شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله - الصفحة 52 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مآخذ الأئمة ومسالكهم في أنواع القتل هل هي ثنائية أو ثلاثية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4429 - عددالزوار : 866420 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3961 - عددالزوار : 399831 )           »          لماذا المهندسون أذكياء الناس؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          إنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَمَّى المَدِينَةَ طَابَةَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          بينما نبي الله يوسف في أصفاد السجن وحده.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          كوامن العظمة في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          معركة مؤتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تذكروا وقوفكم أمام الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #511  
قديم 10-05-2022, 05:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(311)

كتاب قيام الليل وتطوع النهار
- (باب ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر) إلى (باب إباحة الصلاة بين الوتر وبين ركعتي الفجر)


ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه في الدعاء في عدة مواطن، أما في القنوت فقد ورد عن أبي هريرة ذلك، وكان صلى الله عليه وسلم يسجد بقدر قراءة خمسين آية، ويسبح بعد السلام ثلاثاً رافعاً بها صوته.
ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر

شرح حديث: (كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر.أخبرنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن عن شعبة عن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء).
قال شعبة: فقلت لـثابت: أنت سمعته من أنس؟ قال: سبحان الله، قلت: سمعته؟ قال: سبحان الله].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة وهي: ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر، يعني: أنها لا ترفع الأيدي، بل يترك رفعها، هذه هي الترجمة، وأورد تحتها حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، (أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء)، فاستدل النسائي بعموم هذا الحديث على ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر، وهذا الحديث لا يدل على ذلك؛ لأن قوله: (لا يرفع يديه في شيء إلا في الاستسقاء)، قد ثبت غيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رفع يديه في أمور كثيرة غير الاستسقاء، ولكن لعل مراد أنس بن مالك الرفع الشديد، أو المبالغة في الرفع، وإلا فإنه ثبت في مواضع عديدة ترفع فيها الأيدي في الدعاء، وهو استدل بهذا العموم أو بهذا النفي مع استثناء الاستسقاء على عدم الرفع في الدعاء في الوتر، لكن الحديث لا يدل على الترجمة؛ لأنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مواضع عديدة كان يرفع يديه بها، وهي غير الاستسقاء.
فإذاً: يحمل هذا النفي والإثبات على أنه الرفع الشديد أو المبالغة في الرفع، وأن رفع اليدين في الاستسقاء له وضع خاص يحمل على ذلك، وعلى هذا فالحديث لا يدل على أن الأيدي لا ترفع في الوتر، ولا أعلم أنه ورد في ذلك حديث بأنها ترفع الأيدي، ولكن جاء عن بعض الصحابة مثل: أبي هريرة رضي الله عنه أنه يرفع يديه في دعاء القنوت.
أما رفع اليدين في القنوت في النوازل، فهذا جاء فيه حديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه كان يرفع يديه في القنوت في النوازل، وأما القنوت في الوتر فلا نعلم أو لا أعلم فيه شيئاً يدل على ثبوته، وإنما جاء عن بعض الصحابة مثل أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
وقول شعبة: قلت لـثابت: أسمعت هذا من أنس؟ قال: سبحان الله، يعني: يتعجب من هذا السؤال وأنه قد سمعه.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه ...)

قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].
هو الملقب بندار البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة رووا عنه مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا عبد الرحمن].
هو عبد الرحمن بن مهدي البصري، وهو ثقة، ثبت، عالم بالرجال والعلل، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن شعبة]
هو ابن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن ثابت].
هو ثابت بن أسلم البناني البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس بن مالك].
صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وخادمه الذي خدمه عشر سنوات، وهو من صغار الصحابة، وروى الكثير من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأم المؤمنين عائشة، هؤلاء سبعة؛ ستة رجال، وامرأة واحدة تميزوا على غيرهم من الصحابة بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قدر السجدة بعد الوتر

شرح حديث: (... ويسجد قدرما يقرأ أحدكم خمسين آية)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب قدر السجدة بعد الوتر.أخبرنا يوسف بن سعيد حدثنا حجاج حدثنا الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر بالليل سوى ركعتي الفجر، ويسجد قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب قدر السجدة بعد الوتر، هنا قال: قدر السجدة بعد الوتر، والحديث الذي أورده ليس واضح الدلالة على الترجمة؛ لأنه ليس فيه شيء يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسجد سجدة مستقلة ليست متصلة بالصلاة، وإنما يسجد السجدة في صلاته في الليلة، وفي وتره كان يسجد السجدة مقدار خمسين آية، وليس المقصود من ذلك أنه عندما ينتهي من صلاة الليل يسجد سجدة مستقلة بهذا المقدار؛ لأن الحديث لا يدل على هذا، فلا يدل على الترجمة من حيث أنه يسجد سجدة مستقلة، إلا أن يكون في الركعتين بعد الوتر الذي كان يصليهما وهو جالس وأنه يسجد تلك السجدة بهذا المقدار، فيمكن أن يكون، بأن يسجد بعد الوتر سجدة مستقلة لا علاقة لها، فالحديث لا يدل عليها، ولكن الحديث يدل على أنه كان في صلاته في الليل يطيل القراءة، ويطيل الركوع، ويطيل السجود، وأن السجدة الواحدة تكون بهذا المقدار الذي هو مقدار خمسين آية، فالتقييد بكونه بعد الوتر غير واضح، وكون الرسول صلى الله عليه وسلم يسجد السجدة في صلاة الليل في هذا المقدار أمر واضح؛ لأنه كان يطيل القراءة بحيث أنه أحياناً يقرأ البقرة، والنساء، وآل عمران في ركعة واحدة في قيام واحد، ويطيل الركوع، ويطيل السجود كما سبق أن مر بنا أنه كان يطيل في سجوده، وقيامه، وركوعه، وجلوسه، وأنها قريبة من قيامه، فهذا هو المقصود فيما يظهر ويبدو.

تراجم رجال إسناد حديث: (... ويسجد قدرما يقرأ أحدكم خمسين آية)

قوله: [أخبرنا يوسف بن سعيد].

هو يوسف بن سعيد المصيصي، وهو ثقة، حافظ أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن حجاج].
هو حجاج بن محمد المصيصي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا الليث].
هو الليث بن سعد المصري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عقيل].
هو ابن خالد بن عقيل المصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، فقيه، من صغار التابعين، مكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديثه عن أصحاب الكتب الستة.
[عن عروة].
هو عروة بن الزبير بن العوام، وهو ثقة، فقيه، من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ذكرتهم آنفاً.


شرح حديث: (... ويقول بعدما يسلم: سبحان الملك القدوس ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [التسبيح بعد الفراغ من الوتر وذكر الاختلاف على سفيان فيه.أخبرنا أحمد بن حرب حدثنا قاسم عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه كان يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1] و(قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1] و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1] ويقول بعد ما يسلم: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يرفع بها صوته)].
يقول النسائي رحمه الله: التسبيح بعد الفراغ من الوتر، وذكر الاختلاف على سفيان في ذلك.
هذه الترجمة تتعلق بمشروعية التسبيح بعد الانتهاء من صلاة الليل التي آخرها الوتر، بعد ما يفرغ من الوتر يأتي بركعة الوتر التي بها ختام صلاة الليل يسبح، وصفة التسبيح أن يقول: سبحان الملك القدوس، في هذا جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاءت الروايات المتعددة والأحاديث في هذا، وأنه يقول: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات، ويمد صوته في الأخيرة، يرفع صوته ويمده في الأخيرة، أي: سبحان الملك القدوس عندما يأتي للمرة الثالثة يمد بها صوته ويرفع صوته، فهذا فيه مشروعية التسبيح بعد الوتر، وأن يكون بهذه الصيغة أي: سبحان الملك القدوس، وأن تكون بهذا العدد الذي هو ثلاث مرات، وأن تكون المرة الأخيرة يمد بها، ويرفع صوته كما جاءت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالحديث سبق أن مر من طرق متعددة، وقد أورد النسائي هذه الطرق تحت هذه الترجمة وهي التسبيح بعد الفراغ من الوتر، وقبل ذلك كان يأتي ضمن الركعات التي تكون في الوتر، والتي يوتر الإنسان بها فإنه جاء في بعضها أنه يسبح هذا التسبيح، وهنا عقد هذه الترجمة وأورد طرق متعددة مشتملة على التسبيح بعد الفراغ من الوتر.

تراجم رجال إسناد حديث: (... ويقول بعدما يسلم: سبحان الملك القدوس ...)


قوله: [أخبرنا أحمد بن حرب].

هو أحمد بن حرب الموصلي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن القاسم].
هو ابن يزيد الموصلي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن سفيان].
هو ابن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، وهو ثقة، ثبت، حجة، إمام، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن زبيد].
هو ابن الحارث اليامي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن سعيد بن عبد الرحمن]
هو سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه عبد الرحمن بن أبزى]
هو صحابي صغير، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (... ويقول بعدما يسلم: سبحان الملك القدوس ...) من طريق ثانية


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن عبيد عن سفيان الثوري وعبد الملك بن أبي سليمان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1] و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1] و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1] ويقول بعد ما يسلم: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يرفع بها صوته).خالفهما أبو نعيم فرواه عن سفيان عن زبيد عن ذر عن سعيد].
ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، (يوتر) أي: يقرأ في الوتر بهذه الثلاث السور (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى )[الأعلى:1] و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ )[الكافرون:1] و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )[الإخلاص:1] ويقول بعد الفراغ من الوتر: سبحان الملك القدوس يكررها ثلاثاً، فيه يمد بها صوته في الرواية؟
(ويقول بعد ما يسلم: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يرفع بها صوته)، هنا لفظ مطلق ولكنه جاء في بعض الروايات أنه يمد في الأخيرة أي: المرة الثالثة أنه يرفع صوته ويمده في المرة الثالثة.

تراجم رجال إسناد حديث: (... ويقول بعدما يسلم: سبحان الملك القدوس ...) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا أحمد بن يحيى].
هو الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن محمد بن عبيد].
هو الطنافسي الكوفي، وهو ثقة، يحفظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، توفي في السنة التي مات فيها الشافعي، مائتين وأربعة.
[عن سفيان].
هو الثوري، وقد تقدم ذكره.
[وعبد الملك بن أبي سليمان].
صدوق له أوهام، وأخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن زبيد عن سعيد عن أبيه].
وقد مر ذكرهم.

شرح حديث: (... فإذا أراد أن ينصرف قال: سبحان الملك القدوس ...) من طريق ثالثة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي نعيم عن سفيان عن زبيد عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] فإذا أراد أن ينصرف قال: سبحان الملك القدوس ثلاثاً يرفع بها صوته).قال أبو عبد الرحمن: أبو نعيم أثبت عندنا من محمد بن عبيد، ومن قاسم بن يزيد، وأثبت أصحاب سفيان عندنا والله أعلم يحيى بن سعيد القطان، ثم عبد الله بن المبارك، ثم وكيع بن الجراح، ثم عبد الرحمن بن مهدي، ثم أبو نعيم، ثم الأسود في هذا الحديث، ورواه جرير بن حازم عن زبيد فقال: يمد صوته في الثالثة ويرفع].
ثم أورد النسائي حديث عبد الرحمن بن أبزى من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، أنه يوتر بالثلاث السور ويقول بعد الفراغ من الوتر: (سبحان الملك القدوس يرفع صوته بها)، وقال النسائي عقب ذلك: إن أبا نعيم أثبت من القاسم بن يزيد الذي هو صاحب الإسناد الأول، ومن محمد بن عبيد الذي هو صاحب الإسناد الثاني، يعني: أن هذا الذي في الإسناد الثالث وهو أبو نعيم، أثبت من الاثنين المتقدمين في الطريقين السابقتين: الطريق الأولى التي فيها القاسم بن يزيد، والطريق الثانية التي فيها محمد بن عبيد الطنافسي، والطريق الثالثة التي فيها أبو نعيم الفضل بن دكين هو أثبت، ثم ذكر ترتيب أصحاب سفيان الثوري عند النسائي وتقديمهم، وأن أولهم يحيى بن سعيد القطان، ثم عبد الله بن المبارك، ثم وكيع بن الجراح، ثم عبد الرحمن بن مهدي، ثم أبو نعيم، ثم الأسود، الأسود ما أدري من هو لأنه ما مر، ليس في الحديث ذكر الأسود من أصحاب الثوري، وفي ترجمة الثوري ما رأيت في تلامذته شخص يقال له: الأسود، اللهم إن لم يكن اللفظ فيه شيء من التحريف أو أنه ليس في تهذيب الكمال، الأسود هذا الذي هو من أصحاب الثوري.
أما الباقون فهم معروفون، يحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم، كل هؤلاء أئمة مشهورون.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #512  
قديم 10-05-2022, 05:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (... فإذا أراد أن ينصرف قال: سبحان الملك القدوس ...) من طريق ثالثة

قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].هو المشهور أبوه بـابن علية، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، ومحمد بن إبراهيم هذا ثقة ابن ثقة، محدث ابن محدث، ولـإسماعيل بن علية ابن آخر اسمه: إبراهيم، وهذا ضال عن طريق الحق في أسماء الله وصفاته، قال عنه الذهبي في الميزان: إنه جهمي هالك، ويأتي ذكره في مسائل الفقه الشاذة، التي فيها شذوذ يذكر فيها ابن علية الذي هو إبراهيم، ويطلق ذكره فيقال: ابن علية، فقد يظن من لا يعرف أنه إسماعيل الإمام المشهور أو ابنه محمد هذا والواقع أنه ليس هذا ولا ذاك، وإنما هو إبراهيم الذي قال عنه الذهبي في الميزان: جهمي هالك، ويأتي ذكره أحياناً مع الأصم الذي هو: أبو بكر بن كيسان وهو معتزلي، وقد جاء ذكرهما في مسألة الإجارة في بداية المجتهد لـابن رشد وغيره أنه قال: خالف في جواز الإجارة أو في مشروعية الإجارة، والمراد بـابن علية هذا: إبراهيم الذي هو على غير طريق الحق والهدى بخلاف أبيه إسماعيل، وأخيه محمد بن إسماعيل فإن هذان ثقتان محدثان من أهل السنة وليس من أهل الضلالة.
ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم ثقة أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أبي نعيم].
هو الفضل بن دكين الكوفي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبي نعيم، يأتي ذكره كثيراً بالكنية، وهو من كبار شيوخ البخاري، والنسائي لا يروي عنه إلا بواسطة، وهو من كبار شيوخ البخاري، وقد ذكر أو نسب إليه التشيع، لكن جاء عنه كلمة عظيمة تدل على سلامته من البدعة، وأنه على طريقة أهل السنة، وهذه الكلمة الدالة على سلامته من ذلك قوله: (ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية) معناه: أن الله تعالى حفظ لسانه عن أن يتكلم في أحد من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه طريقة أهل السنة بخلاف أهل البدعة، فإنهم يتكلمون في الصحابة ويقدحون فيهم، ويذمونهم، ويعيبونهم، وعلى الأخص معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فإن معاوية رضي الله عنه المبتدعة من الشيعة -سواء كانوا رافضة أو زيدية- كلهم يسبونه، ومشهور عنهم سبه، حتى الزيدية الذين هم أخف من الرافضة يسبون معاوية، ويشتمون معاوية، وأبو نعيم يقول: (ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية) الملائكة الذين يكتبون أقوال الإنسان وأعماله يقول عن نفسه: [ما كتبت علي الحفظة أنني سببت معاوية]، يعني: أن الله تعالى سلمه من أن يتكلم في أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام بكلام لا ينبغي، بل كلامه فيهم حسن وقد سلمه الله من الكلام الذي لا ينبغي، فهذه كلمة عظيمة، وكلمة جميلة، وتدل على سلامة صاحبها وقائلها من البدعة، ومن النسبة إلى البدعة؛ لأنه كما قلت: سب معاوية هذا من أسهل الأشياء عند المنحرفين عن منهج أهل السنة والجماعة الذين هم الرافضة والزيدية.
[عن سفيان].
هو الثوري، وقد مر ذكره.
[عن زبيد].
وقد مر ذكره.
[عن ذر].
هو ابن عبد الله المرهبي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه].
وقد مر ذكرهما.

حديث: (... وإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ...) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد حدثنا أبي حدثنا جرير سمعت زبيداً يحدث عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، وإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يمد صوته في الثالثة ثم يرفع)].أورد النسائي حديث عبد الرحمن بن أبزى من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، يعني: كان يوتر بالثلاث السور، يقرأ بها في الثلاث الركعات الأخيرة، ثم يقول: (سبحان الملك القدوس ويمد صوته) ويرفعه في التسبيحة الأخيرة فيحصل منه أمران وهما: المد ورفع الصوت.

قوله: [أخبرنا حرمي بن يونس].

هو ابن محمد البغدادي نزيل طرطوس، وحرمي لقب، واسمه: إبراهيم بن يونس بن محمد البغدادي، صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن أبيه].
هو يونس بن محمد البغدادي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا جرير].
هو ابن حازم البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن زبيد عن ذر عن سعيد عن أبيه عبد الرحمن].

وهؤلاء الأربعة مر ذكرهم في الإسناد الذي قبل هذا.

حديث: (... فإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى [الأعلى:1] وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، فإذا فرغ قال: سبحان الملك القدوس).أورد النسائي هذا الحديث عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، وهو مثل الذي قبله، يعني: متنه مثل الذي قبله: كان يوتر بالثلاث السور ويأتي بهذا التسبيح بعد الفراغ من الصلاة بعد الركعة الأخيرة التي هي الوتر.
قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].
هو محمد بن المثنى العنزي البصري، الملقب الزمن، وكنيته أبو موسى، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، وهو من صغار شيوخ البخاري، كانت وفاته قبل وفاة البخاري بأربع سنوات، البخاري توفي سنة ست وخمسين ومائتين، وابن المثنى توفي سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وممن شاركه في سنة الوفاة وكونه شيخاً لأصحاب الكتب الستة اثنان آخران وهما: محمد بن بشار الملقب بندار، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، فهؤلاء ثلاثة من صغار شيوخ البخاري وكل منهم مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكلهم أخرج لهم أصحاب الكتب الستة مباشرة وبدون واسطة.
[حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد].
هو عبد العزيز بن عبد الصمد البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا سعيد].
هو ابن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو ابن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عزرة].
هو عزرة بن عبد الرحمن الكوفي وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه].
وقد مر ذكرهما.

طريق سادسة لحديث: (أن النبي كان يوتر ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي عامر عن هشام عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر) وساق الحديث].أورد النسائي الحديث من طريق مرسلة، فيها سعيد بن عبد الرحمن يضيف ذلك إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وما يذكر أباه، وهذا هو المرسل؛ لأنه تابعي أسند الحديث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أما أبوه عبد الرحمن بن أبزى، فهو صحابي صغير، فلا يقال له مرسل، ولو قيل إنه مرسل فهو مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة حجة، لكن مراسيل التابعين هي التي توصف بالانقطاع، لكن هذا المرسل جاء في الطرق الكثيرة بيان من هو الواسطة بين سعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو: أبوه عبد الرحمن بن أبزى، فالإسناد ثابت، والحديث ثابت وإن كان مرسلاً؛ لأنه قد جاء في الطرق الكثيرة تسمية الصحابي الذي يروي عنه سعيد بن عبد الرحمن وهو: أبوه عبد الرحمن بن أبزى.

تراجم رجال إسناد الطريق السادسة لحديث: (أن النبي كان يوتر)

قوله: [أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم].
هو ابن علية وقد مر ذكره قريباً.
[عن أبي عامر].
أبو عامر العقدي وهو: عبد الملك بن عمرو، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن هشام].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة عن عزرة عن سعيد].
وقد مر ذكرهم.

إباحة الصلاة بين الوتر وبين ركعتي الفجر


شرح حديث: (كان يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ تسع ركعات قائماً يوتر فيها وركعتين جالساً... ويفعل ذلك بعد الوتر ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب إباحة الصلاة بين الوتر وبين ركعتي الفجر.أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم حدثنا محمد يعني: ابن المبارك الصوري حدثنا معاوية يعني: ابن سلام عن يحيى بن أبي كثير أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن (أنه سأل عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، تسع ركعات قائماً يوتر فيها، وركعتين جالساً، فإذا أراد أن يركع قام فركع وسجد ويفعل ذلك بعد الوتر، فإذا سمع نداء الصبح قام فركع ركعتين خفيفتين)].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: إباحة الصلاة بين الوتر وركعتي الفجر، يعني: كون الإنسان بعد ما يوتر قبل أن يصلي ركعتي الفجر، يتنفل وذلك سائغ وجائز، بل جاءت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الإنسان الأولى له أن يختم صلاة الليل بالوتر، وأن تكون صلاة آخرها وتراً، ولكنه إذا احتاج إلى أن يصلي بأن كان أوتر قبل أن ينام ثم استيقظ فإنه يصلي ما يشاء ولكنه لا يوتر مرة أخرى، أو أنه أوتر لأنه يحس بتعب ثم وجد نشاطاً وأراد أن يصلي بعد الوتر فلا بأس بذلك؛ لأن هذا جاءت به السنة فهو مباح، وقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يصلي تسع يوتر فيها وركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع، قام، يكون ركوعه عن قيام، فهذا فيه بيان كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم لتلك الركعتين التي كان يصليهما وهو جالس، وأنه كان جالس يصليهما ولكنه إذا أراد أن يركع، قام ثم ركع وسجد فيكون ركوعه وسجوده فيهما عن قيام، وهذا هو محل الشاهد للترجمة، يعني: ذكر الركعتين بعد الوتر، وفعل النبي صلى الله عليه وسلم كونه صلى ركعتين بعد ما أوتر دال على أن التنفل بعد الوتر سائغ؛ لأنه جاءت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين التي هي ركعتي الفجر، وهذا فيه بيان من عائشة رضي الله عنها وتفسير للثلاث عشرة ركعة، وأن فيها ركعتي الفجر، وهذا على أحد الأقوال في تفسير، وفيه بيان المراد بالثلاث عشرة ركعة، فإنه قيل: إن فيها ركعتي الفجر، وقيل: إن الثلاث عشرة فيها الركعتين بعد الوتر، وقيل: إنها الركعتان الخفيفتان اللتان يبتدئ بهما صلاة الليل.
والحديث ساقه المصنف للاستدلال به على جواز إباحة التنفل، أو الصلاة بين الوتر وبين ركعتي الفجر.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ تسع ركعات قائماً يوتر فيها وركعتين جالساً... ويفعل ذلك بعد الوتر ...)


قوله: [أخبرنا عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم].

ثقة، ثبت، أخرج حديثه النسائي وحده.

[حدثنا محمد يعني: ابن المبارك الصوري].

ومحمد بن المبارك الصوري، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
وكلمة (يعني): ابن المبارك هذه التي قالها هو النسائي أو من دون النسائي، ولا يقولها عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم، الذي قالها هو تلميذ محمد بن المبارك؛ لأن التلميذ لا يحتاج إلى أن يقول (يعني) أو (هو)، بل الذي يقولها من دون التلميذ، أراد أن يوضح هذا الرجل المهمل الذي أهمله التلميذ؛ لأن تلميذ عبيد الله بن فضالة لم يقل إلا محمد فقط، ما زاد على محمد شيئاً، لكن من دونه أو من دون النسائي هو الذي أتى بكلمة (يعني)؛ ليبين بها من هو هذا الشخص المهمل الذي أهمله عبيد الله بن فضالة، وعلى هذا فالذي قالها هو النسائي أو من دون النسائي، وكلمة (يعني) هذه فعل مضارع فاعله ضمير مستتر يرجع إلى عبيد الله بن فضالة، يعني عبيد الله بن فضالة بقوله: محمد ابن المبارك مفعول (يعني) وفاعلها ضمير مستتر يرجع إلى التلميذ الذي هو عبيد الله بن فضالة.
فإذاً: كلمة (يعني) لها قائل ولها فاعل، ففاعلها ضمير مستتر يرجع للتلميذ الذي هو: عبيد الله بن فضالة هنا، وقائلها النسائي، أو من دون النسائي قالها ليوضح من هو هذا الشخص المهمل الذي اكتفى تلميذه بذكر اسمه فقط دون أن ينسبه.
[حدثنا معاوية يعني: ابن سلام].
هو ابن سلام أبو سلام، وهو مثل الذي قبله، القائل: (يعني) هو عبيد الله بن فضالة أو من دونه، ولا يقال: إن محمد بن المبارك هو الذي قال (يعني) وإنما قال: أخبرنا معاوية فقط، فجاء عبيد الله بن فضالة أو من دونه فقالوا: (يعني) يعني: أن محمد بن المبارك يعني بقوله معاوية بن سلام، ومعاوية بن سلام أبو سلام، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن يحيى بن أبي كثير].
هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة، وهذا الشخص هو الذي قال الكلمة المشهورة التي رواها الإمام مسلم في صحيحه عنه بإسناده أنه قال: (لا يستطاع العلم براحة الجسم) فهو قائل هذه الكلمة الدالة على أن العلم إنما يحصل بالتعب والنصب والمشقة، ولا يحصل بالكسل والخمول، والإخلاد إلى الراحة والبطالة، وعدم الجد والاجتهاد، وهذا كلام أهل الخبرة وأهل المعرفة، ولا ينبئك مثل خبير، فهم المختصون، وهم المجربون، وهم الذين عرفوا قدر العلم، فبذلوا له ما يستطيعون من الجهد والجد والاجتهاد، وهو الذي قال: (لا يستطاع العلم براحة الجسم) عن تجربة، وعن خبرة، فهي كلمة عظيمة ذكرها الإمام مسلم يرحمه الله بإسناده إليه في صحيحه، مبيناً عظم شأن العلم، وأهميته، وأن طالب العلم لا يحصله إلا إذا تعب، وإلا إذا حصل له النصب، والمشقة.
[أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو من الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال في السابع؛ لأن الفقهاء السبعة المشهورين في عصر التابعين في المدينة، ستة منهم متفق على عدهم في الفقهاء، وواحد منهم مختلف فيه، فالمتفق على عدهم هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والسابع فيه ثلاثة أقوال، قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن، الذي معنا في الإسناد، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[عن عائشة].
هي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، الصديقة بنت الصديق، التي حفظ الله تعالى بها سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكانت من أوعية السنة وحفاظها، وهي: الصحابية الوحيدة التي اشتهرت بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والذين اشتهروا بالكثرة من أصحابه الكرام سبعة، ستة رجال وامرأة واحدة، وهؤلاء السبعة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وعائشة، فهؤلاء سبعة عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة رجال وامرأة واحدة، والمرأة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #513  
قديم 10-05-2022, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(312)


كتاب قيام الليل وتطوع النهار
- (باب المحافظة على ركعتين قبل الفجر) إلى (باب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشق الأيمن)


جاءت السنة تبين حرص النبي عليه الصلاة والسلام على ركعتي الفجر؛ وأنه كان لا يدعهما في حضر ولا سفر؛ وذلك لعظم شأنهما وأجرهما، فهما أعظم من الدنيا وما فيها، وكان إذا صلاهما اضطجع على شقه الأيمن.
المحافظة على الركعتين قبل الفجر

شرح حديث: (أن النبي كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر وركعتين قبل الفجر)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [المحافظة على الركعتين قبل الفجر.أخبرنا محمد بن المثنى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين قبل الفجر).
خالفه عامة أصحاب شعبة ممن روى هذا الحديث فلم يذكروا مسروقاً].
يقول النسائي رحمه الله: المحافظة على ركعتين قبل الفجر.
والركعتان قبل الفجر هما من آكد السنن الراتبة؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحافظ عليهما في الحضر والسفر، وكان لا يترك ركعتي الفجر والوتر لا في حضر، ولا في سفر، فهاتان الركعتان هما آكد الصلوات الرواتب المتصلة بالصلاة، أو التي تكون قبل الصلاة أو بعدها، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على شيء من الرواتب مثل ما كان يحافظ على ركعتي الفجر وكذلك الوتر، فكان يحافظ على هاتين الركعتين، وهذا يدلنا على عظم هاتين الركعتين وأهميتهما، فقد أورد النسائي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها؛ (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر وركعتين قبل الفجر)، وهذا بالإضافة إلى ركعتي الفجر للتنبيه على أهمية الأربع الركعات قبل الظهر، وقد جاء في الحديث ذكر الركعات التي هي الصلوات الرواتب، وأنها اثنتا عشرة ركعة: أربع قبل الظهر، وثنتين بعدها، وثنتين بعد المغرب، وثنتين بعد العشاء، وثنتين قبل الفجر، فهذه اثنتا عشرة ركعة هي من الرواتب التي جاءت السنة فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن آكد هذه الاثني عشرة ركعة هاتان الركعتان اللتان هما ركعتا الفجر.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر وركعتين قبل الفجر)

قوله: [أخبرنا محمد بن المثنى].
هو الملقب الزمن العنزي أبو موسى البصري، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة، رووا عنه مباشرة وبدون واسطة، ومثله في كونه شيخاً لأصحاب الكتب الستة، وكونه مات في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وكونه من صغار شيوخ البخاري يوافقه في ذلك شخصان آخران هما: محمد بن بشار الملقب بندار، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وكل واحد من هؤلاء الثلاثة شيخ لأصحاب الكتب الستة، وهم جميعاً ماتوا في سنة واحدة؛ وهي سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
[حدثنا عثمان بن عمر].
هو عثمان بن عمر البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي، ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر].
هو إبراهيم بن محمد بن المنتشر الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو محمد بن المنتشر الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أيضاً أصحاب الكتب الستة.
[عن مسروق].
هو ابن الأجدع، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
هي أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق، التي حفظت الكثير من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا سيما ما يتعلق في أمور البيت، وهي واحدة من سبعة أشخاص عرفوا بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهم ستة رجال وامرأة واحدة؛ فالستة هم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، والسابع امرأة؛ وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فهؤلاء سبعة أشخاص من أصحاب النبي الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم عرفوا بكثرة الحديث عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

شرح حديث: (كان رسول الله لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الفجر) من طريق أخرى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرني أحمد بن عبد الله بن الحكم حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد أنه سمع أباه يحدث أنه سمع عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الصبح).قال أبو عبد الرحمن: هذا الصواب عندنا، وحديث عثمان بن عمر خطأ. والله تعالى أعلم].
أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها من طريق أخرى؛ من طريق إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عائشة، وليس فيه مسروق بين أبيه وبين عائشة، والمتن هو مثل الذي قبله تماماً، والإسناد قال فيه النسائي: هذا هو الصواب؛ أي: رواية محمد بن جعفر عن شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه عن عائشة يعني: بدون ذكر مسروق، قال: هذا هو الصواب، ورواية عثمان بن عمر خطأ، يعني: معنى هذا أنها تكون من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، والمزيد في متصل الأسانيد مما يعل، أو مما تضعف به الرواية، أو تعل به الرواية، وقالوا: شرط ذلك أن يكون الذي لم يزد أتقن ممن زاد، وأن يصرح في موضع الزيادة، وهنا كذلك من لم يزد أتقن ممن زاد؛ لأن كل أصحاب شعبة رووه عن إبراهيم عن أبيه عن عائشة، وعثمان بن عمر هو الذي رواه من طريق شعبة، وفيه زيادة مسروق بين محمد بن المنتشر، وبين عائشة، وقد صرح محمد بن المنتشر في السماع من عائشة، وهذا في موضع الزيادة، لكن بعض العلماء يقول: إن مثل هذا يمكن أن يكون من قبيل ما رواه الشخص من طريقين: من طريق نازلة، ومن طريق عالية، فيكون رواه بواسطة، ثم إنه أدرك المروي عنه فرواه عنه مباشرة وبدون واسطة، فيكون محمد بن المنتشر رواه من طريق نازلة عن مسروق عن عائشة، ثم ظفر به عالياً حيث لقي عائشة وسمع منها هذا الحديث، وكثيراً ما يأتي في الروايات وجود الإسناد النازل ثم يكون جاء بإسناد عالي ويكون الراوي ظفر به أولاً نازلاً فرواه كما ظفر به، ثم بعد ذلك ظفر به عالياً فرواه كما ظفر به عالياً، فيكون ليس هناك لبس وليس هناك إشكال فيما يتعلق بين تلك الزيادة -زيادة الراوي- وبين عدم زيادتها، يكون من هذا القبيل، وكثير من الأحاديث التي انتقدت على البخاري هي من هذا القبيل؛ كونه يروى بواسطة ثم يحصل عالياً بدون تلك الواسطة، ومثل هذا لا يعتبر قدحاً، ولا يعتبر عيباً، بل يمكن أن يكون محمد بن المنتشر ظفر به من طريق مسروق عن عائشة فكانت الطريق نازلة، ثم لقي عائشة فسمع منها الحديث فكان يحدث به على هذه الحال ويحدث به على هذه الحال.
وعلى كل فالحديث صحيح وثابت، وهو سواء كان الزيادة فيها من قبيل المزيد في متصل الأسانيد، أو كانت من قبيل ما رواه التلميذ بطريق نازلة، ثم حصله بطريق عالية، فيكون صحيحاً على الوجهين.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الفجر) من طريق أخرى


قوله: [أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم].
ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا محمد بن جعفر].
هو الملقب غندر، يأتي ذكره بالاسم، ويأتي ذكره باللقب غندر، وهنا جاء ذكره باسمه واسم أبيه، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
قد مر ذكره.
[عن إبراهيم بن محمد عن أبيه عن عائشة].
قد مر ذكرهم أيضاً.

شرح حديث: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)].هنا أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها في بيان عظم شأن ركعتي الفجر، والمشهور عند الإطلاق عندما يقال: ركعتي الفجر المراد بها النافلة، ويحتمل أن يكون المراد بها الفريضة، والنسائي رحمه الله أورد الحديث فيما يتعلق بالنافلة، وهي الركعتان اللتان تسبقان صلاة الفجر، وهي من النوافل، وهي آكد النوافل كما أشرت إلى ذلك آنفاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: [ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها]، أي: هاتان الركعتان اللتان يركعهما الإنسان أجرهما وثوابهما خير من الدنيا وما فيها، فكل ما يحصل في الدنيا من نعيم ومن لذة، فإن ذلك لا يساوي الإتيان بهاتين الركعتين اللتين أجرهما عظيم عند الله عز وجل؛ [ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها]، وهذا يدلنا على أهمية هاتين الركعتين وعظم شأنهما، وعظيم ثوابهما عند الله عز وجل، ومما يوضح عظم شأنهما ما أشرت إليه من قبل؛ (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يتركهما لا في حضر ولا في سفر)، مع أنه كان لا يصلي النوافل الرواتب التي مع الصلوات ولكنه كان لا يترك ركعتي الفجر، وهذا يدلنا على عظم شأنها وأهميتها.

تراجم رجال إسناد حديث: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)

قوله: [أخبرنا هارون بن إسحاق].
صدوق، أخرج له البخاري في جزء القراءة، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا عبدة].
هو عبدة بن سليمان الكوفي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد].
هو سعيد بن أبي عروبة، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن زرارة بن أوفى].
هو زرارة بن أوفى وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة أيضاً.
[عن سعد بن هشام].
هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
قد مر ذكرها.


وقت ركعتي الفجر

شرح حديث: (كان إذا نودي لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصلاة)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب وقت ركعتي الفجر.أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن حفصة رضي الله تعالى عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنه كان إذا نودي لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصلاة).
هنا ذكر النسائي وقت ركعتي الفجر؛ وأنه بين الأذان والإقامة، يعني: عندما يسمع الإنسان النداء فإن هذا هو وقتها، يصلي ركعتين سواء في البيت أو في المسجد، أي: إن صلى في البيت فذلك أفضل، وإن جاء إلى المسجد وصلى الركعتين فتكون هاتان الركعتان هما تحية المسجد، فيجمع فيهما بين الأمرين؛ بين ركعتي الفجر وبين تحية المسجد؛ أي: ركعتان للاثنين، وليس تحية المسجد لها ركعتان، وسنة الفجر لها ركعتان، وإنما هما ركعتان ينوي فيهما الاثنين؛ كونه يؤدي ركعتي الفجر، وكونه يؤدي تحية المسجد، فوقت هاتين الركعتين بين الأذان والإقامة، وأورد النسائي حديث حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (إذا نودي للصلاة صلى ركعتين خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصلاة)، ففيه بيان وقت صلاة ركعتي الفجر وأنهما تكونان خفيفتين، وقد مر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيهما أحياناً بـقُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1] وأحياناً بالآيتين من سورة البقرة وآل عمران قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136] وقوله: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64] فقد سبق أن مرت الأحاديث في أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهاتين السورتين أحياناً، وأحياناً بهاتين الآيتين؛ آية من سورة البقرة وآية من سورة آل عمران، ففيه أنهما خفيفتان.


تراجم رجال إسناد حديث: (كان إذا نودي لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصلاة)


قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا الليث].
هو ابن سعد المصري، وهو ثقة، ثبت، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وكانت وفاته سنة مائة وتسع وسبعين، في السنة التي مات فيها الإمام مالك، وقتيبة يروي عنه وعن الإمام مالك وعن المتقدمين؛ لأنه قد عُمّر؛ لأن ولادته كانت سنة مائة وخمسين، وهي السنة التي مات فيها أبو حنيفة وولد فيها الشافعي، وكانت وفاته سنة مائتين وأربعين، فعمره تسعون سنة، ولهذا أدرك المتقدمين، فـالليث في الطبقة السابعة، وقتيبة في الطبقة العاشرة، ومع ذلك يروي من في العاشرة عمن في السابعة؛ وذلك لطول عمره وكونه أدرك المتقدمين، والليث بن سعد فقيه مصر ومحدثها، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع].
هو نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عمر].
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، وهو من العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص، هؤلاء أربعة من صغار الصحابة، أطلق عليهم لقب العبادلة الأربعة، مع أن الذين يسمون بعبد الله كثيرون منهم: عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري، وعبد الله بن زيد بن عبد ربه، وعبد الله بن زيد بن عاصم، وعبد الله أبو بكر الصديق، وعبد الله بن عثمان، وابنه عبد الله بن أبي بكر، وخلق كثير من الصحابة يسمون بعبد الله.
وأيضاً هو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والذين ذكرتهم آنفاً عند ذكر أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
[عن حفصة].
هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنها، وعن أبيها، وعن الصحابة أجمعين، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين) من طريق أخرى

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن منصور حدثنا سفيان حدثنا عمرو عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أخبرتني حفصة رضي الله تعالى عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين)].هنا أورد النسائي حديث حفصة رضي الله عنها من طريق أخرى؛ (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين) ومعناه: بعد طلوع الفجر الذي تحل معه الصلاة، ويحرم معه الأكل بالنسبة للصائم؛ الفجر الثاني إذا طلع ونودي للصلاة فإنه الذي تحل معه صلاة الفجر، ويحرم معه الأكل والشرب في حق من يريد أن يصوم؛ لأن بدء الصيام بطلوع الفجر، ودخول الصلاة بطلوع الفجر، فهذا فيه: أن الإنسان لو صلى قبل الأذان وبعد دخول الصبح وبعد تحقق ذلك فإن الركعتين وقعت موقعها، لكن كون الإنسان يصلي بعد الأذان -لأنه فيه التحقق من طلوع الفجر- هذا هو الذي ينبغي؛ أي: عندما يسمع الإنسان النداء، ويسمع الأذان كما جاء في الحديث السابق: (إذا نودي لصلاة الصبح صلى ركعتين خفيفتين). فلو أنه صلاهما بعد طلوع الفجر وبعد تحقق طلوع الفجر، وكون الأذان تأخر فإنهما وقعتا موقعهما.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #514  
قديم 10-05-2022, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

تراجم رجال إسناد حديث: (كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين) من طريق أخرى

قوله: [أخبرنا محمد بن منصور].
هو الجواز المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي.
[حدثنا سفيان].
هو ابن عيينة المكي، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عمرو]
هو ابن دينار المكي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
وسفيان بن عيينة يروي عنه مباشرة وبواسطة، وكثيراً ما يروي عنه مباشرة وبدون واسطة، وأحياناً يروي عنه بواسطة كما في هذا الحديث الذي معنا، فإنه يرويه عن الزهري بواسطة عمرو بن دينار، مع أنه معروف بكثرة الرواية عنه، وهذا كما هو معلوم يكون الشخص يروي عن شيخه مباشرة ويروي عنه بواسطة؛ بمعنى: أنه يكون حصل الحديث عنه بواسطة وقد يحصله بطريق عالية فيرويه على الوجهين، وقد لا يحصله إلا بطريق نازلة.
والزهري كما قلت: ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سالم].
هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عن ابن عمر وعن الصحابة أجمعين، ورحم الله سالماً، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو من فقهاء المدينة السبعة في عصر التابعين، على أحد الأقوال في السابع؛ لأن فقهاء المدينة السبعة ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة؛ وهم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعروة بن الزبير بن العوام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، فهؤلاء الستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، أما السابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: السابع سالم بن عبد الله بن عمر الذي معنا في الإسناد، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
[عن ابن عمر عن حفصة].
قد مر ذكرهما.


الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشق الأيمن

شرح حديث: (... فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يتبين الفجر ثم اضطجع على شقه الأيمن)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشق الأيمن.أخبرنا عمرو بن منصور حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يتبين الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن)].
هنا أورد النسائي الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشق الأيمن، وأورد فيه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها [أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر ركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقة الأيمن]، وهذا هو محل الشاهد، أنه يضطجع على شقه الأيمن.
وقوله: (بالأولى) أي: بالأذان الأول وهو أول بالنسبة للإقامة؛ لأن ركعتي الفجر إنما تكون بعد الأذان الثاني وبعد تحقق طلوع الفجر، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بين كل أذانين صلاة) فالمقصود بالأذانين: الأذان الثاني والإقامة، هذا هو المقصود بقوله: (بين كل أذانين صلاة) والإقامة يقال لها: أذان، وقد جاء ذلك في حديث زيد بن ثابت أو زيد بن أرقم الذي قال: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة، قيل: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية) أي: بين الأذان والإقامة قدر خمسين آية، يعني: بين الإقامة وبين الأذان الثاني الذي يكون عنده الامتناع عن السحور، ويكون عنده انتهاء السحور، قدر خمسين آية، فقوله: (بالأولى) أي: بالأذان الأول الذي هو الأذان الثاني بالنسبة للإقامة، وهذا فيه أن الأذان الثاني يطلق عليه أنه أذان أول، والأذان الثاني هو الذي لابد منه، وأما الأذان الأول فإنه ليس بلازم؛ أي: لا يلزم الناس أن يؤذنون الأذان الأول، وأن كل مسجد يؤذن أذان أول، لكن الأذان الثاني لا بد منه، فكل مسجد لا بد أن يؤذن.
وفي الحديث مشروعية الاضطجاع بعد ركعتي الفجر، لكن الاضطجاع الخفيف الذي لا يكون معه نوم، فإن وجد معه نوم فإنه ينتقص الوضوء؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (العين وكاء السه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء)، هذا إذا وجد النوم، أما إذا كان الاضطجاع لا نوم معه فالوضوء على ما هو عليه، والمقصود بالاضطجاع الذي يكون خفيفاً ليس معه نوم، وأما الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه قد جاء عنه: (تنام عيناي ولا ينام قلبي) صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (... فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يتبين الفجر ثم اضطجع على شقه الأيمن)


قوله: [أخبرنا عمرو بن منصور].
هو عمرو بن منصور النسائي، ثقة، ثبت، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا علي بن عياش].
ثقة، ثبت، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا شعيب].
هو شعيب بن أبي حمزة الحمصي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
قد مر ذكره.
[عن عروة].
هو عروة بن الزبير بن العوام، أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين، الذين مر ذكرهم قريباً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
قد مر ذكرها.


الأسئلة

حكم الاضطجاع بعد الفجر في المسجد

السؤال: إذا صلى الشخص ركعتي الفجر في المسجد فهل يضطجع؟


الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا في البيت؛ لأنه كان يصلي النافلة في البيت، فكان يضطجع على شقه الأيمن في البيت.

قول: الصلاة خير من النوم في الأذان الأول من الفجر

السؤال: يا شيخ! بالنسبة لقول: الصلاة خير من النوم في الأذان الأول؟


الجواب: الصلاة خير من النوم قال بعض العلماء: إن المقصود بالأذان الأول هو الأذان الثاني كما جاء في بعض الأحاديث ومنها هذا الحديث، يعني: أن هذا الأذان الأول بالنسبة للإقامة الذي لا بد منه في كل مسجد، ولا بد منه في كل أذان، هو هذا الذي هو الأذان الأول، الذي هو بالنسبة للإقامة، وأما الأذان فإنه لا يلزم أن يؤتى به، ولو ترك ما يؤثر، لكن الأذان الذي يكون عند طلوع الفجر لا يجوز تركه أبداً، وأما الأذان الأول يجوز تركه، وبعض العلماء يقول: إن المقصود بالأذان الأول هو الأذان الأول الذي يكون قبل طلوع الفجر، لكن هذا الحديث يدل على أن الأذان الثاني يقال له: أذان أول.

مدى ثبوت أن الرسول صلى أربع ركعات بعد العشاء

السؤال: فضيلة الشيخ! هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى أربع ركعات بعد العشاء؟


الجواب: ما أعلم، ولكنه يصلي ركعتين، ويصلي صلاة الليل، وأما راتبة خاصة بصلاة العشاء ما أعلم، الذي جاء ركعتان، لكن صلاة الليل الأمر فيها واسع، يصلي الإنسان ما شاء، من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر يصلي الإنسان ما شاء وهي صلاة الليل.

وقت الإتيان بأذكار الصباح والمساء

السؤال: فيما يتعلق بأذكار الصباح والمساء متى يكون وقت الصباح والمساء؟


الجواب: كما هو معلوم الصباح يبدأ بطلوع الفجر، فإذا فعل ذلك في هذا الوقت فإنه فعله في الصباح؛ لأن الليل ينتهي بطلوع الفجر ويبدأ النهار بطلوع الفجر.

مدى وجود الفرق بين الإحرام وإنشاء بنية للحج والعمرة

السؤال: هل يوجد فرق بين إنشاء النية للحج والإحرام بالحج بحيث يكفي أحدهما عن الآخر؟


الجواب: الإحرام هو النية وليس لبس الإحرام، فلبس الإحرام ليس إحراماً، وإنما الإحرام هو النية، أي: إذا قيل: الإحرام فالمقصود به النية.

حكم وضع المسجل قريباً من الحمام للاستماع أثناء قضاء الحاجة

السؤال: هل يجوز تعمد سماع القرآن والأشرطة الدينية أثناء قضاء الحاجة بوضع المسجل بجانب الباب أو كذا؟


الجواب: لا ينبغي للإنسان أن يضع المسجل قريباً الحمام من أجل يسمع، وإنما في هذه الحال يمسك، والوقت عنده واسع، ليس أنه ما بقي معه إلا دقائق يقضيها في بيت الماء، فيحرص على ذلك في غير هذه الحال.

مدى اعتبار الصور الفوتوغرافية من ذوات الأرواح

السؤال: هل الصور الفوتوغرافية تعتبر من ذوات الأرواح، وكذلك صور الفيديو والتليفزيون؟


الجواب: إذا كان من ذوات الأرواح فهي صور، وأما إذا كانت من غير ذوات الأرواح فذلك سائغ الفوتوغرافية وغير الفوتوغرافية، يعني: رسمها سواء كان بالرسم باليد أو عن طريق التصوير كل ذلك سائغ في غير ذات الأرواح، وأما ذوات الأرواح فسواء كان باليد أو بالتصوير الفوتوغرافي كله يقال له صور.
فإن قال قائل: بالنسبة لأشرطة الفيديو والتليفزيون أنها ليست صورة ترسم على الأشرطة نفسها، وإنما عبارة عن ذبذبات ترسل.
نقول له: هي موجودة تطلق في الوقت الذي يريدون إطلاقها، وفي غير الوقت الذي لا يراد إطلاقها موجودة في الشريط الذي سجلت عليه الصور.

اشتراط النية في جميع الأعمال

السؤال: هل لا بد من النية في جميع الأعمال؟ وهل يجوز أن تكون النية قبل فعل الشيء بفترة طويلة مثل يوم؟


الجواب: النية كما هو معلوم لا بد من العمل في النية، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنما الأعمال بالنيات) وما فيه بأس أن الإنسان ينوي أنه يعمل الشيء غداً ثم إذا جاء الغد فعله، وعندما يبدأ به ينويه، ويمكن أن الإنسان في أثناء رمضان يكون عنده نية لصيام رمضان كله، ولو أنه نام بعد العصر، واستيقظ في الضحى فإن صومه صحيح، ولا يقال أن ما كان صاحي عند طلوع الفجر حتى ينوي صيام ذلك اليوم، لكن أول يوم من رمضان لا يعتبر صومه إلا إذا علم عند طلوع الفجر فأمسك، وإلا فإنه لو نوى إن كان غداً من رمضان فأنا صائم ثم نام واستيقظ وقد تبين أنه من رمضان فإن ذلك لا ينفعه.

معنى خلق الله آدم على صورته

السؤال: فضيلة الشيخ! عند شرح فضيلتكم لحديث: (خلق الله آدم على صورته) قلتم: أي صفته سميعاً عليماً، وقال البعض بأن هذا تأويل، وإنما صورته بما يليق بجلال الله سبحانه، فما رأي فضيلتكم؟


الجواب: الصورة معناها الصفة، وصفة الله عز وجل منها كونه سميعاً بصيراً، متكلماً، وإن كان ما يضاف إلى الله عز وجل يليق بكماله وجلاله، وما يضاف إلى المخلوقين من تلك الصفات يليق بضعفهم وافتقارهم، فالصورة معناها الصفة، فصورة الرحمن يعني: صفة الرحمن، صورته على صفته. هذا هو معناها، وليس ذلك تأويل، بل هذا هو الذي يدل عليه المعنى أو يقتضيه المعنى، لكن ما يضاف إلى الله عز وجل من الصفات كونه سميعاً، بصيراً، متكلماً يليق به، وما يضاف إلى العباد يليق بهم، ولا يقال أن كونه متكلماً، وسميعاً، وبصيراً أنه يلزم المشابهة، لا، بل المعنى معلوم، والكيف مجهول بالنسبة لله عز وجل، وأما بالنسبة لنا فإنه معلوم المعنى والكيف، فالصفات بالنسبة لنا معلوم معناها وكيفيتها، وبالنسبة لله معلوم معناها لكن مجهول لنا كيفيتها.


