من المعاني الصوفية في شعر السروجي ( الحال ) - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2022, 04:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي من المعاني الصوفية في شعر السروجي ( الحال )

من المعاني الصوفية في شعر السروجي ( الحال )


د. نبيل محمد رشاد





ديوان تقي الدين السروجي.. ما تبقى من شعره وموشحاته

الفصل الثاني: من المعاني الصوفية في شعر السَّروجي

المبحث الأول: الحال


الحالُ لفظٌ يُطلَق في أصل اللغة على الصِّفة[1]؛ يقال: كيف حالك؟ أي صفتك؛ قال ابن منظور "والحال كِينة الإنسان، وهو ما كان عليه مِن خير أو شرٍّ[2]"، وقال: "والحالُ: حال الإنسان[3]"، وقال: "ويُذكَّر ويؤنَّث، والجمع أحوال وأحولة[4]".

وهو مُصطلَحٌ مِن مُصطلحات الصوفية يُراد به - كما يقول الإمام أبو القاسم القشيري (ت 465هـ): "معنى يَرِد على القلب مِن غير تعمُّد، ولا اجتلاب، ولا اكتِساب، من طرب أو حزن، أو بسْط أو قبض، أو شوق أو انزِعاج، أو هيبة أو اهتياج[5]".

ويدلُّنا هذا التعريف الصوفي للحال على صفتَين من صفاته؛ أولهما: أنه عبارة عن إحساس مُفاجئ يعتري الإنسان في لحظة، والأخرى: أنه قد يكون إيجابيًّا فيدفع الإنسان إلى الطرَب أو البسْط، وقد يكون سلبيًّا؛ حيث يُلجئ الإنسان إلى الانقِباض أو الانزِعاج أو التهيُّب.

ويَمضي الإمام القشيري في حديثه فيقول: "إنَّ المُتصوِّفة قد انقسَموا بعد اتفاقهم على هذا التعريف إلى فريقين؛ ففريق يرى أن الحال ليس مِن صفاته الثبات بعد الطروء، وفريق آخَر يقول ببقاء الأحوال ودوامِها"[6].

ويُشير القُشيري - أيضًا - إلى أن القائلين بدوام الأحوال وبقائها يُطلِقون على ما تغيَّر منها اسم اللوائح أو البوادِه، وهذه اللوائح والبواده لا يَصِل صاحبها في رأيهم إلى الأحوال إلا إذا دامَت عنده، "فعند ذلك تُسمَّى حالاً[7]".

والحال غير المقام عند القشيري؛ لأنه يرى الحال معنى يَرِد على القلب بمحض المَوهِبة[8]، أما المقام فأمر "يُتوصَّل إليه بنوع تصرُّف، ويتحقَّق بضرب تطلُّب، ومُقاساة تكلُّف[9]".

ومِن المُتصوِّفة من يرى أن الحال يبدأ معنى طارئًا على القلب، ثم يستحيل بالبقاء والمُكثِ إلى مقام، ومن هؤلاء الإمام عبدالرازق الكاشاني[10].

ويَذكُر التهانوي أن الأحوال قد سُمِّيَتْ بهذا الاسم "لحول العبد بها مِن الرسوم الخلقية، ودركات البعد إلى الصفات الحقية، ودرجات القرب[11]".

وقد ورَد هذا اللفظ في شِعر السَّروجي ست مرات في ثلاث مقطوعات؛ يقول من أبيات[12]:
سألتُ طبيبَ الحيِّ: ماذا دواؤه؟
فرقَّ لحالي نظرةً إذ سألتُهُ

أراني إذا أبصرتُ شخصَكَ مُقبِلاً
تغيَّر مني الحال عما عهدتُه

وقال جليسي: ما لوجهِكَ أصفرًا؟
فقلت له: بالرغمِ مني صبغتُه


ويقول[13]:
نديمي ومَن حالي مِن الوَجْدِ حاله
ومَن هو مِثلي عن مُناه بعيد

أَعِد ذكرَ مَن أهوى فإني مُدرِّس
لذِكْراه مِن شوقي وأنت مُعيد


ويقول[14]:
سألتُكِ وقفةً قدْرَ التَّشاكي
أبثُّ إليك ما بي مِن هَواك

ونظرة مُشفِق في حال صبٍّ
لرحمةِ حاله تَبكي البَواكي


ويُفهَم مِن وروده في شعره أن الحال التي كانت تطرأ عليه غب رؤية المحبوب، أو ترديد اسمه كانتْ حالاً سلبية تورثه حزنًا وضعفًا، وخوفًا واهتياجًا وهيبة، وأنه كان - في سعيه الحثيث طلبًا للبرء من علاماتها الظاهرة - يسأل عنها طبيب الحي الذي هو الشيخ أو الأستاذ كما يشي بذلك السياق، لكنه يعود بخُفي حنين، إنه لا يجد عند الطبيب/ الشيخ دواءً شافيًا، ومن ثَم يظل على ما هو عليه من حال، ويهرع إلى النديم/ الساقي، وإلى من في مجلسه من المولهين المعذبين، وإلى كل ذي كبد مقروحة من الوجد، ونفس ملتاعة من الشوق، إنه يهرع إلى هؤلاء لا ليدفع بالائتناس بهم ما يشعر به مِن وحْشةٍ، ولا ليغيب معهم عما يُكابد من تباريح الغرام، وإنما ليطلب منهم أن يُردِّدوا على المسامع ذكر محبوبه، وهو مطلبٌ له ما يبرره في أدب الاستغاثة والاستصراخ؛ لأن الشاعر مَلوم على ما وصل إليه حاله، ولقد حاول أن يُفهم لائميه أنه عاشق مُتيَّم، قد شفَّه الهوى، وأسقمه الجوى، ولكن يبدو أنهم كانوا لتحجر عقولهم وأفئدتهم بحاجة إلى مَن يبدئ ويعيد في شرح هذا المعنى لهم؛ حتى يكفُّوا عن اللوم؛ لذا لجأ إلى ما لجأ إليه مِن استصراخ النديم والمحبين.

