المخدرات كارثة…تهدد بنيان المجتمع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مذكرات البرقعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 1285 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 71 )           »          نصائح المقريزي لإغاثة الأُمَّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ولا يستخفنك الذين لا يوقنون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          هاجس الانتقام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          مجالس شرح كتاب تعظيم العلم للشيخ صالح بن عبدالله العصيمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2305 )           »          المرأة الصالحة رابطة المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          التعريف بأبرز اختصارات المذهب الشافعي. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 226 )           »          سَقَى جَدَثًا أَكْنَافُ غَمْرَةَ دُونَهُ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 220 )           »          {وهو الخلاق العليم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 104 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-05-2024, 11:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,895
الدولة : Egypt
افتراضي المخدرات كارثة…تهدد بنيان المجتمع

المخدرات كارثة…تهدد بنيان المجتمع





الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى ورسوله المجتبى، وبعد:

لا يخفى على أدنى عاقل ما تحدثه المخدرات من أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع، وقد ذكر العلماء والباحثون قديماً وحديثاً أضراراً كثيرة لهذه المواد؛ بل أفردها بعضهم بالتصنيف.
ولهذا قال ابن حجر الهيثمي - بعد أن ذكر الحشيشة -: وفي أكلها مئة وعشرون مضرة دينية ودنيوية، ثم ذكر بعض مضارها، ويمكن أن نقسم أضرار المخدرات إلى أقسام عدة:
أولاً: الأضرار الدينية
ويتمثل هذا الضرر في جوانب دنيوية وأخروية عدة، منها:
1 - الصد عن ذكر الله وعبادته: قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة:91).
والمدمن الذي تعلق قلبه بالمخدرات من أبعد الناس عن الاستجابة لأمر الله، ومن أغفلهم عن ذكر الله، ومن لا عقل له، لا دين له.
2 - أنها من أسباب ضعف الإيمان: الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والمخدرات شأنها شأن سائر المعاصي من أسباب ضعف الإيمان في قلب متعاطيها، وإذا ضعف الإيمان فسد دين الإنسان، وشقي في الدنيا والآخرة.
3 - أنها تقتل الحياء: والحياء شعبة من شعب الإيمان، وإذا ذهب حياء الإنسان ساء سلوكه.
وقد روى أبو مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت» (رواه البخاري).
وهذا الأمر ظاهر جداً من خلال تأمل أحوال المدمنين، وعدم تورعهم عن أعمالهم القبيحة.
4 - الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى:
فمتعاطي المخدرات والمسكرات ملعون بلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له».
5 - أن متعاطيها متوعد بالعقوبات الأخروية الشديدة: عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحاً، فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال» قيل: يا أبا عبدالرحمن، وما نهر الخبال؟ قال: نهر من صديد أهل النار، رواه الترمذي وأحمد.
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل مسكر حرام، إن على الله عز وجل عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال»، قالوا: يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال: «عرق أهل النار أو عصارة أهل النار»، رواه مسلم.
عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، وقاطع رحم، ومصدق السحر، ومن مات مدمناً للخمر سقاه الله عز وجل من نهر الغوطة» قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: «نهر يجري من فروج المومسات، يؤذي أهل النار ريح فروجهم»، رواه أحمد.
وفي الأثر عن الضحاك قال: من مات مدمناً للخمر نضح في وجهه بالحميم حين يفارق الدنيا، رواه النسائي.
6 - حرمان الرزق والعلم: فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم:41).
وقد روي عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يزيد في العمر إلا البر ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» .
وقال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور
ونور الله لا يؤتى لعاصي
7- الوحشة في قلب المتعاطي: مما تخلفه المخدرات في قلب متعاطيها وحشة القلب التي يشكو منها معظم المدمنين.
وهذه الوحشة تكون بين المدمن وبين ربه عز وجل من جهة، وبينه وبين من حوله من الناس من جهة أخرى، ولهذا كان من العلامات الظاهرة للإدمان الانطوائية، والعزلة، ومعاداة الناس، والاستيحاش من مجالستهم.
ثانيا: الأضرار الصحية
المخدرات من أخطر المواد وأنكاها ضررا على النفس البشرية، فهي تحدث أضرارا جسيمة بأجهزة الجسم المختلفة كالجهاز العصبي والدوري والهضمي والتناسلي والجلد والعظام والأسنان وغيرها.
ويمكن تلخيص الأضرار الصحية للمخدرات فيما يلي:-
أ) الأضرار الجسمية:
1- انكماش الجلد وضموره.
2- اصفرار المخاطيات، والشحوب بسبب فقر الدم ونقص الحديد.
3- التهاب الشبكية، وانقباض حدقة العين (بسبب الأفيونات).
4- اضطرابات الكريات البيضاء.
5- آفات الأطراف، وارتعاشها.
6- التهاب في الشرايين يؤدي إلى اختفاء النبض.
7- ضخامة الكبد.
8- اصفرار الملتحمة الذي ينجم عن التهاب الكبد.
9- إصابة الصمامات القلبية.
10- قصور الشريان الأبهر.
11- اضطرابات النظم القلبي.
12طنين في الأذن بسبب المنومات.
13- انثقاب الحجاب الأنفي، وتشوه الأسنان وسقوطها.
14- صعوبة المضغ.
15- تلف خلايا المخ، وظهور الخراج في الخلايا.
16- اضطرابات وظيفة الغدة الدرقية.
17- إصابة الوريد الوداجي بندبات اصطباغية.
18- التهاب شغاف القلب.
19- الالتهاب الرئوي.
20- القصور الكلوي.
21- التهاب الحالبين وآلام شديدة مشابهة لنوبات الحصوة.
22- عجز الرجل جنسياً، وفي بعض الحالات يحدث القذف المبكر والعقم.
23- نقص الشهوة للمرأة والبرود الجنسي.
24- بواسير نزفية في فتحة الشرج.
25- التهاب البنكرياس مع آلام مبرحة.
26- نوبات صرعية متكررة.
27- نقص مناعة الجسم المكتسبة – الإيدز-.
وقد بينت الإحصاءات أن في نيويورك وحدها 500 ألف شاذ ممن يتعاطون الهيروين، وأن 50% منهم مصابون بفيروس الإيدز، ويحتمل انتقاله إلى زوجاتهم وأصدقائهم.
ب) الأضرار النفسية والعقلية:-
1- القلق والاكتئاب.
2- التوتر العصبي والنفسي.
3- الهلاوس السمعية والبصرية والحسية كسماع أصوات أو رؤية أشباح لا وجود لها.
4- البلادة أو ضعف الإدراك والتركيز، واضطراب الذاكرة وكثرة النسيان، وقد يصاب المدمن في بعض الحالات بفقدان الذاكرة أو الجنون.
5- ضعف الاستجابة للمؤثرات الخارجية.
6- سوء تقدير الزمان والمكان وتقدير المسافات والسرعة.
7- الانطواء والعزلة، والشعور بالإحباط.
8- انفصام الشخصية.
شواهد حية:
وقد سجلت حوادث كثيرة بسبب تأثير المخدرات على العقل والإدراك، نذكر فيما يلي طرفاً منها:
- دخلت فتاة جامعية إحدى المستشفيات في ولاية كاليفورنيا وهي تصرخ: إنني أخرج من جلدي كالأفعى، ثم أصيبت بالجنون بعد أيام.
- صعد طالب إلى برج إحدى الكنائس وألقى بنفسه في الهواء محاولاً الطيران في الجو.
- ألقت سيدة مدمنة بطفلتها الرضيعة على الأرض، بسبب ظنها أن الطفلة تحولت إلى قطة تمتص ثديها.
- وأذكر أنه قبض على أحد مدمني المخدرات في قضية تعاطي الحشيش المخدر وترويجيه، وأحيلت قضيته إلى إدارة مكافحة المخدرات. وبعد يومين من التحقيق معه تلقيت اتصالاً من أحد المناوبين بالتوقيف يطلب فيه حضوري عاجلاً.
حضرت وإذا بهذا المدمن قد اضطربت حالته النفسية بسبب فقدان جسمه للمادة المخدرة فماذا فعل؟ (اسمحوا لي) لقد مزق كل ملابسه وبقي في التوقيف تحت الأنظار وهو على هذه الحالة كما ولدته أمه.
قمت باستدعائه، وبعد جلسة هادئة تحسنت حالته قليلاً وزال عنه الاضطراب، ثم تابع علاجه لاحقاً في مستشفى الأمراض النفسية.
ثالثاً: الأضرار الاجتماعية
1- انهيار الأسرة:
الأسرة هي اللبنة الأولى من لبنات المجتمع، وإذا انتشرت فيها هذه السموم أصبحت مرتعاَ للشر والرذيلة، بسبب ضعف بنائها وفساد أبنائها، وهذا الأمر له خطورته البالغة على المجتمعات.
2- انحراف أفراد الأسرة:
إذا كان رب البيت مدمناً على تعاطي المخدرات فإنه سيتخلى عن دوره في رعاية الأسرة، وقد يقضي عقوبة السجن سنوات طويلة، فتبقى الأم تصارع مطالب الحياة، وقد تضطر إلى البحث عن عمل يؤمن لها ولأولادها لقمة العيش، وربما كان هذا العمل غير مشروع كالدعارة أو السرقة أو التسول.
أما الأبناء فإنهم بسبب ضعف رعاية الأب لهم وعدم اهتمامه بتربيتهم، أو بكونه قدوة سيئة لهم بتعاطيه المخدرات، سرعان ما يتنكبون طريق الاستقامة ويلجون أبواباً من الانحراف، كما قيل:
مشى الطـاووس يوماً باختيال