الأولى بين الصلاة منفرداً في المسجد النبوي أو الجماعة في غيره


السؤال: هل الأفضل أن ألحق صلاة الجماعة بمسجد بجوار المنزل أو أن أصلي منفرداً بالمسجد النبوي إذا لم أدرك الجماعة؟


الجواب: إذا كان الإنسان لن يدرك الجماعة فإن عليه أن يصلي في المسجد الذي يدرك فيه الجماعة، وأما إذا كان الإنسان من عادته أنه ما يترك الصلاة في المسجد النبوي وأنه قام متأخراً وأراد أن يذهب إلى المسجد النبوي ويصلي فيه على عادته المستمرة التي هو مداوم عليها فهذا له شأن، وأما إنسان ما هو محافظ على الصلاة وإنما يعلم بأن الصلاة ستفوته والمسجد الذي بجواره يمكنه أن يصلي فيه، وليس من عادته المداومة على الصلاة في المسجد النبوي، فإن الذي ينبغي له أن يدرك الجماعة.

حكم صلاة تحية المسجد لمن صلى سنة الفجر في البيت

السؤال: شخص صلى في البيت ركعتي الفجر ثم جاء المسجد قبل إقامة الصلاة فهل يصلي ركعتي تحية المسجد؟


الجواب: نعم يصلي تحية المسجد، لا يجلس إلا وقد صلى ركعتين تحية المسجد.

أفضل كتب أصول الفقه من وجهة نظر الشيخ العباد

السؤال: فضيلة الشيخ! ما هي أسلم كتب أصول الفقه وأجردها من المباحث المنطقية والمقدمات الكلامية، مع ذكر المؤلف؟


الجواب: كتب أصول الفقه كثيرة، وفيها المطول وفيها المختصر، وأذكر أن من أحسنها، وأجمعها، وأوسعها، الكتاب الذي طبع في جامعة أم القرى، وهو شرح الكوكب المنير، هذا من أحسن ما كتب في أصول الفقه وأوسعه.

مناسبة ذكر ركعتي الفجر بقيام الليل

السؤال: فضيلة الشيخ! مر علينا ذكر الركعتين قبل صلاة الفجر وهي سنة الفجر، فما المناسبة بين هذه الأحاديث وكتاب قيام الليل؟الجواب: يبدو أنها لما كان يأتي كما مر في الحديث الذي قبل ذكر ركعتي الفجر أنه كان يصلي ثلاث عشرة ركعة حديث عائشة ثم عدتها ومنها: ركعتي الفجر من الثلاث عشرة ركعة يعني: كأنه لهذا، وكونها لها علاقة، وبعض العلماء يقول: إن الثلاث عشرة يدخل فيها ركعتا الفجر وقد جاء ذلك في حديث عائشة نفسها، ومن أجل هذا جاء ذكر ما يتعلق بركعتي الفجر.

أوقات إجابة الدعاء

السؤال: فضيلة الشيخ! ما هي الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء؟


الجواب: بين الأذان والإقامة من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، سواء المغرب أو غير المغرب، إذا كان المقصود من ذلك قبل صلاة المغرب فكل الأوقات بين الأذان والإقامة هو من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، وقد جاء في ذلك الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأما قبل المغرب فيوم الجمعة فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #515  
قديم 10-05-2022, 05:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(313)

كتاب قيام الليل وتطوع النهار
- باب ذم من ترك قيام الليل - باب وقت ركعتي الفجر




جاءت الشريعة الغراء بتحفيز المسلم على العمل الصالح، والمداومة عليه، وذم من عمل عملاً صالحاً ثم تركه، ومن العمل الصالح: المداومة على الرواتب ومنها ركعتا الفجر، فقد داوم عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتركهما هما والوتر في حضر أو سفر.

ذم من ترك قيام الليل

شرح حديث: (لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب ذم من ترك قيام الليل.أخبرنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل)].
يقول النسائي رحمه الله: باب ذم من ترك قيام الليل. المقصود من هذه الترجمة هو: التنبيه على أن ترك قيام الليل بعد أن يكون الإنسان قد عمله، وصار من عادته أن يصلي من الليل، ثم ترك ذلك، فإن هذا مذموم، والمقصود من قيام الليل، يعني قيام بعضه، وليس قيام كله، فإن قيام كل الليل يؤدي إلى المشقة، ويؤدي إلى الترك، وكذلك القيام الطويل الكثير الذي يحصل معه الملل ثم الترك، أيضاً هذا لا ينبغي، وإنما الذي ينبغي هو: المداومة على صلاة الليل ولو كانت قليلة ،كما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث قد مضى: (إن أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل)، و(سئلت عائشة رضي الله عنها عن أحب العمل إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ فقالت: الدائم)، وهذا يدلنا على أن المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلاً، فإن هذا شيء مستحب ومطلوب، وأما الإقدام على الشيء الكثير الذي يترتب معه الإملال ثم الترك، فهذا مذموم.
وقد أورد النسائي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال لـعبد الله بن عمرو (يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك الليل)، (كان يقوم الليل)، أي: يقوم غالبه أو كثيراً منه، فترتب على ذلك الملل ثم الترك، فإن هذا مذموم، ولهذا فإنه كون الإنسان يشدد على نفسه، ويكثر العمل الذي يترتب عليه الترك، هذا لا ينبغي للإنسان؛ لأن النتيجة هي الترك، ولكنه إذا داوم على شيء يقدر عليه، ولا يشق عليه، واستمر على ذلك وداوم على ذلك، فهذا هو الذي ينبغي، وهو الذي أحب إلى الله، وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )[آل عمران:102]، يعني: داوموا على الطاعة وعلى الإسلام؛ لأنكم إذا كنتم كذلك، يوافيكم الأجل على حالة حسنة، وعلى حالة طيبة.
ويقولون: قليل تداوم عليه خير من كثير تنقطع عنه، وقوله عليه الصلاة والسلام: (يا عبد الله، لا تكن مثل فلان)، لم يسم الرجل، ولم تذكر تسميته، فقال الحافظ ابن حجر: أنه لا يعلم أو أنه لم يقف على تسمية ذلك الشخص، ولعله ترك؛ لأن المقصود هو التنبيه على العمل الذي حذر منه، وليس المقصود ذكره، ويحتمل أنه لم يذكر شخص باسمه، ولكنه كني عنه للإشارة إلى سوء صنيعه، ويحتمل أن يكون سمي، ولكنه لم يذكر، يعني لم يذكره عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ ستراً عليه، ولكون المقصود هو الحث على المداومة على قيام الليل، أو على ما يجعله الإنسان لنفسه من قيام الليل، بحيث يدوم على ذلك ولو كان قليلاً.
وكان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه من المحافظين على قيام الليل، وقد أرشده النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الصيام صيام داود، وأنه كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً، وأنه كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وفي الحديث الدلالة على أن قيام الليل ليس بواجب، وذلك أنه لو كان واجباً لما اكتفي بالإشارة إلى قوله: (لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)، ومن المعلوم أنه لا يجب شيء من الصلوات إلا الصلوات الخمس في اليوم والليلة، لكن الوتر آكد السنن، وكذلك ركعتا الفجر آكد السنن، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ عليهما، أي: الوتر وركعتي الفجر في الحضر والسفر، (يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)، وفي هذا ذم ترك العمل الصالح بعد أن يكون الإنسان قد عمله أو قام به، ثم بعد ذلك يحصل منه الترك، وهذا إذا كان المقصود من ذلك الإعراض، أما إذا حصل عنده يعني شيء من الموانع التي تقتضي ذلك، فإنه كما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام، كان إذا ترك أو إذا لم يتمكن من أداء صلاته التي كان يصليها بليل، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة.

تراجم رجال إسناد حديث: (لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل)

قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].
هو المروزي، وهو راوية عبد الله بن المبارك، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.

[حدثنا عبد الله بن المبارك المروزي].
ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، قال عنه الحافظ ابن حجر بعد أن ذكر جملة من صفاته في التقريب: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وإذا جاء سويد بن نصر يروي عن عبد الله غير منسوب، فالمراد به ابن المبارك؛ لأنه هو راويته، وهو: مروزي كما أن عبد الله بن المبارك مروزي.
[عن الأوزاعي].
هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، فقيه الشام ومحدثها، ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وهو أبو عمرو واسم أبيه عمرو، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، وهذا نوع من أنواع علوم الحديث، وهو معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه، وفائدة معرفة هذا النوع، ألا يظن التصحيف فيما إذا ذكر بالكنية بدل ذكره بالنسبة، أو منسوباً إلى أبيه، وإنما ذكر اسمه وكنيته، فإن من لا يعرف أن الكنية موافقةً لاسم الأب، يظن أن (ابن) صحفت إلى (أبو)، فصار بدل عبد الرحمن بن عمرو عبد الرحمن أبو عمرو، مع أن الكل صحيح، فهو عبد الرحمن بن عمرو، وهو عبد الرحمن أبو عمرو، ولا تصحيف ولا إشكال، فمن يعرف ذلك لا يلتبس عليه الأمر، ولا يظن أن في اللفظ تصحيفاً من ابن إلى أب، بل ذكره منسوباً إلى أبيه عمرو صحيح، وذكره مكنىً، أي: عبد الرحمن أبو عمرو هو صحيح، ولا إشكال على من يعرف الحقيقة والأمر في ذلك، وهو أن الكنية وافقت اسم الأب، وقد مر بنا جملة من الأشخاص من هذا القبيل، منهم: الأوزاعي، وإسماعيل أبو مسعود البصري، وهناد بن السري، وجماعة كثيرون مر بنا ذكرهم وهم من هذا القبيل، وافقت كناهم أسماء آبائهم.
[عن يحيى بن أبي كثير].
هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، ثبت، يرسل، ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي سلمة].
هو أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، من فقهاء التابعين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال في السابع منهم؛ لأن فقهاء المدينة السبعة كما ذكرت ذلك مراراً وتكراراً: ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع منهم فيه ثلاثة أقوال، الستة هم: عبيد الله بن عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، هؤلاء ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف هذا الذي معنا في الإسناد، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[عن عبد الله بن عمرو].
هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، صحابي، ابن صحابي، وهو من صغار الصحابة، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اشتهروا بهذا اللقب، وهم من صغار الصحابة، وهم: عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنهم وعن الصحابة أجمعين.
ومما يذكر عند ذكر عبد الله بن عمرو أنه أكبر أولاد أبيه، وقد ولد عبد الله بن عمرو لأبيه وعمره، أي: عمر والده ثلاثة عشر سنة، يعني: أنه احتلم وهو صغير، وتزوج وهو صغير، وولد له وهو صغير، أي: عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، وحديث عبد الله بن عمرو عند أصحاب الكتب الستة.

حديث: (.. لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل) من طريق أخرى وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحارث بن أسد حدثنا بشر بن بكر حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن الحكم بن ثوبان حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تكن يا عبد الله مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل)].ذكر النسائي حديث عبد الله بن عمرو من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله تماماً.
قوله: [أخبرنا الحارث].
هو الحارث بن أسد المصري، ثقة، أخرج له النسائي.
[حدثنا بشر بن بكر].
هو بشر بن بكر المصري أيضاً، وهو ثقة، يغرب، أخرج حديثه البخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، ما خرج حديثه لا مسلم، ولا الترمذي.
[حدثني الأوزاعي].
وقد مر ذكره.
[حدثني يحيى بن أبي كثير].
وقد ذكره.
[عن عمر بن الحكم بن ثوبان].
صدوق، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثني أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو].
وقد مر ذكرهما في الإسناد الذي قبل هذا.


وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع

شرح حديث: (أنه كان صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر ركعتين خفيفتين)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع.أخبرنا محمد بن إبراهيم البصري حدثنا خالد بن الحارث قرأت على عبد الحميد بن جعفر عن نافع عن صفية عن حفصة رضي الله تعالى عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يصلي ركعتي الفجر ركعتين خفيفتين)].
ثم أورد النسائي وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع مولى ابن عمر في هذا الحديث، وقد أورد النسائي هذا الحديث من طرق متعددة، أولها هذه الطريق التي يقول فيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: [(كان يصلي ركعتي الفجر ركعتين خفيفتين)]، أي: ركعتي السنة، وليس المقصود من ذلك الفريضة، وإنما المقصود من ذلك بهذه الركعتين السنة التي تسبق صلاة الفجر، وهما: ركعتان خفيفتان يخففهما كثيراً، وجاء كما مر في الأحاديث: أنه عليه الصلاة والسلام كان يقرأ فيهما: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، كثيراً ما كان يقرأ هاتين السورتين، وأحياناً يقرأ آيتين إحداهما في سورة البقرة: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، الآية، والثانية في سورة آل عمران وهي قوله تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]، الآية. فكان يقرأ هاتين السورتين أحياناً كثيرة، وأحياناً هاتين الآيتين من سورة البقرة وآل عمران.

تراجم رجال إسناد حديث: (أنه كان صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر ركعتين خفيفتين)

قوله: [أخبرنا محمد بن إبراهيم].
هو محمد بن إبراهيم بن صدران، وهو صدوق، أخرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي.

[حدثنا خالد بن الحارث].
هو خالد بن الحارث البصري وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[قرأت على عبد الحميد بن جعفر].
صدوق ربما وهم أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[عن نافع].
هو مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن صفية].
هي صفية بنت أبي عبيد الثقفية زوجة عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، وقيل: إنها لها إدراك، وقال بعض العلماء: إنها ثقة، أي: أنها تابعية، وحديثها أخرجه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[عن حفصة].
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وأم المؤمنين، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.

شرح حديث: (أن رسول الله كان يركع ركعتين خفيفتين ...) من طريق ثانية

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق حدثنا عبد الوهاب أخبرنا شعيب حدثنا الأوزاعي حدثني يحيى حدثني نافع حدثني ابن عمر رضي الله تعالى عنهما حدثتني حفصة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركع ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر)، قال أبو عبد الرحمن: كلا الحديثين عندنا خطأ، والله تعالى أعلم]. ثم أورد النسائي حديث حفصة رضي الله تعالى عنها من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، (كان يركع ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر)، يعني: بذلك سنة الفجر وهما: ركعتان خفيفتان بين الأذان والإقامة، فهو مثل الذي قبله، وكذلك هذه الطرق كلها تتعلق بصلاة ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر، هما سنة الفجر، وهما آكد السنن الرواتب المتعلقة بالصلاة، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على شيء من الرواتب إلا على ركعتي الفجر، وعلى الوتر.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يركع ركعتين خفيفتين ...) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحاق].
هو شعيب بن شعيب بن إسحاق بن عبد الرحمن البصري الدمشقي، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي وحده، وقيل: إنه توفي أبوه وهو حمل فسمي باسم أبيه، فهو شعيب بن شعيب.

[حدثنا عبد الوهاب].
هو عبد الوهاب بن سعيد، لقبه وهب، وهو صدوق، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.
[أخبرنا شعيب].
هو شعيب بن عبد الرحمن الدمشقي، وهو ثقة، أخرج له النسائي وحده.
[حدثنا الأوزاعي].
هو عبد الرحمن بن عمرو، وقد مر ذكره قريباً، وهؤلاء كلهم شاميون، الذين مروا الأربعة شاميون.
[حدثني يحيى].
هو ابن أبي كثير اليمامي، وقد تقدم ذكره.
[حدثني نافع].
نافع مولى ابن عمر، وقد مر ذكره.
[عن ابن عمر عن حفصة].
عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، الصحابي الجليل، أحد العبادلة الأربعة، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[عن حفصة رضي الله تعالى عنها].
وقد مر ذكرها.
ثم قال المصنف: كلا الحديثين عندنا خطأ، يعني: مما يتعلق بالإسناد، والحديثان صحيحان وثابتان.

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #516  
قديم 10-05-2022, 05:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

حديث: (كان رسول الله يركع بين النداء والصلاة ركعتين خفيفتين ...) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور حدثني يحيى حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن حفصة رضي الله تعالى عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يركع بين النداء والصلاة ركعتين خفيفتين)].ثم ذكر النسائي الحديث من طريق أخرى عن حفصة رضي الله تعالى عنها، و(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركع بين النداء والصلاة ركعتين خفيفتين)، المتن هو نفس المتن، وكل الأحاديث أو كل هذه الطرق، تدور على هذا المتن الذي هو: ركوع ركعتين خفيفتين بين الأذان والإقامة قبل صلاة الفجر.
قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].
هو الكوسج المروزي، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود.
[حدثني يحيى].
هو يحيى بن سعيد القطان، ثقة، ثبت، ناقد، متكلم في الرجال جرحاً وتعديلاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا الأوزاعي].
وقد مر ذكره.

[حدثنا يحيى بن أبي كثير عن نافع عن ابن عمر عن حفصة].

وقد مر ذكرهم.
ثم قول المصنف في الإسناد المتقدم: كلا الحديثين عندنا خطأ، ما أدري ما وجهه، مع أن الإسناد الثاني هو مثل هذا الإسناد من حيث أنه كل فيه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن ابن عمر عن حفصة، ما أدري أيش وجه الخطأ؛ لأن ذاك طبعاً فيه صفية بدل ابن عمر، يعني قد يكون يعني مثلاً: يصير فيه هذا، لكن من حيث الرواية، ومن حيث يحيى بن أبي كثير روى عن نافع عن ابن عمر.
يعني: نافع يروي عن صفية وعن ابن عمر، فالإسناد لا أدري ما وجه الخطأ الذي فيه، الذي هو الإسناد الثاني من الإسنادين المتقدمين، الذي هو الإسناد الأول، والإسناد الثاني، هذا الإسناد مثله تماماً، يعني من حيث أنه فيه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة.
الحديثين الذي مر إسنادهما أولاً: في أول الباب، الإسناد الأول والإسناد الثاني هذا المقصود بقوله: كلا الحديثين عندي خطأ، لكن الإسناد الذي بعده فيه يحيى بن أبي كثير عن نافع عن ابن عمر عن حفصة، لا أدري ما وجه الخطأ فيه.


