كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله - الصفحة 17 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 309 - عددالزوار : 14136 )           »          ظاهرة التشكيك في الأحاديث الصحيحة!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          الدعوة إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 2886 )           »          تجــديد الخطـــاب الدعــــوي في المرحلـة القادمـة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 157 )           »          أزمــــة النخـــــب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          من شبهات اليهود وأباطيلهم «أن المسلمين بنوا المسجد الأقصى مكان الهيكل الذي بناه الملك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          شبابنا والخروج من التيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          اختلاف الأجيال.. بين الآباء والأبناء!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          شـروط لازمـة.. الزوجـــة كما يجـــب أن تكــون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #161  
قديم 20-09-2022, 10:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (159)
أ. محمد خير رمضان يوسف


المسلمُ لا يستهينُ بالمسؤوليةِ الملقاةِ على عاتقه؛
لأنه يعلمُ أن الحاكمَ والمحاسِبَ يومَ الدينِ هو الله،
الذي يعلمُ خائنةَ الأعين،
وخلجاتِ القلب،
وما تُخفي الصدور.

التجاءُ الإنسانِ إلى ربِّهِ في الأوقاتِ العصيبة،
ولو كان كافرًا،
يُظهِرُ فطرتَهُ الصحيحة،
ويؤكِّدُ خِلقتَهُ الضعيفة،
وحاجتهُ إلى قوةٍ أكبرَ من قوته،
وتدبيرٍ أجلَّ من تدبيره.
﴿ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [سورة النساء: 28].
﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ﴾ [سورة يونس: 12].

المؤمنُ لا يتذكرُ ربَّهُ في الأوقاتِ الحرجةِ وحدها،
بل هو يذكرهُ في الظروفِ الآمنةِ أيضًا،
عندما يعبدهُ في أوقاتٍ ممنهجة،
في العملِ والبيت،
وفي الحرِّ والقرّ،
وفي السفرِ والحضر..

انقلْ تجاربكَ إلى أولادك،
وإلى تلاميذِكَ وأصدقائك،
ولا تستأثرْ بها لنفسك؛
ليعمَّ النفعُ والخير،
ويقلَّ الشرُّ والمنكر،
ولينتشرَ العلمُ والعملُ معًا،
ولتقلَّ الأخطاء،
ويُقضَى على الجهل.

عندما تصنعُ رحلتكَ إلى العذابِ بنفسك،
تكونُ هي مصيبتُكَ الكبرى.
إنها مثلُ من يُغمِضُ عينيهِ ويمشي بين الأحجارِ والأشواك،
أو يربطُ يديهِ إلى رجليهِ ويرمي بنفسهِ إلى نهرٍ عميق.
وإنه مثالٌ لمن يختارُ الباطلَ وهو يعرفُ الحق.
ومثالٌ لمن يفضِّلُ الظلامَ الدامسَ على نورٍ يشعّ،
وأخيرًا،
هو مثالٌ لمن يعرفُ طريقَ الجنة،
ولكنهُ يرمي بنفسه إلى النيران!
فمن الذي يلامُ إذا صارَ في جهنم؟
أليستْ نفسه؟
وهل ظلمهُ بذلك ربُّه؟


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #162  
قديم 20-09-2022, 10:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (160)
أ. محمد خير رمضان يوسف


الكهوفُ مخيفةٌ بعمقها وظلامها وتعرجاتها،
ولكنها كانت أمنًا وسلامًا على فتيةِ أهلِ الكهف،
وهكذا،
إذا أرادَ الله جعلَ النارَ بردًا وسلامًا.

راحةُ القلبِ في استمرارِ نبضهِ وليس في توقفه،
فلا حياةَ له إلا بالحركة،
فإذا استراحَ مات.
ولا حياةَ له كذلك إلا بذكرِ الله،
فإذا خلا من ذكرهِ خربَ أو مرض،
وكان ميتًا في عرفِ الشرع.

ازرعْ شجرةً ولا تسقها،
أو اسقها مراتٍ قليلة،
ولا تقلِّمها،
وانظرْ كيف تنمو.
ستجدها أقربَ إلى شجرةٍ قزم،
لا تعطي ثمرة،
ولا ظلاًّ،
ولا جمالاً،
هذا إذا لم تجفَّ من جذورها،
فلا تنفعُ إلا للحطب،
وحتى للحطبِ تكونُ قليلةً.
كذلك إذا أهملتَ أولادكَ ولم تربِّهم،
وتركتهم للشارعِ يعبثون ويسرقون ويجرمون ولا يحاسَبون،
إنهم إذا كبروا عقُّوا آباءهم وأمَّهاتهم أولاً،
وحوَّلوا حياتهم إلى جحيم،
أما كيف يكونون في المجتمع،
فتخيَّلْ ذلك بدونِ حرجٍ ولا حدود!

تستطيعُ أن تعيشَ دون أن ترى،
ودون أن تسمعَ أو تتكلم،
ولكن كم يكونُ ذلك صعبًا؟
إن نماذجَ من هؤلاءِ موجودون في كلِّ عصر،
وهم مبثوثون في أنحاءِ المجتمع،
وبين جميعِ طبقاتهم وفئاتهم،
وإن كانوا قلَّة؛
ليراهم الناسُ ويتَّعظوا ويعتبروا،
وليحمدوا خالقهم على ما وهبهم من أعضاءٍ حيَّة،
وحواسَّ سليمة،
ونعمٍ جزيلة،
ولكنهم قليلاً ما يتذكَّرون،
وقليلاً ما يشكرون ربَّهم على هذه النعم.

اللهم لا هدايةَ إلا منكَ فاهدنا،
ولا مغيثَ لنا إلا أنتَ فأغثنا،
ولا توفيقَ إلا منكَ فوفِّقنا،
ولا حولَ ولا قوةَ إلا بكَ فقوِّنا،
ولا غنَى لنا إلا بكَ فأغننا،
ولا عزَّةَ لنا إلا بكَ فأعزَّنا،
ولا يتوبُ على العبادِ إلا أنتَ فتبْ علينا،
ولا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ فاغفرْ لنا،
ولا ننتظرُ الرحمةَ إلا منكَ فارحمنا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #163  
قديم 20-09-2022, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (161)
أ. محمد خير رمضان يوسف



عذابُ الله لا يُردُّ بقوةٍ بشريَّةٍ ولو اجتمعت،
فليردُّوا الزلازلَ والبراكين،
وليردُّوا الأعاصيرَ والفيضاناتِ والحرائقَ قبل أن تُحرِقَ وتُهلِكَ الأموالَ والأنفس.
وليردُّوا أصغرَ منها قبل أن تفتكَ بالبشر،
مثلَ الجرادِ والميكروباتِ والجراثيمِ التي تسبِّبُ الأمراضَ المعدية.
وإذا جاء اليومُ الذي يجدون له العلاج،
يكونُ القدرُ قد حقَّقَ أهدافه،
وتُستجَدُّ عقوباتٌ وأمراضٌ أخرى،
وهكذا حتى يعتبرَ البشر،
ويعلَموا أن فوقهم قوةً قاهرة،
وأن الله إذا أرادَ أن يُهلكهم كلَّهم أهلكهم.
وسيأتي ذلك اليوم.

أنْ يُحَبَّ اللهُ في أوقاتِ الشدَّةِ والكرب،
ويُكفرَ به أو يُعصَى في أوقاتِ الرخاءِ والسَّعة،
هو سوءُ أدبٍ من العبدِ وسوءُ معتقَد،
ومثلُ هذا العبدِ لا يستحقُّ احترامًا ووفاء،
بل يؤدَّبُ ويعذَّبُ بما يستحقّ.

عدمُ معرفةِ أحكامِ الشرعِ في القضايا الراهنة والمسائلِ المهمةِ والنوازلِ الفقهية،
يدلُّ على تراخٍ فكريٍّ غيرِ محمود،
وضعفٍ في الإيمان؛
لأن الأمرَ يتعلَّقُ بالحلالِ والحرام،
وبمتابعةِ الإسلامِ أو القوانينِ الوضعية،
فمن لم يهتمَّ بذلك دلَّ على أنه غيرُ مهتمٍّ بدينه.

يا بني،
لا تتسكعْ في الشوارع،
ولا تخرجْ من غيرِ حاجة،
ولا تكثرِ التلفتَ وأنت تمشي،
انظرْ أمامك،

وغضَّ طرفكَ عن الحرام،
وعدْ إلى بيتِكَ إذا قضيتَ حاجتك.

