من كلمات الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         همسة في آذان الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من آداب الدعاء... إثبـــات الحمـــد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 3015 )           »          الاستعمار وأساليبه في تمكين الاستشراق الحلقة الرابعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 609 )           »          قواعد عقاب الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 45 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 15795 )           »          توجيهات منهجية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          القاعدة الأوفى في الأسماء الحسنى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2022, 03:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,333
الدولة : Egypt
افتراضي من كلمات الحياة

من كلمات الحياة (2)
الأستاذ شوقي الكيلاني





من لم يخف الله لا تخفه، ومن خان نفسه لا تأمنه، ومن باع عرضه لا تشتر وده.
••••

العلم بلا أخلاق كالجسد بلا روح، والأخلاق بلا علم كالروح بلا جسد، والعلم مع الأخلاق كالروح مع الجسد، فجسد بلا روح مصيره الهلاك والفساد، وروح بلا جسم لا تتم له الحياة، وروح مع الجسد جمال وعز وكمال.
••••

يسعى الإنسان بكل قوته، ويعمل بكل قدرته ليمهد لنفسه سبيل السعادة الخيالية في دار الحياة الفانية، ويهمل الأسباب المنجية التي تضمن له النعيم في الإقامة الدائمة.
••••

إن الثياب مهما كانت جميلة ثمينة لا تُصلح عيباً في النفس قد تأصل فيها، كالبيضة المنتنة فإن بياض غلافها وحسنه لا يغني عن فساد باطنها شيئاً.
••••

الصبر يذيب المصائب كما تذيب الحرارة الجليد، والنار الحديد.
••••

إن عبيد الطبع الموثقين بقيود الشهوات، وأغلال الأهواء، أكثر من أحرار القانون.
••••

لا تأمن الخائن وإن ظهرت عليه دلائل الوفاء، ولا تركن إلى اللئيم وإن بدت عليه علامات الأمانة، ولا تصدق الكذاب وإن تزيا بزي الحق والصدق، فإن النفوس نـزاعة إلى أصلها، ميالة إلى طبعها، فوفاء الخائن، وأمانة اللئيم، وصدق الكذاب، كنسك الهر المسن الذي أقعده العجز عن افتراس الفئران التي تغدو وتروح أمامه مطمئنة آمنة من شره وبأسه، فاعتم واعتجر، ووضع الكتاب المقدس أمامه، وأخذ يتلو آيات الزهد، وأحاديث النصح والرشاد والعفاف حتى أيقن أنه قد غر من يريد وغشه، وأصبح قريباً من غايته، متمكناً من تحقيق أمنيته، طرح العمامة جانباً، وسد الحجر بالكتاب المقدس، ثم أنشب مخالبه وكشر عن أنيابه، وافترس الفيران المغترة بقوله وهيئته.
••••

الشر كالسم، فلا تستقل قليله لأن القليل من السم يقتل.
••••

الناس أشكال وأنواع وأصناف كالنقود، فيهم الدينار والدرهم والدانق والقيراط، والأبيض والأحمر والأسود، والجيد والزائف.
••••

الحب أنواع ومذاهب، فمنه ما يكون مركزه في البطن أو الجيب أو اللسان أو القلب، وكل حب لم يتمكن أصله في القلب فهو كاذب زائف زائل لا خير فيه.
••••

من جعل الله عليه رقيباً سلم من ألسن الرقباء.
••••

من بدائع حكمة الله عز وجل أنه جعل حاجات الإنسان وضروراته متفرقة متباعدة تحتاج إلى جد وعمل، ليستعمل في إدراكها، والحصول عليها مواهبه العقلية، وقوته الجسمية.
••••

لا تظهر كوامن النفس إلا حين الظفر، ولا المودة إلا حين الحاجة والشدة، لأن الخبث لا يتميز عن الإبريز إلا بعد عرضه على الحرارة القوية.
••••