حديث: (أن النبي كان يصلي بين النداء والإقامة ركعتين خفيفتين) من طريق رابعة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا هشام بن عمار حدثنا يحيى - هو ابن حمزة - حدثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة قال: هو ونافع عن ابن عمر عن حفصة (أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي بين النداء والإقامة ركعتين خفيفتين ركعتي الفجر)]. قوله:
[أخبرنا هشام بن عمار].
صدوق، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا يحيى هو ابن حمزة]
هو ابن واقد الحضرمي الدمشقي، ثقة، رمي بالقدر، أخرج حديثه الجماعة. وكلمة (يعني ابن حمزة) قالها من دون هشام بن عمار، أما النسائي، أو من دون النسائي.

[حدثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة وهو نافع عن ابن عمر عن حفصة].

وقد مر ذكر هؤلاء جميعاً.

شرح حديث: (أن رسول الله كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح) من طريق خامسة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن منصور حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني نافع: أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما حدثه: أن حفصة رضي الله تعالى عنها حدثته: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح)].ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى.

قوله: [أخبرنا إسحاق بن منصور].

هو الكوسج الذي مر ذكره قريباً.

[حدثنا معاذ بن هشام].

هو ابن أبي عبد الله الدستوائي، وهو صدوق، ربما وهم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.

[حدثني أبي].

هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني نافع عن ابن عمر عن حفصة ].

وقد مر ذكرهم.


حديث: (أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الصبح ركعتين) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا يحيى بن محمد حدثنا محمد بن جهضم قال إسماعيل: حدثنا عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: أخبرتني حفصة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الصبح ركعتين)].ثم أورد حديث حفصة من طريق أخرى، والمتن هو نفس المتن.

قوله: [أخبرنا يحيى بن محمد].

هو ابن السكن البزار البصري، وهو صدوق، أخرج له البخاري، وأبو داود ، والنسائي.
[عن محمد بن جهضم].
صدوق، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
[قال إسماعيل : حدثنا].
هذا مما قدم فيه الاسم على الصيغة، يعني بدل ما يقول: قال: حدثنا إسماعيل عن عمر بن نافع، قال إسماعيل: حدثنا، وهذا يأتي في بعض الأسانيد أحياناً أنه يقدم الاسم على الصيغة، يقدم اسم الراوي على الصيغة التي قالها، أو التي قالها من دونه، وإسماعيل هو: ابن جعفر، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عمر بن نافع].
هو عمر بن نافع مولى ابن عمر، عمر بن نافع يعني أبوه مولى ابن عمر، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب إلا الترمذي.
[عن أبيه نافع عن ابن عمر عن حفصة]
وقد مر ذكرهم.

حديث: (أن الرسول كان إذا نودي لصلاة الصبح سجد سجدتين قبل الصبح) من طريق سابعة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا إسحاق بن الفرات عن يحيى بن أيوب حدثني يحيى بن سعيد أخبرنا نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن حفصة رضي الله تعالى عنها أنها أخبرته: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نودي لصلاة الصبح سجد سجدتين قبل صلاة الصبح)].ثم أورد النسائي حديث ابن عمر، وفيه التعبير بالسجدتين، والمراد بالسجدتين الركعتين؛ لأنه يطلق على الركعة أنها سجدة، فقوله: سجد سجدتين، يعني: ركع ركعتين، والمتن هو نفس المتن، إلا أن فيه ذكر السجدتين، ولا فرق بين ذكر السجدتين والركعتين.


تراجم رجال إسناد حديث: (أن الرسول كان إذا نودي لصلاة الصبح سجد سجدتين قبل الصبح) من طريق سابعة


قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم].
ثقة، حافظ، أخرج له النسائي وحده.

[أخبرنا إسحاق بن الفرات].
هو إسحاق بن الفرات التجيبي المصري، وهو صدوق فقيه، أخرج حديثه النسائي وحده.
[عن يحيى بن أيوب].
أيضاً المصري، صدوق ربما أخطأ، أخرج له أصحاب الكتب.
[حدثني يحيى بن سعيد].
هو يحيى بن سعيد الأنصاري المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا نافع عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (أن رسول الله كان إذا سكت المؤذن صلى ركعتين خفيفتين) من طريق ثامنة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا عبد الله بن إسحاق عن أبي عاصم عن ابن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن حفصة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أنها أخبرته: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن صلى ركعتين خفيفتين)].ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا عبد الله بن إسحاق]
هو عبد الله بن إسحاق البصري، وهو مستملي أبي عاصم، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه أصحاب السنن الأربعة.
[عن أبي عاصم].
هو الضحاك بن مخلد النبيل أبو عاصم النبيل، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو من كبار شيوخ البخاري، النسائي لا يروي عنه إلا بواسطة، النسائي ما أدركه، وإنما يروي عنه بواسطة، وهو من كبار شيوخ البخاري.
[عن ابن جريج].
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي، وهو ثقة، فقيه، يرسل ويدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[أخبرني موسى بن عقبة].
ثقة، فقيه، إمام في المغازي، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.

حديث: (أن رسول الله كان إذا سكت المؤذن من صلاة الصبح ...) من طريق تاسعة وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن سلمة حدثنا ابن القاسم عن مالك حدثني نافع عن عبد الله بن عمر: أن حفصة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أخبرته: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة)].ثم أورد النسائي حديث حفصة رضي الله عنها من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.
قوله: [أخبرنا محمد بن سلمة].
هو المرادي المصري، ثقة، ثبت، أخرج له مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا ابن القاسم].
هو عبد الرحمن بن القاسم، ثقة، فقيه، صاحب الإمام مالك، وقد أخرج حديثه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي.
[عن مالك].
هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة من مذاهب أهل السنة المشهورة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.


الأسئلة

مدى قبول رواية من علمت عدالته الظاهرة دون الباطنة

السؤال: يا شيخ! الله يحفظكم، هل تقبل رواية الراوي المستور الذي علمت عدالته ظاهراً ولم تعلم باطناً؟

الجواب: هو كما هو معلوم، العدالة الباطنة لا يعملها إلا الله عز وجل، ما يطلع على البواطن إلا الله، وإنما هو التعديل على حسب ما يظهر للناس، فالذي علمت عدالته وظهرت عدالته، أي: ما بقي مستوراً.


حكم قبول التعديل المبهم

السؤال: إذا روى الثقة المعروف بالرواية عن الثقات حديثاً عن شيخ لم يعدل ولم يجرح، فهل هذا توثيق لذلك الشيخ وإن لم يسمه؟الجواب: هو إذا كان أنه لا يروي إلا عن ثقة، يعني: يمكن أن يكون تعديلاً، أو توثيقاً من ذلك الشخص، لكن كما هو معلوم الراوي إذا قال: حدثني الثقة، فإنه لا يعول على كلامه؛ لأنه قد يكون ثقة عنده ومجروحاً عند غيره.
مداخلة: الآجري هل هو من المتساهلين؟

الجواب: لا أدري.

الكيفية الصحيحة لزيارة قبر النبي عليه السلام

السؤال: فضيلة الشيخ! ما الكيفية الصحيحة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه؟


الجواب: يقف عند القبر الشريف مستقبل القبر مستدبر القبلة، فيسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، وإن أضاف إلى ذلك قوله: صلى الله وسلم وبارك عليك، وجزاك أفضل ما جزى نبياً عن أمته، فإن ذلك سائغ؛ لأن المزور يدعى له ولا يدعى، والسلام دعاء، والصلاة دعاء.


تكرار زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال: هل يشرع تكرار زيارته صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: لا، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، يعني المقصود من هذا: أنها لا تكرر الزيارة؛ لأن ذلك من اتخاذه عيداً، ثم أيضاً هناك شيء يغني عن تكرار الزيارة، وهو أن الإنسان يصلي ويسلم عليه في أي مكان، والملائكة تبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم السلام كما جاء في هذا الحديث: (وصلوا عليّ فإن سلامكم يبلغني حيث كنتم)، يعني: بواسطة الملائكة كما جاء في الحديث الآخر: (إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)، ولهذا علي بن الحسين رحمة الله عليه، لما رأى رجلاً يأتي إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويقف عند فرجة عند قبره عليه الصلاة والسلام، دعاه وقال: (ألا أحدثك حديثاً سمعته عن أبي عن جدي؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تتخذوا قبري عيداً، وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم، ثم قال: ما أنت ومن بالأندلس إلا سواء)، أي: الكل يبلغ للرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة الملائكة.


فضل الصلاة في الروضة الشريفة

السؤال: هل هناك فضيلة للصلاة في الروضة؟

الجواب: نعم لها فضيلة، وذلك بالنسبة للنافلة، أما الفريضة فالصفوف الأول أفضل من الصلاة فيها، وكذلك ميامن الصفوف التي تحاذيها أفضل من الصلاة فيها، وأما بالنسبة للنافلة فلها ميزة؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)، يدل على تميزها، ومن المعلوم أن النافلة هي التي يكون لها تميز فيها، وأما الفريضة كما قلت: الصفوف الأول وميامن الصفوف التي تحاذيها أفضل منها.


شروح سنن النسائي

السؤال: هل لسنن النسائي شروح وما هي؟ وجزاكم الله خيراً.


الجواب: ما نعلم له شروحاً، وإنما فيها المشهور، هو هاتان الحاشيتان للسيوطي والسندي.


دعاء المريض

السؤال: أنا رجل مريض أرجو أن تدعو لي بالشفاء لعل الله أن يشفيني، وجزاكم الله خيراً.

الجواب: شفاكم الله وعافاكم، نسأل الله أن يشفيك وأن يعافيك.


مدى مشروعية نقض الوتر إذا صلى مع الإمام والوتر آخر الليل

السؤال: الذي يصلي مع الإمام الوتر، ويضيف إليه ركعة، ويوتر آخر الليل من العشر الأواخر من رمضان، هل هذا سائغ أم لا؟


الجواب: نعم سائغ، الذي يصلي مع الإمام صلاة التراويح، ثم يوتر الإمام، فإنه يشفع ركعة حتى لا يكون أوتر، وإذا حصلت الصلاة في آخر الليل يصلي معهم، ثم يوتر في آخر الصلاة آخر صلاة الليل.


موضع دعاء الاستفتاح من صلاة الليل

السؤال: هل يقال دعاء الاستفتاح في كل ركعتين من صلاة الليل؟

الجواب: لا، ما يقال إلا في الركعة الأولى من الركعتين الأوليين، يعني: إذا شرع في صلاة الليل يستفتح، ثم بعد ذلك لا يستفتح بعد ذلك، وإنما يستعيذ بالله ويقرأ.


علاقة راتبة العشاء بقيام الليل

السؤال: هل راتبة العشاء تدخل في قيام الليل؟


الجواب: لا ما تدخل، لا تدخل راتبة العشاء في قيام الليل، بل هي مستقلة عن صلاة الليل؛ لأن هذه من السنن الراتبة التي هي خارجة عن صلاة الليل.


مدى صحة تخصيص صلاة الاستسقاء بأيام مخصوصة

السؤال: هل هناك أفضلية في صلاة الاستسقاء في يومي الإثنين والخميس؟


الجواب: ما نعلم شيئاً إلا ما جاء من أن يومي الإثنين والخميس يشرع صيامهما ويستحب صيامهما، وأما كونه يصلى فيهما صلاة الاستسقاء أو تخصص، ما نعلم شيئاً يدل على هذا، بل صلاة الاستسقاء تفعل في جميع الأيام.


السنة في القراءة في ركعتي الفجر القبلية

السؤال: هل الأفضل المداومة على القراءة في سنتي الفجر والمغرب بسورة: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ؟


الجواب: السنة جاءت بقراءة هاتين السورتين، وجاءت أيضاً بقراءة آيتين من سورة البقرة وآل عمران: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، وقوله: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ [آل عمران:64]، جاءت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا وبهذا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #517  
قديم 10-05-2022, 05:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(314)

كتاب قيام الليل وتطوع النهار
- تابع باب وقت ركعتي الفجر




كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم المحافظة على ركعتي الفجر حضراً وسفراً، وكان يصليهما خفيفتين ولا يزيد عليهما بعد أذان الفجر.
تابع وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع

شرح حديث: (أن النبي كان يصلي قبل الفجر ركعتين خفيفتين)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [في باب وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع.أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبيد الله عن نافع عن عبد الله حدثتني أختي حفصة رضي الله تعالى عنها: (أنه كان يصلي قبل الفجر ركعتين خفيفتين)].
فهذا الحديث والأحاديث التي بعده، هي من جملة الأحاديث التي سبق أن مر عدد منها، وهي كلها عن حفصة رضي الله تعالى عنها، وقد مر جملة من الطرق المتعددة في حديث ركعتي الفجر، وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، وقد مرت تلك الطرق، وهذه طرق أخرى لهذا الحديث عن نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله تعالى عنها وعن الصحابة أجمعين.
وقد عرفنا أن ركعتي الفجر هي آكد الرواتب التي تتعلق بالصلوات، ولم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يحافظ على شيء من الرواتب إلا على ركعتي الفجر، وكذلك على الوتر، فإنه ما كان يتركهما لا في حضر ولا في سفر، أي: أنه يداوم عليهما ويفعلهما، أي: ركعتي الفجر والوتر، سواءً كان حاضراً أو مسافراً صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهذا يدلنا على تأكدها، وكذلك أيضاً على أن الركعتين تكون خفيفتين، لا تطول فيها القراءة، بل تقصر فيها القراءة، والذي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام فيما يقرأ في هاتين الركعتين، كثيراً ما كان يقرأ بـ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وأحياناً يقرأ بآيتين إحداهما من سورة البقرة والثانية من سورة آل عمران، آية البقرة قوله عز وجل: قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا [البقرة:136]، الآية، وآية آل عمران: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]، أي: أنه كان يفعل ذلك في بعض الأحيان صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان يصلي قبل الفجر ركعتين خفيفتين)

قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].
هو البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، فأبوه إسماعيل، وكنيته أبو إسماعيل، ومعرفة هذا النوع من أنواع علوم الحديث، فائدتها: ألا يظن التصحيف فيما لو ذكر بالكنية مع الاسم بدل النسبة مع الاسم، فيظن من لا يعرف أن هذا شخص آخر، أي: أنه مشهور بـإسماعيل بن مسعود، فإذا جاء في بعض الروايات: إسماعيل أبو مسعود، من لا يعرف يظن أن ابن صحفت إلى أبو، والواقع أنه لا تصحيف، بل هذا صواب، ولا تصحيف في شيء من ذلك.

[حدثنا خالد بن الحارث].
هو خالد بن الحارث البصري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا عبيد الله].
هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني العمري المصغر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. وهو ثقة، أما أخوه عبد الله بن عمر بن حفص المكبر فهو ضعيف.
[عن نافع].
نافع مولى ابن عمر، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم].
صحابي ابن صحابي، وهو أحد العبادلة الأربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس، هؤلاء أربعة اشتهروا بلقب العبادلة الأربعة من الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك أيضاً هو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم: أبو هريرة، وابن عمر، وابن عباس، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عن الجميع.
[عن حفصة].
أم المؤمنين، وحديثها عند أصحاب الكتب الستة.


حديث: (أن رسول الله كان يصلي ركعتين إذا طلع الفجر) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد حدثنا أبي حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن حفصة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين إذا طلع الفجر)].ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو: مثل الذي قبله يتعلق بصلاة الركعتين إذا طلع الفجر، صلى ركعتي الفجر السنة الراتبة التي هي تكون قبل صلاة الفجر، والتي هي: ركعتان خفيفتان.
قوله: [أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد].
هو المكي، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي، وابن ماجه.
[حدثنا أبي].
هو عبد الله بن يزيد المكي المقرئ، تعمّر ما يقارب المائة، وهو من كبار شيوخ البخاري. النسائي يروي عنه بواسطة، والبخاري يروي عنه مباشرة، وقد أقرأ القرآن نيفاً وسبعين سنة، ولهذا يقال له: المقرئ، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا جويرية بن أسماء].
صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، واسمه واسم أبيه مما اتفق مع أسماء النساء؛ لأن جويرية من أسماء النساء، وأسماء من أسماء النساء.
[عن نافع عن عبد الله عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.


