|
|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عاداتك عنوان حياتك
عاداتك عنوان حياتك علي بن حسين بن أحمد فقيهي بوح القلم (تأملات في النفس والكون والواقع والحياة) عاداتك عنوان حياتك ♦ كنا نصلي العشاء يوميًّا بمقرِّ العمل، ويُصلِّي معنا جماعةٌ من المواطنين والوافدين، فأشار إلي عامل النظافة، الآسيوي - العادي في هيئته، والبسيط في ثقافته: أن كثيراً من المصلين لا يعرفون الوتر ويخرجون بعد الصلاة مباشرة.. فقلت له مبررًا لحالي وحالهم: وقت الوتر واسع وطويل، فيمكن بعض الناس أن يوتر بعد العشاء مباشرة، وبعضهم قبل النوم، والبعض الآخر قبيل الفجر، وانصرفت بعدها وتركته يؤدي وتره الذي يحافظ عليه بكل طمأنينة وخشوع. ♦ في أول سنوات عملي صحِبتُ أحد الفضلاء - رحمه الله تعالى - وقد قارب الستين عامًا، فرأيته منضبطًا في عمله ودوامه، أولنا حضورًا وآخرنا انصرافًا، لا أعهد عليه غيابًا ولا منه تأخرًا، خرج من العمل وتقاعَدَ من الوظيفة والكل يذكره بالإخلاص والانضباط والأمانة والنزاهة. ♦ نقصد بعض المساجد المعروفة بالصلاة على الجنائز لسنواتٍ متفاوتة ومناسبات مختلفة، فتجد بعض الأشخاص أثناء الصلاة في المساجد - أو وقت الدفن في المقابر - وجوهُهم مألوفة، وآثارهم شاهدةٌ على حضورهم الدائم ووجودهم المتواصل لأعمال يسيرة، وأفعال بسيطة، اعتادتها النفوسُ، وأَلِفَتْها الأجساد، وطابت بها القلوب، وانشرحت لها الصدور. ♦ جلستُ في إحدى القاعات أُتابِع الاختبار النهائي لبعض المتقدِّمين، ومعهم مجموعة من كبار السن، وبعضهم مدير مرموق، وآخر شخصية شهيرة، وثالث ذو رتبة عالية، وتفاجأت بأن بعضهم يتحيَّن الفرصة وينتهز اللحظة لاقتناص إجابة من زميله، أو إخراج برشامة من جيبه، أو توصيل معلومة لزميله بكل جراءة وتلقائية، مما يدل على أنها عادة متأصلة في العقل، وسجيةٌ مترسخة في النفس. ♦ العامل الرئيس والعنصر المشترَك بين هذه الصور والمَشاهد، هو المداومة والاستمرار، والاعتياد والتكرار؛ حتى أصبحت سجيَّة للفرد وخصلةً للمرء يفعلها تلقائيًّا، ويؤديها طبعيًّا، فلا يستطيع التحولَ عنها، ولا الانفكاك منها. ♦ اختلف المختصون في مجال علم النفس، في وضع تعريف واضح لمفهوم العادات، فيرى توني هوب أن (العادات عبارة عن أنظمة تلقائية للسلوك، تتكرر بطريقة منتظمة)، كما عرَّفها (رافيسون ١٨١٣ - ١٩٠٠م) بقوله: "العادة استعدادٌ لتغيرٍ ما، أحدَثَه في كائنٍ ما، استمرارُ أو تكرار هذا التغيير بعينه). ♦ للعادة أثرٌ كبير في حياة الفرد والمجتمع؛ ذلك لأنها هي المادة التي يتألف منها سلوكُ الشخص، وتُسيِّر مشاعرَه وأفكاره وأفعاله، كما أنها تُمثِّل أسلوب الحياة وطريقة العيش للمجتمعات، وتؤثر على تفاعلاتها وتحوُّلاتها الثقافية والحضارية، يُوضِّح (ستيفن كوفي) في وصفه للعادات هذا التأثير بقوله: (العادات لها قوة جذب هائلة، أكبر كثيرًا مما يتوقعه أو يقر به معظم الناس). ♦ أُولى خطوات النجاح الاستمرارُ والمواصلة في تجديد المعارف، وتنميةِ الأفكار، وتهذيب الأخلاق، وتغيير الواقع للوصول لعادات فاعلة، وأحوال فاضلة، تعود بالخير والنفع والإنتاج والإنجاز على الفرد والمجتمع، والكون والحياة، ((فمَن يَستَعْفِفْ يُعفَّه الله، ومَن يستغنِ يُغنِه الله، ومَن يتصبَّر يُصبِّره الله)).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |