خطوات الدعوة والوعظ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         على طريق النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          تربية الأبناء الواجب والتحديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          احفظ لسانك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الأثيم في الاحتفال بشم النسيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الصلاة والاهتمام بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          الإسراف خطره وصوره (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          شرح النووي لحديث ابن الزبير: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أطم حسا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          شرح الننوي لحديث: لكل نبي حواري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          إشارة إلى كتب مهمة في باب حجية السنة ورد الشبهات عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          خطر الدعاء على الأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-09-2021, 07:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,680
الدولة : Egypt
افتراضي خطوات الدعوة والوعظ

خطوات الدعوة والوعظ
الشيخ طه محمد الساكت




دعوة إلى الوعظ العملي (4)






خطوات الدعوة والوعظ







قلنا فيما مضى: إن اللين والشدة سلاحان لا بد منهما لكلِّ داعٍ إلى الله، غير أن حقًّا عليه أن يبدأ باللين والرفق والحلم والأناة، حتى إذا أخفق لينه، ولم يغنِ حلمه شيئًا أخذ بالشدة والعنف، وربما عاد إلى الملاينة مرة أخرى، كما يفعل الأب الرحيم بولده؛ يُحاسنه تارة، ويُخاشنه تارة أخرى؛ أملًا في صلاحه وطمَعًا في علاجه، يدل على هذا قصص الأنبياء، وتاريخ الدعاة إلى الله عز وجل، يسيل أحدهم رقة ولينًا وتواضعًا وحلمًا، حتى إذا جد الجد فهو أسد الله سطوة وبأسًا، لا يبالي في سبيل الله ما يصنع به.



انظرْ إلى شيخ المرسلين نوح عليه السلام، لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يُبشر ويُنذِر، ويسعى ويُذكِّر بلين، ويشتد حتى إذا أعيته الحيل دعا عليهم غير آسفٍ، فقال: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾ [نوح: 26، 27].



ثم انظر إلى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بدأ دعوته بلين ورحمة، ثم صدع بها في قوة وحكمة، ثم اشتد في الحق لا يحيد عنه ولو هلك دونه، حتى آذوه وأخرجوه، ثم كان جهاد وقتال، بعده فتح مبين، ونصر عزيز، وهنا تعترض القارئ شبهة لا بد لنا أن نُزيحها عنه؛ حتى يسفر له وجه الحق:




روى مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى منكم منكرًا فلْيُغَيِّره بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانه، فإنْ لم يستطعْ فبقَلْبِه، وذلك أضعفُ الإيمان)).







فدلَّ الحديث على أنَّ تغيير المنكر باليد يُقدَّم على النهي بالقول، وأن القول باللسان مُقدَّم على الإنكار بالقلب، وأن المراتب ثلاث:



الأولى: أعلاها، والأخيرة: أدناها، والوسطى بين بين.



قال العلماء: إن هذا كله في المتمادي في غيِّه، المسرف في بطالته، على شريطة ألا يؤدي التغيير باليد واللسان إلى فتنة أشد، أو منكر أفظع، وإلا كان الداعي كمَن يغسل البول بالدم، ويكفيه غلبة الظن، أمَّا الجاهل فحق على الواعظ أن يَتَرَفَّق في دعوته ما استطاع، أما الظالم فهذا أجدر بالرفق فيه[1].



ولقد شاهدنا مِن جهلة الدعاة من انقلبتْ دعوته منكرًا، وكانتْ ذريعة إلى إثمٍ كبيرٍ، وشرٍّ مستطير.



ومِن هؤلاء من يتصدون للغضبان بالموعظة، وقد انتفختْ أوداجه، واحمرتْ عيناه، وضل عنه رشادُه، وربما أمره أحدهم بتوحيد الله، أو الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فتكون إجابته كفرًا، أو ما يقرب منه، والعياذ بالله تعالى.







ولعل هذا هو المراد باتقاء الفتنة، واشتراط الحذر منها في الدعوة، أما الأمن على النفس والمال؛ فقد جَعَلَهُ جَمْعٌ مِن العلماء شرطًا في وجوب الدعوة، وقالوا: إنْ خاف على نفسه أو ماله سقطتْ عنه، غيرَ أنَّ ما جرى عليه الأنبياءُ والمرسلون والسلف من هذه الأمة يردُّ هذا الشرط، فقد تصدوا لنصح الأمراء الظلمة، وأوذوا في أنفسهم وأموالهم، ولم يكن ذلك ليمنعهم مِن تبليغ كلمة الله وإعلاء دينه، وقد روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر، أو أمير جائر))، على أن مَن دعا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة؛ كان أقرب إلى الإجابة، وأبعد عن الأذى[2].







ومعنى: ضعف الإيمان في الحديث: ضعف الأثر والثمرة، وقلة الثواب والفضل، وجلي أنَّ مَن احتمل شدة تغييره للمنكر بِيَدِه، وعرَّض نفسه للأذى في سبيل الله، أنه كان أكثر ثوابًا، وأجلّ فضلًا ممن اكتفى بمجرد القول باللسان أو الإنكار بالقلب.







وقد فَصَّل الإمام الغزالي عليه رحمة الله درجات الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، في مراحلَ عدةٍ؛ فارجعْ إليها في أواخر الجزء الثاني من الإحياء إن شئتَ، وقانا الله الزلل، وأعاذنا مِن القول بلا عمل، وجَعَلَنا مِن عباده الذين يستمعون القول فيَتَّبِعون أحسنه.



مجلة الإسلام: السنة 11 العدد 6 - 12 صفر 1361هـ، 27 فبراير 1942م







[1] انظر: باب النهي عن المنكر من كتاب الإيمان في شرح صحيح الإمام مسلم.





[2] انظر تفسير المنار في قوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾ [آل عمران: 104] الآية.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.62 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]