فـقـلــده بـمشــيتــه بنوه

ويـنــشأ نـاشئ الفــــتيان فـــينــا
على ما كـان عوّده أبوه
3- كثرة حالات الطلاق:
فإن كثيراً من حالات الطلاق وقعت نتيجة لعدم قيام المدمن بحقوق زوجته وأولاده، أو نتيجة للخلافات التي تحدث بين الزوجين بسبب الإدمان وآثاره.
4- فساد المجتمع وضعفه:
المدمن عنصر فاسدٌ في نفسه، مفسدٌ لغيره من أفراد المجتمع، وإذا كثر المدمنون في المجتمع هدمت مقوماته، وخارت قواه، ودب فيه الوهن والضعف، مما يجعله فريسة سهلة لأعدائه.
5- انطفاء نار الغيرة على العرض في قلب المدمن:
فإن المدمن قد يلجأ - وهو يلهث وراء جرعة المخدر - إلى المتاجرة بعرضه للحصول على المخدر، وكم وقع من حوادث الدياثة والمتاجرة بأعراض البنات والأخوات ما يندى له جبين المؤمن، والله المستعان.
6- وقوع العداوة والبغضاء بين متعاطي المخدرات:
قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة: 91).
ومجالس المخدرات مشحونة بالنزاع والشحناء، والعداوة والبغضاء، وكل هذه الصفات الذميمة جاءت الشريعة الإسلامية بمحاربتها، ومنعها وحسم مادتها.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام»، متفق عليه.
رابعاً) الأضرار الأمنية
وهذه الأضرار وإن كانت تدخل ضمن الأضرار الاجتماعية، إلا أننا نفردها لأهميتها، فمنها:
1- وقوع الجرائم وانتشارها:
المخدرات من الأسباب الرئيسية لوقوع الجرائم الأخرى في المجتمع، فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على بعض المتعاطين العلاقة الوثيقة بين الإدمان والجريمة، وبنظرة في البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية في بلادنا المباركة يتضح أن المخدرات كانت وراء كثير من جرائم القتل والاغتصاب والسرقة والسطو وقطع الطريق.
كما أن هناك جرائم أخرى ترتبط بهذه الجريمة، كالتزوير وتزييف العملة والرشوة وغسيل الأموال.
وفي دراسة عن الجريمة في الكويت اتضح أن 15,6% من الجرائم ارتكبت تحت تأثير المخدرات والمسكرات.
وفي إنجلترا والولايات المتحدة تشير الإحصاءات إلى أن زيادة جرائم الاغتصاب والعنف ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإدمان على المخدرات.
2- الحوادث المرورية:
فإن نسبة كبيرة من الحوادث تقع بسبب تعاطي المخدرات والمسكرات، مما يؤثر على أمن الناس وسلامتها في الطرقات، وفي دراسة أجريت بفرنسا تبين أن 90% من حوادث السيارات تنجم عن تعاطي الخمور.
3- تعرض رجال الأمن للخطر:
تنتهج عصابات التهريب والترويج سلوكاً عدوانياً، وتستميت في مقاومة رجال الأمن هرباً من العقوبة، وقد شهدت الساحة بسبب هذا السلوك مواجهات دامية بين هذه الشرذمة وبين رجال الأمن المخلصين الذين يقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل المحافظة على أمن المجتمع واستقراره.