يحكى أن أحدهم أرادَ أن يساعدَ أخاهُ الفقيرَ دون أن يشعرَ به،
ولما عرفَ أنه سيمرُّ فوق جسرٍ صغير،
وضعَ صرَّةَ نقودٍ أمامَهُ ليأخذه،
وعندما أرادَ الفقيرُ أن يجتازَ الجسرَ قال لنفسه:
سأنظرُ كيف يمشي العميان،
فأغمضَ عينيهِ حتى تجاوزَ تلك الصرَّة!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #164  
قديم 20-09-2022, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (162)
أ. محمد خير رمضان يوسف


عند تعدُّدِ العلماءِ يتوجَّهُ الطلبةُ إلى أكثرهم حلمًا،
ورحابةَ صدر،
وحنانًا،
واهتمامًا بهم،
فإذا كان أكثرهم علمًا غيرَ متَّصفٍ بهذه الصفات،
استفادوا منه دون أن يرتبطوا به.
إن الخُلقَ الحسنَ سيِّدُ المواقف.

تفكيرُ المسلمِ بواقعِ دينهِ ومستقبلهِ ليس له حدود،
فهو دائمُ التفكيرِ بعزَّةِ الدينِ وسُبلِ نشره،
وكيفيةِ إقناعِ الناسِ بعقيدتهِ ونظامه.

ابتعدْ عن المجرمِ ولو لم يكنْ لكَ شأنٌ معه،
فإنك إذا كنتَ أمامَهُ أصبحتَ هدفًا له،
وإذا كنتَ وراءهُ فكأنك تتبعه،
وإذا أحدثَ شرًّا كنتَ قريبًا منه.

مِن عبادِ الله مَن يخافُ أن يَكشفَ الله سترَهُ فيفتضحَ بين العباد،
ولو كان عميقَ الإيمانِ لانتهَى وخافَ من أن يَفضحَهُ الله على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامة.

يا بني،
حياةُ المجونِ تعني الاستخفافَ بالعقلِ الذي أكرمَ الله به الإنسان،
وتعني انتهاكَ حرماتِ الله،
والعبثَ بأعراضِ الناس،
ونشرَ الخنا والفاحشةِ وسوءِ الأخلاقِ في المجتمع،
فلا تقتربْ من أمثالِ هؤلاءِ الناس،
ولا تتشبَّهْ ولو بلباسهم،
ولا تمشي حتى في ظلالهم،
فإنهم أهلُ سفهٍ وطيشٍ وإجرام.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #165  
قديم 20-09-2022, 10:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (163)
أ. محمد خير رمضان يوسف

عيَّرَ قومُ لوطٍ الفئةَ المؤمنةَ بأنهم ﴿ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾،
كما في الآيةِ (82) من سورةِ الأعراف،
يعني عابوا عليهم لأنهم يتنزَّهون عن اللواط،
ويبتعدون عن الفواحش،
ولا يجارونهم،
ولا يفعلون فعلهم،
فعدُّوا العفافَ والخُلقَ الكريمَ والإصلاحَ في المجتمعِ جريمة!
لأن ذلك لا يناسبُ (حضارتهم) المنكرة.
ولم يكتفوا بهذا الكلام،
بل طالبوا بنفيهم وإخراجهم من البلدِ حتى لا (يُفسدوهُ) ويُفسدوا أهله!
﴿ قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
ومثلهم في عصرنا مثلُ الذين يستهزؤون بالشباب المسلمِ الملتزمِ الذي لا ينغمسُ في المجونِ والزنا والشراب،
ويقولون عنهم (رجعيون) و(متخلفون) و(غيرُ حضاريين)،
وهم الأطهارُ المصلحون ورثةُ الأنبياءِ الكرام،
والذين يعيِّرونهم مثلُ قومِ لوطٍ الشذَّاذِ الخبثاءِ الفاسقين،
الذين غضبَ الله عليهم فأهلكهم،
وأنقذَ المؤمنين من بينهم،