شرح حديث: (كان رسول الله إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين) من طريق ثالثة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن زيد بن محمد سمعت نافعاً عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن حفصة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين)].ثم أورد النسائي حديث حفصة رضي الله عنها من طريق أخرى، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد طلوع الفجر إلا ركعتين خفيفتين، معناه: أنه بعد أن يطلع الفجر، فالذي يصلى هو ركعتا الفجر فقط، ولا يتنفل في ذلك الوقت، لكن لو أن الإنسان صلى الركعتين في بيته، ثم جاء إلى المسجد والصلاة لم تقم، فإنه يصلي تحية المسجد؛ لأن هذه تحية المسجد، ومتعلقة بدخول المسجد، ولكن كونه يتنفل، ويأتي بركعات قبل صلاة الفجر فلا يجوز؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يأتي إلا بركعتين، وهما ركعتا الفجر.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان رسول الله إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين) من طريق ثالثة


قوله: [أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم].
ثقة، أخرج له مسلم، والترمذي، والنسائي.
[حدثنا محمد بن جعفر].
هو غندر البصري ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا شعبة].
هو ابن الحجاج الواسطي ثم البصري، وهو ثقة، ثبت، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن زيد بن محمد].
هو زيد بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، والنسائي.
[عن نافع عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.

شرح حديث: (أن النبي كان إذا نودي لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين ...) من طريق رابعة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر عن حفصة رضي الله تعالى عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه كان إذا نودي لصلاة الصبح، ركع ركعتين خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصلاة)، وروى سالم عن ابن عمر عن حفصة].ثم أورد الحديث من طريق نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله تعالى عن الجميع، وهو مثل ما تقدم، كان إذا طلع الفجر أو نودي لصلاة الفجر، ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة، أي: أنه بين الأذان والإقامة، أو بعد طلوع الفجر والإقامة، لا يصلي إلا ركعتين خفيفتين.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان إذا نودي لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين ...) من طريق رابعة


قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].
هو قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، وبغلان قرية من قرى بلخ، وبلخ من مدن خراسان، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[حدثنا الليث].
هو ابن سعد المصري، ثقة، فقيه، فقيه مصر ومحدثها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن نافع عن ابن عمر عن حفصة].
وقد مر ذكرهم.


شرح حديث: (أن رسول الله كان يركع ركعتين قبل الفجر ...) من طريق خامسة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم قال ابن عمر: أخبرتني حفصة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركع ركعتين قبل الفجر، وذلك بعد ما يطلع الفجر)].ثم أورد النسائي حديث حفصة، وهو من طريق سالم عن عبد الله بن عمر، ليس من طريق نافع بل من طريق أخرى غير الطرق التي تقدمت عن نافع، فهذا من طريق سالم بن عبد الله بن عمر، والطرق المتقدمة من طريق نافع مولى ابن عمر، والمتن هو مثل المتن السابق يتعلق بالصلاة ركعتين خفيفتين بعد طلوع الفجر.

تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله كان يركع ركعتين قبل الفجر ...) من طريق خامسة


قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم].
هو ابن مخلد بن راهويه الحنظلي، ثقة، ثبت، مجتهد، فقيه، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وهو المشهور بـابن راهويه، وهذا اللفظ الذي هو راهويه المحدثون ينطقون به هكذا فيقولون: راهويه، يعني: تكون الواو ساكنة والهاء قبلها مضمومة، والياء التي بعد الواو مفتوحة، والهاء الأخيرة تكون ساكنة، وأما أهل اللغة فيقولون: راهويه، فتكون الواو مفتوحة، والياء ساكنة، وبعدها هاء، يقولون: راهويه، يعني مختوم بويه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.

[أخبرنا عبد الرزاق].
هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني اليماني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، وصاحب كتاب المصنف"مصنف عبد الرزاق"، وهو مليء بالآثار عن الصحابة والتابعين، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب، ينتهي نسبه إلى زهرة بن كلاب، ويلتقي نسبه مع نسب الرسول صلى الله عليه وسلم بـكلاب، وزهرة هو أخو قصي بن كلاب، والزهري منسوب إلى جده زهرة، وهو ثقة، إمام، فقيه، من صغار التابعين، مكثر من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. وهو الذي ذكر في ترجمته أنه كان يكب على الكتب يشتغل بها، فكانت زوجته تقول له: والله لهذه الكتب أشد عليّ من ثلاث ضرائر، أي: أن الكتب شغله الشاغل رحمة الله عليه.
[عن سالم].
هو سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وهو تابعي، فقيه من فقهاء المدينة السبعة المشهورين في المدينة في عصر التابعين، هو أحدهم على أحد الأقوال في السابع؛ لأن الفقهاء السبعة ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه خلاف، فالمتفق على عدهم هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير بن العوام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: سالم بن عبد الله بن عمر الذي معنا، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وسالم حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[قال ابن عمر : أخبرتني حفصة رضي الله تعالى عن الجميع].
وقد مر ذكرهما.


حديث: (أن رسول الله كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين) من طريق سادسة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا الحسين بن عيسى حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله تعالى عنه قال: أخبرتني حفصة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين)].ثم أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل ما تقدم.

قوله: [أخبرنا الحسين بن عيسى].

صدوق، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا الترمذي، وابن ماجه.
[حدثنا سفيان].
هو سفيان بن عيينة الهلالي المكي، وهو ثقة، ثبت، حجة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن عمرو].
هو عمرو بن دينار المكي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.

[عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: أخبرتني حفصة].

وقد مر ذكرهم.

حديث: (أن النبي كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح) من طريق سابعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمود بن خالد حدثنا الوليد عن أبي عمرو عن يحيى حدثني أبو سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر)].ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهو مثل حديث حفصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء وبين صلاة الصبح، يعني بين الأذان والإقامة يصلي ركعتين خفيفتين، فهو مثل حديث حفصة المتقدم.
قوله: [أخبرنا محمود بن خالد].
هو محمود بن خالد الدمشقي، وهو ثقة، أخرج حديثه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
[حدثنا الوليد].
هو ابن مسلم الدمشقي، وهو ثقة، كثير التدليس والتسوية، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي عمرو].
هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وهنا ذكر بكنيته فقط، وكنيته أبو عمرو، واسم أبيه أيضاً عمرو، وهو ممن وافقت كنيته اسم أبيه، مثل إسماعيل بن مسعود الذي مر بنا قريباً، ومثل هناد بن السري، كل هؤلاء أسماء آبائهم تتفق مع كناهم، أو كناهم تتفق مع أسماء آبائهم، وهنا ذكر بالكنية دون الاسم والنسب، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي الدمشقي وهو ثقة، فقيه الشام ومحدثها، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
ومعرفة كنى المحدثين من أنواع علوم الحديث، وفائدة معرفتها ألا يظن الشخص الواحد شخصين فيما إذا ذكر باسمه في موضع، وذكر بكنيته في موضع آخر، فمن لا يعرف يظن أن هذا شخص وهذا شخص آخر.
[عن يحيى].
هو ابن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، ثبت، يرسل، ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[حدثني أبو سلمة].
هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة في عصر التابعين على أحد الأقوال الثلاثة في السابع منهم، وقد مر ذكرهم قريباً، أي: الثلاثة الذين هم كل واحد قيل فيه: إنه سابع الفقهاء السبعة، وهم: أبو سلمة هذا، وسالم الذي مر ذكره قريباً، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
[عن عائشة].
هي عائشة أم المؤمنين، الصديقة بنت الصديق، التي حفظ الله بها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي من أوعية السنة، وممن حفظ الله تعالى بها السنة، ولا سيما الأمور التي تتعلق بالبيت، وبين الرجل وأهل بيته، وهي التي أنزل الله تعالى فيها آيات تتلى من سورة النور في براءتها مما رميت به من الإفك رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي واحدة من السبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، ستة رجال وامرأة واحدة هي عائشة، وقد مر ذكرهم آنفاً.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #518  
قديم 10-05-2022, 05:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث: (... ويصلي ركعتين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح) من طريق ثامنة

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة: (أنه سأل عائشة رضي الله تعالى عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل؟ قالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ يصلي ثمان ركعات ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ويصلي ركعتين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح)].ثم أورد النسائي حديث عائشة الذي فيه أنه كان يصلي ثلاث عشرة ركعة؛ ثمان ركعات ثم يوتر بالتاسعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، وإذا أراد أن يركع قام وركع عن قيام، ثم سجد، ثم بعد ذلك يصلي ركعتين بعد طلوع الفجر، أي: ركعتي الفجر، فيكون المجموع ثلاث عشرة ركعة، وهذا الحديث قد مر قريباً في باب إباحة الصلاة بين الوتر وركعتي الفجر، إباحة الصلاة، أي: النافلة، بين الوتر وبين ركعتي الفجر، وهنا أورده من أجل الدلالة أو الاستدلال به على الإتيان بركعتي الفجر بين الأذان والإقامة من صلاة الصبح.


تراجم رجال إسناد حديث: (... ويصلي ركعتين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح) من طريق ثامنة


قوله: [أخبرنا إسماعيل بن مسعود].
وقد مر ذكره قريباً.
[حدثنا خالد].
هو ابن الحارث، وقد مر ذكره قريباً.
[حدثنا هشام].
هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا يحيى].
هو ابن أبي كثير.
[عن أبي سلمة أنه سأل عائشة].
وقد مر ذكرهم.

شرح حديث: (كان النبي يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ...) من طريق تاسعة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن نصر حدثنا عمرو بن محمد حدثنا عثام بن علي حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان، ويخففهما)، قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث منكر].ثم أورد النسائي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما المتعلق بركعتي الفجر،وأنه (كان يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما)، وهذا مثل ما تقدم.

قوله: [أخبرنا أحمد بن نصر]
هو النيسابوري، وهو ثقة، حافظ، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[حدثنا عمرو بن محمد].
هو العنقزي، وهو ثقة، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن الأربعة.
[حدثنا عثام بن علي].
صدوق، أخرج حديثه البخاري، وأصحاب السنن.
[حدثنا الأعمش].
هو سليمان بن مهران الكاهلي الكوفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، والأعمش لقب لـسليمان بن مهران.
[عن حبيب بن أبي ثابت].
ثقة، يدلس، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن جبير].
ثقة، فقيه، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن عباس].
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، وهو أحد العبادلة الأربعة الذين مر ذكرهم قريباً من أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو أحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، والحديث ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو مثل ما تقدم، وقول النسائي: إنه حديث منكر، لا أدري ما وجهه.


شرح حديث: (لا يتوسد القرآن)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني السائب بن يزيد: (أن شريحاً الحضرمي ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يتوسد القرآن)].ثم أورد النسائي حديث السائب بن يزيد رضي الله تعالى عنه (أن شريحاً الحضرمي ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا يتوسد القرآن)، وهذا الحديث أورده النسائي في هذا الباب، ولا يظهر دخوله تحت هذا الباب، ولا أدري ما وجه إيراد النسائي له في باب وقت ركعتي الفجر، فليس له تعلق بركعتي الفجر، وليس فيه ذكر لوقت ركعتي الفجر، ولا تعرض لركعتي الفجر، وإنما فيه أن السائب بن يزيد قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم شريح الحضرمي، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا يتوسد القرآن).
وقوله: [(لا يتوسد القرآن)]، فسر بأنه يحتمل المدح والذم، وفسر بتفسيرين: فقيل: إنه لا يتوسد بالقرآن، أي: أنه لا ينام عن القرآن فيشتغل به، ويقرأه ويصلي من الليل، ثم ينام وقد اشتغل بالقرآن، فهو لا يتوسد بالقرآن، بمعنى أنه لا ينام عنه، وإنما يشتغل به ويُعنى به، ويقرأه، وهذا احتمال المدح، ويقابله احتمال الذم، فقوله: [(لا يتوسد بالقرآن)]، يعني: لا يحفظ شيء من القرآن، وفسر بتفسير آخر وهو أنه (لا يتوسد بالقرآن)، يعني: لا يمتهنه، بل يجله ويحترمه ويعظمه، وهذا هو احتمال جانب المدح، والثاني (لا يتوسد القرآن)، لا يكب على تلاوته، ولا يشتغل بتلاوته فيكون ذماً، يعني فسر عدم التوسد باحتمال المدح والذم، واحتمال المدح فيه معنيين، واحتمال الذم فسر بمعنيين.

تراجم رجال إسناد حديث: (لا يتوسد القرآن)

قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].
هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[أخبرنا عبد الله].
هو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، ثبت، جواد، مجاهد، قال عنه الحافظ بعد أن ذكر جملةً من صفاته في التقريب: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
وقد مر ذكره.
[أخبرني السائب بن يزيد].
صحابي صغير له أحاديث، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب السته، وهو الذي قال عن نفسه: حج بي أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمري سبع سنوات، يعني أنه في حجة الوداع وعمره سبع سنوات، فهو صحابي صغير، ولكنه سمع من رسول الله عليه الصلاة والسلام، وروى عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقال: ذكر عنده شريح الحضرمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، وشريح ليس من رواة الحديث، وليس من رجال الإسناد، وإنما جاء ذكره من أجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذه المقالة عندما ذكر له شريح.


الأسئلة

قضاء صلاة الوتر

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، هل يجوز صلاة ركعة الوتر قبل صلاة الفجر بعد الأذان؟

الجواب: سبق أن مر بنا الحديث الذي فيه أن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: إنه يمكن بعد الأذان، قال: وبعد الإقامة. لكنه ليس فيه دلالة على صلاة الوتر بعد طلوع الفجر.
الحديث الذي فيه: إنه كان تأخر وكانوا ينتظرونه فأقيمت الصلاة، فقال: إني كنت أصلي، فقيل له كذا، قال: حدث عن عبد الله بن مسعود أنه قال كذا. على كل؛ الحديث ما فيه دلالة على قضاء، وإنما فيه أنه كان يقضي صلاة الليل، لكنه ليس فيه القضاء في هذا الوقت، وإنما جاء أنه إذا لم يتمكن من صلاته في الليل لوجع أو غيره أو مرض، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة، والحديث سبق أن مر بنا أنه كان لا يصلي بعد الأذان إلا ركعتين خفيفتين.
الملقي: لفظ الحديث: (أنه كان في... عمرو بن شرحبيل، فأقيمت الصلاة، فجعلوا ينتظرونه، فجاء فقال: إني كنت أوتر، قال: وسئل عبد الله: هل بعد الأذان وتر؟ قال: نعم، وبعد الإقامة)، وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس ثم صلى).
الشيخ: نعم، نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس فصلى، يعني: أنه قضى الصلاة بعد خروج وقتها، فإذاً: الوتر يقضى بعد خروج وقته، لكن جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه يصلي الوتر في النهار، وعلى هذا من فاته الوتر فإنه يقضيه في النهار كما كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يفعل ذلك، والمسألة عن طريق القياس، وقد جاء نص عن رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن من فاته صلاة الليل فإنه يصليها في النهار، ولكنه يصليها مشفوعة، لا يصليها على هيئة الوتر، بل يضيف ركعة حتى يكون أتى بصلاة الليل مع وترها وزيادة ركعة، يكون العدد بها شفعاً لا وتراً.

حكم تسمية الذكور بأسماء النساء

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، مر علينا أحد الرواة اسمه جويرية بن أسماء، هل يؤخذ جواز تسمية الذكور بأسماء الإناث؟


الجواب: هذا ما يؤخذ منه دليل، فكون شخص سمي بـجويرية وأبوه سمي بـأسماء هذا لا يدل على جواز ذلك، لكن أسماء النساء ما ينبغي التسمية بها؛ حتى يتميز الرجال عن النساء.

زكاة الأرض المعروضة للبيع

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، توفي والدي وله أرض قصد بيعها قبل وفاته، ونحن ورثته كذلك نرغب ببيعها، فهل عليها زكاة؟ وإذا كان عليها زكاة، فهل تدفع عن كل سنة منذ قصد البيع، أم أن قيمتها تستخرج منه الزكاة فقط؟

الجواب: إذا كان أبوهم أعدها للبيع ومعروضة للبيع، فإنها تزكى، والواجب أنها تزكى عندما تنتهي كل سنة، تقوم وتخرج الزكاة ربع عشر القيمة، هذا إذا كانت معروضة للبيع. أما إذا كان مجرد أنه فكر بأن يبيعها، أو قال لهم: أنه سيبيعها، وقال ذلك في وقت متأخر، فإنها لا يكون عليها زكاة إذا كان أنه ما مضى حول على إعدادها للبيع.

نصيحة لرجل غارق في الذنوب والمعاصي

السؤال: فضيلة الشيخ! جزاكم الله خيراً، رجل غارق في ذنوبه، مع أنه محافظ على الصلوات، فيرجو من فضيلتكم الدعاء له بالهداية والإقلاع عن المعاصي.


