بعض فضائل الصدقة والفرحة بشهر رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 5 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-03-2023, 03:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,940
الدولة : Egypt
افتراضي بعض فضائل الصدقة والفرحة بشهر رمضان

خطبة الحرم المكي - بعض فضائل الصدقة والفرحة بشهر رمضان


الفرقان


جاءت خطبة الحرم المكي بتاريخ 18 شعبان 1444ه الموافق 10 مارس 2023، لإمام الحرم المكي الشيخ: ماهر المعيقلي بعنوان: بعض فضائل الصدقة والفرحة بشهر رمضان، واشتملت الخطبة على عدد من العناصر كان أهمها: النظرة الإسلامية الصحيحة للمال، وكرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضرورة التأسي به، وبعض فضائل الصدقة وبركاتها، وبعض أنواع الصدقات ذات الفضل الكبير، والفرحة باستقبال شهر الرحمات والبركات، والصدقة في الصيام من أفضل الإحسان.
في بداية الخطبة بين الشيخ المعيقلي أنَّ المال زينةُ الحياةِ الدنيا، وهو عصبُ الحياةِ، جعَلَه اللهُ قيامًا للناس؛ فبه تَقُوم المصالحُ العامَّةُ والخاصَّةُ، قال الله -تعالى-: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا}(النِّسَاءِ: 5)؛ أي: التي بها قِوَامُ عيشِكم الذي تعيشون به؛ فلذا جاءت الشريعةُ بتنظيمِ أمرِه، وحرَّمَتْ تحصيلَه بغيرِ حقِّه، وبيَّنَت السُّبُلَ المشروعةَ في تحصيله وإنفاقه، وجعلَتْه من الضروريات الخمس، وللصدقة منزلةٌ عظيمةٌ؛ فهي من أجَلِّ العباداتِ والقرباتِ، التي يحبها اللهُ ورسولُه، وما يُنفِقُه العبدُ ابتغاءَ وجه الله، هو الذي يَجِدُه أمامَه يومَ القيامة، قال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي مَالِي، قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ، إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟»{وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}(الْمُزَّمِّلِ: 20).
كان - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناسِ وأسخاهم
ولقد كان - صلى الله عليه وسلم -، أجودَ الناسِ وأسخاهم، في حياته كلِّها، فيُعطي السائلَ ثوبَه الذي عليه، وهو محتاجٌ إليه، ففي صحيح البخاري، قال سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ - رضي الله عنه -: جَاءَتِ امْرَأَةٌ بِبُرْدَةٍ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَسَجْتُ هَذِهِ بِيَدِي أَكْسُوكَهَا، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، مُحْتَاجًا إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إِزَارُهُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْسُنِيهَا. فَقَالَ: «نَعَمْ»، فَجَلَسَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي المَجْلِسِ، ثُمَّ رَجَعَ، فَطَوَاهَا ثُمَّ أَرْسَلَ بها إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ القَوْمُ: مَا أَحْسَنْتَ، سَأَلْتَهَا إِيَّاهُ، لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لا يَرُدُّ سَائِلًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِتَكُونَ كَفَنِي يَوْمَ أَمُوتُ، قَالَ سَهْلٌ - صلى الله عليه وسلم -: فَكَانَتْ كَفَنَهُ».
كَانَ - صلى الله عليه وسلم - أَعْظَمَ النَّاسِ صَدَقَةً
قال ابن القيم -رحمه الله-: «كَانَ - صلى الله عليه وسلم - أَعْظَمَ النَّاسِ صَدَقَةً بِمَا مَلَكَتْ يَدُهُ، وَكَانَ لَا يَسْتَكْثِرُ شَيْئًا أَعْطَاهُ لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَلَا يَسْتَقِلُّهُ، وَكَانَ لَا يَسْأَلُهُ أَحَدٌ شَيْئًا عِنْدَهُ إِلَّا أَعْطَاهُ، قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيرًا، وَكَانَ عَطَاؤُهُ عَطَاءَ مَنْ لَا يَخَافُ الْفَقْرَ، وَكَانَ الْعَطَاءُ وَالصَّدَقَةُ أَحَبَّ شَيْءٍ إِلَيْهِ، وَكَانَ سُرُورُهُ وَفَرَحُهُ بِمَا يُعْطِيهِ، أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِ الْآخِذِ بِمَا يَأْخُذُهُ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، يَمِينُهُ كَالرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم .
من فضائل الصدقة
إنَّ من فضائل الصدقة أنَّها مدعاةٌ لزيادة المال وبركته، ولإنفاق الله -تعالى- على عبده؛ ففي الحديث القدسي، قَالَ الَّلهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْفِقْ، أُنْفِقْ عَلَيْكَ»(رواه البخاري ومسلم)، والملائكةُ في صباحِ كلِّ يومٍ، يَدعُون للمنفِق بالخَلَف، وللمُمسِكِ بالتلف، وهي دليلٌ على صدق الإيمان، فالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، لأنَّ المتصدقَ آثَر طاعةَ ربهِّ على محبته لماله؛ {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(الْحَشْرِ: 9)، والصدقةُ سببٌ لتفريجِ الكروب، وتطهيرِ المرء من الذنوب، وتطفئ غضبَ الرب، وتدفع البلاءَ عن العبد، وتشرح الصدورَ، وتُدخِل على القلب السعادةَ والسرورَ.
الصدقة تَقِي الإنسانَ ميتةَ السوء
والصدقة تَقِي الإنسانَ ميتةَ السوء، وتنفَعُ صاحبَها، حتى لو أُخرِجَتْ عنه بعدَ موته؛ فقد أتى سعدُ بنُ عبادة - رضي الله عنه - النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قُلْتُ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟، قَالَ: «سَقْيُ الْمَاءِ»(رواه النسائي في سُنَنه)، والصدقة سِتْرٌ للمرء من النار، ففي صحيح مسلم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَتِرَ مِنَ النَّارِ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَلْيَفْعَلْ، وما اجتمع الصيام مع الصدقة، وعيادة المريض واتِّباع الجنازة، إلا وجَبَت لصاحبِها الجنةُ، بفضل الله ورحمته، ففي صحيح مسلم، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
خير الصدقةِ على القريب
إنَّ خيرَ الصدقةِ الصدقةُ على القريب، الذي لا تَجِب عليكَ نفقتُه؛ لأنَّ الصدقة على المسكين صدقة، وعلى القريب صدقة وصلة، ففي صحيح البخاري، قالت امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه -: «يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَ اليَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ»، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ، أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ».
الصدقةُ الجاريةُ
ومِنَ الصدقاتِ التي خُصَّتْ بالفضل؛ الصدقةُ الجاريةُ، وهي ما تَبقَى للإنسان بعدَ وفاتِه، وأجرُها يُصَبّ في ميزان حسناته، وأعظمُ الصدقةِ، أَنفَسُها عندَ أصحابها، وأكثرُها نفعًا وأبقاها أثرًا، وخيرُ الأعمالِ أدومُها وإن قَلَّ، وفي سنن ابن ماجه، قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ، فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ»؛ فتصدَّقُوا -أيها المؤمنون- بما تستطيعون، ولو كان جُهدَ مُقِلٍّ، ولا يحتقر المرءُ صدقتَه، فربَّ درهم سبَق ألفَ درهم، وإنَّ الله -عزَّ وجَلَّ- لَيُدخِلُ بلقمةِ الخبزِ، وقبضةِ التمرِ، ومثلهما ممَّا يَنتَفِع به المسكينُ الجنةَ؛ ففي الصحيحين: قَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ، مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلا يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ»، وجاءت امرأة من الأنصار، إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي، فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ، فَقَالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنْ لَمْ تَجِدِي لَهُ شَيْئًا تُعْطِيهِ إِيَّاهُ، إِلاّ ظِلْفًا مُحْرَقًا، فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ فِي يَدِهِ» (رواه الترمذي).