هل تتصوَّرُ أن يدعوَ بعضُ الناسِ إلى أمرٍ لا يؤمنون به،
وقد يتفانون في ذلك؟
نعم،
إنهم الذين يبيعون دينهم ومبدأهم في مقابلِ المالِ والمنصب!
ويدعون إلى ما يدعو إليه آخرون من غيرِ ملَّتهم لأنهم يساندونهم،
إنهم شرُّ الناس،
فهم مستعدون حتى لبيعِ أوطانهم،
مقابلَ منصبٍ أو مالٍ أو شهوة،
فالعقيدةُ والمبدأُ أغلى من الوطنِ ومن الروح،
ومع ذلك يبيعونه،
يتخلَّون عنه ويُهدرونه،
إنهم خونةٌ جبناء،
لا إلَّ لهم ولا ذمَّة.
وقد لا يُعرَفون إلا بعد أن يتربَّعوا على مناصبَ سياسيةٍ وقياديةٍ كبيرةٍ جدًّا،
لا يُزعزَعون عنها بسهولة،
لأنهم كانوا متلونين خبثاء،
أمضوا حياتهم في الرياءِ والنفاقِ والذلِّ والرشاوي وتنفيذِ مهماتٍ مشبوهة،
حتى يصلوا إلى تلك المناصب،
لينفِّذوا أهدافَ أعداءِ الدينِ والوطن،
الذين أسهموا في إيصالهم إلى الحكم.
فليكنِ المسلمُ على حذر،
فقد كثرَ أمثالُ هؤلاء المفسدين،
وتمرَّنوا على الخداعِ والحيلةِ والنفاق...

إذا رأيتَ طبعكَ مخالفًا،
ومزاجكَ معاكسًا،
فتمسَّكْ بآدابِ الدين،
ولا تخالفْ جماعةَ المسلمين،
وسترى أنك قريبٌ من إخوانِكَ المسلمين،
ولو بعد حين،
فالدينُ يهذِّبُ النفوس،
ويعدِّلُ الأمزجة،
طاعةً لربِّ العالمين.

يا بني،
إذا تكلمَ الناسُ فلا تتكلمْ كيفما كان،
ولا تردِّدْ ما يقولون ليقالَ إنك مشاركٌ في المجالس،
ولكن انظرْ إلى ما تقول،
هل هو حقٌّ وفيه فائدة،
ومناسبٌ ما تقولهُ في حينه؟



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #166  
قديم 20-09-2022, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (164)
أ. محمد خير رمضان يوسف



الغذاءُ والأمنُ أمرانِ أساسيانِ في حياةِ الإنسان،
ذاكَ جسديًّا،
وهذا نفسيًّا،
والخوفُ والجوعُ يُهلكانه،
ولذلك عذَّبَ الله بهما أهلَ بلدٍ عندما كفروا بنعمِ الله:
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ
فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
[سورة النحل: 112].
وذكرَ سبحانهُ نعمتَهُ على قريشٍ بقوله:
﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ
[سورة قريش: 4].

التوسطُ في الإنفاق،
داخلَ البيتِ وخارجه،
يجنِّبُكَ الندم،
والإسرافُ يجعلُكَ تتحسَّرُ بعد قليل،
أما التقتيرُ فلا يجعلُكَ تعطي نفسكَ حقَّها،
ولا نصيفه،
وتبقَى وكأنكَ سجينٌ في الدنيا!

من عداوةِ الشيطانِ للإنسان،
أنه يتغيَّظُ إذا رأى مسلمًا مطمئنًّا هانئًا قائمًا بواجبه،
لا يميلُ يمنةً ولا يسرة،
فلا يزالُ به - وهو يجري منه مجرى الدم -
يوسوسُ في نفسه،
ويرغِّبهُ في بُنيَّاتِ الطريق،
ويُريه الأبيضَ والأسودَ والملوَّن،
فإذا رآهُ قويَّ الإيمانِ لا يتزعزع،
تركَهُ ومضى إلى غيره،
وإذا رآهُ مستمعًا له،
مصغيًا إلى نزغاته،
مهتمًّا باقتراحاته،
ضربَ معه صحبةً حتى يُرديه.

المؤمنُ فطن،
لا يُخدَعُ بسهولة،
وإذا خُدِعَ مرةً من شخصٍ أخذَ حذره،
ولم يثقْ به،
لأنه يعرفُ قولَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحرٍ مرتين".
(صحيح الجامع 7779).