لا فخر للمرء كالعلم، ولا حق له كالقوة، ولا ناصر له كلسانه وجيبه ويده.
••••

الشدة في الحق عدل، والتواني عنه ظلم، وإطاعة اللئام عجز وجبن.
••••

أجهل الناس من يسير ولا يعلم إلى أين يسير، وأضل الأمم أمة هتفت للهتاف، وصفقت للتصفيق، وكانت كالغنم إن صاح بها الراعي تبعته وإن ناداها الجزار أجابته.
••••

لا يرتفع الإنسان من أرض الذل والخمول إلى سماء العز والخلود إلا بجناحين من الصدق والإخلاص.
••••

من قال عن كتب الأقدمين إنها كالصحراء القاحلة ليس فيها واحة منبتة، كان عقله الصحراء التي لا فهم فيها.
••••

السياسة داء ما دخلت رأساً إلا أوجعته وآلمته، ولا فشت في أمة إلا انتشر فيها الفوضى والشقاق والنفاق.
••••

لأن تعلم نفسك في الرخاء خير من أن يعلمك غيرك في الشدة، ولأن تحاسب ضميرك في السر خير من أن يؤنبك الناس في العلانية ولأن تسامح صديقك خير من أن يشمت فيك عدوك.
••••

اعمل الخير ولا تكرهه، واطلب العلم ولا تتركه، وأطع الوجدان ولا تخذله؛ فإن من هجر الخير تاقت نفسه إلى الشر، ومن ترك التعلم صار إلى الجهل، ومن عصى الوجدان غلبه الهوى.
••••

قالت الحرباء للخلد: كان الله بعونك، أي بلية بليت بها بفقد نظرك، لقد حرمت كل شيء بحرمانك البصر، وسلبت كل جمال ولذة بسلبك العينين، فأجابها قائلاً: هوني عليك يا أختاه، ليس الأمر كما ترين، فإن كثيراً من عقلاء المخلوقات أصبحوا يرغبون في العزلة والانقطاع، ويتمنون أن تكون أعينهم لا ترى لكثرة ما يشاهدون من فظيع الجرائم والآثام، ولو خلقت بعينين لما عشت هذه الحياة الهادئة الآمنة التي ترين، لأن أكثر الأمراض القلبية، والآلام النفسية أساسها العين، وليس فقد نظري بشيء عجيب فإن عميان البصائر أكثرهم من فاقدي البصر.
ولكن ما سمعته العجب وهو قدرتك على التلون بحيث تستطيعين أن تتبدلي في لحظة واحدة ألواناً مختلفة، فهل لذلك من سر؟ فأجابت الحرباء: نعم!! إني وجدت الأيام لا تبقى على حال فحاكيتها، والدهر لا يستقيم مع المستقيم فجاريته، ورأيت الثابت على شيء واحد موصوفاً بالجمود والخشونة، فخشيت أن يقال عني ذلك، فأخذت لكل أمر أهبته، ولبست لكل شخص حلته، وارتديت لكل وقت رداءه، وأمثالي كثيرون جداً لا يدركهم أحد، ولا يحصرهم عدد، وهم وإن لم تتلون أجسامهم فإن قلوبهم وأنفسهم تتبدل وتتغير في كل وقت وحين، والآن إلى اللقاء فتبارك الذي أرضى كل مخلوق بما قسم له، فما من أحد إلا ويظهر الرضا عن خَلْقه وخُلُقه.


المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الرابعة، العدد الأولى، 11357هـ - 1358هـ - 1938م


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16-09-2022, 02:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,333
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من كلمات الحياة

من كلمات الحياة (3)
أ. شوقي الكيلاني




أيها الظالم نفسه، إنك لا تستطيع أن تحمل جسمك أو عضواً من أعضائك حين المرض، فكيف تستطيع يوم القيامة (وقد أضعفتك الآثام، وأنهكتك الذنوب) أن تحمل أوزارك وأوزاراً فوق أوزارك.
♦ ♦ ♦ ♦


العلم والمال والأخلاق والأمل: أربع كلمات تفسر معنى الـ(حياة) كأنها أربعة حروف لكلمة، فإذا فصلت عن بعضها لم يبق للحياة معنى مفيد، وإذا فقد بعضها اختلت الحياة من أساسها.
♦ ♦ ♦ ♦