وتفصح المجموعة الثالثة عن سبيل أخرى مِن السبُل التي يطلب بها السَّروجي لنفسه البرء من علل الهوى، وتتمثل فيما يقوم به مِن اسيتقاف المحبوبة بغية بثِّ شكواه، وسؤال المرحمة والشفقة.

والملاحَظ مِن النصوص الثلاثة السابقة أن الشاعر لا يتغزل في محبوبٍ بعينه، وإنما يتغزل في المحبوب بصفة عامة، ولقد جاء هذا المحبوب مذكَّرًا في المقطوعتين الأولى والثانية، وجاء مؤنثًا في المقطوعة الثالثة، وهذا بدوره يشي بأن صاحبنا إما أن يكون متأثرًا في غزله الصوفي بنظرية التجلي والشهود، وإما أن يكون حلوليًّا، وإما أن يكون متشبهًا بالصوفية يقصد الفسق لا غير.

ويبدو تأثره بنظرية التجلي والشهود في أبيات المقطوعة الأولى واضحًا جليًّا؛ ففي البيت الثاني من أبياتها لا تخطئ العين دلالة الفعل (أبصرت)، إن الإبصار عند المتصوفة لا يكون بالجارحة المعروفة العين، وإنما هو عملٌ مِن أعمال القلوب ترى به حقائق الأشياء وبواطنها[15]، ومن ثَم فهو عمل يؤدِّي إلى الإدراك الحقيقي، لكنه الشيء المبصر، والمبصر هو شخص المحبوب في حال إقباله على الحبيب، ولا تخطئ العين - أيضًا - دلالة التشخيص والإقبال في هذا السياق، إن التشخيص ها هنا يدل على التجلي، وإن الإقبال ها هنا يدل على المشاهدة، وحينئذ يكون منطقيًّا أن تتغير حال السَّروجي غب رؤية المحبوب من الطرب والبسط إلى ما يقابلها من التهيُّب والخوف، يصفرَّ وجهُه من الانزعاج والقبض عند رؤية الحق بالحق كما يدعون.

ومن الممكن أن تدلَّ المقطوعات الثلاث على أن السَّروجي كان حلوليًّا، والحلولية ينقسمون إلى طائفتين كبيرتين؛ أولاهما: تلك التي تزعم أن الله تعالى اصطفى أجسامًا حلَّ فيها بمعاني الربوبية[16]، والأخرى: هي التي تستبيح النظر إلى وجوه الرجال والنساء، ولا ترى فيه حرَجًا، وتعرض تأوهها وبكاءها ونواحها وعشقها على الناس وهي تشقُّ جيوبها، وتلقي بعمائمها على الأرض مع الغناء والرقص[17]! وتشي النصوص السابقة بأن تقي الدين السَّروجي ربما كان ينتمي إلى هذه الطائفة الثانية من الحلولية.

ومِن الممكن أن نأخذ هذه النصوص بالظاهر، فلا نرى فيها سوى لونين من ألوان الغزل؛ أولهما: الغزل بالمذكر، وهو الموضوع الشعري المسيطر على المقطوعة الأولى، والآخر: الغزل العفيف، وهو موضوع المقطوعة الثالثة الشعري.


[1] كشاف اصطلاحات الفنون؛ للتهانوي 2/ 117.

[2] لسان العرب 2/ 1057.

[3] لسان العرب 2/ 1059.

[4] السابق 2/ 1057.

[5] الرسالة القشيرية ص: 57.

[6] السابق نفسه، والصفحة نفسها.

[7] السابق نفسه، والصفحة نفسها.

[8] معجم اصطلاحات الصوفية لعبدالرازق الكاشاني، تحقيق الدكتور عبدالخالق محمود، ص: 71.

[9] الرسالة القشيرية، ص: 56.

[10] معجم اصطلاحات الصوفية، ص: 71.

[11] كشاف اصطلاحات الفنون 2/ 120.

[12] فوات الوفيات 2/ 31، والنص رقم: 3 من مجموعنا هذا بالفصل الثالث من هذا الكتاب.

[13] فوات الوفيات 2/ 201، والوافي بالوفيات 17/ 347 والنص رقم: 7 من مجموعنا هذا بالفصل الثالث من هذا الكتاب.


[14] تاريخ ابن الجزري 1/ 242، وعقد الجمان لبدر الدين العيني 3/ 251، والنص رقم: 14 من مجموعِنا هذا بالفصل الثالث من هذا الكتاب.

[15] معجم اصطلاحات الصوفية ص: 54، 55.

[16] تلبيس إبليس ص: 272.


[17] كشاف اصطلاحات الفنون 2/ 108، 109.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.28 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]