اختبار ..
وان العبرة بحسن الختام ..
وحسن العمل بنية خالصة ..
والإخلاص يأت من الالتزام ..
فالزم طريق الهدى وحده ..
واصرف فؤادك عما هو دونه ..
واعلم بأن القلب وعاء ..
ما إن ملئته، فرُغ الهواء ..
وكلام بشر ٍلا يستوى
في القدر وكلام الاله ..
في الذكر نور..
فلا تركنن لحياة الظلام ..
وطهر لسانك بخير الكلام ..
واحذر فمن سبقك قد أهلكته ..
نظرة عين فيما ليس له ..
واعلم ان العبادة شفاء ..
وصلاتك إقامة وليست أداء ..
والصوم جُنة ،وجاء وحصن..
وزكاة مالك تضاعفه وزن..
والحج فرض وشرطه عُرف ..
الإستطاعه بحال وظرف ..
وجيرة النبي بحسن الخلق..
وتحرَ دوماً الحِل والصدق ..
ولا تغضب ، فغضب المرء موت
واكظم غيظك فللعفو صوت ..
والعمر سهم إذا ما انقضى
أمده وقع القدر والقضا ..
فإما الهنا بدار العلا ..
وإما عذاب بدرك النيران ..

[أمة_الله]

هذه بشرى من لبّى نداء "حي على الفلاح"
فالحمد لك ربي ... مقلب القلوب وهادي الأرواح
فها هو ذا النور من عمق قلبك وضّاح
وهذا فل وياسمين من عبير كلامك فوّاح
وبرياح الخير، وتباشير الهدى ... الصدر عمّه انشراح
إذن فقد آن الآوان ، آن لسواد الذنوب في هذا القلب أن ينزاح
ويشرق في حياتك نور الصباح
فهيا ... هيا ... بنا يا صاح!!!
نسلك طريق الخير ونبتغي سبيل الصلاح
بإذن الله ... هادي الأرواح!!!

شهادة، صلاة، صوم، زكاة وحج ... حقا تلك الأركان
أوامر من الله على لسان المصطفى العدنان
لمن أراد الفوز بالرحمة والمغفرة والجنان
وهي الأساس الذي يرتكز عليه العمران
عمران الخير، والصلاح، والحسنات ... ليُرفع غدا الميزان

ولكن هيهات ... هيهات ... لبني الإنسان
فإني لحالنا .. ولحال أمتنا وما آلت إليه من ضعف وهوان
ولحال أهل السلف من قوة وريادة وخلق ... تائه حيران!!!
أو ليس ذاك النور الذي لاح عند السلف منذ أزمان
لا تزال أشعته بين ظهرانينا تنير الأكوان .. حتى يشاء الله الديان ؟

فلم تقضّ مضجعنا قوى الكفر والطغيان؟!!
إلى متى .. إلى متى .. هذا الذل والهوان ؟!!

؛