ما تقابل الخير والشر، والعلم والجهل، والإحسان والإساءة، إلا كانت الغلبة للشر والجهل والإساءة، لأن السالب في الموجب لا ينتج إلا سالباً[1].
♦ ♦ ♦ ♦


لا تريد النفوس المنحطة أن ترى من فوقها، ولا الدنيئة أن تنظر إلى الأسمى منها، لأن مريض العينين يأبى عليه مرضه أن ينظر إلى النور الوهاج.
♦ ♦ ♦ ♦

لا تحرق نفسك لتشعل مصباحاً ضوءه لغيرك، فتكون كالبهيمة التي تحمل الزاد لغيرها وتموت جوعاً[2].
♦ ♦ ♦ ♦

إن الكلام سهام تخرج من فيك، فانتبه كل الانتباه لئلا تصيب نفسك بسهامك.
♦ ♦ ♦ ♦

اجعل نيتك أوسع من عملك، وعملك أكثر من قولك، وقولك أنفع من صمتك.
♦ ♦ ♦ ♦


من خالف سره علانيته لم يخل من إحدى خصال أربعة: النفاق والكذب والجبن والخداع، ومن وافق سره علانيته لم يخل من أربعة: الورع والصدق والشجاعة والصراحة.
♦ ♦ ♦ ♦

لا تستطيع أن تعيش راضياً مرضياً إلا إذا خالفت نفسك وهواك؛ ألا ترى أنك لا تستطيع أن تتجنب ما تكره إلا بتركك ما تحب وتشتهي؟
♦ ♦ ♦ ♦

أكثر الأضرار التي تصيب الإنسان تأتيه عن سبيل الفم، وأعظم المصائب التي تنتابه تصله عن طريق اللسان وقد أصاب الأوائلُ حيث سموا الفم ثغراً، لأنه إن لم يقو بحصون العفة والنـزاهة، ويحصن بجنود الحيطة والحكمة، ويجهز بسلاح الصمت والصبر، يكن مبعثاً للشقاء، ومنشأ للآلام والوبال.
♦ ♦ ♦ ♦


الحقيقة صعبة مرة قل أن تقبلها النفوس وترضى بها، ورأس الحقائق الموت، فهو صعب مر لا تجد في الناس من يستمرئه ويستحليه.
♦ ♦ ♦ ♦

لا تيأس كل اليأس وتجزع كل الجزع إذا أصابتك مصيبة وأنت تسعى لنيل غاية، واعلم أن سبيل الأماني منثورة فيه الأشواك، فمن لم ينتعل فيه حذاء القوة والثبات والجلد لا يبلغ مأربه وغايته؛ ألا ترى أن النهار لا يأتي إلا بعد الليل، والسعادة الأبدية في الحياة الدائمة لا تكون إلا بعد الموت؟
♦ ♦ ♦ ♦

ما رأيت كالدنيا تستعبد الناس بهبات مسترجعة.
♦ ♦ ♦ ♦


يا هذا إن أردت الموعظة فاستنطق الأموات فهم أوعظ من الأحياء، وكلم القبور فإنها أنطق من القصور.
♦ ♦ ♦ ♦

لا يضير الشمس إن حجبها دخان كثيف أو غمام متراكم، فذلك ظل زائل، وسترسل الشمس نورها اللامع البراق رغم كل دخان وسحاب، فتملأ الكون ضياء وروعة وجمالاً، وتثبت للوجود أنها أم الوجود.
♦ ♦ ♦ ♦


ينبع نهر السياسة من جبال الثعالب، ويجري في وادي الحياة، ويصب على بحر الكذب والخداع.
♦ ♦ ♦ ♦

لا تفش سرك، ولا تظهر عليه أحداً غيرك، واعمل ما تريد بكل جد وتحفظ وهدوء، فالبذرة لا تنبت إلا إذا توارت عن الأنظار، ودفنت في الأرض تحت التراب، ودودة الحرير لا تستحيل فراشة تحلق في الفضاء إلا بعد أن تحبس نفسها في بيت مظلم تحرم فيه حتى الهواء.
♦ ♦ ♦ ♦