الجواب: نسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق، وأن يعيذنا جميعاً من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن نزغات الشيطان، والإنسان الذي يحافظ على الصلاة عليه أن يتذكر، وأن يعرف أنه لماذا يصلي؟ فهو يصلي يرجو ثواب الله عز وجل، وما دام أنه يرجو ثواب الله، فعليه أن يخشى عقاب الله؛ لأنه بحمد الله يصلي، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، فعلى هذا الذي يصلي أن يتأمل في صلاته، ويعرف أنه إنما صلى يريد وجه الله، ويرجو ثواب الله، ويخشى عقاب الله، والله عز وجل الذي يرجى ويخشى، كذلك يخاف منه عندما يعصيه الإنسان في أي معصية من المعاصي، على الإنسان أن يكون خائفاً من الله عز وجل، وأن يتذكر عندما يهم بالمعصية وعندما يفكر بالمعصية أنه يصلي يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، فكيف يصلي يرجو الثواب ويخشى العقاب، ثم بعد ذلك يقدم على المعاصي؟! وإنما عليه أن تكون صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر، كما أخبر الله عن ذلك في قوله عز وجل: اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45].


وجه قول النسائي عن حديث ابن عباس في ركعتي الفجر: إنه حديث منكر

السؤال: فضيلة الشيخ! في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان)، وقول النسائي: إنه منكر، هل يمكن أن تكون نكارته من جهة أنه ذكر في الحديث أنه يصليها إذا سمع الأذان وليس بعد الأذان؟

الجواب: أظن أنه جاءت أحاديث عديدة أنه يصلي بعد الأذان، من ذلك حديث ابن عمر وحديث حفصة.


حكم تكثير الركعات بسلام واحد

السؤال: فضيلة الشيخ! هل يجوز شفع الصلوات بأن يصلي ثمان أو عشرين أو أكثر، ولا يجلس إلا في آخرها، أم لا يشرع هذا؟


الجواب: إطالة الصلوات وتكثيرها الرسول صلى الله عليه وسلم ما جاء عنه أنه يسردها ويأتي بها، وإنما كان يصلي ثمانية، ولا يجلس إلا في آخرها، لكن كونه يصلي عشرين أو يصلي كذا ما جاء عنه ذلك، والصلاة ركعتين ركعتين هو الأفضل والأولى؛ لأنه أولاً أرفق، ولكونه المطابق لإرشاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفعله، فهو أولى من أن يجمع الركعات المتعددة بسلام واحد، لكن إذا كان مثل ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ومثل ما جاء عن الرسول ثمان ركعات، فهذا جاءت به السنة، أما كون الإنسان يطيل ويأتي بركعات كثيرة، فذلك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأولى عدم فعله؛ لأنه أولاً أرفق بالإنسان، ولكونه أيضاً قد يحتاج إلى شيء من الراحة بين الصلوات، فيرتاح ثم يقوم للصلاة.


حكم صلاة من نزع الجوارب بعد لبسهما على طهارة

السؤال: شخص توضأ ولبس الشراب أو الجوربين، فلما وصل المسجد نزعهما من رجليه، فما الحكم؟


الجواب: إذا كان على وضوء فلا يؤثر نزعهما؛ لأن لبسهما وجوده مثل عدمه، ما دام أنه توضأ ولبسهما ولم ينقض الوضوء، فخلعهما أو عدم لبسهما، النتيجة واحدة، يعني كأنه ما لبسهما ما دام أنه على وضوء، وإنما الذي يؤثر لو خلعهما بعد نقض الوضوء، هذا هو الذي يؤثر، أما كونه على وضوء وقد خلعهما، فذلك لا يؤثر، سواءً خلعهما أو لبسهما ما دام على طهارة، النتيجة واحدة.

حكم من ترك صلاة حتى خرج وقتها

السؤال: من ترك صلاةً واحدة وصلاها بعد أن خرج وقتها، فهل يكفر بذلك؟


الجواب: عليه أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا الفعل، ومن هذا التأخير الذي قد حصل، وأما كونه يكفر بهذا العمل لا أدري، والله تعالى أعلم.

حكم إخراج الرز في كفارة اليمين

السؤال: هل يجزئ إخراج الرز فقط نيئاً في كفارة اليمين؟

الجواب: نعم يجزي، يجزي إخراج الرز غير مطبوخ في كفارة اليمين، أو في سائر الكفارات، ويمكن أن يكون الطعام مطبوخاً، ويمكن أن يقدم غير مطبوخ.

كفارة من خلف عدة مرات في موضوع واحد

السؤال: رجل حلف عدة مرات ولم يكفر وحنث، فكم كفارة تكون عليه؟


الجواب: إذا كان الموضوع واحداً، والحلف كله على شيء واحد، يعني كلها تتعلق بموضوع واحد، لكنه حلف ولم يكفر، ثم حلف ولم يكفر، فإذا كان الموضوع واحداً، والحلف على شيء واحد، فعليه كفارة واحدة. مثلاً: حلف على شيء واحد وكرر. لكنه إن كفر ثم حلف، فإنه يتعين عليه كفارة جديدة؛ لأن الحلف ذاك والحنث حصل له كفارة، أما إذا كان وجد الحنث، ثم حلف مرةً أخرى وهو يتعلق بنفس الموضوع، ليس بموضوع آخر، فيكفيه كفارةً واحدة، أما إن تعددت الموضوعات فكل يمين مستقلة، وعليها كفارتها.

زكاة الأرض الممنوحة من الدولة

السؤال: الأرض الممنوحة من الدولة إذا أراد بيعها، هل يزكيها؟


الجواب: إذا كانت عرضت للبيع، فإنها إذا مضى عليها حول وهي معروضة للبيع، فإنها تزكى قيمتها، سواءً تم بيعها أو لم يتم بيعها، تقوم وتزكى قيمتها إذا كانت معروضة للبيع.

كيفية التعامل مع من يغضب ويثور من النصيحة

السؤال: رجل أراد نصح شخص فقال له: لا أريد النصيحة، ويغضب ويثور إذا نصحه، فهل يتركه؟


الجواب: نسأل الله السلامة والعافية، أولاً: عليه -أنه إذا سمع منه مثل هذا الكلام، وأنه يترتب على ذلك إعراض- أن يوصي بعض الناس الآخرين الذين يمكن أن يكون لهم تأثير عليه، بأن ينصحوه، ولعل ذلك يفيد أما إذا كان يقابل بهذا الكلام ويقول له: لا أريد النصيحة، وقد يحصل منه زيادة في الشر، وزيادة في الابتعاد والنئ عن الحق، فيدعو له ولكن لا يتركه، بل يوصي من يرى أنه قد يؤثر عليه، فينصحه.

طلاق امرأة المجنون

السؤال: من مرض مرض الجنون وطالت المدة، فهل تطلق امرأته؟


الجواب: هذه القضية يرجع فيها للقضاة.

كيفية القراءة بصلاة الفجر إذا صلاها بعد طلوع الشمس

السؤال: من فاتته صلاة الصبح وصلاها بعد طلوع الشمس، فهل يجهر بالقراءة أم لا؟

الجواب: نعم له أن يجهر بالقراءة، وله أن يسر.

مدى وجود كتاب أوسع من كتاب المغني في الفقه

السؤال: فضيلة الشيخ! حفظكم الله، هل هناك كتاب أوسع وأحسن من كتاب المغني في المذهب الحنبلي؟ وما رأيكم في كتاب الشرح الكبير؟


الجواب: ما أعلم كتاباً أوسع من كتاب المغني؛ ولأن كتاب المغني هو أوسع كتاب يتعلق بالفقه العام الذي يشمل فقه الحنابلة، وغير فقه الحنابلة، يذكر أقوال الصحابة والتابعين، والأئمة الأربعة وغيرهم، فهو كتاب واسع ومفيد، فهو أوسع كتاب في الفقه، ومثله في السعة كتاب المجموع شرح المهذب للنووي؛ لأنه كتاب واسع، وليس مقتصراً على مذهب الشافعية، وإنما هو مثل كتاب المغني أو كتاب المغني مثله؛ لأن كلاً منهما كتاب واسع، ومعني بذكر أقوال الفقهاء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولا يقتصر على مذهب معين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #519  
قديم 10-05-2022, 05:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الصلاة
(كتاب قيام الليل وتطوع النهار)
(315)

كتاب قيام الليل وتطوع النهار
- (باب من كان له صلاة بالليل فغلبه عليها النوم) إلى (باب متى يقضي من نام عن حزبه من الليل)




من فضل الله ورحمته بعباده أن من كانت له صلاة من الليل فنام وهو ينويها كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه، ويصليها في النهار شفعاً، وهكذا من كان له حزب من القرآن فإنه يقرؤه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر.
من كان له صلاة بالليل فغلبه عليها النوم

شرح حديث: (ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم ...)


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من كان له صلاة بالليل فغلبه عليها النوم.أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن محمد بن المنكدرعن سعيد بن جبير عن رجل عنده رضي أخبره أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من امرئٍ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه)].
يقول النسائي رحمه الله: باب من كان له صلاة بالليل فغلبه عليها النوم، مراد النسائي بهذه الترجمة: أن من كان له صلاة يصليها من الليل، فحصل في بعض الأحيان أنه غلبه عليها نوم، فلم يؤدها، وطلع الفجر دون أن يصليها، فإن الله تعالى يكتب له الأجر على تلك الصلاة التي كان قد اعتادها، وإن كان قد نام عنها، ويكون نومه هذا عليه صدقة، أنه حصل له الأجر، فإذا كان قد اعتاد ذلك الشيء، وكان ينوي ويريد أن يصليها، ولكن غلبه النوم، فإن الله تعالى يأجره مثل لو أنه فعله، ويكون هذا النوم الذي حصل له صدقة من الله عز وجل عليه، وهذا يدلنا على عظيم كرمه سبحانه وتعالى وفضله وإحسانه، وأنه يثيب الإنسان على حسب نيته، وعلى حسب قصده، وقد جاء في الحديث في غزوة تبوك قال: (إن في المدينة رجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم حبسهم العذر)، أي: أنهم بقلوبهم، وبنياتهم حصلوا الأجر والثواب.
ومما يذكر هنا: أن هناك حديث مشهور عند الناس وهو: (نية المؤمن خير من عمله). وهو غير صحيح، هذا حديث ضعيف، فلم يثبت ذلك عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
[(ما من امرئٍ تكون له صلاةٌ بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقة عليه)].
حديث عائشة رضي الله عنها واضح في الترجمة، وهي: أنه ما من امرئ تكون له صلاة من الليل، فيغلبه عليها نوم، إلا كتب الله له أجر صلاته، وكان نومه صدقةً من الله عليه، فهو مأجور على نيته، ويحصل الأجر مثل ما لو كان عمل؛ لأن هذا الذي تركه إنما تركه مغلوب عليه بسبب النوم، أما إذا كان تركه متثاقلاً، وكسلاً وخمولاً، فهذا الحديث لا يتعرض له وليس له علاقة بما جاء في الحديث، وإنما الذي كان عنده نية، ثم غلب عليه النوم وهو لا يريد النوم، بل غلبه من دون قصده فإن الله تعالى يأجره على نيته، ويثيبه على ذلك وذلك النوم الذي حصل صدقة من الله عز وجل عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم ...)

قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].
هو ابن جميل بن طريف البغلاني، ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.

[عن مالك].
هو مالك بن أنس، إمام دار الهجرة، المحدث الفقيه، الإمام المشهور، أحد أصحاب المذاهب الأربعة المشهورة من مذاهب أهل السنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن المنكدر].
هو محمد بن المنكدر المدني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن جبير].
ثقة، فقيه، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن رجل عنده رضي]
أي أنه مرضي عنده، معناه: أن هذا الرجل الذي لم يسم في الرواية مرضي عند سعيد بن جبير رحمة الله عليه، وهو مبهم، وقد جاء بيانه في الإسناد الذي بعد هذا، وأنه الأسود بن يزيد بن قيس النخعي الذي سيأتي في الإسناد الذي بعد هذا، وهو ثقة، مخضرم، مكثر، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي الصديقة بنت الصديق، من أوعية سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن أشخاص سبعة عرفوا بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم وأرضاهم، ستة رجال وامرأة واحدة، والمرأة هي: أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.


اسم الرجل الرضي

شرح حديث: (من كانت له صلاة صلاها من الليل فنام عنها...) من طريق ثانية


قال المصنف رحمه الله تعالى: [اسم الرجل الرضي.أخبرنا أبو داود حدثنا محمد بن سليمان حدثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير، عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له صلاة صلاها من الليل فنام عنها، كان ذلك صدقةً تصدق الله عز وجل عليه، وكتب له أجر صلاته)].
ثم أورد النسائي حديث عائشة من طريق أخرى، وفيها تسمية الرجل الرضي عند سعيد بن جبير، وهو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، والحديث متصل، وتحت الباب الذي قبله، وأما هذه الترجمة وهي: اسم الرجل الرضي، فهذه الذي يظهر أنها من بعض النساخ، وليست من النسائي؛ لأن الترجمة هي تتعلق بمن كان له صلاةً من الليل فنام عنها، فأورد النسائي حديثاً لـعائشة من طريق فيه رجل مبهم، عن سعيد بن جبير ثم أتى بالطريقة الثانية التي فيها تسمية ذلك الرجل، والباب هو واحد، ولعل النسائي كعادته عندما يريد أن يذكر شيئاً يتعلق بإسناد بعد، يذكر بعد الحديث كلمة، ثم يذكر الإسناد الذي بعده، فلعل النسائي قال بعدما فرغ من الحديث: اسم الرجل الرضي وهو متصل به، يريد أن الإسناد الآتي يبين اسم ذلك الرجل الرضي، ثم ساق الإسناد الذي فيه اسم ذلك الرجل الرضي، فعمد أو جاء بعض النساخ فجعله عنوان ترجمة وباب، وهو في الحقيقة ليس باباً؛ لأن الباب هو من كان له صلاة ونام عنها، والحديث الأول، والثاني كلاهما يتعلق بهذا الموضوع.


تراجم رجال إسناد حديث: (من كانت له صلاة صلاها من الليل فنام عنها...) من طريق ثانية


قوله: [أخبرنا أبو داود].
هو سليمان بن سيف الحراني، وهو ثقة، حافظ، أخرج له النسائي وحده.

[عن محمد بن سليمان].
هو محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني، وهو صدوق، أخرج له النسائي وحده.
[عن أبي جعفر الرازي].
هو عيسى بن أبي عيسى، وهو صدوق سيئ الحفظ، أخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وأصحاب السنن الأربعة، وقال: عنه النسائي: ليس بالقوي كما سيأتي.
[عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير].
وقد مر ذكرهما.

[عن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي].

هو الرجل الرضي عند سعيد بن جبير، وهو ثقة، فقيه، مخضرم، مكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.


طريق ثالثة لحديث: (ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم ...) وتراجم رجال إسنادها


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا أحمد بن نصر حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكر نحوه. قال أبو عبد الرحمن: أبو جعفر الرازي ليس بالقوي في الحديث].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى مسنداً إلى عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
فذكر نحوه، أي: نحو المتن المتقدم، وكلمة (نحوه) معناها أنه يوافقه في المعنى، وإذا قيل: (مثله) يوافقه في اللفظ والمعنى، وهنا قال: فذكر نحوه يعني: نحو المتن المتقدم، أي: ما يشابهه، ويقاربه، ويتفق معه في المعنى، فهذا هو الفرق بين مثله ونحوه، إذا قيل: مثله، يعني: اللفظ مثل اللفظ. وإذا قيل: نحوه، أي: مشابهاً له ومقارباً.

قوله: [أخبرنا أحمد بن نصر].

هو النيسابوري، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[حدثنا يحيى بن أبي بكير].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[حدثنا أبو جعفر الرازي].
قد مر ذكره.

[عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن عائشة].

وقد مر ذكرهم.
لكن هذا الإسناد فيه إرسال؛ لأن سعيد بن جبير لم يسمع من عائشة، وروايته عنها مرسلة كما ذكر ذلك الحافظ في التقريب، عند ذكر سعيد بن جبير قال: وروايته عن أبي موسى، وعائشة ونحوهما مرسلة، يعني: فهو من قبيل المرسل، لكنه معلوم الواسطة في الإسناد الذي قبل هذا، فالحديث يعتبر ثابتاً؛ لأنها عرفت الواسطة المحذوفة التي بين سعيد بن جبير وبين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها.


من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام

شرح حديث: (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه ...) من طريق رابعة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام.أخبرنا هارون بن عبد الله حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن غفلة عن أبي الدرداء يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى أصــبح كتـب له مـا نوى، وكـان نومـه صـدقةً عليه من ربه عـز وجل)، خـالفـه سفيان].
أورد النسائي هذه الترجمة وهي: باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام، وهذه الترجمة قريبة من التي قبلها.
فالحديث الوارد فيها أعم مما دل عليه الحديث السابق؛ لأن هناك، من كان له صلاة فنام عنها، وأما هنا من أتى فراشه وهو يريد، فهذا يشمل ما إذا كان له عادة، أو كان ليس له عادة، ولكنه أراد في تلك الليلة أن يصلي صلاةً، فإن الله تعالى يكتب له ما نواه، ويكون نومه صدقةً عليه، فيحصل الأجر بنيته وقصده، ويكون هذا النوم الذي نامه صدقةً من الله عليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه ...) من طريق رابعة


قوله: [أخبرنا هارون بن عبد الله].
هو هارون بن عبد الله البغدادي الحمال، لقبه الحمال، وهو ثقة، أخرج حديثه مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.