للصدقة أبواب واسعة
وإن للصدقة أبوابًا واسعةً؛ فيدخل فيها الزكاةُ المفروضةُ، والنفقاتُ الواجبةُ، وأنواعُ التبرعات والمواساة، مع النيَّة الصالحة، وموافَقة الشريعة، بل الصدقةُ تشمَل كلَّ عمل طيب، يُقصَد به الخيرُ، فالكلمةُ الطيبةُ صدقةٌ، وإعانةُ ذي الحاجة الملهوف صدقةٌ، والإصلاحُ بينَ المتخاصمينِ صدقةٌ، والإنفاقُ على الأهل والأولاد صدقةٌ، واللقمة يضعها الرجل في فم زوجته صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، وكلُّ قرضٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ وتسبيحةٍ صدقةٌ، والأمرُ بالمعروف صدقةٌ، والنهي عن المنكر صدقةٌ، وتبسُّم المرءِ في وجهِ أخيه صدقةٌ، وإرشادُ الرجلِ في أرضِ الضلالِ صدقةٌ، وكفُّ الإنسانِ شرَّه عن الناس صدقةٌ، وكلُّ ذلك من أسبابِ جزيلِ العطايا، وتكفيرِ الخطايا، ورِفْعَةِ الدرجات، والفوز بأعالي الجنَّات، ورضوان رب الأرض والسماوات، فيا لَفوزِ المتصدقينَ.
استقبال موسمِ الطاعاتِ
وعن استقبال شهر رمضان قال الشيخ المعيقلي: ها نحنُ في هذه الأيام، نتهيَّأ لاستقبالِ موسمِ الطاعاتِ، والجودِ والإحسانِ والقُرُباتِ، شهرِ النفوسِ السخيةِ، والأكفِّ النَّدِيةِ، شهر يتنافس فيه الصالحون، ويتسابَق المحسنون، ولا شكَّ أنَّ الحسنةَ، تتضاعَفُ في الزمان الفاضل، كما أنَّها تتضاعفُ في المكان الفاضل، فالصدقة في شهر رمضان، يزدادُ فضلُها ويَعظُمُ أجرُها، وسيدُنا وقدوتُنا -[-، ضرَب أحسنَ الأمثلة في العطاء والكرم، في سائر العام، وإذا حلَّ شهرُ الصيام، يزداد عطاؤُه عطاءً، وسخاؤُه سخاءً، فيكونُ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، قال ابنُ القيم -رحمه الله-: «وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، الإِكْثَارُ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ؛ فَكَانَ جِبْرِيلُ يُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ في رَمَضَانَ، وَكَانَ إِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، يُكْثِرُ فِيهِ مِنَ الصَّدَقَةِ وَالإحْسَانِ، وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، وَالصَّلاةِ وَالذِّكْرِ وَالاعْتِكَافِ، وَكَانَ يَخُصُّ رَمَضَانَ مِنَ الْعِبَادَةِ مَا لا يَخُصُّ غَيْرَهُ بِهِ مِنَ الشُّهُورِ».
استجلِبُوا رحمةَ ربِّكم
فيا إخوةَ الإيمانِ استجلِبُوا رحمةَ ربِّكم، بتفقُّد أحوال ذوي أرحامِكم، والمحتاجينَ من أقاربِكم وجيرانِكم؛ فإنَّ اللهَ رحيمٌ، يحب عبادَه الرحماءَ، كريمٌ يُحِبُّ الكرمَاءَ، جَوادٌ يُحِبُّ الجودَ، عفوٌّ يُحبُّ العفوَ، وأكثِرُوا في شهر رمضان، من أنواع العبادات والصدقات، وتحرَّوْا في بذلها لمستحقِّيها، أو تسليمها للجهات الموثوقة والمصرَّح لها، من مبادَرات الجود والإحسان، التي تؤدِّي الصدقاتِ إلى أهلها، وتَصرِفُها في مصارفها الشرعيَّة، واحذَرُوا كلَّ الحَذَر، من التعامُل مع الجهات المجهولة، وغير المصرَّح لها بجَمْع الصدقات، عبرَ وسائل التواصُل الاجتماعيّ وغيرها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.03 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.11%)]