كن حذراً يقظاً مستعداً، فإن قانون الحياة قاس لا يعذر الغافل ولا يرحم اللاهي، واعلم أن للمصائب بغتات، فكن منها على حذر، ألا ترى أن الموت كيف يأتي بعد صحوة قد يظن أنها شفاء، وأن أكثر الأمراض لا تكون إلا حين يعتد المرء بنفسه وتعجبه صحته، وأن أشد أوقات الليل هدوءاً أقربها من جلبة النهار؟
♦ ♦ ♦ ♦

تصادق عصفور وقُبَّرَة وتلازما تلازم العين للعين حتى كانا لا يفترقان ولا يصفو لأحدهما عيش إلا بحضور رفيقه، فعزما على بناء عش يكون مسكناً لهما، فجدا في تشييده على أرفع غصن وفي أجمل مكان، وما كاد يتم بناء العش وتجهيزه بما يلزم من طعام وشراب وغيره حتى استولت ((الأثرة)) على نفسيهما، وبدت البغضاء بينها وانصرم حبل الإخاء والوفاق الذي كان يربط قلبيهما؛ فتنافرا وتنازعا وتشاجرا وأصبح كل منهما يريد أن يكون له البيت وحده، وكانت حمامة بالقرب منهما قد اطلعت على حالهما ورأت تنافرهما واختلافهما وتشاجرهما، فاحتلت العش واتخذته لها مقراً، وجاء كل من العصفور والقبرة ليثبت لها أنه صاحب العش فطردتهما وقالت لهما: كذبتما ليس الأمر كما تدعيان، فلو كان العش لأحدكما لما اختلفتما فيه، أو لكما جميعاً لاتفقتما عليه، فعز عليهما فقدُ مسكنهما ووطنهما وذهبا ليحتكما ويشتكيا إلى غراب قد عرف بعقله وذكائه وحكمته، فقال لهما بعد أن قصا عليه القصة: لقد أضعتما المسكن بعدم ائتلافكما، وكثيراً ما ضاعت الأوطان وذهبت الأموال والأنفس من جراء التنافر والتحاسد والاختلاف؛ وإن المال الذي لا تخفره العيون الساهرة، والوطن الذي لا تمنعه الأيدي المتضافرة، والقوى المتحدة، ينتقل إلى غير أهله ممن يحسنون خدمته والدفاع عنه، فاللوم كل اللوم عليكما ولا عتب على من بغى الخير لنفسه، فرجع العصفور والقبرة والأسى يملأ نفسيهما والندم يحز قلبيهما ولكن هيهات! فليس الندم بمجدٍ بعد التفريط.


مجلة التمدن الإسلامي، السنة الرابعة، العدد الثالث، 1357هـ - 1358هـ - 1938


[1] المجلة: لعل القصد في هذا القول إن ((النقائص)) المذكورة إذا وجدت شانت الفضائل التي تقابلها، وهذا معنى ((غلبتها)) أن ظهر أثرها، أما أن تكون ((كلمة الفصل)) أو ((القوة الراجحة)) من معاني الغلبة، فلا أللهم إلا في حالات شاذة، لأن الحياة لا تتخذ ((النقص)) أساً، أو تكون الحياة شيئاً ((سالباً)) وما هي بذلك!

[2] في هذه الكلمة دعوة إلى ما يسمونه ((الأنانية)) والأنانية أكبر بواعث الإنسان، تدفع إلى الكمال كما تدفع إلى النقصان، فهي لذلك صنفان، ممدوحة ومذمومة، بحسب أسلوبها ونتيجتها، فيجب لذلك فهم ((كلمة)) الكاتب بما يوافق الأخلاق الفاضلة، وقيودها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-10-2022, 09:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,333
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من كلمات الحياة

من كلمات الحياة (4)
أ. شوقي الكيلاني






محاورة بين اثنين:

يا أخي لقد كثر ترداد هذه الكلمات على الألسن: (الجهاد، النضال، الدفاع، التضحية، القتال).