لا تعكِّرْ صفوَ علاقاتِكَ مع أخيكَ بظنونٍ تظنُّها،
ولا تَنهَهُ عن أمرٍ وهو مختلَفٌ فيه،
ولا تَلوِ سَيرَهُ ليتوافقَ مع طبعك،
ولا تتدخَّلْ في شؤونٍ له توافقُ مزاجَهُ ولا تضرُّك،
فالأمرُ واسع،
والإيمانُ أكبر،
والذي يجمَعُ بينكما أفضلُ مما يفرِّقُ بينكما،
والدنيا تسعَكما وغيرَكما.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #167  
قديم 20-09-2022, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (165)
أ. محمد خير رمضان يوسف


إذا كنتَ قائمًا فلا بدَّ أن تجلس،
وإذا كنتَ جالسًا فلا صبرَ لكَ على البقاءِ هكذا،
ولا بدَّ لكَ من القيام،
وهكذا حياةُ الإنسانِ في سائرِ أموره،
فلا يستديمُ على حال،
ولا يستبقي على أمر،
حتى لو أطالَ في العبادةِ لفترَ ثم نام.
وقد جعلَ الله له في هذه الحياةِ ما يلائمُ طبيعتَهُ ومزاجَهُ المتغيِّر،
فخلقَ الليلَ وعكسَهُ النهار،
وجعلَ الشتاءَ والصيفَ في طقسينِ متباينين،
ومثلهما الربيعُ والخريف،
وخلقَ البرَّ والبحر،
وهيَّأ له أنواعَ الغذاءِ والأطعمةِ والحبوب،
وأنواعَ الفواكهِ والعصائر،
والمرطِّباتِ والمكسِّرات،
فلا صبرَ له على حلوٍ دائمًا،
ولا على مالحٍ أو حامضٍ باستمرار،
بل سخَّرَ له ما في السماواتِ وما في الأرض،
كلُّ ذلك لأجلِ ما يناسبُ حضرةَ الإنسان،
وطبيعتَهُ الوثَّابة،
ومزاجَهُ المتغيِّر،
فاللهم اجعلنا من عبادِكَ الشاكرين،
واجعلْ ما أعطيتنا من صحةٍ قوةً لنا على طاعتِكَ وتقواك،
ونعوذُ بكَ أن نتقوَّى بنعمتِكَ على معصيتك.

من طلبَ الشفاءَ امتنعَ عمّا يهيجُ مرضه،
ومن طلبَ النجاةَ تجنَّبَ موجباتِ السقوط،
ومن طلبَ الجنةَ ابتعدَ عن المعاصي التي تقطعُ طريقَهُ إليها.

من اتصفَ بالتقوى،
فقامَ بطاعةِ الله وانتهى عن معصيته،
جعلَ له ثلاثةَ أشياء:
1- جعلَ في قلبهِ نورًا يفرِّقُ به بين الحقَّ الباطل.
2- وسترَ عليه ذنوبَهُ في الدنيا.
3- وغفرها له في الآخرة.

يقولُ ربُّنا سبحانه:
﴿ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [سورة الأنفال: 29].

كتابُكَ ناطقٌ بلسانك،
ومُخرِجٌ مكنونَ قلبِك،
ومُنبئٌ عن عقلك،
ومُفصحٌ عن اختيارك،
ومحدِّدٌ اتجاهك..
إنه مرآةُ نفسك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #168  
قديم 20-09-2022, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (166)
أ. محمد خير رمضان يوسف


لا تتأخَّرْ عن سدادِ ديونِكَ حتى لا تتراكمَ فتعجزَ عن سدادها،
ولا تتأخَّر عن التوبةِ من سيئاتِكَ حتى لا تكثرَ فتصبحَ رانًا على قلبك،
فتنسَى التوبة،
وقد تتوبُ أو لا تتوبُ منها.