[عن حسين بن علي].
هو حسين بن علي الجعفي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن زائدة].
هو زائدة بن قدامة الثقفي الكوفي، وهو ثقة، ثبت، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سليمان].
هو سليمان بن مهران الكاهلي الأعمش، ذكر هنا باسمه، ويذكر أحياناً بلقبه، ومعرفة ألقاب المحدثين من أنواع علوم الحديث؛ لأن من لا يعرف ذلك، قد يظن الشخص الواحد شخصين، فإذا ذكر باسمه أحياناً وبلقبه أحياناً، يظن أن هذا شخص وهذا شخص، وسليمان هنا غير منسوب، وهو: سليمان بن مهران الأعمش الكاهلي الكوفي.
[عن حبيب بن أبي ثابت].
هو حبيب بن أبي ثابت الكوفي، وهو ثقة، يدلس، ويرسل، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عبدة بن أبي لبابة].
ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا أبا داود فإنه لم يخرج له في السنن بل في المسائل.
[عن سويد بن غفلة].
ثقة، من كبار التابعين، وقيل: إنه قدم المدينة في اليوم الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مسلماً في حياته، ولكنه ما ظفر بصحبته، ولا برؤيته عليه الصلاة والسلام، وهذا الذي يصلح أن يقال فيه: كاد أن يكون صحابياً، وقد قالوا في ترجمة الصنابحي: كاد أن يكون صحابياً، وكان قدم من اليمن، ولما صار في الجحفة، جاء ركب من المدينة وأخبروه وأصحابه بأن رسول صلى الله عليه وسلم قدمات، فبلغهم الخبر وهم في الطريق إلى المدينة، وأما هذا فإنه قدم المدينة في اليوم الذي دفن فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو من كبار التابعين، ومن المعمرين، قيل: إن عمره مائةً وثلاثين سنة، وذكر أبو نعيم في الحلية في ترجمته: أنه كان يصلي بالناس التراويح في رمضان وعمره مائة وخمس وعشرون سنة، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي الدرداء].
هو عويمر بن قيس الأنصاري، صحابي جليل، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.


طريق خامسة لحديث: (من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل ...) وتراجم رجال إسنادها


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله عن سفيان الثوري عن عبدة سمعت سويد بن غفلة عن أبي ذر، وأبي الدرداء: موقوفاً].أورد النسائي هذا الحديث من طريق أخرى إلى أبي ذر، وإلى أبي الدرداء، وهي موقوفة عليهما، والمتن هو نفس المتن، ولكن مثل هذا لا يقال بالرأي، فله حكم الرفع، والحديث الذي راح عن الصحابي أبي الدرداء، فهذا عن أبي الدرداء وعن أبي ذر، فهو موقوف عليهما، وجاء في الأول رفعه إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، أي: عن طريق أبي الدرداء المتقدمة، ومثل هذا له حكم الرفع؛ لأن مثل ذلك لا يقال من قبل الرأي، كون أن الله تعالى يتفضل عليه بأن يكتب له أجر الصلاة التي نواها، ونومه صدقةً عليه، فلو لم يأت مرفوعاً إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام في الطريق السابقة، أو في الطرق المتقدمة، فإنه له حكم الرفع؛ لأن الشيء الذي فيه تحديث ثواب، وبيان أجور، أو إخبار عن أمور مغيبة، أو ما إلى ذلك، لا تقال من قبل الرأي، فلها حكم الرفع إذا كانت موقوفةً على الصحابة.
قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].
هو سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه الترمذي، والنسائي.
[عن عبد الله].
هو ابن المبارك المروزي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سفيان الثوري].
هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي، ثقة، ثبت، حجة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وهي من أعلى صيغ التعديل وأرفعها، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عبدة].
هو ابن أبي لبابة الذي تقدم في الإسناد الذي قبل هذا.
[عن سويد بن غفلة عن أبي ذر].
سويد بن غفلة، وأبي الدرداء وقد مر ذكرهما، وأما أبو ذر فهو: جندب بن جنادة، صحابي، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.


كم يصلي من نام عن صلاة أو منعه وجع

‏يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #520  
قديم 10-05-2022, 05:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح حديث: (كان إذا لم يصل من الليل ... صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة)

وقال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كم يصلي من نام عن صلاة أو منعه وجع.[أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة رضي الله تعالى عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل من الليل منعه من ذلك نوم أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة)].
ثم أورد النسائي هذه الترجمة: كم يصلي من نام عن صلاة أو منعه وجع؟ يعني: إذا لم يتمكن من الصلاة، كم يصلي من النهار قضاءً إذا أراد أن يقضي؟ الأحاديث المتقدمة تدل على حصول الثواب، وإن لم يحصل قضاء، لكنه إذا حصل القضاء، فإن الإنسان يؤجر على كونه عمل ذلك العمل الذي هو القضاء، ثم أيضاً القضاء فيه المحافظة على الأعمال الصالحة، وكون الإنسان يعود نفسه أنه لا تفوته، وأنه إذا فاتته يقضيها، أي: النوافل، فإن هذا هو الفرق بين كونه يقضي وبين كونه لا يقضي، أول الذي كان ينوي، فإنه يؤجر وإن لم يقض، ولكنه لو قضى فإنه يؤجر على قضائه وعلى نيته، ثم أورد النسائي حديث عائشة رضي الله عنها (إذا لم يصل من الليل -يعني صلاته من الليل- منعه من ذلك نومٌ أو وجع، صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة)، أي: أنه كان يصلي في الليل إحدى عشرة ركعة، فصلاته ووتره إحدى عشرة ركعة، فكان إذا قضاها يقضيها من النهار، ولكن يقضيها ثنتي عشرة ركعة؛ لأنه لا يصليها كما هي وتراً؛ لأن الوتر لا يكون في النهار، ولكن المقدار التي يؤتى به في الليل، يؤتى به في النهار وزيادة ركعة مشفوعة، فيكون إحدى عشر صلاها وزيادة ركعة، وهكذا الإنسان الذي له صلاة اعتادها، بأن يصلي خمساً فنام عنها يصلي ستاً، وإذا كان يصلي ثلاثاً يصلي أربعاً، وإذا كان يصلي سبعاً يصلي ثمان، وإذا كان يصلي تسعاً يصلي عشراً، أي: يضيف إليها ركعة، فيقضيها مشفوعة، ولا يؤديها كما هي في الليل؛ لأنه لا يؤتى بالوتر في النهار، ولكن يؤتى بصلاة الليل، وركعة الوتر مشفوعةً يعني: في النهار.

تراجم رجال إسناد حديث: (كان إذا لم يصل من الليل ... صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة)

قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].
قد مر ذكره قريباً.
[حدثنا أبو عوانة].
هو الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، وهو ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة، وهو مشهور بكنيته أبو عوانة.
[عن قتادة].
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن زرارة].
هو زرارة بن أوفى، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعد بن هشام].
هو سعد بن هشام بن عامر، وهو ثقة أيضاً، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
[عن عائشة].
وقد مر ذكرها.


متى يقضي من نام عن حزبه من الليل

شرح حديث: (من نام عن حزبه أو عن شيء منه ...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب متى يقضي من نام عن حزبه من الليل.أخبرنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان عن يونس عن ابن شهاب: أن السائب بن يزيد رضي الله تعالى عنه، وعبيد الله أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نام عن حزبه أو عن شيءٍ منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل)].
أورد النسائي باب متى يقضي من نام عن حزبه، المراد بالحزب هنا: الشيء الذي اعتاده من قراءة القرآن، بحيث يخصص له مقداراً من القرآن يقرأه بالليل، سواءً في الصلاة أو في غير الصلاة، فإنه إذا قضاه من طلوع الفجر إلى الظهر، فكأنما قرأه من الليل، وإذا أراد أن يقضي، هذا الحزب الذي يأتي به، في الصلاة، فإنه يفعل ذلك في الضحى في النهار، مثلما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل، إذا غلبه وجع عن صلاته صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة، ولا يصلي ذلك في وقت النهي، يعني: بعد صلاة الفجر؛ لأن بعد طلوع الفجر، ليس هناك إلا ركعتي الفجر وليس للإنسان أن يتنفل، وإنما يصلي في الضحى، مثل ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، أما إذا كان قراءة قرآن، فإنه يقرأه في أي وقت من طلوع الفجر إلى الظهر، وهذا هو الذي يبدو ويظهر، والمقصود من الحزب هو: مقدار من القرآن يقرأه أو يخصصه الإنسان لنفسه، وليس المقصود بالحزب ما هو مشهور على المصحف أنه ثمنين أو ربع جزء، فإن المقصود مقدار من القرآن اعتاد أن يقرأه، فإنه إذا قرأه من طلوع الفجر إلى الظهر، فكأنما قرأه من الليل، معناه: أنه لو كان قد فاته من الليل، فإن فعله في ذلك الوقت فهو كفعله في الليل.
والصحابة رضي الله عنهم كانوا يحزبون القرآن سبعة أحزاب، كما جاء عن أوس بن أوس: سئل أصحاب محمد كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاثاً. وقد مر بنا هذا فيما مضى: ثلاثاً، وخمساً، وسبعاً، وتسعاً، وإحدى عشرة، وثلاثة عشرة، وحزب المفصل واحد وأوله (ق)، أي: أنهم يجعلون سبعة أقسام، يعني: ثلاث سور هي حزب، البقرة والنساء وآل عمران، ثم بعدها خمس سور حزب، التي هي: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، ثم سبع حزب، التي هي: يونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، ثم بعد ذلك تسع تبدأ من الإسراء، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان، ثم بعد ذلك إحدى عشرة، الشعراء، ثم النمل، ثم القصص، ثم العنكبوت، ثم الروم، ثم لقمان، ثم السجدة، ثم الأحزاب، ثم سبأ، ثم فاطر، ثم يس، إحدى عشر، ثم من الصافات ثلاث عشرة الصافات، وص، والزمر، وغافر، وفصلت، والشورى، والزخرف، والدخان، والجاثية، والأحقاف، ومحمد، والفتح، والحجرات، ثم الحزب السابع، أوله ق، الحزب المفصل أوله ق.
فحزبه يعني: المقدار الذي كان يخصصه لنفسه، سواءً يكون سبع القرآن أو أقل أو أكثر، فالمقصود أنه إذا كان قراءةً بدون صلاة، فمن طلوع الفجر إلى الزوال، كله مكان للقراءة، أما إذا كان بالصلاة فإنه يكون في الضحى، ووقت النهي لا يقضى فيه الفوائت، وإنما تقضى فيه الفرائض، لكن ما تقضى فيها الفوائت من النوافل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما فاتته سنة الظهر، فصلاها بعد العصر، ثم داوم على ذلك، فسألته أم سلمة قالت: (أفنقضيهما كذلك إذا فاتتنا؟ قال: لا).

تراجم رجال إسناد حديث: (من نام عن حزبه أو عن شيء منه ...)

قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].
قد مر ذكره.

[حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد].

هو أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[عن يونس].
هو يونس بن يزيد الأيلي، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن شهاب].
هو الزهري محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث ابن زهرة بن كلاب، ثقة، فقيه، مكثر من رواية حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن صغار التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أن السائب بن يزيد وعبيد الله].
السائب بن يزيد، صحابي صغير، هو الذي قال: حج بي أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمري سبع سنوات، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
وعبيد الله هو ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وهو من فقهاء المدينة السبعة المشهورين في عصر التابعين، وعبيد الله هذا هو أحدهم، وهم ستة متفق على عدهم في الفقهاء السبعة، والسابع فيه ثلاثة أقوال، الستة هم: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد بن ثابت، وعروة بن الزبير، وسليمان بن يسار، وسعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، والسابع فيه ثلاثة أقوال: قيل: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وقيل: أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وقيل: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وحديث عبيد الله هذا عند أصحاب الكتب الستة.

[أن عبد الرحمن].

هو عبد الرحمن بن عبد القاري بتشديد الياء نسبة إلى القارة، وهم قبيلة من القبائل يقال لهم: القارة ينسب إليها فيقال: القاري مشدد، وليس نسبة إلى القراءة يقال: القارئ نسبة إلى القراءة، وإنما هي: نسبة للقارة، وهو ابن عبد يعني: غير منسوب وغير مضاف، مقطوع عن الإضافة، قيل: له رؤية، وقيل: إنه ثقة من كبار التابعين، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن عمر بن الخطاب].
رضي الله تعالى عنه، أبو حفص، فاروق هذه الأمة، ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وذو المناقب الجمة والفضائل، رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

حديث: (من نام عن حزبه ...) من طريق ثانية وتراجم رجال إسناده

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد القاري: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نام عن حزبه أو قال: جزئه من الليل، فقرأه فيما بين صلاة الصبح إلى صلاة الظهر، فكأنما قرأه من الليل)].أورد النسائي الحديث من طريق أخرى، وهو مثل الذي قبله، عن عمر بن الخطاب.
قوله: [أخبرنا محمد بن رافع].
هو القشيري النيسابوري، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه.
[حدثنا عبد الرزاق].
هو عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وهو ثقة، حافظ، مصنف، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[أخبرنا معمر].
هو معمر بن راشد الأزدي البصري، نزيل اليمن، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.
[عن الزهري].
وقد مر ذكره.
[عن عبد الرحمن عن عمر].
وقد مر ذكرهما.

حديث: (من فاته حزبه من الليل ...) من طريق ثالثة وتراجم رجال إسناده


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك عن داود بن الحصين عن الأعرج عن عبد الرحمن بن عبد القاري: أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: (من فاته حزبه من الليل، فقرأه حين تزول الشمس إلى صلاة الظهر، فإنه لم يفته، أو كأنه أدركه)، رواه حميد بن عبد الرحمن بن عوف موقوفاً].ثم أورد النسائي الحديث موقوفاً على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وفيه: أن من فاته حزبه من الليل فقرأه من الزوال إلى صلاة الظهر، فكأنما قرأه من الليل. يعني: هذا فيه تقليل المدة، وأما الذي قبله فهو أوسع؛ لأنه من الفجر إلى صلاة الظهر، ومن المعلوم أن هذا جزء من تلك المدة، التي هي من الفجر إلى صلاة الظهر، فهذا جزء من ذلك، وهو موقوف، وله حكم الرفع؛ لأن مثل ذلك لا يقال من قبل الرأي.
قوله: [أخبرنا قتيبة بن سعيد].
وقد مر ذكره.
[عن مالك].
وقد مر ذكره.
[عن داود بن الحصين].
ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو ثقة إلا في عكرمة.
[عن الأعرج].
هو عبد الرحمن بن هرمز المدني، ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة. والأعرج لقب اشتهر به عبد الرحمن بن هرمز، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.

[عن عبد الرحمن بن عبد القاري: أن عمر بن الخطاب].

وهو موقوف على عمر رضي الله تعالى عنه، وهو لا يقال من قبل الرأي.

شرح حديث: (من فاته ورده من الليل ...) من طريق رابعة


قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن قال: (من فاته ورده من الليل فليقرأه في صلاة قبل الظهر، فإنها تعدل صلاة الليل)].أورد النسائي هذا الأثر، وهنا موقوف على حميد بن عبد الرحمن، وهو تابعي، والمشهور أن الموقوف على التابعين ومن دونهم يقال له: مقطوع، والموقوف يطلقونه على الموقوف على الصحابة، وأما من دون الصحابة يقال له: مقطوع، أي: أن المتن الذي ينتهي سنده إلى التابعي أو من دونه يقال له: مقطوع، وعلى كل حال ففي تحفة الأشراف أن كلاً من حميد بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن عبد القاري، يروون عن عمر، فعلى هذا يكون موقوفاً على عمر، فيكون قول النسائي: موقوفاً، يعني: أنه مثل الذي قبله أيضاً موقوف على عمر رضي الله تعالى عنه، لكن على ما هو موجود، في المتن هنا بدون ذكر عمر، يعتبر من قبيل المقطوع؛ وإذا كان ينتهي إلى الصحابي يقال له: موقوف، وإذا كان ينتهي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام يقال له: مرفوع، لكن الموقوف على الصحابة إذا كان من الأمور التي لا مجال للرأي فيها، فهو من قبيل المرفوع حكماً، ولا يقال بالنسبة للتابعين، إذا كان المتن ينتهي إليهم، وهو من قبيل الأمور التي ليس للرأي فيها مجال، أن يكون من قبيل المرفوع حكماً، ليس كذلك؛ لأن الواسطة بين ذلك التابعي وبين الرسول صلى الله عليه وسلم غير معروفة؛ لأنه قد يكون أخذه عن تابعي، وهكذا، فلا يقال: أنه مرفوع.

تراجم رجال إسناد حديث: (من فاته ورده من الليل ...) من طريق رابعة

قوله: [أخبرنا سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك].

وقد مر ذكرهما.

[عن شعبة].
هو شعبة بن الحجاج الواسطي ثم البصري، ثقة، ثبت، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن سعد بن إبراهيم].
هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
[عن حميد بن عبد الرحمن].
هو حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وهو ثقة، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 326.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 320.56 كيلو بايت... تم توفير 5.89 كيلو بايت...بمعدل (1.80%)]