أليست هذه كلمات يراد من ورائها قتل النفس، وإضعاف الإنسانية، ومحو الحضارة؟ أفلا يستطيع الإنسان أن يعيش في هذه الأرض الطويلة العريضة إلا إذا فتك بغيره أو قتل نفسه؟

أيها العزيز: إن ((التضحية)) سبيل الحرية والمجد، ونظام من أنظمة الحياة، و((الجهاد)) و((القتال)) سنة من سنن الله، و((الدفاع)) و((النضال)) قانون من قوانين الطبيعة، فليس بإمكانك ولا بإمكان غيرك أن يحور نظاماً من أنظمة الحياة أو يبدل سنة من سنن الله أو يغير قانوناً من قوانين الطبيعة، ((فالعز)) لا يدرك بالرجاء، والشرف لا يصان إلا بالدماء، والمجد لا ينال إلا إذا رفرف علم الحرية فوق سيوف الجهاد.

ولكن القوة إذا لاقت القوة ذهب الخيار وجهلت النتيجة، فليس من العقل والحكمة أن يغرر الإنسان بنفسه ويلقيها في الهلاك والدمار، فكم من طالب عز رجع مكبلاً بقيود الذل والعبودية؟

نعم إن القوة إذا لاقت القوة ذهب الخيار فالخيار يومئذ لله، وحاشى لله أن يخذل من تبع سنته، ورام عزاً بحق ومجداً قد دفع ثمنه أعز الأشياء المال والنفس، فواجب الإنسان أن يقوم بما عليه حق القيام وليس عليه أن يضمن الأقدار.

فعش سيداً أو مت كريماً وإن تمت ♦♦♦ وسيفك مشهور بكفك تعذرِ

مادام الإنسان لا يضمن الأقدار ولا يعرف مستقرها، فلا يحق له أن يسفك الدماء، ويبيد الأموال ويقتل الأنفس البريئة لشيء يجهل نتيجته.

اعلم يا أخي أن من لم يذق مرارة الدواء لا يعرف حلاوة الصحة، ومن لم يطلب الآمال بالآلام لا يدرك جسيماً، فإن المعالي لا تنال إلا بأطراف العوالي، فالموت في سبيل الحق، في الدفاع عن الدين والوطن والشرف، شرف وعز وفخر.

إن الله عز وجل لم يمنحنا القدرة على خلق أنفسنا فلا يحق لنا بوجه من الوجوه أن نلقي بها إلى التهلكة والفناء!

وإنا كذلك لا نستطيع أن نرد عنها الموت، فلا يحق لنا أن نموت مستعبدين أذلاء، وليس الميت من قضى شهيداً في ساحة الوغى إنما الميت من أذيق الذل والهوان في دار الحياة.

ليس من مات فاستراح بميت ♦♦♦ إنما الميت ميت الأحياء

••••




من لم يكن له وطن عزيز يؤويه، وقوة منيعة تذود عنه وتحميه، ومال يجيبه إذا ناداه، وأصدقاء يواسونه في الرخاء ويعينونه في الشدة، كانت حياة أشبه بالموت، وموته خيراً من الحياة.

••••




إن الأمة التي لا تبني بأيديها بناء استقلالها، تعيش طريدة شريدة، والتي لا تستطيع أن تثبت وجودها وتحفظ كرامتها، تكون مهانة ذليلة، فإن من لا يحمل الناس على احترامه لا يحترم