خامساً) الأضرار الاقتصادية
تشكل تجارة المخدرات والإنفاق الدولي المترتب عليها خطراً جسيماً يهدد اقتصاد العالم، فقد أعلنت الأمم المتحدة أن الأموال التي تنفق في تجارة المخدرات تقدر بحوالي300 مليار دولار سنوياً.
ويمكن أن نقسم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن تعاطي المخدرات إلى قسمين:
أ) أضرار المخدرات على دخل المتعاطي وحالة أسرته المادية:
1- ضعف إنتاجية الفرد وقلة دخله؛ وذلك بسبب انهيار جسمه، واختلال تفكيره، وكثرة شروده وغيابه، وتعرضه للطرد من عمله مما يؤثر على دخله المادي.
2- سوء حالة الأسرة المادية: تستقطع المخدرات جزءاً كبيراً من دخل المتعاطي وهذا الأمر له أثره البالغ على نفقات أسرته، لاسيما في الأسر الفقيرة.
ففي الجمهورية العربية اليمنية مثلاً أثبتت الدراسات أن 13% من ميزانية الأسرة ينفق على القات.
ويا لله، كم من أسرة باتت من الجوع طاوية، وبطونها من الزاد خاوية، تفترش الأرض، وتلتحف السماء، وعائلها المدمن ينفق آلاف الريالات على المخدرات.
ب) أضرار المخدرات على اقتصاد الدول:
1- تنفق الدول مبالغ ضخمة في عمليات مكافحة المخدرات، وفي توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للمدمنين، وفي رعاية الموقوفين ونزلاء السجون من المتورطين في قضايا المخدرات.
هذه المبالغ لو صرفت في المشاريع النافعة لكان لها أثرها الكبير في دفع عجلة التنمية وازدهار البلاد.
ففي مصر مثلاً تبلغ الخسائر السنوية في عمليات المخدرات حوالي مليار ونصف مليار جنيه سنوياً.
2- انخفاض الناتج القومي نظراً لضعف إنتاجية العاملين بسبب التغيب عن العمل، أو التكاسل، أو التعرض للإصابة والحوادث.
3 - قد تكون المخدرات سبباً في التخلي عن العمل والوظيفة أو طرد المتعاطي منها فتزيد نسبة البطالة، ويصبح المتعاطون عالة على المجتمع.
4- زراعة المخدرات تؤثر تأثيراً بالغاً على الزراعات المشروعة. ففي اليمن مثلاً أشار مركز الدراسات والبحوث اليمني أن المساحات التي تشغلها زراعة القات تبلغ 15% من أجود الأراضي وأخصبها، وأنها في اتساع دائم مستمر على حساب الأراضي المخصصة لزراعة البن والخضروات والفواكه، مما يؤدي إلى إحباط برامج التنمية وشل الحركة الاقتصادية.
5- الأعباء الاقتصادية المترتبة على تلف السيارات والممتلكات بسبب حوادث المرور، إضافة إلى التلف الذي يلحق الممتلكات العامة والخاصة بسبب سلوك المدمن العدواني، مما يشكل عبئاً اقتصادياً على الأفراد والدول.
6- استنزاف ثروات البلاد المسلمة بسبب أسعار المخدرات الباهظة الثمن، وانتقال أموال المسلمين إلى أيدي أعدائهم في الخارج من عصابات المخدرات وغيرها.



اعداد: سامي بن خالد الحمود






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]