ما قيمتُكَ في مجتمعكَ إذا لم يثقِ الناسُ بك؟
لقد تعوَّدَ بعضهم على أن يُطلِقَ مواعيدَ بدونِ ميزان،
فلا ينفِّذها،
وإذا نفَّذها ففي غيرِ أوقاتها،
حتى صارَ ذلك عادةً له!
وقد لا يعرفُ أن الناسَ يقولون عن مثلِ هذا: إنه يكذب،
فلا يثقون به.
ومدينون كثيرون يقولون لدائنيهم إنهم سيسدِّدون ديونهم أولَ الشهر،
يقولون هذا مراتٍ وفي أولِ كلِّ شهر،
وهم يعرفون في داخلِ نفوسهم أنهم كاذبون.
ومواعيدُ الزياراتِ واللقاءاتِ مليئةٌ بمثلِ هذه الأكاذيب،
فيقولُ أحدهم إنه سيحضرُ بعد ساعة،
أو سيلقاكَ بعد يومين،
ثم لا يجعلُ ذلك في بالهِ أصلاً!
ولا يعتذرُ للشخصِ الذي وعدَهُ إذا جاءَ وقته،
فإنه إذا كان معذورًا حقًّا اتصلَ به واعتذر.
أما علمَ هؤلاءِ أن خُلفَ الوعدِ من خصالِ المنافقين،
وأن المؤمنين حريصون على مواعيدهم كما هم حريصون على حياتهم،
حتى لا تكونَ فيهم خصلةٌ من خصالِ النفاق؟

الفكرُ المستمدُّ من الإيمان،
ينوِّرُ الدرب،
ويطمئنُ القلب،
ويقوِّي الشعور،
ويسدِّدُ الهدف،
ويُبعدُ صاحبَهُ عن الشر،
ويجلبُ الثقةَ في المجتمعِ المتديِّن.

أناسٌ كأن نفوسَهم لم تُخلقْ لهم!
فهم يعملون للناسِ أكثرَ مما يعملون لأنفسهم،
ويفرحون بذلك.
لو علمتُ أن نفوسًا مثلها تُباعُ لاشتريتها بما أملكُ وبما لا أملك،
ولوزَّعتها مجّانًا على الأنانيين والنفعيين الذين يريدون أن يكونَ لهم كلُّ شيء،
ولا يعطون الناسَ منه شيئًا!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #169  
قديم 20-09-2022, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (167)
أ. محمد خير رمضان يوسف


همُّ القبولِ ملازمٌ للأتقياء،
حتى تمنَّى بعضهم أن يعرفَ أنه قد قُبِلَ له عملٌ واحد!
لأن قبولَ العملِ يتعلقُ بأمور،
منها الإخلاص،
وموافقةُ الشرع،
وأكلُ الحلال،
وصلةُ الرحم،
وغيرها.
وقد عدَّدَ الله صفاتٍ للمؤمنينَ الفائزين، فكان منهم:
﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
[سورة المؤمنون:60]،
أي: والذين يُعطُونَ العطاءَ وقلوبُهم خائفة،
خشيةَ أنْ لا تُقبلَ منهم صدقاتُهم،
وخوفًا من أنَّ ذلك قد لا ينجيهم من عذابِ الله،
عندما يُبعَثون إليه ويُحاسبُهم على أعمالِهم.

يا بني،
اقرأ حتى تفهمَ ما حولك،
وتعرفَ ما كان،
ولا تقتصرْ على السماع،
فإن المستمعَ كأنه مستسلمٌ للمتكلم،
ويأخذُ من قناةٍ واحدة.
إذًا أشغلْ عقلك،
وشدَّ انتباهكَ،
وأعمِلْ حواسَّكَ كلَّها حتى لا تُشطط.

رحلتُكَ إلى عالمِ الصفاءِ تبدأُ بالغسيل،
فكما أنكَ تغسلُ جسدكَ مما علقَ به من الأوساخ،
كذلك تغسلُ قلبكَ مما علقَ به من المعاصي والذنوب،
وأدواتُ الغسيلِ لا بدَّ منها حتى تكونَ النظافةُ مؤكدة،
وأدواتُ غسيلِ القلبِ هي الاستغفارُ والندمُ على المعاصي والإقلاعُ عن الذنب،
وإذا لم تعدْ إلى فعلاتِكَ السابقةِ فهذا يعني إخلاصَكَ في الأوبةِ إلى ربِّك،
وعندئذٍ تبدأ رحلتَكَ إلى عالمِ الصفاء،
والصفاءُ يعني خلوَّ القلبِ من الكذبِ والغشِّ والخداع،
فلا تعصي خالقك،
ولا تظلمُ نفسك،
ولا تخدعُ صديقك.

لمن تتجمَّلُ إذا لم يكنْ قلبُكَ نظيفًا؟
تحملُ أضغانًا وأحقادًا على إخوانِكَ وأصدقائك،
وتُريهم وجهًا برَّاقًا كاذبًا؟
بئسَ من كانت صنعتهُ الكذبَ والخداع،
وجهانِ وقلبٌ واحد؟

يا بني،
لا تمشِ عاليَ الرأسِ مستكبرًا وكأنكَ قطعةُ خشبٍ مسنَّدة،
ولا منتكسًا متضعِّفًا وكأنكَ جذعُ شجرةٍ قديمةٍ تكادُ أن تسقط،
ولكن معتدلاً متواضعًا،
لا كِبرٌ يرفعه،
ولا ذلٌّ يضعه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #170  
قديم 20-09-2022, 10:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,836
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كلمات في الطريق-----متجددة إن شاء الله

كلمات في الطريق (168)
أ. محمد خير رمضان يوسف





يا بني،
ليكنْ عقلُكَ مرافقًا لكَ في كلِّ حين،
فلا تشغلنَّهُ في مقهًى بدون فائدة،
ولا تُهدرنَّهُ في ليالٍ سوداءَ تأخذُ من دينِكَ قبلَ عقلك،
ولا يسلبنَّهُ منكَ جمالٌ أخَّاذٌ ولا فتنةٌ حمراء،
ولا تشوِّشْ عليه في مشكلاتٍ تافهةٍ تبدِّدُ جهودكَ وتُضعفُ صحَّتك،
ولا تحجبنَّهُ بمسكرٍ أو مُخدِّرٍ فتقعدَ مريضًا أو بلا عقل.

معتنقو الإسلام،
والتائبون العائدون من الإلحادِ إلى الإيمان،
يعجبون من أنفسهم كيف كانوا يكفرون أو يشركون،
ويرون أنهم ما كانوا جادِّين أو مهمومين في البحثِ عن الإلهِ الحقّ،
فما كانوا يرون ضرورةَ ذلك،
ويظنونَهُ حريةً شخصيةً لا يترتَّبُ عليها شيء،
لا حسابَ ولا ثواب ولا عقاب،
وأنهم كانوا يكتفون بما هم عليه من باطلٍ للألفةِ والعادةِ والتقليدِ الذي يعيشونه،
وأنهم عندما كانوا يسمعون أفكارًا أو كلماتِ حقّ،
ما كانوا يتعمَّقون فيها،
ولا يتابعونها،
إلا لظروفٍ وتداخلاتٍ خارجية،
أو بواعثَ نفسية،
فعند ذلك يتعلَّقون بها ويحرصون عليها،
كما لو انتابتهم مصائب،
أو تغيَّرت حياتهم فجأة،
في ظروف عمل،
أو حياةِ أسرة،
أو تصرُّفاتِ صديق،
فيبذلون جهدًا عقليًّا،
ويشعرون بتأثيرٍ نفسيّ،
وربما أنتجَ ذلك مواقفَ جديدة،
أو حواراتٍ هادفة،
أو أنهم يلاحظون سلوكًا متميِّزًا،
وقدوةً في الأخلاقِ والعمل،
كاستقامةٍ وتواضع،
وإيثارٍ وكرم،
ونجدةٍ ومروءة..
وأفكارٍ جادَّةٍ للانطلاقِ من جديد،
إلى عالمٍ أرحب،
وعقيدةٍ أوضح،
واهتمامٍ أوسع..

الزياراتُ بين الأصدقاءِ كثيرة،
معظمها غيرُ هادف،
يعني أنها بدون تخطيطٍ ولا هدف،
وإنما هي للإيناسِ والتواددِ والكلامِ ومعرفةِ الأحوال،
ولو جُعِلَ لكلِّ زيارةٍ هدفٌ مفيد،

من قراءة،
أو درس،
أو بحث،

أو عبادة،
أو تعاون،
لأنتجَ ذلك على المدى الطويلِ خيرًا وبركة،
في العلمِ والعمل،
وفي التربيةِ والعلاقاتِ الاجتماعيةِ عمومًا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 189.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 184.05 كيلو بايت... تم توفير 5.88 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]