••••




سمع ثعلب بوجود دجاج في مكان غفل عنه صاحبه، فخف إليه لينال منه ما يريد، وبينما كان في طريقه، مر على جماعة من الذئاب يتشاورون ويتآمرون، فسألهم ما الخبر؟ فقالوا له: إن بالقرب منا غنماً نام عنها راعيها، فنريد أن نفترس منها ما يذهب عنا أذى الجوع، ويروي ظمأ النفوس، ويشفي غلة الانتقام، وبينما هم كذلك، إذ سقط بجانبهم طائر وهو في آخر رمق من الحياة، فصرخ مستنجداً بهم، ولكن الحدأة التي كانت تتبعه انقضت عليه واختطفته، فصاح الجميع بصوت واحد: أيتها الحدأة، أمسكي فريستك جيداً لئلا تفلت منك ثانية، وكان بالقرب من ذلك المكان أرنب مستتر في مكمنه، يسمع وينظر فقال في نفسه: يا ويل الضعيف الذي حرم الناب والظفر وليس له حارس أمين يذود عنه ويحميه!

••••




من لم يكن له أمل في الحياة يسعى لإدراكه، وهدف يجد لبلوغه، كان كالسفينة التي ضل ربانها، فسلمت قيادتها للرياح والأمواج، فهي إن سلمت من الغرق لم تبلغ مكاناً محموداً.

••••




لا تكن الرغبة في الثأر والانتقام، أحب إليك من لذة الصفح والعفو، فإن من أضاع الوقت مفكراً بأساليب الانتقام، طال همه وأضر نفسه، وأضاع وقته، وكان كمن أراد أن يشرب نهراً ليقطعه عن أعدائه، فهو إنما يهلك نفسه من حيث لا يشعرون به.

••••




إن إرخاص الأنفس والأموال، وإراقة الدماء في الحروب قديماً وحديثاً، ليس في الحقيقة إرضاء للوطن، وفداء للتراب والأحجار، ولكنه انتصار للمطامع والعقائد والمبادئ، وانتقام لها.

••••



سئل ثلاثة عن حقيقة العز، ومتى يكون الإنسان عزيزاً.

فأجاب الأول قائلاً: لا عز كالثراء، ولا شرف للمرء كالمال، به ينال الرغائب ويدفع النوائب، ويتقي كثيراً من المصائب، فهو شرف لمن لا نسب له، وذخر لمن لا ذخر له، وعقل لمن لا عقل له، ولسان ويد لمن لا يد له ولا لسان. فالغني محبوب وإن كان فظاً غليظاً، ومحترم وإن كان رذلاً دنيئاً، الخير من غيره منسوب إليه، والشر منه منسوب إلى غيره، مساويه خير من محاسن سواه، ومحاسن غيره لا تساوي مساويه، تتفتح الآذان لحديثه، ويخضع الكل لحكمه، فنعم جوابه دائماً لا يجاب بلا أبداً، فكم من خامل أصبح بالثراء نابهاً، وكم من وضيع أصاب مالاً فغدا بماله سيداً عزيزاً.



وأجاب الثاني بقوله: العز هو أن يعتلي الإنسان منصباً كبيراً يصبح فيه آمراً ناهياً يفعل ما يشاء، ويترك ما يريد، يلاقيه الناس بالحفاوة، ويودعونه بالمودة، ويسرعون إلى خدمته، ويتسابقون إلى إطاعة أوامره، يدخل برحمته من أحب، ويخرج من أراد، يجازي من يعاديه ويكافئ من يعينه ويناصره؛ وأي عز يعادل هذا العز؟




وأجاب الثالث: إنما العز أن يعيش الإنسان سيداً في وطن مستقل، متمتعاً بحريته، أميناً على دينه وعرضه وماله، لا يسيطر على وجدانه مسيطر، ولا ينال كرامته ذل الاستعباد وهوان الاستبداد، أو أن يموت في ساحة العز والشرف تحت راية الجهاد المقدس، وإلا فما عز الغني إن كان صاحبه عبداً؟ وما شرف الوظيفة إذا كانت لا تنال إلا بشروط أولاها قتل الوجدان؟ وأي عز في الجلوس على كرسي ملطخ بالعار متى أريد انتزع من صاحبه فخر إلى الحضيض ذليلاً؟

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الرابعة، العدد الرابع، 11357هـ - 1358هـ - 1938م




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 83.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 80.75 كيلو بايت... تم توفير 2.81 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]