|
|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
البدء بمواضع الاتفاق في الحوار
البدء بمواضع الاتفاق في الحوار د. محمد بن فهد بن إبراهيم الودعان تأملات في الحوار من خلال سورة يوسف لا شك أن الخلاف بين الناس وارد لا محالة وهو من طبيعة البشرية، ولا شك أن بين كل اثنين مختلفين حدًا مشتركًا من النقاط المتفق عليها بينهما والتي يسلم بها الطرفان. والمحاور الذكي الناجح هو الذي يبدأ في حواره مع الآخرين بالنقاط المتفق عليها وذلك من خلال طرح الأسئلة التي يعلم أن إجابتها ستكون بـ(نعم). والمحاور الذي يبدأ بتقديم نقاط أو مواضع الاتفاق بينه وبين الطرف الآخر، إنما يبدأ في الحقيقة بكسب ثقته، وبالتالي يبني معه جسرًا من التفاهم إلى الأمر محل الخلاف. ولذلك نجد القرآن الكريم - في قصة يوسف - أشار إلى هذا الجانب أو الأدب: قال تعالى - عن إخوة يوسف في الحوار الذي دار بينهم -–: ﴿ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴾ [يوسف: 8 - 10]. بدأ الحوار والنقاش بين الإخوة على موضع الاتفاق بينهم وهو قولهم: إن يوسف وأخيه الشقيق أحب إلى أبيهم منا، وأنه يفضلهما علينا، ونحن جماعة ذوو عدة وقوة، وأن أبانا لفي خطأ بين؛ لأنه فضلهما علينا من غير موجب نراه. ثم اتفقوا على إبعاده والتفريق بينه وبين أبيه، ثم اختلفوا في كيفية الإبعاد، ثم اتفقوا أخيرًا على إلقائه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين فيستريحوا منه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |