الخيمة الملعونة.. عندما يكون الرحيل حتميا (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7824 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 51 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859487 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393858 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215985 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-04-2021, 03:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي الخيمة الملعونة.. عندما يكون الرحيل حتميا (قصة)

الخيمة الملعونة.. عندما يكون الرحيل حتميا (قصة)
علي هلال عجيز






تألمَتِ الجبالُ السبعة المحيطةُ بمدينة "تبيجيا" من أصوات الموسيقا الماجنة المنبعثة من تلك الخيمة في أطراف المدينة، صاحبت القهقهاتُ قرعَ كؤوس الخمر، ووقع أقدام النساء الراقصات.


استفاقَتْ شمس الصباح في حَنَقٍ وغيظ! اشتد حرُّها منذ استنشق النهار أنفاسه، لسان حال الطبيعة في تلك المنطقة كان اللَّعْن في عبيد الخيمة، لقد حبا الخالقُ مدينتَهم بكل ما هو جميل؛ شواطئ المدينة ساحرة، ونخيلها كعملاقٍ من أرض كنعان، تربة الأرض خصبة كرَحِم أنثي الأرنب، وزروعها طيبة كقلب متعبِّدٍ في محرابه، جداول الماء العَذْبة كأنها نجوم في السماء، جبال "تبيجيا" تصدُّ عنها غزوات القبائل الهمجيَّة، كيف لبلدة طيِّبة أن تُبتلى بمثل هؤلاء، ألا يُسبِّحون! ألا يشكرون! أليس فيهم رجلٌ رشيد؟!


واسعةٌ كساحة حربٍ، مُضاءَة بسبعةِ أقمارٍ، رداؤها الحريرُ، فيها سرر يشتهيها الأكاسرةُ، وموائد الفاكهة تحمل ما لذَّ وطاب، الخمرُ قد شقَّ لنفسه مجرًى بين طيَّات عقول الزائرين والمقيمين، تم اختيارُ نسوةِ الخيمة بعناية فائقةٍ؛ ليسرقن ألباب وأفئدة الروَّاد، لم تكن الطبيعة من حول "تبيجيا" تعلمُ أن قليلًا من أهل المدينة هم من منعوا أنفسهم من دخول تلك الخيمة العَفِنة، معظمُ أهل المدينة كان يحجُّ إليها كل ليلة سرًّا وجهرًا، كيف لا وكلُّ ما تشتهيه النفس من ملذَّات كان متاحًا ومباحًا في الخيمة؟!


تَمْتَم أحدُ المخمورين في أذن صاحبه ساخرًا من وجود شاب ماجنٍ بين أرجل النساء، مندهشًا من كونه فاسقًا ووالده رجل صالح، يدعو الناس ليلَ نهار إلى ترك الذنوب، واتِّباع طريق الحق، وصل إلى أسماع الشاب بواسطة فتاة تعمل بالداخل ما قاله الرفيقان في زاوية من الخيمة، لم يقوَ على الذهاب إليهم، أو حتى الدخول في مشاكسة معهم؛ فالخمرُ جعلت منه شبهَ حيٍّ، والنساء امتصصن قوتَه، والغناء قد ذهب بصوته أدراج الرياح، رغم صلاح والده، فقد عاقر حياة الماجنين، رافضًا اتِّباع نهجِ والده، واتهم والده بالجنون!



وسط المدينة العابثة الواعية، الفاسقة المستقيمة، جلس الرجل الصالح يدعو المارَّة إلى ترك عبادة الشهوات، حذَّر الجميع من غضب خالقهم، سخر البعضُ منه، تبادلوا الطرائف حول مَلبسِه، أهانه صغارُ العقول، سألوه عن ولده العاصي وهم يضحكون، لم يستطعْ أنصار الرجل الضعفاءُ أن يحموه من ألسنة القوم قبل أيديهم.


جلس يبكي على حال الناس وابنه، بعدما انصرف عنه سفهاء القوم، ساعده أنصاره في الدعاء لهم بالهداية، ابتهلوا إلى ربِّهم وتضرعوا؛ لينقذهم مما يلاقونه، حتى جاء رجل من أقصى المدينة، وأخبره بأن ابنه قد عاد إلى البيت، فانصرف الرجل الصالح إلى بيته كي يستميل قلبَ الفتى.


مرت الساعات ببطء، وكاد القلب أن يموت حزنًا، وجفَّ اللسان من الرجل الصالح، والفتى متكبِّر ومتجبِّر، لم يَنتبِهْ إلى كلام والده، أصرَّ على عناده، وأخبر والده أنه سيحمي نفسه إذا ما نزل بالمدينة عذابٌ.


حينما تأكَّد الرجل من استحالة إصلاح ولده، واستحالة إصلاح معظم أهل المدينة، أخبر أنصاره بأنه سيرتحل بهم في اليوم التالي إلى مكان آخر، ليس فيه مثل هذه الأبناء؛ الناس، والخيمة الملعونة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.67 كيلو بايت... تم توفير 1.76 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]